الحمار الوحشي المخطط الجبلي (الزرد) Zebra

يوجد من عائلة هذا الحيوان في وقتنا الحالي ثلاثة أنواع فقط في جنوب أفريقيا. ويرى علماء الحيوان أن هنالك نوعين هما حمار رأس الرجاء الصالح الجبلي Cape Mountain Zebra، وحمار السهول. ويختلفان في عدد الخطوط السوداء على الرأس والجسم، وكونها عريضة أم ضيقة.

ويتميز الحمار الجبلي، ببياض في مواضع من بطنه، مع شريط أسود مركزي يمتد من عند الصدر إلى البطن وتكون الخطوط السوداء شاحبة وباهتة على الجانبين من أسفل. أما حمار السهول فإن خطوطه السوداء تمتد لتحيط بالأجزاء السفلى.

وجملة القول أنّ الحمارين يتشابهان في نمط الخطوط على الجلد. لكن جانبي الجسم فيها لا يتطابقان تماماً. وخلفية اللون بيضاء، وعليه شرائط أو خطوط بيض، يكون أضيقها على الرأس. وتحمل الأطراف شرائط سوداً حتى منطقة الحوافر، وتكون التي على الأرجل الخلفية أعرض من تلك التي على الأرجل الأمامية، وتوجد بقع سود فوق الحوافر. وأعلى طرف الأنف أسود، ويوجد خلفه مباشرة لون برتقالي يمتد على الجانبين، والأذنان مدورتان، وذاتا أطراف بيض، إذا نظر إليهما من الأمام، ولهما حواف سود. ويوجد على امتداد طرف الذيل خط أسود ضيق، يمتد على هيئة شعيرات طويلة سوداء إلى تميل إلى اللون البني. وتكون الحوافر مضغوطة، ومتينة السطح الملامس للأرض الصخرية الحجرية القاسية.

حمار الزرد الجبلي: يصل طول الحمار الوحش الجبلي الذكر إلى 127سم عند الكتف، ووزنه التقريبي 234كجم، أما الأنثى فارتفاعها 124سم ووزنها 240 ـ 250كجم، والأذن طويلة بالمقارنة مع حمار السهول، ويصل طولها إلى 22 سم في الذكر و17سم في الأنثى. ويوجد هذا الحيوان على ارتفاعات تصل إلى 2000م فوق مستوى سطح البحر. حيث يتوافر له الغذاء والماء، وينحدر إلى مستويات أدنى ارتفاعاً في الشتاء.

ينتشر حمار الزرد الجبلي فقط في جنوب أفريقيا، وهو مهدد، وكاد ينقرض، ويوجد حالياً في الحدائق الحيوانية، والمتنزهات الوطنية في جنوب أفريقيا.

يكون الحيوان نشطاً من بعد طلوع الفجر، ويواصل نشاطه حتى الغروب خلال الصيف، وحتى دخول الليل خلال الشتاء. ويستريح أثناء النهار في مجموعات، إما واقفاً في سكون، أو مستقلياً في استرخاء، وليس من الضروري أن يكون ذلك تحت الظل. ويشرب الحيوان الماء يومياً، ويفضل الماء النظيف، ويأنف الماء العكر. ويلجأ إلى حمام التراب، ويحك الحيوان جلده بنفسه، وقد يحك حيوان جلد آخر.

ويرتبط السلوك الاجتماعي بالقطيع وبموسم التوالد، ويقدر عدد أفراد أكبر قطيع بـ 13 فرداً. ويسيطر الذكر على المجموعة لمدة زمنية، يقدرها العلماء بـ 15 سنة، وإذا ساءت صحة الذكر يتم استبداله بآخر، ويقود هذا إلى شجار عنيف. وحمار الجبال ليس استعمارياً وليس له مستعمرة يدافع عنها، ومواطنه تتداخل، ولكنه يتأثر بتقلبات الطقس، ويتوقف عند الزوابع المطرية العنيفة عن الرعي، ويوجه ظهره ناحية الأمطار ويقف ساكناً بلا حراك.

حمار الوحش الجبلي عاشب، وقد يتنفس أحياناً أجزاء محددة من النباتات. ويكون رعيه في منطقة الشرب، ويجمع الحشائش بشفتيه ثم يدفعها بين الأسنان القواطع مع حركة بالرأس إلى أعلى وإلى الجانبين. وينزع بعض الحشائش من جذورها عند رعيه، ويشرب عليها الماء يومياً، ويلعق بعض التراب ذا المعادن.

وتلد الأنثى عند عمر 4 ـ 5 سنوات، ويزيد وزن المولود يومياً بمعدل 0.5 كجم، ويستطيع الوقوف على رجليه خلال 11 دقيقة من مولده، ويمشي خلال 19 دقيقة، ويتغذى خلال 67 دقيقة. ويظل الصغير في حماية أمه أسابيعه الأولى، وعند بلوغ الذكور الصغار 22 شهراً يتركون أسرتهم طوعاً، أما الإناث فتترك الأسرة مع أول حيض لها، وتتجول منفردة حتى تجد رفيقاً لها. وتظل تنجب حتى عمر 21 سنة، ويظل الذكر مخصباً حتى عمر 19 سنة.