إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات رياضية / الشيش




مبارزة الصيادين
مبارزة الصيادين
مبارزة دولية
مبارزة دولية
المبارزة بالعصا/ التحطيب
المبارزة بسيقان البردي
المبارزة على القوارب

أنواع الأسلحة
ملابس رياضة الشيش
أوضاع المبارزة
هجمة السهم بطريقة عنيفة
أدوات غير قانونية
ميدان اللعب
إحداث لمسة عنيفة
أجزاء السلاح
هدف رياضة الشيش
هدف سلاح السيف
هدف سيف المبارزة
مسك الأدوات الكهربائية
مغادرة الملعب
المبارزة بالسيف الثقيل
المبارزة في العصور القديمة
الوضع الأول
الوضع الثامن
الوضع الثالث
الوضع الثاني
الوضع الخامس
الوضع الرابع
الوضع السابع
الوضع السادس
الهجوم بطريقة عنيفة
الهروب خارج الملعب
اللعب بطريقة سلبية
الأقنعة والخوذات
الاعتراض على قرار
التحايل أو الغش
التظاهر بالإصابة
الدوران وإعطاء الظهر
اليد أمام الهدف
الخداع غير القانوني
الخروج عن الروح الرياضية
الخروج على الروح الرياضية
الجري أو الهرب
السيوف عبر التاريخ
السيف، وسيف المبارزة
السقوط على الأرض
القناع الحالي
اتصال الصديري المعدني
اتفاق أو مساومة
استخدام المنشطات
استخدام اليد غير المسلحة
تطور القناع
تعمد تعطيل اللعب
تعمد ضم المنافس
تعمد ضغط الذبابة
تعطيل اللعب
تقارب وتلاحم الأجسام
جهاز التحكيم الكهربائي
خروج المشاهدين أو المساعدين
رفع القناع
سلاح الشيش
علامات فحص الأدوات
عدم وجود علامات
عدم الاستجابة
عدم التركيز
عدم حضور اللاعب




أولاً: نشأة رياضة الشيش وتطورها

أولاً: نشأة رياضة الشيش وتطورها

الشيش رياضة المبارزة بالسيوف، ولها أصولها وقواعدها وأنظمتها. وقل أن يوجد بلد في العالم لا تُمارس فيه هذه الرياضة. وهي قديمة مارسها الأقدمون منذ فجر التاريخ، وعبر العصور المختلفة إلى وقتنا الحالي، وفي أماكن مختلفة من العالم. ففي البداية كان الإنسان، في أول وجوده على الأرض، يهتم بالدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة، أو الحصول على غذائه، أو صد هجمات الأعداء، فاستخدم كل ما يعينه على ذلك ابتداءً من الأحجار وغصون الأشجار، وراح يصنع منها أشكالاً متعددة تسهل له هذه المهام، فأصبحت مدببة طويلة أو قصيرة مستقيمة أو منحنية.

وبظهور العصر البرونزي بدأ الإنسان يصنع أسلحة على شكل الخناجر والسهام والرماح كما بدأت الأسلحة تأخذ شكلاً طولياً مستقيماً أملس أو متعرجاً. ومع اكتشاف الحديد، بدأ الإنسان في صنع الأسلحة التي تتميز بالصـلابة والقوة، في شكل أسلحة القتال ما بين السيوف ذات الأنصال الطويلة والقصيرة والأطراف القاطعة والمدببة. ومن ثم بدأت تظهر الأشكال الأولية من المبارزة، وأخذت صناعة الحديد تتعدى السيوف إلى صناعة الدروع الحديدية الواقية من طعنات الأعداء، التي أثقلت المبـارز وجعلت حركته ومبارزته محدودتين.

أمّا أقدم سيف عثر عليه فكان في مقبرة الملك "سارجون" الذي حكم "أور" في شمالي العراق منذ عام 3000 ق. م، وكان السيف مصنوعاً من البرونز. ويعتقد البعض أن المبارزة عُرفت في بلاد الرافدين ـ العـراق ـ منذ عام 5000 ق. م، إلا إنه لا دليـل على ذلك.

1. عصر الفراعنة

كان قدماء المصريين أول من سجل المبارزة بالسلاح في نقوشهم بمعبد الأقصر عام1190 ق.م، والتي تصور متبارزين بأيديهم سيوف ذات أطراف مغطاة، وعلى وجوههم أقنعة تشبه إلى حد ما الأقنعة المستخدمة حالياً. وللقناع ياقة كبيرة تتدلى على الصدر ومبطنة فوق الأذنين ومربوطة بالشعر من الخلف، ويظهر في بعض النقوش من يستخدم في دفاعه ما يشبه الدرع مربوطاً في الذراع الأيسر.

كما تظهر النقوش مجموعة من المشاهدين من أهالي ـ حوري ـ مصر والسودان، بينما يقف في المنتصف، بين المشاهدين، القاضي والحكام بيد كل منهم عصا طويلة في نهايتها ريشة طاووس وتعرف بالعصا ذات الريشة.

وقد سجل أحد المؤرخين ـ من المصريين القدماء ـ وصفا لأحد المتبارزين قائلاً على لسان المبارز:

"يا خصمي.. اتخذ وضع الاستعداد... وسوف تندهش وتتعجب بما تفعله يد المبارز الشجاع"

بينما يهلل المشاهدون "تقدم.. تقدم.. يا له من مهاجم ممتاز..."

وقد أولع المصريون القدماء بمختلف أنواع المبارزة، منها ما هو على القوارب بين الصيادين، والمبارزة باستخدام سيقان نبات البردي، والمبارزة باستخدام السيوف.

وقد ذكر المؤرخ، هيرودوت، أن الاهتمام كان كبيراً في تعليم الجنود فنون القتال والرياضة باستخـدام العصي، إذ كان التحطيب أساساً للتدريب على الأسلحة. (انظر صـورة المبارزة على القوارب وصـورة مبارزة الصيادين وصورة المبارزة بسيقان البردي وصورة مبارزة الصيادين وصورة المبارزة بالعصا/ التحطيب وصورة مبارزة دولية وصورة مبارزة دولية).

وكانوا يستخدمون في التحطيب عصا يتراوح طولها بين 120 سم و 150 سم مزودة بواق لليـد وتنتهي بقطعة من البرونز.

وقد ظهر التحطيب عند الفراعنة، وهي رياضة مازالت تمارس في ريف مصر وصعيدها، ويعد التحطيب من أقرب الرياضات الشعبية للمبارزة.

وقد سميت بالتحطيب لأنها تُلعب بالحطب، أو العصي الغليظة (الهراوة، النبوت)، ويسميها أهل الصعيد (القلاوى)، وأهل الفيوم (الملاقفة)، ويسميها أهل الريف (المجاصفة).

وقد ظهرت أهمية السيف لدى الفراعنة لدرجة أن السيف كان يوضع في المقبرة مع صاحبه الميت حتى يستخدمه عند بعثه للحياة مرة أخري.

2. الفرس والإغريق والرومان

اتسمت هذه العصور بكثرة الحروب التي تطلبت الاهتمام بالتدريب على المبارزة، وكانوا يستخدمون الأسلحة والملابس الثقيلة في قتالهم، كما كانوا يستخدمون أنواعاً من الأسلحة الأخرى مثل الخناجر والحراب والدروع الثقيلة والمطارق الحديدية.

وكان ثقل الملابس والأسلحة يعوق الحركة، ويتطلب التغلب على ذلك شجاعة كبيرة وقتالاً عنيفاً، وقد سجل التاريخ أساطير أشهر المبارزات بين أبطال اليونان والطرواديين، أثناء حصار طروادة (في آسيا الوسطى) حسبما ورد في أقدم ملحمتين شعريتين في اليونان للشاعر هوميروس، وهما "الإلياذة" و"الأوديسيا".

وكان الرومان يوجهون اهتماما كبيرًا إلى فنون المبارزة والطعن والنـزال، وأدى ذلك إلى اشتهار رياضة المبارزة وإنشاء ساحات لها، وظهرت طائفة المقاتلين المحترفين، الذين عرفوا باسم "المتبارزين" Gladiators، وقد كان الكثير منهم يسقط قتيلاً أثناء المبارزة أمام المشاهدين.

أما عند الفرس فكان أشهر المبارزين "رستم" و"طهاسب" و"ليهرام صور" وعند الإغريق "هيراكليس" و"أخيلليس"، و"ديوميديس". وعند الرومان "ليونيداس" (انظر شكل السيوف عبر التاريخ).

3. العصور الوسطى والإسلامية

صاحب انتشار المسيحية في الإمبراطورية الرومانية ظهور اتجاهين:

أ. حركة التقشف وقهر الجسد.

ب. حركة الفلسفة اللاهوتية.

وفلسفة ذلك اعتبار الإنسان وبدنه وحدتين منفصلتين لا علاقة لأحدهما بالآخر، وامتنع الناس عن ممارسة الألعاب التي تتسم بالوحشية ومشاهدتها وتدريباتها، لذلك تراجعت فنون المبارزة خلال هذه الحقبة من التاريخ. انظر شكل المبارزة في العصور القديمة وشكل الأقنعة والخوذات وشكل المبارزة بالسيف الثقيل وشكل السيوف عبر التاريخ).

كان لظهور الإسلام الأثر الكبير في الارتقاء بالمبارزة والتدريب عليها؛ لما تستدعيه الحروب والفتوحات الإسلامية من رجال أقوياء أشداء قادرين على حماية عقائدهم، والذود عن دينهم، ومن المعلوم أن العرب كانوا مهرة في استخدام السيف والفروسية؛ فقد كان على الشخص أن يتقن:

أ. ركوب الخيل والكر والفر.

ب. الرمي بالقوس.

ج. الطعان بالرمح.

د. المداورة بالسيف.

وكان العرب يطلقون بعض الأسماء على السيوف، وبعضها كان له شهرة تاريخية، وكان للرسول، صلى الله علية وسلم، سيف غنمه يوم بدر، "ذوالفقار"، صار لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، من بعده.

وكانت للسيوف أشكال عدة، فمنها الطويل المستقيم وهو ذو حدين، ومنها المقوس وهو ذو حد واحد، وكان العرب يتفننون في تزيين مقابض السيوف بالنقوش والأحجار الكريمة.

ولا تزال مظاهر الاحتفالات الحالية في مختلف أرجاء الجزيرة العربية تتسم، حتى الآن، باستخدام السيوف في الرقصات الشعبية والاحتفالات المختلفة. وعلى علم المملكة العربية السعودية الأخضر سيفان مرسومان أسفل عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

4. في العصور الحديثة

في القرن الرابع عشر اكتشف البارود، فكان له تأثيره البالغ في تحول المبارزة من ميادين القتال والحروب إلى ميادين أخري من بينها الرياضة، كما حدثت تطورات كثيرة في فن المبارزة والأدوات والملابس والملاعب، فقد خف وزن السيف، ووضعت نظم المبارزة وقوانينها. وفي القرن الخامس عشر بدأت المبارزة تأخذ طابعاً حديثاً، وظهر أول بحث إيطالي عام 1410م نشرته صحيفة "ليبريه LEBRIE ". وظهر مخطوط ألماني عام 1443م نشرته "تالهوفر TELHOVARIS " عنوانه "كتاب المبارزة". وظهر أول كتاب في أسبانيا عام 1471م لمؤلفه "دي سيجودي فاليرا". وفي فرنسا نشر عام 1568م كتاب "المبارزة"، لـ "ديكور DECOR". وفي الوقت نفسه بدأت تظهر مدارس تعليم فن المبارزة في إيطاليا وبلجيكا وهولندا.

وفي القرن السادس عشر أصبحت المبارزة من أكثر الرياضات انتشاراً، ومُنعت مبارزات الأخذ بالثار، وظهرت الطرق المختلفة لتوجيه الضربات، والاحتفاظ "بمسافة التبارز" بين المتبارزين، وأصبح للسلاح طرف مدبب؛ مما يشكل خطراً كبيراً، ولهذا كان المبارز يحمي نفسه بذراعه الأخرى ممسكاً بخنجر أو درع أو عباءة.

ويعد هذا القرن بداية اختراع سلاح الشيش، الذي بدأ يتخذ شكلاً مميزًا، وكذلك تنوع الاستخدام في الهجوم والدفاع، وتم الاستغناء عن الذراع الأخرى في الدفاع. واستجدت حركات أخرى مثل الطعن وحركات الرجلين، ويرجع الفضل في ذلك إلى المدرسة الأسبانية.

كما ظهر وضع "التحفز " الذي يعرض أقل جزء من الهدف، ثم أخذت المهارات الأساسية تتبلور وتتشكل وكذلك ميادين اللعب.

وفي القرن السابع عشر انتشرت الفنون الإيطالية في المبارزة، وخفت الملابس. كما ظهرت المدرسة الفرنسية التي تميزت بالسرعة والمهارة، وظهر الفارق بين المدرسة الفرنسية التي تعتمد على الرشاقة ومهارة استخدام أصابع اليد لتحريك نصل السيف، والمدرسة الإيطالية التي اعتمدت على القوة.

وفي عهد لويس الرابع عشر انتشرت المبارزة بين الفرنسيين، وظهر كثير من المدربين وأساتذة المبارزة، وأُنشأ اتحاد لمدربي المبارزة في فرنسا حمل اسم "الأكاديمية الفرنسية لأساتذة المبارزة". وكان كل أستاذ قضى في المبارزة (20 سنة)، ينال بعدها رتبة "نبيل" ويصبح من نبلاء العصر. كذلك بدأت الحكومة الفرنسية تضيق بتفشي المبارزات الدامية التي كانت تجري بين الأفراد والنبلاء، فاتخذت قراراً بتحريم تلك الأنواع من المبارزات الدامية، واتجهت المبارزة إلى أن تكون مبارزة رياضية، ما ساعد على رفع مستوى المبارزة في فرنسا إلى درجة عالية من الإتقان.

وفي عام 1780م حدث انقلاب أثر تأثيراً كبيراً في فن خطط المبارزة؛ فقد اخترع الفرنسي "بيير لابوازير LA BOISSIERE" القناع الخاص بالمبارزة الذي يوضع على الوجه لحمايته.

وبهذا الاختراع أصبح من المستطاع القيام بالكثير من الحركـات المتتـابعة والمتبـادلة بين المتبـارزيـن دون توقف، أي تكونت (جملة المبارزة).

وكان المبارز، قبل اختراع القناع، يوجه عناية كبيرة إلى حركة السيف واتجاهه من جانبه، أو من جانب خصمه خوفاً من الإصابة؛ ما كان يؤثر في فن الحركة وسرعتها، لأن المبارز كان لا يستطيع استخدام بعض حركات الهجوم المضاد؛ لعدم وجود قناع يحمي وجهه.

وفي عام 1815م قدم ابن "لابوازير" كتاباً عن السلاح تحت عنوان "فن المبارزة " أوضح فيه أسس الطريقة الفرنسية.

أسهمت المدرسة الإيطالية كذلك في تقديم سلاح السيف الخفيف في نهاية القرن التاسع عشر، وتعد المبارزة بسلاح السيف صورة من صور استخدام العسكريين السيف في الحروب. وسارت المدرسة الإيطالية والمدرسة الفرنسية جنباً إلى جنب في تنافس مستمر؛ ساعد على رفع مستوى المبارزة إلى درجة عالية من الإتقان.

في أوائل ظهور رياضة المبارزة كان هناك نوعان من الأسلحة يستخدم فيهما طرف السـلاح في اللمس، أولهما "الشيـش FLEURET "، والثاني "سيف المبارزة EPEE "، الذي كان يستخدم أساساً في المبارزة الحقيقية.

وفي عام 1853م بيَّن الفرنسي "شارل بستارد Sharell Beastard" استعمال سلاح الشيش في رياضة مستقلة بذاتها، كما كان له الفضل في تحديد كثير من حركات الدفاع والهجوم وتكملة الهجوم وتكراره؛ كما منع حركة الدفاع بالذراع الحرة لإبعاد سلاح الخصم، ووضع طـرق إقامة المباريات وقواعد المبارزة.

وفي عام 1933م حدث تغير كبير في سلاح المبارزة، ففي بطولة العالم لذلك العام استخدم لأول مرة الجهاز الكهربائي في التحكيم وتسجيل اللمسات، ولم تعد هناك حاجة لتحديد اللمسات عن طريق الحكام.

وفي عام 1955م استخدم الجهاز الكهربائي، الذي يختلف في قواعده عن سيف المبارزة، لأول مرة، في تسجيل اللمسات في بطولة العالم، وبعد ظهور هذا الجهاز بدأت الدول تقف إلى جانب الإيطاليين والفرنسيين على قدم المساواة، وفي عام 1996م استُخدم جهاز التحكيم الكهربائي لسلاح السيف الذي يختلف في قواعده عن كلا السلاحين الآخرين، الشيش وسيف المبارزة، وبذلك أصبح التحكيم وتحقيق اللمسات يجري عن طريق أجهزة التحكيم الكهربائية للأسلحة الثلاثة. (انظر شكل أنواع الأسلحة وشكل السيف، وسيف المبارزة).

ونتيجة لظهور أجهزة التحكيم الكهربائية تغيرت فنون اللعب؛ فبعد أن كان اللاعب يركز في إخراج الحركة بشكل جمالي مستخدماً فنون الخداع وأنواع الهجمات المختلفة والمهارة في الدفاع، أصبح عليه أن يختار التوقيت السليم مع توجيه ذبابة السيف مباشرة إلى منطقة الهدف، دون ضرورة لإكمال الهجمة واللمسة إلى نهايتها حتى يظهر نصل السيف على الجسم بوضوح، وبعد أن كان يمكن أن يؤدي ذلك دون ذبابة السيف تماماً، أصبح اللمس في سلاحي الشيش وسيف المبارزة لا يمكن إلا بواسطة الذبابة التي تُضغط على جسم المنافس بحجم ضغط محسوب لإتمام الدائرة الكهربائية وإنارة الضوء.