إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات رياضية / الصيد بالصقور




الباز
الصقر الشاهين
العقاب مع فرخه
العقاب الأسفع الصغير
باشق العصافير
تدريب الجوارح
صقر من النوع الحر
صقر على يد صقَّار
فرخ الصقر

مقلة عين الصقر




نبذة تاريخية

نبذة تاريخية

لا يعرف على وجه التحديد، أي الأمم كانت أول من استحدث الصيد بالصقور. ومن المعروف أن قدماء المصريين استأنسوا الصقور، ووظفوها للتخلص من القوارض المنتشرة حول صوامع تخزين الغلال، بل اتخذوها رمزاً من رموزهم، أسموه "حورس" فأقاموا له التماثيل، في الكثير من المعابد.

كذلك، من الثابت تاريخياً، أن العرب أيضاً، استأنسوا أنواعاً عديدة من الجوارح، منذ زمن بعيد. وأجمع الباحثون في كتب البيزرة، على أن أول من صاد بالصقر ودَرَّبه، هو الحارث بن معاوية بن ثور بن كنده؛ وسبب ذلك أنه وقف ذات يوم عند صياد ينصب شبكة للعصافير، فانقض صقر على عصفور علق في الشبكة وأخذ يأكله، وما لبث أن علق جناحا الصقر بالشبكة. فأمر به الحارث فحُمِل إليه، ووضعه في بيت، وأوكل له من يطعمه ويرعاه. وكان يحمله على يده، وذات يوم وهو سائر به رأى الصقر حمامة فطار عن يد صاحبه إليها، وأخذها وأكلها، ثم عاد إلى صاحبه. فأمر الحارث عند ذلك بالعمل على فهم طبيعة الصقور، وكيفية تدريبها وتهذيبها، لتستخدم في الصيد. ومن ذلك التاريخ، عرف العرب رياضة القنص بالصقور، وعشقوها، ونشروها في منطقة الجزيرة العربية، وتوارثها الأبناء عنهم حتى يومنا هذا.

وقد ورد في القرآن الكريم، ما يشير إلى أن العرب كانوا يعرفون تعليم الجوارح الصيد قبل الإسلام، وذلك في قوله تعالى: )وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنْ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ( (المائدة: 4).

ومن أشهر من صاد بالصقور في فجر الإسلام، حمزة بن عبد المطلب، رضوان الله عليه. وفي عهد الدولة الأموية، غدا اقتناء الجوارح والضواري، والاستمتاع بالصيد بها، والسّخاء في الإنفاق عليها، واتخاذ الوسائل العلمية في تدريبها على الصيد، والسهر على صحتها، مظهراً من مظاهر الحياة. وكان يزيد بن معاوية، أشهر ولاة بني أمية حباً في القنص، وتربية الجوارح.

وفي عصر الدولة العباسية كانت هواية الصيد بالصقور، في مقدمة الرياضات، التي أقبل عليها الملوك والأمراء وأغنياء القوم. ومما زاد من هذا الإقبال، تأثرهم بالتراث الفارسي؛ فقد كانت لهذه الرياضة، مكانة كبيرة عند الفرس.

وانتشرت هذه الرياضة، أيضاً، في أوروبا، منذ القدم، حيث مارسها الملوك والأمراء والنبلاء، وبعض العامة. وفي العصور الوسطى، انتشرت شعبية هذه الرياضة بدرجة كبيرة، خصوصاً في طبقة الأغنياء. فراجت تجارة الصقور وصيدها، وظهرت طائفة من المتخصصين في تدريب الصقور على القنص. ومع بداية القرن العشرين، بدأ نجم هذه الرياضة في الأفول؛ إذ صارت الصقور مهددة بالانقراض.