إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / ومضات من القرآن الكريم / فواتح سور القرآن الكريم، إحصاء ودراسة









المقدمة

المقدمة

القرآن الكريم – كما ورد على ألسنة من درسوه ونظروا فيه ـ كتاب لا تنقضي عجائبه، سواء في صياغته وأسلوبه أو معانيه وحكمه؛ ولا نعرف كتاباً نال من الدراسات الشاملة الكاملة ما ناله القرآن الكريم من الاهتمام والدراسة. ولكن من القضايا التي لم يفرد الباحثون لها باباً أو مبحثاً كبيراً، قضية: "فواتح السور" وهي استهلالات السور ومطالعها.

فواتح السور:

هذا المصطلح ذكره السيوطي في الإتقان، وعزاه إلى ابن أبي الأصبع الذي ألف كتاباً سماه: "الخواطر السوانح في أسرار الفواتح".

والفواتح جمع فاتحة، وهي مبتدأ كل شيء؛ جاء في اللسان في باب فتح: الفتح: نقيض الإغلاق، وفاتحة الشيء أوله، وافتتاح الصلاة التكبيرة الأولى، وفواتح القرآن أوائل السور، والواحدة فاتحة، وأم الكتاب يقال لها فاتحة القرآن. وفواتح السور وخواتمها أمر توقيفي وكذلك ترتيب الآيات في السورة وترتيب السور في المصحف، فكان الصحابة لا يعرفون ابتداء الصور حتى تنزل "بسم الله الرحمن الرحيم". ومنذ أول أمرهم كان الصحابة يستعملون مصطلح "افتتح" لابتداء القراءة، كقولهم افتتح سور البقرة...

أما النقاد والشعراء فيسمون أوائل القصائد مطالع وابتداءات، ولا يسمونها فواتح، كما قال أبو الطيب:

حتى أصاب من الدنيا نهايتها        وهمه في ابتداءات وتشبيب

غير أن من المفسرين المحدثين من يستعمل مصطلح "مطلع" لأوائل السور، كما فعل سيد قطب في ظلال القرآن.

قال السيوطي: حسن الابتداء وهو أن يتأنق في أول الكلام لأنه أول ما يقرع السمع فإن كان محرراً أقبل السامع على الكلام ووعاه، وإلا أعرض عنه ولو كان الباقي في نهاية الحسن، فينبغي أن يؤتى فيه بأعذب لفظ وأجزله وأرقه وأسلسه وأحسنه نظماً وسبكاً وأصحه معنى وأوضحه وأخلاه من التعقيد والتقديم والتأخير الملبس أو الذي لا يناسب. قالوا: "وقد أتت جميع فواتح السور على أحسن الوجوه وأبلغها...".

ومثلما تحدث العلماء عن الفواتح تحدثوا عن الخواتم، وهي مثل الفواتح في الحسن لأنها آخر ما يقرع الأسماع؛ فلهذا جاءت متضمنة للمعاني البديعة مع إيذان السامع بانتهاء الكلام حتى لا يبقى معه للنفوس تشوق إلى ما يذكر بعدها.

وهذه الدراسة تنظر في سور القرآن المائة والأربع عشرة، مصنفة فواتح السور في مجموعات، وفقاً للتصنيف البلاغي أو اللغوي أو الموضوعي الذي وردت عليه المجموعة.

وقد لوحظ أن فواتح السور تقسمت إلى أنواع هي ذات صلة بطبيعة السورة أو توجهها؛ فمن ذلك أن مجموعة من السور جاء استهلالها بالجمل الخبرية مثلاً، وأخرى بالجمل الإنشائية، وثالثة بالحروف المقطعة؛ فضلاً عن تقسيمات داخلية انتظمت هذه الأقسام الثلاثة وتوزعت بين ما هو استهلال بالأمر أو القسم أو النداء أو الشرط وما إلى ذلك.

وفي إيجاز نقدم إحصائيات مفتتحات السور، ونستصحب ذلك دراسة موجزة تتناول هذا الموضوع.