إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / ومضات من القرآن الكريم / فواتح سور القرآن الكريم، إحصاء ودراسة









أولاً: القسم الأول: سور افتتحت بجملة خبرية:

أولاً: سور افتتحت بجملة خبرية

تتألف الجملة الخبرية من مسند ومسند إليه "مبتدأ وخبر أو فعل وفاعل" مع متعلقاتهما، ويُعرف الخبر بأنه ما يحتمل الحكم عليه بالصدق أو الكذب لذاته، أي: بقطع النظر عن قائله، وبذلك يدخل فيه ما جاء في القرآن الكريم وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وما هو مقطوع بصدقه. وللخبر غرضان أصليان، أولهما: فائدة المخاطب حكماً يجهله كان خالي الذهن منه ويسمى فائدة الخبر، كقوله صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت أقدام الأمهات". والثاني لازم الفائدة: والغرض منه إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم، كقولنا: "لقد بذلت ما في وسعك".

ولجملة الخبر درجات ثلاث:

الأولى: الخبر الابتدائي: إذا كان المخاطب خالي الذهن غير متردد، فيستغنى عن المؤكدات، كقوله تعالى: )فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ( (الحج: 34).

الثانية: الخبر الطلبي: إذا كان المخاطب متردداً حسن تقويته بمؤكد كقولك: لزيد عارف، وإني صادق، قال تعالى: )إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا( (الحج: 38).

الثالثة: الخبر الإنكاري: ويزاد توكيده بحسب الإنكار ومثله قوله تعالى في سورة يس: )وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) ((يس: 13 - 16) حيث قال في المرة الأولى، إنّا إليكم مرسلون، وفي الثانية: "إنا إليكم لمرسلون". ويؤيد ذلك جواب أبي العباس الكندي عن قول من قال: إني أرى في كلام العرب حشواً. يقولون عبدالله قائم، وإن عبدالله قائم، وإن عبدالله لقائم فالمعنى واحد واللفظ مختلف! قال الكندي بل المعنى مختلف، فالأول إخبار عن قيامه، والثاني إجابة عن سؤال، والثالث رد على مُنْكِر".

وقد يخرج الخبر عن غرضيه الأصليين لأغراض أخرى كالاسترحام والتحسر والدعاء وغير ذلك...

وعدد السور التي افتتحت بجملة خبرية 38 سورة، كالآتي:

1. ثلاث عشرة سورة (13) بدأت بحمد الله والثناء عليه، تفصيلها كالآتي:

أ. خمس سور (5) بدأت بـ"الحمد لله" وهي:

(1) الفاتحة : )الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)(.

(2) الأنعام : )الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)(.

(3) الكهف : )الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1).

(4) سبأ : )الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) (.

(5) فاطر: )الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)(.

وفي الفاتحة خلاف: هل بدأت بالحمد أم أن البسملة هي أول آية منها؟ وأكثر المفسرين يرجحون أن البسملة آية منها.

والحمد لله، كلمة عظيمة يحبها الله سبحانه، جاء في سنن ابن ماجة عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثهم أن عبداً من عباد الله قال: يارب، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها. فصعدا إلى الله فقالا: ياربنا، إن عبداً قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها. قال الله –وهو أعلم بما قال عبده-: وما الذي قال عبدي؟ قالا: يارب، إنه قال: لك الحمد يارب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال الله لهما: "اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها". والحمد لله الحمد المطلق: "الحمد لله رب العالمين" ورب العالمين تمثل قاعدة التصوير الإسلامي؛ فالله هو المالك المتصرف بالإصلاح والتربية، والله سبحانه لم يخلق العالم ثم يتركه هملاً، وإنما يتصرف فيه ويرعاه ويربيه، وهي الحقيقة التي غابت عن المشركين فجعلوا له شركاء بغير علم أتاهم.

والحمد لله على نعمة الخلق، والحمد لله على إنزال الكتاب وهداية البشر، والله سبحانه محمود لذاته، وإن لم يحمده البشر، أما في الآخرة، فله الحمد الذاتي، الحمد المرتفع عن عبادة حيث تتكشف الحقائق، فيتمخض له الحمد والثناء.

ب. سورتان افتتحتا بالفعل الماضي تبارك، هما:

(1) الفرقان: )تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)(.

(2) الملك: )تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)(.

وتبارك صيغة على وزن تَفَاعل توحي بالزيادة والفيض والرفعة جميعاً، ولم يذكر لفظ الجلالة، واكتفي بالاسم الموصول لإبراز صلته وإظهارها، وهو في السورة الأولى إنزال القرآن، وخص رسوله الكريم بصفة العبودية هنا كما وصفه بها في مفتتح سورة الكهف، والوصف بالعبودية في هذين المقامين مضافاً إليهما مقام العبودية في الإسراء، ومقام العبودية في مناجاة الله عز وجل في سورة الجن: "وأنه لما قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً". الوصف بها له دلالته على رفعة هذا المقام، وأنه أرفع ما يترفع إليه بشر من بني الإنسان، كما أنه تذكير خفي بأن مقام البشرية حين يبلغ مداه لا يزيد على أن يكون مقام العبودية لله، ويبقى مقام الألوهية متفرداً بالجلالة، متفرداً عن كل شبهة شرك أو مشابهة.

وفي السورة الثانية ذكر البركة الرابية الفائضة مقرونة بالملك والقدرة، فهو المالك المهيمن المقتدر، يخلق ما يشاء، ويفعل ما يريد.

ج. ست سور (6) بدأت بتسبيح الله:

(1) الإسراء: بدأت بالمصدر: )سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)(.

(2) الحديد: )سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)(.

(3) الحشر: )سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)(.

(4) الصف : )سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)(.

هذه السور الثلاث بدأت بالفعل الماضي سبح.

(5) الجمعة: )يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)(.

(6) التغابن: )يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1)(.

وهاتان السورتان بدأتا بالفعل المضارع؛ وسورة سابعة افتتحت بفعل الأمر سبح اسم ربك الأعلى؛ ولكن ذكرناها في موضعها من الافتتاح بالأمر.

نقل السيوطي عن الكرماني: أن التسبيح كلمة استأثر بها الله تعالى بها، فبدأ بالمصدر في بني إسرائيل؛ لأنه الأصل، ثم بالماضي في الحديد والحشر؛ لأنه أسبق الزمانين، ثم بالمضارع في الجمعة والتغابن، ثم بالأمر في الأعلى استيعاباً لهذه الكلمة في جميع جهاتها.

2. خمس عشرة سورة (15) بدأت بخبر ابتدائي:

·    الأنفال: )يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)(.

·    التوبة: )بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)(.

·    النحل:  )أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)(.

·    الأنبياء:  )اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)(.

·    النور: )سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)(.

·    الزمر:  )تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)(.

·    محمد: )الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)(.

·    القمر: )اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) (.

·    الرحمن: )الرَّحْمَنُ (1) (.

·    الحاقة: )الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3)(.

·    المعارج: )سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)(.

·    عبس: )عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)(.

·    البينة: )لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)(.

·    القارعة: )الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)(.

·    التكاثر: )أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)(.

والمطالع الخبرية على خلوها من المؤكدات إلا أنها تأتي قوية مؤثرة، كما في سورة النحل حيث جاء الخبر حاسماً جازماً: "أتى أمر الله"، يوحي بصدور الأمر وتوجه الإرادة؛ وهذا يكفي لتحققه في الموعد الذي قدره الله لوقوعه، "فلا تستعجولوه" فالأمر قد قضي العذاب أو بالساعة، أما وقوعه ونفاذه فسيكون في حينه المقدر. وكذلك في سورة الحج خبر ابتدائي لكنه يهز الغافلين هزاً: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون" فالحساب يقترب، والآيات تعرض، وهم معرضون عن الهدى، والأمر جد، وهم غافلون عن خطورته بينما المؤمنون يتلقونه بالاهتمام الذي يذهل القلوب عن الدنيا وما فيها. ذكر ابن كثير في التفسير أن عامر بن ربيعة كان قد نزل به رجل من العرب فأكرم مثواه، وكان يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما عاد من عنده قال لعامر: "إني استقطعت من رسول الله وادياً في العرب، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك، فقال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك؛ نزلت اليوم سورة إذهلتنا عن الدنيا: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون". وهذا يدل على ما يفعله الخبر بالقلوب على الرغم من وروده مجرداً من كل مؤكد.

ومثل ذلك في سورة (محمد) حيث تبدأ ببيان حقيقة الذين كفروا والذين آمنوا بخبر ابتدائي يقول عنه سيد قطب إنه في صيغة هجوم أدبي على الذين كفروا وتمجيد للذين آمنوا، وهو افتتاح يمثل الهجوم بلا مقدمة ولا تمهيد.

3. سورة واحدة بدأت بخبر تعليلي

قريش: )لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1)(.

وهو الخبر المفتتح بأداة تدل على التعليل، مثل اللام كما في هذه السورة:

وترد مثالاً على تعلق فاتحة السورة بخاتمة التي قبلها لفظاً، فآخر سورة الفيل: فجعلهم كعصف مأكول، لإيلاف قريش. قال الأخفش اتصالها بها من باب فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً، يعني لام التعليل.

4. ثلاث سور (3) بدأت بخبر يراد به الدعاء

·        المطففين:

) وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)(.

·        المسد:

)تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)(.

·        الهمزة:

)وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)(.

ويمكن أن يصرف الخبر في سورتي المطففين والهمزة إلى التقرير أيضاً، وهما سواء فالدعاء من الله قرار؛ والويل هو الهلاك؛ فالله سبحانه ينذر المطففين بأسلوب شديد ويشرح معنى المطففين شرحاً دقيقاً محدداً، فهم الذين يملكون المال والسلطة ويتصرفون في أقدار الناس؛ ومن الملاحظ معالجة هذا القضية في سورة مكية، والمعروف عن السور المكية توجهها لمعالجة أصول العقيدة الكلية كتقرير وحدانية الله وحقيقة الوحي والنبوة وتقرير الآخرة والجزاء إلى غير ذلك، وهذا يدل على أن هذه ظاهرة طامة عامة، كما يدل على شمول الدين، ومثلها جاء في سورة الهمزة، حيث يأتي التهديد والوعيد لشخصية اللئيم الذي يؤذي الناس بالهمز واللمز، ويقرعه في صورة الردع الشديد "كلا لينبذن في الحطمة".

وفي سورة المسد "تبت يدا أبي لهب وتب" والتباب الهلاك والبوار، وتبت الأولى دعاء وتب الثانية تقرير لوقوع الدعاء، فتجمع بين الدعاء والتقرير.

5. ست سور (6) بدأت بخبر طلبي بمؤكد واحد

·        المؤمنون:

)قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)(.

·        الفتح:

)إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)(.

·        المجادلة:

)قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)(.

·        نوح:

)إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) (.

·        القدر:

)إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)(.

·        الكوثر:

)إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)(.

وقد يتطلب الأمر تأكيد الخبر أحياناً كما افتتحت سورة المجادلة: "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها"، فالله سبحانه حاضر هذا الشأن الفردي لامرأة من عامة المسلمين، لا يشغله عن سماعه تدبير ملكوت السماوات والأرض، وفيه إشعار لجماعة المسلمين أن الله معهم حاضر مستجيب لأزماتهم وهو الله الكبير المتعال؛ عن عائشة: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلِة خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جانب البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل: "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها".

وفي سورة الفتح جاء الخبر طلبياً مؤكداً "بأن"، لأنها نزلت بعد حادثة عظيمة، حادثة الحديبية، وكان في نفوس المسلمين شيء من بنود الصلح، لاسيما صدهم عن المسجد الحرام بعد أن أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سيطوفون به معتمرين، فأراد الله أن يؤكد أن ما حدث فتح مبين، حتى إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أو فتح هو؟ قال صلى الله عليه وسلم أي والذي نفس محمد بيده، إنه لفتح.