إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / ومضات من القرآن الكريم / فواتح سور القرآن الكريم، إحصاء ودراسة









ثانياً: القسم الثاني: سبع وأربعون سورة (47) افتتحت بجملة إنشائية:

ثانياً: سبع وأربعون سورة (47) افتتحت بجملة إنشائية

والإنشاء بضد الخبر هو لا يوصف بصدق ولا كذب، وينقسم إلى قسمين: إنشاء طلبي، وإنشاء غير طلبي. والطلبي هو ما يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب مثل التمني والاستفهام، والنداء والترجي، والأمر والنهي، يضاف إليها القسم.

مثال التمني:

قال تعالى: )قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ( (القصص: 79).

وقال المتنبي:

ليت الحوادث باعتني الذي أخذت          منّي بحلمي الذي أعطت وتجريبي

ومثال الاستفهام:

قال تعالى: )وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ( (المائدة: 116).

ومثال النداء:

قال تعالى: )وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ( (الزخرف: 77).

ومثال النداء بالهمزة قول شاعرة:

أمحمد ياخير كفء كريمة          في أهلها والفحل فحل معرق

ومثال الترجي:

قول أبي الطيب:

لعل الله يجعله رحيلاً            يعين على الإقامة في ذراكا

ويأتي الترجي للإشفاق لقوله تعالى: )فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا( (الكهف: 6).

ومثال الأمر:

قال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ... ( (البقرة: 282).

أمر بفعل الأمر فاكتبوه، وأمر بلام الأمر: ليكتب

ويأتي الأمر باسم فعل الأمر: كقول المؤذن حيَّ على الصلاة.

كما يأتي بالمصدر: كقوله تعالى: )فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ..( (محمد: 4).

ومثل قول قطري بن الفجاءة:

فصبراً في مجال الموت صبراً            فما نيل الخلود بمستطاع

ومثال النهي:

قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ... ( (الحجرات: 11).

ومثال القسم:

قوله تعالى: )فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا( (مريم: 68).

وغير الطلبي هو الذي يتضمن أمراً مطلوباً، ولكنه حاصل في اعتقاد المتكلم وقت الكلام. ويشمل أساليب المدح والذم والتعجب.

مثال المدح:

قوله تعالى: )نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ( (ص: 30).

ومثال الذم:

)حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ( (الزخرف: 38).

)أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ( (الأنبياء: 67)

ومثال التعجب:

ويأتي على صيغتين، ما أفعله وأفعل به

ما أعظم القرآن! وأعظم به!

ومن بلاغة الإنشاء الطلبي في العربية أنه قد لا يكون مطلوباً على الحقيقة؛ إذ إن الطلب ربما يخرج إلى أغراض بلاغية أخرى.

وأقسام الإنشاء التي وردت في الفواتح خمسة، هي:

القسم والأمر والنداء والشرط والاستفهام، وتفاصيلها كالتالي:

1. القسم: ورد في سبع عشرة سورة (17) سورة ويدخل فيه مفتتح سورتي القيامة والبلد؛ لأن النفي توكيد للقسم عند أكثر المفسرين، وعند بعضهم تُعد (لا) زائدة.

وقد أقسم المولى -عز وجل- ببعض مخلوقاته تعظيماً لها وتبياناً لنعمه وقدرته، كما أقسم بنبيه (ص) تكريماً له في ثنايا سورة الحجر آية 72 (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون).

الصافات:

)وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) (

وهي الملائكة

الذاريات:

)وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) (

وهي الرياح

الطور:

)وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) (

الجبل الذي كلم الله عنده موسى عليه السلام

النجم:

)وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) (

 

القيامة:

)لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) (

 

المرسلات:

)وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا (1) (

وهي الرياح أيضاً

النازعات:

)وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) (

وهي الملائكة تقبض أرواح الخلائق

البروح:

)وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) (

وهو يوم القيامة

الطارق:

)وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) (

 

الفجر:

)وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) (

وهي ليالي ذي الحجة أفضل ليالي السنة

البلد:

)لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) (

البلد الحرام مكة المكرمة

آدم وذريته أو كل من اتصف بهذه الصفة من الخلائق

الشمس:

)وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) (

أقسم بثمانية مظاهر كونية وختمها بالنفس

الليل:

)وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (3) (

تكرار للقسم بما خلق الله تعالى

الضحى

)وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) (

قسم من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه لم يودعه ولم يتركه، وفي هذا القسم ما فيه من استئناس لنبيه وبيان قدره عند ربه، ودفع شائعات المرجفين عنه

التين:

)وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3) (

 

العاديات:

)وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا(1) (

الخيل المغيرة في الصباح ومكانة الخيل عند العرب وبعد الإسلام معروفة في الجهاد

العصر:

)وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) (

 

أما القضايا التي يقسم المولى عز وجل عليها فكثيرة، منها:

أصول الإيمان التي يجب على الخلق معرفتها؛ فتارة يقسم على التوحيد، وتارة على أن القرآن حق، وتارة على الجزاء والوعد والوعيد، وتارة يقسم على حال الإنسان.

واقتران الأقسام بالأهداف القرآنية واضح جداً؛ فمثلاً في سورة الصافات يقسم المولى عز وجل بطوائف الملائكة على وحدانية الله، وكان العرب في الجاهلية يزعمون أن الملائكة بنات الله وأنهم نتاج صلة وتزاوج بينه وبين الجن، فبين لهم منزلة الجن أولاً، وتعرض المردة الشياطين منهم للرجم بالشهب الثاقبة كي لا يقربوا من الملأ الأعلى ولا يتسمعوا ما فيه، ولو كان صحيحاً ما يزعمه لهم الجاهلون لما طوردوا هذه المطاردة، ثم يشبه شجرة الزقوم طعام أهل النار الظالمين بأنها كرؤوس الشياطين تقبيحاً وتفظيعاً؛ ثم يسفه أحلامهم ورأيهم في حملة مباشرة على هذه الأسطورة المتهافتة "فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون"؟.

ويأتي القسم في مواضع كثيرة تالياً للحروف المقطعة التي يكون مقسماً بها أيضاً، وفيها إشارة إلى الإعجاز في الخلق، فقدرة البشر على إخراج هذه الأصوات معجزة خارقة ما يملك البشر أن يصنعوا مثل هذه الحنجرة التي تصدر الأصوات، ويلمس في مواضع أخرى العلاقة بين القرآن كتاب الله المقروء المتلو والكون كتاب الله المفتوح للناظرين كلاهما قائم على الحق والتدبير: "حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون" (الأحقاف).

أما التكرار فيلامس فطرة القلب البشري الذي ينسى إذا طال عليه الأمد، فيحتاج إلى التكرار لتثبيت أي حقيقة فيه.

2. الأمر: سبع سور (7) بدأت بالأمر الصريح:

الجن:

)قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) (

الأعلى:

)سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) (

العلق:

)اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) (

الكافرون:

)قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) (

الإخلاص:

)قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) (

الفلق:

)قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) (

الناس:

)قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) (

3.الاستفهام: ست سور (6) بدأت بالاستفهام:

ويأتي الاستفهام لغرض بلاغي كالتقرير أو الإنكار.

الدهر:

)هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) (

النبأ:

)عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) (

الغاشية:

)هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) (

الشرح:

)أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) (

الفيل:

)أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) (

الماعون:

)أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) (

4.الشرط: سبع سور (7) بدأت بالشرط:

الواقعة:

)إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) (

جوابه

)لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) ( أو هو محذوف

المنافقون:

)إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ(

جوابه

)قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ(

التكوير:

)إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) (

جوابه

)عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) (

الانفطار:

)إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) (

جوابه

)عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) (

الانشقاق:

)إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) (

جوابه

)يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ (6) ( أو هو محذوف

الزلزلة:

)إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)(

جوابه

)يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) (

النصر

)إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) (

جوابه

)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) (

5. داء: عشر سور (10) بدأت بالنداء في اثنتين منها نداء لعموم الناس، وفي ثلاث لخصوص المؤمنين وفي خمس للنبي صلى الله عليه وسلم:

النساء:

)يَا أَيُّهَا النَّاسُ (

وبعده أمر: )اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ(

الحج:

)يَا أَيُّهَا النَّاسُ (

وبعده أمر: )اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) (

المائدة:

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (

وبعده أمر: )أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) (

الحجرات:

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (

وبعده نهي: )لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) (

الممتحنة:

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا(

وبعده نهي: )لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ(

الأحزاب:

)يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ (

وبعده أمر: )اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) (

الطلاق:

)يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ(

وبعده شرط: )إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ(

التحريم:

)يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ (

وبعده استفهام إنكاري: )لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) (

المزمل:

)يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ(

بعدها أمر: )قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) (

المدثر:

)يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (

وبعده أمر: )قُمْ فَأَنْذِرْ (2) (