إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / ومضات من القرآن الكريم / فواتح سور القرآن الكريم، إحصاء ودراسة









الخاتمة

الخاتمة

وختاماً، فإن فواتح سور القرآن الكريم مثل مجمل آياته، هي موضع تحدٍ وإعجاز، وفيها مجال واسع للتأمل والتدبر اللذين أمر الله سبحانه بهما عباده المؤمنين، وذلك ما حاوله علماء الأمة من السلف والخلف، ويبقى الباب مفتوحاً للمتدبرين من كل عصر وزمان، مستبصرين بآيات الكتاب العزيز، مستنبطين العبر والمعاني التي تؤثر في النفوس، وتجذب القلوب، وتجعلها عالقة بتلك الآيات.

وأكثر ما يثير الانتباه في فواتح السور تلك الحروف المتقطعة في أوائل بعض السور، وحام حولها المفسرون كثيراً، يعتمد أكثرهم على الأحاديث الصحيحة والآثار المروية عن الصحابة الكرام، وشطح بعضهم فأتى بتأويلات كثيرة، خارجة عن حدود ما تدل عليه الآيات، وفيها اعتماد على الإسرائيليات، أو حساب الجمل، وقد نقل السيوطي في الإتقان عن القاضي ابن العربي أنه تحصل له فيها أكثر من عشرين قولاً؛ لكنه لا يعرف أحداً يحكم عليها بعلم، ولا يصل فيها إلى فهم، لذلك رجع واقتصر على الوجه الذي أوردناه في هذا البحث من أنها ضرب من تحدي العرب بصياغة هذا القرآن المؤلف من جنس كلامهم؛ ولولا أن لها مدلولاً متعارفاً عليه في كلامهم لكانوا أول من أنكرها عليه، لحرصهم على إيجاد مثلبة في رسول الله، ولضراوتهم في معاداته فيما يأتي به من ربه.

ولا يخفى أن ربط هذه الحروف بالإعجاز القرآني في أوجهه المختلفة مثل ما فعل سيد قطب في حديثه عن (ص) و(ق) أنفع وأجدى، وأقرب للعقل والوجدان من ذكر تأويلات بعيدة لا تقوم على دعام قوي ولا أساس متين، ورحم الله البصيري حين يقول في البردة:

لم يمتحنا بها تعيا العقول به          حرصاً علينا فلم نرتب ولم نَهِمِ

وقال شوقي واصفاً آيات القرآن الكريم:

جاء النبيون بالآيات فانصرمت          وجئتنا بحكيم غير منصرم

آياته كل ما طال المدى جدد          يزينهن جمال العتق والقدم

والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله ومن والاه.