إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / تنامي الدور الإيراني، وتأثيره على الأمن القومي العربي





مواقع إيران النووية الأساسية
نظام ولاية الفقيه الملالي
الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة
التقسيم الإداري لإيران
التقسيم العرقي والطائفي




المبحث الثاني

الفصل الثالث

تأثير الدور الإيراني على الأمن القومي العربي

ومقترحات المواجهة

يمكن النظر إلى أمن الخليج على أنه أمن إقليمي، أي مرتبط بتفاعلات الدول الثماني المشاطئة للخليج، وهي دول مجلس التعاون الخليجي، وإيران، والعراق. على أن هذا التوصيف الإقليمي للأمن يبقى توصيفاً دراسياً بالدرجة الأولى، فأمن الخليج بات آمناً دولياً بفعل الطاقة النفطية والممرات الإستراتيجية، وبين بعده الإقليمي (المحلى) وبعده الدولي، يبقى أمن الخليج مرتبطاً عضوياً بالأمن القومي العربي، على مستوى التأثيرات المتبادلة، وقبل ذلك على مستوى وحدة الربط الإستراتيجي، والتداخل الجغرافي الطبيعي والبشري، ومعطيات الحضارة والمكون الثقافي المشترك.

إن طبيعة التشكيل الجيوسياسي المتنازع عليه للخليج، وعمق الموروث التاريخي الصراعي فيه، والصراع الدولي على نفطه، وغياب الحد الأدنى للتوازن بين وحداته، وانعدام الآلية المؤسسية لحل النزاعات فيه، وضعف مؤسسات المجتمع المدني في داخله، تجعل من أمن الخليج قضية إشكالية، بالغة التعقيد.

إن جوهر المشكلات المرتبطة بأمن الخليج العربي وأكثرها خطورة منذ عقد التسعينيات، هو الوجود العسكري الأمريكي المباشر أو الضمانات الخارجية، فقد وظفت الإدارة الأمريكية كل طاقتها لتضخيم التهديدات المحيطة بدول الخليج العربي، بغرض الاستفادة أمنياً وسياسياً، وحل مشكلات النفقات العسكرية الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة.

لعل أبرز ما دفع إيران إلى سطح الأحداث الدولية والإقليمية هو الثورة الإسلامية بقيادة الخميني، وكذا الحرب العراقية ـ الإيرانية، والنهضة العسكرية والنووية في مجالات الأسلحة التقليدية وفوق التقليدية، والبرامج النووية الحالية وما استتبعها من أزمة كبيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل عدم ضمان تدفق النفط، وتهديدها للأساطيل والقواعد الغربية، فضلاً عما يفرضه ذلك من تحديات على دول مجلس التعاون الخليجي، والضغوط التي تمارسها إيران على المنطقة لنشر المد الإسلامي الشيعي، والتهديدات الموجهة من جانب إيران ضد إسرائيل.

كان للسياسة الأمريكية والإسرائيلية دور بارز في تحفيز إيران على تمديد وفرض نفوذها في المنطقة، لحماية أمنها القومي في المنطقة من التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، وتلعب السياسة الأمريكية دوراً آخر في وضع قضية تمدد النفوذ الإيراني وملفها النووي في أعلى درجة من مستويات الخطر، وعدها مصدر تهديد رئيس للدول العربية، خاصة دول الخليج العربي. إلا أن حقيقة الأمر عند تقييم مستويات الخطر بالمنطقة، نجد أن الدول العربية تحمل مخاوف من النفوذ الإيراني، ولا ترتقي هذه المخاوف إلى مستوى التهديد، لأن مصدر التهديد الرئيس حتى الآن يتركز حول إسرائيل وليس إيران، والتكيف مع السياسة الأمريكية يجعل إيران مصدر تهديد ودولة عدو، يتعارض مع المصلحة العربية، إلا أن الدور الإيراني في المنطقة العربية له تأثير على الأمن القومي العربي، ويجب وضع رؤية ومقترحات للتحرك العربي للتعامل مع هذا الدور.