إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الإرهاب، وأولى حروب القرن





أوضاع الجانبين
أوضاع القوات المتصارعة
محاور الحرب البرية
الوجود الأمريكي
الهجوم على مزار الشريف
الهجوم على كابول
الهجوم على قندوز
الأعمال البرية
الأقاليم الأفغانية
التوزيع الجغرافي
الدول والقواعد العسكرية
الطبيعة الجغرافية
القوات المتحاربة
كهوف تورا بورا




الإرهاب وأولى حروب القرن

المبحث الثالث

واقع التنظيمات الإرهابية وانتشارها

أولاً: مساوئ الإرهاب

رغم مزاعم الجماعات والمنظمات الإرهابية بأنها تهدف إلى مصلحة المجتمع، فإن أنشطتها أصبحت توجه ضد نظم الحكم كافة على اختلاف توجهاتها، كما أن الحكومات أصبحت تستخدم في تناقض واضح أساليب العنف الإرهابية نفسها في مواجهة الإرهاب، أي إرهاب مضاد أو وقائي. والوسائل التي تواجه بها الحكومات التنظيمات الإرهابية تتمثل في القوانين الوضعية التي تدين بها مثل تلك التنظيمات، وقد نجد شيء من التعاطف الجماهيري مع مطالب الإرهابيين، إلا أن العمليات الإرهابية تولد ـ في النهاية ـ شعوراً بالغضب، لكثرة ما تحدثه من خسائر بشرية ومادية لا سيما في أفراد هم بطبيعتهم بعيدون عن الإرهاب ومنظماته، ولذلك لم تستطع أي من الجماعات والتنظيمات الإرهابية أن تتحكم في المسرح السياسي، كما أن نظم الحكم لم تتنازل عن موقفها ولم تقدم أية تنازلات للإرهابيين.

على الرغم من صعوبة حصر جميع الأنشطة الإرهابية على الساحة الدولية، إلا أن عقد الثمانينيات من القرن العشرين، كان هو العقد الأكثر إرهاباً مقارنة بعقد التسعينيات، ففي الفترة بين 1986-1988 زاد عدد العمليات الإرهابية عن 600 عملية سنوياً، بينما كانت في أعوام التسعينيات أقل من 500 عملية سنوياً، عدا عام 1991 الذي نفذ فيه 566 عملية، ففي عام 1992 نفذت 363 عملية إرهابية، وفي عام 1993 وصلت إلى 431 عملية إرهابية، وفي عام 1994 أصبحت 322 عملية، وبدأت العمليات الإرهابية بعد ذلك في التزايد، حيث أصبحت 441 عملية في عام 1995، ثم تناقصت بعد ذلك حيث أصبحت حوالي 296 عملية عام 1996. كما بدأت في التناقص خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، حيث كان عدد العمليات الإرهابية 304 عملية عام 1997، و274 عملية عام 1998، و 392 عملية عام 1999، وفي عام 2000 وصل عدد العمليات الإرهابية إلى 423 عملية0

ورغم تلك الزيادة في عدد العمليات، إلا أن عدد الضحايا انخفض، فبعد أن كان عدد القتلى 741 والجرحى 5952 حتى عام 1998، أصبح 233 قتيلاً و706 جريحاً عام 1999، ولقد أسهم انتشار الإرهاب في ارتفاع أعداد الضحايا، ففي عام 2000 لم ترتفع فقط عدد العمليات الإرهابية، بل ارتفع أيضاً عدد الضحايا ووصل إلى 405 قتيلاً و706 جريحاً.

من مقارنة توزيع العمليات الإرهابية على الساحة الدولية، يتضح أنه خلال فترة السبعينيات ارتكب في أوروبا حوالي 54% من العمليات الإرهابية وحوالي 21% في أمريكا الجنوبية، وحوالي 14% في أمريكا الشمالية، بينما كانت النسبة 11% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبذلك تكون منطقة الشرق الأوسط قد سجلت أقل معدلات العمليات الإرهابية، حيث تأتي بعد كل من آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا، من حيث حجم الأنشطة الإرهابية المنفذة بها،، ولقد تأكدت تلك الحقيقة عام 1999 حيث كان نصيب الشرق الأوسط من العمليات الإرهابية 7%، بينما وصلت النسبة في أمريكا اللاتينية إلى 31%، وفى أوروبا إلى 22%، وفى آسيا إلى18%، وفى أفريقيا إلى 13%، وفى يوراسيا إلى9%. بينما كانت النسبة في الشرق الأوسط عام 2000 هي 4%، وفي أمريكا اللاتينية 46%، وأوروبا 7%، وآسيا 23%، وأفريقيا 13%، ويوراسيا 7%.

ثانياً: انتشار المنظمات الإرهابية في العالم

يوجد العديد من الإحصائيات المتباينة التي تبين انتشار المنظمات والجماعات الإرهابية في العالم، ويرجع ذلك إلى عدم وجود اتفاق دولي على تعريف المنظمات الإرهابية، حيث إن بعض الإحصائيات تعد المنظمات الثورية أو الجماعات التي تطالب بحق تقرير المصير من الجماعات والمنظمات الإرهابية، من هنا كان هناك تباين واضح بين تلك الإحصائيات ويتمثل ذلك في الآتي:

1. قُدر عدد المنظمات الإرهابية في العالم حتى عام 1988 بعدد 2176، منها في أوروبا حوالي 655 منظمة، وفي دول أمريكا الشمالية وأقاليمها بحوالي 80 منظمة، و في إسرائيل بحوالي 23 منظمة، وفي آسيا بحوالي 506 منظمة، وفي دول أمريكا اللاتينية بحوالي 387 منظمة، وفي الدول الأفريقية بحوالي 229 منظمة ما عدا الدول العربية، وقُدرت عدد المنظمات الإرهابية في الدول العربية بحوالي 319 منظمة منها 58 منظمة في فلسطين وحدها (طبقاً لمعايير دولية بأنها منظمات إرهابية)، كما قُدر عدد المنظمات الإرهابية في 35 دولة إسلامية بحوالي 613 منظمة، منها 180 منظمة في الدول الإسلامية الآسيوية، وحوالي 59 منظمة في الدول الإسلامية الأفريقية، و55 منظمة في تركيا.

2. وبذلك يكون في آسيا حوالي 23.25% من المنظمات الإرهابية، وفي أفريقيا حوالي 10.52%، وفي أمريكا اللاتينية 17.78%، وأمريكا الشمالية 3.67%، بينما تضم أوروبا حوالي 30.10%، والعالم العربي حوالي 14.66%، كذلك يوجد في الدول الإسلامية المنتشرة في جميع القارات 28.17% من المنظمات والجماعات الإرهابية.

3. في عام 2001 قدر عدد المنظمات الإرهابية في العالم بحوالي 234 منظمة، وقُدر عدد المنظمات الإرهابية في أوروبا بحوالي25منظمة، وفي آسيا بحوالي 75 منظمة، وفي أفريقيا بحوالي 64 منظمة، وفي أمريكا اللاتينية بحوالي 26 منظمة، وقُدرت عدد المنظمات الإرهابية في العالم الإسلامي بما فيه الدول العربية بحوالي 77 منظمة، ويُلاحظ في هذا التقدير عدم ذكر فلسطين، أو ذكر منظمات إرهابية فلسطينية، بينما قُدرت المنظمات الإرهابية في إسرائيل بمنظمتين فقط.

4. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في أبريل 2002 من خلال مكتب المنسق لأنشطة مكافحة الإرهاب، قائمة بأسماء المنظمات الإرهابية في العالم، ولقد تضمنت 43 جماعة وحزب إرهابي حتى بداية عام 2001، ويلاحظ أن تلك القائمة شملت 12 منظمة في أوروبا، وحوالي 13 منظمة في آسيا، وخمس منظمات في أمريكا اللاتينية، كما تضمنت أيضاً حوالي 3 منظمات إرهابية في أفريقيا، وعدد 18 منظمة وجماعة إرهابية إسلامية، منها في العالم العربي نحو عشر منظمات وجماعة إرهابية، كما يلاحظ أن القائمة خلت من أي منظمة إرهابية في أمريكا الشمالية.

ثالثاً: الإرهاب في أوروبا

ظاهرة العنف في أوروبا متأصلة ومرتبطة بالتطورات والتركيبة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للقارة، وكذلك بالتفاعلات الدولية، لا سيما بعد انتهاء مرحلة الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، وما تبعها من تفكك العديد من دول القارة، حيث إن تحديات المرحلة الانتقالية بأوروبا الشرقية ووسطها وجنوبها أوجدت معطيات جديدة لانتشار العنف والإرهاب في تلك المناطق، حيث ظهرت الاتجاهات العنصرية، وإحياء النزعات الفاشية والنازية في أثوابها الجديدة، كما فرضت التطورات الديموقراطية وبخاصة في غرب القارة، وكذلك تسهيل حق اللجوء والهجرة مع حالة الركود والكساد الاقتصادي الراهن، وفي ظل توازنات إقليمية ودولية جديدة، وشيوع حالة من الحروب الأهلية الدامية، خاصة في يوغسلافيا السابقة، وفي أيرلندا وإن كانت بدرجة أقل، إضافة إلى استمرار العنف المرتبط بالنزاعات الانفصالية في إقليم الباسك الأسباني وجزيرة كورسيكا الفرنسية، وتنامي الآفاق والتطلعات المستقبلية في العديد من دول شرق أوروبا، مضافاً إلى ذلك التحولات السريعة التي شملت العديد من دول القارة الأوروبية، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية وسقوط العديد من الأنظمة الشيوعية، وانهيار سور برلين عام 1989، وتصاعد حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، كل ذلك أدى إلى تنامي التيارات اليمينية المتطرفة التي ترفض الآخر، وتقر مبدأ إبادة الشعوب والقتل الجماعي، وتضفي على ذلك مشروعية سياسية وأخلاقية، كما ظهر العديد من التيارات شديدة المحافظة، وظهر أيضاً المتطرفون الثوريون في معظم الدول الشيوعية بعد انهيارها، الذين أُطلق عليهم الفاشيون الجدد أو النازيون الجدد، كذلك عملت الأحزاب العنصرية والدينية المتطرفة على استمالة الشباب والشرائح العمالية بفعل تنامي معدلات البطالة وتردي الأوضاع الاجتماعية والمعيشية، وإلقاء التبعة لذلك على كاهل الهجرات الأجنبية، سواء المشروعة أو غير المشروعة.

وخلال الفترة من عام 1995 وحتى عام 2000 نفذت 608 عملية إرهابية في دول غرب أوروبا، ففي عام 1995 شهدت أوروبا 272 عملية إرهابية، أصيب فيها 287 بين قتيل وجريح، وفي عام 1996 نفذت 121 عملية إرهابية وكان عدد الضحايا 503 ضحية، وفي عام 1997 تمت 52 عملية إرهابية سقط فيها 17 ضحية فقط، وفي عام 1998 نفذت 48 عملية إرهابية أدت إلى عدد 405 ضحية، وفي عام 1999 نفذت 85 عملية إرهابية كان عدد ضحاياها منخفضاً للغاية، حيث وصل عددهم إلى 16 فرداً فقط، وفى عام 2000 ووصلت العمليات إلى أدنى مستوى لها من حيث العدد، حيث نُفذ 30 عملية وكان عدد ضحاياها 4 أشخاص فقط.

1. الإرهاب في إيطاليا

يمتاز الإرهاب في إيطاليا بقسوته واستمراره، وتعد إيطاليا هي الدولة الديموقراطية الصناعية الوحيدة التي عانت من الإرهاب الداخلي خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وإذا كان الإرهاب في أوروبا كان نتيجة لأسباب عرقية أو انفصالية، إلا أن الإرهاب في إيطاليا كان لتحقيق أهداف أيديولوجية، تقوم على أساس المساواة الاقتصادية والاجتماعية.

أ. إرهاب اليمين Terrorismo Nero

(1) عرفت إيطاليا إرهاب اليمين أو الإرهاب الأسود Terrorismo Nero كما عرفت إرهاب اليسار أو الإرهاب الأحمر Terrorismo Rosso، ويرتبط إرهاب اليمين ارتباطاً وثيقاً بالفاشية، حيث تكونت الحركة الاجتماعية الإيطالية Movimento Social Italiano في عام 1946، والتي وجد إرهاب اليمين في كنفها الظروف المناسبة للنمو، فبدأت جماعات اليمين الأكثر تشدداً، تستقل بنفسها، وإن ظلت لبعض الوقت ضمن إطار حزب الحركة الاجتماعية، ومنذ عام 1945 وحتى عام 1968 نفذ الفاشيون العديد من العمليات الإرهابية، ضد الأحزاب السياسية الديموقراطية، بهدف تأكيد وجودهم في مرحلة تاريخية للسياسة الإيطالية اتسمت بسيطرة تحالف القوى السياسية الكاثوليكية والقوى السياسية الاشتراكية، إلا أن تلك العمليات الإرهابية كانت تنفذ باستعمال وسائل بدائية، ومنذ عام 1969 كان اندلاع الحركات الطلابية والعمالية والتي بدأت خلالها مرحلة جديدة من العمل الإرهابي اليميني الذي اتخذ من أسلوب ارتكاب المذابح نهجاً إستراتيجياً له، واستمر حتى نهاية الثمانينيات.

(2) تتمثل أهم منظمات إرهاب اليمين الإيطالي في جماعة النظام الجديد، التي نشأت مجموعة سياسية مستقلة عام 1956 بعد انشقاقها عن حزب الحركة الاجتماعية الإيطالية، وسمت نفسها الجبهة الوطنية الفاشية الجديدة، ورغم تركز اهتمام الحركة في النشاط الثقافي والسياسي، إلا أنها كانت حركة ثورية تتسم بالتعدد وتتميز بهياكل وصياغات واسعة سعت عملياً إلى الاستيلاء على السلطة، وينطلق الخط الفكري للمنظمة من أنَّ النظام الديموقراطي البرلماني خصم وعدو للحركة، ومن ثم فإنها تعمل على تأكيد أفكارها ومبادئها بطريقة شرعية، ولكن عندما حال نظام الحكم دون تحقيق ذلك، فإن إرادة البقاء عند الثورة أضفت الشرعية على حقها في اللجوء إلى العنف المضاد. ونظراً لتنامي خطورتها، أصدرت الحكومة الإيطالية قراراً بحلها ومصادرة أموالها في أكتوبر 2000.

(3) انشق، عن الحركة الاجتماعية الإيطالية، جماعة الطليعة الوطنية في عام 1959، وهي تضم مجموعة من الشباب المحبطين من سلوك الأحزاب السياسية الإيطالية، ورغم أن تلك الحركة حلت نفسها عام 1965 بعد أن وُجه إليها الاتهام بتحبيذ الفاشية والقيام بعمليات عنف، إلا أنها أعادت تكوين نفسها مرة أخرى عام 1970، ولكنها حُلَّت عام 1976 بحكم قضائي بعد إدانتها بتنفيذ العديد من الأعمال الإرهابية، وفقدت بموجب ذلك شرعيتها، ولكنها انتقلت إلى العمل السري، في إطار عسكري يحتم الثورة ضد نظام الحكم، والاستيلاء على السلطة وإقامة نظام جديد، ولذلك كان عملها يتسم بالصلابة في مضمونه وجوهره، والمرونة في الشكل وصولاً إلى بلوغ الهدف.

 (4) رغم أن حقبة الثمانينيات شهدت انهيار بعض منظمات إرهاب اليمين في إيطاليا، إلا أنه على الصعيد الأيديولوجي والسياسي تكونت مراكز وحركات يمينية تسعى لاستقطاب الأشخاص ذوي الاتجاهات اليمينية المتطرفة، وأخطر تلك الجماعات الجديدة المركز الثقافي L' Aratro، إلا أنها تحجم حالياً عن تنفيذ أعمال عنف، حيث لم تحظ بالتأييد الكافي، حتى الآن وفي حقبة التسعينيات بدأ ظهور الاتجاهات الداعمة للإرهاب المتطرف وتناميها، وبذلك زادت النزعات العنصرية المعادية للوجود الأجنبي في إيطاليا.

ب. إرهاب اليسار Terrorimo Rosso

(1) كان ظهور إرهاب اليسار في إيطاليا عام 1968، بعد أن بدأ الطلبة الاحتجاج على مظاهر الفساد الحزبي، ولقد تنامى العنف مع تحرك نقابات العمال، ما أدى إلى مذبحة بياتسا فونتانا في 12 ديسمبر 1969، وفي أعقاب تلك المذبحة بدأ اليسار المتطرف تنظيم نفسه وإعدادها للصراع المسلح، حيث ظهرت جماعة أطلقت على نفسها اسم أكتوبر 1969، واتخذت لنفسها طريق المقاومة المسلحة، وضمت العديد من الشيوعيين وبعض المجرمين، كما ظهرت منظمة الألوية الحمراء Brigate Rosse التي تكونت عام 1969 في مدينة ميلانو، وبدأت عملياتها الإرهابية التي استمرت بدون توقف، ويتمثل الخط الفكري لمنظمة الألوية الحمراء في مواجهة الإمبريالية العالمية التي تسعى للسيطرة الاقتصادية من خلال الشركات متعددة الجنسيات، والتفوق السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية، ووفقاً لهذا الفكر فإن إيطاليا تُدرج ضمن الدول الإمبريالية، ولذلك أعلنت المنظمة ضرورة الكفاح ضد نظام الحكم الإيطالي، ولتحقيق هذا الهدف أُنشئ الحزب المسلح IL Partito Armato[1].

(2) تشكلت منظمة الحكم الذاتي العمالي Autonomia Operaia عام 1973، ولها اتجاه يميني خالص، وتتميز بدرجة عالية من التنظيم، تتبع الخط العسكري للماركسية الجديدة، وهي عبارة عن عدة خلايا صغيرة متعددة ومتعاونة بهدف تكوين حزب مسلح فعال، وترى المنظمة أن كفاح الشعب وصراعه أداة ضرورية لتحقيق التحول الثوري.

(3) تتسم الأعمال الإرهابية للمنظمات اليسارية الإيطالية بالرمزية، حيث توجه أنشطتها ضد رموز النظام السياسي والاقتصادي، كما أنها تسعى لأن تكون عملياتها مثالاً للشعب في كفاحه الثوري، ولذلك يقترن كل عمل إرهابي بإصدار إعلان تفصيلي عن الحادث وأسبابه، ومنذ نهاية السبعينيات شهد إرهاب اليسار تحولاً كبيراً، فقد اتخذ الطابع العسكري، واشتدت حدة العمليات وتنامى عددها، ما أدى إلى رفض الكثير من أعضاء تلك المنظمات ذلك التحول الذي تعارض مع فكر وخصائص إرهاب اليسار التقليدي وخصائصه.

2. الإرهاب في فرنسا

أ. لم يشكل الإرهاب في فرنسا خطورة حقيقية، إلا في فترة الثمانينيات، كما بدأت فرنسا تتعرض للانتقاد الداخلي والخارجي بسبب سياستها المتساهلة تجاه الإرهابيين، ويرجع سبب تلك السياسة إلى قبول فرنسا للعديد من الأجانب للإقامة على أراضيها، ولقد قُدر عدد اللاجئين السياسيين في فرنسا حتى بداية التسعينيات بحوالي 150 ألف فرد. وإذا كانت الحكومات الفرنسية تتخذ موقفاً متساهلاً من الإرهاب إلى حد ما، فإن الرأي العام الفرنسي يميل دائماً إلى البحث عن الأسباب والدوافع الكامنة للإرهاب، ولذلك لا يتسرع الشعب الفرنسي في إدانة الأنشطة الإرهابية، ويعد الموقع الجغرافي لفرنسا من العوامل التي تجعلها عرضة للإرهاب، نظراً لأنها ملتقى طرق أوروبا، وتشترك في حدودها الممتدة مع العديد من الدول، لتسهل الطبيعة الجغرافية لتلك الحدود عبور الإرهابيين من الدول الأخرى.

ب. يمثل الإرهاب الانفصالي أهم أنماط الإرهاب في فرنسا، وتقع أكثر الأنشطة الإرهابية في إقليمي بريتاني Bretayne، وكورسيكا Carsica، ويرجع ذلك للاختلافات الثقافية التي يمتاز بها كل إقليم من الأقاليم الفرنسية عن الأخرى، ويسود في الإقليمين اعتقاد بأن مواردهما تستنزف لصالح أقاليم الدولة الأخرى الأكثر تقدماً، كما يعاني كلا الإقليمين من معدلات البطالة العالية، ولقد اندلعت الأعمال الإرهابية في الإقليمين منذ السبعينيات، ويوجد في إقليم كورسيكا العديد من المنظمات الإرهابية، أهمها جبهة التحرير الوطني لكورسيكا Front de Li Beration National de La Corse (FLNC)، وحركة كورسيكا الفرنسية Action Pour La Corse Francaise، وحركة بعث كورسيكا Action Pour La Renaissance de La Corse (ABC)، وحركة كورسيكا الإقليمية Action Regionalist Corse (ARC)، وجيش التحرير الوطني لكورسيكا National La Beratian Army of Carsica، واتحاد كورسيكا Union Corse (UC). كذلك يوجد في إقليم بريتاني العديد من المنظمات الإرهابية، أهمها جيش بريتون الجمهوري Breton Republican Army، ومجموعة العمل الثوري الدولي Revolution on ary International Action Group، والحزب الجمهوري البريتاني Breton Republican Party، وحركة الاستقلال الذاتي Action Autonomy (AA). وعلى الرغم من إعلان ست جماعات انفصالية في كورسيكا عن موافقتها على وقف إطلاق النار في أواخر عام 1999، إلا أن العمليات الإرهابية غير المنتظمة استمرت ضد المنشآت الحكومية.

ج. بدأ ظهور اليمين الجديد اتجاهاً فكرياً حديثاً منذ نهاية الستينيات، حيث اتسم بالعنصرية والكراهية الشديدة للأقليات والأجانب، ما أدى إلى ارتكاب جماعات العنف لأعمالها الإرهابية ضد الأقليات في فرنسا، ولقد عملت تلك الجماعات على نشر أيديولوجية قائمة على فكرة تفوق العنصر الأوروبي، ويتمثل أهمها في الجبهة القومية National Frant. (FN)، وجماعة المواجهة Com Frantating، والحركة القومية الاشتراكية National Socialist Movement (MNS)، إلا أن أخطر المنظمات الإرهابية اليمينية هي منظمة الجيش السري Organization de L'armee Secrete (DAS) التي ارتكبت العديد من الأعمال الإرهابية ضد كبار الشخصيات الفرنسية أثناء أزمة الجزائر. كما ظهر في فرنسا بعض الجماعات اليمينية المتطرفة، اعتنقت فكر الفاشية الجديدة New Fascism مثل اتحاد العمل القومي الأوروبي Federation d' action nationale Europeene وتهدف تلك الجماعة إلى طرد المهاجرين، وهي المسؤولة عن الاعتداءات التي نفذت ضد المكاتب اليهودية ذات الصلة بإسرائيل.

د. ظهرت المنظمات الإرهابية اليسارية في فرنسا منذ نهاية الستينيات أيضاً، وارتبطت بظهور منظمة العمل المباشر Action Direct (AD) والتي تكونت من اندماج جماعة العمل الثوري الدولية والقوات المسلحة للحكم الذاتي الشعبي، وانضم إليها بعض الجماعات اليسارية المتطرفة، التي عملت على مقاومة الأنشطة الاستعمارية الفرنسية، كذلك اهتمت المنظمة بمشكلة البطالة الفرنسية، ولذلك وجهت عملياتها الإرهابية ضد وزارة العمل وضد اتحاد العمال الفرنسي، كما سلكت اتجاهاً معادياً للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ونفذت العديد من العمليات الإرهابية ضد مصالحها. وتتمثل أهم المنظمات الإرهابية اليسارية الفرنسية في الحركة المباشرة Direct Action، والمحطمون Breakers، وحركة 22 مارس March 22 Movement، ومجموعة الشيوعيين الدوليين International Communists، والحركة م-10 M-10 Movement.

3. الإرهاب في المملكة المتحدة

أ. يتصل الجانب الأكبر من العمليات الإرهابية التي تشهدها المملكة المتحدة بالمشكلة الأيرلندية، ولذلك فإنه يتصف بكونه إرهاباً انفصالياً بدأ منذ أواخر القرن السادس عشر بهزيمة الأيرلنديين، وخضوعهم للتاج البريطاني، وبحلول القرن التاسع عشر سيطر على أيرلندا مشكلة العلاقات الداخلية بين البروتستانت والكاثوليك، ومشكلة العلاقة مع بريطانيا، وتفاقمت تلك المشكلات ما أدى إلى تنامي الاضطرابات العنيفة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبعد كفاح مستمر تمكن الأيرلنديون من عقد اتفاق مع الحكومة البريطانية عام 1921 تكونت بمقتضاه دولة أيرلندا الحرة، لكن المقاطعات الست الشمالية من أيرلندا ظلت خارج نطاق تلك الدولة، ومع تطور الأوضاع السياسية أعلن عن جمهورية أيرلندا الحرة عام 1949، إلا أن مشكلة أيرلندا الشمالية ظلت قائمة، حيث يصر الأيرلنديون على استمرار كفاحهم حتى يتحقق لهم وحدة المقاطعات الست لأيرلندا الشمالية مع باقي جمهورية أيرلندا.

ب. تتمثل أهم المنظمات الإرهابية الأيرلندية في منظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي (IRA)، وهي عبارة عن خلايا صغيرة، يراوح عدد أعضائها بين ثلاثة وخمسة أفراد، ومعظمهم من العمال أو الطبقة الوسطى، ولقد اتسم النشاط الإرهابي لتلك المنظمة خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، بالميل لتوجيه ضربات عشوائية، وخاصة ضد النوادي الليلية والمحلات العامة ووسائل النقل، وكذلك ضد أفراد الشرطة، ولقد امتد نشاط عمليات الجيش الجمهوري الأيرلندي ليصل إلى داخل حدود جمهورية أيرلندا. كذلك تعد منظمة جيش التحرير الوطني الأيرلندي Irish Nationalist Liberation Army تنظيماً شديد التطرف، يقوم أساساً على معاداة الإمبريالية، ويتصل بالاشتراكية العمالية، لكن نشاطها الإرهابي المتمثل في اختطاف الأطفال أفقدها التأييد الجماهيري، ولذلك فهي منظمة غير اجتماعية، لم تقم بأي دور لتحرير أيرلندا، وخاصة أن نشاطها تراجع في الفترات الماضية.

4. الإرهاب في ألمانيا

أ. شهدت ألمانيا الاتحادية ذروة العمليات الإرهابية في السبعينيات، إلا أن حدتها تراجعت خلال فترة الثمانينيات، وعلى الرغم من توحيد شطري دولة ألمانيا في نهاية 1990، لكن الظروف والدوافع التي أدت إلى ظهور الإرهاب واستمراره ما زالت قائمة حتى بعد تحقيق الوحدة، ولقد اختلفت توجهات الإرهاب بين يسار ويمين، حيث يهدف إرهاب اليسار إلى تغيير نظام المجتمع من رأسمالي إلى شيوعي مثالي، ولقد بدأت مقدمات الإرهاب اليساري منذ نهاية الستينيات من خلال مجموعات صغيرة من طلبة الجامعات الذين لم يكتفوا بالمظاهرات، ولكنهم بدأوا بأعمال إرهابية ضد العديد من الممتلكات والأفراد، وإذا كان هناك تعاطف شعبي تجاه تلك الجماعات، إلا أن هذا التعاطف تضاءل وبدأت مظاهر الرفض الشعبي بعد تزايد عمليات الاغتيال في عام 1975، وتستند المسوغات الفكرية لإرهاب اليسار في ألمانيا إلى أنهم يشكلون جزءاً من الحركة العمالية لتحرير دول العالم الثالث، وخاصة فلسطين، ولذلك أعلنت الجماعات الإرهابية اليسارية الحرب على ألمانيا التي تعد من حلفاء القوة الإمبريالية العظمى، ومن ثم توجه الأنشطة الإرهابية إلى القوات والمنشآت الأمريكية في أوروبا. وتتمثل أهم منظمات إرهاب اليسار في جماعة الجيش الأحمر Red Armey Faction (RAF) ، والتي بدأت أنشطتها عام 1968، وكذلك تكونت منظمة الخلايا الثورية Revolutionarer Zom (RZ) عام 1973، وتتركز أنشطتها في عمليات الشغب والاعتداءات اليسيرة، كما ظهرت جماعة بادر ماينهوف في أواخر الستينيات معتنقة الفكر النازي، إلا أن لها علاقات تعاون في مجالات عملها ببعض المنظمات، ومنها الجيش الأحمر الياباني.

ب. وقد ظهر إرهاب اليمين في ألمانيا الاتحادية نتيجة لظهور إرهاب اليسار، إلا أنه يختلف عنه في أهدافه وأسلوبه، فإرهاب اليمين لا يهدف إلى تغيير المجتمع وإقامة نظام شيوعي متحرر من روابط السلطة، ولكنه يسعى إلى إقامة نظام ديكتاتوري، ولذلك لا يستهدف رموز السلطة، وإنما يختار ضحاياه من عامة الشعب، والواقع أن إرهاب اليمين في ألمانيا الغربية أقل خطورة وضعفاً من إرهاب اليسار، إلا أنه يستمد جذوره من الحزب الوطني الديموقراطي NPD الذي يمثل اليمين المتطرف، الذي يعاني حالياً من ضعف شديد، وكذلك جماعات النازي الجديد، ومنها جماعة Hepp Hexel التي تعادي الولايات المتحدة الأمريكية وقامت بتنفيذ العديد من العمليات ضد قواتها الموجودة في ألمانيا، ولقد تنامت عمليات اليمين الإرهابي بعد الوحدة الألمانية نظراً لتزايد معدلات البطالة، وتزايد الشعور المعادي للأجانب العاملين في ألمانيا، وتحول هذا الشعور المعادي إلى عمليات عنف ضدهم واغتيال.

5. الإرهاب في أسبانيا

أ. الإرهاب الانفصالي هو نمط الإرهاب الأساسي في أسبانيا، ويتمثل ذلك في منظمة إيتا الانفصالية (منظمة تحرير الباسك)، أخطر المنظمات وأقواها وتسعى إلى تحقيق انفصال إقليم الباسك عن أسبانيا، وإقامة دولة الباسك المستقلة، ولقد ظهرت منظمة (ETA)[2] في نهاية الخمسينيات وبدأت العمل المسلح عام 1961، وتزايد نشاطها عام 1975، ولقد كان ظهورها بسبب الطابع الاستبدادي لنظام حكم الجنرال فرانكو، ورغم ما تعرضت له منظمة إيتا من انشقاقات وخلافات داخلية، إلا أن أهدافها ظلت ثابتة وتمثلت في استقلال إقليم الباسك وتوحيد مقاطعاته السبع في دولة واحدة ذات اتجاهات اشتراكية، وتتكون المنظمة من جماعة طلابية معظمهم من الطبقة البرجوازية وإن كانت تضم بعض العمال.

ب. تتألف منظمة إيتا من جناحين أساسيين أحدهما عسكري والآخر سياسي، وبصفة عامة لا تتمتع المنظمة بالتأييد الجماهيري المحلي، رغم ما تزعمه بأنها تمثل كل الأمة، وتعتنق المنظمة نظرية ثورية ذات جذور اشتراكية، بينما كانت تصرفاتها ومواقفها تعكس التوجهات الانفصالية، ولقد بلغت الأنشطة الإرهابية للمنظمة ذروتها خلال الفترة من عام 1978 وحتى عام 1980، حيث استهدفت خلالها رجال الشرطة والحرس المدني وكبار قادة الجيش، وكذلك حركة السياحة في أسبانيا وخاصة الشواطئ والفنادق، وتعتمد المنظمة مادياً على التبرعات الاختيارية التي يقدمها سكان إقليم الباسك المتعاطفين مع المنظمة، أو من خلال عمليات الابتزاز والسطو على البنوك.

ج. بدأت منظمة إيتا تعاني من الضعف والوهن منذ أوائل الثمانينيات، وخاصة بعد الحد من حرية حركتها داخل فرنسا، وكذلك نجاح السلطات الأسبانية في إلقاء القبض على العديد من أعضاء المنظمة وقياداتها، ورغم إعلان المنظمة عن وقف عملياتها الإرهابية في أواخر عام 1999، إلا أنها نفذت حملة تفجير واغتيالات أسفرت عن مقتل 23 فرداً وإصابة العشرات، واستهدفت رجال الشرطة والساسة ورجال الأعمال، وكذلك المناطق التجارية.

رابعاً: الإرهاب في روسيا (قديماً وحديثاً)

1. بعد ثورة لينين على نظام الحكم القيصري عام 1917 قام بتكوين البوليس السياسي السري، أو التشيكا Cheka، والذي يعد أبشع جهاز إرهاب برعاية الدولة، وأكثرها فاعلية وعنفاً في القرن العشرين، ولقد تحول بعد ذلك إلى جهاز الكي جي بي KGB، وبنهاية عام 1922 كان أسلوب لينين لمواجهة الثورة المضادة الداخلية هو الإرهاب العنيف حتى وفاته عام 1924، ومع وصول ستالين للحكم لم يحدث تغيير في مجال ممارسة إرهاب الدولة، سواء داخلياً أو خارجياً، إلا أنه انحسر في الممارسة السرية فقط. ولقد ظل وجود عناصر المخابرات وجهاز الـ KGB قائماً وداعماً لكل الأنشطة القمعية العنيفة خارج الاتحاد السوفيتي، وبخاصة في الدول الغربية، ولقد ثبت تورط البعثات الدبلوماسية للاتحاد السوفيتي في عمليات إرهابية بأستراليا وكذلك كان للشيوعيون دور هام في حرب الهند الصينية وأيضاً في حرب التحرير الجزائرية.

2. كان للتنافس الدولي أثره الفعال في تحول مفاهيم الاتحاد السوفيتي السياسية، ما أجبر خورشوف عام 1956 على تعديل تلك المفاهيم، لتجنب المواجهة مع القوى العظمى والكبرى، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية الأمريكية، ولقد كان لبريجنيف الذي تولى السلطة بعد خورشوف التوجهات عينها، وكان المحرك الرئيسي للسياسة السوفيتية هو البحث عن النفوذ، وتزامن تحول السوفيت الإستراتيجي مع ما تكبدته الدول الغربية من هجمات إرهابية، تتوافق مع مضمون الأيديولوجيات السوفيتية وممارساتها.

3. في عام 1964 أعلن جريتشكو A. Grechko وزير الدفاع السوفيتي أن بلاده سوف تواصل مساعدة حركات التحرر في نضالها ضد الاستعمار، لأن تلك الحرب عادلة، وبذلك تكون الإستراتيجية السوفيتية خلال تلك المرحلة قد هدفت إلى إحداث أكبر خسائر ممكنة في الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية الأمريكية، على أن يكون ذلك بديلاً عن المواجهة المباشرة مع تلك الدول، ولذلك وقعت العديد من المعاهدات مع الدول حديثة الاستقلال، ومن أبرزها كوبا، إلا أن سياسة الاتحاد السوفيتي كانت تقوم أساساً على الدعم المستتر للأنشطة والعمليات الإرهابية الخارجية، ولقد تورط جهاز GRU في الأنشطة السرية وإثارة الاضطرابات الاقتصادية التي تؤدي إلى أحداث إرهابية وتخريبية، وكذلك تركز نشاطها في محيط النقابات العمالية وتدريب عناصرها على عمليات الاغتيال والتخريب وحرب العصابات في إطار النضال الوطني. أما جهاز KGB فقد كان هدفه أساساً توسيع دائرة نشاطه ليشمل دعم وتعزيز المنظمات الإرهابية وجماعات حرب العصابات.

4. في بداية عام 1976 توثقت صلة الاتحاد السوفيتي بالعديد من العناصر الإرهابية الأوروبية، ومنها منظمات الألوية الحمراء ومنظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي IRA ومنظمة إيتا الانفصالية ETA ومنظمة جيش التحرير التركي TKA، وتوثقت كذلك، بالعديد من منظمات الكفاح المسلح وعناصره، ومنها منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة الجيش الأحمر الألمانية، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه تأثرت تلك الصلات، في حين بدأت روسيا تواجه العديد من المشكلات والصراعات الداخلية، وخاصة حرب شمال القوقاز والتي تفجرت منذ عام 1994 وراح ضحيتها أكثر من 80 ألف فرد، وكان سببها رفض قادة الشيشان الانضمام للاتحاد الروسي في مارس 1992، وكان أبرز الدوافع الشيشانية هو توحيد جمهوريات شمال القوقاز في دولة إسلامية موحدة، ولتحقيق ذلك الهدف اختاروا طريق الجهاد، وانطلق الصراع المسلح بين الجانبين وشهدت الفترة من 14 أغسطس وحتى 13 سبتمبر 1999 العديد من التفجيرات العنيفة في العاصمة الروسية، أودت بحياة أكثر من 300 فرد، ثم استمر الصراع بعد ذلك بين الجانبين ونفذ كلاً منهما العديد من عمليات العنف والعنف المضاد ومازالت تلك الأعمال مستمرة.

خامساً: الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية

على الرغم من اعتقاد سائد، بأن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر المجتمعات استقراراً وأمناً وهدوءاً، بعيداً عن الجماعات السياسية المعارضة، التي تلجأ أحياناً لاستخدام السلاح لتحقيق بعض أهدافها، وآية ذلك أنه منذ انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لم يُعلن عن وجود نزاعات مسلحة داخل المجتمع أو النظام السياسي الأمريكي، إلا أن الواقع عكس ذلك تماماً، حيث يضم المجتمع الأمريكي أكبر عدد من المليشيات والجماعات المسلحة، التي يمكن وجودها في دولة واحدة، وخلال النصف الثاني من القرن العشرين نفذت تلك الجماعات والمليشيات العديد من الأنشطة الإرهابية، وإن كان نشاطها قد بلغ ذروته خلال فترة الستينيات، ومنذ عام 1980 وحتى عام 1989 نُفذت 219 عملية إرهابية، حيث ازدادت الأنشطة الإرهابية، فبعد أن كانت 29 عملية عام 1980 ارتفعت إلى 51 عملية إرهابية عام 1982، ثم انخفض النشاط الإرهابي منذ عام 1983، وتتحدد أنماط وأشكال الجماعات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ستة جماعات، تتمثل في الآتي:

1. الجناح اليميني Right Wing

لم تلجأ الجماعات المتطرفة في الجناح اليميني إلى العنف إلا في عام 1983، حيث كان إرهابيو الجناح اليميني في الولايات المتحدة الأمريكية أقرب إلى حركة Christian Identity (CIM)، والتي تمتد أصولها إلى حركة Angle Israelism والتي من معتقداتها أن المسيح من أصل آري، ولقد لاقت معتقدات تلك الجماعة تأييداً كبيراً منذ أوائل الثمانينيات، وتعد جماعة كوكلوس كلان The Kuklux Klan التي نشأت عام 1865، والتي كان هدفها الرئيسي معارضة محاولات دمج السود في المجتمع الأمريكي من أخطر وأهم جماعات الجناح اليميني، كذلك جماعة بوس كوميتاتوس Sherffs Posse Comitatus التي تأسست عام 1969 وانتشرت فروعها في 13 ولاية منذ بداية السبعينيات، ولقد عملت هذه الجماعة على ألا يسيطر اليهود على الحكومة الفيدرالية وعدم التدخل العسكري في تطبيق القانون المحلي، وبمرور الوقت أصبحت هذه الجماعة تتسم بالعنف والتطرف، كذلك جماعة العهد والسيف وجيش الرب Convenient, Sword and Arm of The Lord عام 1971، من مجموعة فارين ومطرودين ومدمني المخدرات، واعتمدت تلك الجماعة في تمويل نشاطها على الاتجار في السلاح، وفي عام 1979 تحولت الجماعة إلى التطرف والعنف.

2. الجناح اليساري Left Wing

تكون الجناح اليساري منذ الستينيات، ووصل إلى القمة في الفترة بين 1963 و1973، ويغلب على الجناح اليساري طابع التطرف لتحقيق العدالة وإنهاء التمييز العنصري، ولقد ساهمت البواعث الأيديولوجية ومعتقدات الجناح اليساري على تشكيل العديد من الجماعات الإرهابية، من أهمها جماعةMay 19th Communits Organization (M19CO)، وكذلك جماعة Students for Democraic Socity (SDS) والتي كان لها تأثير كبير على طلاب الجامعات والمدارس، وأيضاً نشأت جماعة جمهورية أفريقيا الجديدة Republic of New Africa (RNA)، حيث قامت بالعديد من عمليات السطو منذ عام 1981، بهدف تكوين أمة سوداء جديدة في ولايات ألباما وجورجيا ولويزيانا ومسيسيبي.

3. وطنيو بورتوريكو Puerto Rican Nationalists

وتعتبر أكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الثمانينيات، حيث تشكل 53 جماعة إرهابية نفذت أكثر من 60% من العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية وبورتوريكو، ورغم تعدد الجماعات إلا أنها تشترك في أهدافها المناهضة للوجود العسكري الأمريكي في بورتوريكو، كما أنها تأخذ بالفكر الماركسي وتمثل القوات المسلحة لجبهة التحرير الوطني، ومنظمة متطوعي ثورة تحرير بورتوريكو، وقوات الـ Guerrilla، وكذلك القوات المسلحة لجبهة المقاومة الشعبية، أهم المنظمات التي تشكل تلك الجماعة.

4. إرهاب المصالح الخاصة

ظهر خلال الثمانينيات نمط الإرهاب البيئي Environmental Terrorism، والذي تختلف بواعثه الإرهابية عن الأنماط الأخرى، فعلى الرغم من أن أنواع الإرهاب كافة في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في الانخفاض منذ الثمانينيات، إلا أن الإرهاب البيئي بدأ يظهر على ساحة الأحداث، حيث قامت تلك الجماعات بأعمال تخريب وإرهاب عديدة ضد المنشآت والمشروعات التنموية، غير أن نشاطها الإرهابي لم يتسم بالقسوة أو العنف إلا في نهاية الثمانينات، وتمثل جبهة حماية حقوق الحيوان The Animal Liberation Front (ALF)، وكذلك حركة المحافظة على البيئة Earth First التي تسعى لحماية البيئة، أخطر جماعات المصالح الخاصة.

5. اليهود المتعصبون Jewish Extremists

وينقسم الإرهاب اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى قسمين أساسيين، هما: Jewish Defrnce League (JDL)، وUnited Jewish Under Ground (UJU) وتتكون تلك الجماعات من الشباب اليهودي الأمريكي المتعصب، الذي يعمل للحفاظ على حقوق اليهود بمساندة إسرائيل.

6. الإرهابيون العالميون International Terrorists

أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هدفاً للإرهاب العالمي منذ الثمانينيات، وتمثل منظمة أوميجا 7 Omiega 7، التي تشكلت عام 1974، أهم المنظمات الإرهابية في العالم التي تمارس نشاطها في الأراضي الأمريكية. حيث ارتكبت العديد من عملياتها الإرهابية ضد الدبلوماسيين، وكذلك منظمة الفالها The Valahh Incident التي تشكلت عام 1984، ويعمل أعضاؤها في تجارة السلاح.

وفي العقد الأخير من القرن الماضي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض للعديد من العمليات الإرهابية، حيث تم نسف مبنى الحكومة الفيدرالية في مدينة أوكلاهوما عام 1995، ما أسفر عن مقتل 300 فرد وتوقفت التحقيقات منذ اعتراف تيموثي مكفاي بتنفيذه للعملية، ولقد اتضح بعد ذلك وجود العديد من الميليشيات المسلحة التي تسعى لتدمير الحكومة الفيدرالية، وكان مكفاي أحد أعضاء تلك المليشيات التي تضم الآن الآلاف من الأمريكيين، وتنتشر تلك المليشيات في أكثر من 30 ولاية أمريكية، ويقدر عدد المنتمين إليها بحوالي 100 ألف فرد، وتعد ميليشيا ميتشجان الفرع الأكثر بروزاً لتلك المنظمات بولاية أيداهو منذ عام 1992، كذلك توجد ميليشيا تكساس الدستورية التي هي جزء من فيلق تكساس، الذي قد يصبح جزءاً من الجيش الأمريكي وتهدف إلى استعادة الولايات المتحدة الأمريكية وتحريرها، وكثير من أعضائها من العسكريين الأمريكيين السابقين.

سادساً: الإرهاب في آسيا

شهدت القارة الآسيوية ظاهرة العنف السياسي بصورها كافة، ولا تخلو دولة في آسيا من ظاهرة الإرهاب، سواء اقترنت بمحاولات الانفصال أو الحصول على حكم ذاتي، أو التعبير عن الاحتجاج ضد مظاهر الهيمنة والفساد، إلا أن ظاهرة العنف السياسي اقترنت كثيراً بالانقسامات العرقية والدينية، حيث التأثير الكبير للاختلاف الثقافي، الذي يكون سبباً رئيسياً في تأجيج مظاهر العنف، من قِبل الجماعات المعارضة والانفصالية، ويتمثل أهم وأخطر مظاهر العنف السياسي في الانفصال الذي يهدف إلى استقلال القومية أو الأقلية القائمة، عن الدولة الأم ورغبته في تأسيس دولة مستقلة، تعكس السمات القومية والعرقية والثقافية لهذه الأقلية، وذلك عن طريق العنف، كذلك شهدت قارة آسيا ظاهرة الصراع العرقي/ الطائفي فيما بين الأقليات، أو بين أقلية عرقية والأغلبية المهيمنة داخل الدولة الواحدة، وكان العنف هو وسيلة الأقليات العرقية للاحتجاج ورد المظالم والضغط على السلطات، ولقد أدى ذلك إلى حالة من الفوضى، سواء في عموم الدولة أو في مناطق معينة، كذلك كان هناك حالات عنف قائمة بسبب الصراع على السلطة، وتخللتها مظاهرات وأعمال احتجاج وعمليات اغتيال سياسي، كما كان هناك ظاهرة العنف السياسي بين الحكومة والمعارضة السياسية التي كانت تلجأ لأساليب عنيفة للتعبير عن موقفها.

نفذ خلال الفترة من عام 1995 وحتى عام 2000، 267 عملية إرهابية، نتج عنها 9714 ضحية بين قتيل ومصاب، ففي عام 1995 نُفذت 16 عملية إرهابية نتج عنها 5639 ضحية، وفي عام 1996 نُفذت 11 عملية إرهابية نتج عنها 1507 ضحية، وفي عام 1997 نُفذت 21 عملية إرهابية نتج عنها 344 ضحية، ومنذ عام 1998 بدأ معدل العمليات الإرهابية في التزايد حيث وصل فى عام 1998إلى 49 عملية نتج عنها حوالي 635 ضحية، وفي عام 1999 تمت 72 عملية إرهابية نتج عنها 690 ضحية، وفي عام 2000 شهدت آسيا 98 عملية إرهابية نتج عنها 899 ضحية بين قتيل ومصاب.

ويُقدر عدد المنظمات الإرهابية في آسيا بحوالي 75 منظمة، إلا أن قائمة وزارة الخارجية الأمريكية الصادرة في أبريل 2002، أثبتت وجود 13 منظمة من أخطر المنظمات الإرهابية في العالم، أهمها:

1. منظمة أوم شينركو اليابانية Aum Shinrikyo

تعتبر أخطر الجماعات الدينية اليابانية, تأسست عام 1987، وتهدف إلى الاستيلاء على اليابان ثم العالم، ورغم أن الحكومة اليابانية اعترفت بالمنظمة في عام 1989 كياناً سياسياً، إلا أنها ألغت هذا الاعتراف في عام 1995 وحظرت نشاطها، ومع ذلك استمرت المنظمة في أنشطتها الإرهابية، حيث نفذت عملية إرهابية باستخدام غاز السارين في مترو أنفاق طوكيو عام 1995، ومنذ عام 1997 واصلت الجماعة جهودها لكسب أعضاء جدد حتى وصل عددهم حالياً إلى نحو 2000 فرد.

2. جبهة نمور تحرير تاميل إيلام في سريلانكا

وتُعرف أيضاً برابطة تاميل العالمية، وتأسست تلك الجبهة عام 1976 وتتبع طرقاً غير مشروعة لجمع الأموال وحيازة الأسلحة، وتهدف إلى إقامة دولة مستقلة للتاميل، ولقد بدأت الجبهة نشاطها المسلح عام 1983 من خلال اتباعها أسلوب حرب العصابات، ويبلغ حجم قواتها حوالي 8 ـ 10 ألاف فرد في سريلانكا، وكذلك تضم حوالي 3 ـ 6 آلاف مقاتل مدرب، وتسيطر الجبهة على معظم المناطق الساحلية الشمالية والشرقية لسريلانكا، ويمتد نشاطها لمعظم أنحاء الجزيرة.

3. منظمة الجيش الأحمر الياباني Army of The Red Star

ويُطلق عليها أيضاً اللواء الدولي المناهض للإمبريالية، وهي منظمة إرهابية نشأت عام 1970 بعد انشقاقها عن الرابطة الشيوعية اليابانية، وتهدف المنظمة إلى الإطاحة بالحكومة والعرش الإمبراطوري والمساعدة على إثارة ثورة عالمية، ولقد نفذت المنظمة سلسلة من العمليات الإرهابية منذ عام 1970.

4. جماعة لواء ألكس بونكاياو (ABB)

وهي جماعة فلبينية منشقة عن الحزب الشيوعي لجيش شعب الفلبين الجديد، تأسست في منتصف الثمانينيات وأعلنت عن تشكيل تحالف مع جماعة الجيش البروليتاري الثوري منذ مارس 2000، ويتركز نطاق عملها في مانيلا ووسط الفلبين، وتبلغ قوتها حوالي 500 فرداً.

5. جيش الشعب الجديد (NBA)

وهو الجناح العسكري للحزب الشيوعي الفلبيني، الذي هو أساساً جماعة ماوية، تأسست في مارس 1969، وتسعى للإطاحة بالحكومة، وتتخذ من أسلوب حرب العصابات وسيلة لتحقيق ذلك، وتستهدف أساساً قوات الأمن الفلبينية والساسة ومهربي المخدرات، وتتمركز في المناطق الريفية، وخاصة في مناطق لوزون وفيساياس، ولها خلايا في مانيلا، إلا أنها تملك هيكلاً نشطاً في المدن، ويقدر عدد قوتها بحوالي 6 ـ 8 آلاف فرداً.

6. جماعة أبو سياف

وهي أصغر الجماعات الانفصالية الإسلامية وأشدها تطرفاً، وتمارس نشاطها جنوب الفلبين، كانوا يقاتلون ويتدربون في أفغانستان، ولقد انفصلت الجماعة عن جبهة تحرير مورو الوطنية عام 1991، وتورطت الجماعة في تفجيرات واغتيالات وعمليات اختطاف وابتزاز، للترويج لإقامة دولة إسلامية مستقلة غربي مينوانا وأرخبيل سولو في جنوب الفلبين، وتقدر قوة جماعة أبو سياف بحوالي ألفي فرد.

7. حركة المجاهدين

وكان يُطلق عليها سابقاً حركة الأنصار، وهي جماعة إسلامية متشددة مقرها باكستان، تمارس نشاطها في كشمير، ويتركز نشاطها ضد القوات الهندية في كشمير، ويتبعها عدة آلاف من الأنصار المسلمين الذين يتمركزون في أزاد كشمير وباكستان ومناطق كشمير الجنوبية ودودا الهندية.

8. منظمة مجاهدي خلق Mugahideen – e – Khalq

تُعرف بجيش التحرير الوطني الإيراني (الجناح العسكري لمجاهدي خلق)، تأسست المنظمة في الستينيات بهدف مقاومة النفوذ الغربي المفرط في نظام الشاه، وتتبع المنظمة فلسفة تمزج ما بين الماركسية والإسلام، وهي أكبر جماعة منشقة في إيران حالياً، وإذا كان أسلوبها الأساسي دعائي، إلا أنها أحيانا ما تستخدم العنف والإرهاب، حيث قامت بمهاجمة 13 سفارة إيرانية في العديد من الدول حتى عام 1992، كذلك نفذت العديد من العمليات الإرهابية داخل إيران في فبراير 2000، وتُقدر قوتها ببضعة آلاف مقاتل يتمركزون أساساً في العراق.

9. حركة أوزبكستان الإسلامية

وهي ائتلاف من المتشددين الإسلاميين من أوزبكستان ودول آسيا الوسطى، وتهدف إلى إقامة دولة إسلامية في أوزبكستان، ولقد نفذت العديد من العمليات الإرهابية خلال عامي 1999 و2000، وتصل قوتها إلى بضعة آلاف من المتشددين الذين اتخذوا قواعدهم في أفغانستان وطاجيكستان، وتتركز عملياتها في أوزبكستان وطاجيكستان وكيرجستان وأفغانستان.

10. جيش محمد

وهو جماعة إسلامية تتخذ من باكستان مقراً أساسياً لها، وتهدف الجماعة إلى توحيد كشمير مع باكستان، وهي متحالفة مع الحزب السياسي المسمى جماعة علماء الإسلام المتطرفة الموالية لحركة طالبان، وتبلغ قوة الجماعة بضع مئات من الأنصار المسلمين الذين يتمركزون في أزاد كشمير وباكستان وكشمير الجنوبية الهندية ومناطق دودا، وتتركز أنشطتها وعملياتها في كشمير بصفة رئيسية، ويرتبط جيش محمد بعلاقات وثيقة مع الأفغان العرب وحركة طالبان.

11. عسكر طيبة

هو الجناح العسكري للمنظمة الدينية المسماة مركز الدعوة والإرشاد والتي تتخذ من باكستان مقراً لها، وقد تأسست عام 1989، وهي مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، كما إنها توجه عملياتها ضد الوجود الهندي في كشمير منذ عام 1993، وتبلغ قوتها بضع مئات من الأعضاء في أزاد كشمير وباكستان، وأيضاً في كشمير الجنوبية الهندية ومناطق دودا، وغالباً ما يكون أعضاؤها من الباكستانيين ومن المعاهد الدينية خاصة، وكذلك الأفغان العرب، وتتركز مناطق عملها بالقرب من لاهور ومظفر أباد.

سابعاً: الإرهاب في أمريكا اللاتينية

يمثل الإرهاب في قارة أمريكا اللاتينية أحد سماتها الأساسية، حيث تتعدد أنماط الإرهاب ومسبباته بين الجريمة المنظمة والاغتيال السياسي للرموز القومية والخطف بهدف الحصول على فدية، وانتشار عمليات السطو المسلح، ويعد العنف من تداعيات التكوين التاريخي للقارة، حيث التاريخ الاستعماري والدكتاتورية العسكرية وتجاوزاتها وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، كذلك غياب الديموقراطية وتفشي الحروب الأهلية والصراعات الأيديولوجية التي كانت قائمة خلال مرحلة الحرب الباردة، وتتركز أعمال العنف في الجماعات ذات التنظيم الخاص المرتبطة بتجارة المخدرات أو ذات الطابع الأيديولوجي من جانب الثوار اليساريين أو اليمين المتطرف، وكذلك في إطار العنف المضاد الذي تمارسه أنظمة الحكم لقمع تصاعد العنف السياسي.

نفذ خلال الفترة من 1995 وحتى عام 2000، 729 عملية إرهابية في دول أمريكا اللاتينية، نتج عنها 298 ضحية بين قتيل ومصاب، ففي عام 1995 نُفذت 92 عملية إرهابية نتج عنها 45 ضحية، وفي عام 1996 نُفذت 84 عملية نتج عنها 18 ضحية، وفي عام 1997 نُفذت حوالي 128 عملية نتج عنها 11 ضحية، وفي عام 1998 نُفذت 111 عملية إرهابية نتج عنها 195 ضحية، وفي عام 1999 نُفذت 121 عملية إرهابية نتج عنها 9 ضحايا، وفي عام 2000 نُفذت 193 عملية إرهابية نتج عنها 20 ضحية بين قتيل ومصاب.

يُقدر عدد المنظمات الإرهابية في أمريكا اللاتينية بحوالي 26 منظمة وجماعة إرهابية، إلا أن قائمة وزارة الخارجية الأمريكية الصادرة في أبريل 2002 حددت 5 جماعات إرهابية ضمن أخطر المنظمات والجماعات الإرهابية في العالم، وتتمثل تلك المنظمات في الآتي:

1. جيش التحرير الوطني ـ إيلن

وهو جماعة متمردة ماركسية نشأت عام 1965 في كولومبيا، ويتمثل نشاطها في عمليات الخطف والابتزاز وحرب العصابات، ويتركز نشاطها ضد الأجانب العاملين في الشركات الكبيرة للحصول على فدية، كما أنها تهاجم البنية التحتية للطاقة، وخاصة خطوط الأنابيب وشبكات توزيع الكهرباء، وتتمركز أساساً في المناطق الريفية والجبلية في شمال وشمال شرق وجنوب غرب كولومبيا، وكذلك مناطق الحدود الفنزويلية.

2. القوات المسلحة الثورية (فارك)

وهي جماعة تأسست عام 1964 جناحاً عسكرياً للحزب الشيوعي الكولومبي، ويتمثل نشاطها في عمليات التفجير والقتل والاختطاف والابتزاز، ويقدر حجم قواتها من 9 ـ 12 ألف عضو مسلحين، بالإضافة إلى العديد من المؤيدين في المناطق الريفية.

3. جماعة سينديرو لومينوسو (الطريق المستنير)

تأسست في أواخر الستينيات، ومنذ الثمانينيات أصبحت أكثر الجماعات الإرهابية عنفاً في بيرو، وتهدف الجماعة إلى تدمير المؤسسات القائمة في بيرو وإحلال نظام ثوري للفلاحين بدلاً منها، وتنفذ الجماعة عمليات تفجير عشوائية واغتيالات مختارة، ويقدر عدد أعضاء الجماعة ما بين 100 ـ 200 فرد مسلح، ويقتصر نشاطها على المناطق الريفية فقط.

4. حركة توباك أمارو الثورية (مارتا)

وهي حركة ثورية ماركسية ـ لينينية، تأسست عام 1983 في بيرو، وتهدف إلى إقامة نظام ماركسي وتخليص بيرو من الإمبريالية التي أسسها النفوذ الأمريكي، ولقد نفذت العديد من العمليات الإرهابية بإتباعها أساليب التفجير وعمليات الاختطاف والكمائن والاغتيالات، ويقدر عدد أعضائها بحوالي 100 فرد، إلا أنه يلاحظ انخفاض نشاطها الإرهابي منذ عام 2000.

5. قوات الدفاع الذاتي (AUC)

وهي جماعة شبه عسكرية، تأسست عام 1997 في كولومبيا، وينضم إليها معظم الجماعات شبه العسكرية في الأقاليم بهدف حماية المصالح الاقتصادية ومواجهة المتمردين المحليين، وتجد الجماعة السند من قِبل النخبة الاقتصادية وتجار المخدرات، ويقدر حجم الجماعة بحوالي 8 آلاف فرد، ويتركز نشاطها الإرهابي في مناطق شمال وشمال غرب كولومبيا وأنتكويا وقرطبة وبوليفار، ومنذ عام 1999 فرضت الجماعة وجودها في شمال شرق وجنوب غرب كولومبيا.

ثامناً: الإرهاب في أفريقيا

تنفرد القارة الأفريقية بخصائص وسمات معينة لأبعاد ظاهرة العنف التي تنتشر في القارة كلها، ويرجع ذلك إلى التركيبة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية بها، ودور الاستعمار الذي قام بترسيم الحدود والتي أدت لتقسيمها عرقياً وطائفياً، وكذلك قبلياً، ما انعكس على الصراعات الداخلية والحروب الأهلية والنزاعات الانفصالية، بالإضافة إلى وجود النظم القبلية العسكرية الحاكمة في العديد من الدول الأفريقية، كذلك تساعد عملية التحول الديموقراطي مع عدم وجود المناخ والبيئة المناسبين لاستيعابها في إطار من التعدد الحزبي مع عوامل أخرى على تنامي النعرات العرقية والدينية، فانتشرت الفوضى، بينما أدى الحزب العرقي إلى الدكتاتورية وقمع المشاعر العرقية، ومن ثم انفجارها، كذلك وضحت مظاهر العنف الناتجة عن الاشتباكات الحدودية ومحاولات الانفصال وتقرير المصير، ولقد أدت تلك الصراعات وأعمال العنف في أفريقيا إلى تزايد أعداد اللاجئين والمشردين، فضلاً عن الخسائر البشرية والمادية وجرائم القتل الجماعي.

لقد تأثرت المنظمات الإرهابية في أفريقيا بضرورات الأوضاع الداخلية والخارجية لكل دولة، وخاصة أن معظم الدول الأفريقية متخلفة وعانت طويلاً من الاستعمار، وتعاني حالياً مشكلات التنمية، وتصطدم بخلافات حدودية ومشكلات قبلية، ويقدر عدد المنظمات الإرهابية في أفريقيا بحوالي 64 منظمة وجماعة، نفذت حوالي 160 عملية إرهابية خلال الفترة بين عام 1995 وحتى عام 2000، نتج عنها 5719 ضحية بين قتيل ومصاب، وبرغم أنه لم يُنفذ في عام 1998 سوى 21 عملية إرهابية، إلا أن عدد الضحايا كان 5319 بين قتيل ومصاب وفقاً لقائمة وزارة الخارجية الأمريكية، الصادرة في أبريل 2001 والتي حددت 6 جماعات إرهابية، يتمثل أهمها في الآتي:

1. جماعة جيش تحرير رواندا (ALIR)

كما تُعرف أيضاً بأنتينرا هاموي، وهي جيش نظام الهوتو في رواندا، والذي نفذ عملية إبادة جماعية في عام 1994 لحوالي نصف مليون فرد من التوتسي خصوم النظام، ولقد اندمجت هذه الجماعة مع جماعة الإنترا هاموي بعد أن أجبرتا على الخروج من رواندا إلى زائير عام 1994 (الكونجو الديموقراطية حالياً)، وهما بمثابة الجناح العسكري لحزب تحرير رواندا، وتسعى الجماعة إلى الإطاحة بالحكومة الرواندية التي تسيطر عليها التوتسي، وتتكون الجماعة من عدة آلاف فرد يعملون بجانب الجيش الكونجولي أثناء مواجهته للحرب الأهلية في الكونجو، وأيضاً في رواندا.

2. الجبهة المتحدة الثورية

وهي جماعة غير محددة التنظيم، إلا أنها ذات قوة مسلحة فعالة، نظراً لما تتسم به من مرونة وانضباط، وتسعى للإطاحة بالحكومة في سيراليون والسيطرة على مناطق إنتاج الماس، وتمارس الجماعة نشاط الابتزاز لتوفير حاجاتها المالية، وتلجأ الجماعة إلى الأساليب الإجرامية والإرهابية وحرب العصابات لمحاربة الحكومة وبث الذعر بين الجماهير، وتُقدر قوتها بحوالي عدة آلاف، وقد مارست نشاطها في سيراليون وليبيريا وغينيا.

3. جماعة الشعب ضد العصابات (باجادا)

تأسست الجماعة عام 1996، في كيب تاون بجنوب أفريقيا، بهدف مكافحة الجريمة ومحاربة المخدرات والعنف، إلا أنها في عام 1998، تحولت إلى جماعة مناهضة للحكومة والغرب، وتعمل على وجود صوت سياسي أكبر للمسلمين في جنوب أفريقيا، وتتشكل تلك الجماعة في خلايا صغيرة، تنفذ عملياتها الإرهابية باستخدام القنابل والمتفجرات، وتقدر قوة الجماعة بحوالي عدة مئات يمارسون نشاطهم الإرهابي في منطقة كيب تاون التي هي من أهم المناطق السياحية بالدولة.

4. الجماعات الإسلامية المسلحة (جيا)

وهي جماعة إسلامية متطرفة في الجزائر، وتهدف أساساً للإطاحة بالنظام الحاكم وإحلال دولة إسلامية محله، وبدأت الجماعة في تنفيذ عملياتها الإرهابية عام 1992، حيث ارتكبت العديد من المذابح بين المدنيين وقامت بإبادة قرى بأكملها، إلا أن الجماعة انشق عنها ما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي تعد حالياً أكثر الجماعات المسلحة فاعلية في الجزائر، ولا يعرف حتى الآن قوة كلا الجماعتين، ولكن نشاطهما يشمل أنحاء الجزائر كافة.

تاسعاً: الإرهاب الإسرائيلي

من السمات الأساسية التي يتميز بها النظام الإسرائيلي، ترسيخ عقيدة عنصرية خالصة، تضرب جذورها في أرجاء النظام كافة ومؤسساته وهيئاته وقراراته وتفاعلاته، ولقد امتدت العنصرية في النظام السياسي إلى كل المستويات وسائر الاتجاهات، وترتب على الطبيعة العنصرية، أن تولد شعور عدائي تجاه الشعوب والدول الأخرى، ناجم عن التوجهات التوسعية والرغبة في السيطرة والتسلط، بالإضافة إلى وجود شعور عدائي واسع النطاق سيطر على الفرد، وحكم المؤسسات وصبغ الثقافة العامة للمجتمع، ولقد أدى ذلك إلى وجود رغبة جامعة لممارسة العدوان، في شتى صوره دونما مراعاة للمبادئ والقيم والقوانين الدولية التي تنبذ العدوان وتجرم الإرهاب.

لقد كان من أبرز أدوات الإرهاب الصهيوني الاستعانة بالتنظيمات شبه العسكرية والتي تزامن تشكيلها مع نشأة الأحزاب اليهودية، حيث تشكل العديد من التنظيمات الإرهابية الإسرائيلية منذ عام 1904، ولقد تأسست منظمة هاشومير في فلسطين عام 1907، ثم دعمت الحركة الصهيونية من أداتها العسكرية عام 1920 بإنشاء الهاجاناه، والتي انضم إليها أفراد منظمة هاشومير، وتكون داخل الهاجاناه العديد من الجماعات الإرهابية والتي كان منها البالماخ ومنظمة اتسل وكذلك عصابة شتيرن، ولقد كان أبرز أدوات الإرهاب الإسرائيلي سواء منظمات أو دولة هو القمع والتصفية الجسدية.

بعد إعلان الدولة اليهودية أفرز المجتمع الإسرائيلي العديد من التنظيمات الإرهابية، والتي قدر عددها بحوالي 23 منظمة، قدر منها 3 منظمات قبل نشأة الدولة، وكان يتبع للحكومة الإسرائيلية مباشرة 12 منظمة، وحوالي 6 منظمات يمينية ودينية ومنظمة عربية ومنظمة يهودية معادية للفكر الصهيوني، ويتمثل أهم تلك المنظمات في الآتي:

1. المنتقمون: وهي منظمة إرهابية تتبع الموساد وتكلف بمهام الاغتيال.

2. وحدة الاستطلاع بهيئة الأركان (سياريت ماتكال): وهي تخضع إلى رئيس المخابرات العسكرية، وتُعرف باسم ها ياهيدا HA YAHIDA.

3. المجموعة 101: وهي عبارة عن فرقة قتل وإعدام تابعة للموساد وتُكلف بالمهام الانتقامية.

4. وحدة يوليه July Unit: وهي فرقة اغتيال غير رسمية تتبع الموساد وتنفذ عمليات انتقامية.

5. ماسادا MASSADA: وهي فرقة اغتيال غير رسمية تتبع الموساد.

6. غضب الله Wrath of God (WOG): وهي وحدة اغتيالات تابعة للموساد، نشأت بعد الهجوم على أولمبياد ميونخ في أكتوبر 1972.

7. رابطة الدفاع اليهودية: وهي منظمة يمينية متطرفة نشأت عام 1968 في نيويورك، وكان يتزعمها الحاخام مائير كاهانا قبل اغتياله، وتنفذ عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين أساساً.

8. حركة كاخ KACH Movement: وهي حزب صغير متطرف، استمد نشأته من رابطة الدفاع اليهودية، إلا أنه ذو توجهات سياسية إرهابية، كان يترأس الحركة كاهانا ويطالب بإقامة إسرائيل على الأرض الممتدة من النيل للفرات، ولقد نقلت الحركة نشاطها منذ الثمانينيات إلى الضفة الغربية.

9. جماعة اليهود تحت الأرض Jewish Under Ground: وهي جماعة مقاتلة سرية ضد العرب.

10. حركة البعث Rebirth Movement: وهي منظمة تأسست عام 1979 من مجموعات يمينية متعددة تعمل خارج نطاق الأحزاب.

11. جماعة الفزع ضد الفزع Terar Against Terar: وهي مجموعة من اليهود، نفذت اعتداءات عديدة ضد أهداف عربية ومنها المساجد.

12. حركة جوش إيمونيم Gush Emnim: وهي حركة صهيونية استيطانية تأسست عام 1974، بعد أن انفصلت عن حزب المفدال، وتتمتع الحركة بتأييد قطاع كبير من الرأي العام الإسرائيلي والأحزاب الإسرائيلية التي تطالب بصهيونية المسجد الأقصى.

رغم الأنشطة الإرهابية التي تمارسها دولة إسرائيل ضد العرب من خلال مؤسساتها السرية والعلنية، وكذلك الأعمال الإرهابية التي ينفذها المستوطنون في أراضي السلطة الفلسطينية، إلا أن تقرير الخارجية الأمريكية الصادر عن مكتب المنسق لأنشطة مكافحة الإرهاب في أبريل 2001 ذكر منظمة إرهابية إسرائيلية واحدة فقط هي حركة كاخ وكاهانا خاي والتي هدفها استعادة الدولة التوراتية لإسرائيل، وهي عبارة عن اندماج منظمتي كاهانا خاي التي أسسها مائير كاهانا ابن بنيامين في أعقاب اغتيال والده في الولايات المتحدة الأمريكية الأمريكية، وحركة كاخ خاي هي منظمة أسسها الحاخام الإسرائيلي المتطرف مائير كاهانا وزوجته في الضفة الغربية، ويتمثل نشاط الحركة في الاحتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية ومهاجمة الفلسطينيين في الخليل والضفة الغربية، ولا يُعرف حتى الآن قوتها ولا عدد أعضائها.

عاشراً: الأصولية الإسلامية وعلاقتها بالإرهاب

1. الخلط بين الأصولية المتطرفة، وبين الدين الإسلامي

إن الغرب يتعمد الخلط بين الأصولية المتطرفة، وبين الدين الإسلامي، وهذا ينافى جانب الصواب فليس كل المسلمين أصوليين متطرفين، بل إن الأصولية الغربية هي الأصولية الأم، وان الأصولية المتطرفة التي ظهرت في العالم الثالث في السنوات الأخيرة، ما هي إلا رد فعل للأصولية المتطرفة في الغرب، أي أن الأصولية الغربية هي التي ولدت الأصولية الإسلامية في أفغانستان وإيران وباكستان، والأصولية العربية الإسلامية في الجزائر ومصر وتونس ولبنان0

2. الجماعات السياسية/ الاجتماعية ذات البرنامج الإسلامي

وتسعى لإعادة تنظيم المجتمعات والدول الإسلامية على أسس سليمة لا توجد إلا في الشريعة الإسلامية، وليس في البرامج السياسية والاجتماعية والقوانين الغربية، ولذلك فهي تتبنى برامج سياسية/ اجتماعية تقوم على مفهوم الشريعة، وتنقسم تلك الجماعات السياسية/ الاجتماعية ذات البرنامج الإسلامي إلى:

أ. جماعات التحرر الوطني المسلحة

وهي الجماعات التي تخضع بلدانها لاحتلال أجنبي إلى تبني برنامج للتحرر الوطني من خلال الكفاح المسلح، وتتمثل تلك الجماعات في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وحزب الله اللبناني.

ب. الجماعات السلمية الساعية للحكم

وهي تسعى بصورة مباشرة إلى السلطة السياسية من أجل تطبيق برنامجها السياسي ذي الطابع الإسلامي، وتتمثل في جماعة الإخوان المسلمين في البلدان العربية، وجماعة النهضة في تونس، والجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر.

 



[1] قامت منظمة الألوية الحمراء بالعديد من العمليات الإرهابية، التي تتمثل في مهاجمة المصانع والمنشآت الهامة، واختطاف بعض الشخصيات العامة ورجال السياسة، ومن هذه العمليات الإرهابية خطف ألدو مورو وقتله في 9 مايو 1978.

[2] إيتا (ETA) هي اختصار Euskadi to Askatasuna، وتعني بلاد الباسك والحرية.