إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / القضية الفلسطينية ونشأة إسرائيل، وحرب عام 1948





معارك المالكية
معركة مشمار هايردن
العملية مافيت لابوليش
العملية نخشون

أوضاع الألوية الإسرائيلية
أوضاع المحور العرضي
أوضاع القوات المصرية
أهداف القوات العربية
محصلة الجولة الأولى
مشروع لجنة بيل
مسرح عمليات فلسطين
أعمال القتال المصري ـ الإسرائيلي
معركة وادي الأردن
معركة نجبا
معركة نيتسانيم
معركة مشمار هاعيمك
معركة أسدود
معركة اللطرون (الهجوم الأول)
معركة اللطرون (الهجوم الثاني)
معركة العسلوج
معركة القدس
معركة بئروت يتسحاق
معركة جلؤون
معركة جنين
معركة يد مردخاي
معركة جيشر
الأوضاع المصرية والإسرائيلية
الموقف في نهاية الفترة الأولى
المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين
الاتجاهات التعبوية لمسرح العمليات
الاستيلاء على مستعمرات عتصيون
الاستيلاء على صفد وتخومها
الاستيلاء على عكا
التنفيذ الفعلي للعملية يؤاف
التقسيمات العثمانية في سورية
الحدود في مؤتمر الصلح
الخطة الأصلية للعملية يؤاف
العملية هاهار
العملية ميسباريم
العملية أساف
العملية مكابي
العملية بن عامي (تأمين الجليل)
العملية باروش
العملية حوريف (حوريب)
العملية داني
العملية يبوس
العملية حيرام
العملية ديكيل
العملية يفتاح (تأمين الجليل)
العملية شاميتز
العملية عوفدا
القتال في المحور الشرقي
القتال في جيب الفالوجا
اتجاهات الجيوش العربية
اتفاقية سايكس/ بيكو
تقدم القوات المصرية في فلسطين
تقسيم فلسطين
تقسيم فلسطين الأمم المتحدة
دخول الفيلق الأردني القدس
حدود فلسطين تحت الانتداب
سورية في العصر الإسلامي
سورية في العصر البيزنطي
سورية في العصر اليوناني
سورية في عهد الأشوريين
طريق تل أبيب ـ القدس
كنعان قبل قيام إسرائيل
فلسطين في عهد الملوك



ملحق

ملحق

مذكرة الأمير فيصل إلى المجلس الأعلى للحلفاء في مؤتمر الصلح بباريس

(6 من فبراير 1919)

         إن البلاد الممتدة من الإسكندرونة إلى فارس وجنوباً إلى المحيط الهندي يسكنها عرب. ونقصد بهذا إناساً يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بأصول سامية يتحدثون لغة واحدة هي العربية، وإن العناصر التي لا تتحدث العربية في هذه المنطقة لا تتعدى على ما أعتقد 1% من مجموع السكان.

         إن هدف الحركات القومية العربية التي صار والدى قائداً لها في الحرب بعد نداءات مثمرة من جانب الفرع السوري وفرع أرض ما بين النهرين إنما هو توحيد العرب في آخر الأمر في أمة واحدة، وبوصفي عضواً قديماً في اللجنة السورية كنت قائداً للثورة، وكان تحت قيادتي سوريون وعراقيون ومن أبناء الجزيرة العربية.

         إنا نعتقد أن مثلنا الأعلى للوحدة العربية في آسيا له ما يبرره مما لا يحتاج إلى مناقشة، وإذا كانت هناك حاجة إلى المناقشة يمكننا أن نشير إلى المبادئ العامة التي ارتضاها الحلفاء عندما انضمت إليهم الولايات المتحدة، كما نشير إلى ماضينا المجيد وإلى الصلابة التي قاوم بها جنسنا (شعبنا) لمدة ستمائة عام المحاولات التركية لامتصاصنا، كما يمكن أن نشير، في درجة (بدرجة) أقل، إلى العمل الذي بذلنا كل جهودنا للقيام به في هذه الحرب كأحد الحلفاء.

         إن لوالدي مكاناً ممتازاً بين العرب بوصفه قائدهم الناجح، وبوصفه رأس أعظم أسرة منهم، وبوصفه شريف مكة. وهو مقتنع بالنصر النهائي لمثلنا الأعلى في الوحدة ما لم تحدث محاولة الآن لتحقيقها بالقوة بفرض وحدة سياسية صناعية على الجميع، أو لتعويقها بتقسيم المنطقة إلى غنائم حرب توزع بين الدول العظمى.

         إن وحدة العرب في آسيا أصبحت أكثر سهولة في السنين الأخيرة بفضل إقامة السكك الحديدية والتلغراف والطرق الجوية، ففي الأيام الخالية كانت المنطقة أكبر مساحة وبالضرورة في أجزاء منها أقل سكاناً من أن تسمح الظروف للأفكار المشتركة أن تنتقل بسرعة.

         إن الأقاليم المختلفة في آسيا ـ سورية، العراق، الجزيرة، الحجاز، نجد، اليمن ـ تختلف فيما بينها اختلافاً كبيراً اقتصادياً واجتماعياً. ومن المستحيل أن تقيدها كلها في إطار حكومة واحدة.

         إننا نعتقد أن سورية وهي منطقة زراعية وصناعية مزدحمة السكان وبها طبقات مستقرة متقدمة سياسيا إلى درجة تستطيع معها أن تدير شئونها الداخلية بنفسها. ونشعر أيضاً أن المشورة والمساعدة الفنية الأجنبية ستكون عاملاً بالغ القيمة في نمونا القومي. ونحن نرغب في أن ندفع ثمن هذه المساعدات نقداً، ولا يمكننا أن نضحي من أجلها بأي جزء من الحرية التي أكتسبناها لأنفسنا بقوة السلاح.

         إن الجزيرة والعراق منطقتان واسعتان تشتملان على ثلاث مدن متحضرة وتفصلهما صحراء واسعة يسكنها عدد قليل من القبائل شبه الرحل. وإن العالم يود أن يستغل أرض ما بين النهرين بسرعة. ونحن لذلك نعتقد أن نظام الحكومة هناك يجب أن يدعمه رجال وموارد مادية من دولة أجنبية، ونطالب مع ذلك أن تكون الحكومة عربية في المبدأ والروح، وأن يتبع بالضرورة مبدأ الاختيار لا الانتخاب في المناطق المهملة حتى يسمح الوقت بتوسيع القاعدة. وإن واجب الحكومة العربية الأساسي سيكون الإشراف على عمليات التعليم التي تهدف إلى تقدم القبائل إلى المستوى الأدبي في المدن.

         إن الحجاز في الأغلب الأعم منطقة قبلية، وستظل الحكومة كما كانت في الماضي ملائمة لظروف النظام الأبوي. ونحن أكثر من الأوربيين تقديراً لهذه الظروف، ولذلك نقترح الاحتفاظ باستقلالنا التام هناك.

         أما اليمن ونجد فإنه ليس من المحتمل أن يعرضا قضيتهما على مؤتمر الصلح وهما يتوليان رعاية أنفسهم ويسويان علاقاتهما مع الحجاز وأي مكان آخر.

         أما في فلسطين فإن الأغلبية الضخمة من السكان عرب. وإن اليهود قريبون جداً من العرب من حيث الدم، وليس هناك نزاع في الشخصية بين الجنسين، ونحن من حيث المبادئ على اتفاق. ومع ذلك فإن العرب لا يمكنهم أن يخاطروا بتحمل مسؤولية تحقيق العدالة في حالة النزاع بين الأجناس والأديان، وهو الأمر الذي سبب كثيراً مما أوقع العالم في مصاعب في هذه المنطقة. وهم يودون إقامة فعالة لوصي عظيم مادام هناك إدارة محلية نيابية تقوم بنشاط بتنمية الرفاهية المادية للبلاد.

         وحين أعرض للولايات العربية بالتفصيل لا أدعي لنفسي صلاحية عليها، وآمل أن تجد الدول وسائل أفضل لتحقيق أثر أكمل لأهداف حركتنا القومية. لقد حضرت إلى أوروبا بالنيابة عن والدي وعرب آسيا لأقول إنهم ينتظرون من الدول في مؤتمر الصلح ألا يعطوا اهتماماً غير مناسب للاختلاف السطحي في الظروف، وألا ينظروا إليها من ناحية المصالح المادية الأوروبية ومناطق النفوذ المزعومة. إن العرب ينتظرون من الدول أن تنظر إليهم كشعب واحد حريص على لغته وحريته، ويطلبون ألا تتخذ الدول خطوة لا تتفق مع التطلع إلى اتحاد هذه المناطق في نهاية الأمر تحت حكومة واحدة ذات سيادة.

         وعندما أبرز التباين في الظروف الاجتماعية بين أقاليمنا لا أود أن أعطي فكرة عن وجود اختلاف حقيقي في المثل والمصالح المادية أو العقائد أو الأخلاق مما يجعل الاتحاد مستحيلاً. إن أعظم عقبة يجب أن نتغلب عليها هي الجهل المحلي الذي تعتبر الحكومة التركية مسئولة عنه إلى حد كبير.

         وفي رأينا إذا منح (منحنا) استقلالنا وإذا دعمت صلاحيتنا المحلية فإن المؤثرات الطبيعية للجنس واللغة والمصلحة ستؤدي بنا إلى وحدتنا في شعب واحد. ولكن من أجل ذلك يجب على الدول العظمى أن تضمن حدودنا الداخلية المفتوحة وسككنا الحديدية وتلغرافاتنا ونظمنا التعليمية المتشابهة المشتركة، ولتحقيق هذا يجب على الدول أن تقلع عن التفكير في الفوائد الفردية والأحقاد القديمة، وباختصار لا نطلب منكم أن تفرضوا علينا حضارتكم جميعها، بل أن تساعدونا لنختار ما يفيدنا من تجرتبكم، وفي مقابل ذلك لا يمكننا أن نقدم لكم كثيراً سوى الاعتراف بالجميل.