إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / العدوان الثلاثي، حرب عام 1956





مسرح الشرق الأوسط
مسرح عمليات حرب العدوان
معركة أم قطف
معركة ممر متلا
معركة رفح
خطة موسكتير المعدلة
خطة موسكتير المعدلة النهائية
خطة الآلاي الثاني

مراحل الهجوم الإسرائيلي
الهجوم على شرم الشيخ
توزيع القوات المصرية



ملحق

ملحق

الغزو البحري الأنجلو ـ فرنسي

خطة الغزو

تميزت خطة الغزو التي وضعتها القيادة الأنجلو ـ فرنسية بناء على التخطيط المبدئي الذي رسمه الجنرال "أندريه بوفر"، بكثرة التعديلات التي أدخلت عليها، بسبب تعرضها لضغوط سياسية وعسكرية مختلفة، فضلاً عما أحاط بها من أجواء التواطؤ التي بذلت قوى العدوان جهداً كبيراً لإخفائه.

ومن العوامل العسكرية التي أثرت على خطة الغزو، ضرورة انتخاب منطقة الإبرار بما يتمشى مع ذريعة التدخل لحماية القناة، ويخدم الأهداف السياسية، ويتناسب مع الإمكانيات العسكرية. ولهذا فإن منطقة الإسكندرية كانت بعيدة عن القناة بما لا يتفق مع ذريعة العدوان، رغم أنها كانت الأسهل للوصول إلى القاهرة، هدف الغزو النهائي. ولهذا فقد تحول التخطيط إلى بورسعيد، حيث توجد قناة السويس التي زعم الإنذار الأنجلو ـ فرنسي أنه سوف يعمل على تأمينها، واستمرار الملاحة فيها لجميع سفن العالم.

وكان من أبرز العوامل العسكرية التي آثرت على رسم خطة الغزو الآتي:

1. ضرورة خداع القيادة المصرية عن الاتجاه الحقيقي للغزو، بجذب أنظارها إلى منطقة الإسكندرية عن طريق استمرار نشاط الفرقة 10 المدرعة البريطانية المتمركزة بإقليم برقه الليبي، رغم أنها كانت قد استبعدت من قوات الغزو.

2. إظهار نشاط خداعي لأسطول الغزو على مشارف الإسكندرية، مع نشاط آخر حول مدخل قناة السويس، بهدف جذب الانتباه بعيداً عن الاتجاه الحقيقي، وهو غزو بورسعيد.

وقد اقتربت بعض السفن حتى 18 ميلاً من الإسكندرية خلال ليلة 3/4 نوفمبر، عندما قامت طائرات الكانبرا بقصف المدافع الساحلية بمنطقة العجمي، خلال نفس الليلة.

3. نقص المواني البحرية والقواعد والمطارات الجوية، وبُعدها عن ساحل الغزو بما استدعى سفراً طويلاً، استمر ستة أيام، كان من الضروري تغطيته بالتمهيد الجوي، للتخلص مما تملكه مصر من طائرات، وللمساعدة في تحطيم معنويات الشعب.

4. سرعة احتلال منطقة رأس الشاطئ ببورسعيد، رغم ضحالته وقلة اتساعه، علاوة على أن الخروج منه يتطلب التحرك داخل مضيق يمتد جنوباً لمسافة 40 كم، وصفه الجنرال "كيتلي" بأنه أشبه بالزجاجة ذات العنق الطويل الضيق، الذي يتحتم الانحشار داخله، قبل الوصول إلى الرحيق الموجود داخل تلك الزجاجة.

بنيت خطة الغزو على الأسس التالية

1. توجيه ضربة جوية مركزة ومفاجئة لتدمير القوات الجوية المصرية، وعناصر الدفاع الجوي، بينما يستمر اقتراب الرحلة البحرية من ساحل الغزو.

2. متابعة الضربة الجوية بفترة قصف جوي طويلة لتدمير القوات البرية المصرية، وخاصة المدرعات، وكذا القوات البحرية وقواعدها، وشل اقتصاد مصر وتحطيم معنويات الشعب، مع استخدام أساليب الحرب النفسية.

3. اقتحام رأس شاطئ بورسعيد لإنشاء رؤوس جسور مناسبة، توطئة لإبرار القوات الرئيسية اللاحقة.

4. انطلاق القوات الرئيسية من رأس الشاطئ، للوصول بأقصى سرعة ممكنة إلى الإسماعيلية وأبوصوير.

5. استكمال احتلال منطقة القناة حتى جنوب السويس، ثم استغلال النجاح باحتلال القاهرة بحركة تطويق من اتجاهي الإسماعيلية والسويس.

مراحل الخطة

انقسمت خطة الغزو إلى مرحلتين، تضمنت كل منهما فترات متعددة كالآتي:

المرحلة التمهيدية

تستغرق ستة أيام، من 31 أكتوبر حتى 5 نوفمبر، وتشمل الآتي:

1. فترة التمهيد الجوي المركز بغرض تدمير القوات الجوية المصرية كأسبقية أولى، ثم باقي القوات كأسبقية ثانية.

2. فترة الحرب النفسية لتحطيم معنويات الشعب، وليفقد قدرته على مواصلة الصمود.

ويتم تنفيذ الرحلة البحرية لقوات الغزو البحري من قواعدها حتى شاطئ بورسعيد خلال تلك المرحلة.

المرحلة الرئيسية

وتستغرق ستة أيام أيضاً من 6 : 11 نوفمبر، وتشمل الآتي:

1. فترة اقتحام رأس الشاطئ بمنطقة بورسعيد، وتوسيعه باستخدام الاقتحام الجوي الرأسي، الذي استخدم في هذه العملية لأول مرة في التاريخ العسكري.

2. فترة اندفاع القوات الرئيسية من شاطئ الغزو نحو الإسماعيلية وأبوصوير للاستيلاء عليهما، ثم استئناف التقدم جنوباً إلى السويس.

3. فترة الاستيلاء على القاهرة من اتجاهي الإسماعيلية والسويس، لإسقاط النظام القائم فيها.

توزيع المهام

اهتمت خطة الغزو بتقسيم منطقة العمليات إلى قسمين شرق وغرب قناة السويس، مع توزيع مهام القتال بين القوات البريطانية والفرنسية على النحو التالي:

القوات البريطانية، وتعمل أساساً غرب القناة كالآتي:

1. الاشتراك في عملية الاقتحام الجوي الرأسي، لاحتلال منطقة مطار الجميل، بالتعاون مع القوات الفرنسية.

2. اقتحام شاطئ بورسعيد واحتلال المدينة والميناء، مع تأمين الضفة الغربية لقناة السويس حتى القنطرة.

3. التقدم جنوباً للاستيلاء على منطقة أبوصوير، وسرعة إعداد المطار للاستخدام.

4. التقدم صوب القاهرة على محور الإسماعيلية لاحتلالها.

القوات الفرنسية، وتعمل أساساً شرق القناة كالآتي:

1. اقتحام شاطئ بورفؤاد واحتلال المدينة لتأمين الضفة الشرقية للقناة.

2. التقدم جنوباً نحو السويس لاحتلال وتأمين مدخل السويس من جهة الجنوب.

3. التقدم صوب القاهرة على محور السويس لمساعدة القوات البريطانية في احتلالها.

قوات الغزو

القوات البريطانية

1. القوات البرية، تشمل: الفرقة الثالثة المشاة، ومجموعة اللواء 16 المظلات، والآلاي السادس المدرع، واللواء الثالث مشاة الأسطول( الفدائيين البحريين).

2. القوات البحرية، تشمل: 5 حاملات طائرات، و5 طرادات، و12 مدمرة، و7 فرقاطات، و14 كاسحة ألغام، و11 سفينة نقل جند، و11 سفينة إنزال دبابات، وعدة سفن أخرى مساعدة.

3. القوات الجوية، تشمل: 18 سرب قاذفات (كانبرا وفاليانت)، وسرب مقاتلات (هنتر، وفينوم، ومتيور)، و13 سرب مقاتلات قاذفة (سي هوك، وسي فينوم، وإيفرن)، و3.5 سرب استطلاع، وسرب نقل، 2 سرب حوّامات.

القوات الفرنسية

1. القوات البرية، تشمل: الفرقة العاشرة المحمولة جواً، والفرقة السابعة الألية، والفرقة الثانية الأجنبية.

2. القوات البحرية، تشمل: 2 حاملة طائرات، وبارجة واحدة، وثلاث طرادات، وأربع مدمرات، وثمان فرقاطات، وثمانية سفن نقل جند، وعدة قوارب إنزال.

3. القوات الجوية، تشمل: تسعة أسراب مقاتلات ـ F84، ومستيرـ A4، وثلاث أسراب مقاتلات قاذفه كورسير وآفنجر، وثلاث أسراب استطلاع، وتسعة أسراب نقل.

أسماء القادة ونوابهم

القائد العام لقوات الغزو.

الجنرال السير تشارلز كيتلي

نائب القائد العام.

أميرال بيير بارجو

القائد العام للقوات البرية.

جنرال السير هيو ستوكويل

نائب القائد العام.

جنرال أندرية بوفر

القائد العام للقوات الجوية.

مارشال الجو دينس بارنيت

نائب قائد القوات الجوية.

الجنرال ريمو برهون

القائد العام للقوات البحرية.

الأدميرال روبن دارنفورد سلاتر

نائب القائد العام.

الأدميرال ب . ج لانسلوت

قائد الفرقة 3 المشاة.

الماجور جنرال ج. تشيرتشر

قائد اللواء 16 المظلي.

البريجادير ميرفن بتلر

قائد اللواء الفدائيين البحريين الملكي

البريجادير ر ـ مادوك

قائد فرقة المظليين العاشرة.

الجنرال جاك ماسو

قائد الكتيبة 1 من الفرقة الأجنبية.

الكولونيل بيير شاتوـ جوبير

قائد قوة الاقتحام.

الكومودور رـ بروك

قائد القوة البحرية بالبحر الأحمر.

الكابتن ج . هاملتون

تشكيل المعركة

تشكلت القوات على النحو التالي:

قوة اقتحام رأس الشاطئ، وتشكلت من

1. القوات البريطانية: مجموعة اللواء 16 المظلي، واللواء الثالث مشاة فدائيين بحريين، والآلاي السادس المدرع.

2. القوات الفرنسية: الفرقة العاشرة المنقولة جواً عدا آلاي، وثلاث كتائب فدائيين بحريين من القوات الأجنبية.

القوات اللاحقة (النسق الثاني)، وتشكلت من

1. القوات البريطانية: مجموعة اللواء 50 المشاة المستقل، ومجموعة اللواء 51 المشاة المستقل، وكليهما من الفرقة 3 المشاة.

2. القوات الفرنسية: الفرقة السابعة الألية، والفرقة الثانية الأجنبية عدا ثلاث كتائب فدائيين بحريين.

الاحتياط العام وتشكل من

1. القوات البريطانية: كتيبة مشاة من الفرقة الثالثة.

2. القوات الفرنسية: آلاي من الفرقة العاشرة.

مهام القتال

توزعت مهام القتال طبقاً لمراحل القتال على النحو التالي:

القوات البرية

1. إنشاء رأس شاطئ في منطقتي بورسعيد وبورفؤاد بالاقتحام الجوي الرأسي والإبرار البحري، على مواجهة 10 كم، ثم توسعته بالقوات اللاحقة حتى عمق 30 كم، وإلى بلدة القنطرة جنوباً كمهمة مباشرة للقوات البرية.

2. الاندفاع جنوباً بتطوير الهجوم حتى الإسماعيلية للاستيلاء على المدينة وقرية أبوصوير، ومطارها كمهمة أساسية للقوات.

3. استغلال النجاح صوب الجنوب، والاستيلاء على ميناء ومدينة السويس، وفرض السيطرة الكاملة على قناة السويس من الضفتين.

4. الاستيلاء على القاهرة بهجوم من اتجاهي الإسماعيلية والسويس، كمهمة نهائية للقوات البرية.

القوات الجوية

1. استطلاع مسرح الحرب، مع تركيز المجهود الرئيسي فوق منطقة رأس الشاطئ ببورسعيد، وعلى امتداد قناة السويس.

2. انتزاع السيطرة الجوية فوق منطقة العمليات بتدمير الغطاء الجوي المصري، توطئة لفرض السيادة الجوية المطلقة على سماء المسرح.

3. التمهيد الجوي لمرحلة الاقتحام الجوي، والإبرار الجوي في رأس الشاطئ وتأمينه.

4. عزل ميدان المعركة في منطقة القناة ومنع التحركات داخلها وخارجها، مع استمرار تقديم المعاونة الجوية لقوات الغزو البحري.

5. حماية سماء إسرائيل، وتوفير مساعدات النقل والإمداد الجوي لقواتها المحاربة في شبه جزيرة سيناء.

6. توفير مجهود جوي للقيام بأعمال الامداد الجوي، وإخلاء الجرحى والمصابين.

القوات البحرية

1. الحصول على السيطرة البحرية في جنوب شرق البحر المتوسط، وشمال البحر الأحمر، وفرض الحصار البحري على جميع المواني المصرية الواقعة عليهما.

2. حراسة قوافل سفن الغزو البحري، أثناء الرحلة البحرية من جزيرتي مالطة وقبرص إلى شاطئ الغزو ببورسعيد.

3. التمهيد البحري بنيران مدفعية الأسطول في مرحلتي الاقتحام والإبرار البحري بمنطقة رأس الشاطئ ببورسعيد وبورفؤاد.

4. تقديم المعاونة التكتيكية بالنيران من مدافع الأسطول، التي لا تزيد عن عيار 4.5 بوصة.

5. توفير مجهود النقل والإمداد البحري لقوات الغزو.

الرحلة البحرية

للقوات القادمة من الجزائر

تقلع السفن من مواني الجزائر ليلة 27/28 أكتوبر، لتصل إلى نقطة التجمع أمام شاطئ الغزو ليلة 5/6 نوفمبر، فتتم الرحلة بذلك في 10 أيام.

للقوات القادمة من جزيرة مالطة

تقلع السفن من مواني جزيرة مالطه ليلة 30/31 أكتوبر، لتصل إلى نقطة التجمع أمام شاطئ الغزو ليلة 5/6 نوفمبر، فتتم الرحلة بذلك في ستة أيام.

للقوات القادمة من جزيرة قبرص

تقلع السفن من مواني جزيرة قبرص ليلة 3/4 نوفمبر، لتصل إلى نقطة التجمع أمام شاطئ الغزو ليلة 5/6 نوفمبر، فتتم الرحلة بذلك في يومين.

اقتحام رأس الشاطئ وتأمينه لمدة 24 ساعة

تقوم قوات الاقتحام الرأسي وقوات المظليين والفدائيين البحريين بالاستيلاء على رأس الشاطئ فجر يوم 6 نوفمبر، وتستمر في التمسّك به وتأمينه 24 ساعة، لحين وصول قوات الغزو البحري الرئيسية (القوات اللاحقة) فجر يوم 7 نوفمبر.

إتمام المهمة الأساسية للقوات البرية بالاستيلاء على المنطقة الممتدة من بورسعيد حتى الإسماعيلية وأبوصوير، فيما بين يومي 7، 9 نوفمبر. واستغلال النجاح صوب الجنوب، والاستيلاء على ميناء ومدينة السويس، لفرض السيطرة الكاملة على قناة السويس من الضفتين قبل أول ضوء 12 نوفمبر. الاستعداد للاندفاع نحو القاهرة، للاستيلاء عليها طبقاً لتطورات الموقف السياسي والعسكري وقتها.

التمهيد الجوي المركز

يبدأ يوم 31 أكتوبر، وينتهي يوم 5 نوفمبر، وينقسم إلى ثلاث مراحل كالآتي:

1. المرحلة الأولى: تدمير القوات المصرية والدفاع الجوي، وتستغرق 48 ساعة فيما بين صباح 31 أكتوبر وصباح 2 نوفمبر.

2. المرحلة الثانية: ضرب الأهداف الحيوية العسكرية والمدنية، وتستغرق 48 ساعة أيضاً فيما بين صباح 2 نوفمبر وصباح 4 نوفمبر.

3. المرحلة الثالثة: تشمل التمهيد الجوي ضد منطقة رأس الشاطئ في بورسعيد وبورفؤاد، وتستغرق 48 ساعة أيضاً فيما بين صباح 4 نوفمبر، وصباح 6 نوفمبر، لتدمير كافة الأهداف العسكرية في المنطقة، وترويع أهالي بورسعيد، وضرب الأرتال العسكرية والطرق المؤدية إلى شاطئ الغزو، وعزل ميدان المعركة عن باقي أرجاء الدولة.

التعديلات الأخيرة

نتيجة اختلاط الأمور السياسية بأمور الحرب، قبيل وأثناء الغزو البحري الأنجلو ـ فرنسي لمصر، وكذا عامل الوقت، استدعى إدخال كثير من التعديلات على خطة الغزو الأصلية التي كانت تدعى موسكتير، بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى استدعت تلك التعديلات من أهمها ما يلي:

1. الصراع الحاد بين القادة البريطانيين والفرنسيين، الذين دأبوا على الإلحاح في سرعة بدء الغزو، خاصة بعد توحيد الجبهة المصرية بقرار القيادة العامة المصرية، الذي صدر ليلة 31 أكتوبر، وما ترتب عليه من ضرورة العمل السريع لقطع خط الرجعة على قوات سيناء، قبل أن تفلت من الفخ الذي نصب لها داخل أعماق سيناء، وتنجح في تقوية الدفاعات في شاطئ الغزو، وعلى امتداد قناة السويس، مما سوف يزيد من خسائر القوات الأنجلو ـ فرنسية، ويطيل أمد القتال.

2. ضعف الثقة بين الجانبين المتحالفين، واعتقاد كل منهما أن الآخر يحاول خديعته وسبقه ليفوز بالنصيب الأكبر من المغانم. وقد ظل هذا الاعتقاد يتفاقم أمره حتى عمد الجانب الفرنسي إلى التواطؤ مع الإسرائيليين، لتنفيذ "خطة الزي"، خفية عن الحليف البريطاني.

3. الحرص على الحصول على موطئ قدم في منطقة قناة السويس، قبل أن يصدر قرار دولي، يجبر قوات العدوان على وقفه.

ولما بلغ الصراع مداه بين القادة الفرنسيين والبريطانيين، عقد الجنرال "كيتلي" مؤتمراً مشتركاً في الساعة الحادية عشرة مساء 3 نوفمبر، حضره عدد كبير من الطرفين، حيث تقدم الفرنسيون بمقترحاتهم لتعديل خطة الغزو وتقديم موعدها، وعارضهم الجنرال "ستوكويل" باقتراح مخالف، ثم انفض المؤتمر في الساعة الثانية عشرة والنصف، دون التوصل إلى رأي موحد.

وأحست الحكومة البريطانية بما يحدث في مقر القائد العام بقيرص، كما علمت بالتواطؤ الجاري "خطة الزي"، فأرسلت "أنتوني هيد" وزير الحربية إلى قبرص، وبمجرد وصوله اجتمع "بكيتلي" والقادة الأنجلو ـ فرنسيين بعد منتصف ليلة 3 / 4 نوفمبر، حيث توصلوا في نهاية الاجتماع إلى خطة نهائية، أطلقوا عليها الاسم "تلسكوب"، تلخصت في الآتي:

1. احتلال المحيط الخارجي لرأس شاطئ بورسعيد، باقتحام جوي رأسي في الساعة السابعة والربع من فجر يوم 5 نوفمبر، فتحتل كتيبة مظلات بريطانية منطقة ومطار "الجميل" على مسافة  10 كم غرب بورسعيد، كما يستولى الآي مظلات فرنسي عدا سريتين على منطقة الرسوة جنوب بورسعيد، بعد الإسقاط البريطاني على الجميل بمدة 15 دقيقة، أي في السابعة والنصف صباحاً.

2. يحتل باقي الآي المظلات الفرنسي مدينة بورفؤاد، الساعة الثالثة والربع، بعد ظهر 5 نوفمبر. ثم يبدأ الغزو البحري الأنجلو ـ فرنسي باقتحام شاطئ بورسعيد، الساعة السادسة والربع صباح يوم 6 نوفمبر، طبقاً للخطة الأصلية "موسكتير المعدلة النهائية".

3. تستمر القوات الجوية في  تدمير دفاعات بورسعيد والأرتال المتحركة إليها أو خارجة منها، مع القضاء على نقط المقاومة بالمدينة وضواحيها.