إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب عام 1967، من وجهة النظر المصرية




المقدم جلال هريدي
الفريق أول صدقي محمود
الفريق عبدالمنعم رياض
الفريق عبدالمحسن مرتجي
الفريق عزت سليمان
شمس بدران
سامي شرف
شعراوي جمعة
عبدالحكيم عامر

أوضاع القوات المصرية والإسرائيلية
معركة أم قطف الثانية
معركة رفح
معركة كمين بير لحفن
الهجمات الإسرائيلية على سورية
الخطة الإسرائيلية للضفة الغربية
الخطة الإسرائيلية للقدس
الضربات الجوية الإسرائيلية
الضربة الجوية الإسرائيلية
القتال داخل القدس
توزيع المجهود الجوي الإسرائيلي
توزيع القوات السورية
توزيع قوات الطوارئ الدولية
تسلسل الضربات الرئيسية الإسرائيلية
تسلسل الضربة الجوية الأولى
خطة الدفاع الرئيسية لسيناء
خطة استخدام الطيران الإسرائيلي
سيناء بعد انسحاب الطوارئ

هجوم اللواء الجولاني
مراحل الهجوم الإسرائيلي
الهجمات الإسرائيلية على الأردن
الهجوم الإسرائيلي
الخطة الإسرائيلية
الخطة الإسرائيلية للهجوم
توزيع القوات الأردنية
توزيع القوات المصرية
خطة الهجوم على الجولان



حرب عام 1967

المبحث الثاني عشر

الحرب على الجبهة السورية

(9 – 10 يونيه 1967)

كان من المفترض أن تكون الجبهة السورية هي الأشد اشتعالا منذ اللحظة الأولى لإطلاق النيران، حيث أن شرارة الحرب تصاعدت من هذه الجبهة - التي تورطت فيها مصر والأردن - وكان من المفترض أن يكونوا هم الأشد تحمسا وتوجيها للأحداث وليس كما صرح العديد من المسؤولين السوريين " أنهم بوغتوا بالأحداث " وقد سبق لهؤلاء المسؤولين أن أدعو صباح الخامس من يونيه عندما طلبت منهم القيادة المصرية الأردنية قيام الطيران السوري بضرب مطارات شمال إسرائيل أن ردوا "أن القوات الجوية السورية غير متهيأة للحرب، وأنها قائمة برحلة تدريبية" وطالبوا بإمهالهم نصف ساعة ثم ساعة واحدة ثم ساعة أخرى. إلى أن وجه إليهم الطيران الإسرائيلي ضربته، وسكتت بعد ذلك القوات الجوية السورية إلى نهاية الحرب (ولم تشترك إلا في قصف أهداف قليلة شمال إسرائيل لا تؤثر على مجريات الحرب).

والجبهة السورية ـ الإسرائيلية ليست كباقي الجبهات من الناحية الطبوغرافية، ولكنها تمتاز بمرتفعـات في الجانب السوري وهى مرتفعات الجولان – وهى الامتداد الجنوبي المنخفض لجبل الشيخ (الحرمون) الذي هو جزء من جبال أنتي بلبنان ويطل جبل الشيخ على الهضبة كقلعة شامخة وتبدأ حافة الهضبة الغربية بالقرب من الحافات الشرقية لوادي الأردن مباشرة حيث يرتفع سطحها تدريجيا من تحت مستوى سطح البحر حتى يصل أعلى الهضبة التي يتراوح ارتفاعها بين 1000، 3000 قدم فوق سطح البحر، أما الأراضي في الجانب الإسرائيلي فهي منبسطة في وادي الأردن وسهل الحوله ثم ترتفع تدريجيا كما تقدمنا غربا حيث تبدأ سلسلة الجليل التي تمتد غربا حتى سهل عكا على البحر المتوسط وتسيطر هذه السلسلة على الطرق المؤدية من سورية إلى فلسطين ومن هنا نجد أن مرتفعات الجولان تسيطر تماما على التحركات الإسرائيلية أمامها وهذه ميزة لا تتوفر في أي جبهة أخرى، وتعطى حصانه ومناعة زائدة للدفاعات السورية وتسيطر إستراتيجياً على سهل الحوله وشمال فلسطين، وتهدد مستعمرات العدو ومواقعه بين الحدود اللبنانية وبحيرة طبرية، كما تسيطر على مصادر مياه نهر الأردن من المنبع. ومن هنا كان اهتمام القيادة السورية بتحصين هذه المرتفعات تحصينا جيدا جعلها أشبه بالقلعة الممتدة على طول الحدود. وعلى النقيض كان اهتمام الإسرائيليين في الاستيلاء عليها تأمينا لحدودهم الشمالية، وتأمينا لمنابع نهـر الأردن الذي تستفيد منه إسرائيل وفى نفس الوقت تهديد المناطق الحيوية في سورية لأن الأراضي السورية في الشمال وشرق الجولان تعتبر مفتوحة حتى العاصمة دمشق وننقل صورة الدفاعات عن الجولان في مختصر من كتاب " سقوط الجولان "أن تنظيـم الدفاعات شمل كل موقع وكل مخفر في أرض الجبهة، حتى لنكاد نقول بمطلق الثقة. أنه ما من شبر من أرض الجبهة صالح لتقدم العدو، إلا وهو مغطى بالنيران والألغام واحتمالات الدفـاع واحتمال الهجمات المقابلة، بحيث تكون أرض المعركة أشبه بجحيم، تنبعث منها النيـران وتتساقط عليها الحمـم من الجو ـ فلا تدع مجالا لعدو مهاجم أن يتقدم شبرا واحدا دون أن يغطيه بجثث القتلى وحطام الآليات.".

ويصف "رودلف تشرشل" في كتابه "دفاعات الجولان" طيله تسعة عشر عاما كان السوريون منكبين على إقامة خط "ماجينو" ضخم يتكون من مخازن الفحم[1] تحت الأرض، وخنادق لوضع الدبابات، وأماكن لإطلاق نيران البنادق على طول الطريق من الشمال حتى بحر الجليل، وكان هذا الخط يسيطر على التلال الواطئة في غرب إسرائيل".

بدأت القوات السورية أعمالها التعرضية يوم السادس من يونيه في شكل ثلاث هجمات محدودة كل منها بقوة كتيبة مشاه مدعمة بالدبابات ضد ثلاث مستعمرات إسرائيلية في " تل وان "، " كيبوتز دان "، " شيار ياشوف " وجميعها في الركن الشمالي البعيد من إسرائيل ولم تحقق القوات السورية أهدافها في الاستيلاء على تلك المستعمرات، ولكن القيادة الإسرائيلية اعتبرت أن هـذا الهجـوم يوجه نظرها إلى اتجاه ثانوي. ويقول الجنرال "ديفيد اليعازر" في مذكراته "لقد كـانت هذه الهجمات عبارة عن حيلة ثانوية الأهمية تستهدف تركيز جهود قواتنا في هذه المنطقة وربما يكون في الإمكان إحراز مكاسب إقليمية على نطاق صغير، وحينئذ يصبح العدو قادرا على الزهو بأنه نجح في الاستيلاء على مستعمرة أو مستعمرتين".

أولاً: قوات الجانبين

1. القوات السورية (أُنظر شكل توزيع القوات السورية)

كان حجم القوات حوالي 15 لواء (مشاه ومدرعات) والقوات المساعدة الأخرى، تدافع منها في الجولان خمسة لواءات مشاه ولواءين مشاه ميكانيكي، ولواءين مدرعين كالآتي:

أ. في القطاع الشمالي: اللواء 11 المشاة (في مواجهة مستعمرتي شيار ياشوف، وكيبوتزودان).

ب. في القطاع الأوسط: اللواء 80 المشاة (تأمين قطاع جسر بنات يعقوب).

ج. في القطاع الجنوبي: اللواء 90 المشاة (تأمين قطاع بحيرة طبرية).

د. احتياطي تكتيكي: اللواء 123 المشاة، اللواء 44 مدرع (في منطقتي مسعده وجنوب القنيطره).

هـ. احتياطي الجبهة: اللواء المشاة الميكانيكي 25، واللواء المدرع 17 مدرع (شرق القنيطرة).

و. باقي القوات: احتياطي إستراتيجي داخل سورية.

ز. وتركز سورية جهودها الرئيسية في القطاع الأوسط (جسر بنات يعقوب).

وكان تشكيل القيادة السورية كالآتي: (أُنظر جدول القادة السوريون في حرب يونيو 1967)

2. القوات الإسرائيلية المخصصة للهجوم

مجموعتي عمليات المنطقة الشمالية بإجمالي 8 لواءات. (4 لواءات مشاه + 4 لواءات مدرعة). والقوات المساندة الأخرى.

وكان لدى كل لواء مشاة كتيبة من دبابات (ت 34) وقانصات الدبابات (سي يو – 100)، كما كانت هناك نحو 30 دبابة من دبابات "الفهد" الألمانية القديمة موزعة في مواقع ثابتة (معظمها في القطاع الشمالي) كمدافع مضادة للدبابات – وبلغت جملة المدرعات السورية في الجولان نحو 260 دبابة وقانص، وجملة المدفعية المساندة للقوات نحو 265 مدفعاً من عيار 122 مم، و152 مم، و130 مم. ونحو 100 مدفع مضاد للطائرات. وكانت هذه القوات، خاصة الموجودة منها في الخط الدفاعي الأمامي موزعة داخل مواقع محصنة، تضم خنادق ومنعات للرمي وملاجئ تحت الأرض مشيدة بالأسمنت المسلح،ومراكز قيادة محمية تماماً ضد قصف ا لطائرات والمدفعية والقصف الكيماوي، وتحيط بالمواقع أسلاك شائكة وحقول ألغام وموانع أخرى ضد الدبابات.

ولم تكن كثافة القوات في الخط الأمامي كافية لتحقيق سيطرة قوية على طول الخط. إذ كان كل لواء من الألوية الثلاثة المسند إليها دفاعات هذا الخط موزعاً على مواجهة عرضها نحو 20 كم في المتوسط نظراً لأنها تقوم بالدفاع على جبهة جبلية عريضة. وتركزت الدفاعات الرئيسية على المحور الأوسط الذي اعتبر أكثر المحاور أهمية نظراً لسهولة اختراقه نسبياً بالمدرعات.

وكانت القيادة السورية تعتمد، فيما يبدو، على توجيه هجمات مضادة بواسطة ألوية المشاة الأربعة الموجودة في العمق العملياتي، ولوائي المدرعات المدعمين لها، الأمر الذي يفترض تحقيق درجة معينة من السيطرة الجوية السورية على هضبة الجولان، التي يتعذر بدونها شن مثل هذه الهجمات المضادة خلال ساعات النهار.

ثانياً: الخطة الإسرائيلية للهجوم (أُنظر خريطة خطة الهجوم على الجولان)

عند بدء الحرب في 5 حزيران (يونيه) 1967 لم يكن لدى قيادة المنطقة الشمالية، التي كان يتولاها العميد "دافيد اليعازر"، سوى لواء مشاة واحد (هو لواء غولاني). ولواء مدرع واحد بقيادة العقيد "ابراهام مندلر". وعقب انتهاء العمليات الحربية في الجبهة الأردنية دفعت الألوية المدرعة الثلاث التي كانت مشتركة في القتال هناك إلى الجبهة السورية، كما نقل إليها لواء المظليين الذي اشترك في معركة القدس ولواء مشاة آخر ووحدات أخرى. بحيث أصبح لدى القيادة الشمالية عشية بدء الهجوم على الجولان يوم 9/6/67 ما جعلته 4 ألوية مدرعة وكتيبة دبابات "باتون" مستقلة. ولـواء مظليين وكتيبة مظليين مستقلة، و3 ألوية مشاة (أحدهما ميكانيكي وهو لواء غولاني) وكتائب مدفعية وهندسية ونقل ألخ. تضم جميعاً نحو 30 ألف جندي. وحوالي 250 دبابة (وذلك نتيجة للخسائر المختلفة التي نتجت خلال معارك الجبهة الأردنية). ووضعت خطة الهجوم الإسرائيلي على أساس اختراقات الدفاعات السورية بضربة رئيسية في القطاع الشمالي من الجولان، حيث الأرض أكثر وعورة من القطاع الأوسط، ومن ثم فإن الاختراق هناك أقل توقعاً من جانب السوريين. وكـانت القوة المكلفة بتنفيذ هذه الضربة تضم كل من اللواء المدرع الذي يقوده العقيد "مندلر"، ولواء "غولاني" ويساندهما في الاحتياطي لواء مدرع آخر (وهو اللواء الذي احتل جنين) بقيادة العقيد "موشي". ولقد وضعت خطة الهجوم المذكور أعلاه على النحو التالي:

1. يقوم الجزء الرئيس من لواء "مندلر" المدرع بخرق الدفاعات السورية عند موقع البحيرات، ثم يندفع عبر مواقع "غور العسكر" و"نعموش" نحو "زعورة" لمهاجمة موقع "القلع" من الشمال، على حين تشاغله قوة أخرى من اللواء نفسه من اتجاه موقع "سراديب" الواقع إلى الشمال الغربي منه. وبعد الاستيلاء على "القلع" يتقدم اللواء المدرع جنوباً إلى "واسط" ومن هناك يتقدم غرباً للاستيلاء على "القنيطرة".

2. وفي الوقت نفسه يقوم لواء "غولاني" بتأمين الجناح الشمالي لهجوم اللواء المدرع بواسطة احتلال موقعي "تل الفخار" و"العزيزيات"، وتطهير منطقة "بانياس"، وتدعمه في عملياته هذه سريتا دبابات "شيرمـان" من اللواء المدرع المذكور. ولتثبيت الجهود السورية وتحويل انتباهها عن اتجاه الهجوم الرئيسي قررت القيادة الإسرائيلية توجيه بعض الهجمات الثانوية على المحور الأوسط تجاه مواقع "راوية" و"تل هلال" و"عشمورة" و"الدرباشة" و"جليبينة" بواسطة وحدات مختلطـة من لواء مشاة وفوج مظليين ولواء مدرع. أما في الجنوب فقد خطط لتوجيه ضربة رئيسية أخرى، يتم تنفيذها بعد بدء الهجوم في القطاع الشمالي، وتقوم بها قوة تضم لواء مدرعاً ولواء مشاة محمول، وفوج مظليين منقول بطائرات هليكوبتر يتم إبراره في العمق العملياتي على المحور الجنوبي في كل من "فيق" و"العال" ثم "البطمية"، وتعاون قوات هذه المجموعة قوة مدرعة من ضمن قوات المحور الأوسط تتقدم من "الدرباشية" جنوباً نحو "البطمية". كما تتقدم قوة مدرعة أخرى من قوات المحور الأوسط من "راوية" إلى "واسط"، ثم تتجه نحو "القنيطرة" مروراً "بكفر نفاخ" لتدعيم عمليات قوات "مندلر" المدرعة الزاحفة نحو "القنيطرة" من "القلع".

ثالثا: المعارك على الجبهة السورية (أُنظر شكل الهجمات الإسرائيلية على سورية)

1.عمليات القطاع الشمالي

بدأت القيادة الإسرائيلية هجومها البري في الجبهة السورية في فجر يوم 9/6 بقصف جوي مركز على المواقع الدفاعية السورية الأمامية، وذلك بعد أن تم حسم الموقف العسكري نهائياً في الجبهتين المصرية والأردنية. وقد بقيت الجبهة السورية شبه راكدة طوال الأيام السابقة للحرب باستثناء بعض الهجمات الجوية التي قامت بها الطائرات السورية (12 طائرة ميج 21) في الساعة 11.45 من صباح يوم 5/6 على مصافي البترول في حيفا ومطار مجدو، وقد ردت الطائرات الإسرائيلية بهجوم في الساعة 12.15 من اليوم نفسه على المطارات السورية القريبة من دمشق ومن الجبهة عموماً أسفر عن تدمير نحو 60 طائرة سورية من مختلف الأنواع، وانسحاب باقي الطيران السوري إلى مطارات الشمال البعيدة عن الجبهة ومدى طيران العدو. كما قامت وحدات مشاة سورية صغيرة بشن ثلاث هجمات على مستعمرات "شرياشوف" و"دان" و"دفنا" صباح يوم 5/6 وأمكن صدها بسهولة. وبعد ذلك اقتصر نشاط الجبهة السورية على القصف المدفعي للمستعمرات الإسرائيلية التي تشرف عليها هضبة الجولان.

وابتداء من الساعة 9.40 صباحاً، ركزت الطائرات الإسرائيلية قصفها على بطاريات المدفعية والاستحكامات الموجودة في الخط الأمامي المباشر وفي تمام الساعة 10 صباحاً بدأت وحدات لواء العقيد "مندلر" المدرع تقدمها عبر الحدود السورية من مستعمرة "كفر سلط" في شكل ثلاث مجموعات قتال مدرعة تضم كتيبة الدبابات "شيرمان" رقم أ/211، ومجموعة الدبابات ب، وكتيبة المشاة الميكانيكية التابعة للواء المدرع. ورغم ا لدعم الجوي القريب للهجوم فقد تكبدت وحده الاستطلاع ووحدة المهندسين، التي كانت تركب في 8 جرافات (بلدوزرات)، خسائر شديدة نتيجة رمي مدافع الهاوتزر السورية الذي بدأ فور بدء تقدم المدرعات والعربات المدرعة الإسرائيلية، كما دمرت 3 جرافات وقتل العديد من جنودها وهم يشقون طريقاً للدبابات والآليات وسط حقول الألغام السورية. وأصيبت كذلك عدة سيارات جيب لجماعة الاستطلاع التي كانت تبحث عن الممر الذي تستخدمه الدوريات السورية وسط حقول الألغام، حتى يتسنى لكتيبة الدبابات أ/211 الانحراف شرقاً في الوقت المناسب والتقدم مباشرة نحو "زعورة" وتحاشي الاصطدام مع موقع "سراديب" الدفاعي القوي أو التعرض لنيران مواقع "القلع" المنيعة التي تليه في العمق.

ولكن جماعة الاستطلاع المذكورة أخفقت في تحديد مكان ممر الدوريات في الوقت المناسب. وقد نجحت كتيبة الدبابات المشار إليها في التغلب على مقاومة مواقع "غور العسكر" و"نعموش" و"عقدة" الأمامية مستخدمة أسلوب الخرق بالحركة والنيران، تاركة للمشاة الميكانيكية الزاحفة في أثرها مهام تصفية المقاومة المتبقية في المواقع المذكورة.

وكان من نتيجة اقتحام الدبابات لموقع "العقدة" أن تقدمت نحو موقع "سراديب" بدلاً من أن تتجه يساراً نحو "زعورة"، وهناك تعرضت لنيران شديدة من المدافع المضادة للدبابات التي نجحت في إصابة عدد من الدبابات.

وفي حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر اصطدمت الكتيبة بموقع "القلع" المنيع، الذي ألحق نيران مدافعه خسائر فادحة بالكتيبة، وأصبحت قوتها تضم 21 دبابة فقط، وجرح قائدها وقتل نائبه وتولى قيادتها أثر ذلك قائد إحدى السرايا.

أ. معركة القلع

وفور تولي قائد السرية قيادة الكتيبة ربط سريته ببقية سرايا الكتيبة لاسلكياً واستعلم منها عن موقفها، ثم اتصل بالعقيد "ألبرت مندلر" قائد اللواء المدرع، وأخبره بموقف الكتيبة الحرج أمام تحصينات "القلع". وقد أمره "مندلر" بالاستمرار في مهاجمة "القلع"، على حين تولي هو قيادة بقية وحدات اللواء، واتجه يساراً نحو "زعورة" تنفيذاً لخطته الأصلية للالتفاف حول "القلع" من المؤخرة.

والقلع عبارة عن قرية صغيرة تقع على هضبة مرتفعة تسيطر على المنطقة المحيطة بها سيطرة تامة، وينحدر الطريق المؤدي من "سراديب" إلى "القلع" انحداراً شديداً ثم يرتفع فجأة ويستدير يساراً ويميناً حتى مدخل القرية. وفي وسط المنحدر شيدت القوات السورية حواجز من الأسمنت المسلح مضادة للدبابات (أسنان التنين) على مسافة نحو 1800 م من مرتفع "القلع"، وحول الطريق كانت تتناثر مجموعة من المنعات المبنية بالأسمنت المسلح، وعند القرية نفسها كانت توجد بعض الدبابات والمدافع م/د الموزعة بين المنازل بطريقة جيدة الإخفاء وبحيث تسيطر بالنيران على الطريق المؤدي إلى القلع. وإلى الشمال من القرية كان يوجد موقعان دفاعيان بهما دبابات ومدافع م/د أحدهما يسمى "جيب الميس" والآخر مرتفع يشبه نعل الفرس، وفي جنوب الطريق قمة أخرى منبسطة وضعت فيها مدافع م/د أيضاً.

وكانت الإحدى والعشرين دبابة الإسرائيلية المتبقية لدى كتيبة الدبـابـات أ/112 موزعة على 3 سرايا، وقد عهد قائد الكتيبة إلى إحدى سرايا دباباته بمهاجة الموقع الشمـالي الشبيه بنعل الفرس بعد أن قام الطيران بقصفه، ثم قامت سريتا الدبابات الأخريتان بإطلاق قذائف دخان لتحجب رؤية المدافع السورية المضادة للدبابات الموجودة جنوبي الطريق، على حين قدمت دبابات السرية الأولى دعماً نارياً من فوق موقع نعل الفرس لدبابات السريتين الأخريتين أثناء تقدمها عبر الطريق وإطلاقها النار بمدافعها عيار 105 مم على المنعات الدفاعية برمي مستقيم من مسافات قصيرة. وفي الوقت ذاته كانت المدفعية الإسرائيلية تقدم دعماً بالنيران يقوم بتصحيح اتجاهه قائد كتيبة الدبابات لاسلكياً، ثم أصاب مدفع م/د دبابة القائد فعطلها وأصاب القائد نفسـه بجروح خفيفة، وانقطع اتصاله اللاسلكي بالمدفعية، فاضطر لمغادرة الدبابة وانتقل إلى دبابة قائد الفصيلة، حيث أمر السرية الموجودة على المرتفع الشمالي بالنزول إلى الطريق للمشاركة في اقتحامه بعد أن تعطل ودمر العديد من دبابات السريتين الأخريتين. وعهد إ‘لى عشر دبابات كانت لا نزال قادرة على الحركة بمواصلة الهجوم تحت حماية نيران بقية الدبابات المصابة وغير القادرة على الحركة، ولم تصل قرية "القلع" سوى 3 دبابات أصيب أحدها في أزقة القرية بقذيفة "ر ب ج – 7" مؤخرتها واشتعلت فيها النيران. وأثر ذلك شاهد قائد الكتيبة دبابة سورية من طراز "ت 34" وقانصي دبابات "سي يو 100" تتقدم نحو القرية كطليعة لقوة من 7 دبابات سورية جاءت لتعـزيز "القلع". وشعر على الفور بحرج موقفه، خاصة وأنه لم يعد لديه غير دبابتين، وما زالت منـازل عدة في القرية مليئة بجنود سوريين يطلقون نيران رشاشاتهم وقذائف ال قواذف المضادة للدبابات، ولذلك سارع بالاتصال لاسلكياً بقائد اللواء المدرع، العقيد "مندلر"، الذي كان يستكمل احتلال موقع "زعورة" طالباً منه سرعة تقديم دعم جوي قريب وإلا تعرضت دباباته للفناء المؤكد، ولكن "مندلر" أخبره أنه لا تتوفر طائرات حالياً، وأن عليه أن يصمد قليلا ًحتى يصل هو بمدرعاته من "زعورة" ويهاجم "القلع" من الخلف.

وظهرت الطائرات الإسرائيلية في آخر لحظات النهار وأدى ظهورها إلى رفع معنويات جنود الدبابات الإسرائيلية، وبدء انسحاب الدبابات الإسرائيلية المختفية داخل "القلع"، ولاحقتها الطائرات بنيرانها وكذلك دبابات "مندلر" التي وصلت من "زعورة" وهاجمت "القلع" من الخلف، وكانت الساعة قد بلغت السادسة والنصف، وهكذا أنقذت بقايا القوة الإسرائيلية المدرعة وسقطت القلع بعد دفاع عنيد أبدته حاميتها، تحت قيادة ضابط برتبة رائد يدعى "محمد سعيد يونس"، استشهد مع عدد كبير من رجاله خلال المعركة، ولقد أدى هذا الدفاع إلى تدمير وتعطيل أكثر من 40 دبـابة إسرائيلية ولكن بسالة هذا الموقع لم تثمر في وقف الاختراق الإسرائيلي للقطاع الشمالي، نظراً لأن سيطرة العدو الجوية حالت دون دفع المدرعات السورية الاحتياطية لشن هجمات معاكسة أو تعزيز دفاع المواقع الحصينة الأخرى مثل "زعورة" و"تل الفخار"، والتي اضطرت أن تقاتل معاركها الضاربة بصورة منفصلة عن دعم بعضها البعض ودعم القوات الاحتياطية المدرعة والميكانيكيـة لها، فضلاً عن انعدام المساندة الجوية.

بل وضعف المدفعية خلال المرحلة الأولى من الخرق لخط الدفاع الأمامي، نظراً لأن الكتلة الرئيسية من المدفعية السورية استمرت خلال هذه المرحلة الحرجة من الهجوم الإسرائيلي تركز نيرانها على المستعمرات الإسرائيلية.

ب. الاستيلاء على "زعورة" و"تل الفخار" (أُنظر خريطة هجوم اللواء الجولاني)

وفي الوقت نفسه خاضت حامية "زعورة"، التي كانت تقدر بقوة كتيبة مشاة، معركة ضارية استغرقت نحو 5 ساعات هاجمتها خلالها دبابات الكتيبة المدرعة الثانية ومعها بقية اللواء المدرع بقيادة "مندلر" نفسه. ولقد اصطدم المهاجمون بمواقع الدفاع السورية التي كانت موزعة أسفل القرية وأعلاها، وتم الهجوم تحت دعم جوي قريب فعال تماماً، لم يقابله من الجانب السوري دعم مدفعي كاف للقوات المدافعة، ولذلك أمكن للدبابات الإسرائيلية أن تستولي على "زعورة" في حوالي الساعة الرابعة مساء.

وفي هذه الأثناء كان لواء المشاة الميكانيكي "غولاني" يهاجم مواقع "تل الفخار" و"برج بابل" و"تل العزيزيات"، ابتداء من الساعة الثانية بعد ظهر اليوم نفسه، وذلك عبر الثغـرة التي فتحها اللواء المدرع في خط الدفاع السوري، وأمكن لهذا اللواء الميكانيكي أن يستولي عـلى "تل الفخار" في حوالي الساعة السادسة والنصف بعد قتال عنيف أسفر عن قتل 30 جندياً إسرائيلياً وجرح 70 آخرين مقابل 60 قتيلاً سورياً و20 أسيراً، كما استولى اللواء بعد ذلك على موقعي "بـرج بابل" و"تل العزيزيات" بفضل هجوم مدعوم بدعم جوي قريب استخدم فيه النابالم على نطاق واسـع، وقد تم الاستيلاء على "تل العزيزات" خلال الليل، وبذلك تم تأمين الجناح الشمالي لهجوم اللواء المدرع، وفتح الطريق إلى "مسعدة" و"بانياس"، واستكمل خرق للقطاع الشمالي من الجبهة السورية في "الجولان".

ج. العمليات في القطاعات الأخرى

إلى الجنوب من الثغرة التي أحدثها لواء "مندلر" المدرع بكيلومترات قليلة، فتح سلاح المهندسين الإسرائيلي خلال ساعات الصباح وجزء من ساعات بعد الظهر ممرات وسط حقول الألغام الإسرائيلية والسورية، عبرت من خلالها بعد ذلك وحدة من دبابات (أم أكس – 13)، تابعة للواء المدرع الذي اشترك من قبل في معركة "الكفير" بالجبهة الأردنية، وبعض الوحدات من لواء مشاة حيث هاجمت موقعين سوريين صغيرين تحت دعم جوي كامل. واستولت على قرية "راوية"، بعد أن أصيبت 3 دبابات إسرائيلية بنيران المدافع المضادة للدبابات، وأصبحت عاجزة عن الاستمرار في القتال، وتوقفت هذه القوة بعد ذلك عن التقدم، وكانت الساعة قد بلغت السادسة مساء. وإلى الجنوب بنحو 9 كم أخرى قامت سرايا أخرى من المشاة تعززها سرية من دبابات (أم أكس –13) بالاستيلاء على قرية "الدباشية" في الساعة السادسة مساء، بعد أن اجتازت ممرات في حقول الألغام إلى الشمال مباشرة من بحيرة "الحولة" المجففة مستفيدة من دعم جوي قوي. واستولت وحدات أخرى من المشاة على "تل هلال" ومواقع أخرى كانت تشرف على مستعمرة "شامير" في وادي "الحولة".

وهاجمت سريتا مظليين تدعمها سرية دبابات "شيرمان"، من اللواء المدرع المذكور أيضا، المواقع السورية القريبة من المحور الأوسط، واستولت خلال معركة بدأت في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل على قرية "جليبينة" كخطوة تمهيدية لفتح الطريق العام المار من جسر بنات يعقوب، وذلك في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً، وكانت هذه الهجمات كلها، تشكل أعمالاً ثانوية مساعدة للاختراق الرئيس في القطاع الشمالي، فضلاً عن كونها تهدف إلى تشتيت جهود المدافعين. وهكذا تم اختراق خط الدفاع الأول السوري في أكثر من مكان في الشمال والوسط.

2. عمليات يوم 10 حزيران (يونيه)

لم تقم القوات السورية خلال ليلة 9/10 حزيران (يونيه) بأي هجوم معاكس، واكتفت بقصف القوات الإسرائيلية قصفاً متقطعاً بنيران المدفعية، رغم نشاط المدفعية والطيران الإسرائيليين المضاد طوال الليل، ويرجع ذلك إلى عدم وجود عدد كاف من الدبابات "ت 55" المجهزة بمعدات الرؤية الليلية وانخفاض مستوى تدريب المشاة والمدفعية بالنسبة للقتال الليلي، فضلاً عن حالة الارتباك المعنوي الذي أصاب القيادات السياسية العسكرية. وفي فجر يوم 10 حزيران (يونيه) واصل لواء "مندلر" المدرع تقدمه من "القلع" نحو "واسط" تحت حماية دعم جوي، واشتبك مع بعض الدبابات السورية من طراز "ت 54"، إلا أن القصف الجوي والهجمات على الأجناب دفعت هذه الدبابات (وهي جزء من لواء مدرع سوري) إلى الانسحاب.

واحتل اللواء المدرع الإسرائيلي أثر ذلك "واسط" ثم أعاد تنظيم صفوفه، وواصل تقدمه نحو قرية "المنصورة"، التي تبعد نحو 8 كم إلى الشرق من "واسط"، واستولى عليها بعد اشتباك قصير.

ثم واصل اللواء المدرع انطلاقه بسرعة نحو "القنيطرة"، وذلك اثر بدء حركة انسحاب عام سورية من "الجولان"، بدأت حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً، استطاعت خلالها الأربعة ألوية الاحتياطية التي لم تشارك في القتال أن تنسحب بنظام.

وفي الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم نفسه دخلت المدرعات الإسرائيلية مدينة "القنيطرة" فوجدتها خالية من أي قوات سورية. وانتشرت معظم المدرعات الإسرائيلية شرقي المدينة لقطع الطريق المؤدي إلى "دمشق"، على حين اتجهت دورية مدرعة إلى بلدة "البطمية" على المحور الجنوبي، ووصلتها في الساعة الرابعة والنصف، حين التقت هناك بوحدات المظليين الذين أنزلوا بطائرات الهليكوبتر على طول المحور الجنوبي. وفي الوقت نفسه كان لواء "غولاني" يدعمه لواء مدرع لم يسبق له الاشتراك في معارك ا ليوم السابق، قد هاجم "بانياس" واستولى عليها في الساعة العاشرة من صباح اليوم نفسه، ثم هاجم "مسعدة" واستولى عليها في ساعات بعد الظهر دون قتال، بسبب انسحاب القوات السورية منها وقيامها بنسف وتخريب الطريق المؤدي إليها، الأمر الذي أخر استيلاء القوات الإسرائيلية عليها حتى بعد ا لظهر لأنها اضطرت إلى استخدام المسالك الترابية الواقعة جنوبي "زعورة".

وأثر ذلك شكلت قوة ضمت كتيبة دبابات "شيرمان" وسريتي مشاة ميكانيكية من لواء "غولاني" زحفت نحو "جبل الشيخ" وسيطرت على قمته الجنوبية في ساعات النهار الأخيرة. وهكذا جرى الاستيلاء على شمال "الجولان" كله حتى "النخيلة" عند الحدود اللبنانية.

وزحفت كتيبتا دبابات اللواء المدرع الذي استولى على "راوية" في اليوم السابق، بعد تمهيد جوي قوي، نحو قرية "قنّعبة" و"واسط"، حيث التقت هناك بقوة من لواء "مندلر" المدرع، ولذلك اتجهت كتيبتا الدبابات جنوباً نحو "كفر نفاخ"، واشتبكتا أثناء ذلك التقدم بنحو 15 دبابة سورية بالقرب من "تل شيبان"، الأمر الذي اضطرهما للقيام بحركة التفاف لتجنب القتال بالمواجهة مع الدبابات السورية، ولذلك تم لهما الاستيلاء على "كفر نفاخ" في الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر، حيث كانت القوات السورية قد أخلت مواقعها قبل ذلك بنحو ساعتين أثر صدور الأمر العام بالانسحاب من القيادة السورية.

وفي يوم 10/6 ألقى "دافيد اليعازر" بلواء العقيد "ابن آري" المدرع، الذي كان يشكل احتياطيه المدرع الوحيد المتبقي بعد زج 3 ألوية مدرعة في القتال، وذلك في منطقة "الدرباشية" ومن هناك تقدم جنوباً نحو "البطمية" حيث التقى في نهاية اليوم بقوات المظليين الإسرائيليين الذين أنزلوا بطائرات الهليكوبتر، وتقدم اثر ذلك ليحتل قرية "الرفيل" وقد توقف القتال في "الجولان" في حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم نفسه.

ونتيجة لانسحاب القوات السورية قبل بدء الهجوم الإسرائيلي، وفقدان السيطرة فقد أعلنت القيادة السورية بيانها رقم 66 في التاسعة والنصف صباحاً يوم 10 يونيه عن سقوط "القنيطرة"، ولم يكن العدو قد وصل إليها بعدما أثار موجة من الانهيار المعنوي، وجعل القوات السورية التي لا تزال متمسكة بمواقعها تسرع بالانسحاب وهي مذعورة وهكذا سقطت "الجولان" السورية "المنيعة" في أقل من 24 ساعة قتال.

وفي العاشر من يونيه كان يحق لإسرائيل أن تتباهى بنصرها المبين، وتعلن على العالم أن جيشها لا يقهر وتتحدث عن الفجوة الحضارية بينها وبين العرب ويعلن "ديان" شروط إسرائيل لاستسلام العرب.

وقد أعلنوا الإسرائيليين عن الخسائر كالآتي:

رابعاً: خسائر الجانبين

1. الجانب السوري

أ. الأفراد: بلغت نحو 1000 قتيل، و560 أسيراً.

ب. الدبابات: تدمير 70 دبابة، واستولوا على 40 دبابة.

2. الجانب الإسرائيلي

أ. الأفراد: مقتل 152 وجرح 306 آخرين.

ب. الدبابات: تقدر بأكثر من 100 دبابة

ج. المعدات: لم تعلن المصادر الإسرائيلية أرقاماً نهائية عن خسائرها.

وبعد سرد للعمليات الحربية على مختلف الجبهات نخلص إلى الآتي:

خامساً: تسلسل الضربات الرئيسية الإسرائيلية ضد الجبهات العربية (أُنظر شكل تسلسل الضربات الرئيسية الإسرائيلية)

1. على الجبهة المصرية

بدأت العمليات الحربية الساعة التاسعة والربع يوم 5 يونيه 1967 واستمرت لمدة 105 ساعة وانتهت الساعة السابعة مساء يوم 9 يونيه 1967.

2. على الجبهة الأردنية

بدأت العمليات الحربية الساعة الحادية عشر ونصف يوم 5 يونيه في اتجاه القدس واستمرت لمدة 50 ساعة وانتهت الساعة السابعة مساء يوم 7 يونيه 1967.

كما بدأت الساعة الثالثة ظهراً يوم 5 يونيه في اتجاه "نابلس وجنين" واستمرت لمدة ساعة وانتهت الساعة التاسعة مساء يوم 7 يونيه 1967.

3. على الجبهة السورية

وبعد وقفة تعبوية للقوات الإسرائيلية لمدة 39.5 ساعة لإعادة الحشد لقوات "اليعازر" من جبهة الأردن إلى جبهة الجولان.

تبدأ العمليات الحربية على الجبهة السورية الساعة الحادية عشر ونصف يوم 9 يونيه واستمرت لمدة 31 ساعة وانتهت الساعة السادسة والنصف مساء يوم 10 يونيه 1967.

سادساً: الخسائر للقوات المتضادة

نشر جميع المشاركين في الحرب تقارير رسمية، عن الخسائر في الأرواح والمعدات، بدرجات مفاوتة من الدقة. ولأسباب مختلفة، تفتقد هذه التقارير، حتى الرسمي منها، إلى المصداقية الكاملة. فمثلاً، لا يتضمن عدد القتلى، الذي وافتنا به إسرائيل، من توفوا، من الجرحى، ولا تشمل إحصائيات الجرحى، ذوي الجروح الطفيفة، الذين لم ينقلوا إلى المستشفيات العامة. وتختلف مصادر الأرقام، المسجلة أدناه، وتعد تقديراً شاملاً، دقيقاً قدر المستطاع، من البيانات غير السرية المتاحة.

 

الطائرات

الدبابات

إجمالي الخسائر البشرية

الأسر / المفقودين

الجرحى

القتلى

 

40

394[2]

5515

15

4517

983

إسرائيل

ــ

122

1764

11

1450

303

(مقابل مصر)

ــ

112

2995

0

2442

553

(مقابل الأردن)

ــ

160

756

4

625

127

(مقابل سورية)

444

965[3]

17967

7550

6121

4296

العرب

356[4]

700

12980

4980

5000

3000

(مصر)

18

179

3117

2000[5]

421

696

(الأردن)[6]

55

86

1870

570

700

600

(سورية)

15

ــ

ــ

ــ

ــ

ــ

(العراق)

 



[1] غالبا يستخدم في التدفئة.

[2] أصلح نصف تلك الدبابات، على الأقل، وعادت إلى كامل طاقتها التشغيلية.

[3] عدّل الإسرائيليون 150 دبابة، من الدبابات تي – 54/55` (T-54/55) التي كانت في الأسر، ووضعت في مخازن بعد الحرب، معوّضة – إلى حد كبير – خسائرها غير القابلة للتصليح، أثناء الحرب.

[4] فقد منها، 322 طائرة، في اليوم الأول.

[5] منهم 530 أسرى حرب.

[6] تعد الأرقام الحديثة، رسمية، عدا تقدير المفقودين، وتضاف نسبة 20 % لعدد القتلى والجرحى، لتقدير الخسائر، من بين المفقودين.