إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب أكتوبر 1973، من وجهة النظر الإسرائيلية




أهارون باريف
إرييل شارون
حاييم بارليف
دافيد بن أليعازر
يسرائيل تال
شموئيل حونين
كلمان ماحن
عساف ياجوري

أوضاع القوات يوم 6 أكتوبر
هجوم مجموعة عمليات 143 مدرع
هجوم مجموعة عمليات آدن
أعمال قتال يوم 17 أكتوبر
أعمال قتال يوم 18 أكتوبر
الهجوم على رؤوس الكباري
الهجوم قبل ظهر 8 أكتوبر
التقدم الإسرائيلي غرب القناة
الخطة إبيراي هاليف
جبهة القناة يوم 24 أكتوبر
جبهة قناة السويس
خطة الهجوم الإسرائيلي
خطة الهجوم على السويس
عملية العبور في الدفرزوار

أوضاع القوات السورية
أقصى مدى للاختراق السوري
الاختراق على الجبهة السورية
تطور القتال على الجبهة السورية



حرب عام 1967

ثانياً: الدفاع عن هضبة الجولان

توجد خمسة طرق رئيسية تتجه من إسرائيل صوب مرتفعات الجولان عند الخط الأخضر، الذي يعتبر أنه الخط العام للهدنة عام 1949، الذي يمتد مع الأردن والضفة الشرقية لنهر الأردن، وهذه الطرق هي من الشمال للجنوب:

1. الطريق رقم (1) من مستعمرة دان إلى مسعدة وجبل الحرمون.

2. الطريق رقم (2) من جونين إلى واسط.

3. الطريق الرئيسي إلى "دمشق طريق رقم 3"، يعبر جسر بنات يعقوب إلى القنيطرة.

4. طريق يوحيديا الذي يصعد إلى كوبري أربك عبر الأردن.

5. طريق العال الصاعد من الجليل.

كما يوجد طريقين لهما أهمية كبيرة تجتازان مرتفعات الجولان من الشمال إلى الجنوب:

الطريق الأول: هو الطريق المسمى بالخط السلطاني، وهو خط وقف إطلاق النيران عام 1967.

الطريق الثاني: هو الطريق المعروف باسم طريق التابلاين الذي يمتد على طول خط أنابيب البترول، والذي يبدأ من  السعودية عابرا مرتفعا.ت الجولان ويستمر إلى البحر المتوسط عن طريق لبنان.

ثالثاً: القوات السورية المتمركزة بجبهة الجولان في مواجهة الخط الدفاعي الإسرائيلي

يتمركز في جبهة الجولان من الشمال إلى الجنوب القوات السورية الآتية:

1. الفرقة السابعة المشاة: بقيادة العميد عمر أبراش وتعمل معها قوات مغربية. يضـم كل منها لواءً مدرعًا

2. الفرقة التاسعة مشاة: بقيادة العميد حسان تركماني. ويصـل حجم الدبابات في كل فرقة إلى نحو 200 دبابة.

3. الفرقة الخامسة المشاة: بقيادة العميد على أصلان.

4. وفي الخلف تتمركز فرقتان مدرعتان:

أ. الفرقة الأولى المدرعة: بقيادة العقيد توفيق جيهاني ( تتكون من 250 دبابة )

ب. الفرقة الثالثة المدرعة: بقيادة العميد مصطفى شرايا ( تتكون من 250 دبابة )

5. عدد من الألوية المستقلة.

إجمالي حجم القوات السورية المواجهة للدفاعات الإسرائيلية حتى (5) فرق تضم 1500 دبابة من النوع ت.55، ت.62 ويعاونها 1000 مدفع.

رابعاً: الدفاعات الإسرائيلية

يدافع عن الجولان لواءان مدرعان إسرائيليان هما:

1. اللواء السابع المدرع "المشكل من نحو 100 دبابة" بقيادة العقيد أفيجدور بن حال، ويدافع عن القطاع الشمالي من الجبهة في المنطقة بين مسعدة والقنيطرة.

2. اللواء 188 المدرع ومعه 57 دبابة ويقوده العقيد شوماح ويدافع عن القطاع الجنوبي من الجبهة، حيث يدافع على محور طريق التابلاين.

ويتكون الخط الدفاعي الإسرائيلي من 17 موقع حصين على امتداد 45 ميل، علاوة على/ عدد من مراكز الملاحظة، ويحتل الموقع بعدد من وحدات المشاة (فصيلة ـ سرية)، ويدعم كل موقع بعدد من الدبابات "حتى فصيلة دبابات".

ويصل إجمالي حجم الدبابات بالجولان إلى نحو 170 دبابة من النوع م ـ60 والسنتوريان وتدعم الجبهة بعدد من بطاريات المدفعية "8ـ10 بطارية مدفعية".

وتتمركز قيادة الفرقة المسئولة عن الدفاع بالجولان في منطقة (نفاخ). ويقود الجبهة الشمالية اللواء "اسحق حوفي".

هذا وتبدأ الخطوط الإسرائيلية غرب خط وقف إطلاق النيران مباشرة بخندق مضاد للدبابات عرضه حوالي 4 - 6م وعمقه حوالي 4م، واستخدم ناتج الحفر للخندق في عمل ساتر على الجانب الإسرائيلي للخندق، وعليه فلقد عمل هذا الخندق كمانع إضافي، وخلف الساتر بدأ الدفاع الإسرائيلي المتطور جدا، وشمل ذلك سلسلة معقدة من نقط المراقبة وأكثر من سبعة عشر قلعة كبيرة كان بكل منها حامية قوامها نحو ثلاثين فردا، وكانت هذه النقط مزودة بأجهزة رصد إلكترونية شملت مختلف المستشعرات.

وشكلت حقول الألغام أيضا جزءا رئيسيا من الدفاعات الإسرائيلية بطول مرتفعات الجولان، ولقد تم بث حقول الألغام أمام وخلف الخندق المضاد للدبابات على طول محاور التقدم الرئيسية، كما استخدمت كذلك لتوفير الوقاية للنقط القوية.

ولقد شعر جيش الدفاع الإسرائيلي أن حقول الألغام التي قام ببثها على طول خطوط إيقاف إطلاق النار في هضبة الجولان.. لعبت دورا مفيدا عندما قامت القوات السورية بالهجوم، ولكن الخنادق المضادة للدبابات العادية والسواتر الترابية كانت أكثر أهمية، وعلى هذا الأساس كانت الدفاعات الإسرائيلية بالجولان تتكون من الآتي:

1. حجم القوة المدافعة نحو فرقة معبأة تحتل نطاق دفاعي.

2. خندق مضاد للدبابات على المحيط الخارجي للجولان وألغام على جانبيه ونقط قوية ومراكز مراقبة.

3. سبعة عشر نقطة قوية محصنة على خط فيـلوت Vilote ، من جبل هيرمون حتى الحدود الأردنية، حيث تم إعدادها على التلال الإستراتيجية الحاكمة.

4. بنيت النقط القوية على المرتفعات وزودت بجدران من البازلت وأحيطت بحقول ألغام كثيفة محاطة بالأسلاك الشائكة.

5. اقتصرت الأسلحة المضادة للدبابات على المدافع عديمة الارتداد بالنقط القوية.

6. دُعمت كل نقطة قوية بثلاث دبابات.

وقد تطلب اختراق هذه المواقع الاستخدام الموسع للمهندسين العسكريين بالتعاون مع هجمات القوات الخاصة. وكان يتطلب من المهاجم اختراق حقول الألغام ثم عبور الخندق المضاد للدبابات والساتر الترابي، ثم التقدم على طول محاور التقدم لمهاجمة النقط الحصينة. وكان اختراق هذه الدفاعات والنقط الحصينة مهمة صعبة، ورغم التخطيط الجيد لها إلا أنها تميزت بالأخطاء العربية، فرغم الاستخدام الكثيف لمعدات وتطهير ونسف الألغام، إلا أن عملية عبور الدبابات للخندق المضاد للدبابات كانت عملية صعبة للغاية، حيث اضطرت الوحدات المهاجمة إلى ردم الخنادق باستخدام أدوات المهندسين الفردية تحت تأثير نيران النقط الحصينة. وكان لابد من التوسع في استخدام المعدات الهندسية الثقيلة لتنفيذ مهمتين أساسيتين هما ردم الخندق، وفتح الثغرات في السد الترابي على الجانب الآخر من الخندق.

خامساً: دور السلاح الجوي طبقا للخطة الدفاعية الإسرائيلية

خلال الفترة من أغسطس 1970 وحتى أكتوبر 1973، هدأ إطلاق النار على طول القناة، ووهنت الحواس وأوشكت أن تتبلد، وانخفضت اليقظة إزاء معنى حقيقة أن الجيش المصري المنتشر على طول القناة، قد أصبح محميا من هجمات سلاح الطيران الإسرائيلي. ولقد غابت عن أعين القادة الإسرائيليين بوزارة الدفاع ورئاسة الأركان، كل النتائج التي تتعلق بملامح نظرية الأمن، وما يترتب على ذلك إزاء خطة الدفاع عن القناة.

والغريب أن الانتباه لهذا الموضوع بالقطع كان موجودا، ولكن فقط فيما يتعلق بطلعات التصوير الجوي. وفي كل مرة وقبيل أي طلعة جوية للتصوير في منطقة القناة، كانت تظهر مشكلة الصواريخ أرض/جو، ولكن لم يكن هناك أي التفات للموضوع من الجانب البري، ولا لتأثيره الحاسم على الموقف العسكري بالجبهة في حالة نشوب حرب شاملة.

وفي صيف 1973، وخلال الدراسات والمناقشات التي دارت بين رئيس هيئة الأركان ديفيد أليعازر وبين نائبه اللواء يسرائيل طال، كان الحديث يدور حول الوضع على الجبهة السورية، وعرضت عليهما الصور الجوية لهيكل بناء الصواريخ أرض/جو السورية. وقد أكدت كل المعلومات أن السوريين قاموا بتقريب خطوط الصواريخ أرض/جو إلى أقرب خط وقف إطلاق النار، ومن خلال هذه الأوضاع يمكن للسوريين تغطية هضبة الجولان ضد هجمات الطيران الإسرائيلي، وبالطبع فإن هذه الحقيقة ستضر كثيرا بتخطيط استخدام القوات الجوية في حالة نشوب الحرب. بل إن اللواء طال اقترح على رئيس الأركان، مهاجمة مواقع الصواريخ السورية على الفور وتدميرها. وبرر رأيه بأن السوريين قد خلقوا وضعا إستراتيجيا جديدا، ونتيجة لهذا الوضع اهتزت أركان ميزان القوى بين سوريا وإسرائيل. وذلك لأنه عندما لا يكون في مقدور سلاح أن يعمل، فإن هذا الميزان قد انتـُهك في غير صالح إسرائيل.

كان من الضروري إعادة دراسة خطط الدفاع عن هضبة الجولان، من أجل مواجهة الوضع الجديد الذي خلقه تكثيف سوريا للصواريخ أرض/ جو بالقرب من خط وقف إطلاق النار، وما هو تأثيره على قدرة صمود القوة المدافعة عن الجولان بدون معاونة جوية خلال الـ48 ساعة الأولى ضد الهجوم السوري، وهذا أيضا ما ينطبق على منطقة القناة حيث من الممكن أن يصبح سلاح الطيران مُقيـِّدا طالما لم يتم تدمير الصواريخ.

لقد أدى هذا الوضع الجديد واحتمال قيام مصر وسوريا بشن الحرب، إلى إعادة النظر في الخطط العملياتية. وفي التاسع من مايو 1973 تمت المناقشات بحضور رئيسة الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان ونائب رئيس الأركان ورئيس إدارة العمليات في شعبة العمليات، واستعرض رئيس الأركان الخطط المختلفة على الجبهتين المصرية والسورية في حالة نشوب حرب، كما استعرض الفروض الأساسية التي ترتكـز عليها هذه الخطط وفيما يلي مقتطفات مما عرضه رئيس الأركان بشأن دور السلاح الجوي في الحرب[11]: "نحن مرتكزون في الجبهة السورية والمصرية على أساس الفرملة الكاملة.. وهذا يعني ليس احتواء Containment للقوات بهدف التدمير، بل منذ البداية لا نسمح لهم بالدخول، نحن نرى في السلاح الجوي العنصر الأول سواء في الدفاع أوفي الهجوم، حيث أننا نؤمن بقدرة السلاح الجوي على خلق الفرملة إذا ما وقع هجوم في إحدى الجبهتين، وذلك لأننا نرى أن السلاح الجوي هو الذي سيبادر بالهجوم في أي خطة برية".

ويعيد رئيس الأركان تأكيد ما سبق أن ذكره في هذا الاجتماع، وذلك خلال شهادته التي أدلى بها أمام لجنة أجرانات والتي تتلخص في الآتي:

1. من ناحية المفهوم كنا نعتقد أن القوة النظامية البرية والسلاح الجوي هما قوة الفرملة في حالة المفاجأة.

2. أن نكون مستعدين لأي حالة، ولذلك توجد لدينا قوى نظامية وسلاح جوي مهمتهما الفرملة .. ويجب أن نقتل العدو بالجبهة الجنوبية على ضفاف قناة السويس، وفي الجبهة الشمالية على ضفة الحفر المضادة للدبابات "يقصد الخندق المضاد للدبابات"، وليس أعمق من ذلك.."[12].

وعلى هذا نجد أن التخطيط الإسرائيلي كان يعتمد على السلاح الجوي كعنصر رئيسي في الفرملة والإعاقة بالتعاون مع القوة البرية النظامية، وهو ما يخالف التخطيط الفعلي لسلاح الطيران بأن يكون مشغولاً خلال الـ 48 ساعة الأولى من الحرب في مهمة تدمير الصواريخ، وبالتالي لن يستطيع أن يقوم بدور الفرملة المحدد له.


 



[1] تواجد بالفعل على جبهة القناة صباح يوم 6 أكتوبر 1973، عدد 3 ألوية مدرعة "حيث يبلغ حجم اللواء الواحد 111 دبابة" بإجمالي نحو 336 دبابة، وهو أمر يخالف الادعاءات الإسرائيلية.

[2] عُين يسرائيل طال، قائداً لسلاح المدرعات، ثم نائباً لرئيس الأركان، ثم رئيساً لشعبة العمليات.

[3] تولى إرييل شارون بعد ذلك، قيادة الجبهة الجنوبية، ثم أحيل للتقاعد، ثم استدعي في حرب 1973، لتولي قيادة مجموعة عمليات مدرعة في الجبهة الجنوبية.

[4] المقارنات لا تحسب بهذا المنطق، ولكن يدخل في المقارنات جميع القوات التي ستشارك في العملية ومن ثم يجب أن يتم حساب مجموعات العمليات المدرعة الإسرائيلية التي سيتم تعبئتها خلال 24 ساعة.

[5] يقصد ثلاثة أمثالها في مقارنة الدبابات أي 1000 دبابة مصرية ضد 300 دبابة إسرائيلية ولكن هذا خطأ كبير كذلك لأن لإسرائيل مخازن طوارئ تضم 3 مجموعات عمليات مدرعة، على مسافة 120 كم، تتكون من أكثر من 1000 دبابة، وهي قادرة على القتال خلال 24 ساعة، ومن الممكن أن تتدخل في القتال، خلال اليوم الثاني، وبالتالي يجب حسابها في المقارنات.

[6] ذكر الجنرال "بنيامين بيليد"، قائد السلاح الجوي، في شهادته أمام لجنة أجرانات، أنه كان في حاجة إلى يوم واحد، لتدمير بطاريات الصواريخ أرض/جو، الموجودة على طول قناة السويس، ويوم آخر، من أجل تدمير السلاح الجوي المصري. وتسأله اللجنة هل هذا ينطبق أيضا على الدفاع الجوي السوري، وسلاح الطيران السوري، وإذا كان رده بالإيجاب فإن السلاح الجوي في حاجة إلى أربعة أيام من الحرب من أجل أن يتفرغ لمساعدة القوات البرية.

[7] يُقصد بالأعمدة الثلاثة: الدفاع الحصين شرق القناة ـ الاحتياطيات في العمق ـ المعاونة الجوية للقوات البرية.

[8] قاد الجنرال إبراهام أدان، إحدى مجموعات العمليات المدرعة الإسرائيلية، وهي المجموعة الرقم 162 المدرعة، وهو الذي نفذ الهجوم المضاد صباح يوم الاثنين 8 أكتوبر، وخسر معظم دباباته، وأطلق على هذا اليوم في إسرائيل اسم "الاثنين الأسود".

[9] يبالغ إيلي زعيرا في تقديره لهذا الموقف، حيث لا يحسب التوازن على هذا الأساس ولكن يحسب على تنظيم الدفاع ككل عن سيناء وليس على خط واحد من النقط الحصينة على قناة السويس، خاصة وأن القناة كانت مجهزة بمصاحب الدبابات في الفواصل بين النقط القوية والتي تحتل بالدبابات مع رفع درجات الاستعداد ولكن المفاجأة هي التي منعت القوات الإسرائيلية من الاحتلال الكامل للخطة الدفاعية.

[10] من الملاحظ أن إيلي زعيرا "مدير المخابرات"، يهاجم كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان ويتهمهما بالتقصير، بسبب عدم حسم موضوع الدفاع عن قناة السويس. ولكن مع ذلك فإن المفاجأة التي حققتها القوات المصرية كانت وراء كل ما حدث من ارتباك بالخطة الدفاعية الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى لبدء القتال.

[11] برزت هذه الفقرات في البند 171 من التقرير الأولي للجنة أجرانات، الموضوع 57، ص 8.

[12] هذا يوضح أن فكرة الدفاع الإسرائيلي قامت على أساس الدفاع الثابت بصفة أساسية وهذا يكذب ما ذكروه من أن خط بارليف لم تكن مهمته إحباط هجوم المصريين.