إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب أكتوبر 1973، من وجهة النظر الإسرائيلية




أهارون باريف
إرييل شارون
حاييم بارليف
دافيد بن أليعازر
يسرائيل تال
شموئيل حونين
كلمان ماحن
عساف ياجوري

أوضاع القوات يوم 6 أكتوبر
هجوم مجموعة عمليات 143 مدرع
هجوم مجموعة عمليات آدن
أعمال قتال يوم 17 أكتوبر
أعمال قتال يوم 18 أكتوبر
الهجوم على رؤوس الكباري
الهجوم قبل ظهر 8 أكتوبر
التقدم الإسرائيلي غرب القناة
الخطة إبيراي هاليف
جبهة القناة يوم 24 أكتوبر
جبهة قناة السويس
خطة الهجوم الإسرائيلي
خطة الهجوم على السويس
عملية العبور في الدفرزوار

أوضاع القوات السورية
أقصى مدى للاختراق السوري
الاختراق على الجبهة السورية
تطور القتال على الجبهة السورية



حرب عام 1967

المبحث الخامس

الأحداث التي سبقت حرب أكتوبر 1973

"وجهة نظر إسرائيلية"

يمكن إسناد حرب "يوم كيبور" أو يوم الغفران إلى نهاية حرب الأيام الستة عام 1967، حيث لم ينتهِ بعد، أثر تلك الهزيمة على القادة العرب. ولكن الرئيس السادات أدرك إستراتيجية طويلة المدى يتم إقامتها على التزاوج بين التحركات السياسية والعمل العسكري، وذلك لاستعادة شبه جزيرة سيناء، وكذلك الأراضي التي فقدت في حرب الأيام الستة عام 1967. وقد استخلص السادات أنه مهما قامت مصر بأي أعمال عسكرية، ومهما كانت محدودة، فإن رد الفعل الإسرائيلي سيكون شديدا، وعلى ذلك فلم يكن هناك بديل لمصر، ومن ثم كان لا بد من شن أكبر هجوم ممكن.

كان الفكر السابق لدى بعض القيادات الإسرائيلية ـ ومنهم وزير الدفاع "الجنرال موشي ديان" ـ أن القوات المصرية لن تستطيع أن تشن حربًا، لعدم استكمالهم بعض النواحي، هو الفكر السائد والمسيطر عليهم. وهكذا ففي منتصف صيف عام 1973، أعلن الجنرال ديان رأيه، بأنه لا توجد حرب وشيكة مع المصريين، وكانت خطة الخداع المصرية تشجع مثل هذه الأفكار الإسرائيلية الخاطئة.

والحقيقة، فقد كان المصريون يشنون حملة تضليل كلاسيكية، والتي أثبتت كفاءتها، وكان المصريون قد درسوا واستوعبوا، دروس حرب الأيام الستة، وبدءوا يخططون لمواجهة القوات الجوية الإسرائيلية، من خلال حائط الصواريخ، وكذلك مواجهة حشود المدرعات الإسرائيلية، من خلال إيجاد حشد كبير من الأسلحة المضادة للدبابات.

وفي أغسطس 1973، بدأت المرحلة النهائية من التخطيط، بتعاون مصري ـ سوري، وكان يوم كيبور "يوم التكفير اليهودي" هو اليوم الذي تم اختياره ليكون هو يوم الهجوم، وذلك لسببين: الأول، أن حالة الاستعداد في هذا اليوم تكون في أدني درجاتها، أما الثاني، فهو تطابق هذا التوقيت، مع حالة المد والجزر، والتيارات المناسبة، في قناة السويس.

أولاً: تولي الجنرال شموئيل جونين للقيادة الجنوبية

في الأول من يوليه عام 1973، عين الجنرال شموئيل جونين، قائداً عاماً للقيادة الجنوبية، بدلاً من الجنرال أرييل شارون، الذي اعتزل الخدمة العاملة، وتحول للزراعة والسياسة. وكان جونين من جيل صبرا الشجعان، فقد ولد في القدس. تولى قيادة اللواء السابع المدرع في حرب الأيام الستة، وقام بعدة معارك، أبرزته كأحد القادة المميزين، في القوات الإسرائيلية، وجرح عدة مرات.

كانت القيادة الجنوبية الإسرائيلية، مسؤولة عن كل الجزء الجنوبي من إسرائيل (النقب وسيناء)، حيث تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس[1]، وهي منطقة صحراوية.

لم يكن جونين سعيداً بما وجده في القيادة الجنوبية، وخاصة في عمل الأركان، ومستوى الانضباط، ومن ثم بدأ في إحداث بعض التغيرات. كما عدل في النظام الدفاعي، على امتداد القناة، حيث استخدم عددًا من النقط القوية الحصينة، والتي سبق إغلاقها، وبدأ في بناء مصاطب الدبابات، على امتداد خط الدفاع الثاني، وهو ما يؤمن اشتباك الدبابات على خطوط نيران في العمق ضد أي عدو يقوم بعبور القناة، كذلك عدل في الخطط، وتجهيز الأرض، بحيث يمكن لإسرائيل عبور قناة السويس إذا لزم الأمر.

خلال زيارات جونين لقواته، على امتداد قناة السويس، لاحظ أن المصريين قاموا بزيادة ارتفاع الردم على الجانب الغربي للقناة، لارتفاع يصل إلى 130 قدم، ومنه يمكن رؤية جميع التحصينات الإسرائيلية ومصاطب الدبابات، وكذلك يعطي المصريين القدرة على ملاحظة خط الدفاع الثاني، الواقع على طريق المدفعية (الطريق العرضي رقم 2). وإزاء هذا الوضع، أمر الجنرال جونين، بإنشاء ساتر ترابي أمام خط الدفاع الثاني، بحيث يخفي أي نشاط قائم شرق هذا الخط، عن أعين المصريين. كما أمر أيضا بإنشاء أبراج، تحقق الملاحظة بعيدة المدى، بارتفاع 230 قدما، لتمكين القوات الإسرائيلية من المراقبة داخل عمق الجبهة المصرية، ولكن ثبت أن ذلك كان متأخرا جدا، كما تم إنشاء مستودعات وقود تحت النقط القوية، ويمتد منها خطوط أنابيب ليمكن منها رش غشاء رقيق من الوقود على القناة، ثم إشعالها كهربائيا من داخل التحصينات، وبذا تتحول أجزاء من القناة، إلى خندق من اللهب، (وقد قام المصريون بسد الأنابيب حتى لا يتدفق السائل منها إلى القناة). وبدأت القيادة الإسرائيلية في عمل الاختبارات على هذه الصهاريج لتشغيلها عند اللزوم، فبدأ مجموعة من المهندسين بقيادة شيمون طال صباح يوم 6 أكتوبر 1973 بإجراء الاختبار بدءا من النقطة القوية في منطقة الفردان (هزايون Hazaion) ثم انتقلت إلى موقع الدفرزوار والمسمى بـ "حاتزمد" ولكن أثناء الاختبار كانت المدفعية المصرية بدأت في ضرب نيران التمهيد.

ثانياً: الاشتباك الجوي على الجبهة السورية (13 سبتمبر 1973)

في 13 سبتمبر حلّق سرب من الطائرات المقاتلة الإسرائيلية شمالا فوق البحر المتوسط، على مقربة من الساحل السوري في مواجهة الميناء السوري طرطوس، الذي يبعد عن إسرائيل بأكثر من 200 كيلو متر وحاولت طائرات الميج السورية اعتراض الطائرات الإسرائيلية. واستمر القتال أقل من خمس دقائق بين 16 طائرة ميج 21 سورية و12 طائرة إسرائيلية (فانتوم وميراج). وأسقطت 9 من طائرات الميج، وأصيبت طائرة ميراج إسرائيلية، تمكن طيارها من إسقاط طائرة ميج ثم هبط إلى البحر بالمظلة. وقد قامت الطائرات الإسرائيلية بتغطية الطيار، الذي هبط، إلى أن وصلت هليوكوبتر إسرائيلية وأنقذته، هو وطيار سوري أيضا، كان على مقربة منه في البحر. وفي أثناء ذلك أسقطت 4 طائرات ميج 21 أخرى حاولت عرقلة عملية الإنقاذ فكانت ضربة شديدة للسوريين.

في هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي، كانوا مقتنعين بأن السوريين لن يستطيعوا الامتناع عن الرد. ولكن كان الاعتقاد هو أن السوريين سوف يكتفون بضربة واحدة، باشتباك واسع يستمر ساعات معدودة، وأثيرت إمكانية قيام قوات مدرعة سورية باختراق هضبة الجولان والسيطرة على إحدى المواقع الهامة ولو لعدة ساعات.

وفي اليوم التالي للمعركة الجوية، جاء في صحف لبنان أن السوريين ينقلون جيشا من حدود الأردن إلى جبهة إسرائيل، وكان التفسير في إسرائيل هو أن هذه حركة سورية مجاملة لحسين، بعد تجدد العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين. ولكن نتيجة للمعركة الجوية، فإن هذا النبأ يكفي لزيادة الاستعداد الإسرائيلي في هضبة الجولان، حيث تم نقل بعض بطاريات المدفعية من الجبهة الجنوبية إلى الجولان.

وتسربت عمدا من دمشق خطة تضليل عربية، جاء فيها أن خلافا بين حكومة دمشق ومستشاريها الروس، قد حدث عقب المعركة الجوية، وأن السلاح الجوي السوري، ليس راضيا عن الطائرات الروسية، وأن دمشق تطالب بشدة بطائرات ميج 25 للمواجهة مع إسرائيل، كما أفادت المعلومات عن وجود سخط على الروس وأن دمشق قيدت تحركات المستشارين السوفيت في سورية.

ثالثاً: حشود سورية على جبهة الجولان

لم تخف الأنباء السابقة، المعلومات التي وصلت إلى أجهزة المخابرات الإسرائيلية، عن وجود حشود سورية على طول الحدود، ويجري تعزيزها. كما كشف وزير الدفاع (موشي ديان) عند زيارته لمستوطنات هضبة الجولان يوم 26 سبتمبر، أن هناك شبكة من صواريخ الدفاع الجوي قد أقامها السوريون على مقربة من الحدود، وأن هذه الشبكة قد كبرت بشكل متزايد مؤخرا وأصبحت لا تقل كثيرا عن مثيلتها في مصر.

وحذر ديان نظام الحكم في دمشق، بأن جيش الدفاع الإسرائيلي، سوف يرد بشدة وبقوة، إذا تعرض له السوريون. وفي الوقت نفسه، كانت استعدادات الحرب السورية ـ المصرية على أشدها.

اتفق موشي ديان مع قائد القيادة الشمالية الألوف "اسحق حوفي"، باستمرار حركة الرحلات والنزهات في هضبة الجولان في رأس السنة. ولم يَدُرْ في ذهن قائد القيادة الشمالية، أنه بعد عشرة أيام، سوف يواجه السوريين في معركة مريرة، دفاعاً عن كيان إسرائيل.

ومنذ عدة شهور والألوف "حوفي"، يحاول إقناع القيادة الإسرائيلية، بأن الخطر الكبير على إسرائيل يتوقع في الجبهة الشمالية بصفة خاصة، وليس من تجاه مصر. وفي لقائه يوم 26 سبتمبر مع موشي ديان ودافيد أليعازر، أكد مرة ثانية بأن الحدود مع سورية خطرة للغاية، ولذلك يجب أن توجه إليها إجراءات مضاعفة، باعتبار أنه ليس هناك عائق طبيعي على الجبهة مع سورية مثل وجود قناة السويس على الجبهة مع مصر. وأن الجيش السوري القائم أساسا على المدرعات والوحدات الآلية، يوجد بالفعل بجوار خط وقف النار، ويكفيه أن ينقل الدبابات وينطلق، والانتقال من تشكيل دفاعي إلى تشكيل هجومي، هو أمر بسيط، ومن الصعب الإحساس به. كما أن الجيش السوري في السنتين الأخيرتين ازدادت قوته، وأصبح لا يقل حجما عن الجيش المصري. وبينما في الجنوب توجد صحراء سيناء، والتي تفصل بين الجيش المصري والمراكز السكانية في إسرائيل، فإننا نجد في الشمال أن الجيش السوري قريب لمستوطنات الجليل، فإذا نجح في دفع جيش الدفاع الإسرائيلي عن هضبة الجولان، فإنه سينقل الحرب إلى قلب إسرائيل، كما أن سورية تمتلك صواريخ أرض أرض، من نوع فروج، والتي تستطيع قصف منطقة الجليل.

أضف إلى ما سبق، أن المسافة التي تقطعها الطائرات السورية، للوصول إلى قلب إسرائيل، لم تتغير، بينما في الجنوب، استطاعت إسرائيل أن تسيطر على المطارات المصرية في سيناء، وقامت بتحييد المطارات المصرية، على طول قناة السويس، في الجانب الغربي لها. وباعتبار أن جيش الدفاع الإسرائيلي، يقوم دائما على أساس معاونته بواسطة سلاحه الجوي القوي، فإن إقامة السوريون لشبكة كثيفة من صواريخ أرض ـ جو، سيجعله ـ أي السلاح الجوي ـ يعمل أولاً للقضاء على بطاريات الصواريخ في خط الجبهة، وبعد ذلك فقط يستطيع أن يلتفت إلى مدرعات العدو المهاجمة.

وتقرر بناء على ما سبق، اعتماد مبلغ من المال، لاستكمال شبكة الموانع المضادة للدبابات، في هضبة الجولان، وبث ألغام كثيفة، على طول مواجهتها. لم تكن تلك الإجراءات كافية إلا أنهم في إسرائيل لم يكونوا يشعرون، باقتراب العاصفة. قال الألوف "حوفي" بعد ذلك: "أن أكبر مباغتة لي في الحرب، كانت نشوبها، وعلى الرغم من أنني فكرت بأن من الممكن أن تنشب، إلا أنني لم أؤمن بأنها ستنشب".

بل والأمر العجيب، أن إسرائيل أقنعت الولايات المتحدة، بعدم الاهتمام بالأنباء التي تتدفق عليها، عن نية العرب واستعداداتهم. وفي ملفات الاستخبارات المركزية الأمريكية (C.I.A)، تجمعت المعلومات بأن مصر وسورية تعتزمان بدء الحرب، ويسأل مسؤول أمريكي كبير محدثه الإسرائيلي قائلا: "هل تعرفون أنهم يعدون هجوما على إسرائيل؟" فيرد عليه المسؤول الإسرائيلي قائلا: "أننا لا نؤمن بأن هذا سيحدث، فالحشود في مصر هي حشود مناورات الخريف، وسورية تخشى جيش الدفاع الإسرائيلي" وينجح في تهدئة المسؤول الأمريكي.

وفي ليلة السبت 29 سبتمبر، كان كل من رئيسة الوزراء، وإسرائيل جاليلي وزير الدولة، وناثان بيليد وزير الهجرة، وموشي ديان وزير الدفاع، مجتمعين في مكتب جولدا مائير بتل أبيب، لكي يتابعوا في قلق المأساة التي كانت تجري في مطار فيينا، حيث قام بعض الإرهابيين الفلسطينيين باحتجاز مجموعة من مهاجري الاتحاد السوفيتي اليهود. ولم يشر أحد منهم خلال هذا الاجتماع، إلى التطور المقلق على الحدود السورية، وعلى ضفتي قناة السويس.

وفي 30 سبتمبر، طارت جولدا مائير إلى ستراسبورج، لإلقاء كلمة في اجتماع البرلمان الأوروبي، وفي طريق عودتها، توقفت يوما في فيينا، لكي تجتمع بمستشار النمسا "برونوكرايسكي"، وخلال هذا الاجتماع الدرامي، أكد رئيس الوزراء الاشتراكي ـ الذي كان قد رضخ منذ قليل لتهديدات الإرهابيين العرب ـ لجولدا مائير، أنه سيفي بالوعد الذي قطعه للفلسطينيين، بإغلاق معسكر عبور اللاجئين في شوناو.

رابعاً: توتر على الحدود مع سورية

في أواخر سبتمبر 1973، توصل نائب رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال "إسرائيل تال"، إلى استنتاج مؤداه، أن السادات رئيس مصر، استعد للهجوم في شهر مايو، ولكنه أجل هذا الهجوم، لأن الأسد في سورية لم يكن مستعداً. وبعد ذلك بدأ الأسد في استكمال قواته، بالحصول على كم كبير من الدبابات "تي-62"، وصواريخ أرض أرض "فروج"، وكميات هائلة من الصواريخ المضادة للطائرات، ثم بدأ السوريون في تعزيز شبكة الدفاع الجوي في الجبهة، وكل ذلك حتى يكون مستعداً، في توقيت اتفق مع السادات عليه.

وفي الأول من أكتوبر 1973، نشرت الصحف الإسرائيلية أنباء عن توتر على الحدود. وذكرت صحيفة هاآرتس في إحدى صفحاتها الداخلية، عن استعداد في هضبة الجولان، بعد أن نقل السوريون وحدات عسكرية من حدودهم مع الأردن. استمدت الصحف الإسرائيلية معلوماتها من مصادر إسرائيلية، وهذه المصادر، طلبت من الصحفيين تخفيف الأخبار، حتى لا تتسبب في إحداث ذعر داخل إسرائيل، وإقلاق العرب، كما أوضحت هذه المصادر للصحفيين، أن هذا التوتر ناجم عن المعركة الجوية الكبيرة يوم 13 سبتمبر، والسوريون هم القلقون، ولا يجب على الشعب الإسرائيلي أن ينزعج.

وتقدمت سورية في اليوم نفسه، بشكوى إلى رئيس هيئة مراقبي الأمم المتحدة، أوضحت فيها، بأن إسرائيل وجهت إلى هضبة الجولان كتيبتي دبابات، وأن هذا الأمر من شأنه أن يحدث توتر في المنطقة، وتحولت الشكوى السورية إلى إسرائيل.

خامساً: الموقف بالولايات المتحدة الأمريكية قبل اندلاع الحرب

الواقع أن الشرك المصري كان جاهزاً تماماً، يوم الجمعة 5 أكتوبر[2]، فقد اجتمع هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي، بالدكتور محمد حسن الزيات "وزير الخارجية المصري"، وجرى اجتماعهما في جو هادئ، وتناول الحديث مبادرة السلام التي كان كيسنجر يفكر في القيام بها، بعد الانتخابات التشريعية في إسرائيل، التي كان ينتظر إجراؤها يوم 29 أكتوبر. ولم يدرك كيسنجر إلا بعد اندلاع الحرب، أن الزيات الذي كان بالضرورة علي علم بتاريخ الهجوم، قد قام بدوره خير قيام، في مناورة التضليل، التي وضعت حساباتها في أدق تفاصيلها.



[1] وصف موشي ديان القناة بأنها من أفضل الخنادق المحفورة المضادة للدبابات، حيث الشاطئ ذو الميل الحاد، وتم تقويتها بالخرسانة، وتوجد أتربة ورمال نتيجة حفر القناة، تجمعت على امتداد الشاطئ الشرقي مكونة حاجزاً بارتفاع 18 ـ 30 قدم، وقام المهندسون الإسرائيليون بتعلية هذا الساتر في المناطق الهامة إلى ارتفاع 75 قدم، ويتغير المد والجزر بالقناة كما يختلف مستوى حد المياه من قدم واحد إلى ستة أقدام من أجزاء مختلفة بالقناة.

[2] تم الاجتماع في الساعة العاشرة صباح يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973 بتوقيت نيويورك.