إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب أكتوبر 1973، من وجهة النظر الإسرائيلية




أهارون باريف
إرييل شارون
حاييم بارليف
دافيد بن أليعازر
يسرائيل تال
شموئيل حونين
كلمان ماحن
عساف ياجوري

أوضاع القوات يوم 6 أكتوبر
هجوم مجموعة عمليات 143 مدرع
هجوم مجموعة عمليات آدن
أعمال قتال يوم 17 أكتوبر
أعمال قتال يوم 18 أكتوبر
الهجوم على رؤوس الكباري
الهجوم قبل ظهر 8 أكتوبر
التقدم الإسرائيلي غرب القناة
الخطة إبيراي هاليف
جبهة القناة يوم 24 أكتوبر
جبهة قناة السويس
خطة الهجوم الإسرائيلي
خطة الهجوم على السويس
عملية العبور في الدفرزوار

أوضاع القوات السورية
أقصى مدى للاختراق السوري
الاختراق على الجبهة السورية
تطور القتال على الجبهة السورية



حرب عام 1967

خامساً: صباح يوم السبت 6 أكتوبر 1973

في الساعة الثالثة، فجر السادس من أكتوبر، وصلت المعلومات إلى رئيس جهاز الموساد، والتي تحدد فيها يوم وساعة بدء الحرب، والتي أدت إلى صدور قرار استدعاء وحدات الاحتياط.

وقد كتب ديان عن مهارة المصدر، الذي حصل على هذه المعلومات، قائلا: "إن مصدر هذه المعلومات هو مصدر مطلع، فقد كانت لدينا مثل هذه المعلومات في الماضي، وبعد ذلك، عندما لم يقم العرب بالهجوم، جاء تفسير يقول إن السادات قد غير رأيه في اللحظة الأخيرة. وهذه المرة أيضا قيل: إنه لو علم السادات أننا قد علمنا بالأمر، وأنه فقد عنصر المباغتة، فمن المحتمل أن يلغي أو أن يؤجل على الأقل، موعد الهجوم".

ويضيف إلى ذلك السكرتير العسكري، لموشي ديان، "آرييه براون": "إن هذا المصدر المطلع، هو الذي سبق أن بعث لنا بثلاثة تحذيرات مماثلة، والذي سبق أن ذكر لنا أن الموعد قد تأجل إلى نهاية العام".

ويذكر إيلي زعيرا، تعليقاً على المعلومات التي جاءت من هذا المصدر المطلع، قوله: "ألا يخدعنا هذا المصدر على مر السنين، ولا يحذرنا؟ ولماذا أرسل تحذيرا حقيقيا عشية عيد الغفران؟ ألم يكن يعرف، مثلما قرر ذلك الجنرال المصري، "الجمسي"، في كتابه، بأن التحذير المتأخر هكذا، لا يغير أي شيء بالنسبة لخطط الجيش المصري؟ ويحتمل أن يكون الهدف الخداعي "للمصدر"، كان خداع جيش الدفاع فيما يتعلق بموعد بدء المعركة. ومن المعتقد أن (المصدر)، كان على علم بأنه قد تم التخطيط لبدء المعركة في الساعة الثانية.

1. رد الفعل الإسرائيلي على تأكيد الهجوم يوم 6 أكتوبر 1973

في الساعة الرابعة صباحاً، يوم السبت السادس من أكتوبر، استيقظ موشي ديان في بيته على رنين التليفون، وأبلغه محدثه أنه قد تأكد بصفة نهائية، صدق ودقة المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل، منذ يوم 26 سبتمبر، وأنه لم يعد هناك أي شك في أن الحرب على الأبواب، وأن مصر وسورية ينويان القيام اليوم ـ يوم عيد الغفران ـ وفي الساعة السادسة مساء، بعملية مشتركة على كلتا الجبهتين.

وعلى الفور اتصل ديان تليفونياً برئيسة الوزراء، وفي الساعة السادسة صباحاً، التقى بالجنرال إليعازر في القيادة العامة، وفي الساعة السابعة صباحاً، انضما إلى مدير الاستخبارات العسكرية في مكتب جولدا مائير، وأعلن أليعازر أن سلاح الطيران في حالة تأهب منذ الأمس، وأنه قادر على شن هجوم وقائي على الجبهتين. واقترح رئيس الأركان إعلان التعبئة العامة على الفور، وبدء تحليق السلاح الجوي في الساعة الواحدة بعد الظهر. ورفضت جولدا مائير الاقتراحين معاً، فانضمت بذلك إلى الرأي الذي عبر عنه ديان، لدافيد إليعازر، قبل ذلك، خلال أول اتصال لهما في الصباح الباكر.

وكان ما قاله وزير الدفاع، هو أن إسرائيل لا يمكنها بأية حال من الأحوال، السماح لنفسها القيام بعمليه وقائية، ورجح الأخذ بفكرة، أنه ينبغي علي الإسرائيليين، أن يثبتوا أن العرب هم الذين فتحوا النار وبدأوا الحرب.

ثم قال مؤكداً: "ما من دولة صديقه سوف تؤيد إسرائيل، إذا كان هناك أي شك في أن الجيش الإسرائيلي يتحرك دفاعاً عن نفسه". وقد رفض ديان كذلك التعبئة العامة، فقد كان يري أن القوات المرابطة علي خطوط الجبهتين، قادرة علي تلقي الصدمة، إلى أن تصل وحدات الاحتياطي، وإنه يكفي بالتالي، إعلان تعبئة سرية، للقبضات الفولاذية، أي قوات المدرعات.

أمّا جولدا مائير، التي لم تكن علي دراية بالمسائل العسكرية، أو الخاصة بالتعبئة، فإنها انحازت إلي رأي ديان.

وفي الساعة العاشرة صباحاً، أعلنت التعبئة السرية ـ عن طريق الاتصال الخاص، وليس عن طريق موجات الأثير، للوحدات المدرعة، بالإضافة إلي بعض القوات الأخرى. لقد كانت إسرائيل بعيدة عما اتفق علي تسميته تعبئة عامة. وعندما توجهت جولدا مائير، إلي الشعب الإسرائيلي، في حديثها التليفزيوني، فإنها أكدت ذلك، وقالت: "لقد أعلنا منذ ساعات الصباح الأولي، التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط".

لقد كان علي أحد المسؤولين السياسيين، أن يشرح، خلال اجتماع موجز، مع محرري الصحف، أسباب هذين القرارين بالعبارات التالية: "بعد أن تم تحليل الموقف، قررت السلطات العليا، بالاتفاق مع وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة، أن تعطي الأفضلية هذه المرة لمصلحة الدولة، على الاعتبارات العسكرية، وإلا تكون إسرائيل هي أول من يفتح النار. لقد فضلنا باسم هذه المصلحة السياسية، أن نتحمل مخاطر الصعاب العسكرية، لكي يتضح تماما من هو الذي بادر ببدء الأعمال الحربية. ولما كانت الإذاعات العربية تزعم في هذه الأيام أن إسرائيل تضع الخطط لغزو سورية، فقد تقرر لهذا السبب أيضاً، عدم إعلان التعبئة إلا في آخر وقت، لكي نزيل حجة العرب بأنهم كانوا مضطرين إلي فتح النار وقاية من هجوم إسرائيل".

وبمعني آخر، فإن سلاح الطيران الإسرائيلي، لن يستطع التدخل وقائيا ـ وهو ما كان قد تهيأ له حوالي الظهر ـ ولم تعلن التعبئة إلا بصفة جزئية، وفي وقت متأخر، لكي لا نعطي للعرب ذريعة لشن الحرب.

وتتابعت المشاورات، في مكتب رئيسه الوزراء، في تل أبيب. ووصل التأكيد الرسمي في هذه الأثناء، بشأن جلاء المستشارين السوفيت وعائلاتهم من مصر، وكان ذلك، عند اللزوم، دليلاً جديداً علي سرعة وقوع الحرب، وكان معناه كذلك، أن السوفيت لا يريدون التورط في مواجهه جديدة بين العرب وإسرائيل.

وبينما كانت هيئة الأركان تعطي الأمر بالتعبئة الجزئية، كانت رئيسه الوزراء، في محادثات بمكتبها بتل أبيب، مع كينيث كيتنج سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ولقد حرصت جولدا مائير، علي أن تبلغ السفير بالقرارات التي اتخذت في الساعات الأولي من الصباح، وهي: تعبئة جزئية، وعدم اللجوء إلي أي عمل وقائي في هذه اللحظات. كان كيتنج علي علم، عن طريق الاستخبارات الأمريكية، أن السوريين والمصريين، أصبحوا علي أهبة الاستعداد للهجوم. وطلبت منه جولدا مائير، أن يحيط الرئيس نيكسون، ووزير خارجيته، بالاتصال بالمسؤولين السوفيت والمصريين، في محاولة لإثنائهم عن الهجوم.

ولعدة مرات خلال هذا الحديث، طرح كيتنج السؤال التالي: "هل أنتم مصممون علي ألا تكونوا أول من يطلق النار؟" وفي كل مرة، كانت جولدا مائير تجيب بحزم : "هذا هو قرارنا، لن تكون إسرائيل أول من يطلق النار، وإذا كنا لم نعلن التعبئة العامة، فإن ذلك علي وجه التحديد لنتجنب أن يفسر هذا الإجراء، علي إنه استفزاز، مما قد يفيد أعدائنا.

وفي الصباح، استدعي ميشيل آرنون، سكرتير مجلس الوزراء، الوزراء، إلي حضور اجتماع طارئ، في الساعة الثانية عشرة ظهراً، بمكتب رئيسه الوزراء. كانت أغلبية الإسرائيليين قد توجهوا إلي المعابد. وبدأت الجلسة، بتقرير من وزير الدفاع، ووافق الحاضرون بالإجماع علي قراري التعبئة الجزئية ـ التي بدأ تنفيذها بالفعل ـ والامتناع عن القيام بأي عمل عدائي.

وبعد الساعة الثانية بقليل، أبلغت هيئة الأركان، أن الهجوم المصري السوري، قد بدأ، وفور سماع هذا النبأ، بدأت اجتماعات مجلس الحرب، وتقرر أن تتولى جولدا مائير، إصدار جميع القرارات الرئيسية، يساعدها في ذلك حاليلي وآلون، إذ كلف الأول بتولي الشئون الخارجية بالتنسيق مع وزير الخارجية، وأن يتولى الثاني عملية الاتصال بين أركان الحرب ورئاسة الوزراء.

أما علي الجبهة المصرية، فقد وصل الجنرال جونين إلي قيادته، فوجد هناك تقريرا يبلغه أن المصريين سوف يعبرون قناة السويس، علي طول المواجهة، في الساعة السادسة مساء، بعد أن تقوم المدفعية بدك المنطقة، ويقوم السلاح الجوى المصري، بقصف كثيف لها.

وفي الساعة الثانية إلا بضع دقائق، اتصل جونين بماندلر، ليخبره بدفع الألوية المدرعة إلي الخطوط الأمامية، حتى يكونوا مستعدين قبل الساعة السادسة مساء، وأجاب ماندلر قائلا: نعم ولكن المصريين يقصفون الآن المواقع الأمامية بالفعل" وهكذا بدأ الهجوم المصري.

2. دعوة اجتماع الصحفيين قبل بدء الحرب مباشرة

في الساعة الواحدة، ظهر يوم السبت 6 أكتوبر، اجتمع المراسلون الحربيون للصحف الإسرائيلية، في مكتب الجنرال إيلي زعيرا، مدير الاستخبارات العسكرية. وكان الجنرال زعيرا، متماسكا وبادي الهدوء، ثم استعرض الموقف، وقال: "إن هناك حربا يمكن أن تندلع في أي وقت".

وقبل الساعة الثانية بقليل، دخل مدير مكتب زعيرا إلي غرفة الاجتماع، وقد بدا عليه الاضطراب، ووضع ورقه أمام رئيسه، وألقي هذا نظرة عليها، وتظاهر بأنه لا يهتم كثيرا بما يقرا، ثم صرف مساعده، بعد بضع كلمات بصوت منخفض، لم يتمكن الصحفيون الحاضرون من سماعها.

وسأل زئيف شبف، المراسل العسكري، لصحيفة "هاآرتس"، في فضول : ماذا يحدث؟ فقال مدير الاستخبارات: لا شيء. ثم مضي في الرد علي أسئلة المراسلين، كما لو أن شيئا لم يحدث، إلى أن عاد مدير مكتبه، بعد دقيقتين أو ثلاث، فدخل مرة أخرى، وقدم له ورقه ثانيه، ونهض زعيرا هذه المرة، وخرج من الغرفة، ولم يعد إلا لكي يعلن علي عجل، أن الاجتماع قد انتهي. وعندما أخذ المراسلون العسكريون يغادرون مقر رئاسة الأركان، فوجئوا بصوت صفارات الإنذار تهز تل أبيب في ذلك اليوم من عيد الغفران.

وفي نفس هذه اللحظة، وفي طابق آخر من مبنى رئاسة الأركان، كان الجنرال دافيد اليعازر، في اجتماع مع مساعده الجنرال "إسرائيل طال"، وكان كبار الضباط قد انصرفوا منذ الساعة السادسة صباحا، وهي الساعة التي عقد فيها اليعازر أول اجتماع له مع "موشي ديان"، انصرفوا إلي الاستعدادات العاجلة، احتمالاً لوقوع حرب، لم يكونوا قد اقتنعوا بعد بوقوعها.

بعد الساعة الثانية بعد الظهر بعدة دقائق، وصلت إلي إليعازر وطال، التقارير الأولي المزعجة، عن القصف المعادي في سيناء والجولان. فقفز الاثنان من مقعديهما وأسرعا إلي قاعة العمليات بهيئة الأركان. وفي عصبية وحركات محمومة، راح الاثنان يدرسان الخرائط، التي لم تكن قد سجلت عليها بعد تحركات العدو في تلك الساعة وقد كشف سلوك الجنرالين، عن توترهما الشديد.

والواقع إنه اعتماداً علي صدق المعلومات التي جاءت منذ الصباح فإن الحرب لن تندلع إلا في الساعة السادسة مساء، والساعة الآن هي الثانية. إن الجيش الإسرائيلي ليس مستعداً بعد، بل أن رؤسائه ليس لديهم تلك الساعات الأربع الباقية، التي كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون أن يقوموا خلالها بالإجراءات العاجلة اللازمة. لقد كان الموقف علي أرض المعارك بعيدا عن أي وضوح!


 



[1] كان الفريق أحمد إسماعيل، وزير الحربية المصري، قد ذكر بعد وقف القتال: "لقد نشرنا في صحيفة الأهرام خبرا يقول أنه سمح للضباط والجنود بتأدية فريضة الحج، كما أعلنا أن وزير الحربية الروماني سوف يصل إلى القاهرة يوم 8 أكتوبر 1973، لقد أرسلنا الدبابات إلى ضفة القناة، ولكن القيادة العامة كانت تعيد في كل ليلة، لواء كاملا إلى الخطوط الخلفية، لكي تعطي الانطباع بأن تحركات القوات تتم في نطاق المناورات.

[2] أحد عملاء إسرائيل، ولم يُحدد اسمه.

[3] الواقع أن تحليلات اليعازر، فيما يتعلق باستخدام القوات الجوية، هي تحليلات غير منطقية، فالمهمة الأولى (حرب شمال سورية) والمهمة الثانية (ضرب دمشق) لن تكون فيها معاونة فورية، للقوات البرية النظامية، التي تواجه هجوما بريا سورية في الجولان، والمهمة الثالثة، وهي تدمير تشكيلات صواريخ الدفاع الجوي، فيعتقد رئيس الأركان إمكانية تنفيذ هذه المهمة في يوم واحد، وبأمان كامل، ولكن الأحداث أثبتت، أن هذه التقديرات كانت خاطئة، أما فيما يتعلق بالمهمة الرابعة، وهي استخدام القوات الجوية في معاونة القوات البرية، فهي أنسب المهام، حسب نظريات الدفاع، ولكن الواقع أن السلاح الجوي، لن يمكنه تقديم المعاونة للقوات البرية بفاعلية، طالما لم يتم تدمير أنظمة صواريخ الدفاع الجوي السورية.

[4] كان يوجد لإسرائيل في جبهة الجولان 170 دبابة وليس (60) دبابة.

[5] تسفيكا زاميرا، هو رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي.

[6] قرر رئيس الأركان الإعلان عن حالة الاستعداد (ج) في الجيش النظامي، وقبل ذلك كانت هناك حالة استعداد أقل في هضبة الجولان، ولكن الحالة الآن تشمل كل جيش الدفاع الإسرائيلي، وقد أصدر الأوامر إلى كل الوحدات في الساعة الحادية عشر صباحا. والمعروف أنه يوجد في جيش الدفاع الإسرائيلي ثلاث درجات استعداد، الدرجة الأعلى فيها هي حالة الاستعداد (ج)، والأكثر منها هو الأمر بالدخول في المواقع وانتظار ضرب النار. وحالة الاستعداد (ج) ليست متكررة في جيش الدفاع الإسرائيلي، فهي من الناحية العملية تعتبر أمر انتظار وتشتمل على إلغاء الإجازات في الجيش النظامي، كما تقيم هيئة الأركان في مركز القيادة. ومع رفع درجات الاستعداد صدرت التعليمات إلى إذاعة الجيش بأن تكون في حالة استعداد كاملة في يوم عيد الغفران، لاحتمال استئناف الإرسال من أجل نداء الاستدعاء لرجال الاحتياط، وطلب من الشرطة تجهيز سيارات مزودة بمكبرات الصوت ليمكن الإعلان عن حالة التعبئة.

[7] يقصد بذلك التحذيرات بالحرب، التي أبلغتها وكالة الاستخبارات الأمريكية لرئيسة الوزراء، ووزير الدفاع، عن طريق الموساد، وهي مشابهة للتحذيرات التي تلقتها رئيسة الوزراء، من "المنبع" قبل عدة أيام من ذلك.

[8] إن منع عبور قناة السويس، كان أحد الأهداف المعلنة للحكومة، ولجيش الدفاع الإسرائيلي، طبقا لما أوضحه رئيس الأركان لرئيسة الوزراء في إبريل 1973.

[9] لقد أنهى رئيس الأركان تقديره للموقف، بقرار عدم استدعاء الاحتياط في هذه المرحلة، وقد اشترط رئيس الأركان استدعاء الاحتياط، بوجود شواهد مؤكدة أن لدى كل من مصر وسورية، النية الجادة للقيام بالهجوم، ووضع في اعتباره أنه سيتلقى المزيد من المعلومات، خلال الساعات القادمة، حول نيتهم القيام بأي هجوم مباغت. وهذا يؤكد أن رئيس الأركان، قرر تأجيل استدعاء الاحتياطي، حتى تصله معلومات مؤكدة، عن نوايا بدء الحرب، وهذا الاتجاه يختلف مع تقرير وزير الدفاع، بأن الحرب قد تحدث غدا. وقد أكد رئيس شعبة الاستخبارات في كتابه (حرب يوم الغفران)، الصفحة 207، أنه لم يقدم وعدا بإحضار شواهد تدل على نوايا هجومية مصرية أو سورية، وأن ما ذكره أليعازر لا أساس له من الصحة.

[10] من الواضح أن حاييم بارليف، كان يعتقد في التقدير الإسرائيلي، بأن الدبابات التي توجد في حالة استعداد دفاعية، قادرة على وقف وصد قوة تفوقها خمسة أضعاف.