الفصل الثاني

العمليات الحربية

كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية تزداد سوءاً، مع تجمد المباحثات، على كل المستويات، ولم يعد هناك ما يمكن للسياسيون أن يضيفوه، بعد أن وصلوا إلى طريق مسدود، فرغم التأييد السياسي الذي حصل عليه العرب في كل الأوساط السياسية، نتيجة لتحركهم الدبلوماسي، مازالت إسرائيل تحتل الأراضي العربية للدول الثلاث المجاورة، وقد ابتلعت قواتها المسلحة، كذلك، كل الأراضي الفلسطينية التي تبقت بعد حرب فلسطين 1948.

كان لا بد أن يتدخل العسكريون، بما هو متاح لديهم من عتاد وسلاح، وما يضيفوه عليه من ابتكارات وأفكار، لبدء الحرب، حتى ولو كانت الظروف صعبة، ومعقدة، فلابد أن تهدم نظرية التوسع الإسرائيلي "الحدود الآمنة"، وأن يفرض العرب، على العالم، ربما للمرة الأولى منذ زمن بعيد، أمراً آخر، من فعلهم، ليستردوا أرضهم.

كانت إسرائيل متفوقة عسكرياً، تساندها أقوى دولة في العالم، وتستند قواتها لأكثر العوائق المائية صعوبة، وقد حصنت دفاعاتها خلفه. لذلك كان قرار الحرب ضرورياً، فلم يعد هناك إمكان لمزيد من التحمل، لتنفجر الأوضاع، بعد ست سنوات من الهزيمة، في محاولة لتغيير الأمر الواقع المفروض قسراً.