إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب أكتوبر1973، من وجهة النظر المصرية




لواء طيار/ محمد حسني مبارك
لواء/ محمد سعيد الماحي
إنشاء الكباري للعبور
اللواء بحري فؤاد ذكري
اللواء طيار صلاح المناوي
اللواء سعد مأمون
اللواء عبدالمنعم خليل
اللواء فؤاد نصار
المشير أحمد إسماعيل علي
المشير عبدالغني الجمسي
السادات أثناء عرض الخطة
السادات في أحد اللقاءات
السادات في زيارة تفقدية
الفريق محمد علي فهمي
الفريق سعد الدين الشاذلي
الفريق عبدالمنعم واصل
كمائن الصواريخ
علم مصر فوق سيناء
عميد أ.ح/ عبدالحليم أبو غزالة
عميد مهندس/ أحمد حمدي
عميد منير شاش
فتح الثغرات
قوارب المشاة تقتحم القناة

أوضاع القوات 7 أكتوبر
أوضاع قوات الجانبين
إحدى نقط خط بارليف
معركة اللواء 25 مدرع
المناطق المحتلة عقب 1967
النقط المكونة لخط بارليف
التطوير يوم 12 أكتوبر
التطوير شرقاً للعملية بدر
الخطة الإسرائيلية للعبور
حجم وأوضاع القوات الإسرائيلية
خطوط فك الاشتباك الثاني
خطة العمليات الهجومية الأولى
خطة العمليات الإسرائيلية
خطة العمليات جرانيت 2
جغرافية شبه جزيرة سيناء
طبوغرافية الأرض شرق القناة

أوضاع قوات الطرفين 1967
معركة الفردان 8 أكتوبر
الخطة شامل لتصفية الثغرة
تأثير عناصر الدفاع الجوي
حجم وأوضاع القوات المصرية
خطوط فك الاشتباك الأول
طبوغرافية الأرض غرب القناة
طبيعة قناة السويس



حرب عام 1967

المبحث السابع

بدء الحرب وتحقيق المهام المباشرة للجيوش الميدانية

أولاً: بدء الحرب

كانت القوات المسلحة، بكافة أفرعها وتشكيلاتها العملياتية، تنفذ الخطوات الأخيرة في إعداد مسرح العمليات، وإعداد القوات كذلك، للحرب. إلا أنها لم تكن تعلم متى؟ فقرار بدء الحرب، هو قرار سياسي، يبنى على أساس الدراسات العسكرية لأنسب التوقيتات، ويختار منها ما يلاءم الأوضاع السياسية، خاصة على الصعيد الدولي، وما يتوافق مع الحلفاء الذي سيشاركون في الحرب، بصفة أساسية.

في شهر مايو 1973، أجرت القوات المصرية تحركات مكثفة، لإجراء "مناورة الربيع الإستراتيجية". وظنت إسرائيل، أن في الأمر خدعة، لذلك أمرت القيادة السياسية بإجراء تعبئة جزئية للقوات الاحتياطية، خشية أن تكون تحركات القوات المصرية استعداداً لبدء هجوم بقوة كبيرة الحجم. وخسرت إسرائيل، أكثر من 20 مليون دولار، تكلفة إجراءات التعبئة الجزئية، دون أن يقع الهجوم المنتظر، وأعلنت القوات المصرية انتهاء "مناورة الربيع الإستراتيجية" في وقت لاحق.

في شهر سبتمبر 1973، كان من المخطط، إجراء مشروعات تدريبية مكثفة للوحدات والتشكيلات المصرية، بالقرب من جبهة القتال، لاختبار مدى الجاهزية للقوات، حيث كانت تلك المشروعات مشابهه لخطط العمليات الحقيقية، كما في الخطة "العملية بدر"، ودون أن يعلم بذلك سوى القيادات العليا. وكانت المشروعات التدريبية تتدرج من مستوى اللواء، لتصل إلى مشروع للقيادات الإستراتيجية اعتباراً من أول أكتوبر (القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادات القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي، والأجهزة والإدارات التابعة للقيادة العامة)، والقيادات العملياتية (الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية) وقيادة التشكيلات المقاتلة (الفرق والألوية). على أن يجري بعض التحركات للوحدات المقاتلة في إطار اختبار أعمال التنسيق بين القوات، ودقة جداول التحركات، وفاعلية السيطرة على القوات عند إجراءها الانتقال من قطاع لآخر.

بنهاية شهر سبتمبر 1973، بدأت سلسلة من الاجتماعات، على أعلى مستوى، للقيادات السياسية والعسكرية. وكانت أولى تلك الاجتماعات في 30 سبتمبر 1973، للوزارات الرئيسية، بدعوة مفاجئة من الرئيس السادات، بغرض استعراض الموقف سياسياً وعسكرياً. وقد تولى الفريق أول أحمد إسماعيل علي[1]، في ذلك الاجتماع شرح الموقف العسكري، مؤكداً على عدة نقاط رئيسية:

1. تنسق العمليات الهجومية مع سورية، لتحقيق ضغط على إسرائيل لإرغامها على قبول حلول سلمية.

2. الإمداد بالأسلحة من الاتحاد السوفيتي يتم بحساب، لذلك فإن الإمكانيات لا تسمح بتحرير سيناء بالكامل، ولهذا فإن الحرب ستدار في حدود القدرات المتاحة.

3. لن تتكرر حرب الاستنزاف، وإنما ستوجه ضربة قوية بالقوات المصرية والسورية، مع العمل على إطالة زمن الحرب، ويتوقع أن تتكبد القوات المهاجمة خسائر كبيرة، إلا أنه من المتوقع كذلك، أن تقع خسائر أكبر بالقوات الإسرائيلية.

4. الوقت ليس في مصلحة مصر وسورية، معنوياً ومادياً، لذلك يجب ألا يتأخر توقيت التدخل العسكري ضد إسرائيل.

5. يحتمل، في حالة استشعار إسرائيل استعداد القوات المصرية والسورية للهجوم، أن تأخذ المبادأة، وتبادر بالحرب، لذلك فإن تحقيق المفاجأة يعتبر عاملاً حيوياً لنجاح العمليات من قبل مصر وسورية.

6. قد تفتقر القوات المصرية والسورية، إلى التفوق الجوي، وكذلك لإمكانات الاستطلاع الإستراتيجي والعمليات (للحصول على معلومات دقيقة، ومبكرة)، لكن إسرائيل لن تكسب الحرب.

كان تقدير الرئيس المصري أنور السادات، للموقف، كما شرحه للمجلس في هذا الاجتماع كالآتي:

1. حتمية المعركة، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم، طالما استمرت إسرائيل في ممارسة سياستها على أساس أنها قوة لا تقهر، وتفرض شروطها.

2. استمرار الوضع الحالي (سبتمبر 1973) هو الموت المحقق، فقد دخلت الدولة (المصرية) منطقة الخطر، إذ يقدر الأمريكيون سقوط مصر خلال عامين. ومن دون معركة سوف "تنكفئ مصر على نفسها".

3. تمر مصر بأصعب فترة. لإقرار أخطر من القرار الذي سيتخذ، ويجب كسر التحدي.

4. لن يقطع خيط الحوار مع الولايات المتحدة، ولكن سيتواصل بينما يكون قد كسر وقف إطلاق النار[2].

في أول أكتوبر 1973، بدأ تنفيذ المشروع الإستراتيجي "تحرير ـ 41"، وتحت ستاره، تمت إجراءات التعبئة، ورفعت درجة جاهزية القوات للحالة القصوى، وتواجد القادة مع هيئات قيادتهم ومعاونيهم في مراكز القيادة والسيطرة على القوات، ووضعت خرائط المشروع، وبدأ القادة في اتخاذ قرارات للمشروع، بينما استمرت القوات الأمامية في عملها اليومي المعتاد، دون تغيير، وفي المساء، كان الرئيس السادات يجتمع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بحضور وزير الحربية، وكبار القادة، ليستمع إلى تقاريرهم عن استعدادهم للحرب، ويحدثهم عن المسؤولية الملقاه على عاتقهم، وضرورة الالتزام بما هو مخطط للحرب، وثقته فيهم وفي قواتهم. وقد أصدر الرئيس السادات في هذا اليوم (أول أكتوبر 1973م ـ 5 رمضان 1393هـ) توجيه إستراتيجي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، إلى القائد العام للقوات المسلحة (وزير الحربية)، محدداً تقدير الموقف سياسياً، والهدف الإستراتيجي للقوات المسلحة، وإستراتيجية إسرائيل ومصر في هذه المرحلة، وأهمية التوقيت الحالي[3]. (أُنظر ملحق نص التوجيه الاستراتيجي الأول (أول أكتوبر 1973)

حتى 4 أكتوبر 1973، كانت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن الحشود على الجبهتين المصرية والسورية، عادية، في إطار المناورات العسكرية المعتادة بالنسبة للمصريين، ولا دليل على اعتزام سورية شن حرب[4]. وفي نفس الوقت كانت المدمرات والغواصات المصرية قد اقتربت من مناطق عملها في الخطة "بدر" لقفل مضيق باب المندب، وأُخطر قادة الجيوش الميدانية بتوقيت بدء العمليات، وجداول التوقيتات الرئيسية لكافة المستويات، وكذلك توجيه من القائد العام للقوات المسلحة لبذل الجهد في سبيل النصر، ووزعت الأعلام المصرية التي سيستلمها قادة الموجه الأولى للعبور، لرفعها على الضفة الشرقية للقناة.

أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الرئيس أنور السادات، توجيهاً إستراتيجياً جديداً، في 5 أكتوبر 1973م ـ 9 رمضان 1393هـ، إلى القائد العام الفريق أحمد إسماعيل علي، يحدد فيه قراره بتكليف القوات المسلحة بتنفيذ مهام إستراتيجية، بالعمليات الحربية، بالتعاون مع القوات السورية أو منفردة، وينص هذا التوجيه على كسر وقف إطلاق النار اعتباراً من يوم 6 أكتوبر (اليوم التالي)، والعمل على تحرير الأرض على مراحل متتالية حسب تطور الموقف وقدرات القوات المسلحة، ولم يكن ذلك محدداً بوضوح قاطع. في التوجيه السابق (أول أكتوبر 1973). (أُنظر ملحق نص التوجيه الإستراتيجي الثاني 5 أكتوبر 1973)

على الجانب الآخر، جمعت جولدا مائير، رئيسة الوزراء في إسرائيل مجلس الحرب، الذي يضم، معها، وزير الدفاع ورئيس الأركان، ومدير الاستخبارات العسكرية، والقيادات السياسية والعسكرية الضرورية، وسمعت منهم تقديرهم عن الموقف، والذي لم يخرج عن التقدير السابق، بل أكد الجنرال حاييم بارليف استحالة عبور القوات المصرية للقناة، أحد أكبر عائقين مائيين في العالم (مع قناة بنما)، وهي مجهزة جيداً لصد أي هجوم، وأعاد نفس التأكيد رئيس الأركان الجنرال إليعازر في لقاء ثنائي مع رئيسة الوزراء ليلاً في منزلها، عندما أرادت زيادة التأكد. (أُنظر جدول الشخصيات والقيادات الإسرائيلية، أكتوبر 1973)

صباح يوم 6 أكتوبر 1973م ـ 10 رمضان 1393هـ، كانت القوات المصرية والسورية في أقصى أوضاع الجاهزية للقتال، وتم إبلاغ القيادة العامة لكل دولة باستعداد القوات لبدء الحرب. وفي الوقت المناسب رفعت خرائط مناورة التدريب "تحرير ـ 41"، واستبدلت بخرائط الحرب "العملية بدر"، في مراكز القيادة للقيادة العامة والجيوش والمناطق العسكرية. واتخذ القائد الأعلى ووزير الحربية المصريان، أماكنهما في مركز قيادة القوات المصرية، استعداداً لإعطاء الكلمة الرمزية، للبدء في تحرير الأرض المحتلة.

تصادف في هذا اليوم 6 أكتوبر 1973، أن قام وزير الدفاع الإسرائيلي، بزيارة للجبهة المصرية، وتفقد بعض النقط الحصينة في خط بارليف، ومن منظار المراقبة في إحدى النقط رأى الجنود المصريون، مسترخيون على الضفة الغربية، مستسلمين لأشعة الشمس الدافئة، وبعضهم يسبحون في القناة، بالقرب من الشاطئ الغربي، واطمأن بنفسه على هدوء الموقف تماماً، لذلك عاد مسرعاً إلى تل أبيب، ليكمل الاحتفال بعيد الغفران "يوم كيبور" المقدس.

كان رئيس الأركان المصري، الفريق سعد الدين الشاذلي، قد زار الجبهة المصرية كذلك، من الجانب الغربي، واجتمع بقادة الجيوش، كل في مركز قيادته، في اليوم السابق، واستمع إلى آخر مطالبهم، وذلك ما صعب عليهم، وهو قليل، واتفق معهم على صيحة البدء "الله أكبر"، ترددها مكبرات الصوت والجنود في لحظة عبور الطائرات المصرية، أول مظاهر بدء القتال، لخط الجبهة من فوق رؤوسهم.

كان من الواضح أن المفاجأة نجحت، فالساعات الباقية، لم تكن تسعف إسرائيل، لتجنب الحرب، أو للبدء في عمل وقائي (ضربة الإجهاض) فهي تحتاج لأكثر من 72 ساعة لذلك، كما أن الإسرائيليون قابعون في سكون تام، خارج المدن، من دون اتصالات، ولن ينتهي عيد الغفران، إلا في صباح اليوم التالي، مما يفقد الإسرائيليون، مزيداً من الوقت الحرج.

في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 ـ 1405 كما ينطقها العسكريون ـ انطلقت الطائرات لتوجه الضربة الأولى للدفاعات والأهداف الإسرائيلية استغرقت 20 دقيقة، في سيناء والجولان في نفس اللحظة، ثم وجهت المدفعية على الجبهتين، في أكبر حشد نيراني ممكن، ضربة ثانية، لمدة 53 دقيقة، لتمهد بالنيران، لبدء الهجوم، وليبدأ العبور، تحت ستر نيران المدفعية الغير مباشرة، والمباشرة، الموجهة لأهدافها في الجانب الآخر، شرق القناة. (أُنظر وثيقة البلاغات العسكرية المصرية التي صدرت في اليوم الأول (من البلاغ 1 إلى البلاغ 8))

ثانياً: اقتحام قناة السويس وسقوط خط بارليف

1. التمهيد للعبور

ليلة 5/6 أكتوبر 1973، عبر رجال الصاعقة المصرية، القناة، ونجحوا في الوصول لأماكنهم، كما نفذ بعضهم مهامه في سكون، وكان هؤلاء مكلفين بسد فتحات أنابيب النفط المجهزة لإشعال سطح الماء.

مع بدء الضربة الجوية، وخلال التمهيد النيراني الذي أعقبها[5]، بدأ عبور عناصر أخرى من الصاعقة، ومجموعات المفارز المتقدمة. كانت مهمتهم، سبق الدبابات الإسرائيلية المتمركزة خلف حصون بارليف، في الوصول إلى قواعد الرميّ خلف خط بارليف، ومنع الدبابات من التدخل في عبور الموجات المتتالية من المشاة[6]، أو الدخول في محلاتها داخل النقط الحصينة ودعمها، مما يسهل على القوات المهاجمة حصارها ثم اقتحامها، بعد ذلك.

2. اقتحام قناة السويس

بعد 15 دقيقة من بدء القصف الجوي والمدفعي على القوات الإسرائيلية شرق القناة، بدأت القوات الرئيسية في العبور، وكانت مؤلفة من أربعون سرية مشاة، تعبر في 750 زورق مطاطي وخشبي، في مياه القناة، وتمكنت طلائع القوات المهاجمة من رفع الأعلام المصرية على الساتر الترابي، على الضفة الشرقية للقناة، ولم تلبث أن اندفعت في الفواصل بين المواقع والنقط الحصينة، لتنساب كالسيل إلى الشرق، تاركة خلفها مجموعات العاصفة، تحاصر حصون بارليف.

كان على القوات الأمامية تحقيق ثلاث أهداف في وقت قصير، فهي مطالبة بالاستيلاء على المواقع الحصينة الاثنان وعشرون (مكونة من 35 نقطة حصينة)، والوصول إلى عمق المهمة الأولى لها (المهمة المباشرة لألوية النسق الأول) على مسافة 4 ـ 5 كم من القناة، وصد تدمير القوات الإسرائيلية التي ستحاول القيام بهجمات مضادة، في وقت مبكر، لمنع القوات التي وصلت إلى شرق القناة من التمسك بالأرض.

قاتلت القوات المدافعة عن خط بارليف بشدة، وحاولت الاحتياطات المدرعة والآلية ـ المتمركزة خلفها على مساحات متفاوتة ـ نجدتها، إلا أنها فوجئت بكمائن الصاعقة المصرية توقع بها خسائر كبيرة، وعاقتها نيران المدفعية المصرية من غرب القناة، عن الاقتراب من أهدافها أحياناً، فانسحبت لتعيد تجميع قواها قبل أن تعيد الكرة.

استمر تدفق القوات المصرية من الغرب إلى الشرق، طبقاً للمخطط الموضوع، وفي التوقيتات المحددة تقريباً، وكأنه تدريب آخر. كان هناك حوالي 750 قارباً يتحركون ذهاباً وإياباً في حركة دائبة، كل رحلة تحمل موجه كاملة من القوات. في الدقائق الأولى كان في الشرق 8 آلاف مقاتل، وبعد ساعة ونصف أصبحوا 14 ألف، تزايد عددهم بعد خمس ساعات ليصل إلى 33 ألف.

كانت الساعة قد قاربت الخامسة والنصف مساءً، وهو ما يعني اقتراب الشمس من الغروب، ليحل الليل، وكان على الميول الشرقية للساتر الترابي، 1500 سلم حبال لتسلقه، بينما كانت عناصر المهندسون العسكريون مازالت تجرف الرمال، بالمضخات المائية، من الساتر الترابي، وتلقي بها في مجرى القناة، لتشق في جسم الساتر الترابي عشر منافذ، تقام عليها الكباري العائمة، لتصل بين الضفتين، حتى يتسنى نقل الدبابات والمدافع إلى رؤوس الكباري، للألوية والفرق، في الشرق.

حاولت القوات الجوية الإسرائيلية، مهاجمة القوات المتجمعة في الغرب، في انتظار توقيت عبورها، كما في جداول التحرك والعبور، أو مهاجمة المدفعية المصرية، التي مازالت تصلي الشرق نيران حامية، ساترة المشاة في تقدمها نحو خط المهمة. كما كانت الكباري العائمة هدفاً ذو أولوية عند الطيارين الإسرائيليين، إلا أن شبكة الصواريخ المصرية، ووسائل الدفاع الجوي الأخرى تصدت لهم، وقامت عناصر الدخان بإخفاء مناطق إنشاء الكباري العائمة بسحابات ضخمة، وفشلت الهجمات الجوية، التي كانت تزداد قوة وكثافة، مع مضي الوقت، واقتراب الليل، وتساقطت الطائرات الإسرائيلية الحديثة، في شباك الدفاع الجوي المصري.

في مناطق المسطحات المائية، عبرت بعض الوحدات البحيرات المرة، وبحيرة التمساح بمركبات القتال البرمائية، ووصلت للشاطئ البعيد دون مقاومة تذكر، وخرجت إلى الشاطئ ومضت لأهدافها في اتجاه المحاور الرئيسية، لتستولي على أهداف حيوية وتتمسك بها، وتعيق تدفق الاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية، القادمة من عمق سيناء، إلى مناطق القتال التي لم تكن استقرت بعد.

داخل مركز العمليات الرئيسي، للقيادة العامة، كان الرئيس المصري أنور السادات ومعه وزير الحربية وهيئة القيادة، يتابعون بلاغات القوات عما تحققه من نجاح، مما دفع الرئيس المصري، أن يأمر بإذاعة أولى البيانات العسكرية، والذي كان يلقي اللوم على إسرائيل لمهاجمتها بعض المواقع في الزعفرانة والسخنة بخليج السويس، وتصدى القوات المصرية له. ثم تطورت البيانات، لتعلن الحقيقة في الرابعة عصراً، بعد أن زاد التأكد من النجاح، على الجبهتين، قناة السويس والجولان.

تابعت القيادة الإسرائيلية، أنباء الموقف، من غرفة العمليات الرئيسية كذلك، ووصلتها البلاغات عن مئات القوارب العابرة للقناة في حركة دائبة، وعن الأعلام المصرية التي رفعت عالياً على الضفة الشرقية، وبلغها موقف نقطها الحصينة وما سقط منها، كانت شمالاً وجنوباً ووسطاً، أنه عبور على جبهة اتسعت بطول القناة كلها، وزاد عمق المفاجأة وزاد الارتباك في القيادة الإسرائيلية.

كان تقدير القيادة الإسرائيلية، أن قوات المشاة المصرية، التي عبرت بأسلحتها الخفيفة، لن تصمد للهجمات المضادة للألوية المدرعة الإسرائيلية، لذلك قررت سرعة دفع الدبابات لطرد المصريين من المواقع التي وصلوا إليها، قبل أن تثبت أقدامها. ولم يدر بخلدها، أن المشاة المصرية قد أصبحت على عمق 3 ـ 4 كم من شرق القناة، وأن حجمها قد تعدى 45 كتيبة مشاة، قوتها 33 ألف مقاتل، وأنها مدعومة بحجم ضخم من المقذوفات المضادة للدبابات، وقد بدأت في رص الألغام المضادة للدبابات كذلك على محاور الاقتراب للهجمات المضادة المحتلة. ولم تكتشف إسرائيل، إلا متأخراً أن أنابيب النفط لم تغمر سطح الماء باللهب، كما كانت ترجو، فقد أسر المصريون مهندسوها، الذين حاولوا الوصول للفتحات المسدودة، وأبطل المصريون تلك الحيلة، كما أبطلوا فاعلية الطائرات الإسرائيلية.

مع بداية حلول الظلام، وبينما كان القتال مازال دائراً في شرق القناة، كانت الطائرات العمودية المصرية، من طراز ميّ 6 "MI – 6"، وميّ 8 " MI – 8" تهبط في عمق سيناء، ليخرج منها عشرات المقاتلين، من رجال الصاعقة المصرية، وفي هدوء اتجهوا لأهدافهم المحددة، والتي كانت مهمة، لإبقاء حالة الارتباك والذعر التي سادت القيادة الإسرائيلية[7]. واعترف المتحدث العسكري الإسرائيلي، أن القوات الإسرائيلية التي تقاتل على طول جبهة القناة، وجدت نفسها مشتبكة في نفس الوقت في معارك أخرى مع الكوماندوز المصريين الذين استطاعوا الوصول إلى خطوطها الخلفية.

في القطاع الجنوبي من القناة، وفي نطاق الفرقة التاسعة عشر المشاة، الجناح الأيمن للجيش الثالث الميداني، والجبهة كلها، كان هناك بعض الصعوبات، فرغم نجاح ألوية نسق أول في العبور، وإنشاء رؤوس الكباري شرقاً، إلا أن المهندسون العسكريون لم يستطيعوا فتح الثغرات في الساتر الترابي، بسبب طبيعة الأرض الطفلية في تلك المنطقة، والتي تؤدي إلى تماسك التربة عند غمرها بالمياه، بدلاً من انجرافها في مياه القناة. كان الموقف جد خطير، فلو اكتشف قائد الجبهة الإسرائيلي، الجنرال شيمون جونين، تأخر إنشاء كباري الجانب الأيمن، سينقل جهود قواته ويركز هجماته المضادة على ذلك الجانب، إذ أن الدبابات والأسلحة الثقيلة ستتأخر في الوصول إلى رأس كوبري الفرقة 19 المشاة، ولن تستطيع المشاة منفردة، الاستمرار في صد هجمات الدبابات الإسرائيلية إلى ما لا نهاية. وعندما بدأت المدفعية تركيز نيرانها على القطاع الجنوبي للقناة، توقعت القيادات المصرية على كافة المستويات اقتراب هجوم مضاد كبير على ذلك الجانب، لذلك سارع قائد الجيش الثالث الميداني، اللواء عبدالمنعم واصل، إلى دفع بعض الاحتياطيات الخفيفة بالأسلحة المضادة للدبابات لدعم رأس كوبري الفرقة 19 مشاة، كما أمر بتعديل جداول العبور في قطاع الفرقة السابعة المشاة، على يسار الفرقة 19 المشاة، لتعبر الوحدات التي يحتاجها قائد الفرقة 19 لصد الهجمات المضادة، وهو ما زاد عن العبئ على معابر الفرقة السابعة التي اكتظت بالارتال العابرة للشرق. كذلك، أمر وزير الحربية، أن يتوجه مدير المهندسين العسكريين، بنفسه إلى القطاع الجنوبي، ويدعم عناصر المهندسين به، والعمل على حل مشكلة الأرض الطفلية بأسرع وقت، ونجحت جهود المهندسون المصريون، وفتحت الثغرات في القطاع الجنوبي لتتدفق الأسلحة الثقيلة شرقاً، بالمعديات البرمائية أولاً، ثم بالكباري. (اُنظر وثيقة البلاغات العسكرية المصرية التي صدرت في اليوم الثاني (من البلاغ 9 إلى البلاغ 13))

3. توحيد رؤوس كباري الفرق

خلال يومي 7، 8 أكتوبر 1973، استكملت ألوية نسق أول تقدمها ببطء، نتيجة عنف الهجمات المضادة الإسرائيلية، والتي بدأت تتزايد حجمها من سرية دبابات أو مشاة آلية، إلى كتيبة أو عدة كتائب على اتجاهات مختلفة. واستطاعت ألوية نسق ثاني من المشاركة في صد الهجمات المضادة، بالتعاون مع كتائب الدبابات التي اكتمل وصولها للشرق، وتمكنت الفرق الخمس من توحيد رؤوس كباريها وزيادة عمقه (5 ـ 8 كم) وتوسيعه.

وفي الخلف، كانت المواقع المحصنة لخط بارليف تتساقط، بعد أن دمرتها نيران المدفعية، واقتحمت مجموعات العاصفة معظم دشمها. إلا أن البعض منها، كان مازال يقاوم بشراسة ـ خاصة تلك النقط التي نجحت بعض دبابات الاحتياطي القريب من دخولها ـ على أمل أن تنجح الهجمات المضادة في الوصول إليهم.

4. معركة تحرير القنطرة شرق

مدينة القنطرة شرق هدف حيوي، يمثل أهمية كبرى للقوات الإسرائيلية، معنوياً، وعملياتياً، فهي تسيطر على مداخل المحور الشمالي (الساحلي) المؤدي إلى مناطق التجمعات السكنية شرقاً، غرباً.

كانت دفاعات المدينة، قوية، ومجهزة جيداً (محصنة). وقد أنشئ الإسرائيليون، أربعة نقاط قوية، غرب المدينة، تسيطر على طرق الاقتراب إليها، كما أنشؤا حول المدينة من الشمال والشرق والجنوب، نطاق من النقاط القوية المحصنة، تعاون بعضها البعض، بالنيران (سبعة نقاط).

كان لا بد من مهاجمة النقاط كلها في وقت واحد، مع بدء الهجوم على المدينة نفسها، لعزلها وحصارها، ثم اقتحامها.

في البداية، أي في نهاية يوم 6 أكتوبر، حاصرت قوات الفرقة 18 المشاة، المهاجمة، المدينة، وعزلتها تماماً عن باقي الجبهة، في الوقت الذي اقتحمت فيه قوات أخرى من الفرقة النقاط الحصينة، والتي سقطت واحدة تلو الأخرى، بينما صمدت دفاعات المدينة حتى مساء اليوم التالي (7 أكتوبر) لتسقط في أيدي المصريين، ولتتحرر المدينة بعد 6 أعوام من الاحتلال.

حاولت القوات الإسرائيلية استرداد المدينة، فشنت عدة هجمات مضادة قوية، فشلت كلها في استعادة الموقف وتكبدت خسائر كبيرة. أعلن عن تحرير مدينة القنطرة شرق، في وقت لاحق وقد أثر سقوطها على معنويات الإسرائيليين سلباً، بينما رفع من معنويات المصريين جيشاً وشعباً.

وعلى الضفة الغربية للقناة، كانت وحدات الصواريخ أرض / جو مازالت تتصدى بنجاح للطائرات الإسرائيلية المغيرة، وتسقطها واحدة تلو الأخرى، مكبدة السلاح الجوي الإسرائيلي أكبر خسائر عرفها في تاريخه، محطمة أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي، ومؤمنة القوات المهاجمة في الشرق بكفاءة، نهاراً وليلاً، حتى أن قائد السلاح الجوي الإسرائيلي، الجنرال بنيامين بليد، أصدر أمراً إلى طياريه، في إشارة لاسلكية مفتوحة، أمكن التقاطها بأجهزة التنصت المصرية، بعدم الاقتراب من القناة لمسافة تقل عن 15 كم شرقاً، وهو ما يعني عدم تأثير الهجمات الجوية على القوات التي تقاتل في الشرق، والتي كانت قد بدأت تصل إلى عمق يناهز 10 كم محققة مهمة الفرق.

5. أعمال قتال القوات البحرية

قبل بدء الحرب، بوقت كاف، كان الوحدات البحرية، الكبيرة، مثل المدمرات والغواصات، قد اتخذت أماكنها، في مناطق العمليات المحددة لها، للتعرض لخطوط الإمداد البحرية لإسرائيل، خاصة جنوب البحر الأحمر، عند مضيق باب المندب، وهو ما يوضح لإسرائيل، والعالم، عدم أهمية تمسكها باحتلال شرم الشيخ، إذ لن تعبر سفينة إسرائيلية مضيق باب المندب، متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، عبر خليج العقبة[8].

إضافة لذلك نفذت وحدات بحرية أخرى، عدة مهام في البحر الأحمر، مع بداية الحرب، حيث بثت الألغام البحرية في خليج السويس، أدت إلى إغراق ناقلة (حمولة 46 ألف طن)، وإصابة أخرى (حمولة 2000 طن)، وغرق زورق إنقاذ كذلك، وقصفت زوارق المدفعية والصواريخ المصرية منطقة شرم الشيخ، وهاجمت عدة أهداف بحرية إسرائيلية، وفي اشتباك بحري تم إغراق خمس زوارق صواريخ إسرائيلية. وجهت الوحدات البحرية المصرية في البحر الأحمر ضربات نيرانية قوية، ضد الأهداف الإسرائيلية على الساحل الشمالي لسيناء في شرق بور فؤاد، ورمانة، وبالوظة.

6. تحقيق فرق نسق أول لمهامها

بنهاية اليوم الثالث للقتال (8 أكتوبر 1973)، كانت الفرق الخمس قد عبرت بكامل معداتها ودعمها من أسلحة ثقيلة ومعدات وذخائر، واقتحمت نصف النقط القوية لخط بارليف (15 نقطة)، وتحاصر النصف الآخر، وتوحدت رؤوس كباري الفرق بأعماق تراوحت بين 8 كم إلى 10 كم، ودمرت أكثر من ثلث الدبابات الإسرائيلية المخصصة للدفاع عن سيناء (حوالي 120 دبابة من المجموعة 252 عمليات)، وصدت عشرات الهجمات المضادة. (أُنظر شكل أوضاع القوات 7 أكتوبر)


 



[1] لا يحضر اجتماعات مجلس الأمن الوطني من العسكريين، عادة، سوى وزير الحربية، إلا إذا رأى الحاضرون دعوة غيره من العسكريين لمناقشة أمر ما، وهو ما لم يحدث في هذا الاجتماع.

[2] لم يفصح الرئيس المصري عن يوم بدء الحرب في ذلك اليوم، رغم أنه قد تحدد.

[3] عقد في نفس اليوم، اجتماع دوري لمجلس رئاسة الأركان الإسرائيلي لبحث الموقف، على الجبهتين السورية والمصرية، والتي وضح أن هناك حشد أكبر من المعتاد فيهما، وقدر مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال الياهو زاعيرا، أنها مماثلة لما تم في مناورة الربيع، وفي حالة قيام الدولتين ( مصر وسوريه) بعمل عسكري، سيكون محدوداً بغرض الاستهلاك المحلي لتسكين الأوضاع الشعبية المتردية بهما.

[4] كانت رئيسة مجلس الوزراء الإسرائيلي، جولدا مائير، قد عقدت اجتماعاً طارئاً يوم 3 أكتوبر، بناء على طلب وزير الدفاع، الجنرال موشى ديان، حضره رئيس الأركان وقائد القوات الجوية ونائب مدير الاستخبارات العسكرية، لبحث الموقف.

[5] اشتركت حوالي 200 طائرة مصرية، 100 طائرة سورية في تلك الضربة في وقت واحد، بينما نفذت المدفعية المصرية التمهيد النيراني للعبور بأكثر من ألفي مدفع لمدة 53 دقيقة.

[6] بلغت 12 موجه بفاصل 15 دقيقة بين كل موجتين، كما بلغ عدد أفرادها حوالي 100 ألف مقاتل.

[7] شملت تلك الأهداف مراكز قيادة متقدمة، ومناطق إدارية، وتقاطعات طرق تسيطر على التحركات المتوقعة، وقد استطاعت إحدى مجموعات الصاعقة السيطرة على مضيق سدر الجبلي لمدة 16 يوم، قاتلت فيها الاحتياطيات الإسرائيلية التي حاولت العبور من المضيق وكبدتها خسائر جسيمة، ومنعتها من العبور طوال هذه المدة، ثم انسحبت وشقت طريقها، بالقتال، لتنضم إلى رأس كوبري الجيش الثالث الميداني بنجاح شرق القناة.

[8] تستخدم إسرائيل ميناءها إيلات، لاستقبال وارداتها من آسيا واستراليا وشرق أفريقيا، وأهم تلك الواردات النفط المستورد من إيران (18 مليون طن سنوياً، يتم نقلها بأسطول من 24 سفينة ذات حمولات كبيرة، تعيد إسرائيل تصدير الجزء الأكبر من تلك الكمية إلى أوروبا)، وكذلك الحبوب واللحوم والتي تستوردها إسرائيل من أثيوبيا، ونيوزيلندة، واستراليا.

[9] المجموعة 252 المدافعة عن سيناء من البداية، وقد تحملت لواءاتها المدرعة، عبء الهجمات المصرية، وخسرت نسبة كبيرة من الدبابات ( 200 دبابة)، تم استعواضها جميعاً، قبل أن تصل المجموعات المدرعة الأخرى، والتي تم تعبأتها مؤخراً.

[10] كان رئيس الأركان الإسرائيلي قد حصل على تصديق مجلس الوزراء على هذه الخطة مسبقاً.

[11] عندما سمع شارون بنجاح لواء المقدمة (الرقم 127) لمجموعة آدان في الاختراق، أصدر أوامره للواءاته بالتحرك جنوباً حسب الخطة، وعندما طلب منه قائد الجبهة مساندة آدان، كانت مجموعة شارون قد تحركت ويتعذر إعادتها لموقعها السابق لمعاونة آدان، إلا بعد عدة ساعات مما يجعلها غير مفيدة.

[12] استطاعت الفرقة الثانية أن تستولي على كل النقاط الحصينة المتبقية في هجوم ليلي، مساء اليوم نفسه.

[13] كانت الفرق المدرعة المصرية الرابعة والحادية والعشرين، وكذلك فرق المشاة الآلية، مازالت غرب القناة، وهم القوة الضاربة الحقيقية للقوات المصرية، في أوضاع تمركز ومهام دفاعية عن الغرب، وعلى مسافات، يصعب معها استخدامهم إلا بعد عدة أيام، إذ كان بعضهم شرق القاهرة.

[14] كانت القيادة العامة المصرية، تقدر أن تتعرض الجيوش لضربات مضادة، من الاحتياطي العمليات القوي، في اليوم الرابع للقتال، أي يوم 9 أكتوبر، إلا أن الخسائر التي منيت بها الدبابات الإسرائيلية يوم 8، جعل القيادة الإسرائيلية، تتريث قليلاً لحين إعادة تجميع الدبابات، بعد الانتهاء من تحييد الجبهة السورية، كما كانوا يرجون.

[15] وصلت لأكثر من 400 دبابة.

[16] تم الاستيلاء قبل انتهاء اليوم الرابع قتال على 33 نقطة حصينة، من 35 نقطة يتكون منها خط بارليف.

[17] كانت مصر قد ألزمت نفسها ـ دون طلب أو مقابل ـ ` بعدم تعميق الاشتباكات`، في رسالتها إلى كيسنجر، يوم 7 أكتوبر 1973`.

[18] رفض الملك حسين كذلك اشتراك الوحدات السعودية المتمركزة عنده في القتال، بناء على طلب الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية، وأرسل إلى هنري كيسنجر، يطالبه بسرعة العمل على إصدار قرار بوقف إطلاق النار لزيادة الضغوط عليه للدخول في المعركة.