إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب أكتوبر1973، من وجهة النظر المصرية




لواء طيار/ محمد حسني مبارك
لواء/ محمد سعيد الماحي
إنشاء الكباري للعبور
اللواء بحري فؤاد ذكري
اللواء طيار صلاح المناوي
اللواء سعد مأمون
اللواء عبدالمنعم خليل
اللواء فؤاد نصار
المشير أحمد إسماعيل علي
المشير عبدالغني الجمسي
السادات أثناء عرض الخطة
السادات في أحد اللقاءات
السادات في زيارة تفقدية
الفريق محمد علي فهمي
الفريق سعد الدين الشاذلي
الفريق عبدالمنعم واصل
كمائن الصواريخ
علم مصر فوق سيناء
عميد أ.ح/ عبدالحليم أبو غزالة
عميد مهندس/ أحمد حمدي
عميد منير شاش
فتح الثغرات
قوارب المشاة تقتحم القناة

أوضاع القوات 7 أكتوبر
أوضاع قوات الجانبين
إحدى نقط خط بارليف
معركة اللواء 25 مدرع
المناطق المحتلة عقب 1967
النقط المكونة لخط بارليف
التطوير يوم 12 أكتوبر
التطوير شرقاً للعملية بدر
الخطة الإسرائيلية للعبور
حجم وأوضاع القوات الإسرائيلية
خطوط فك الاشتباك الثاني
خطة العمليات الهجومية الأولى
خطة العمليات الإسرائيلية
خطة العمليات جرانيت 2
جغرافية شبه جزيرة سيناء
طبوغرافية الأرض شرق القناة

أوضاع قوات الطرفين 1967
معركة الفردان 8 أكتوبر
الخطة شامل لتصفية الثغرة
تأثير عناصر الدفاع الجوي
حجم وأوضاع القوات المصرية
خطوط فك الاشتباك الأول
طبوغرافية الأرض غرب القناة
طبيعة قناة السويس



حرب عام 1967

7. موقف الجبهة السورية

في الجولان، كانت القوات السورية قد حققت نجاحاً مماثلاً، ووضع ذلك القوات الإسرائيلية في موقف صعب. وفي اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي مساء 6 أكتوبر 1973، حدد وزير الدفاع الجنرال موشى ديان المصاعب التي تواجهها القوات الإسرائيلية، طبقاً لتقديره، في ثلاث عوامل:

أ. الحجم الكبير، والمستوى المرتفع في القتال للقوات المصرية والسورية.

ب. كفاءة شبكة الدفاع الجوي، التي شكلت عائقاً أمام الطائرات الإسرائيلية وحدت من مساندتها للقوات البرية، مما قلل من فاعليتها.

ج. صعوبة التعبئة بالحجم اللازم قبل مرور 36 ساعة على الأقل، مما يمكن المصريين من إقامة مزيد من الكباري يتدفق عبرها مزيد من القوات والأسلحة. كما أن وصول القوات الاحتياطية للجبهات يحتاج لوقت إضافي.

أوضح ديان كذلك أن الجبهة المصرية هي الأخطر لكبر حجم القوات المصرية في الشرق والخسائر الجسيمة التي أوقعتها بالقوات الإسرائيلية، لذلك اقترح الانسحاب 12 ميل شرقاً، حتى تصل القوات الاحتياطية إلى الجبهة.

8. الجانب السياسي للحرب

كانت ردود الفعل السياسية لبدء الحرب، متباينة على جميع المستويات، فبينما سارع القادة العرب في الاتصال بالرئيس السادات للاطمئنان على الموقف، وعرض تقديم الدعم للمعركة، كانت هناك محاولات أمريكية، قام بها الدكتور هنري كيسنجر، مستشار الأمن الوطني للرئيس الأمريكي نيكسون ـ الذي سارع بمغادرة نيويورك، حيث اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى واشنطن ـ لإدارة الأزمة. اتصل بوزير الخارجية المصري الدكتور محمد حسن الزيات، الذي كان يحضر اجتماعات الأمم المتحدة كذلك، وأبلغه رأي الولايات المتحدة في الأزمة:

أ. كانت أحداث 6 أكتوبر مفاجأة للولايات المتحدة، وإذا لم يتوقف القتال في وقت معقول، فإن الأمر سيخرج عن السيطرة.

ب. المعلومات المتوفرة، وقد تكون خطأ، أن مصر هي التي بدأت الحرب، وأن القتال إذا استمر، فسينتهي بنجاح الجانب الآخر ـ الإسرائيليين ـ والتقدير أن إسرائيل ستقوم بهجوم مضاد كبير خلال اليومين القادمين (يومي 8، 9 أكتوبر).

ج. إذا حدث ذلك، فإن الولايات المتحدة، لن توافق على قيام إسرائيل باحتلال أراضي جديدة.

د. طرحت فكرة إصدار قرار من مجلس الأمن، بإيقاف النيران، مع إعادة الحالة إلى ما كانت عليه.

هـ. مناقشة هذا الموضوع في الجمعية العامة عندما تنعقد يوم الاثنين القادم، سيزيد الأمر تعقيداً. (أُنظر ملحق نص برقية الدكتور محمد حسن الزيات (وزير الخارجية المصري) إلى الرئيس محمد أنور السادات، يوم 7 أكتوبر 1973)

من الشرق اتصل الرئيس السوفيتي كوسيجين، بالرئيس المصري السادات، يهنئه بالعبور العظيم، ويؤكد دعم الاتحاد السوفيتي للموقف المصري والسوري.

وفي إسرائيل لم يؤخذ برأي ديان، فلن تقبل الولايات المتحدة هزيمة أخرى للسلاح الأمريكي (بعد هزيمته في الحرب الهندية / الباكستانية). وتم الاتصال بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي كانت تقوم بمهام تقدير الموقف الجديد، بواسطة مجموعة عمل يرأسها كيسنجر، وقد توصلوا إلى ضرورة توجيه نصيحة لإسرائيل "ببذل كل الجهود لتحطيم رؤوس الكباري المصرية خلال الساعات الأولى من نهار السابع من أكتوبر، وأن تقوم بتوجيه ضربة قوية لشبكة الصواريخ سام ـ 6، وأن تتجنب القتال المباشر.

9. محاولة سوفيتية مبكرة لإيقاف النيران

مساء السادس من أكتوبر، طلب السفير السوفيتي مقابلة الرئيس السادات حيث أبلغه رسالة رسمية من قادة الاتحاد السوفيتي، للموافقة على طلب إيقاف النيران، بناء على طلب الرئيس الأسد، الذي أبلغ السفير السوفيتي في سورية يوم 4 أكتوبر، أن يعمل القادة السوفيت على إيقاف النيران في ظرف 48 ساعة من بدء القتال. وقد تشكك الرئيس السادات في هذا الأمر، وأرسل برقية إلى الرئيس الأسد، يستفسر عن حقيقة الطلب. جاء الرد السوري، عصر يوم 7 أكتوبر "بأن الذي يدعيه الاتحاد السوفيتي لم يحدث!". في مساء السابع من أكتوبر كرر السفير السوفيتي الطلب، ورد الرئيس السادات "أرجو أن تقفل الموضوع، وتعتبره انتهى عند هذا الحد، فأنتم تعلمون منذ الأمس، أنني لن أوقف النيران إلا بعد تحقيق أهداف المعركة".

10. الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية

قرر الرئيس السادات، يوم 7 أكتوبر 1973، إقامة اتصال مباشر مع الأمريكيين. حيث كان يتوقع تحركاً دبلوماسياً سريع الإيقاع، في المرحلة القادمة. على أن يحاط وزير الخارجية المصري، الموجود في نيويورك في ذلك الوقت، بمضمون ما يتقرر.

أرسل مستشار الرئيس المصري للأمن الوطني، محمد حافظ إسماعيل، إلى نظيره الأمريكي، هنري كيسنجر، أول رسالة، أشار فيها إلى الاتصالات السابقة مع الدكتور الزيات، مسجلاً ما استجد في الموقف بين مصر وإسرائيل، منذ توقف الاتصالات بين القاهرة وواشنطن، والتي دارت منذ عام، لتتوقف في يوليه 1973.

جاء في رسالة محمد حافظ إسماعيل إلى كيسنجر، يوم 7 أكتوبر 1973 ما يلي:

أ. إن الاستفزازات الإسرائيلية لم تتوقف، وأن الاشتباكات الحالية لا تفاجئ المتتبع لأعمال الاستثارة الإسرائيلية والتي سبق أن وجهنا إليها النظر.

ب. إن مصر كان عليها اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي عمل إسرائيلي بحزم، وذلك منذ الاشتباكات مع سورية في 13 سبتمبر.

ج. إن الاشتباكات التي حدثت، تؤكد رفض مصر الإذعان للشروط التي تريد إسرائيل إملاءها، عن طريق استخدام الأرض المحتلة كرهينة.

د. إن وضعاً جديداً قد نشأ في المنطقة ومن ثم نوضح موقفنا:

(1) هدف مصر ثابت، في التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، وليس إلى تسوية جزئية.

(2) لا تعتزم مصر تعميق الاشتباكات، أو توسيع المواجهة.

هـ. إن موقف مصر يتلخص فيما يلي:

(1) على إسرائيل، أن تنسحب من جميع الأراضي المحتلة.

(2) عندئذ سنكون على استعداد للاشتراك في مؤتمر سلام في الأمم المتحدة تحت الإشراف المناسب.

(3) تأمين حرية الملاحة في مضايق تيران، وتقبل مصر وجوداً دولياً كضمان لهذا لفترة محددة.

و. نرجو ألا يساء فهمنا ـ كما حدث مع روجرز عام 1971 ـ فيعتبر أن هذا الموقف هو بداية تنازلات. (أُنظر ملحق صورة برقية من السيد حافظ إسماعيل إلى الدكتور هنري كيسنجر يوم 7 أكتوبر 1973 تتضمن قول الرئيس السادات بأنه "لن يعمق مدى الاشتباكات")

كانت وجهة نظر مستشار الرئيس السادات للأمن الوطني، محمد حافظ إسماعيل، أن هذه الرسالة ـ وقد أرسلت في وقت مبكر، كانت العمليات مازالت دائرة بشراسة ولم تحسم بعد، رغم ما حققه المصريون من نصر حتى ذلك التاريخ ـ "لم تكن تعرض أمراً جديداً"، باستثناء الالتزام "بعدم تعميق الاشتباكات أو توسيع المواجهة"، وإنما هي تحدد المبادئ التي تحكم موقف مصر من التسوية السياسية للنزاع العربي ـ الإسرائيلي، لإنهاء احتلال الأراضي، وتأمين حقوق الشعب الفلسطيني.

كان تعليق مستشار الأمن الوطني، للرئيس الأمريكي، والمرسل إليه البرقية، أنها "تتضمن مؤشراً يوضح أن السادات متفهم جيداً لتلك الحدود التي يمكن الوصول إليها (ليس في نيتنا التعمق في أراضي الغير أو توسيع جبهة القتال). هذه الجملة لا تخلو من التنويه بأن مصر غير راغبة في متابعة العمليات العسكرية ضد إسرائيل، بعد الأراضي التي كسبتها، أو تحميل أمريكا كامل مسؤولية ما يحدث، كما فعل عبدالناصر عام 1967.

ووضح أن كلا المستشارين له مفهوم مختلف، لما ذكر في الرسالة خاصة ما يتعلق "بعدم التعمق في أراضي الغير أو توسيع جبهة القتال".

اعتبر الكثيرون في مصر، والعالم العربي، أن ما جاء في هذه الرسالة، إفشاء لنوايا مصر للعدو الإسرائيلي، عن طريق حليفه الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أدى إلى تصرف كل منهما على هذا الأساس، الأمريكيون سياسياً، وإسرائيل عسكرياً، حيث بادرت بقصف بور سعيد ودمشق جواً، وزادت من ضغطها على سورية، لضمانها عدم تقدم المصريين أكثر مما حازوا. وكان المصريون يستعدون للتوقف فعلاً، فيما سميّ بالوقفة التعبوية (العملياتية) والتي أثارت كثير من الجدل هي الأخرى.

ثالثاً: تحقيق المهام المباشرة للجيوش الميدانية

بنهاية اليوم الثاني للحرب (7 أكتوبر 1973) كانت قيادة الجبهة الجنوبية الإسرائيلية، قد نفذت عدة هجمات مضادة، متصاعدة في القوة، أشركت فيها كل ما لديها من احتياطيات عملياتية، حيث قام ثلاث ألوية مدرعة من المجموعة الرقم 252 بهجمات مضادة، منفردة كل لواء على حدة، على طول الجبهة، ساندها قوة جوية، بلغ تعداد الطائرات المشاركة فيها 160 طائرة، إلا أن الهجمات كلها فشلت، مع مزيد من الخسائر في الدبابات، وكذلك الطائرات، إذ قابلها المصريون بكمائن مضادة للدبابات، وأخرى مضادة للطائرات، باستخدام المقذوفات الموجهة الفردية، كما اشتبكت الطائرات المصرية مع الإسرائيلية، واستدرجتها إلى مجال الصواريخ أرض / جو المصرية، لتسقط المزيد من الطائرات الإسرائيلية.

استطاعت، كذلك، مجموعة دبابات برمائية، من اللواء 130 مشاة خاص، والذي عبر ذاتياً من البحيرة المرّة، أن تصل إلى مداخل مضيقي متلا والجدي وحاصرت مركز قيادة إسرائيلي وهاجمته بشراسة.

في الوقت الذي كانت قوات الفرقة 18 مشاة، في أقصى شمال الجبهة، تقتحم الدفاعات الإسرائيلية حول القنطرة، وتأسر 30 جندياً إسرائيلياً، كانت الفرقة 19 مشاة، في أقصى جنوب الجبهة، تستولي على موقع مدفعية بعيدة المدى، كان يَصْلِي مدينة السويس ناراً حامية، في حرب الاستنزاف، وقد فرّ من تبقى من جنود الموقع، تاركين مدافعهم الستة سليمة، كذلك استولت الفرقة 19 مشاة، على النقطة الحصينة في عيون موسى.

على الجبهة السورية، كانت الأنباء عن سقوط المواقع الإسرائيلية، والقتال العنيف بها، مصدر قلق جديد للقيادة الإسرائيلية، والتي انزعجت من تقدم السوريون نحو وادي الأردن.

1. الضربة المضادة الإسرائيلية الأولى

قررت القيادة الإسرائيلية تركيز جهودها للقيام بضربة مضادة، صباح يوم 8 أكتوبر، في نطاق الجيش الثاني الميداني المصري، ما بين الدفرسوار والفردان، لتدمير حشد الدبابات الكبير فيها، مع البدء في تجهيز دفاعات جديدة في الخلف.

كانت القيادة الإسرائيلية قد دفعت إلى سيناء، حشد من ثلاث مجموعات عمليات مدرعة، تحت قيادة أبرز القادة الإسرائيليين، وأكثرهم خبرة، وهم أبراهام آدان قائد المجموعة الرقم 162، إرييل شارون قائد المجموعة الرقم 143، وكلمان ماجن قائداً للمجموعة الرقم 252 المدافعة عن الضفة الشرقية، بدلاً من قائدها السابق الجنرال ألبرت ماندلر الذي قتل. وكان على آدان تنفيذ ضربات مضادة، في الفواصل بين فرق الجيش الثاني الميداني، الثلاث، ومحاولة الوصول للمعابر على القناة. أما شارون، فكان عليه التحرك جنوباً، لشن هجوم على الجانب الأيسر للجيش الثالث الميداني، على ألا يتحرك إلا إذا نجح هجوم الشمال، بينما يعاد[9] تجميع دبابات المجموعة الرقم 252 في الجنوب، بعد استكمالها، وتعمل كاحتياطي لمجموعة شارون. كان مجموع الدبابات الإسرائيلية، المستعدة للقيام بالضربات المضادة يتعدى 900 دبابة.

كانت تعليمات رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دافيد اليعازر، والذي شرح خطة الضربات المضادة بنفسه لقادة المجموعات مساء السابع من أكتوبر، ألا تتحرك مجموعة شارون إلا بأمر منه، ولا عبور إلى الغرب إلا في حدود ضيقة (فصائل دبابات)، وبشرط الاستيلاء على عدة كباري من المصريين سليمة[10] (أُنظر شكل إحدى نقط خط بارليف)، وقد خالف ذلك قائد الجبهة الجنوبية، الجنرال جونين، حينما أعاد تخصيص المهام لقادة المجموعات في مساء اليوم نفسه، حيث كانت خطته تقضي بأن تقوم مجموعتي آدان وشارون بتطهير شرق القناة الشمالي، ثم العبور غرباً بعمق 20 كم بعد احتلال مدينة السويس، وهو أمر بعيد عن الواقع تماماً في ذلك الوقت.

خلال نهار يوم 8 أكتوبر، استمرت اللواءات المدرعة من مجموعة آدان المدرعة، في القيام بهجمات ثانوية بمجموعات صغيرة من الدبابات، بحثاً عن نقطة ضعف في الخطوط التي وصلت إليها القوات المصرية، والتي كانت قد تقدمت أكثر إلى الشرق، وكانت مهمة ألوية آدان المدرعة، اختراق الخطوط المصرية والوصول إلى النقط القوية، في الفردان، التي بقيت صامدة، من خط بارليف. تمكنت بعض العناصر من الاختراق بأعماق محدودة، واجهها المصريون بنيران الدبابات والأسلحة المضادة للدبابات، مما أدى إلى تدمير معظم الدبابات المخترقة، وانسحاب من تبقى شرقاً. وتكرر المشهد عدة مرات في مواجهة الفرق الثلاث للجيش الثاني الميداني.

قرر الجنرال آدان، تكرار الهجوم في نفس القطاعات التي سبق أن نجحت بعض عناصر من ألويته المدرعة في اختراقها (قطاع اللواء 120 مشاة من الفرقة الثانية المشاة)، على أن يتم الاختراق هذه المرة بسرعة عالية، لا تتيح للمصريين إصابة الدبابات المهاجمة بدقة، وأن يتم الهجوم من الشمال إلى الجنوب بالألوية المدرعة بالتتالي (اللواء 127 مدرع وخلفه اللواء 600 مدرع)، بينما تشغل كتائب اللواء المدرع الثالث، مواجهة الفرقة 18، الفرقة 16، والجانب الأيمن للفرقة 2 بهجمات خداعية، وقد نجح لواء المقدمة من الاختراق على جانب الفرقة الثانية المشاة الأيسر، وفي الوسط، ووصلت دبابات المقدمة إلى 3 كم من النقطة القوية التي مازالت تقاوم عند الفردان، حيث تمكنت احتياطيات الفرقة، والجيش، وكتائب دبابات الفرقة من الإيقاع بالقوات المخترقة، وإحداث خسائر جسيمة بها، واضطرت للانسحاب شرقاً مجدداً.

2. معركة الفردان

قبل بدء الهجوم المضاد، اكتشفت مجموعة استطلاع مصرية، تجمع دبابات إسرائيلي شرق كثيب العجرمية، شمال شرق رأس كوبري الفرقة الثانية المشاة، كما التقطت عناصر التنصت المصرية، إشارة لاسلكية، بالعبرية، من قائد اللواء الرقم 127 مدرع إسرائيلي بفرقة آدان (العقيد نيتكا)، وبترجمتها بسرعة، اتضح أن قائد اللواء يبلغ قائد الفرقة باستعداده لبدء الهجوم بعد 20 دقيقة. بُلَّغت محتويات الإشارة إلى قائد الفرقة الثانية المشاة، العميد حسن أبو سعده، والذي اتخذ قراره على الفور، بتعديل أوضاع قواته واحتياطياته المضادة للدبابات لمواجهة الهجوم المرتقب، والذي قدر أنه سيقع على منتصف الفرقة، مع هجوم آخر أقل قدرة على يسارها للتثبيت. وقد قرر قائد الفرقة المصري، السماح باختراق دفاع لواء النسق الأول، على أن يتم صد وإيقاف الهجوم المضاد في العمق، أمام دفاع لواء النسق الثاني، وبالتعاون مع اللواء المدرع الرقم 24 الذي يدعم الفرقة الثانية المشاة يتم تدمير الدبابات المخترقة. كما تم انتشار قطع المقذوفات المضادة للدبابات من احتياطي الفرقة الثانية، واحتياطي الجيش الثاني على جانبي المنطقة التي سيسمح فيها بالاختراق، وتقوم كتيبة دبابات لواء النسق الأول ومعها احتياطي المقذوفات المضادة للدبابات للواء بقفل ثغرة الاختراق شرقاً وغرباً، لمنع تدفق وحدات أخرى ولمنع انسحاب ما سُمِحَ له بالاختراق، وبإغلاق فتحة الاختراق يتم تدمير كل الدبابات المخترقة. (أُنظر خريطة معركة الفردان 8 أكتوبر)

في التوقيت المحدد اخترقت مجموعة قتال إسرائيلية من كتيبتين إحداهما دبابات والأخرى مشاة آلية بقيادة الكولونيل عساف ياجوري، الحد الأمامي للواء النسق الأول المدافع، واستمرت في الاندفاع إلى عمق الدفاعات المصرية، إلى أن فوجئ قائد المجموعة بكثافة النيران المنصبة على دباباته ومركباته المدرعة من كل جانب، فأمر بزيادة سرعة الهجوم للخروج من دائرة النيران، فلم تمكنه الدبابات المصرية الرابضة في حفرها أمامه من ذلك، ودمرت دباباته الأمامية، وعندما حاول الانسحاب أطبق عليه احتياطي الأسلحة المضادة للدبابات، للواء النسق الأول، ومعه بعضاً من دبابات هذا اللواء ـ التي تمكنت من تغيير اتجاهاتها ـ من الخلف، ولم تكن الأجناب أفضل موقفاً، فالمقذوفات المصرية المضادة للدبابات تتصيدها أينما تحركت، كما اندفعت المشاة المصرية بأسلحتها الخفيفة المضادة للدبابات (القنبلة اليدوية المضادة للدبابات طراز حسام، والمقذوفات طراز آر بي جي R.P.G) لتدمر ما تبقى من الدبابات الإسرائيلية، والتي كانت تندفع على غير هدى، محاولة الخروج من المصيدة.

بعد 17 دقيقة من بدء الهجوم كانت جميع الدبابات والمركبات المدرعة للكتيبتين قد دمرت، عدا ثمانية دبابات طراز M – 60 الأمريكية الصنع، تم الاستيلاء عليها سليمة، وقبع قائد مجموعة القتال الإسرائيلية الكولونيل عساف ياجوري، في حفرة، بجوار مركبته المدمرة، مع من تبقى من طاقمها، جرحى، ينتظر مصيره المحتوم، وتم أسره، مع غيره ممن نجوا، من دون مركباتهم. (أُنظر وثيقة البلاغات العسكرية المصرية الرقم 20)

كان قائد اللواء المدرع لهذه المجموعة، في الخلف مع مركز قيادته المكون من أربع دبابات، وقد انقطع اتصاله مع وحداته، ولما هدأت النيران قليلاً اكتشف أنه لم يبقى من دباباته الخمسة وسبعون، سوى دبابات مركز قيادته الأربعة، فاتجه بها جنوباً لينضم لزميله، الذي كان يهاجم عن يمينه باللواء 600 مدرع، من مجموعة عمليات الجنرال آدان، ولكنه وجد ذلك اللواء يحاول الانسحاب، بعد أن تدمرت عناصره الأمامية، ليخسر هو الآخر معظم دباباته، ولم يتبقى له سوى 25 دبابة.

اضطر آدان إلى سحب ما تبقى من لوائيه إلى الشرق ليحتل موقعاً دفاعياً في الخلف، بما تبقى معه من دبابات.

كانت قيادة الجيش الثاني الميداني، وكذلك القيادة العامة للقوات المصرية، ترقب مجموعة شارون (الرقم 143)، فدخولها المعركة إلى جانب أي من مجموعة آدان ـ التي خسرت معركتها في التو أمام الفرقة الثانية المشاة ـ أو المجموعة الرقم 252 ـ التي مازالت تحاول الاختراق في مواجهة الفرقة السابعة المشاة في الجنوب ـ سيقلب التوازن في المعركة لمصلحة القوات المهاجمة. وكان التقدير الأول أن يبادر شارون لمعاونة آدان، لقربه منه، ولأن الجهود الرئيسية للضربة المضادة الإسرائيلية، في الاتجاه الذي يهاجمه آدان. إلا أن شارون تحرك بمجموعته عند الظهر، متجهاً إلى الجنوب حيث المجموعة 252[11]، وشعرت القيادات المصرية بارتياح مشوب بالقلق، فقد انتقلت الخطورة إلى قطاع الفرقة السابعة المشاة من الجيش الثالث، لو انضم شارون إلى المجموعة التي أمامها، إلا أن الجنرال جونين، قائد الجبهة، تحت وقع الهزيمة القاسية لمجموعة آدان، وعدم تحقيق مجموعة الجنوب لأي نجاح، أمر بتوقف مجموعة شارون، وعودتها إلى الشمال، فلم تعاون أحد. لام الجنرالات الإسرائيليون بعضهم بعضاً، على ذلك الفشل، وتلك الخسائر الجسيمة التي منيوا بها، واضطرت رئيسة الوزراء، جولدا مائير، إلى إجراء تغيير في القيادات.

3. التقدم نحو خط المهمة المباشرة للجيوش

بمجرد أن علم قادة الجيوش الميدانية، المصرية، بانسحاب القوات المدرعة الإسرائيلية، أثر فشل هجماتها المضادة، أصدروا أوامرهم بالتقدم شرقاً، للوصول إلى خط المهمة المباشرة للجيوش الميدانية، والتي أصبحت لا تبعد أكثر من 3 ـ 4 كم، وبالتنسيق بين الفرق المشاة، يتم توحيد رؤوس الكباري للفرق، وتوسيعها، في رأس كوبري للجيشين حيث تكون الفرقتان السابعة والتاسعة عشر المشاة، رأس كوبري الجيش الثالث الميداني، وتكون الفرقتان السادسة عشر والثانية المشاة، رأس كوبري الجيش الثاني الميداني، وتبقى الفرقة الثامنة عشر المشاة في رأس كوبري منفصل، على المحور الشمالي (الساحلي).

بدأت مدفعيات الفرق في التمهيد النيراني، واندفعت قوات الفرق الخمس شرقاً، وزادت من قوتها، بدفع اللواءات الميكانيكية، التي كانت تحتفظ بها في الخلف، لمعاونة ألوية النسق الأول، واحتفظ قادة الفرق بالألوية المدرعة في نسقها الثاني.

كذلك صدرت أوامر لقادة الفرق، بسرعة الاستيلاء على النقط الحصينة، من خط بارليف، التي لم تستسلم بعد، والتي مازالت محاصرة، حيث تهدف الهجمات المضادة، الوصول إليها، لنجدتها، والارتكاز عليها في مرحلتها التالية، والتي ستكون إلى الغرب حتماً، حيث اختيرت أماكن بعض تلك النقاط الحصينة على المحاور الصالحة للعبور غرباً.

بعد ساعة من القتال، وملاحقة ما تبقى من الدبابات الإسرائيلية على اتصال بالقوات المصرية المهاجمة، استطاعت وحدات من الفرقة الثانية المشاة اقتحام مركز قيادة محصن على خط الارتفاعات، في تبة الشجرة، والذي يسيطر على الأرض شرقه، وغربه كذلك، كما سقطت كذلك النقطة الحصينة في الفردان، بعد ساعة أخرى[12]، كما وصلت الفرقة 16 مشاة إلى الخط نفسه في منطقة كثيب الخيل ـ أبو وقفه، واستولت على نقطة حصينة في العمق (8 كم)، وهي النقطة الرقم 57، والتي تتحكم في التحركات بالمنطقة، لذلك سارع الإسرائيليون لدفع سرايا دباباتهم في هجمات مضادة متتالية لاستردادها، بلغت خمس هجمات متتالية يومي 8، 9 أكتوبر، فشلت جميعها. وتمكنت مجموعة العاصفة، للفرقة 16 من اقتحام النقاط الحصينة الباقية في ظهرها، عند الدفرسوار، مساءً. وأخلت القوة الإسرائيلية، التي تحتل النقطة القوية في تل سلام، جنوب الدفرسوار، موقعها وانسحبت شرقاً كذلك.

على الجانب الأيسر للجيش الثاني الميداني، وعلى المحور الساحلي، تقدمت الفرقة الثامنة عشر المشاة، في اتجاه الشرق، ولم تصطدم بأي قوات للعدو، واستطاعت الوصول في المساء إلى خط مهمتها التالية، وعبرته من دون توقف. وأكملت تقدمها إلى عمق 10 كم، حيث مهمتها النهائية، واحتلت الهيئات المناسبة عليه، وبدأت في تجهيز دفاع عاجل، لصد الضربة المتوقعة في الصباح التالي.

في الجنوب، كانت فرقتي النسق الأول، للجيش الثالث الميداني، تطوران هجومها شرقاً، كذلك استطاعت الفرقة التاسعة عشر، على الجانب الأيمن، من التقدم ببطء، إذ هاجمتها الدبابات الإسرائيلية عدة مرات، محاولة إعاقتها عن التقدم، وأسكتت الطائرات المصرية، مواقع المدفعية بعيدة المدى، التي كانت تؤثر على أعمال قتال الفرقة، كما استطاعت مجموعة العاصفة، للفرقة، من احتلال نقطة حصينة على القناة، كانت محاصرة، ولم تتمكن الفرقة 19 من تحقيق مهمتها التالية (8 كم) إلا في اليوم التالي (9 أكتوبر) بعد دفع لواءها الآلي لذلك، وتوقفت على هذا الخط (جبل أبو غلام ـ جبل المر) وبدأت في تجهيز دفاع عاجل، لصد الضربة المتوقعة في نهاية اليوم أو اليوم التالي.

كذلك، كانت أعمال قتال الفرقة السابعة، على الجانب الأيسر للجيش الثالث الميداني، ناجحة، إذ انسحبت القوة الإسرائيلية المواجهة لها صباح يوم 8 أكتوبر، ودفعت الفرقة لواءها الآلي وتبعه باقي وحدات الفرقة، وما لبث أن وقع هجوم قوي على يسار الفرقة، أعاق تقدمها حتى المساء، وبعد عدة اشتباكات، وقصف مدفعي، تمكنت الفرقة من التقدم شرقاً، لتصل إلى خط مهمتها التالية، بعد منتصف الليل، بعمق 8 كم، وظل لواءها الأيمن، يصد هجمات العدو على جانبه الأيمن، حتى صباح يوم 9 أكتوبر. كذلك استولت بعض وحدات من الفرقة السابعة، على النقطة الحصينة في كبريت، واحتلتها، بعد أن تركتها القوات الإسرائيلية يوم 8 أكتوبر مساءً. وبدأت الفرقة السابعة، كذلك في تجهيز دفاع عاجل على خط مهمتها التالية، بعمق 8 كم، استعداداً لصد الضربة المتوقعة.

خلال ليلة 9/10 أكتوبر 1973، كانت الفرق المشاة الخمس قد اتخذت أوضاع دفاعية عاجلة. بعضها كان قد وصل لخط المهمة المباشرة للجيش (10 ـ 12 كم)، والغالبية كان متوقفاً على خط المهمة التالية للفرقة (8 كم)، ويمثل هذا التفاوت في العمق، خللاً في الأوضاع الدفاعية العامة، إذ يمكن أن تهاجم القوات الإسرائيلية الوحدات الأكثر عمقاً من أجنابها، ومن وجهة أخرى فإن الفرق لم توحد رؤوس كباريها، في كوبري موحد للجيش على الخط الملائم المحدد (10 ـ 12كم)، والذي يمكن قادة الجيوش من تجميع احتياطياتها داخله[13]، واستخدامها بحشد يعطيها التفوق والقوة والحسم المطلوبين في المرحلة القادمة، والتي تنتظر أن تقابل الجيوش فيها الاحتياطيات المدرعة لإسرائيل، وكلها وحدات مدرعة. لذلك حثت قيادات الجيوش، الفرق التابعة لها، لاستغلال الليل، والتقدم ما بقى من كيلومترات (2 ـ 3كم)، وقد استطاعت معظم الوحدات الوصول إلى عمق رأس كوبري الجيش قبل فجر اليوم العاشر من أكتوبر. (أُنظر وثيقة البلاغات العسكرية المصرية الرقم 23)

استغلت قيادة الجيوش، وصول الفرق لذلك العمق (8 كم) لدفع مزيد من وحدات المدفعية، ومراكز القيادة، والعناصر الإدارية والفنية إلى الشرق، حيث جرى على الفور، استكمال الوحدات المقاتلة من الاحتياجات المختلفة، خاصة الذخيرة والوقود والمياه، وجرى إخلاء الجرحى والأسرى للغرب، وتم دفن الشهداء، والعمل على إصلاح الدبابات والمركبات العاطلة، لتعود مرة أخرى للقتال.

4. الموقف في نهاية المرحلة الأولى للعملية بدر

انتهت المرحلة الأولى من الخطة بدر بنجاح، مع تأخير في التوقيت يوم كامل، وكذلك كانت ردود أفعال إسرائيل[14]، إلا أنه في نهاية المرحلة، أي يوم 9 أكتوبر (اليوم الرابع للقتال) كانت المهمة المباشرة للجيوش قد تحققت بعمق 12 ـ 15 كم، واستطاعت الجيوش توحيد رؤوس كباري الفرق في رأس كوبري موحد للفرق، تم تجهيزه هندسياً، على عجل، وحشد داخله المدفعيات والدبابات والاحتياجات الإدارية، مما يمكن الجيوش من القتال بشكل أفضل، وتحت سيطرة واحدة. كما صدت الدبابات الإسرائيلية في ضربتها المضادة الأولى، وخسرت إعداداً كبيرة منذ بدء القتال[15]، وارتفعت الروح المعنوية للقوات، وزادت ثقتهم في قدراتهم القتالية.

تحقق كذلك في تلك المرحلة، الاستيلاء على كل حصون خط بارليف، عدا اثنين[16] في أقصى الشمال، شرق بور فؤاد، وفي أقصى الجنوب، لسان بور توفيق، لاعتبارات خاصة، تتعلق بصعوبة الأرض حولهما، وسهولة إمدادهما من الشرق.

كانت أحد المهام المكلفة بها الجيوش الميدانية، أن تكبد العدو خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، وقد حققت ذلك حتى يوم 9 أكتوبر، وكانت القيادة الجنوبية الإسرائيلية للجبهة تهدف إلى إعاقة تقدم القوات المصرية شرقاً، قدر ما تستطيع، وقد حققت ذلك جزئياً. وكان الوصول إلى خط المهمة المباشرة للجيوش، يضع القوات المصرية في الموقف الأفضل، تمهيداً واستعداداً لاستكمال تحقيق المهام.

كان الموقف على الجبهة المصرية قوياً، بينما كان الموقف على الجبهة السورية، يتحول لمصلحة إسرائيل. فقد تمكنت القوات الإسرائيلية من صد الهجوم السوري، وإيقافه تماماً، وانتزعت المبادأة، وانتقلت إلى الهجوم المضاد العام، وبدأت في الضغط على القوات السورية، لإجبارها على الارتداد، إلى المواقع التي كانت بها من قبل بدء الحرب، وهاجمت الطائرات الإسرائيلية أهداف اقتصادية ومدنية في عمق سورية، كما قصفت دمشق العاصمة، مما كان له أثراً سيئ على الروح المعنوية للقوات المسلحة والشعب[17].

5. الموقف السياسي عقب انتهاء المرحلة الأولى للقتال

استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في مساندة إسرائيل، ووافق الرئيس نيكسون على كل طلبات الإمداد بالأسلحة والمعدات المتقدمة التي طلبتها إسرائيل. كما وافق كذلك على إقامة جسر جوي للإمداد العاجل، لتدهور حالة القوات المدرعة والتي بلغت خسائرها 500 دبابة (منها 400 على الجبهة المصرية)، والقوات الجوية والتي خسرت 49 طائرة.

بينما وجه الاتحاد السوفيتي نداءاً، ومارس ضغوطاً، لتدخل الأردن والجزائر، في المعركة، ومارس ضغوطاً كذلك، على الرئيس المصري السادات، لقبول وقف إطلاق النار، مكتفياً بما حققه من نصر، وحتى يمكن الاحتفاظ بالموقف القوي، الذي وصلت إليه مصر، وقد رفض الرئيس السادات كل ما عرض عليه، لوقف إطلاق النار، حتى تتحقق المهام، كما رفض الملك حسين ملك الأردن دخول المعركة[18].


 



[1] لا يحضر اجتماعات مجلس الأمن الوطني من العسكريين، عادة، سوى وزير الحربية، إلا إذا رأى الحاضرون دعوة غيره من العسكريين لمناقشة أمر ما، وهو ما لم يحدث في هذا الاجتماع.

[2] لم يفصح الرئيس المصري عن يوم بدء الحرب في ذلك اليوم، رغم أنه قد تحدد.

[3] عقد في نفس اليوم، اجتماع دوري لمجلس رئاسة الأركان الإسرائيلي لبحث الموقف، على الجبهتين السورية والمصرية، والتي وضح أن هناك حشد أكبر من المعتاد فيهما، وقدر مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال الياهو زاعيرا، أنها مماثلة لما تم في مناورة الربيع، وفي حالة قيام الدولتين ( مصر وسوريه) بعمل عسكري، سيكون محدوداً بغرض الاستهلاك المحلي لتسكين الأوضاع الشعبية المتردية بهما.

[4] كانت رئيسة مجلس الوزراء الإسرائيلي، جولدا مائير، قد عقدت اجتماعاً طارئاً يوم 3 أكتوبر، بناء على طلب وزير الدفاع، الجنرال موشى ديان، حضره رئيس الأركان وقائد القوات الجوية ونائب مدير الاستخبارات العسكرية، لبحث الموقف.

[5] اشتركت حوالي 200 طائرة مصرية، 100 طائرة سورية في تلك الضربة في وقت واحد، بينما نفذت المدفعية المصرية التمهيد النيراني للعبور بأكثر من ألفي مدفع لمدة 53 دقيقة.

[6] بلغت 12 موجه بفاصل 15 دقيقة بين كل موجتين، كما بلغ عدد أفرادها حوالي 100 ألف مقاتل.

[7] شملت تلك الأهداف مراكز قيادة متقدمة، ومناطق إدارية، وتقاطعات طرق تسيطر على التحركات المتوقعة، وقد استطاعت إحدى مجموعات الصاعقة السيطرة على مضيق سدر الجبلي لمدة 16 يوم، قاتلت فيها الاحتياطيات الإسرائيلية التي حاولت العبور من المضيق وكبدتها خسائر جسيمة، ومنعتها من العبور طوال هذه المدة، ثم انسحبت وشقت طريقها، بالقتال، لتنضم إلى رأس كوبري الجيش الثالث الميداني بنجاح شرق القناة.

[8] تستخدم إسرائيل ميناءها إيلات، لاستقبال وارداتها من آسيا واستراليا وشرق أفريقيا، وأهم تلك الواردات النفط المستورد من إيران (18 مليون طن سنوياً، يتم نقلها بأسطول من 24 سفينة ذات حمولات كبيرة، تعيد إسرائيل تصدير الجزء الأكبر من تلك الكمية إلى أوروبا)، وكذلك الحبوب واللحوم والتي تستوردها إسرائيل من أثيوبيا، ونيوزيلندة، واستراليا.

[9] المجموعة 252 المدافعة عن سيناء من البداية، وقد تحملت لواءاتها المدرعة، عبء الهجمات المصرية، وخسرت نسبة كبيرة من الدبابات ( 200 دبابة)، تم استعواضها جميعاً، قبل أن تصل المجموعات المدرعة الأخرى، والتي تم تعبأتها مؤخراً.

[10] كان رئيس الأركان الإسرائيلي قد حصل على تصديق مجلس الوزراء على هذه الخطة مسبقاً.

[11] عندما سمع شارون بنجاح لواء المقدمة (الرقم 127) لمجموعة آدان في الاختراق، أصدر أوامره للواءاته بالتحرك جنوباً حسب الخطة، وعندما طلب منه قائد الجبهة مساندة آدان، كانت مجموعة شارون قد تحركت ويتعذر إعادتها لموقعها السابق لمعاونة آدان، إلا بعد عدة ساعات مما يجعلها غير مفيدة.

[12] استطاعت الفرقة الثانية أن تستولي على كل النقاط الحصينة المتبقية في هجوم ليلي، مساء اليوم نفسه.

[13] كانت الفرق المدرعة المصرية الرابعة والحادية والعشرين، وكذلك فرق المشاة الآلية، مازالت غرب القناة، وهم القوة الضاربة الحقيقية للقوات المصرية، في أوضاع تمركز ومهام دفاعية عن الغرب، وعلى مسافات، يصعب معها استخدامهم إلا بعد عدة أيام، إذ كان بعضهم شرق القاهرة.

[14] كانت القيادة العامة المصرية، تقدر أن تتعرض الجيوش لضربات مضادة، من الاحتياطي العمليات القوي، في اليوم الرابع للقتال، أي يوم 9 أكتوبر، إلا أن الخسائر التي منيت بها الدبابات الإسرائيلية يوم 8، جعل القيادة الإسرائيلية، تتريث قليلاً لحين إعادة تجميع الدبابات، بعد الانتهاء من تحييد الجبهة السورية، كما كانوا يرجون.

[15] وصلت لأكثر من 400 دبابة.

[16] تم الاستيلاء قبل انتهاء اليوم الرابع قتال على 33 نقطة حصينة، من 35 نقطة يتكون منها خط بارليف.

[17] كانت مصر قد ألزمت نفسها ـ دون طلب أو مقابل ـ ` بعدم تعميق الاشتباكات`، في رسالتها إلى كيسنجر، يوم 7 أكتوبر 1973`.

[18] رفض الملك حسين كذلك اشتراك الوحدات السعودية المتمركزة عنده في القتال، بناء على طلب الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية، وأرسل إلى هنري كيسنجر، يطالبه بسرعة العمل على إصدار قرار بوقف إطلاق النار لزيادة الضغوط عليه للدخول في المعركة.