إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب أكتوبر1973، من وجهة النظر المصرية




لواء طيار/ محمد حسني مبارك
لواء/ محمد سعيد الماحي
إنشاء الكباري للعبور
اللواء بحري فؤاد ذكري
اللواء طيار صلاح المناوي
اللواء سعد مأمون
اللواء عبدالمنعم خليل
اللواء فؤاد نصار
المشير أحمد إسماعيل علي
المشير عبدالغني الجمسي
السادات أثناء عرض الخطة
السادات في أحد اللقاءات
السادات في زيارة تفقدية
الفريق محمد علي فهمي
الفريق سعد الدين الشاذلي
الفريق عبدالمنعم واصل
كمائن الصواريخ
علم مصر فوق سيناء
عميد أ.ح/ عبدالحليم أبو غزالة
عميد مهندس/ أحمد حمدي
عميد منير شاش
فتح الثغرات
قوارب المشاة تقتحم القناة

أوضاع القوات 7 أكتوبر
أوضاع قوات الجانبين
إحدى نقط خط بارليف
معركة اللواء 25 مدرع
المناطق المحتلة عقب 1967
النقط المكونة لخط بارليف
التطوير يوم 12 أكتوبر
التطوير شرقاً للعملية بدر
الخطة الإسرائيلية للعبور
حجم وأوضاع القوات الإسرائيلية
خطوط فك الاشتباك الثاني
خطة العمليات الهجومية الأولى
خطة العمليات الإسرائيلية
خطة العمليات جرانيت 2
جغرافية شبه جزيرة سيناء
طبوغرافية الأرض شرق القناة

أوضاع قوات الطرفين 1967
معركة الفردان 8 أكتوبر
الخطة شامل لتصفية الثغرة
تأثير عناصر الدفاع الجوي
حجم وأوضاع القوات المصرية
خطوط فك الاشتباك الأول
طبوغرافية الأرض غرب القناة
طبيعة قناة السويس



حرب عام 1967

ثانياً: ثغرة الدفرسوار

كان قائد الجيش الثاني الميداني، اللواء سعد الدين مأمون، قد أصيب بنوبة قلبية، ظهر يوم 14 أكتوبر، ونقل إلى مستشفى القصاصين العسكري، ومنها إلى مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، ووضع تحت الرعايا الطبية المكثفة. ولم يكن بالطبع من الممكن ترك قيادة الجيش من دون قائد، خاصة في وقت حرج، لذلك عينت القيادة العامة بدلاً منه قائد المنطقة المركزية العسكرية، اللواء عبدالمنعم خليل، وكان قد ترك قيادة الجيش الثاني الميداني منذ أقل من عامين.

وصل اللواء عبدالمنعم خليل، إلى مركز قيادة الجيش الثاني، في الإسماعيلية، مساء يوم 16 أكتوبر، وكانت القوات الإسرائيلية، قد بدأت ضغطها، على اللواء 16 المشاة، في الشرق، لفتح طريق الطاسة ـ الدفرسوار، وقد نجح اللواء المظلي، ومعه 30 دبابة إسرائيلية من مجموعة عمليات شارون، في العبور غرباً، بالمعديات والقوارب المطاطية. وقبل أن يستوعب قائد الجيش الثاني الجديد موقف وحداته، كانت القوات الإسرائيلية غرب القناة قد بدأت في مهاجمة قواعد صواريخ الدفاع الجوي المصرية وتدميرها، وكانت تعمل في مجموعات صغيرة، تتجول بحرية، متخذة من الأشجار الكثيرة في المنطقة المزروعة، غرب القناة ستاراً لها، وتظهر فجأة خارجها لتدمر هدفها ثم تختفي داخل الأشجار مرة أخرى، مما صعب معه تحديد حجم الدبابات في الغرب ومكان تمركزها. (أنظر وثيقة البيانات العسكرية البيان العسكري الرقم 44)

كان اللواء المظلي، وما معه من دبابات، قد احتل كل من مطار الدفرسوار المهجور، ومرسى أبو سلطان، ومعسكر قادش (شمال المطار) وسرابيوم، ودمر في يومي 16، 17 قاعدتي صواريخ وحوالي 20 دبابة مصرية تصدت له في مناطق متفرقة، كما استطاع أيضاً إلحاق خسائر جسيمة باللواء الرقم 116 مشاة آلية، من الفرقة 23 مشاة آلية خلال اليومين 16، 17 عند محاولته مهاجمة القوات الإسرائيلية في الغرب، واستشهد قائد اللواء وأسرت مجموعة قيادته، وكلف قائد الجيش ما تبقى من اللواء، باحتلال موقع دفاعي غرب تقاطع أبو سلطان مع طريق المعاهدة (5 كم غرب مطار الدفرسوار) تحت قيادة رئيس الأركان، بمهمة منع القوات الإسرائيلية من التقدم غرباً. ودعم اللواء بسريتي دبابات (كانتا قد دفعتا من القاهرة، بعد إعادة تنظيمهما، واستكمالهما، إلى قيادة الجيش، لدعم الوحدات المدرعة، التي بها نقص كبير في الدبابات).

ظهر يوم 16 أكتوبر كلفت كتيبة صاعقة، من المجموعة 129 صاعقة، احتياطي الجيش الثاني الميداني، بالتقدم في اتجاه الدفرسوار وأبو سلطان، لتدمير الدبابات الإسرائيلية السبع التي نجحت في التسلل إلى غرب القناة (كما كان يظن حتى هذا الوقت)، وقد تمكنت إحدى سرايا الكتيبة من تدمير 5 دبابات رغم خسائرها الكبيرة في الأفراد والضباط.

على إثر الخسائر الكبيرة لكتيبة الصاعقة، استدعت كتيبة مظلية، من قاعدتها شرق القاهرة، وكلفت بالعمل تحت قيادة الفرقة 23 المشاة الآلية في المنطقة غرب أبو سلطان. وقد كلفها قائد الفرقة، بمهاجمة دبابات العدو في الدفرسوار وتدميرها، واحتلال وتأمين مرسى أبو سلطان ومطار الدفرسوار، ودعمت ببعض الدبابات، التي لم تستطع التقدم مع القوة المظلية المترجلة، واضطرت للالتفاف من الممرات التي تسمح لها بالحركة على اتفاق بالتقابل غرب المطار، ولكن كليهما اضطر للاشتباك مع قوة إسرائيلية قابلته، وحدث بهما خسائر كبيرة، واضطرت للانسحاب غرباً تحت ستر نيران مدفعية الجيش الثاني الميداني، التي كانت تعاونهما في ذلك الوقت.

صباح يوم 18 أكتوبر، كلف قائد الفرقة 23 المشاة الآلية، اللواء 23 المدرع، فور وصوله من شرق القاهرة[16]، بالهجوم على منطقة أبو سلطان وتدمير العدو بها، وفوجئ قائد اللواء 23 مدرع، بمجموعتين عمليات تتصديان له، لتدمير معظم دبابات اللواء، ولتلحق بكتيبة المقدمة التي دفعت قبله بوقت قصير. (أُنظر وثيقة البلاغات العسكرية المصرية البلاغ رقم 53)

أمر قائد الجيش الثاني الميداني، بتصفية القوات الإسرائيلية شرقاً وغرباً في وقت واحد، ووضع تحت قيادة رئيس أركان الجيش ـ والذي كان يدير القتال في رأس الكوبري الموحد للجيش في الشرق ـ الفرقة 16 المشاة[17]، والفرقة 21 المدرعة[18] من قوات الشرق، والفرقة 23 مشاة آلية وما تبقى من اللواء 23 مدرع، وما تبقى من اللواء 116 مشاة آلية، وكتيبة المظلات من قوات الغرب. وظهر يوم 18 أكتوبر، وقبل بدء الهجوم المضاد بدقائق تعرض رأس كوبري الجيش الثاني لهجمات جوية مكثفة، أعقبها قصف مدفعي بعيد المدى وأصيب قائد الفرقة 16 المشاة ونقل إلى مستشفيات القاعدة. وأثر القصف الجوي والمدفعي على وحدات المشاة الآلية المكلفة بمهاجمة قرية الجلاء لاستردادها، كما تعرضت دبابات اللواء الأول المدرع، من الفرقة 21 مدرعة، لنيران الدبابات الإسرائيلية التي هاجمته من الشرق والجنوب، وتعرض كذلك لنيران دبابات أخرى من غرب القناة، وتدمر ما بقي منه، وتقلص عدد دباباته إلى 9 دبابات فقط، واضطر قائد الجيش إلى سحب باقي اللواء 24 مدرع من الفرقة الثانية، وضمه على الفرقة 21 مدرعة، حيث قام بالهجوم، مع باقي دبابات الفرقة 21، والفرقة 16، إلا أنهم قوبلوا بهجوم متفوق لدبابات العدو أجبرهم على التوقف لصده، وازداد انكماش مواقع الفرقة 16.

في الغرب كان اللواء 23 مدرع قد دمر[19]،وأصيب قائده، واجتاحت الدبابات الإسرائيلية مواقع اللواء 116 مشاة آلية الضعيفة، واضطر قائد الجيش الثاني الميداني للدفع بباقي لواء المظلات الرقم 182 في نفس اليوم، في ظروف قتال صعبة، ومهام غير معتاد عليها. أما الظروف الصعبة، فقد تمثلت في عدم قدرة قائد الجيش على التحديد الدقيق حجم العدو وأوضاعه وفكرة أعماله القتالية، وهي معلومات ضرورية للمستوى الأدنى لينفذ المهام المكلف بها، كذلك لم تكن هناك معلومات عن عناصر الجيش الثاني الميداني نفسه، والتي سيتعاون معها اللواء 182 مظلات المصري، أين مكانها؟ وما هي قدراتها؟ ما هي الأعمال القتالية القائمة بها؟. أما المهام التي كلف اللواء المظلي من دون الكتيبة 85 مظلية، والتي اشتركت من قبل، ويظن قائد الجيش إنها "قد تكون شمالاً غرب مطار الدفرسوار" فقد حددها قائد الجيش في خمس نقاط:

1. تأمين الساتر الترابي الغربي ما بين جبل مريم والدفرسوار، ومنع القوات الإسرائيلية من احتلالها، ومعاونة قواتنا في الشرق منها.

2. منع القوات الإسرائيلية من توسيع الاختراق في الدفرسوار، وتطهير منطقة الدفرسوار من أي قوات إسرائيلية.

3. الاستعداد لتكوين مجموعات قنص دبابات، لتدمير الدبابات الإسرائيلية في رأس الكوبري الإسرائيلي.

4. تأمين المعابر في سرابيوم، ومنع القوات الإسرائيلية من الوصول إليها، وصدها وتدميرها.

5. السيطرة على المنطقة من جنوب الإسماعيلية، وحتى مطار الدفرسوار شرقاً، والطريق الموازي للترعة الحلوة غرباً. مع التركيز على تقاطعات الطرق، والمدقات والهيئات الحاكمة والمخاضات.

وقد تمكنت الكتيبتان المظليتان، التي يتكون منهما قوة اللواء، من تنفيذ المهام الموكلة إليهم، خاصة تأمين الساتر الترابي والمعابر، وتعرضا لهجمات من الدبابات الإسرائيلية أمكن صدها، بخسائر طفيفة نسبياً.

كان قائد الجيش الثاني، والقيادة العامة كذلك، قلقاً من أعمال قتال مفارز الدبابات الإسرائيلية، التي تهاجم قواعد الصواريخ أرض / جو غرب القناة وتدمرها، مع عدم وجود وحدات مضادة للدروع في الغرب. كذلك كانت إحدى المشاكل الرئيسية، وجود إعداد كبيرة من الاحتياطي المستدعي للقوات المصرية، غرب القناة مباشرة، حيث تم دفعه مبكراً إلى مناطق تمركز الفرق المشاة، قبل الحرب، وبقوا بها، وأصبحت بعد عبور القوات الإسرائيلية للغرب، داخل نطاق أعمال القتال، وهي غير مسلحة، وغير منظمة، ولا يوجد لها قيادة، يمكنها اتخاذ إجراء مناسب. الأمر الثالث كان استمرار تدفق الدبابات الإسرائيلية إلى الغرب، حيث عبر ليلة 18/19 أكتوبر مجموعة العمليات الرقم 252، بقيادة الجنرال كلمان ماجن، ليصبح لدى القوات الإسرائيلية في الغرب ثلاث مجموعات عمليات، مكونة من 7 ألوية مدرعة (حوالي 800 دبابة) ولواء مظلي، ولواء مشاة آلي.

بانتقال مجموعات العمليات الإسرائيلية الثلاث الرئيسية التابعة لقيادة الجبهة الجنوبية إلى غرب القناة كان لا بد أن ينقل الجنرال شيموئيل جونين قيادته، خلف قواته في الغرب، وخصص المهام لكل مجموعة من الثلاث كالآتي:

1. مجموعة العمليات الرقم 143 بقيادة الجنرال إيريل شارون تضغط شمالاً للوصول إلى مدينة الإسماعيلية، وتستولي عليها.

2. مجموعة العمليات الرقم 162 بقيادة الجنرال إبراهام آدان، تضغط جنوباً للوصول إلى مدينة السويس، وتستولي عليها.

3. مجموعة العمليات الرقم 252 بقيادة الجنرال كلمان ماجن، تصفي جيوب المقاومة المتبقية في الغرب حول رأس الكوبري، ثم تتحرك على الجانب الأيمن لمجموعة آدان، ومؤخرته وتؤمنهما، وتقطع طريقيّ 12 [20]، والسويس ـ القاهرة وتسيطر على المنطقة بينهما (منطقة المرتفعات الجبلية المسيطرة) وتعزل الجيش الثالث في الشرق تماماً.

كان الهدف الرئيسي للعمليات الإسرائيلية في الغرب، فتح ثغرة في نظام الدفاع الجوي، تسمح للطائرات الإسرائيلية العمل بحرية أكثر، وحصار قوات الجيش الثالث الميداني في الشرق، والاستيلاء على مدينة السويس، الذي يرتبط اسمها بقناة السويس، مما يمكن استغلاله عالمياً، إعلامياً.

1. القتال في المنطقة الخلفية للجيش الثاني

لم يكن للقوات المصرية، في غرب القناة، داخل حدود الجيش الثاني الميداني، سوى اللواء 182 مظلي ـ وقد انضمت إليه كتيبته الثالثة بعد استكمالها ـ وكتيبتي صاعقة من المجموعة 129 صاعقة، أما باقي الوحدات فقد استنزفت في هجمات متكررة، فردية، أدت إلى انخفاض في قدراتها القتالية، وفقدت معظم أسلحتها وضباطها، وعدد كبير من أفرادها[21]، وأصبح من المحتم إعفاءها من مهامها القتالية، وسحبها للخلف، لإعادة تنظيمها وتسليحها[22].

كانت مجموعة شارون قد انتشرت شمال الدفرسوار، في مجموعات قتال بالكتائب، وبدأت في الضغط في اتجاه الإسماعيلية، مدمرة كل ما تجده أمامها، كانت أوامر شارون، يوم 18 أكتوبر، لقائد اللواء المظلي التابع له، ضرورة الاستيلاء على سرابيوم، حتى يمكن أن يدفع قواته شمالاً للوصول إلى الإسماعيلية، هدفه الرئيسي. كلف قائد اللواء المظلي، إحدى كتائبه بمهاجمة الدفاعات حول سرابيوم والاستيلاء عليها، إلا أن كمائن قوات الصاعقة المصرية، من المجموعة 129 صاعقة تصدت لها. وكبدتها خسائر جسيمة، فانسحبت جنوباً، بعد فشلها في المحاولة الثانية كذلك. أرسل شارون كتيبة دبابات لدعم اللواء المظلي، الذي عاود الهجوم مرة أخرى، يوم 19 أكتوبر، بمعاونة الدبابات ووحدات مشاة آلية، وتمكن من اختراق المواقع المصرية حول سرابيوم، ثم هاجم كتيبة المظلات المدافعة عنها، وأجبرها على الارتداد، مما أضطرها إلى نسف الكوبري المقام على الترعة الحلوة، والارتداد شمالاً.

سحب قائد اللواء 182 مظلي، المصري، قواته شمالاً، حتى موقع طوسون، كأوامر رئيس أركان القوات المصرية، الفريق سعد الدين الشاذلي، والذي كان موجوداً في قيادة الجيش الثاني، كما انضم إليه بقايا اللواء 118 مشاة آلي، وركزت الدفاعات على المعابر والكباري، واتخذت الاحتياطيات اللازمة لنسفها إذا حاولت الدبابات الإسرائيلية عبورها.

كان انسحاب اللواء 182 مظلي إلى طوسون، ذو تأثير بالغ على دفاعات الفرقة 16، الفرقة 21 في الشرق، إذ أصبح جانبها معرضاً لنيران الدبابات الإسرائيلية من الغرب، لذلك أمر رئيس الأركان المصري، بارتداد القوات في الشرق إلى الشمال حتى محاذاة دفاعات اللواء المظلي المصري عند طوسون، وفقدت الدفاعات في الشرق 6 كم من دون قتال، سارع الإسرائيليون لاحتلالها في الحال والضغط على الدفاعات من جديد.

دفعت القيادة العامة، المجموعة 39 قتال خاصة ـ وكانت تابعة للاستخبارات العسكرية المصرية ـ إلى قيادة الجيش الثاني، لدعم أعمال القتال في نطاقه، وكلفت في الحال بالانتشار جنوب نفيشة، وعمل كمائن للدبابات الإسرائيلية، وقد نفذت المجموعة مهمتها جيداً، وكبدت مجموعات القتال المدرعة الإسرائيلية، التي تقدمت من جهتها خسائر كبيرة، واستشهد قائد المجموعة في نفس يوم وصول مجموعته لمنطقة عملها[23].

اصطدمت قوات شارون مرة أخرى، بعناصر المظلات المصرية يوم 20 أكتوبر، أثناء تقدمها شمالاً، وتمكن بعد معركة عنيفة من الاستيلاء على محطة طوسون، وفي 21 أكتوبر، هاجمت الدبابات الإسرائيلية آخر مواقع المظلات المصرية عند تبة الشيخ حنيدق، واستولت عليها، وارتدت بقايا اللواء المظلي شمالاً[24]، حيث صدرت الأوامر بإعادة تجميعه، داخل الإسماعيلية، لمعركة فاصلة[25].

كان شارون يسابق الزمن، ليستولي على مدينة الإسماعيلية، قبل وقف إطلاق النار، والذي أصبح وشيكاً، وكان يريد تحقيق شهرة، باحتلاله مدينة مصرية غرب القناة، لذلك، أمر قادة وحداته المدرعة، ضرورة تحطيم المقاومات المصرية أمامهم بسرعة.

ظن شارون أن طريقه إلى الإسماعيلية، أصبح خالياً من أي قوات أو مقاومة مصرية، بعد انتهاء وحداته من الاستيلاء على مواقع المظليين المصريين، إلا أن الوحدات المدرعة الأمامية، اصطدمت فجأة بكمائن عديدة في المناطق الشجرية، جنوب الإسماعيلية، صباح يوم 22 أكتوبر، وكانت الكمائن المصرية منتشرة على مواجهة كبيرة وبعمق، ولم ينج من الدبابات الأمامية أحد، كان يحتل المنطقة مجموعة من الصاعقة الرقم 129 التابعة للجيش الثاني الميداني، وقد نظمت أعمال قتالها وفقاً لتكتيكات الصاعقة التي دربوا عليها، مستغلين طبيعة الأرض الشجرية وكثرة القنوات المائية التي تحد من مناورة وسرعة الدبابات. كما أنضم لهذه المجموعة، المجموعة 139 صاعقة من احتياطي القيادة العامة، والتي كانت مكلفة بالتسلل حتى الكباري الإسرائيلية، عند الدفرسوار، وتأمين جماعة صاعقة بحرية (ضفادع بشرية)، ستقوم بنسف الكباري، بواسطة ألغام بحرية ضخمة، ولم يكن من الممكن في مثل الوضع الذي وصلت إليه القوات الإسرائيلية (على المشارف الجنوبية للإسماعيلية)، وبالحجم الكبير من القوات غرب القناة، أن تنجح كتيبتي الصاعقة المكلفة بهذه المهمة من الوصول لهدفها[26].

أدى عنف قتال مجموعات الصاعقة، إلى توقف قوات شارون، جنوب الترعة الحلوة، ولم تتمكن من العبور شرقها، وأصبحت هدفاً للأسلحة المضادة للدروع، المصرية، المنتشرة بين الأشجار، والتي نسقت مواقعها ونيرانها، على أساس إصابة الدبابات على أقصى مدى للصواريخ، لإجبارها على التوقف بعيداً عن ترعة الإسماعيلية الحلوة، حيث كان قائد مدفعية الجيش الثاني، العميد محمد عبدالحليم أبو غزالة، قد خطط نيران مجموعات مدفعياته، في الغرب والشرق (16 كتيبة مدفعية بها حوالي 280 مدفع) في حشود نيرانية كثيفة، صبت كلها على الدبابات الإسرائيلية، المتوقفة، خارج مدى الصواريخ المضادة للدروع.

استمرت وحدات شارون تحاول الاقتراب من جنوب ترعة الإسماعيلية لعبورها والاستيلاء على المدينة، وعاونته الطائرات الإسرائيلية بهجمات عنيفة على المدينة، وأعطبت كل كتائب صواريخ الدفاع الجوي في قطاع الجيش الثاني الميداني، ودفع شارون مفارز مدرعة من دباباته ومشاتة الآلية على محورين (طريق المعاهدة، الطريق الصحراوي) ليستولي على الكباري المقامة عليهما (كوبري نفيشة، والكوبري العلوي) تمهيداً، لغزو المدينة، ولكنها ارتدت على أعقابها بخسائر كبيرة، إذ تصدت لها وحدات من الصواريخ المضادة للدروع وصدتها وأجبرتها على الانسحاب.

حاول شارون معاودة الهجوم، في منتصف يوم 22 أكتوبر، وتقدمت المفارز المدرعة على محوري طريق المعاهدة، وترعة السويس الحلوة، إلا أن كمائن الصاعقة دمرت دباباته الأمامية، وأوقعت اللواء المظلي الإسرائيلي في كمين خسر فيه 50 قتيلاً، وأجبرت كل قوات شارون المتقدمة على التراجع.

بعد الغروب بقليل، وفي الساعة السادسة والدقيقة الثانية والخمسين يوم 22 أكتوبر، كان موعد سريان وقف إطلاق النار، طبقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 338. (أُنظر وثيقة قرار مجلس الأمن الرقم 338)

انشغلت وحدات شارون في جمع قتلاها وجرحاها، حيث تعذر إرسال طائرات عمودية لإخلائهم للخلف، لخطورة الموقف في المنطقة، ولم يتمكن شارون من تحقيق حلمه بالشهرة، على حساب مدينة الإسماعيلية.

2. القتال لحصار الجيش الثالث

كانت القيادة العامة قد أصدرت أمراً بعودة اللواء الثالث المدرع من الشرق إلى الغرب، لينضم لفرقته الرابعة المدرعة، في منطقة التمركز بالجفرا، لاستعادة كفاءته القتالية. وبذلك أصبحت عناصر الفرقة الرابعة المدرعة مكتملة، بل هي الوحيدة في الغرب التي اكتملت قواتها الأساسية اعتباراً من يوم 19 أكتوبر. لذلك كلفت القيادة العامة، الفرقة الرابعة المدرعة، بالدفاع عن النطاق العملياتي لكلا الجيشين، وهو ما يعني مسؤولية الفرقة عن صد وتدمير القوات الإسرائيلية غرب القناة في مواجهة 70 كم، وبعمق المنطقة الخلفية للجيوش، بدءاً من خط المرتفعات الجبلية غرب طريق المعاهدة مباشرة.

بينما كانت الأرض جنوب الإسماعيلية عاملاً مساعداً، قوياً، في الدفاع عن المدينة، فإن الأرض جنوب رأس الكوبري الإسرائيلي، في الدفرسوار، كانت صالحة لتقدم وقتال وحدات المدرعات، خاصة بعد اجتياز الشريط الزراعي. بالإضافة لذلك، فإن سلسلة الهيئات المرتفعة خارج المنطقة المزروعة، والتي تتحكم في الأرض المنخفضة شرقها، أو الأرض المفتوحة غربها، كانت عناصر من قوات آدان قد احتلتها، كما احتلت كذلك الأراضي الصالحة لهبوط الطائرات الخفيفة والعمودية، ومطاري الدفرسوار وفايد[27].

من وجهة أخرى، فإن القوات الجوية الإسرائيلية، أصبحت قادرة على مساندة قواتها المدرعة في الغرب، بعد أن تمكنت هذه القوات من إسكات وتدمير عدة مواقع لصواريخ الدفاع الجوي المصري، غرب القناة. كذلك كانت القوات المخصصة للعمل في المنطقة الخلفية للجيش الثالث، مكونة من مجموعتي عمليات مدرعة، مكونة من 5 ألوية مدرعة، ولواء آلي، بينما كانت القوة المصرية الوحيدة في الغرب في تلك المنطقة، هي الفرقة الرابعة المدرعة المصرية، بلوائيها المدرعين الثاني والثالث، ولواءها الآلي السادس. كانت نسبة تفوق الدبابات الإسرائيلية واضحة، فهي تتجاوز 5 إضعاف الدبابات المصرية، لذلك كانت القيادة العسكرية الإسرائيلية واثقة من نجاح قواتها في الجنوب، وسرعة استيلائها على مدينة السويس.

أصدر قائد الجيش الثالث الميداني، أوامره إلى الفرقة الرابعة المدرعة، صباح يوم 17 أكتوبر 1973، بدفع مفرزة آلية بقوة كتيبة مشاة آلي مدعمة من اللواء الآلي السادس، لاحتلال جبل جنيفه، ومنطقة كسفريت، في الغرب، بمهمة حماية الجانب الأيمن للجيش، ومنع أي قوات إسرائيلية، من التقدم جنوب على محور طريق المعاهدة. وكانت تلك المهمة هي أول الأنباء لدى قائد الفرقة الرابعة المدرعة، عن وجود قوات إسرائيلية في الغرب.

وصلت الكتيبة الآلية إلى منطقة مهمتها، واحتلتها، وأبلغت قيادتها بجاهزيتها للتنفيذ، مساء اليوم نفسه. وفي الوقت نفسه كان قائد الجيش الثالث يبلغ قائد الفرقة الرابعة، أن ينذر اللواء الثاني المدرع من الفرقة بالاستعداد لتنفيذ هجوم مضاد، لمصلحة الجيش الثاني، في اتجاه الدفرسوار، لتدمير القوات الإسرائيلية التي تتجمع هناك. وقد ألغيت هذه المهمة بواسطة القيادة العامة صباح يوم 18 أكتوبر، حيث كلف بها اللواء 23 مدرع، والذي تحرك من شرق القاهرة فعلاً، وقد فشل هذا الهجوم، وتدمر اللواء 23 مدرع بأكمله (عدا 8 دبابات)، لذلك صدرت الأوامر للفرقة الرابعة المدرعة ظهر يوم 18 أكتوبر لتأمين النطاق العملياتي للجيشين الثاني والثالث معاً، بمواجهة 70 كم تقريباً. دعمت الفرقة من القيادة العامة بأربعة عشر دبابة، تم سحبها من المنشآت التعليمية بأطقمها، وسبعين جندي مسلحين بالقاذف الخفيف السوفيتي الصنع ر. ب. ج ـ 7 "R.P.G. – 7 " المضاد للدروع من المسافات القريبة (حتى 300 متر فقط)، وعدد كبير من الألغام.

قرر قائد الفرقة احتلال النطاق العملياتي للجيش الثالث، بقوة اللواء الثاني المدرع (من دون كتيبة دبابات)، ويدير أعمال قتاله رئيس أركان الفرقة. بينما يحتل النطاق العملياتي للجيش الثاني بكتيبة دبابات من اللواء الثاني المدرع، ويدير أعمال قتالها بنفسه. كما قرر قائد الفرقة تجميع الوحدات المرتدة من الشرق، وكلف قائد اللواء الثاني المدرع بذلك، على أن يتولى مساعد قائد الفرقة، التخطيط للإفادة من دبابات المنشآت التعليمية والألغام والأفراد السبعون المسلحون بالقاذف المضاد للدروع الفردي.

احتلت كتيبة دبابات اللواء الثاني المدرع أوضاعها على النطاق العملياتي للجيش الثاني، تحت إشراف قائد اللواء، وقائد الفرقة، في عصر اليوم نفسه، وعلى أحد اجنابها وضعت الدبابات الأربعة عشر للدعم، بحيث تشكل مع الكتيبة زاوية منفرجة قليلاً، يمكن من احتواء القوات المتقدمة من الوادي أمام الموقع بين ضلعيّ الزاوية. أمام الموقعين، بمسافة كافية (على مدى الصوت)، حَفَرْ رماة القاذف المضاد للدروع الفردي، حفر كثيرة تغطي كل الاتجاهات، بحيث يمكنهم التنقل فيها طبقاً لاتجاه اقتراب الدبابات الإسرائيلية. أمام رماة القاذف المضاد للدروع الفردي، أنشأ المهندسين العسكريين للفرقة الرابعة حقل ألغام مضاد للدروع والأفراد على طول المواجهة وبعمق كبير.

لاحظ قائد الفرقة أن الدبابات الإسرائيلية، بعد اصطدامها الأول بموقع كتيبة الدبابات، يوم 19 أكتوبر[28]، أصبحت تتجنب المنطقة، فأمر بنشر كتيبة دبابات من اللواء الثاني المدرع، جنوب الكتيبة السابقة، على المرتفعات المتناثرة في المنطقة (جبل الجربة، وتبة أم كثيب)، واشتبكت الكتيبة فور وصولها، مع رتل للدبابات الإسرائيلية، لم يكتشف وجودها، ودمرت له 10 دبابات، و10 عربات صواريخ مضادة للدروع، كما أسقطت عناصر الدفاع الجوي الفردية، المدعمة لها، طائرة عمودية.

ظهر يوم 19 أكتوبر، تحرك من اللواء السادس الآلي، مفرزة بقوة كتيبة دبابات ومعها سرية مشاة آلية وكتيبة مدفعية وأطقم قنص دبابات، لتحتل منطقة وادي أبو طالح على الجنب الأيسر للجيش الثالث الميداني، بمهمة تأمين الوادي، ومنع تسلل أي دبابات إسرائيلية منه.

ظهر يوم 20 أكتوبر صدرت الأوامر من القيادة العامة (بواسطة ضابط اتصال) بتكليف الفرقة الرابعة بمهمة تنفيذ ضربة مضادة في اتجاه الدفرسوار، وأن تكون الفرقة جاهزة للتنفيذ السادسة مساءً (أي بعد 6 ساعات). طلب قائد الفرقة مهلة 48 ساعة، حتى يمكنه تجميع الفرقة من أوضاعها ـ كان لواءها المدرع الثالث قد انضم إليها في اليوم السابق 19 أكتوبر، وتجمع في منطقة تمركز الفرقة في الجفرا لاستعادة كفاءته ـ إلا أن القيادة العامة ألغت المهمة صباح يوم 21 أكتوبر، ووضعت تحت قيادة الفرقة اللواء السابع والعشرون مدرع حرس جمهوري.

هاجمت الطائرات المصرية رأس الكوبري الإسرائيلي في الغرب، والكباري الإسرائيلية المقامة على القناة في المنطقة، عدة مرات يوم 18 أكتوبر، وحدثت اشتباكات عنيفة بين القوات الجوية المصرية والإسرائيلية فوق المنطقة، وسقط لكل طرف 10 طائرات في ذلك الاشتباك، كما أسقطت عناصر الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي تقوم بحماية رأس الكوبري الإسرائيلي عدة طائرات عمودية، تمكنت من التسلل على ارتفاع منخفض، وأسقطت عبوات حارقة على الكباري الإسرائيلية، وأصابتها بخسائر.

كان الجنرال آدان قد نظم قواته في ثلاث مجموعات، كل منها لواء مدرع، واندفع بها جنوباً في اتجاه السويس مع الانحراف غرباً قليلاً، ليستفيد من المرتفعات في طريق تقدمه. وقد اصطدم أحد الألوية المدرعة بمرابض نيران لواء مدفعية الفرقة الثالثة والعشرون الآلية، عند تقاطع طريق أبو سلطان مع طريق المعاهدة، وبعد معركة عنيفة استمرت ثلاث ساعات، استطاع اللواء المدرع الإسرائيلي التقدم، واقتحام مواقع لواء المدفعية، الذي تكبد خسائر جسيمة، مثلما كبد اللواء الإسرائيلي خسائر في الدبابات والوقت. وعندما انحرف اللواء المدرع، بعد ذلك، على وصلة أبو صوير، ليتجه إلى طريق القاهرة ـ الإسماعيلية، اصطدم بكتيبة دبابات اللواء الثاني المدرع، وتجنب الدخول في اشتباك مباشر معها، وابتعد محاولاً تعويض الوقت الذي خسره، لكنه اصطدم مرة أخرى بكتيبة دبابات اللواء السادس الآلي، عند وادي أبو طلح، فطلب إمداد من آدان، حيث أمده بكتيبة دبابات، اشتبكت مع الدبابات المصرية، حتى يستطيع اللواء المدرع، أن يعبر المنطقة تحت ستر نيرانها، ويستمر في تقدمه جنوباً.

استطاع اللواء الآخر لمجموعة آدان من تجنب الاشتباك مع أي قوة رئيسية، ووصل إلى قرية فايد المصرية، وحاول دخول مطار فايد، إلا أن القوات المدافعة عن المنطقة، تصدت لدباباته، وأجبرتها على التراجع غرباً. بعد تمهيد نيراني، اقتحم اللواء المدرع الإسرائيلي مواقع المدافعين عن المطار واستولى عليه، وقام بتأمينه، إلا أن القوات المدافعة، استطاعت نسف منشآت المطار قبل انسحابها.

انضم اللواء المدرع الثالث إلى اللواء المدرع المتقدم جنوباً، متجنباً أي اشتباك رئيسي، واستطاعا معاً الوصول إلى جبل جنيفة واحتلاله[29]، ودمرا أثناء تقدمها إليه عدة كتائب صواريخ أرض/جو. بينما كان الجنرال ماجن يتحرك خلف مجموعة آدان، ليدمر أي قوات مصرية، يتركها آدان في تقدمه السريع جنوباً، وقد اصطدم بعناصر كثيرة من الإداريين، والحراسات، على المعسكرات، التي تزخر بها المنطقة من الدفرسوار، وحتى السويس، وأدى اشتباكه مع تلك العناصر لتأخير تحركه.

صدرت أوامر القيادة العامة بتكليف اللواء 113 مشاة آلي، واللواء الأول مشاة آلي ـ وكان قد عاد إلى الغرب من رأس كوبري الفرقة التاسعة عشر، يوم 20 أكتوبر ـ ليحتلا النطاق العملياتي بدلاً من وحدات الفرقة الرابعة، كما أمر اللواء السادس الآلي بالقيام بهجوم على المنطقة الجبلية، وتطهيرها من الدبابات الإسرائيلية ودعم بكتيبة دبابات من اللواء الثاني المدرع، وبالتعاون مع اللواء 113 مشاة آلي وقد تحرك اللواء لتنفيذ المهمة، ونجح فيها جزئياً، قبل أن يضطر للتوقف تحت عنف نيران اللواءات المدرعة التي وصلت إلى المنطقة الجبلية قبله. وفشل هجومه الثاني فجر يوم 21 أكتوبر، للوصول إلى جبل جنيفه.

عندما علم آدان، بقرب صدور قرار لوقف القتال يوم 22 أكتوبر، سارع من فجر هذا اليوم، في التحرك ليصل إلى نهاية البحيرات المرة، ليستعد للهجوم الأخير، على مدينة السويس، قبل وقف إطلاق النار (كانت المسافة المتبقية عند وصوله لنهاية البحيرات المرة جنوباً لا تزيد عن 23 كم). لذلك أمر قواته بالتجمع واندفع بها جنوباً، واستخدم أسلوب الحرب الخاطفة، بالانقضاض السريع، على القوات المصرية التي يجدها أمامه، وكلفه ذلك خسائر كبيرة حيث واجهه المصريون في جزر دفاعية متفرقة، غير منظمة، مسلحين بقذائف مضادة للدروع فردية (R.P.G – 7) وتزايدت المقاومة تدريجياً مع تحركه جنوباً، فقد كان قائدا الفرقتين المشاة في الشرق (الفرقة السابعة، والفرقة التاسعة عشر) قد أرسلا، ليلاً، أطقم صواريخ مضادة للدروع، تمكنت من نصب عدة كمائن على طريق التقدم إلى السويس، وبدأت دبابات آدان تفقد قوة اندفاعها، ويقل معدل تقدمها إلى الجنوب، وكان مازال بجانب ساحل البحيرات المرة الكبرى (منطقة جنوب البحيرات) عندما حل توقيت سريان قرار وقف إطلاق النار، الساعة السادسة، والدقيقة الثانية والخمسين، مساء 22 أكتوبر.

كانت مجموعة ماجن، تقاتل غرب مجموعة آدان، ووصلت إلى الطبقة الزلطية، شمال جبل عويبد، واستطاعت مفرزة متقدمة منها أن تصل إلى مسافة 5 كم شمال تقاطع وصلة جنيفه، مع طريق السويس القاهرة (علامة كم 105)، في نفس توقيت سريان قرار وقف إطلاق النار.


 



[1] جبال جنيفه، وشبراويت والجوزة الحمراء والقط والحافة البيضاء.

[2] كان هذا الهدف في ذهن القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية دائماً، في تصور تطور الأوضاع التي وصلت إليها القوات الإسرائيلية عقب حرب يونيه 1967.

[3] الاسم العبري هو Abiray Lev ويعني القلب الشجاع، وسميت بالغزالة نتيجة ترجمة خطأ من العبرية إلى الإنجليزية.

[4] كانت مكونة من 3 ألوية مدرعة في كل منها 111 دبابة، بإجمالي 337 دبابة.

[5] يسميها المصريون نقطة تل سلام، وكانت القوة الإسرائيلية التي تحتلها قد أخلتها دون قتال مساء يوم 8 أكتوبر، وظلت كذلك، حتى احتلتها قوة إسرائيلية يوم 15 أكتوبر لتأمين أجناب القوات التي ستعبر إلى الغرب.

[6] شملت مهمة آدان كذلك، التركيز على تدمير كتائب الصواريخ أرض / جو المصرية في قطاع عمله، لفتح ثغرة في حائط الصواريخ، يمكن الطائرات الإسرائيلية من النفوذ إلى الغرب والحصول على السيطرة الجوية على منطقة العمليات.

[7] لم يتبق من هذا اللواء بعد الهجوم الخامس أكثر من 27 دبابة فقط من أصل 111 دبابة.

[8] سمّاها الإسرائيليون المزرعة الصينية، عندما وجدوا على حوائطها كتابة باللغة اليابانية، حيث كان بالمزرعة خبراء يابانيون في الزراعة، وظنها الإسرائيليون كتابة صينية، وذاع الاسم بعد ذلك في مؤلفاتهم ونقل عنهم.

[9] سحبت وحدات المظلات خلال هجوم آخر قام به آدان ظهر يوم 17 أكتوبر، وقد خسر اللواء المظلي سبعون قتيلاً، ومائة جريح.

[10] كانت دباباته سوفيتية طراز ت ـ 62 ` T – 62 ` وهو ولواء الحرس الجمهوري المدرع الرقم 27 الوحيدان المسلحان بتلك الدبابة الأحدث في القوات المسلحة المصرية، وكان قد خسر بعض الدبابات من القصف المدفعي والهجمات الجوية على رأس كوبري الفرقة السابعة المشاة، ومشاركة إحدى كتائبه في التطوير يوم 14 أكتوبر.

[11] كان يعترض على سحب اللواء المدرع من نطاقه من دون دعمه بدبابات أخرى، لذلك أعطى قائد الجيش الثالث الميداني أوامره بانضمام كتيبة دبابات من اللواء الثالث المدرع، إلى الفرقة السابعة المشاة، وكانت متمركزة، ضمن اللواء في نطاق الفرقة التاسعة عشر المشاة.

[12] من أهم الوحدات التي فقدها اللواء في الغارات الجوية كتيبة المدفعية المجرورة، وبعض عناصر الدفاع الجوي، ومركبات الإشارة، وعربات الشؤون الإدارية، وقد عاد معظمها إلى رأس كوبري الفرقة السابعة المشاة بعد نجدته من الفرز.

[13] كانت أكبر الأخطاء، عند دفع هذا اللواء، أن كلف رئيس شعبة عمليات الجيش الثالث الميداني، بتلقين قائده بالمهمة، وكان لا يعلم شئ عن القتال الدائر حول ممر العبور على طريق الطاسة، واحتمالات العدو في المنطقة.

[14] سحبت قيادة المنطقة الجنوبية أحد لواءات آدان المدرعة ليعمل احتياطياً لها.

[15] كان القادة الإسرائيليون، يبلغون قيادة المنطقة الجنوبية، عن عبورهم إلى الغرب، بقولهم "لقد وصلنا الآن إلى أفريقيا".

[16] تحرك اللواء على محور موازي لطريق القاهرة ـ الإسماعيلية الصحراوي من شرق القاهرة إلى منطقة تقاطع الطرق التي يتمركز عندها قيادة الفرقة 23 مشاة آلية على الجنزير طوال الليل، دافعاً أمامه كتيبة مقدمة لتأمين تحركه.

[17] كانت كتيبة دبابات الفرقة متبقي بها 20 دبابة.

[18] كان متبقي بها 40 دبابة فقط، وضم عليها كتيبة من اللواء 24 المدرع الذي يعمل مع الفرقة الثانية المشاة في رأس الكوبري الموحد للجيش وكان بها 21 دبابة.

[19] تبقى به بعد المعركة 8 دبابات فقط.

[20] طريق 12 هو طريق عسكري معبد، يتفرع من طريق القاهرة ـ الإسماعيلية الصحراوي، ويمتد شرقاً حتى يتصل بطريق المعاهدة العرضي الذي يصل ما بين السويس جنوباً والإسماعيلية شمالاً، ويعتبر المحور الرئيسي في المنطقة الخلفية للجيش الثالث الميداني.

[21] أصيب قائد اللواء 23 مدرع ونقل إلى القاهرة، واستشهد قائد الفرقة 23 الآلية ومعظم قيادته، وكذلك استشهد قائد اللواء 116 مشاة آلي وأسرت مجموعة قيادته.

[22] أعيد تجميع اللواء 23 مدرع في منطقة تمركز أحد ألوية الفرقة 21 المدرعة في وادي الملاك لرفع كفاءته.

[23] قائد المجموعة 39 قتال خاصة هو الشهيد العميد إبراهيم رفاعي، وقد عبر القناة، خلال حرب الاستنزاف بمجموعته عشرات المرات، ونفذ عملية لنسف منشآت ميناء إيلات العسكري الإسرائيلي.

[24] استمرت عناصر من المظلات المصرية في موقعها بجبل مريم، وأصبح الموقع الوحيد الباقي قبل الوصول للإسماعيلية مباشرة.

[25] لم يأمر قائد اللواء بنسف الكباري على الترعة الحلوة في منطقته، كما كلفه قائد الجيش الثاني. وقد عزل من القيادة بعد وقف إطلاق النار لذلك.

[26] كانت المجموعة 139 صاعقة تنقص كتيبتين، كلفتا بمهام قتالية شرق القناة يومي 6، 10 أكتوبر ولم تنضما على قيادتهما بعد.

[27] تمكنت القوات الإسرائيلية من اصلاح المطارين، فور ابتعاد أعمال القتال عنهما، واستخدمتهما في نقل الاحتياجات وإخلاء الجرحى بالطائرات العمودية، من سيناء.

[28] قبل غروب يوم 19 أكتوبر، حاولت مجموعة قتال من الدبابات والمركبات المدرعة، التقدم في الوادي أمام الكتيبة للوصول إلى قاعدة صواريخ دفاع جوي، كانت بادية خلف الكتيبة بمسافة صغيرة، وسرعان ما اصطدمت دباباتها الأولى بحقل الألغام، وبعد فتح الثغرات، وتحت وطأة نيران المدفعية المدعمة للكتيبة، اخترقت الدبابات الإسرائيلية حقل الألغام، لتتورط مع رماة القواذف المضادة للدروع الفردية، وعندما حاولت عبور منطقتهم بسرعة كبيرة تلقفتها نيران مدافع الدبابات للكتيبة في المواجهة، وعندما حاولوا الالتفاف بالسرية الخلفية لتطويق الكتيبة فتحت دبابات المنشآت التعليمية نيرانها على أجناب قوة الالتفاف، وبصعوبة بالغة تمكنت مجموعة القتال الإسرائيلية من الارتداد، تحت جنح الظلام، بعد أن فقدت نصف قوتها تقريباً (تدمر للقوات الإسرائيلية في هذا الاشتباك 8 دبابات، بالإضافة للمركبات المدرعة).

[29] كانت عناصر اللواء السادس الآلي، قد تركت مواقعها في هذه المنطقة، كأوامر القيادة العامة، لإعادة التجميع في الجفرا، قبل أن تلغى مهمة الضربة المضادة، ولم تعد إلى تلك المواقع، لذلك وجدها الإسرائيليون مهمة سهلة.