المبحث الأول

الخلفية التاريخية

أولاً: السياسة الدولية بين الحربين العالميتين، 1918 ـ 1939

1. في الساعة (11:00) 11 نوفمبر 1918، سكتت أصوات المدافع في جميع جبهات الحرب. عكف المنتصرون على صياغة شروط معاهدة الصلح في فرساي. جاءت بنود المعاهدة موحية بالعقاب الرادع للمهزومين.

2. ما بين نهاية الحرب الأولى وبداية الحرب الثانية، وقعت أحداث هزت العالم، وأخلَّت بموازين السياسة الدولية.

3. في سبتمبر 1931، زحفت الجيوش اليابانية لغزو منشوريا (الصينية)، وبعدها بعدة أعوام، في يوليه 1937، زحفت اليابان مرة أخرى جنوباً لغزو الصين. ويذهب بعض المحللين إلى تأريخ قيام الحرب العالمية الثانية بعام 1931، وهو عام العدوان الياباني على منشوريا.

4. أمّا في أوروبا، فقد تولى أدولف هتلر مقاليد السلطة في يناير 1933، وكان قد أفصح من قبل ومن بعد عن أفكاره ومعتقداته السياسية، وأهمها: أن الشعب الألماني وهو العنصر الأرقى يقع تحت ظلم فادح بتطبيق بنود معاهدة فرساي التي اقتطعت أرضه وجردته من سلاحه وسلبته أمواله في شكل تعويضات باهظة. ثم يعلق هتلر عن أهم أفكاره بالمطالبة بالمجال الحيوي للشعب الألماني وعبر عنه Lebensraum أو Living Space for the German People، وهو شعار يبدو عادلاً لكنه في التطبيق يحمل بذور العدوان على الآخرين عدواناً بلا حدود. وقد عملت به اليابان في غزو الصين، وعملت به إيطاليا في غزو الحبشة ثم ألبانيا.

5. تطبيقاً لفكره السياسي، ضم هتلر النمسا، عام 1937، وفي عام 1938، طالب بضم إقليم السوديت في تشيكوسلوفاكيا بدعوى وجود أقلية ألمانية تسكنه، فسارع الرجل العجوز أرثر تشمبرلين وركب الطائرة لأول مرة في حياته وقابل هتلر ثلاث مرات، كان آخرها في مؤتمر ميونيخ 30 سبتمبر 1938. وفيه تم التسليم لهتلر بمطالبه بشرط ألاّ يعقبها مطالب إقليمية أخرى. وعند نزول تشمبرلين من الطائرة في لندن لوَّح بالوثيقة قائلاً: "إنها اتفاق بشرف، إنها تعني السلام في جيلنا".

6. كان هتلر يطبق سياسة حافة الهاوية ببراعة، فيقوم في كل أزمة بتصعيدها إلى ذروة التوتر حتى تتراجع بريطانيا عن موقفها خشية التورط في حرب لم تكن مستعدة لخوضها.

7. في مارس 1939، سارت الجيوش الألمانية في شوارع العاصمة براج معلنة ضم تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا، فكان العدوان صريحاً هذه المرة.

8. في 23 أغسطس 1939، وُقّع في موسكو ميثاق عدم اعتداء روسي ـ ألماني ذو مرامي مريبة، إذ كان يضم برتوكولاً سرياً يضع فنلندا وإستونيا ولاتفيا في دائرة النفوذ السوفيتي، ولتوانيا في دائرة النفوذ الألماني، أمّا بولندا فتقسم بينهما.

9. في الأول من سبتمبر 1939، عبرت الحشود الألمانية حدود بولندا. (اُنظر خريطة أوروبا عند نشوب الحرب)

10. وفي 3 سبتمبر 1939، أعلن تشمبرلين الحرب على ألمانيا وتبعه رئيس وزراء فرنسا. فكانت هذه بداية الحرب العالمية الثانية، وكان تعليق هتلر لبعض معاونيه "إن إقدامهم على إعلان الحرب لا يعني قدرتهم على خوض الحرب".

ثانياً: أهداف ألمانيا من الحرب

تتلخص هذه الأهداف في الأتي:

1. ضم جميع الأراضي التي تسكنها أقليات ألمانية.

2. ضم كل الأراضي التي اقتطعت من ألمانيا بعد الحرب الأولى.

3. استعادة مستعمرات ألمانيا في آسيا وأفريقيا (قبل الحرب الأولى).

4. أن تصبح ألمانيا صاحبة الكلمة في السياسة الأوروبية، وأن تتخلى بريطانيا عن دورها الأوروبي.

5. السيطرة على مصادر المواد الإستراتيجية، وأهمها البترول والمعادن والقمح في رومانيا وأوكرانيا والقوقاز.

ثالثاً: أهم خصائص الحرب العالمية الثانية التي اكتسبت بها صفة العالمية

1. جغرافياً: شملت الحرب أرض قارات العالم القديم: أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومياه أكبر ثلاث محيطات (الأطلسي  والهادي والهندي).

2.     المسارح: دارت معاركها في 18 مسرحاً (دارت الحرب الأولى في مسرحين رئيسيين اثنين).

3.     عدد الدول المشاركة من الجانبين

تنتمي الدول المشاركة في الحرب إلى قارات العالم الست.

4. ضخامة حجم القوات المتحاربة وارتفاع نسبة الخسائر البشرية (القتلى) من العسكريين

ويقدر عدد القتلى من المدنيين برقم يقارب القتلى من العسكريين.

5. زمنياً: امتد الصراع المسلح 6 أعوام كاملة.

6. نمط التعبئة الشاملة: تحول الصراع المسلح من دائرة قتال محدود بين جيوش محترفة، إلى نمط التعبئة الكاملة لكل القوى الشاملة للدولة: سياسية، اقتصادية، عسكرية، معنوية.

7. حرب الأبعاد الأربعة: دار القتال براً، وجواً، وبحراً بسفن السطح، وبحراً تحت السطح بالغواصات.

8. شملت الحرب كل أشكال المعارك وكل أنواع الأراضي

أ. أشكال المعارك: هجوم خاطف ومعارك عميقة، دفاع، حصار، انسحاب، مطاردة، إبرار جوي، إبرار بحري، هجوم على شاطئ، هجوم بمحازاة شاطئ.

ب. أنواع الأراضي: صحراوية، زراعية، جبلية، غابات، مدن، عبور أنهار، مناطق متجمدة (شمال روسيا وفنلندا).

9. التعاون بين المسارح المتباعدة: ظهر التأثير المتبادل بين المسارح في المكان والزمان والقوات.

10. الأهمية المتزايدة للتأمين اللوجيستي:

أصبح للوجيستية (الإمدادات والتموين) دور رئيسي في نجاح أعمال القتال بكافة مستوياته: تكتيكي وعملياتي وإستراتيجي. وتظهر أهمية الإمدادات والتموين في قدرتها على تلبية مطالب المعركة الحديثة من معدلات الاستهلاك العالية من كافة الاحتياجات، بما يحقق القدرة النيرانية الهائلة والميكنة الكاملة والثورة في أساليب القتال المتمثلة في أسلوب الحرب الخاطفة.

11. ظهور السلاح النووي:

استخدم هذا السلاح، فكان حاسماً في إنهاء الحرب، وأحدث آثاراً عميقة في السياسة وفي الحرب.

12. تغير الخريطة السياسية للعالم: وقيام كيانات ومؤسسات دولية وإقليمية وقيام توازنات عالمية جديدة.

رابعاً: الدول المتحاربة، ومدة المشاركة في الحرب

1. الحلفاء [1](اُنظر جدول الدول المتحاربة، وتاريخ المشاركة في الحرب)

2. المحور

الدول الرئيسية المتحاربة ومدد اشتراكها في الحرب (في المعارك الحربية)

خامساً: مسارح الحرب الرئيسية، ومدة القتال في كل مسرح

1. أوروبا: (10 مسارح)

2. أفريقيا والشرق الأوسط: (5 مسارح)

3. المحيط الهادي وجنوب شرق آسيا: (3 مسارح)

• الإجمالي: 18 مسرحاً للحرب وللعمليات

سادساً: أبرز قادة الدول المتحاربة، وأبرز القادة العسكريين

1. الحلفاء

أ. بريطانيا

(1) القادة السياسيون

·   ونستون تشرشل (وزير البحرية، ثم رئيس الوزراء).

·   أنتوني إيدن     (وزير الخارجية).

(2 )القادة العسكريون

آلان بروك (رئيس الأركان)، أرشيبالد ويفل، ريتشارد أوكونور، كلود أوكنلك، هارولد ألكسندر، برنارد مونتجمري، لويس مونتباتن، أرثر تيدر (جوي)، أندرو كاننجهام (بحري).

ب. الولايات المتحدة الأمريكية

(1) القادة السياسيون

·   فرانكلين روزفلت، رئيس الجمهورية، حتى أبريل 1945، تولى بعده هاري ترومان.

·   كوردل هل، وزير الخارجية، حتى 1944، تولى بعده إدوارد ستيتينيوس.

(2) القادة العسكريون

الجنرال جورج مارشال، رئيس هيئة الأركان؛ الأميرال أرنست كينج، رئيس العمليات البحرية؛ الجنرال دوجلاس ماك آرثر؛ الجنرال دوايت أيزنهاور؛ الجنرال عمر برادلي؛ الجنرال جورج باتون؛ الأميرال مارك كلارك؛ تشستر نيميتز، قائد أسطول الهادي.

ج. الاتحاد السوفيتي

(1) القادة السياسيون

·   جوزيف ستالين، سكرتير عام الحزب الشيوعي.

·   فياشسلاف مولوتوف، وزير الخارجية.

(2) القادة العسكريون

جورجي جوكوف، إيفان كونيف، سيميون بوديوني، سيميون تيموشنكو، كليمنت فوروشيلوف، كونستانتين روكوسوفسكي، فاتوتين، فاسيلي شويكوف (قائد الدفاع عن ستالنجراد، معركة برلين).

د. فرنسا

·   شارل ديجول، زعيم حركة فرنسا الحرة.

·   جاك لوكليرك، بيير كوينج، قائد قوات المقاومة السرية الفرنسية.

هـ. الصين

شيانج كاي شيك، ماوتسي تونج.

2. المحور

أ. ألمانيا

(1) القادة السياسيون

·   أدولف هتلر (فوهرر).

·   يواكيم فون ريبنتروب، وزير الخارجية، هنريك هيملر، رئيس جهاز الأمن ـ الجستابو.

(2) القادة العسكريون

هيرمان جورنج (القائد الجوي Luftwaffe)، كارل دونتز (القائد البحري، تخصص حرب غواصات)، فرانز هالدر (رئيس الأركان)، جيرد فون رونشتد، فيدور فون بوك، ولهلم فون ليب، فون ليست، إروين رومل، فون كلوج، ألفريد كيسلرنج (قائد جوي)، هاينز جودريان.

ب. إيطاليا

(1) القادة السياسيون

·   بنيتو موسوليني (الدوتشي).

·   شيانو (وزير الخارجية).

(2) القادة العسكريون

كافالليرو (رئيس الأركان)، رودولفو جرازياني، ايتالو جاريبالدي.

ج. اليابان

القادة السياسيون والعسكريون

·   هيديكي توجو (رئيس الوزراء).

·   يوسوكي ماتسووكا (وزير الخارجية).

·   تومويوكي ياماشيتا (الملايو، سنغافورة، الفلبين).

·   ايسوروكو ياماموتو (بيرل هاربور ـ ميدواي).

·   تومويوكي ياماشيتا.

·   أوزاوا (في معركة خليج Leyte).