إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / موجز الحرب العالمية الثانية





معركة ستالنجراد
أقصى التوسع الياباني
التقاء القوات
الغزو الألماني للبلقان
غزو جزيرة صقلية

من نورماندي إلى نهر الراين
أوروبا تحت السيطرة الألمانية
أوروبا عند نشوب الحرب
إبرار الحلفاء في نورماندي
هجوم المدرعات الألمانية لاجتياح فرنسا
هجوم الاتحاد السوفيتي على فنلندا
مسرح الباسيفيكي
معركة الأردين
معركة العلمين
معركة الغزالة، سقوط طبرق
معركة علم حلفا
الإبرار في نورماندي
الهجوم الألماني على الاتحاد السوفيتي
الهجوم الأمريكي في الباسيفيكي
الهجوم في اتجاه القوقاز
الاجتياح لأراضي الاتحاد السوفيتي
الاجتياح السوفيتي نهر فستيولا
التقدم في جنوب إيطاليا
الغزو الألماني للنرويج
الغزو الألماني لأراض بولندا
الغزو الألماني لغرب أوروبا
تحرير فرنسا وبلجيكا
تقدم الحلفاء
خطة هتلر لغزو روسيا "بارباروسا"
خطط هتلر لاستكمال الغزو
رأس شاطئ ساليرنو
غزو صقلية وإيطاليا



المبحث الثاني

المبحث الثاني

مسرح الحرب الأوروبي

(سبتمبر 1939 ـ يونيه 1941)

أولاً: الغزو الألماني لبولندا (من الأول من سبتمبر إلى 30 سبتمبر 1939)

الاسم الرمزي Case-White (اُنظر خريطة الغزو الألماني لأراضي بولندا)

1. أهداف الغزو الألماني

أ. تأمين الحدود الشرقية لألمانيا مع جارتها روسيا، بتنفيذ بنود ميثاق عدم الاعتداء بينهما (23 أغسطس 1939)، والحصول على حصة البترول الخام المتفق عليها سنوياً (300 ألف طن).

ب. ضم الأقليات الألمانية في بولندا واسترداد ممر دانزيج والأراضي التي اقتطعت من ألمانيا بعد الحرب الأولى.

ج. إظهار الغرب، بريطانيا وفرنسا، بمظهر العاجز عن نجدة حليفته بولندا.

د. الاستعداد بعد تصفية الموقف على الحدود الشرقية للتحول إلى الغرب، وغزو غرب أوروبا، كمرحلة ثانية، وحاسمة لإنهاء الحرب.

2. الموقف العسكري البولندي

كان هذا الموقف تشوبه نقاط ضعف واضحة:

أ. يبلغ تعداد بولندا 35 مليون نسمة، بينهم 10 مليون نسمة من أقليات غير بولندية.

ب. تمارس ألمانيا والاتحاد السوفيتي ضغوطاً متكررة على بولندا؛ للحصول على مطالب إقليمية استناداً إلى حقوق تاريخية.

ج. بلغ طول الحدود المشتركة بين بولندا وألمانيا 2800 كم، بعد قيام ألمانيا بضم تشيكوسلوفاكيا، وأصبحت هذه الحدود تمتد في الغرب وفي الجنوب.

د. تقع قواعد الصناعة والأهداف الحيوية البولندية على طول حدودها المشتركة مع ألمانيا، وأصبحت هذه الأهداف معرضة للهجوم الألماني من ثلاثة اتجاهات.

هـ. تنتشر القوات البولندية على الحدود للدفاع بقوة سبعة جيوش، من دون الاحتفاظ باحتياطيات كافية في العمق.

و. تتكون القوات البولندية من 30 فرقة مسلحة بأسلحة الحرب الأولى، و11 لواء خيالة، ولواء واحد مشاة آلية، ولواء واحد مشاة على عربات، ولواء جبلي، و935 طائرة نصفها من طراز قديم، وعدد من القطع البحرية. وحتى الأول من سبتمبر لم تكتمل خطة التعبئة العامة (كان إجمالي التعبئة مليون و800 ألف جندي)، وصار من الصعب استكمالها، بعد ذلك، بسبب تدمير خطوط المواصلات نتيجة للضربات الجوية الأولى.

3. الخطة الألمانية

أ. في اليمين ـ الجنوب: مجموعة جيوش من ثلاثة جيوش، بقيادة فون رونشتد، في اتجاه تركيز المجهود الرئيسي (الضربة الرئيسية)، قوتها العددية 886 ألف جندي، 590 طائرة مقاتلة ومنقضة وقاذفة، مهمتها تشكيل ذراعين للتطويق من الجانب الأيمن.

ب. في اليسار ـ اتجاه الشمال: مجموعة جيوش من جيشين، بقيادة فون بوك، قوتها العددية 630 ألف جندي، 800 طائرة، مهمتها تشكيل ذراعين للتطويق من الجانب الأيسر.

ج. يلتقي جيشان (من الجنوب والشمال) في عملية تطويق داخلي، عند وارسو. ويلتقي جيشان (من الجنوب والشمال) في عملية تطويق خارجي، شرق وارسو.

د. خصص احتياطي جوي من 250 طائرة نقل؛ لابرار قوات المظليين للاستيلاء على المطارات.

هـ. قوة بحرية، من بارجة، وثلاثة طرادات، ومدمرات، مهمتها قصف الأهداف الساحلية البولندية.

و. إجمالي القوات الألمانية: 48 فرقة، منها ست فرق مدرعة؛ وألفا طائرة؛ وأسطول بحري.

ز. مقارنة القوات: تفوق ألماني، بنسبة:

 

بولندا

ألمانيا

المشاة المعبأة للقتال

0.5:

1

الدبابات

0.05:

1

الطائرات

0.47:

1

·  هدف الخطة: إنزال ضربة مفاجئة سريعة؛ لتدمير القوات البولندية، واستسلام بولندا، قبل أن يصدر أي رد   فعل من الغرب (بريطانيا وفرنسا).

4. إدارة العمليات

أ. بدأ الألمان شن ضربة جوية مركزة، دمرت الطائرات البولندية على الأرض، وأصابت مراكز القيادة، وقطعت خطوط المواصلات والسكك الحديدية وقصفت الكباري. ونفّذت هذه الضربة قبل بدء الهجوم البري بساعات قليلة.

ب. في السادسة من صباح الأول من سبتمبر 1939، اندفعت الجيوش الألمانية إلى أهدافها المخططة بذراعي التطويق الداخليين والخارجيين. وفي اليوم الأول للقتال، فقدت القيادة البولندية السيطرة، وتوقفت التحركات، ولم تنفذ خطة التعبئة العامة.

ج. في 17 سبتمبر، اقتحمت القوات الروسية حدود بولندا الشرقية بقوة مجموعتي جيوش، وتتكون كل مجموعة من جيشين. وتمكنت المجموعتان من أسر 217 ألف جندي بولندي.

د. في 19 سبتمبر، تفابلت الضربات المتلاقية من الجنوب ومن الشمال، بالجيشين الثامن والعاشر الألمانيين عند وارسو وشرقها، وأكملت التطويق الداخلي طبقاً للخطة. وأحكم الحصار بطرفي الكماشة على جيش بوزنان البولندي Poznan، الذي كان يقدر تعداده بنحو 100 ألف جندي، فاستسلم منهياً بذلك آخر مقاومة بقوة بولندية كبيرة. وفي الوقت نفسه، أحكمت حركة التطويق الخارجي، التي قادها جودريان، والتي تقابل طرفاها عند برست ليتوفسك.

هـ. وفي 27 سبتمبر، سقطت وارسو، وفي 6 أكتوبر، استسلمت بولندا.

و. بلغ إجمالي الأسرى البولنديين 694 ألفاً، بخلاف 100 ألف هربوا عبر الحدود. وقُدّرت الخسائر الألمانية بنحو 14 ألف قتيل، و30 ألف جريح، أمّا الخسائر البولندية فلم تُحصر.

5. سير الأحداث بعد الغزو

أ. 29 سبتمبر، اتفاق ألماني روسي لترسيم الحدود الجديدة، وتقسيم بولندا (ثلث للروس، وثلثان للألمان). واُتفق على تسليم 300 ألف طن من البترول الخام سنوياً إلى ألمانيا.

ب. أول أكتوبر، عرض هتلر خطة سلام على بريطانيا، ولكن جاء الرد البريطاني، حاسماً، بالرفض، في 12 أكتوبر.

ج. في 28 سبتمبر، و5 أكتوبر، و10 أكتوبر، طلب الاتحاد السوفيتي قواعد وامتيازات من دول البلطيق الثلاثة، إستونيا، ولاتفيا، ولتوانيا، على التوالي، وسرعان ما حصلت على مطالبها.

د. وفي 30 نوفمبر، هاجمت روسيا جارتها الشمالية، فنلندا.

6. دروس الحملة على بولندا

كان اجتياح الألمان لبولندا أول صورة لأسلوب الحرب الخاطفة، واتضح التطبيق المتقن للمبادئ التالية:

أ. مبدأ المفاجأة: بالضربة الجوية التي سبقت سعت "س" (ساعة الصفر)، وكانت آثارها شديدة على القيادة البولندية، وعلى الطيران البولندي الذي دُمِّرت طائراته، وعلى شبكة خطوط المواصلات.

ب. مبدأ الحشد: باستخدام المدرعات في فرق كاملة، فظهرت قدراتها في توجيه الضربات المؤثرة.

ج. مبدأ خفة الحركة والعمل الهجومي: بتوجيه ضربات تطويق عميقة متلاقية، ومع هذه الضربات تحولت القوات البولندية إلى مجموعات محاصرة، كان من السهل تصفيتها.

د. مبدأ التعاون: ظهر تطبيقه مثالياً بين الطائرة والدبابة والمشاة المحملة وعناصر المظليين.

7. ملاحظة هامة

عند هجوم الاتحاد السوفيتي على بولندا، في 17 سبتمبر، لم يصدر أي رد فعل من جانب الحلفاء، وأفلت بالغنيمة.

ثانياً: هجوم الاتحاد السوفيتي على فنلندا (حرب الشتاء) (30 نوفمبر 1939 ـ 12 مارس 1940) (اُنظر خريطة هجوم الاتحاد السوفيتي على فنلندا)

1. القوات المتحاربة

أ. حشد السوفيت مليون جندي، في أربعة جيوش، تتكون من 30 فرقة مدعمة بألف دبابة و800 طائرة، بقيادة سيميون تيموشنكو، وكليمنت فوروشيلوف، الذي عُيّن قائداً عاماً من يناير 1940.

ب. دافع الفنلنديون بجيش من 200 ألف، مشكل في 9 فرق، معتمدين على الخط الدفاعي الحصين، مانرهايم Mannerheim Line.

2. سير العمليات:

أ. بدأ الهجوم السوفيتي، في 30 نوفمبر 1939.

ب. نجح الفنلنديون، في 13 ديسمبر، في صد الهجوم السوفيت، وقاوموا ببسالة خلال فصل الشتاء.

ج. في أول فبراير 1940، هاجم السوفيت الخط الدفاعي. وفي 4 مارس، نجحوا في اختراقه.

د. في 12 مارس 1940، استسلمت فنلندا، وتم في موسكو توقيع معاهدة الصلح، وحصل الاتحاد السوفيتي، بموجبها، على التنازلات التي طالبوا بها الفنلنديين.

3. خسائر الطرفين

أ. خسائر فنلندا: 25 ألف قتيل ومفقود، و43 ألف وخمسمائة جريح، و400 ألف لاجئ، في حاجة إلى المأوى والإعاشة. وأجبرت فنلندا على التخلي عن أهم الأراضي الصالحة للدفاع عن حدودها.

ب. خسائر الاتحاد السوفيتي: 200 ألف قتلى المعارك والبرد، و400 ألف جريح.

ثالثاً: الغزو الألماني للنرويج (9 أبريل ـ 9 يونيه 1940) (اُنظر خريطة الغزو الألماني للنرويج)

  • تبدو النرويج دولة نائية عن بؤرة الصراع المسلح الدائر بين ألمانيا والغرب، حيث تقع في أقصى الشمال الغربي لقارة أوروبا.
  • تتمتع النرويج بساحل ممتد ومشرف على المحيط الأطلسي، ولها على هذا الساحل عدداً من القواعد البحرية ذات المزايا الفريدة في السيطرة على مياه بحر الشمال، وعلى خطوط المواصلات البحرية المؤدية إلى بريطانيا.
  • سعى كل من الألمان والبريطانيين إلى احتلال النرويج، وكان السبق والمبادأة للألمان.

1. الأهداف الألمانية من الغزو

أ. الحصول على قواعد بحرية، تطل على بحار مفتوحة تبحر منها السفن والغواصات؛ لتوجيه هجمات مؤثرة لقطع خطوط المواصلات البحرية البريطانية، وأهم هذه الموانئ نارفيك وتروندهايم.

ب. الحيلولة دون قيام الأسطول البريطاني بحصار الأسطول الألماني، داخل مياهه الإقليمية، في بحر الشمال، وهي الحالة التي فرضت على ألمانيا في الحرب الأولى.

ج. ضمان حياد السويد، وضمان استمرارها في تصدير خام الحديد إلى ألمانيا، من طريق ميناء نارفيك النرويجي، الذي يتصل بخط سكة حديدي مع مناطق المناجم السويدية.

د. السيطرة على المحور البحري الشمالي المؤدي إلى ميناء مورمانسك الروسي.

هـ. سَبْق بريطانيا إلى احتلال النرويج وحرمانها من مزايا القواعد البحرية النرويجية.

2. سير الأحداث

أ. في 9 أبريل 1940، استولت قوات محمولة جواً وقوات إبرار بحري على الأهداف الحيوية في العاصمة أوسلو، وعلى القواعد البحرية والجوية. خصص الفيلق 21 الألماني المكون من 8 فرق مشاة ولواء راكب، بقوة 67 ألف جندي، لتحقيق مهمة الاحتلال والسيطرة، وكانت قوة الجيش النرويجي 15320 جندي.

ب. في منتصف أبريل 1940، تم إبرار بحري لقوة بريطانية فرنسية عند نارفيك في شمالي ووسط النرويج. لكن جميع هذه القوات أُخليت، في يونيه 1940، مع هجوم الألمان على فرنسا.

ج. في 9 يونيه، استسلمت القوات النرويجية.

3. دروس الحملة على النرويج

أ. تُعدّ صورة من صور عمليات الأسلحة المشتركة: برية، وجوية، وبحرية، وإن تمت على نطاق محدود. أعطت صورة للمعركة الحديثة، وأبرزت دور القوات البحرية والقوات الجوية والقوات المحمولة جواً وبحراً بشكل خاص.

ب. ظهر دور العملاء النازيين (الطابور الخامس) بزعامة كويسلنج النرويجي النازي في التعاون مع القوات الألمانية، وتسهيل سيطرتها على الأهداف النرويجية.

ج. شكلت النرويج نقطة قوة بحرية كبيرة لألمانيا، ولكنها، في الوقت نفسه، شكلت عبئاً على القيادة الألمانية، التي احتفظت بقوات كبيرة بشكل مستديم للدفاع عنها ضد الغزو البريطاني، الذي ظل محتملاً.

رابعاً: الغزو الألماني لغرب أوروبا: هولندا وبلجيكا وفرنسا (من 10 مايو إلى 25 يونيه 1940)

الاسم الرمزي Case Yellow (اُنظر خريطة الغزو الألماني لغرب أوروبا)

1. أهداف ألمانيا

أ. تدمير قوات بريطانيا وفرنسا، وإحراز نصر عسكري حاسم، وإجبارهما على الإذعان لشروط الصلح الألمانية، وإنهاء حالة الحرب في الغرب لصالح ألمانيا.

ب. الاستعداد في المرحلة التالية لغزو الاتحاد السوفيتي، بعد أن تكون ألمانيا قد أبعدت كل تهديد، في الظهر، من اتجاه الغرب.

2. الخطة الألمانية لغزو فرنسا Case-Yellow

لم تبارح خطة فون شليفن (1905) فكر هيئة القيادة الألمانية، لذا بُنيت الخطة على أساس دخول فرنسا من اتجاه الشمال بحركة تطويق واسعة عبر أراضي هولندا وبلجيكا، مع تثبيت القوات الفرنسية على الحدود المشتركة (خط ماجينو). أخذت خطة 1940 كثيراً من ملامح خطة 1914، مع بعض التعديلات الجوهرية وأصبحت بالشكل التالي:

أ. تخصص مجموعة جيوش للهجوم من اليمين عبر هولندا وبلجيكا. وهنا سيكون رد فعل الحلفاء هو المسارعة إلى النجدة واحتلال خط دفاعي مجهز في بلجيكا، ومحاولة صد القوات الألمانية، على نمط مشابه لما حدث عام 1914.

ب. الجديد في خطة 1940، أن تندفع مجموعة جيوش الوسط وتخترق حدود فرنسا من اتجاه هضبة الأردين الوعرة بين دينانت وسيدان، ثم تندفع في اتجاه البحر عند أبفيل، وتحصر فرق الحلفاء التي تكون قد اندفعت شمالاً إلى بلجيكا وهولندا، وتقطع خطوط مواصلاتها وتعزلها عن باقي القوات الفرنسية.

ج. تكلف مجموعة جيوش اليسار بتثبيت القوات الفرنسية على الحدود المشتركة أمام خط ماجينو.

3. القوات الألمانية

شُكلت في ثلاث مجموعات جيوش على النحو التالي:

أ. في اليمين: مجموعة جيوش (B)، بقيادة فون بوك، تتكون من جيشين (25 فرقة)، وفيلق مدرع (مكون من ثلاث فرق مدرعة)، وقوة مظليين. مهمتها الهجوم بقوة جيش في اتجاه هولندا، وبقوة الجيش الآخر في اتجاه بلجيكا.

ب. في الوسط: اتجاه تركيز المجهود الرئيسي (الضربة الرئيسية)، مجموعة جيوش (A)، بقيادة فون رونشتد، تتكون من ستة جيوش (37 فرقة)، وفيلقين مدرعين (7 فرق مدرعة)، تهجم في اتجاه هضبة الأردين، وتخترق شمالي فرنسا في اتجاه البحر.

ج. في اليسار: مجموعة جيوش (C)، بقيادة فون ليب، تتكون من جيشيْن، مهمتها تثبيت القوات الفرنسية في خط ماجينو.

4. مقارنة القوات في مسرح غرب أوروبا:

 

الحلفاء

الألمان

النسبة

عدد الفرق

135

136

1 : 1

عدد الدبابات

2689

2439

1.1 : 1

عدد الطائرات

1800

3200

0.56 : 1

أ. تتفوق الدبابة الفرنسية على الدبابة الألمانية في سمك الدرع وقوة التسليح.

ب. تتفوق الدبابة الألمانية على الدبابة الفرنسية في السرعة ومدى العمل.

ج. يستخدم الفرنسيون الدبابة كسلاح مساند يحمي المشاة Infantry Support. وتمتلك فرنسا ثلاث فرق مدرعة باعتبار أن القسم الأكبر من دباباتها مع المشاة.

د. يستخدم الألمان الدبابات في حشد فرق وفيالق مدرعة كاملة. وتخصص لها مهام الاختراق العميق بمعاونة مباشرة مع طائرات القتال والطائرات المنقضة، وتساندها المدفعية، ويلحق بها المشاة المحمولة في عربات أو في عربات مدرعة، ويسبقها المظليون الذين يستولون على عُقد المواصلات والكباري والأهداف الحيوية في العمق، ويتمسكون بها حتى تتصل بهم القوات المهاجمة.

5. سير الأحداث

أ. بدأ الهجوم في 10 مايو 1940، وقامت الجيوش الألمانية بتنفيذ مهامها طبقاً للخطة.

ب. في 14 مايو، استسلمت هولندا.

ج. تمكنت قوات فون رونشتد (مجموعة الجيوش (A)، المجهود الرئيسي) من اختراق هضبة الأردين، واندفعت في اتجاه البحر، فوصلته عند أبفيل. في 20 مايو، هزمت جيشين فرنسيين متواضعي المستوى، وقطعت مجموعة الجيوش الألمانية مسافة 240 كم في يوم 11 يوماً، من الحدود الشرقية لفرنسا حتى ساحل البحر، بمعدل تقدم 22 كم يومياً.

د. نشأ جيب من 40 فرقة من الحلفاء (بلجيكا، فرنسا، بريطانيا)، تم حصرها بين قوات فون بوك، مجموعة جيوش (B)، من الشمال، وقوات فون رونشتد، مجموعة جيوش (A)، من الخلف.

هـ. في 23 مايو، فشلت آخر الجهود لاتصال الجيب بقوات الحلفاء في شمالي فرنسا.

و. وفي 26 مايو هاجمت مجموعة جيوش B، وضغطت على القوات البلجيكية، التي استسلمت في 26 مايو.

ز. وفي 27 مايو، طلب الملك ليوبولد الثالث الهدنة من الألمان. وفي يوم 28 مايو استسلمت بلجيكا.

ح. 26 مايو، اتخذ البريطانيون قرار الانسحاب من دنكرك، بعد أن أصبح جانبهم مكشوفاً باستسلام بلجيكاً. وبدأ الانسحاب في 27 مايو.

6. الانسحاب من دنكرك Operation Dynamo (27 مايو ـ 3 يونيه 1940) :

أ. يقع ميناء دنكرك شمال ميناء كاليه مباشرة، عند أضيق قطاع في القنال الإنجليزي، ويقابله على الجانب الآخر، ميناء دوفر الإنجليزي.

ب. كان الميناء الوحيد الذي تعتمد عليه قوات الحلفاء المعزولة داخل الجيب.

ج. أوشكت أن تقع كارثة لقوات الحلفاء المنسحبة من دنكرك، لولا أن رونشتد قائد مجموعة الجيوش (A) أمر دباباته يوم 23 مايو بالتوقف عن المطاردة، وترك تصفية المنسحبين لوحدات المشاة والطيران الألماني. وبنى قراره على أن خسارة وأعطال دباباته بلغت 50%، وأن طبيعة الأرض عند الاقتراب من الساحل كانت وعرة ومزدحمة بالمجاري المائية والحفر المغمورة بالمياه. صدق هتلر على القرار. كان هذا القرار بمثابة طوق النجاة للمنسحبين.

(1) إجمالي القوات المنسحبة من دنكرك 338 ألف.

(2) الثلثان من البريطانيين 226 ألف.

(3) الباقي حلفاء، أغلبهم من الفرنسيين.

د. شارك في الإخلاء 848 سفينة حربية ومدنية، منها مدمرات وسفن تجارية ويخوت وقوارب صيد خاصة، كلها شاركت في الإخلاء إلى سواحل بريطانيا.

و. بلغت خسائر البحرية، في الإخلاء من دنكرك، 7 مدمرات، و24 سفينة.

هـ. عاد المنسحبون إلى الوطن، وتركوا خلفهم الأسلحة والمعدات.

ز. كان هؤلاء المنسحبون هم النواة، التي أُعيد بها تشكيل القوات البريطانية من جديد، فما زالت الحرب في بدايتها، ومهام القتال عديدة، ومسارح الحرب تستقبل المزيد من المقاتلين.

7. الانهيار، بعد دنكرك (هجوم المدرعات الألمانية لاجتياح فرنسا) (5 ـ 25 يونيه 1940) (اُنظر خريطة هجوم المدرعات الألمانية لاجتياح فرنسا)

·      في 10 يونيه 1940

وجه الدوتشي طعنة إلى ظهر فرنسا الجريحة، فأعلن الحرب من جانب إيطاليا على فرنسا، أملاً في نصيب من غنائم الحرب دون تضحيات تذكر.

·      في 14 يونيه

دخلت القوات الألمانية باريس.

·      في 15 يونيه

اخترقت قوات فون ليب، مجموعة الجيوش C، خط ماجينو Maginot Line، في مكانين.

·      في 17 يونيه

وصل فيلق مدرع، يقوده جودريان، إلى الحدود السويسرية، وطوّق خط ماجينو بكامله،من الغرب، وحاصر 500 ألف جندي فرنسي، داخل تحصيناتهم.

·      في 18 يونيه

ارتفع صوت ديجول، من بين أطلال الهزيمة، وخاطب الشعب الفرنسي من إذاعة لندن قائلاً: "خسرنا معركة، لكننا لم نخسر الحرب، سنواصل المقاومة حتى تتحرر فرنسا".

·      في 22 يونيه

استسلمت فرنسا، بعد قتال ستة أسابيع.

إجمالي الخسائر (قتلى ومفقودين وأسرى)

·      من الجانب الألماني

 156 ألف (منهم 45 ألف قتيل ومفقود).

·      من الحلفاء:

فرنسيون 123600     بريطانيون 68000

·      إجمالي الحلفاء

191600 بين قتيل ومفقود وأسير، وخسارة كاملة للأسلحة والمعدات.

8. دروس غزو الألمان لفرنسا: (مايو ـ يونيه 1940)

أ. تقدم هذه العملية صورة متكاملة للحرب الخاطفة، كما أبدعها الفكر العسكري الألماني وأرسى قواعدها.

ب. أحرز الألمان النصر، على الرغم من تقارب القوى، فلم يكن هناك تفوق عددي ولا تفوق نوعي واضح لأي من الجانبين، لكن تفوق الألمان مرجعه إلى ثورة في التكتيك (المعارك) وفي الفن العملياتي (العملية الحربية)، بتطبيق أساليب جديدة تتصف بخفة الحركة العالية والمبادأة الهجومية والحشد الفعال للمدرعات. وفي النهاية تحققت المفاجأة الكاملة، التي أفقدت الحلفاء اتزانهم، الفكري والمعنوي، على الرغم مما كانوا يملكونه من قوات ومعدات.

ج. حارب الحلفاء عام 1940 بأفكار عام 1914 وأنماطها الدفاعية. وحارب الألمان بفكر طموح متطلع إلى المستقبل.

د. وبالرغم من أن ألمانيا أحرزت نصراً عسكرياً، إلاّ أنها لم تحرز النصر السياسي المنشود، إذ استسلمت فرنسا، لكن بريطانيا لم تستسلم، بل واصلت رحلة التحدي والصمود منفردة عاماً كاملاً، حتى ظهر أول حليف لها (الاتحاد السوفيتي)، وبعد ستة أشهر أخرى انضم الحليف الثاني (الولايات المتحدة).

9. الموقف الإستراتيجي في أوروبا بعد استسلام فرنسا (يونيه 1940)

سيطرت ألمانيا على القارة الأوروبية عدا الاستثناءات التالية:

أ. أسبانيا: دولة صديقة لألمانيا، وتؤثر الحياد بين الجانبين المتحاربين.

ب. البلقان: أسند إلى إيطاليا مهمة احتلال اليونان (في أكتوبر 1940).

ج. سويسرا: دولة الحياد التقليدي.

د. السويد: مصدر الحديد الخام للصناعات الألمانية وهي تلتزم بتصديره، وتؤثر الحياد.

هـ. فنلندا: تربطها بألمانيا علاقة صداقة.

و. بريطانيا: ترفع شعار الصمود، أصبحت لندن مركزاً لتجمع كل الجنسيات التي فرت من بلادها أمام زحف جيوش النازي.

ز. الاتحاد السوفيتي: يربطها بألمانيا تحالف عدم اعتداء وتلتزم بتصدير البترول الخام والمواد الإستراتيجية إلى ألمانيا، ويشوب العلاقات الألمانية الروسية عنصري التوتر والحذر.

ح. فرنسا: احتلت ألمانيا نصف أراضي فرنسا، وتشمل شمال فرنسا وساحل فرنسا المطل على المحيط الأطلسي، فاقتربت القواعد البحرية والجوية الألمانية (المطلة على القنال الإنجليزي وعلى ساحل الأطلسي) من الأهداف في بريطانيا، وتركت باقي فرنسا تحت إدارة حكومة فيشي.

خامساً: معارك بريطانيا الجوية (10 يوليه ـ منتصف أكتوبر 1940)

1. أعدت القيادة الألمانية خطة لغزو بريطانيا Sea Lion، وجهزت 39 فرقة بقيادة فون رونشتد، كما جهزت وسائل الإبرار البحري. وفعلاً صدرت الأوامر يوم 16 يوليه ومحددة يوم 15 سبتمبر 1940 لبدء الغزو. لكن ألمانيا لم تكن تجرؤ على غزو بريطانيا مادام سلاح طيرانها لم يهزم، فدارت معركة بريطانيا الجوية.

2. كانت القوة الجوية الألمانية المخصصة لقصف بريطانيا تقدر بنحو 2682 طائرة، منها 1392 قاذفة و1290 مقاتلة (من أصل خمسة آلاف طائرة تملكها ألمانيا). وبعد استسلام فرنسا، حصل الألمان على ميزة العمل من المطارات الأمامية في هولندا وبلجيكا وفرنسا، وزاد اقترابهم من الأهداف في إنجلترا.

3. على الجانب الآخر، كان الطيران البريطاني يقدر بنحو 700 طائرة صالحة للقتال، أساساً، من المقاتلات Spitfire، مُشكلة في 59 سرباً. وقد تميزت هذه المقاتلة بقدرتها على المناورة وقوة تسليحها وزيادة تدريعها، في بعض الأجزاء المهمة. وقد لعبت الدور الأساسي في التصدي للطائرات الألمانية المغيرة (من طراز مسر شميت 109). وكان جهاز الرادار من أهم عوامل صمود البريطانيين، إذ تمركزت محطاته على طول السواحل المعرضة، وقامت بمهمة اكتشاف الطائرات المهاجمة من مسافة 50 ـ 70 ميلاً، مع تحديد عددها واتجاهه وسرعتها. كما تفوق الطيارون البريطانيون بمستوى تدريبهم العالي وبالروح المعنوية.

4. استمرت المعارك بين الجانبين، الألماني والبريطاني، بشدة بالغة، ثلاثة أشهر، وانقسمت إلى ثلاث مراحل:

أ. المرحلة الأولى: من 10 يوليه إلى 12 أغسطس 1940، وتركزت في قصف الموانئ والسفن والمنشآت البحرية، خاصة في جنوبي إنجلترا.

ب. المرحلة الثانية: من 13 أغسطس إلى 6 سبتمبر، تركزت في قصف المطارات ومصانع الطائرات، ومراكز الصناعة في وسط إنجلترا. ومن المعارك الجوية الشهيرة في هذه المرحلة معركة ليلة 15/16 أغسطس، إذ أغار الألمان بألف طائرة، وبلغت خسائرهم 76 طائرة مقابل إسقاط 34 طائرة بريطانية.

ج. المرحلة الثالثة: من 7 سبتمبر إلى 15 أكتوبر، وكانت أهدافها، القصف الليلي لمدينة لندن والمدن الرئيسية. ومن غاراتها الشهيرة، غارة السابع من سبتمبر، وكانت على لندن بستمائة قاذفة، وستمائة مقاتلة ألمانية. كان التدمير شديداً في المناطق المدنية في لندن، وفي كوفنتري.

5. لماذا توقف الألمان عن مواصلة المعركة الجوية؟

أ. يرجع هذا التوقف إلى ارتفاع نسبة الخسائر في الطائرات الألمانية، وفي أطقمها المدربة. وفي 17 سبتمبر، أعلنت القيادة الألمانية عن تأجيل تنفيذ عملية غزو بريطانيا، فَعُدّ هذا التأجيل اعترافاً ضمنياً بفشل المعارك الجوية، وقد هبطت تدريجياً حدة الغارات الألمانية، وإن استمرت بعد ذلك متقطعة.

ب. إجمالي خسائر المعركة الجوية في 4 شهور (يوليه ـ أكتوبر 1940) [1]

(1) الخسائر الألمانية: 1389 طائرة من كل الأنواع.

(2) الخسائر البريطانية:790 طائرة مقاتلة.

(3) النسبة: 0.57 بريطانيا : 1 ألمانيا.

ج. اتخذ تشرشل قراراً بتعويض كل مواطن أصيب في ممتلكاته الخاصة بفعل الغارات المعادية. ولتغطية هذه التعويضات فُرضت ضريبة عامة على جميع المواطنين. بداية كانت هذه التعويضات عبئاً على الخزانة البريطانية، ولكن حدث بعد ذلك، في السنين 1941 وما بعدها، أن خفت حدة الغارات المعادية وهبط حجم التعويضات مع استمرار الدخل من الضريبة، فكان مصدر الدخل أكبر من التعويض.

د. في 20 أغسطس 1940، أشاد ونستون تشرشل بأداء وتضحيات رجال القوات الجوية في معركة بريطانيا الجوية، وأطلق عبارته الشهيرة:

Never in the Field of Human Conflict, was so much owed, by so many, to so few. Britain had stood alone & Britain had Win

"لم يحدث في مجال الصراع البشري أن حملت كل هذه الكثرة من الناس، كل هذا الكم من العرفان بالفضل، لهذه القلة من الرجال، لقد وقفت بريطانيا وحدها، وانتصرت.

سادساً: الغزو الألماني للبلقان (أبريل ـ مايو 1941) (اُنظر شكل الغزو الألماني للبلقان)

1. غزو ألمانيا ليوغسلافيا واليونان

أ. في 28 أكتوبر 1940، هاجمت القوات الإيطالية أراضي اليونان واستمرت المعارك دون إحراز أي نصر حاسم. وفي 9 مارس 1941، فشل آخر هجوم إيطالي، تجمعت الغيوم فوق البلقان، فقرر هتلر غزو البلقان بقوات ألمانية.

ب. في 5 مارس 1941، سارعت بريطانيا إلى نجدة اليونان، بقوة بريطانية من 57657 جندي، بهدف التصدي للزحف الألماني المنتظر.

ج. في 6 أبريل 1941، بدأ الهجوم الألماني على يوغسلافيا بـ 15 فرقة بقيادة فون ليست.

د. في 12 أبريل، سقطت بلجراد، وفي 17 أبريل، استسلم الجيش اليوغسلافي.

هـ. في 20 أبريل، استسلم الجيش اليوناني، فصدرت الأوامر بانسحاب القوات البريطانية من اليونان.

و. من 24 أبريل إلى أول مايو، تم الانسحاب كالآتي:

·   عدد الجنود البريطانيين الذين تم إخلاؤهم 45 ألفاً.

·   الخسائر (قتيل وجريح وأسير) 12 ألفاً.

·   كما خسرت بريطانيا 26 سفينة أثناء عملية الإخلاء البحري.

ز. في 25 أبريل، انضم الأسطول اليوناني، بقوة سبع سفن حربية وأربع غواصات، إلى الأسطول البريطاني، في قاعدة الأسكندرية.

2. غزو جزيرة كريت: (20 مايو ـ أول يونيه 1941)

أ. قررت بريطانيا الدفاع عن كريت، والتمسك بها كقاعدة رئيسية بحرية ـ جوية تسيطر على شرق البحر المتوسط، وأخلي عدد من الجنود المنسحبين من اليونان إلى كريت للدفاع عنها، وفي الوقت نفسه، قررت ألمانيا اجتياح كريت بهجوم خاطف.

ب. القوات البريطانية المدافعة:

·   قوات من جنود نيوزيلندا، وأستراليا، وبريطانيا، واليونان، معظمهم من الجنود الذين تم إخلاؤهم من اليونان.

·   25 دبابة.

·   إجمالي القوات المدافعة: 27 ألف وخمسمائة جندي، بقيادة الجنرال فريبرج، من نيوزيلندا.

ج. القوات الألمانية

·   الفيلق الحادي عشر، مشكل من الفرقة السابعة المحمولة جواً (مظليين)، والفرقتين، الخامسة والسادسة، الجبليتين.

·   الفيلق الثامن الجوي، بقوة 1280 طائرة، بمهمتي الإبرار والمعاونة الجوية.

·   سفن صغيرة للنقل والإبرار البحري.

د. سير المعركة

(1) في 20 مايو، بدأت المعركة بقصف جوي عنيف للأهداف في الجزيرة؛ تمهيداً للإبرار الجوي.

(2) في 20 - 26 مايو، تم إبرار جنود الفرقة السابعة، لتنفيذ المهمة ذات الأسبقية العالية، وهي الاستيلاء على المطارات وتأمينها لهبوط الطائرات بالمعدات والأسلحة المتوسطة، وأهمها مطار ماليمي. وتم إبرار الفرقتين الخامسة والسادسة الجبليتين بالطائرات والشراعيات.

(3) خصصت 500 طائرة مقاتلة، و500 طائرة نقل، و72 طائرة شراعية، وسفن لنقل 7 آلاف جندي، بحراً.

(4) في 26 مايو، سيطرت القوات الألمانية على أهدافها في الجزيرة.

(5) وفي 27 مايو، أمر الجنرال ويفل، القائد العام البريطاني في الشرق الأوسط، بانسحاب القوات البريطانية من الجزيرة. تم الانسحاب في أول يونيه 1941.

هـ. الإخلاء والخسائر

(1) عدد الجنود البريطانيين الذين تم إخلاؤهم 14580.

(2) الخسائر (قتيل، جريح، أسير) 12970.

(3) انسحب الجنود، من دون أسلحة ومعدات، وأجريت عمليات الإنقاذ، بحراً، من دون غطاء جوي. ومما هو جدير بالذكر، أن الأميرال أندرو كاننجهام قائد الأسطول البريطاني في البحر المتوسط، أدّى دوراً مهماً، وكان له فضل إنقاذ نحو 15 ألف جندي بالسفن، تحت سيطرة جوية ألمانية.

(4) خسائر البحرية البريطانية

(أ)     إغراق: ثلاثة طرادات، وست مدمرات، و29 سفينة.

(ب) إصابة: حاملة طائرات واحدة، وبارجة واحدة، وأربعة طرادات، وسبع مدمرات.

(5) الخسائر الألمانية (قتيل وجريح): حوالي 6 آلاف جندي، معظمهم من جنود المظلات.

و. الدروس من غزو كريت

(1) تُعدّ العملية الأولى في تاريخ الحرب التي يتحقق فيها الاستيلاء على هدف بري، بقوات الإبرار الجوي (المظليين) وحدهم، من دون إسناد قوات مدرعة.

(2) كانت الخسائر عالية في أفراد المظلات الألمان، أحجمت القيادة الألمانية عن تكرار التجربة في أي مسرح آخر حتى نهاية الحرب.

3. نتائج غزو البلقان

أ. دخول يوغسلافيا واليونان مرحلة مظلمة من تاريخهما، في ظل الاحتلال الألماني.

ب. فقد بريطانيا مكانتها بالانسحاب مرة أخرى، بعد دنكرك، وخسرت كامل معدات الحملة، وعدداً من السفن.

ج. نشأت تدريجياً حركة المقاومة السرية في يوغسلافيا (البارتيزان)، وقامت الحركة بدور إيجابي في إزعاج وتثبيت القوات الألمانية في البلقان حتى خريف 1944. في أكتوبر 1944، دخلت القوات السوفيتية والمقاومة اليوغسلافية العاصمة بلجراد، فأسرعت جميع القوات الألمانية بالانسحاب من البلقان.

د. تسبب الدعم البريطاني لحملة اليونان وكريت في إضعاف القوات البريطانية في شمال أفريقيا وإحراج موقف ويفل، الأمر الذي أدّى إلى نجاح ساحق لرومل في إحراز أول انتصار له في شمال أفريقيا، وإلحاق أول هزيمة بالبريطانيين خلال المدة من الأول إلى الحادي عشر من أبريل 1941.

هـ. من أخطر نتائج غزو ألمانيا للبلقان أن تأخر غزو روسيا 38 يوماً، من 15 مايو إلى 22 يونيه 1941، ومن ثَمّ تأخر وصول الألمان إلى أعتاب موسكو وتوقفهم عندها يوم 5 ديسمبر 1941، في توقيت وصل فيه الشتاء الروسي إلى بالغ قسوته، فواجه الجيش الألماني أولى هزائمه في الحرب، واهتزت صورة الجيش الذي لا يقهر.

 



[1] ورد في أحد المراجع أن الخسائر الألمانية كانت 2698 طائرة، والبريطانية 915 طائرة