المبحث السادس

مسرح الحرب في المحيط الهادي وجنوب شرقي آسيا

(7 ديسمبر 1941-12 سبتمبر 1945)

أولاً: موقف القتال في مسارح الحرب، في ديسمبر 1941

1. مسرح شمال أفريقيا: 18 نوفمبر ـ 9 ديسمبر 1941

أ. دارت معركة كروسيدور، بقيادة أوكنلك.

ب. وهجوم بريطاني بقيادة أوكنلك/ كاننجهام على قوات المحور (رومل)، أسفر عن انتصار جزئي نجح في رفع الحصار عند طبرق.

2. المسرح السوفيتي:

أ. 16 نوفمبر- 5 ديسمبر، دارت معركة موسكو:

(1) هجوم ألماني بمجموعة جيوش الوسط على موسكو.

(2) نجح الروس في صد الهجوم وإنزال أول هزيمة بالألمان، وتحولوا إلى هجوم مضاد عام.

ب. في 16 ديسمبر، انسحاب ألماني عام في جبهة موسكو.

3. الحرب الجوية

في ديسمبر 1941، بدأ القصف الجوي الإستراتيجي البريطاني على ألمانيا بقاذفات 4 محركات.

4. الحرب البحرية

أ. الغواصات الألمانية تنزل خسائر عالية في الغواصات البريطانية في معركة الأطلسي التي تهدف منها ألمانيا إلى فرض حصار بحري حول بريطانيا.

ب. نتائج الحرب البحرية عام 1941 حتى نهاية ديسمبر:

(1) عدد السفن التجارية (بريطانيا وحلفاؤها) التي أُغرقت عام 1941 هي 1299 سفينة

(2) حمولات السفن التي أُغرقت:4 مليون و398 ألف طن

(3) عدد الغواصات الألمانية التي أُغرقت:35غواصة

(4) المعدل: إغراق غواصة واحدة مقابل إغراق125 ألف و657 طن

ج. مقارنة الإغراق بالبناء الجديد في عام 1941:

(1) حمولات السفن التي أُغرقت 4 مليون و398 ألف طن

(2) حمولات السفن الجديدة التي صُنعت عام 1941 مليون و984 ألف طن

(3) المحصلة: نقص قدره مليونان و414 ألف طن

ثانياً: الأحداث التي أدت إلى توتر العلاقات ونشوب الحرب بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية

1. كانت بداية توتر العلاقات بالتوسع الياباني وغزو منشوريا 1931، ثم غزو الصين 1937، وأطلقت اليابان شعاراً براقاً يخفي نواياها التوسعية: The Greater East Asian Co-prosperity Sphere .

2. انحازت الولايات المتحدة إلى جانب الصين، وفتحت معها قناة اتصال مباشر، ودعمتها بالأسلحة والمعدات والخبراء العسكريين.

3. خلقت الحرب في أوروبا عام 1940 فراغاً هائلاً في الشرق الأقصى وجنوب غرب المحيط الهادي. ففي مايو - يونيه 1940، هُزمت هولندا، دولة الاستعمار لجزر الهند الشرقية (إندونيسيا)، التي تُعد واحدة من أهم مصادر البترول في المنطقة. كما هُزمت بريطانيا، دولة الاستعمار للملايو وبورما، وهي مصادر المطاط في المنطقة. وهُزمت فرنسا، دولة الاستعمار للهند الصينية، وهي مصدر للأرز والمطاط. وزحفت اليابان جنوباً لملء هذا الفراغ، والاستيلاء على تلك الثروات. وفي 23 يوليه 1940، دخلت بقواتها الهند الصينية الفرنسية.

4. عارضت الولايات المتحدة الأمريكية هذه الخطوة التوسعية، وكان رد فعلها فورياً في 31 يوليه 1940، بأن حظرت تصدير المواد الإستراتيجية، وبالذات البترول والحديد، إلى اليابان. وفي 25 يوليه 1941، جمدت الأرصدة اليابانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحذت بريطانيا حذوها. وكان هدف السياسة الاقتصادية الأمريكية هو ضغط اليابان وتهديدها وحرمانها من المواد الأساسية To Squeeze and Threaten Japan، وعرقلة طموحها العسكري التوسعي، مع استمرار دعم الصين للتصدي للغزو الياباني.

5. هذا الموقف دفع اليابان إلى اتخاذ إستراتيجية توصلها إلى الموارد الغنية بالثروات الطبيعية والمواد الإستراتيجية وتحقق أحلامها في التوسع والسيطرة.

ثالثاً: الإستراتيجية اليابانية (مسرح الهادي في ديسمبر 1941) (اُنظر خريطة مسرح الباسيفيكي)

في 6 سبتمبر 1941، صدَّق المجلس الأعلى للحرب على خطة الغزو اليابانية، التي تنفذ في أربع مراحل:

1. المرحلة الأولى: توجيه ضربة عسكرية قوية ومفاجئة على أهم القواعد الأمريكية في المحيط الهادي، بهدف تدمير الأسطول والطيران الأمريكي، وشل قدرة القيادة الأمريكية على التدخل أو التحرك، وانتزاع السيطرة البحرية والجوية على المحيط.

2. المرحلة الثانية: تتم في وقت متزامن مع المرحلة الأولى، وفيها تجتاح القوات اليابانية جنوب شرقي آسيا: الفيليبين، وبورما، والملايو، وتايلاند، وسنغافورة، وسومطرة، وجاوا، والسيطرة على كافة الموارد الطبيعية والقواعد الحربية.

3. المرحلة الثالثة: بناء حزام أمني دفاعي على مسافة ألفي ميل شرق اليابان، يستند على سلسلة من الجزر لتأمين اليابان ضد أي رد فعل أمريكي، بحري جوي.

4. المرحلة الرابعة: التوسع غرباً إلى الهند وجنوباً إلى أستراليا.

رابعاً: سير أحداث الحرب خلال الشهور الستة الأولى من الحرب

1. معركة بيرل هاربر(7 ديسمبر 1941)

أ. تُعدّ تنفيذاً للمرحلة الأولى من الإستراتيجية اليابانية.

(1) اختارت اليابان هدفاً لها القاعدة البحرية الجوية الرئيسية للولايات المتحدة الأمريكية، في موقع المركز من المحيط الهادي، وتقع في جزر هاواي.

(2) نُفذ الهجوم الساعة السابعة وخمسين دقيقة من صباح الأحد 7 ديسمبر 1941.

ب. قوات الجانبين والخسائر

(1) القوات الأمريكية، لحظة بدء الإغارة، وحجم الخسائر

سفن أخرى مساندة أغرقت اثنتان، وأصيبت اثنتان.

الأفراد 2403 قتلى من العسكريين والمدنيين.

وأفلتت أهم القطع البحرية الأمريكي، وهي ثلاث حاملات طائرات (ساراتوجا، وليكسنجتون، وإنتربرايز)، لوجودها في عرض البحر.

(2) القوات اليابانية المهاجمة، وحجم الخسائر التي ألحقت بها

(أ) اشتركت في الغارتين القطع والأعداد التالية:

·    حاملات طائرات.

·    بارجتان.

·    طرّادان.

·    5 غواصات، أغرقت جميعها.

·    363 طائرة، 183 طائرة في الموجة الأولى، قصفت أهدافها في الساعة (07:59)؛ و180 طائرة في الموجة الثانية، قصفت أهدافها في الساعة (08:40). وانتهت الغارتان في الساعة (09:15). وأُسقطتْ 29 طائرة، وفُقد 55 طياراً.

(ب) وكانت المجموعة اليابانية وأهمها حاملات الطائرات الست، قد وصلت الساعة (06:00) يوم 7 ديسمبر، إلى مسافة 200 ميل من بيرل هاربر، من دون أن تُكتشف. وأقلعت الطائرات وبدأت بتدمير الطائرات على الأرض وفي الهناجر، ثم تحولت إلى تدمير القطع البحرية.

(ج) بذا نجحت اليابان في تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة وأصابت أقوى القواعد الأمريكية إصابة شديدة مباشرة.

(د) رد الفعل العالمي والأمريكي على الهجوم على بيرل هاربر

·   روزفلت: قدمت له اليابان الحل للمعضلة التي عاشها منذ سبتمبر 1939، فلم يكن بمقدوره إقناع الشعب الأمريكي، خاصة الانعزاليين، بدخول الحرب إلاّ بعمل عدواني مثل بيرل هاربر، وإن جاءت الضربة اليابانية مفاجئة بالغة الشدة.

·   كانت بريطانيا أسبق الدول إلى إعلان الحرب على اليابان.

·   تشرشل: وصل إلى الموقف الذي طالما تمناه، وقد عبّر قائلاً: "الآن أقوى دولتان في العالم تحاربان معنا جنباً إلى جنب، لم نعد وحدنا".

·   ستالين: أبدى ترحيبه من مقاعد المتفرجين، من دون إبداء أي رد فعل نحو اليابان، بسبب وقوع بلاده تحت ضغط الغزو الألماني، ومازالت معركة موسكو في أوج شدتها.

2.غزو دول الجوار: أقصى التوسع الياباني (اُنظر شكل أقصى التوسع الياباني)

أ. مع تنفيذ المرحلة الأولى، بدأ تنفيذ المرحلة الثانية في التوقيت نفسه، وسارعت اليابان إلى غزو دول الجوار والتوسع في اتجاه الجنوب.

ب. سير الأحداث في المرحلتين الأولى والثانية من الخطة اليابانية

(1) في 11 ديسمبر 1941، أغرقت بارجتان بريطانيتان أثناء إبحارهما، عند خليج بورما، من دون غطاء جوي، وهما البارجة Repulse (حمولة 32 ألف طن)، والبارجة برنس أوف ويلز (حمولة 35 ألف طن)، وهي أقوى ضربة بحرية تُوجه إلى بريطانيا خلال عقود طويلة من الزمن.

(2) في 25 ديسمبر، سقطت هونج كونج (كانت مستعمرة بريطانية، في ذاك الوقت).

(3) في 2 يناير 1942، سقوط مانيلا عاصمة الفيليبين.

(4) في 15 فبراير، استسلمت قاعدة سنغافورة البحرية، وأسر 85 ألف جندي بريطاني.

(5) في فبراير ومارس، تم الإبرار في سومطرة وجاوا.

(6) في 7 مارس، سقطت رانجون عاصمة بورما (التي تُعدّ واحدة من مصادر البترول المهمة).

(7) نجحت اليابان في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة.

خامساً: المعارك البحرية الكبرى

حدثت أحداث هامة في الأشهر الثلاثة من أبريل إلى يونيه 1942، كان لها أكبر الأثر في تطور سير الحرب في مسرح الهادي.

بدأت اليابان تنفيذ المرحلة الثالثة ببناء نطاق الأمن الدفاعي فاصطدمت بالقوات البحرية الجوية الأمريكية، فكان الصراع بالغ العنف، وأهم أحداث المرحلة هي:

1. غارة دوليتل الجوية Doolittle Air Raid

في 18 أبريل 1942، وبعد أقل من 5 شهور من بيرل هاربر، تمت غارة جوية قادها الكولونيل جيمس دوليتل، الذي قاد 16 قاذفة من نوع B-25، وأقلع من سطح حاملة الطائرات Hornet، من مسافة 960 كم شرق اليابان. فاجأت الغارة طوكيو العاصمة، ومدناً يابانية رئيسية أخرى، قُصفت للمرة الأولى، من دون أن تدري أي شئ عن المصدر الذي أقلعت منه الطائرات. أكمل دوليتل الرحلة إلى مطارات في شرق الصين. وعلى الرغم من أن الآثار المادية للغارة كانت محدودة، إلاّ أن آثارها على الإستراتيجية اليابانية كانت عميقة، فقد اتجهت اليابان فوراً إلى التوسع في بناء حزام أمن، باحتلال الجزر شرق اليابان حتى توفر الحماية الكافية لجزر الوطن، مما أدى إلى انتشار قوات اليابان بدرجة تفوق إمكانياتها العسكرية والاقتصادية، وأصبحت هذه الجزر المتباعدة هدفاً سهلاً للقوات الأمريكية، التي امتلكت، تدريجياً، التفوق البحري والجوي.

2. معركة بحر كورال: (4 ـ 8 مايو 1942)

أ. جرت أحداث هذه المعركة البحرية قرب الطرف الشمالي الشرقي لقارة أستراليا. أبحرت قوة من الأسطول الياباني لغزو ميناء مورسبي الواقع في جنوب غرب جزيرة غينيا الجديدة، والذي يبعد 400 ميلاً شمال أستراليا. دارت معركة بحرية عنيفة ونجح الأسطول الأمريكي في صد الأسطول الياباني، ومنعه من التوغل في اتجاه أستراليا.

ب. ترجع أهمية المعركة إلى أنها المرة الأولى في تاريخ الحرب البحرية، التي يشتبك فيها أسطولان في القتال بالطائرات والحاملات، من دون أن تواجه سفن السطح بعضها البعض، ومن دون إطلاق طلقة مدفع واحدة.

ج. خسائر الطرفين جاءت متعادلة: إغراق حاملة طائرات من كل جانب، وإسقاط 43 طائرة يابانية مقابل 33 طائرة أمريكية.

3. معركة ميدواي (4-7 يونيه 1942)

تقع جزر ميدواي في المركز من المحيط الهادي.

أ. أبحرت قوة يابانية مُشكلة من 8 حاملات طائرات، و11 بارجة، و100 سفينة مساعدة. وتقابلت مع قوة أمريكية عند ميدواي. دار القتال بين الطائرات المنطلقة من الحاملات. وأسفرت المعركة عن نصر أمريكي حاسم.

ب. تُعد معركة ميدواي نقطة تحول هامة في الحرب، فهي أول هزيمة بحرية تُصيب اليابان في كل تاريخها البحري، وفيها فقدت تفوقها في حاملات الطائرات حتى نهاية الحرب.

ج. الخسائر اليابانية: إغراق 4 حاملات طائرات (من أصل 9 حاملات تملكها اليابان)، وطراد ثقيل وإسقاط 200 طائرة.

د. الخسائر الأمريكية: إغراق حاملة طائرات واحدة، وإسقاط 150 طائرة.

هـ. أسباب التفوق الأمريكي في ميدواي

(1) كانت جميع السفن الأمريكية مزودة بالرادار، الذي لم يكن متوفراً للسفن اليابانية.

(2) استخدم الأمريكيون سفناً تعمل مركزاً للمعلومات Combat Information Center.

(3) الخلاصة: فشلت اليابان في تنفيذ المرحلة الثالثة من الخطة، ولم تحقق إنشاء حزام أمن يحميها، وأصبحت الأهداف اليابانية في متناول البحرية والطيران الأمريكي.

سادساً: معارك الإبرار البحري الكبرى (اُنظر خريطة الهجوم الأمريكي في الباسيفيكي)

كما فشلت اليابان في تنفيذ المرحلة الثالثة، فقد فشلت في تنفيذ المرحلة الرابعة بمحاولة غزو الهند وأستراليا، بل انتقلت المبادأة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي غزت الجزر التي تحتلها اليابان بطريقة القفز Leap Frogging التي أرهقت اليابانيين. ومن أهم معارك الإبرار التي نفذها الأمريكيين بنجاح، المعارك التالية.

1. معركة جوادالكانال، Guadalcanal، من 7 أغسطس 1942 إلى الثاني من فبراير 1943

• ترجع أهميتها إلى أنها أول عملية إبرار بحري أمريكي في الحرب، وأنها أول عملية يُنفذها جنود مشاة البحرية، وأنها أول هزيمة برية تلحق باليابان في الحرب.
• تقع جزيرة جواد الكانال في القطاع الجنوبي من المحيط الهادي، وتشرف على تحرك القوافل البحرية الأمريكية المتجهة إلى أستراليا، فقرر الأمريكيون غزوها، خاصة بعد قيام اليابانيين بإنشاء قاعدة جوية على الجزيرة يشنون منها غاراتهم ضد القوافل الأمريكية. دار القتال بشدة بالغة لمدة 6 شهور انتهت بانتصار أمريكي.
• الخسائر اليابانية: 24 ألف قتيل.
• الخسائر الأمريكية: 1752 قتيل.

2. غزو الفيليبين: (20 أكتوبر 1944 ـ 4 فبراير 1945)

أ. انسحبت القوات الأمريكية من الفيليبين في مارس وأبريل 1942. ثم عادت مرة أخرى لغزو جزر الفيليبين عام 1944، باعتبارها تُشكل قاعدة هامة للوثوب إلى غزو اليابان في المرحلة التالية.

ب. شكلت قوة الغزو الجديدة، بقيادة دوجلاس ماك آرثر، وحققت انتصارات في معارك بحرية فاصلة، ثم دارت معارك برية عنيفة حتى سيطرت القوات الأمريكية على كل أراضي الفيليبين.

ج. في 9 يناير، استخدمت 850 سفينة لإبرار الجيش السادس الأمريكي في خليج Lingayen، الذي يُعدّ الباب الرئيسي المؤدي إلى السهل الأوسط لجزيرة Luzon، كبرى جزر الفيليبين.

د. في 25 يناير، نجحت القوات الأمريكية في الاستيلاء على قاعدة كلارك الجوية.

هـ. في 28 يناير، تم إبرار الجيش الثامن الأمريكي.

و. في 4 فبراير، دخلت القوات الأمريكية العاصمة، مانيلا

3. معركة أيوجيما (19 فبراير ـ 16 مارس 1945)

أ. ترجع أهميتها إلى أنها تقع على مسافة 1200 كم من اليابان.

ب. نُفِذ الإبرار بقوات مشاة البحرية، وتمت السيطرة على الجزيرة في أقل من شهر.

ج. بلغت الخسائر الأمريكية 25 ألف جندي، ما بين قتيل وجريح، يمثلون 30% من قوة الإبرار التي قدِّرت بنحو 80 ألف جندي.

4. معركة أوكيناوا (26 مارس ـ 21 يونيه 1945)

أ. هي المحطة الأخيرة على طريق غزو الجزر اليابانية، تقع على مسافة 520 كم من أراضي اليابان. تم الإبرار بقوات الجيش العاشر الأمريكي، المكون من: فيلق من أربع فرق، وفيلق مشاة البحرية من ثلاث فرق، وفرقة احتياطي. ودعمت القوات الأمريكية بالأسطول الخامس، وبأحدث القاذفات. وكان إجمالي هذه القوات 287 ألف جندي.

ب. كانت القوات اليابانية المدافعة عن الجزيرة تتألف من 77 ألف جندي، و20 ألف فرد ميليشيا وعمال.

ج. الخسائر الأمريكية: إغراق 30 سفينة حربية وتدمير 350 سفينة معاونة وإبرار، و50 ألف جندي بين قتيل وجريح. وقد استخدم اليابانيون أسلوب الطيّار الانتحاري (المنقض بطائرته المحملة بالقنابل على الهدف)، والمعروفة باسم "كاميكاز".

د. الخسائر اليابانية: 110 ألف قتيل ياباني، منهم مدنيون فضلوا الانتحار، ووقع 216 في الأسر.

هـ. باحتلال جزيرة أوكيناوا أصبحت الجزر اليابانية في متناول القاذفات الأمريكية، خاصة قاذفات B-29.

5. خطأ الحسابات الإستراتيجية اليابانية

أ. بُنيت الحسابات اليابانية على أساس أن الضربة الأولية المفاجئة في بيرل هاربر ستؤدي إلى فقد اتزان أمريكي يستمر لمدة طويلة، يتم خلالها السيطرة اليابانية الكاملة على أهدافها في جنوب شرقي آسيا وفي المحيط الهادي.

ب. استعادت الولايات المتحدة الأمريكية قدراتها الحربية بسرعة مذهلة. ففي أقل من خمسة أشهر قُصِفت طوكيو (غارة دوليتل، 18 أبريل 1942). وفي أقل من ستة أشهر أُنزلت باليابان أول هزيمة بحرية في تاريخها (ميدواي، يونيه 1942)، وانتُزعت منها كلٌّ من السيطرة البحرية والجوية حتى نهاية الحرب.

ج. من الواضح أن اليابان لم تعمل حساباً دقيقاً لقدرات الولايات المتحدة الأمريكية الصناعية والاقتصادية والحربية.

سابعاً: الأحداث الرئيسية في المسرح الهادي وجنوب شرقي آسيا