إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب في مالي





مناطق الصراع في مالي
التدخل الفرنسي في مالي




مقدمة

مقدمة

1. التعريف بدولة مالي

مالي دولة إسلامية أفريقية، وكانت مستعمرة فرنسية سابقة، تمتد على مساحة 1.24 مليون كم2، وهي بذلك الأكبر مساحة في غرب أفريقيا، محاطة بسبع دول، منها دولتان عربيتان هما الجزائر وموريتانيا، ما يعطيها أهمية إستراتيجية خاصة (اُنظر خريطة مالي).

تمتد عبر ثلاث مناطق مناخية، ابتداءً من مناطق السافانا في الجنوب، مروراً بالمنطقة السودانية، وانتهاءً بالمنطقة الصحراوية. ويبلغ عدد السكان نحو 14.8 مليون نسمة، منهم نسبة 65% من الشباب تحت سن 25 عاماً، موزعين في مجموعات قبلية كبرى، أهمها البول، والدوجون، والبوبو، والبمبارا، والبوزو، والسونييكا، والسونداس، والمانينكا؛ إضافة إلى الطوارق في الشمال، ويبلغ عددهم نحو ربع سكان مالي، بالقرب من الصحراء الكبرى في ثلاث مناطق، هي تمبكتو، وكيدال، وغاو.

يدين نحو 80% من السكان بالإسلام، الذي وصل إلى مالي في القرن الثامن الميلادي، ونشأت العديد من الممالك الإسلامية في مالي. كما اشتهرت مدينة تمبكتو المالية بمكتبتها الفنية. أما المسيحية فدخلت في بداية القرن العشرين، مع الاستعمار الفرنسي، ويدين بها نحو 15% من السكان.

وقعت تحت الاحتلال الفرنسي منذ نهاية الثلث الأول من القرن التاسع عشر، وقد أُطلق عليها السودان الفرنسي، وظلت تحت حكم الاستعمار إلى أن استقلت، عام 1960.

2. خلفية تاريخية عن دولة مالي

انفصلت قبائل سونيكي وماندنيكا عن وينمادو (غانا)، عام 1230م، حيث قام قائد ماندنيكا "سونديا تاكيبتا" بتكوين اتحاد للقبائل في الوادي الخصيب بأعالي نهر النيجر، وجعل جيرانه تحت سيطرته، مؤسساً إمبراطورية مالي، وكانت أكبر من مملكة غانا، وامتدت في أوجها من ساحل المحيط الهندي غرباً، إلى ما وراء تخوم منحنى نهر النيجر شرقاً، ومن حقول الذهب في غينيا جنوباً إلى محط القوافل التجارية عبر الصحراء شمالاً.

كان إمبراطورها "مانسا موسى" قد حج لمكة، عام 1324م، عبر القاهرة، واستقبله المماليك في القاهرة بحفاوة بالغة، وقد انخفض سعر الذهب في العالم إثر رحلة الحج، لكثرة ما وزع من ذهب طوال الرحلة. وفي هذه السنة أصبحت العاصمة تمبكتو بجنوب غرب نهر النيجر، مركز تجارة الذهب وتعاليم الإسلام.

في أواخر القرن الرابع عشر، استقلت الأقاليم الخارجية، واستولى الطوارق (بدو جنوب الصحراء الكبرى) على تمبكتو العاصمة.

في سنة 1500 م، امتد حكم مالي لمناطق بأعالي نهر النيجر، وكانت تمبكتو هي عاصمة مالي منذ إنشائها، وكلمة تمبكتو أمازيغية الأصل. وامتدت مملكة مالي حتى حدود مملكة دارفور قديماً.

في نهاية القرن التاسع عشر، أخضع الفرنسيون هذه المنطقة، التي أصبحت مستعمرة فرنسية. وفي عام 1904، سُميت بالسودان الفرنسي. وفي عام 1920، أصبحت جزءاً من الاتحاد الفرنسي. واستقلت عن فرنسا عام 1960، باسم فيدرالية مالي، بزعامة "موديبوكيتا".

في عام 1968، نفذ الجيش انقلاباً عسكرياً، بزعامة الملازم "موسى تراوري"، عندما تدهورت الأوضاع الاقتصادية، وأطاح بموديبوكيتا من السلطة، وعطل الدستور.

في عام 1974، صدر دستور جديد، جعل مالي دولة الحزب الواحد، يسيطر عليها حزب الشعب المالي الديموقراطي الاشتراكي القومي، بزعامة "موسى تراوري".

في عام 1975، وبمقتضى اتفاقية لاجوس، أُنشئ تجمع اقتصادي لدول غرب أفريقيا، ضم كل من مالي، وموريتانيا، وساحل العاج، والسنغال، وبنين، والنيجر، وبوركينا فاسو، والرأس الأخضر، وجامبيا، وغانا، وغينيا، وغينيا بيساو، وسيراليون، وتوجو، ونيجيريا، ومقر التجمع في أبوجا عاصمة نيجيريا.

في ديسمبر 1985، تقاتلت مالي مع بوركينا فاسو بسبب نزاع حدودي طويل بينهما.

في عام 1991، انتهى الحكم الديكتاتوري، بحكومة انتقالية. وفي عام 1992، كان إجراء أول انتخابات رئاسية ديموقراطية، فاز فيها الرئيس "ألفا عمر كوناري". وفي عام 2002، خلفه بانتخابات ديموقراطية الرئيس "حمدو توماني توري".

في 22 مارس 2012، حدث تمرد عسكري في مالي، حيث سيطرت مجموعة من العسكريين على السلطة بعد استيلائها على القصر الرئاسي في باماكو، وجاء الانقلاب بعد مطالب للجيش، تلخصت في تسليح رفاقهم الذين يعانون من هزائم متكررة في شمال البلاد، في حربهم ضد الطوارق، وأنشطة المجموعات الإسلامية المسلحة.

3. خلفية تاريخية عن قبائل أزواد في جمهورية مالي

منطقة أزواد تقع في شمال مالي، ويفصلها عن جنوبه نهر النيجر، ويتكون سكان أزواد من قبائل الطوارق، وهم في الأصل من قبائل البربر الذين ينتشرون في الشمال الأفريقي، ولكنهم يرفضون هذه التسمية، وهم قبائل عربية. ومن المعروف أن مالي كانت ممالك وسلطنات، ثم توحدت فيما بعد، واللغة العربية كانت سائدة إلى أن محاها الاستعمار الفرنسي.

قبائل أزواد ينحدرون من الهجرة العربية الكبرى إلى المغرب العربي، التي انطلقت من مصر تحت اسم بني هلال، والتي واصلت الهجرة حتى نهري صنهاجة (السنغال) والنيجر، وكان لها الفضل في تعريف هذه المنطقة، وترسيخ الدين الإسلامي، بفضل الانصهار مع السكان المحليين.

تتوزع القبائل من الأصول العربية بأزواد في شمال مالي من الغرب إلى الوسط إلى المنطقة الشرقية، ومن أهم أسماء القبائل: أولاد داوود، وأولاد أزعيم، أيجومان، والوسرة رقان، والنواجي، وأهل الكوري، وأهل بوكو، وأهل سيدي الأمين النولاني، والزخيمات، والطوارق، وأركيبي، وكرزاز... وغيرهم.

والحياة الاجتماعية لهذه القبائل هي حياة عربية أصيلة لا تختلف عن حياة العرب في الشمال الأفريقي، أو الجزيرة العربية. فهم أهل بدو، ويمارسون تربية المواشي، وخصوصاً الإبل والأغنام، وينتقلون من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، حسب الفصول وأماكن الكلأ.

وهناك نشاط آخر مهم إلى جانب الرعي، وهو استخراج الملح من منجم (تاودني)، الذي يبعد نحو 750 كم شمال مدينة تمبكتو، وهي معقل لتدريس الدين الإسلامي منذ القدم، وراجت التجارة بالملح المستخرج حتى ما وراء نهر النيجر.

منطقة أزواد تتكون من أربع ولايات، هي:

·       الولاية الخامسة (موبتي): سكان هذه المنطقة معظمهم من قبيلة فولان التي ترجع إلى قبيلة بني حمير العربية (أصلها من اليمن).

·       الولاية السادسة (تمبكتو)

·       الولاية السابعة (قاوة)

·       الولاية الثامنة (كيدال)

والولايات الثلاث الأخيرة يسكنها العرب والطوارق والصونغي.

كان شعب أزواد، قبل مجيء الاستعمار الفرنسي، يتكون من عدة سلطنات تحكم بواسطة النظام القبلي، وتتكون من:

·       سلطنة الفولان.

·       مملكة الصونغاي.

·       سلطنة البرابيش.

·       سلطنة كونتة.

·       سلطنة ألمدن.

·       سلطنة الأنصار.

·      سلطنة أفرغاس.

وجميع هذه السلطنات كانت تضم عشرات القبائل التي كانت تنضوي تحت لواء القبيلة الحاملة لاسم السلطنة. وعند مجيء حركة الاستقلال، من عام 1957 – 1958، طلبت فرنسا من السلاطين أن يوافقوا على جعل منطقة أزواد محمية فرنسية، إلا أنهم رفضوا العرض الفرنسي لاعتقادهم أنه يستهدف محاصرة الثورة الجزائرية، ولاعتقادهم أنه يستهدف بقاء قواعد عسكرية فرنسية بالمنطقة.