ملحق

برقية الإمام محمد البدر إلى عمه الأمير سيف الإسلام الحسن

(سبتمبر 1962)

 

نص الرسالة:

إلى سمو الأمير سيف الإسلام الحسن بن أمير المؤمنين ـ حفظه الله ـ.

تلقيت برقية والدي، وقد ساءني تأخر البرقية الأولى إليكم، مع إني أمرت أن تسحب قبل أي برقية أخرى، ولعله خير. وأشكركم، سيدي، لتهنئتكم الغالية، وتأييدكم الذي كان، وما كان في برقية سيدي من الصراحة وحسن التقدير، الذي عرفتم به. (إن) أعظم ما نعتز به هو الخدمة الصادقة، والسعي الكادح في سبيل الله، وتدعيم ما أمر به سيد المرسلين ـ عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم ـ. وقد نالت برقيتكم أثرها العظيم في نفسي، وفي أوساط العائلة المالكة، وفي نفوس الملايين، التي تنتظر منا الخير، وتؤمل فينا المحافظة على الواجبات الدينية، وأهلاً بكم وسهلاً ومرحباً، أعز واصل وأكرم. فإني لفي شوق إلى اللقاء، ورغبة في انقطاع حبل الاغتراب، وتمتع الأهل والأولاد والإخوان بقربكم. ولكي ينقطع حبل التقول والادعاء والافتراء، أحب أن أضع تحت نظركم، سيدي، أمر له أهمية عظيمة في سير الأمور، في هذه الآونة، التي تمر بها البلاد. فالزنقلة من بعض الشباب، سيما المشايخ، حاصلة، وتغذيهم القاهرة، وقد تدهورت الأخلاق العامة، وضعفت المعتقدات، سيما في حب الآل، ولم يبقَ منه إلا شئ ما في الشمال، وهذا أهم وأخطر ما في الأمر. وعندي أمران، أحب إنشاءهما لملاقاة زحف الأخطار في المستقبل، وقد يكون قريباً. الأول، وضع مجلس للشورى، يشترك فيه ذوو الرأي، من كبار المشايخ، بنحو عشرين، وتعيين منا عشرين من العلماء والأعيان، الذين نرى الاستفادة منهم في التفكير والاطّلاع على كل ما تعمله الدولة، مما يرفع اللبس، ويقضي على دعاوى التسلط والانفراد والاستئثار. ويجب أن يكون على رأسه الرجل القوي، ذو المكانة والجانب الموهوب، حتى لا يكون أداة شر، بدلاً من أداة خير. وهو أمر، أحب أن تكون على رأسه، إن وافقتم، وفيه محذور تجمعنا في صنعاء، وسيكون المركز الثاني، بعد الإمام. والأمر الثاني، وهو الأهم عندي، فتأملوا حيناً أن ألغي لقب نائب، في عموم اليمن، وتحملون لقب نائب الإمام أنتم فقط، وتتولون لواء الشام وما سترى انضمامه إليه، وسيكون الاتصال بالإمام فقط، ولا سلطة هناك غير سلطة الإمام وأنتم. وأهمية هذا وترجيحه عندي لحاجتنا، أولاً، إلى أن نكون في جهتين متباعدتين، لا في مدينة واحدة، وحتى لا تسهل اللقمة ـ لا قدر الله ـ والثاني، أن يكون كل منا ردءاً للآخرين من مركز القوة. والثالث، إعادة التراث من حب الآل إلى نفوس الإخوان هناك. رابعاً، إشعارهم باهتمامنا بهم، وميلنا إليهم، فقد كفى الجفا لهم.

وأرجو أن تدرسوا هذا بإمعان من هذه الناحية الهامة الخطيرة. فإذا وافقتم على الثاني، وهو الأهم، فأرجو الإفادة، لألغي فوراً لقب النائب، وأعلن انفراد سموّكم بلقب نائب الإمام، وإعداد كل لازم، يمكّن سموكم من القيام بالعمل المنشود. وسترون الحال عند قدومكم، وهى ليست قلقة الآن، ولا مضطربة، ولكنها قابلة، إذا أُهملت، وعلينا أن نتحرك مع الزمن، وبسرعة. وعجلوا الإفادة وصور الاعتماد لتوقيع اتفاقية الميزان، وأنتم صوابها، وصور اعتماد الأمم المتحدة، وأنيبوا من ترونه، وأفيدوا عن موعد الحركة.

ــــــــــــــــــــــــ