ملحق

خطاب الرئيس جون كنيدي إلى الرئيس جمال عبدالناصر

(17 نوفمبر 1962)

 

"البيت الأبيض ـ سري"                                                                       17 نوفمبر 1962

السيد الرئيس

إنني حزين للخلافات، التي نشأت بين دول، ترغب الولايات المتحدة في أن تحتفظ معها بأوثق علاقات الصداقة. كما أنني شديد القلق من أن يؤدي الصراع على اليمن، إلى تعريض استقرار المنطقة للخطر. وبناء على ذلك، أناشد زعماء الدول المشتركة في هذا الصراع، الآن، أن يفكروا في المخاطر الكبرى، التي يمكن أن تتحقق، إذا ما سمحوا للتطورات الحالية بأن تمضي دون مراجعة. وبصورة شخصية، وسرية، فإني أقترح عليكم تنفيذ الخطة التالية، للعمل من أجل تطبيع الموقف. وإني موجِّه رسائل مماثلة إلى جلالة الملك حسين، وصاحب السمو الأمير فيصل، وصاحب السعادة عبدالله السلال.

تتمثل العناصر الرئيسية للخطة، التي أقترحها في ما يلي:

1.    انسحاب القوات الأجنبية من اليمن على مراحل، وإن تكن مراحل متسارعة.

2.    إنهاء المساندة الخارجية للملكيين.

3.    سحب القوات، التي أدخلت، بعد ثورة اليمن، إلى المنطقة المجاورة للحدود السعودية ـ اليمنية على مراحل، وإن تكن متسارعة.

وأتصور، عند القيام بالانسحاب، أن يكون هناك اتصال مباشر بين الأطراف المعنية، مع قيام طرف ثالث بمساعٍ حميدة. وقد يكون من الممكن، أيضاً، إنشاء نظام للرقابة أو الإشراف على عملية فض الاشتباك، بواسطة الأمم المتحدة. وسوف يكون ممثلو الولايات المتحدة، في المنطقة، على استعداد لبحث الخطط بحثاً أوفى.

وإني اقترح اتخاذ الخطوات المبدئية التالية:

1.    تصدر الجمهورية العربية المتحدة بياناً، يشير إلى استعدادها لإجراء فض للاشتباك، متبادل وسريع، تقوم، على أساسه، بسحب قواتها على مراحل، على أن يتم، في أثناء ذلك: (أ) نقل القوات السعودية والأردنية من منطقة الحدود. (ب) وقف المساندة السعودية ـ الأردنية للملكيين اليمنيين.

2.    تؤكد الجمهورية العربية اليمنية، مجدداً، وبصورة علنية، نيتها على احترام الالتزامات الدولية، والسعي لتطبيع علاقاتها مع جيرانها، وإقامتها على أساس ودي، والتركيز على الشؤون المحلية. كما توجه الجمهورية العربية اليمنية نداء إلى اليمنيين، في المناطق المجاورة، ليتصرفوا كمواطنين ملتزمين بالقانون.

3.    بمجرد إصدار البيانات المناسبة، حسب ما هو متصور في ما تقدم، يمكن إعادة تنشيط عمل بعثة المعونة الأمريكية لليمن. كما تبادر الولايات المتحدة بإعلان اعترافها بالجمهورية العربية اليمنية.

وأثناء إجراء عملية فض الاشتباك المتصورة، فلنا، طبعاً، أن نأمل في ألاّ يشترك طرف من الأطراف في أنشطة، تتعارض مع روح هذا التفاهم.

وإني لأتمنى تعاونكم، السريع والفوري، في هذه المهمة الحيوية، قبل أن يدخل الصراع على اليمن مرحلة أشد خطورة. وليمنحنا الله جميعاً القوة والحكمة، للسير بهذه المساعي الهامة إلى نهايتها الموافقة.

 

 

ــــــــــــــــــــــــ