ملحق

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر

إلى المشير عبدالحكيم عامر

(18 ديسمبر 1962)

 

"عزيزي عبد الحكيم عامر"

تقبل سلامي وتحياتي. أكتب إليك، الآن في المساء قبل سفر شمس، عن التطورات الأخيرة، بالنسبة لاعتراف أمريكا بالجمهورية اليمنية، وكذلك الغرب، وتأثير ذلك. قابل علي صبري السفير الأمريكي، قبل ظهر اليوم. وتم الاتفاق على أن يعلن بياننا الساعة الحادية عشرة مساء، وعلى أن يصدر البيان الأمريكي ظهر باكر بتوقيت "واشنطن"، أو الساعة السادسة بتوقيت القاهرة. وقد أبلغ علي صبري السفير الأمريكي، أن سير الأمور في الأراضي السعودية على حدود اليمن، وخصوصاً في نجران، تدل على أن السعودية، لن تلتزم بما جاء في جواب كنيدي عن الـ disengagement، لأنهم يشوّنون الأسلحة والذخائر، إلخ ويدفعون المتسللين ويدفعون الأموال، وكان الرد أنهم سيضغطوا لإنهاء ذلك.

عموماً، بعد اعتراف أمريكا، أعتقد أن ما جاء في جوابي بالأمس، أصبح، الآن، سابقاً لوقته، أو في حاجة لإعادة النظر من جديد. وفي رأيي أن الواجب، أن نحاول، سياسياً، مرة أخرى للوصول إلى إيقاف النشاط السعودي. وإذا لم يتحقق ذلك، فالخطوة التالية، تكون إنذار بهدم قواعد العدوان.

إني على يقين أن فيصل لن يسكت. ولكن بعد ظهور العامل الجديد، باعتراف الغرب، وفيه كسب معنوي، ومعناه أن الثورة اليمنية، توطدت وعجزوا عن قهرها، فالتوقيت يحتاج لبحث ... من المهم وضع السلاّل في الصورة عن نشاط السعودية على الحدود. وهذا واضح في تقارير المخابرات الملتقطة، حتى لا يطمئن إلى أن أمريكا، ستوقف كل شيء ضده في الحال. ففيصل سيعمل، والبدر، وكذلك الإنجليز، باستمرار للضغط على الجمهورية اليمنية".

 

صورة طبق الأصل