إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / اليمن... الثورة والحرب (1962 ـ 1970)، حرب اليمن من وجهة النظر المصرية





ميناء الحديدة
ميناء صليف
إجراءات تأمين قاعدة الحديدة
أعمال المقاومة الملكية
أعمال قتال الجانبين على المحور الشرقي
أعمال قتال الجانبين في المنطقة الشمالية
أعمال قتال الجانبين، يوليه 1967
أعمال قتال الجانبين، يونيه 1967
التوزيع الجغرافي للقبائل
السيطرة على المحور الساحلي
العملية نسر
العملية اكتساح
العملية صقر
العملية قادر
القوات المصرية والجمهورية، يوليه 1967
القوات المصرية والجمهورية، يونيه 1967
القوات المصرية، نهاية أبريل 1966
القوات الجمهورية، مايو 1967
توزيع قوات الجمهوريين بمنطقة الجوف
تطهير صحن العقبة
تضاريس اليمن
عمليات الجانبين للسيطرة على المحور
عملية جبل اللوز
فتح وتطهير طريق السر
فتح طريق المطمة ـ الحميدات
قتال المنطقة الشمالية
قتال الجمهوريين لتأمين منطقة أرحب
قتال الجانبين للسيطرة على منطقة السوده
قتال الجانبين للسيطرة على المحور الأوسط
قتال الجانبين للسيطرة على المحور الشمالي
قتال الجانبين للسيطرة على طريق الحديدة
قتال الجانبين للسيطرة على ذيبين
قتال الجانبين بمنطقة الجوف
قتال الجانبين بالمنطقة الشمالية
قتال الجانبين بالمنطقة الشرقية
قتال الجانبين على المحور الأوسط
قتال الجانبين على المحور الشرقي
قتال الجانبين على المحور الشرقي 1962
قتال الجانبين في المنطقة المركزية
قتال الجانبين في المنطقة الغربية
قتال الجانبين في جبلي حرم ورازح
قتال الجانبين في قطاع جبل رازح
قتال قوات الجمهوريين للسيطرة على مأرب
قتال قوات الجمهوريين للسيطرة على الحزم

منطقة العمليات البحرية
مسرح الحرب اليمنية
المسرح اليمني
الجمهورية العربية اليمنية
القصف الجوي 1963
القصف الجوي 1964
القصف الجوي 1965
القصف الجوي يناير ـ مايو 1967
القصف الجوي يونيه ـ ديسمبر 1967
طرق التسلل



الفصل الأول

ثالثاً: التسابق نحو تحسين الأوضاع (أبريل ـ سبتمبر 1963)

1.    تطور عمليات الجانبين قبل انتشار قوة الرقابة الدولية

في الوقت الذي استهدفت فيه جهود الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة، فضّ الاشتباك، تمهيداً لإنهاء القتال بين الأطراف المتحاربة، وسحْب القوات الأجنبية من اليمن، فإن تلك الجهود أدت إلى سباق بين تلك الأطراف إلى تحسين أوضاعها ومَواقعها، قبْل تشكيل قوة الرقابة الدولية، وبدء انتشارها في مَواقعها، خلال شهر يوليه.

فعلى جانب الملكيين، حاولت قواتهم، والقبائل التي تساندهم، استعادة ما خسرته خلال مرحلة الهجوم العام للجمهوريين، معتمدة على ما نجحت في تكديسه، من الأسلحة والذخائر والعتاد، قبْل اتفاقية فضّ الاشتباك. واستمر تسلل الإمدادات من السعودية وبيحان، على ظهور الجمال، ليلاً، عبْر الدروب الجبلية. وهو ما لم تستطع القوات المصرية إيقافه، بعد اتساع مواجهاتها إلى درجة كبيرة، بعد عمليات الجوف والمنطقة الشمالية. وعلى الجانب الجمهوري، استمرت القوات المصرية والجمهورية في القتال، لتوسيع نطاق سيطرتها، وتأمين ما أحرزته من نصر، خلال مرحلة الهجوم العام.

وفي محاولة لاسترداد المبادأة، دعت السلطات السعودية إلى مؤتمر، لتنسيق سياسة الملكيين وإستراتيجيتهم، خلال المرحلة التالية. واستمر ذلك المؤتمر عدة أيام، خلال شهر أبريل، ومثَّل جانب الملكيين فيه اثنان من أمراء أُسرة حميدالدين، وأحد الزعماء اليمنيين المشايعين لها، حيث تم الاجتماع بالأمير فيصل والوزراء السعوديين وكبار ضباط الجيش.

تقرَّر، خلال هذا المؤتمر، زيادة حجم الدعم السعودي لأُسرة حميدالدين، لتمكينها من استمالة أغلب القبائل الزيدية، والحصول على تأييدها. كما نصح العسكريون السعوديون الملكيين اليمنيين بتعزيز قواتهم، في الشمال الغربي من اليمن، وسرعة تكوين جيش نظامي، تدعمه قوة جوية ملائمة، يقودها طيارون مرتزقة. إلاّ أن الأمير فيصلاً، اعترض، بشدة، على إنشاء القوة الجوية، لأنه كان على مثل تلك القوة، أن تعمل من المطارات السعودية، وهو ما يجعل السعودية متورطة، علناً، في القتال، ويقدم دعوة مفتوحة لأعمال الانتقام المصرية، ضد القواعد السعودية.

وإزاء ما يتطلبه تكوين الجيش النظامي، من وقت طويل ومجموعات غير متاحة، في ذلك الوقت، فقد اتُّفق على مخطط مرحلي، إلى حين تأمين الإمكانات، اللازمة لإنشاء ذلك الجيش. وخلال الأشهر الثلاثة التالية (أبريل، مايو، يونيه) بدأت تتضح ملامح ذلك المخطط، الذي كان يهدف إلى استعادة المبادأة في المسرح، وإجهاض انتصارات الجمهوريين السابقة، قبْل انتشار قوة الرقابة الدولية.

وقد تلخصت فكرة مخطط الملكيين، في قيام القبائل الموالية لهم، بعد استكمال الحشد، وتكديس الأسلحة والذخائر والمؤن، في المحاور المختلفة، بالإستيلاء على الحزم، في منطقة الجوف، وحجة في المنطقة الغربية، مع القيام بعمليات ناشطة في المنطقة الشمالية. في الوقت الذي تتمرد فيه القبائل المحيطة بصنعاء، وتنقضّ على العاصمة اليمنية، بعد عزْلها، بقطْع جميع الطرق المؤدية إليها[1]. وبدأ تنفيذ هذا المخطط في شهر أبريل، حين تركز نشاط الملكيين في شمال منطقة الجوف والمنطقة الشمالية. ففي المنطقة الأولى، نشطت أعمال إمداد الملكيين، من نجران، في السعودية، إلى برقة، داخل الأراضي اليمنية (قرب الحدود الشمالية الشرقية للبلاد). كما بدأ تجميع القبائل الملكية في شديف والخنجر ووادي طرحان. بينما قامت القبائل والقوات الملكية، في المنطقة الشمالية، بهجوم فاشل على نشور، في منتصف الشهر، تكبدت فيه خسائر جسيمة، نتيجة للقصف الجوي المصري. وفي الشهر التالي، تكررت هجمات الملكيين الفاشلة على المَواقع المصرية، في المنطقة الشمالية، حيث تكبدت القبائل المهاجمة، مرةً أخرى، خسائر فادحة، نتيجة القصف الجوي، ونيران القوات المدافعة[2].

وخلال شهر مايو، استمرت قيادة الملكيين في حشد القوات، وتكديس الأسلحة، في المنطقة الشمالية الشرقية لليمن ( بويع ومحاشمة وجبل لوز). مما سمح للقبائل الملكية بزيادة نشاطها في المنطقة. وبدءاً من 19 مايو، بدأت هذه القبائل في اعتراض الأرتال الإدارية للقوات المصرية، كما احتلت منطقة العقبة، في محاولة للوصول إلى مطار الحزم[3].

ومع بداية شهر يونيه، تزايدت أعمال قتال الملكيين، في منطقة الجوف، للضغط على الحزم، مع استمرار أعمال التكديس في المنطقة. كما نشطت أعمال قتال القبائل الملكية، في المنطقة الشمالية، ضد مجز ونشور والصفراء. في الوقت الذي تمرد فيه بعض القبائل، التي سبق أن أعلنت ولاءها للجمهورية، وزادت فيه أعمال قطْع الطرق في المحاور المختلفة، إذ قطع طريق حجة ـ الطور، في 3 يونيه، وطريق الحيمة، بعد أربعة أيام. وفي 9 يونيه، قطع طريق الحديدة ـ صنعاء، وطريقا رايدة وثلاء. كما قطع طريق كحلان ـ عمران، في 14 يونيه، وطريق الصفراء ـ صعدة، في اليوم التالي[4].

وإزاء تزايد نشاط الملكيين في منطقة الجوف، دفعت قيادة المنطقة، في البداية، بقوة خفيفة الحركة، يوم 9 أبريل، إلى احتلال منطقة الخنجر. فوصلتها واحتلتها، بعد ذلك بيومين. إلا أنها لم تستطع البقاء طويلاً في المنطقة، نتيجة العديد من المشاكل، الإدارية والفنية، التي واجهتها. وعلى أثر تدعيم القوات المصرية في الجوف، وسحْب القوة خفيفة الحركة من الخنجر، وتعديل الأوضاع الدفاعية لقوات المنطقة (انظر شكل توزيع قوات الجمهوريين بمنطقة الجوف (1 يونيه 1963))، بدأت القوات المصرية، في الجوف، في استعادة المبادأة في المنطقة، فردت على أعمال قتال الملكيين، بالإغارات البرية على مَواقعهم ومستودعاتهم، في "شُعب راك" و"الراقب" و"القمع" و"اللسان"، خلال شهر يونيه. وفي الوقت عينه، قصفت القوة الجوية في المسرح، تجمعات الملكيين ومستودعاتهم في جبل لوز، وقوافل إمدادهم في منطقة عقد (في أقصى شمالي اليمن، قرب الحدود السعودية)[5].

وقد بدأت الإغارات البرية للجمهوريين على شُعب راك، في الخامس من يونيه، على أثر هجوم الملكيين الفاشل على مَواقع القوات المصرية، في لبنى سفلي، في أوائل يونيه. إذ نجحت القوات المصرية في استدراج قوات الملكيين، إلى خارج خور عويجة ( بشُعب راك، جنوب جبل لوز) واشتبكت معها بالمدفعية والهاونات. ثم اقتحمت الخور، من الأجناب، بعد تثبيت القوات الموجودة فيه من الأمام[6] (انظر شكل أعمال قتال الجانبين بمنطقة الجوف (يونيه 1963)).

وقد فاجأ الجمهوريون القوات الملكية بتكرار الإغارة على شُعب راك، يوم 20 يونيه، باستخدام نيران المدفعية والقصف الجوي، مما أوقع بالملكيين خسائر جسيمة، ودفع الأمير محمد بن الحسين، إلى نقْل مركز قيادته من شُعب راك، إلى إحدى المناطق الجبلية، في الشمال. كما دفع الملكيين إلى الانسحاب، واللجوء إلى المناطق الجبلية، شمال تلك  الشُعب[7].

وفي الثالث والعشرين من يونيه، أغارت مجموعة قتال من قوات الجوف، على مناطق الراقب والقمع واللسان، شمال شرق شُعب راك، مما أجبر الملكيين على سحْب قواتهم من تلك المناطق (انظر شكل أعمال قتال الجانبين بمنطقة الجوف (يونيه 1963)).

وفي المنطقة الشمالية، نجحت القوات المصرية والجمهورية، في صدّ هجمات الملكيين على مَواقعها. وردت بأعمال القصف الجوي ضد تجمعات الملكيين وقواعدهم في المنطقة[8].

أما أعمال قطْع الطرق، فقد نجحت القوات المصرية والجمهورية، في إعادة فتْح معظَم هذه الطرق، بعد بضعة أيام من قطْعها. مع القيام بعمليات ردْع ضد القبائل، التي انقلبت على الجمهورية، غرب صنعاء وشمالها الغربي. كما توغلت القوات الجمهورية في المنطقة، وجردت قبيلتَي همدان وبَنِي مطر من السلاح، لتكونا عِبرة لباقي القبائل[9].

2.    تطور عمليات الجانبين، بعد انتشار قوة الرقابة الدولية (يوليه ـ سبتمبر)[10]

تقلصت الأعمال القتالية للملكيين، خلال شهرَي يوليه وأغسطس. وتركز معظَم ما دار منها، خلالهما، في المنطقتين، الشمالية والوسطى. ففي المنطقة الأولى، نجح أمراء أُسرة حميدالدين في إغراء قبيلة بَنِي عوير بالانقلاب على الجمهورية، وقطْع طريق صعدة ـ العمشية، والتعرض للأرتال الإدارية، المتجهة إلى صعدة، في السادس من يوليه. وفي 29 أغسطس، هاجمت القبائل والقوات الملكية، شمال غرب صعدة، الجبل الأسود، واحتلت معظَم أجزائه. أما في المنطقة الوسطى، فقد انقلب بعض القبائل في منطقتَي عمران وكحلان، ضد النظام الجمهوري، وقامت بقطْع الطريق بين البلدين.

وعلى الجانب الآخر، اتجهت قيادة القوات العربية في اليمن، إلى استكمال السيطرة على مناطق التهديد، في الجوف والمنطقة الشمالية، وردْع القبال المنقلبة ضد النظام الجمهوري، وفرض شروط الحكومة اليمنية للتسليم والولاء. وكان أبرز عمليات الجمهوريين التعرضية، خلال هذه الفترة، هي العمليات، التي دارت في كل من منطقة الجوف والمنطقة الشمالية.

    ‌أ.    عمليات منطقة الجوف[11]

شهدت منطقة الجوف، خلال هذه الفترة، عمليتين رئيسيتين. استهدفت الأولى القضاء، نهائياً، على تهديد الملكيين، الذين كانوا يتجمعون في صحن العقبة، ويحتلون بعض المَواقع في جبل هرابة، لتهديد أرض هبوط الحزم. وقد بدأت تلك العملية، في أوائل الأسبوع الثاني من يوليه، بدفع مجموعة قتال إلى الهجوم على جبل هرابة، شمال الحزم، والاستيلاء عليه، بالتعاون مع قبيلة دهم. وفي 11 يوليه، تم الاستيلاء على ذلك الجبل، والقضاء، نهائياً، على تهديد الملكيين لأرض هبوط الحزم، التي تؤمن الإمداد الجوي للقوات المصرية في المنطقة.

وبسيطرة القوات المصرية على جبل هرابة وتأمينه، دفعت قيادة المنطقة مجموعة قتال (حوالي كتيبة مشاة وصاعقة مدعمة)، يوم 20 يوليه، إلى تطهير صحن العقبة. فشنت تلك القوة سلسلة من الإغارات المستمرة، ليلاً ونهاراً، على منطقة الصحن والجبال المحيطة به. وخلال يومَي 23 و24 اقتحمت القوة المصرية الصحن وطهرته، مما أجبر القوات الملكية على الانسحاب إلى منطقة السايلة (20 كم، شمال صحن العقبة)، مخلفين وراءهم كميات كبيرة، من الأسلحة الثقيلة والعتاد والمركبات ومواد الإعاشة، التي استولت عليها القوات المصرية[12] (انظر شكل عملية تطهير صحن العقبة (منطقة الجوف) (20 ـ 24 يوليه 1963)).

أما العملية الثانية، فقد استهدفت تطهير منطقة جبل لوز من القوات الملكية، والسيطرة عليها، لحرمان القبائل الملكية، في الداخل، من الإمدادات، التي تتسرب إليها عبْر تلك المنطقة. وقد بدأت عملية جبل لوز، يوم 6 أغسطس، بعد عدة إجراءات خداعية ناجحة لقوات الملكيين، في منطقة السايلة، التي أُوهِمَت بأن الجمهوريين يحشدون قواتهم للهجوم عليها.

وقد اشتملت عملية جبل لوز على ثلاث مراحل، حشدت لها قيادة منطقة الجوف مجموعتَي قتال (مشكلتين من كتيبتَي مشاة وصاعقة مدعمتين) كما يلي[13] (انظر شكل عملية جبل اللوز (منطقة الجوف) (6 أغسطس ـ الأول من سبتمبر 1963)):

(1) المرحلة الأولى (معركة خور عويجة) (انظر شكل عملية جبل اللوز (منطقة الجوف) (6 أغسطس ـ الأول من سبتمبر 1963))

بدأت تلك المرحلة بهجوم بعض قوات مجموعة الكتيبة 26 مشاة، على الجانب الأيمن لخور عويجة، الساعة العاشرة من صباح 6 أغسطس، بعد تمهيد نيراني مكثف، بالمدفعية، على مَواقع الملكيين، في منطقة الخور والهيئات المسيطرة عليه. في الوقت الذي قامت فيه مجموعة الصاعقة بالإغارة على مَواقع الملكيين، في منطقة اللسان، شمال خور عويجة. وانتهت تلك المرحلة، ظُهر السابع من أغسطس، بتطهير الجانب الأيمن للخور، وإشعال النيران في مستودعات الوقود فيه.

(2) المرحلة الثانية (معركة شُعب راك) (انظر شكل عملية جبل اللوز (منطقة الجوف) (6 أغسطس ـ الأول من سبتمبر 1963))

بدأ التمهيد لتلك المرحلة، ظُهر السابع من أغسطس، بتحرك مركز قيادة مجموعة الكتيبة 6 مشاة، ومجموعات الاحتياطي، في اتجاه شُعب راك، وقيام القوة، المخصصة لتطهير خور عويجة، باستكمال مهمتها، وسط الخور وعلى جانبه الأيسر. في الوقت الذي استمرت فيه أعمال الإغارة على قوات الملكيين، في جبل الراقب والقمع واللسان، بوساطة مجموعة الكتيبة 63 صاعقة، لشغل قوات الملكيين في تلك المناطق، وتثبيتها.

وبالانتهاء من تطهير خور عويجة، وعزْل قوات الملكيين في شُعب راك، بدأ الهجوم على القوات، التي استُدرِجت إلى الهيئات الخارجية، في منطقة الشُعب، مما جعلها عرضة لكافة نيران الأسلحة.

وفي صباح العاشر من أغسطس، دفعت قيادة مجموعة الكتيبة 26 مشاة، قوة من الصاعقة، مدعمة بعناصر مدرعة، إلى اقتحام الخيران العميقة، داخل الشُعب. إلا أن قوات الملكيين نجحت في تدمير إحدى الدبابات المهاجمة، عند مدخل الخور الرئيسي، وفتحت نيران الرشاشات الثقيلة على قوة الاقتحام، مما أجبرها على الارتداد، خارج الخور، بعد تعرّضها للعديد من الخسائر.

وعلى ذلك، حاصرت القوات المصرية منطقة شُعب راك، واستمر الضغط عليها بالنيران. وفشلت كافة محاولات الملكيين إمداد قواتهم، المحاصرة في منطقة الشُعب، طوال الأيام التالية. وعندما بلغ إرهاق القوة المحاصرة مداه، اقتحمت قوة من المشاة والصاعقة الشُعب وخيرانها، صباح يوم 20 أغسطس، بعد تمهيد نيراني مكثف، بالمدفعية والهاونات، على أجناب الخور الرئيسي بالشعب وفي عمقه، واحتلال أجنابه ومداخله بعناصر من المشاة.

وعلى أثر نجاح قوة الاقتحام في مهمتها، دفعت قيادة مجموعة الكتيبة 26 مشاة ببعض قواتها إلى احتلال قمم الجبال المسيطرة على الشعب. وبانتهاء يوم 20 أغسطس، كانت القوات المصرية قد سيطرت تماماً على شُعب راك، وأجبرت قوات الملكيين على الانساحب شمالاً، بعيداً عن جبل لوز، مخلفة وراءها تكديساتها الرئيسية، من الأسلحة والذخائر والوقود والألغام، التي استولت عليها القوات المصرية، فضلاً عن استيلائها على أرشيف كامل لأوراق الأمير محمد بن الحسين.

(3) المرحلة الثالثة (معركة الراقب) (انظر شكل عملية جبل اللوز (منطقة الجوف) (6 أغسطس ـ الأول من سبتمبر 1963))

بحسم الموقف في منطقة جبل لوز، نقلت القوات المصرية في الجوف، جهودها الرئيسية لحسم الموقف في منطقة الراقب، ابتداء من 22 أغسطس بالأسلوب نفسه، الذي اتَّبعته في منطقة جبل لوز. وبعد عدة معارك محدودة، تمكنت القوات المصرية من الاستيلاء على الهيئات الحاكمة في المنطقة، وهي جبلا القمع واللسان، والهيئات الشرقية بالراقب، المعروفة باسم "عمد ذو حسين". ومع حلول الأول من سبتمبر، كانت القوات المصرية، قد أتمت السيطرة على منطقة الراقب، وجميع طرُق الاقتراب إلى منطقة الجوف الأسفل.

    ‌ب.   عمليات المنطقة الشمالية

وإزاء محاولة الملكيين عزْل منطقة صعدة، بقطْع طريق إمدادها، من الجنوب، عند العمشية، وهجومهم على القوات المصرية والجمهورية، في مناطق نشور ومجز وواديَي مُذاب وعلف، قررت قيادة القوات العربية في المسرح، الإسراع في دعم قوات المنطقة الشمالية، بكتيبتَي مشاة، تم نقْل إحداهما جواً، وكتيبة صاعقة. وفور وصول ذلك الدعم، شهدت المنطقة الشمالية ثلاث عمليات رئيسية. الأولى، لفتْح طريق صنعاء ـ صعدة، الذي قطعه بنو عوير، شمال منطقة العمشية. والثانية، لتطهير وادي علف من القوات الملكية، التي تهدد مدينة صعدة. والثالثة، لاسترداد المَواقع، التي فقدتها القوات المصرية في الجبل الأسود، غرب مجز، أثناء هجوم الملكيين على ذلك الجبل، في أواخر أغسطس.

(1) فتْح طريق صنعاء ـ صعدة[14] (انظر شكل أعمال قتال الجانبين بالمنطقة الشمالية (19 يوليه ـ 20 سبتمبر 1963))

على أثر وصول الكتيبة 24 مشاة، جواً، إلى صعدة، دُفِعَت إلى المنطقة، غرب الصفراء (شمال الجبل الأحمر، الذي قطع الطريق عنده). في الوقت الذي اتخذت فيه كتيبتا الدعم الأخريان، القادمتان من الجنوب (الكتيبة 25 مشاة والكتيبة 43 صاعقة)، أوضاعهما، جنوب منطقة القطع. الأولى، جنوب جبل الخطارين. والثانية، جنوب جبل الأخطبوط.

وفي التاسع عشر من يوليه، بعد تمهيد نيراني، بالمدفعية والطيران، بدأ هجوم الكتائب الثلاث، من الشمال والجنوب، على قوات الملكيين، في منطقة القطع. وصباح 20 يوليه، كانت قوات الكتيبة 24 مشاة، قد تمكنت من السيطرة على الجبل الأحمر، والقضاء على قوة الكمين، الذي قام بقطع الطريق. كما تمكنت قوات الكتيبة 25 مشاة، و43 صاعقة، من السيطرة على جبلَي الخطارين والأخطبوط، في اليوم عينه. وبعد السيطرة على الهيئات الرئيسية، المتحكمة في الطريق، عمدت القوات المصرية إلى تطهير المنطقة من القوات الملكية، وأجبرت بَنِي عوير على الاستسلام، نهائياً، والولاء للجمهورية.

(2) الهجوم على الجبل الأسود

في التاسع والعشرين من أغسطس، هاجم نحو 400 مقاتل من الملكيين مواقع إحدى سرايا الكتيبة السادسة المشاة، وإحدى سرايا المشاة اليمنية، اللتين كانتا تحتلان الجبل الأسود، غرب مجز. وتمكنوا من احتلال معظَم أجزاء الجبل، وإحداث خسائر كبيرة بالقوات المدافِعة، وأَسْر بعض أفرادها.

وفي اليوم التالي، هاجم احتياطيُّ الكتيبة السادسة المشاة، تدعمه سرية صاعقة بحرية، الملكيين في الجبل الأسود واستعاد المَواقع المفقودة، وأجبر القوات الملكية على الانسحاب.

(3) تطهير وادي علف

بدأت المرحلة التحضيرية، لعملية تطهير وادي علف من القوات الملكية، في 12 سبتمبر، بتجميع قوات القبائل الجمهورية (حوالي 1000 مقاتل)، التي كانت ستهاجم جنوب غرب صعدة. وبعد تمهيد، بالمدفعية والطيران، بدأت القوات الجمهورية هجومها، فجر 20 سبتمبر، في ثلاثة محاور، كما يلي:

المحور الأول: جنوب علف ـ الملحة.

المحور الثاني: وادي علف ـ جبل المنخار.

المحور الثالث: شمال علف ـ الأزقول.

وبنهاية اليوم، كانت القوات الجمهورية، قد تمكنت من السيطرة على وادي علف، ومداخله المؤدية إلى صعدة.

ولمواجَهة تطورات الموقف في المسرح، خلال شهر سبتمبر، أصدر المشير عبدالحكيم عامر توجيهاته، بتثبيت الأوضاع في كل من المنطقة الشمالية والوسطى، مع بحث إمكان التقدم شمالاً، لتوجيه ضربة رئيسية إلى القوات الملكية، في الجوف، في اتجاه بويع ـ محاشمة. إلا أنه تأجل تنفيذ هذه العملية، لتعذر وسائل نقْل القوات اللازمة لها.

وبنهاية سبتمبر 1963، كان قد مر على الوجود العسكري المصري في اليمن، ما يقرب من عام واحد. نجحت فيه القوات المصرية في تثبيت النظام الجمهوري في اليمن، ومد سيطرة هذا النظام إلى أقصى مدى له، منذ قيام الثورة. إلا أن ذلك الانتشار الكبير للقوات المصرية، أدى إلى اتساع مواجهاتها الخارجية، إلى درجة سمحت باستمرار عمليات تسرب الإمداد للملكيين، ليلاً، عبْر الدروب الجبلية، في ثغرات هذه المواجَهة، على مرأى من المراقبين الدوليين، مما كان ينجم عنه، من آن إلى آخر، انقلاب بعض القبائل ضد النظام الجمهوري، وقيامها ببعض الأعمال القتالية ضد القوات المصرية والجمهورية، مثل أعمال الكمائن وقطْع الطرق وتلغيمها، أو التراشق بالنيران. وهو الأمر الذي كان يتوقف، مؤقتاً، بعد الإغارات، البرية والجوية، للقوات المصرية والجمهورية، على تلك القبائل.

3.    دور القوات الجوية، خلال مرحلة التسابق نحو تحسين الأوضاع[15]

انعكس تسابق الجانبين إلى تحسين أوضاعهما، خلال هذه المرحلة، على أعمال قتال القوات الجوية، التي كان عليها الاستمرار في تنفيذ المهام التالية:

    ‌أ.    الاستطلاع الجوي المسلح، لطرُق إمداد الملكيين. وتدمير وسائل نقْلهم، مع قصف مناطق تجمّعهم وتكديساتهم، فور اكتشافها.

    ‌ب.   معاونة أعمال قتال القوات المصرية والجمهورية، أثناء عملياتها الدفاعية، وقصف تجمعات الملكيين، التي تهددها.

    ‌ج.   معاونة أعمال قتال القوات المصرية والجمهورية، أثناء عملياتها التعرضية، سواء     لتحسين أوضاعها، أو للقضاء على جيوب المقاومة الملكية، وفتْح الطرق المقطوعة، فضلاً عن ردْع القبائل المنقلبة على النظام الجمهوري.

    ‌د.    الإمداد والنقل الجوي، لقوات المسرح، سواء في إطار الجسر الجوي، أو داخل المسرح اليمني، لإمداد المحاور المختلفة، والمناورة بالوحدات.

(1) الاستطلاع الجوي المسلح، وقصف تجمعات الملكيين ووسائل إمدادهم المكتشفة

استمرت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، لطرُق إمداد قوات الملكيين، في منطقة الجوف والمنطقة الشمالية، طوال شهر أبريل، مع تدمير مركبات الإمداد وقوافل الجِمال، المتحركة على هذه الطرُق، فور اكتشافها. ومع استمرار حشد قوات الملكيين، في المنطقة الشمالية، خلال شهر مايو، ازدادت كثافة أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، في هذه المنطقة، للتفتيش عن وسائل نقْل الملكيين وتدميرها.

وفي ضوء نتائج الاستطلاع الجوي، في منطقة الجوف، خلال شهر أبريل، واكتشاف تجمعات وتكدسات الملكيين، في جبل لوز وشديف ووادي طرحان والخنجر، قامت قيادة القوات العربية في المسرح بتركيز جهود القوات الجوية، في قصف هذه التجمعات والتكدسات، لمدة ثلاثة أيام، بوساطة القاذفات التكتيكية. كما قام سرب "الياك 11" بالتعامل مع قوافل إمداد الملكيين، في منطقة عقد، قرب الحدود السعودية. وخلال شهر مايو، تكرر القصف الجوي لمنطقة الجوف، ضد تجمعات الملكيين وتكدساتهم، المكتشَفة في جبل لوز وبويع ومحاشمة.

وعلى الرغم من الخسائر الجسيمة، التي لحقت بالملكيين، في منطقة الجوف، خلال الشهرين السابقين، نتيجة القصف الجوي، إلا أنهم عادوا إلى دفْع قوافل الإمداد إلى المنطقة، خلال شهر يونيه. وقد اكتشف الاستطلاع الجوي تجمعاتهم وتكدساتهم، التي زاد حجمها على 50عربة و500 فرد، فضلا عن 150 جَملاً، في منطقة عقد، قرب الحدود السعودية. فوجهت إليها، من الفور، جهود القوة الجوية، التي قصفت المنطقة، لعدة أيام. في الوقت الذي استمر فيه الاستطلاع والقصف الجوي للأهداف المكتشفة، في جبل لوز،الذي اتخذه الملكيون منطقة لتجميع إمداداتهم، مما ألحق بهم خسائر جسيمة.

وإزاء تأكد القيادة المصرية من استمرار الحكومة السعودية في إمداداتها للملكيين، فإنها وافقت على طلب قيادة القوات العربية في اليمن، قصف قواعد الملكيين، داخل الأراضي السعودية، مرة أخرى. فقصفت القاذفات المصرية، في السادس من يونيه، قواعد "نجران" و"جيزان" و"أبها" و"خميس مشيط".

واستمرت أعمال الاستطلاع الجوي المسلح، لمنطقة الجوف، بشكل متقطع، خلال الشهرين التاليين. ومع عودة تدفّق الإمدادات إلى المنطقة، خلال شهر سبتمبر، كُثفت أعمال قتال الاستطلاع المسلح، والقصف الجوي، لتجمعات الملكيين ووسائل إمدادهم المكتَشفة. إذ رُكِّز القصف، خلال النصف الأول من سبتمبر، ضد التجمعات الملكية، في وادي مروان وكتاف. وخلال الأسبوع الأخير من الشهر، تكرر القصف الجوي ضد تجمعاتهم، المكتشَفة في منطقتَي بويع ومحاشمة.

(2) المعاونة الجوية للأعمال الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية

مع تزايد نشاط الملكيين، في المنطقة الشمالية، خلال شهر أبريل، قامت القوة الجوية في اليمن، بمعاونة أعمال قتال قوات المنطقة على صد الهجوم المعادي على نشور، في منتصف ذلك الشهر، وكبَّدت القوة المهاجِمة خسائر جسيمة، مما أدى إلى فشل الهجوم. وفي الشهر التالي، أدى القصف الجوي، كذلك، إلى فشل هجوم الملكيين على القفلة، في المنطقة عينها.

وإزاء تزايد نشاط الملكيين في قطْع الطرُق، خلال شهر يونيه، قصفت القوة الجوية قُرى القبائل الملكية، في مناطق القطع، وعاونت أعمال قتال القوات البرية على ردْع تلك القبائل.

وفي الأسبوع الأول من يوليه، قصفت القوة الجوية قُرى بَنِي عوير، في المنطقة الشمالية، على أثر قطْعهم طريق صعدة ـ العمشية، في الوقت الذي دعمت فيه القوة، التي دفعت إلى فتْح الطريق، مما ساعد على استسلام بَنِي عوير، نهائياً، وإعلان ولائهم للنظام الجمهوري.

وفي آخر أغسطس، ساندت القوة الجوية الهجوم المضادّ، الذي شنّته قوات المنطقة الشمالية، لاسترداد المواقع، التي احتلتها القبائل الملكية، في الجبل الأسود، قبل ذلك بيوم واحد. كما قصفت مواقع الملكيين، في مجز ووادي علف، إلى أن قضت قوات المنطقة على هذه المواقع.

وفي ضوء توجيهات القائد العام، في الأسبوع الأول من سبتمبر، بتثبيت الأوضاع في المنطقتين، الشمالية والوسطى، مع بحث إمكانية التقدم شمالاً، لتوجيه ضربة رئيسية في الجوف، اعتمدت قيادة القوات في المسرح، على أعمال القصف الجوي، لردْع القبائل الملكية، شمال ثلاء وكوكبان، في المنطقة الوسطى.

(3) المعاونة الجوية للعمليات التعرضية لقوات المسرح

عاونت القوة الجوية في اليمن، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذه الفترة، العمليات التعرضية للقوات المصرية والجمهورية، في منطقة الجوف والمنطقة الشمالية. ففي المنطقة الأولى، استمرت أعمال القصف الجوي لمَواقع الملكيين وتجمعاتهم وتكدساتهم، في العقبة، طوال الأسبوع الأول من يوليه، حتى انهارت مقاومة هذه القوات. كما استمرت القوة الجوية في أعمال القصف الجوي، طوال شهر أغسطس، لمَواقع الملكيين وتجمعاتهم، في جبل لوز، التي كانت تحاصرها قوات منطقة الجوف، حتى حسمت الموقف في القطاع الجنوبي منه. ومع بداية شهر سبتمبر، استمرت أعمال القصف الجوي للتجمعات الملكية، في القطاع الشمالي من الجبل، إلى حين قيام قوات المنطقة بحسم الموقف فيه، نهائياً، خلال الأسبوع الأول من سبتمبر.

ومع بدء المرحلة التحضيرية لهجوم قوات المنطقة الشمالية والقوات الجمهورية، على قُرى الملكيين وتجمعاتهم، في واديَي علف والأزقول، في 12 سبتمبر، كانت القوة الجوية في اليمن، تمهد لذلك الهجوم ومع بدايته، في 20 سبتمبر وحتى نهايته، استمرت في معاونتها القوات المهاجمة، حتى تم تطهير الواديين. وإزاء محاولة قيادة الملكيين تخفيف ضغط الهجوم على وادي علف، بزيادة أعمال قتالها في مسور وبيت عذاقة، قصفت القوة الجوية مَواقع الملكيين في هاتين المنطقتين، فضلاً عن تجمعاتهم في ساقين، مما أدى إلى القضاء على هذه التجمعات، وهروب القوات الملكية من المنطقة.

(4) النقل والإمداد الجوي للقوات المصرية والجمهورية في المسرح

استمرت أعمال جسر النقل الجوي، خلال هذه الفترة، لنقْل القوات والاحتياجات العاجلة إلى المسرح اليمني، دونما انقطاع. كما استمرت أعمال النقل والإمداد، براً، وتركزت في مناطق برط وصعدة، في الشمال، ورأس العرقوب وصرواح ومأرب، في الشرق، وحجة، في الغرب. وفي منتصف شهر سبتمبر، فُتح محور جديد للإمداد الجوي في المنطقة الغربية، بعد أن بدأت أرض الهبوط الجديدة، في منطقة عبس، تستقبل طائرات النقل، من نوع "أليوشن14".

وخلال الفترة من أبريل حتى سبتمبر، نفّذ سربا النقل الجوي والطائرات العمودية نحو 1700 طلعة. بينما نفذت طائرات الجسر الجوي زهاء 300 طلعة طائرة.

هـ . المجهود الجوي، المنفَّذ خلال مرحلة التسابق نحو تحسين الأوضاع

نفّذت القوات الجوية المصرية، خلال هذه الفترة، نحو 4600 طلعة طائرة، في المسرح اليمني، موزعة على مهام تلك القوات، بالنسب المئوية التالية:

17%        لمهام الاستطلاع الجوي المسلح.

21%        لمهام المعاونة بالنيران للقوات البرية، المصرية والجمهورية.

18%       لقصف تجمعات الملكيين وقواعدهم وتجمعاتهم وتكديساتهم (داخل اليمن وخارجه).

37%        للنقل والإمداد الجوي، داخل المسرح اليمني.

7%         للنقل الجوي بين مصر واليمن (الجسر الجوي).

وقدرت الأوزان التي نُقلت جواً، خلال هذه المرحلة، بنحو 3500 طن. منها حوالي 2400 طن، بوساطة الجسر الجوي، و1100 طن، بوساطة طائرات النقل والطائرات العمودية، داخل المسرح اليمني.

 



[1]   المصادر المصرية الرسمية.

[2]   المصادر المصرية الرسمية.

[3]   المصادر المصرية الرسمية.

[4]   المصادر المصرية الرسمية.

[5]   المصادر المصرية الرسمية.

[6]   المصادر المصرية الرسمية.

[7]   المصادر المصرية الرسمية.

[8]   المصادر المصرية الرسمية.

[9]   المصادر المصرية الرسمية.

[10]   المصادر المصرية الرسمية.

[11]   المصادر المصرية الرسمية.

[12]   المصادر المصرية الرسمية.

[13]   المصادر المصرية الرسمية.

[14]   المصادر المصرية الرسمية.

[15]    المصادر المصرية الرسمية.