إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / اليمن... الثورة والحرب (1962 ـ 1970)، حرب اليمن من وجهة النظر المصرية





ميناء الحديدة
ميناء صليف
إجراءات تأمين قاعدة الحديدة
أعمال المقاومة الملكية
أعمال قتال الجانبين على المحور الشرقي
أعمال قتال الجانبين في المنطقة الشمالية
أعمال قتال الجانبين، يوليه 1967
أعمال قتال الجانبين، يونيه 1967
التوزيع الجغرافي للقبائل
السيطرة على المحور الساحلي
العملية نسر
العملية اكتساح
العملية صقر
العملية قادر
القوات المصرية والجمهورية، يوليه 1967
القوات المصرية والجمهورية، يونيه 1967
القوات المصرية، نهاية أبريل 1966
القوات الجمهورية، مايو 1967
توزيع قوات الجمهوريين بمنطقة الجوف
تطهير صحن العقبة
تضاريس اليمن
عمليات الجانبين للسيطرة على المحور
عملية جبل اللوز
فتح وتطهير طريق السر
فتح طريق المطمة ـ الحميدات
قتال المنطقة الشمالية
قتال الجمهوريين لتأمين منطقة أرحب
قتال الجانبين للسيطرة على منطقة السوده
قتال الجانبين للسيطرة على المحور الأوسط
قتال الجانبين للسيطرة على المحور الشمالي
قتال الجانبين للسيطرة على طريق الحديدة
قتال الجانبين للسيطرة على ذيبين
قتال الجانبين بمنطقة الجوف
قتال الجانبين بالمنطقة الشمالية
قتال الجانبين بالمنطقة الشرقية
قتال الجانبين على المحور الأوسط
قتال الجانبين على المحور الشرقي
قتال الجانبين على المحور الشرقي 1962
قتال الجانبين في المنطقة المركزية
قتال الجانبين في المنطقة الغربية
قتال الجانبين في جبلي حرم ورازح
قتال الجانبين في قطاع جبل رازح
قتال قوات الجمهوريين للسيطرة على مأرب
قتال قوات الجمهوريين للسيطرة على الحزم

منطقة العمليات البحرية
مسرح الحرب اليمنية
المسرح اليمني
الجمهورية العربية اليمنية
القصف الجوي 1963
القصف الجوي 1964
القصف الجوي 1965
القصف الجوي يناير ـ مايو 1967
القصف الجوي يونيه ـ ديسمبر 1967
طرق التسلل



بسم الله الرحمن الرحيم

سابعاً: القتال الجوي، خلال مراحل المحاولة الأولى للتسوية  (ينايرـ ديسمبر1964)

إزاء مخططات الملكيين، الرامية إلى قطْع الطرق وعزْل صنعاء، وإغرائهم القبائل المحيطة بالعاصمة بالتمرد والهجوم عليها، مع تكثيف نشاطهم لإثارة القبائل الأخرى ضد القوات المصرية والحكومة اليمنية (وهو المخطط الذي بدأ تنفيذه خلال شهر يناير، بأعمال قطْع الطرق، التي تربط العاصمة بمناطق انتشار القوات المصرية) ـ قرَّر قائد القوات العربية في اليمن، تركيز جهود القوة الجوية في كل من المناطق العسكرية في المسرح خلال شهرَي يناير وفبراير، تبعاً لطبيعة الأعمال القتالية وكثافتها في كل منها، كما يلي:

1.    المنطقة الشمالية

تركيز المجهود الجوي ضد القلات، شرق نشور، لإظهار القوة والسيطرة على المنطقة، وتدمير مدفعية الملكيين فيها، وفي شرق الصفراء، مع القضاء على تجمعات الملكيين في المنطقة الأخيرة وفي وادي مُذاب.

2.    المنطقة الوسطى

تركيز المجهود الجوي ضد الملكيين حول برط وفي جبل الزافن.

3.    المنطقة الشرقية

تكثيف الاستطلاع الجوي المسلح في قطاع مأرب، بصفة يومية، مع التركيز في طرق التسلسل، جنوب الجوبة.

4.        منطقة الجوف

تركيز الاستطلاع الجوي المسلح في طرق إمداد الملكيين في المنطقة، مع تدمير مراكز الإمداد والتجمعات ووسائل النقل المكتشفة.

5.    المنطقة المركزية

    ‌أ.    استمرار القصف الجوي على تجمعات ومَواقع الملكيين، مع التركيز في جبل ينع وقُرى الحيمة، لتدميرها ونزع سلاحها، وعدم تمكين الملكيين من استعادة المبادأة وإعادة تجميع قواتهم.

    ‌ب.   قصف مناطق مدع وبيت عذاقة، جواً، لتخفيف الضغط على طريق الحديدة ـ صنعاء.

وكان القرار السابق يعني، في حقيقة الأمر، استمرار القوات الجوية في تنفيذ مهامها القتالية السابقة، كما يلي:

    ‌أ.    الاستطلاع الجوي المسلح لطرق إمداد الملكيين من السعودية وبيحان، والبحث عن وسائل النقل المستخدمة على تلك الطرق، وتدميرها قبل وصولها إلى القبائل الملكية والمرتدة، المناوئة للثورة اليمنية.

    ‌ب.   قصف حشود وتكديسات الملكيين، المكتشفة في المناطق المختلفة، مع قصف القُرى المناوئة للجمهورية، لمنع الملكيين من استعادة المبادأة وتجميع قواتهم.

    ‌ج.   معاونة العمليات، الدفاعية والهجومية، للقوات المصرية والجمهورية.

    ‌د.    النقل والإمداد الجوي للقوات المصرية والجمهورية في المسرح، سواء في إطار الجسر الجوي، بين مصر واليمن، أو في إطار الإمداد الجوي، داخل المسرح اليمني نفسه.

1.    القتال الجوي خلال مرحلة التصعيد العسكري (يناير ـ فبراير 1964)[1]

    ‌أ.    الاستطلاع الجوي لطرُق إمداد الملكيين

في ظل أعمال قطْع الطرق، بوساطة القبائل والقوات الملكية، كُثف الاستطلاع الجوي المسلح، خلال شهرَي يناير وفبراير، على محاور التحركات الإدارية للقوات المصرية، لتأمين هذه التحركات، من ناحية، واكتشاف كمائن الملكيين، من ناحية أخرى. في الوقت الذي استمرت فيه أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح لطرُق إمداد الملكيين، من السعودية وبيحان.

وقد رُكز المجهود الجوي للاستطلاع المسلح، خلال تلك الفترة، في تفتيش طريق نجران، مابين السعودية والجوف، فضلاً عن طرق الإمداد، من بيحان إلى أرحب ونهم والأعروش عبْر حريب وجنوب الجوبة. وفي ضوء نتائج ذلك الاستطلاع، تم تدمير قوافل الإمداد، المكتشفة على تلك الطرق، فضلاً عن تدمير مستودعات الوقود، التي تم اكتشافها في عرق داعر.

وإضافة إلى المحاور السابقة للاستطلاع الجوي المسلح، امتد ذلك الاستطلاع إلى نشور وجبل الحناجر ووادي علف والأزقول، في المنطقة الشمالية، خلال شهر فبراير.

    ‌ب.   قصف حشود وتكديسات الملكيين، وردع القبائل المرتدة والمناوئة للجمهورية

لمواجهة مخطط الملكيين، سارت الجهود الرئيسية للقصف الجوي، خلال هذه المرحلة، في اتجاهين:

الأول: قصف حشود وتكديسات الملكيين، التي تم رصدها بوسائل الاستطلاع والمخابرات المختلفة. وفيه ركزت أعمال القصف الجوي في تدمير حشود وتكديسات الملكيين، المكتشفة في وادي مذاب وشرق الصفراء ونشور والقلات والحناجر، في المنطقة الشمالية، وفي وادي عظلة والسودة، في المنطقة الوسطى، وبويع والخنجر وعرق.

الثاني: قصف قُرى القبائل المرتدة وتجمعاتها، التي قطعت الطرق، واعتدت على القوات المصرية والجمهورية، في المناطق المختلفة. فقصف قرى وعلان ونجيل شجاع، في قطاع بَنِي بهلول، وسنحان وبيت حرم وجبل كنن، جنوب العاصمة. وعلى طريق الحديدة ـ صنعاء، رُكز القصف الجوي في قُرى الحيمة  ومفحق وجبل ينع. كما رُكز على المصينعة على طريق ريمة حميد ـ شرزة.

وقد أحدث القصف الجوي في كل من الاتجاهين خسائر جسيمة بالتجمعات الملكية وقرى القبائل المرتدة.

    ‌ج.   معاونة العمليات الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية

مع بداية تنفيذ مخطط الملكيين استخدمت قيادة القوات العربية في المسرح القوة الجوية، كمدفعية بعيدة المدى، لمعاونة الأعمال الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية، في المناطق التي كثف فيها الملكيون والقبائل المرتدة، أعمال قتالهم.

وخلال شهر يناير، دعمت القوة الجوية في المسرح قوات المنطقة الشمالية، في صدّ هجمات الملكيين على جبل دغشف، مع تركيز القصف الجوي ضد مَواقع الملكيين والقبائل التي تساندهم، في وادي عظلة، شمال برط والحجامة والحظيرة، في منطقة الصفراء، والصحوة، شرق براش. أما في المنطقة الوسطى، فقد تركزت أعمال الدعم الجوي في قصف مَواقع الملكيين وتجمعاتهم في وادي مُذاب.

وقد ساعدت أعمال المعاونة الجوية السابقة، على تمسك القوات المصرية والجمهورية بمَواقعها، والحدّ من أعمال المقاومة الملكية في تلك المناطق، بعد أن أوقعت خسائر كبيرة بقوات الملكيين والقبائل التي تساندهم.

    ‌د.    معاونة العمليات الهجومية للقوات المصرية والجمهورية

نتيجة لتزايد عمليات قطْع الطرق، بوساطة قوات الملكيين والقبائل المرتدة، ركزت قيادة القوات العربية في المسرح جهود القوة الجوية، خلال شهرَي يناير وفبراير، في معاونة عمليات فتْح الطرق المقطوعة. وبجزء من مجهودها، استمرت القوة الجوية في معاونة الأعمال القتالية، في المناطق العسكرية المختلفة في المسرح.

في البداية، رُكز مجهود القوة الجوية في التمهيد الجوي لعملية فتْح طريق الحديدة ـ صنعاء، ومعاونة القوات القائمة بالعملية، خلال الفترة من 15 إلى 29 يناير. إذ رُكز القصف الجوي في مفحق وقُرى الحيمة. وبجزء من مجهودها، مهدت القوة الجوية في المسرح، خلال الأسبوع الأول من فبراير، لفتْح طريق جيحانة ـ العرقوب، حيث ركز القصف الجوي في البياض وغرب شرزة.

وخلال شهر فبراير، استمرت أعمال المعاونة الجوية لعمليات فتْح الطرق، مع تقديم المعاونة الجوية إلى القوات المصرية والجمهورية، في المناطق العسكرية المختلفة. فخلال الفترة من 2 إلى 7 فبراير، قَصَفَت القوة الجوية قُرى الملكيين ومَواقعهم في منطقة السر، لفتْح طريق بيت السيد. وبدءاً من 9 فبراير، ولمدة ثلاثة أيام، رُكز المجهود الجوي، في معاونة القوات القائمة بفتْح طريق ريمة حميد ـ شرزة، بقصف قريتَي المعينة والمصينعة.

وفي حين عاونت القوة الجوية على فتْح الطرق، خلال شهر فبراير، فإنها عاونت، كذلك، هجوم القبائل الجمهورية على تطهير قُرى الحيمة (الخارجة والداخلة) وسنحان وبين جرم.

  هـ.  النقل والإمداد الجوي للقوات المصرية والجمهورية

استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي، من مصر إلى المسرح اليمني، لتزويد قوات المسرح باحتياجاتها العاجلة، وإبدال قوات أخرى جديدة بها. في الوقت الذي استمر فيه تدفق الإمداد الجوي إلى داخل المسرح، من قاعدة الإمداد الرئيسية في صنعاء إلى القوات المعزولة، والتي تتمركز في المناطق النائية، والوعرة، التي يصعب الوصول إليها بوسائل النقل البرية، مع تأمين أعمال المناورة بالوحدات البرية، لدعم القوات في المناطق المهدَّدة.

وإزاء عمليات قطْع الطرق، خلال شهرَي يناير وفبراير، كُثِّف الإمداد الجوي، بالقوات والاحتياجات، للمناطق التي حالت عمليات القطع دون إمدادها، براً، طوال أيام القطع. كما أُنزلت مجموعات سرايا، من وحدات الصاعقة والمظلات، في منطقة برط، لدعم القوات المصرية فيها خلال شهر فبراير.

2.    القتال الجوي لدى تحوّل الجمهوريين إلى الهجوم ( مارس ـ أغسطس 1964)[2]

    ‌أ.    الاستطلاع الجوي المسلح لطرق إمداد الملكيين

مع تحوّل القوات المصرية إلى الهجوم، لمدّ سيطرة النظام الجمهوري، خلال الأشهر الستة التالية، كُثفت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، على محاور إمداد الملكيين في منطقة الجوف والمنطقة الشرقية، حيث اكتشفت عدة قوافل لإمداد الملكيين، في الخنجر، وشمال الراقب، ومنطقة مأرب، وشرق الجوبة، دمّرتها القوة الجوية، قبْل وصولها إلى أهدافها.

وعلى الرغم من تركيز العمليات البرية للقوات المصرية والقبائل الجمهورية، خلال شهرَي يوليه وأغسطس، في المنطقتين، الشمالية والوسطى، إلا أن الاستطلاع الجوي المسلح، استمر مركزاً في منطقة الجوف، حيث اكتشفت وقُصفت، جواً، عدة تجمعات للملكيين، في منطقة الحزم.

    ‌ب.   قصف حشود وتكديسات الملكيين، وردع القبائل المرتدة

في ضوء قرار قائد القوات العربية في اليمن، الحفاظ على المبادأة والتحول إلى الهجوم، لتطهير جيوب المقاومة، ومدّ نطاق السيطرة في المناطق الوعرة في مسرح العمليات، استمرت أعمال القصف الجوي، خلال الستة أشهر التالية، على تجمعات الملكيين وتكديساتهم، وتوفير الظروف الملائمة لنجاح عمليات التطهير، كما يلي:

(1)      تركيز القصف الجوي، خلال شهر مارس، ضد تجمعات الملكيين، المكتشفة شمال مجز، وحول نشور، في المنطقة الشمالية، وحول حجة ومبين، في المنطقة الغربية، فضلاً عن تجمعات الملكيين شمال الراقب، في الجوف، وجنوب غرب حريب، في المنطقة الشرقية.

(2)      خلال شهرَي أبريل ومايو، استمرت أعمال القصف الجوي ضد تجمعات الملكيين وتكديساتهم، المكتشفة في إمارة والراقب وبوع، في الجوف، وقرب الحدود السعودية، فضلاً عن التجمعات والتكديسات، المكتشفة في المنطقتين، الشمالية والوسطى (شمال شرق نشور والصفراء والقفلة والسودة ووادي علف).

(3)      في شهر يونيه، استمر القصف الجوي على السودة والصرارة وعمق الراقب والسايلة والخنجر.

(4)      استمرت أعمال القصف، خلال شهرَي يوليه وأغسطس، ضد تجمعات الملكيين وتكديساتهم، المكتشفة في منطقة الجوف، من ناحية، وضد القُرى المناوئة، في نهم والسر وجبل ذباب، لردْعها، من ناحية أخرى.

    ‌ج.   معاونة العمليات الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية

قلّت الحاجة إلى معاونة العمليات الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية، خلال هذه المرحلة، نتيجة لِقِلّة الأعمال التعرضية للملكيين. فباستثناء هجوم الملكيين على السودة، خلال شهر أغسطس، لم يكُن هناك تهديد حقيقي للقوات المصرية والجمهورية في المسرح. وعلى ذلك اقتصرت المعاونة الجوية للعمليات الدفاعية، على منطقة السودة، خلال تعرضها لهجمات الملكيين المتكرر، في الأسبوع الثالث من أغسطس، وهو ما أوقع بهم خسائر كبيرة.

    ‌د.    معاونة العمليات الهجومية للقوات المصرية والجمهورية

مع بداية هذه المرحلة، رُكز المجهود الرئيسي للقوة الجوية، خلال شهر مارس، في معاونة القوات المصرية والجمهورية، أثناء عملياتها الهجومية، لتطهير بؤر المقاومة الملكية، في المنطقة الوسطى والمنطقتين الشرقية والغربية، حيث قامت تلك القوة بتقديم المعاونة الجوية إلى عمليات إعادة السيطرة على جبل الزافن وحصن الطليلي والسودة وجبل حضور الشيخ والمحدد ومدع.

وخلال شهرَي أبريل ومايو، عاونت القوة الجوية عمليات القوات المصرية والجمهورية على تطهير جبال غرير والحناجر ومسور، في المنطقة الشمالية، وطريق الطور ـ الأمان، في المنطقة الغربية، فضلاً عن معاونة أعمال القوات المصرية، في منطقة الشراقي، شرق حجة.

ومع بداية الأسبوع الثاني من يونيه، ولمدة خمسة أيام، ركزت القوة الجوية جهودها الرئيسية في معاونة قوات العملية "نسر" على تطوير النجاح في المنطقة الشمالية، والسيطرة على منطقة برط، مع احتلال جبلَي براش ودماج، في منطقة صعدة، وتطهير شرق الصفراء، ثم الاستيلاء على وادي شرمان، والمرتفعات المحيطة به، بعد ذلك. وبدءاً من 12 إلى 30 يونيه، نقلت القوة الجوية في المسرح جهودها الرئيسية، لمعاونة قوات العملية "صقر"، بالتمهيد الجوي للهجوم على بؤر المقاومة في المناطق الوعرة (مسور، السودة، بنو موهب، بنو عشُب، بنو التربي وعفار)، ثم القضاء على المقاومة، التي اعترضت طريق تقدُّم القوات المهاجِمة لتلك المناطق.

وفي ضوء قرار قائد القوات العربية في اليمن، استمرار عمليات الضغط على الملكيين، خلال شهرَي يوليه وأغسطس، ركزت القوة الجوية في المسرح جهودها، خلال الشهر الأول، في معاونة قوات المنطقة الشمالية والقوات الجمهورية على القضاء على فلول المقاومة الملكية، شرق جبل براش، وفي منطقتَي غرير والبرحة. وبجزء من مجهودها، قصفت القوة الجوية قُرى حبور وبَنِي علي، في قطاع رايدة، لمعاونة القوات المصرية والجمهورية  على مد سيطرتها على تلك المنطقة، فضلاً عن قصف قُرى شمسان ومبين والجاهلي والظفير، حول حجة، لمعاونة القوات المصرية والجمهورية على توسيع نطاق سيطرتها في تلك المنطقة.

وبدءاً من 11 أغسطس، استمر تركيز جهود القوة الجوية في المسرح، في المنطقة الشمالية، في معاونة القوات المصرية والجمهورية على العملية "اكتساح"، بقصف مَواقع الملكيين في منطقتَي رازح وشعار. مما كان له أثر كبير في نجاح الهجوم، وإحداث خسائر جسيمة في قوات الملكيين وقراهم، في هاتين المنطقتين. وبجزء من مجهودها، دعمت القوة الجوية في المسرح الكتيبة 81 مظلات، أثناء هجومها على مواقع الملكيين في تبة الصرارة ومنطقة السودة.

  هـ. النقل والإمداد الجوي للقوات المصرية والجمهورية

استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي بشكل منتظم، خلال هذه المرحلة، سواء بين القاهرة وصنعاء، أو بين قواعد الإمداد في العاصمة اليمنية و القوات المصرية والجمهورية، في المحاور المختلفة. كما أسهمت أعمال النقل الجوي، إلى درجة كبيرة، في سرعة حشد قوات الجمهورية، التي شنت الهجومين الكبيرين، خلال هذه المرحلة، الأول خلال شهر يونيه، في منطقتَي براش وشرق الصفراء. والثاني خلال شهر أغسطس، في منطقتَي رازح وحُرم.

3.    القتال الجوي، دفاعاً عن الشمال والشمال الغربي  (سبتمبر ـ أكتوبر 1964)[3]

    ‌أ.    الاستطلاع الجوي المسلح لطرُق إمداد الملكيين

إزاء استمرار تدفق الإمدادات، خلال مرحلة تعزيز الدفاع عن شمال اليمن وشماله الغربي، كُثَّف الاستطلاع الجوي لطرُق الإمداد، التي يمكِن أن يستخدمها الملكيون، في المنطقتين الشمالية والشرقية، فضلاً عن منطقة الجوف، حيث جرى رصد وتدمير أعداد كبيرة من العربات، كانت تحمل الإمدادات إلى قوات الملكيين والقبائل المرتدة، شمال جبل شعار. كما دمّرت القوة الجوية تكديسات الملكيين، المكتشفة في عمق الراقب، فضلاً عن قافلة إمداد أخرى، دُمّرت في منطقة سايلة.

    ‌ب.   قصف حشود الملكيين وتكديساتهم، وردع القبائل المرتدة، والمناوئة للجمهورية

عندما بدأت القوات المصرية والجمهورية  تعزيز الدفاع عن اتجاه الشمال والشمال الغربي لمسرح العمليات، بادرت القوة الجوية في المسرح إلى قصف تجمعات الملكيين حول ساقين في المنطقة الشمالية. كما استمر القصف الجوي التأديبي، لردْع القبائل المناوئة للنظام الجمهوري، في نهم والسر، رداً على قتالها ضد القوات المصرية والجمهورية، في بيت السيد وجبل ذباب. وفي المنطقة الغربية، قُصِفت تجمعات الملكيين في شرارة والمحابشة.

    ‌ج.   معاونة الأعمال الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية

نتيجة للمحاولات المستميتة لأُسْرة حميدالدين والقبائل التي تساندها، خلال شهرَي سبتمبر وأكتوبر، لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها، وضغطها على جبل رازح (في المنطقة الشمالية) والسودة (في المنطقة الوسطي) وجبل شعار وحجة والمحابشة والزرقا (في المنطقة الغربية)، وإغرائها بعض قبائل المنطقة المركزية بنصب الكمائن والتخريب، قرر قائد القوات العربية في اليمن تركيز المجهود الرئيسي للقوة الجوية في المسرح، ليلاً ونهاراً، في معاونة قوات رازح على صد القوات المهاجمة وتدميرها. وبجزء من مجهودها، كان على القوة الجوية معاونة القوات المصرية والجمهورية، في المناطق الأخرى.

وفي ضوء القرار السابق، رُكز المجهود الجوي للقوة الجوية في المسرح، خلال شهرَي سبتمبر وأكتوبر، في معاونة القوات المصرية والجمهورية على صدّ هجمات الملكيين المتكررة على جبلَي شعار ورازح، وتدمير قُرى القبائل المرتدة، المستخدَمة قواعد لتلك الهجمات. وهو ما كان له أثر كبير في نجاح صدّ هجمات الملكيين المركزة في هاتين المنطقتين وتأمينهما.

أما في منقطة الجوف، فقد انحصرت أعمال المعاونة الجوية، خلال شهر سبتمبر، في منطقة الراقب، لمعاونة القوات المصرية، في تلك المنطقة، على صدّ هجمات الملكيين عليها. كما انحصرت أعمال المعاونة الجوية، في قطاع رايدة، خلال الشهر عينه، في قصف حصن عتاد، في السودة. بينما استمرت أعمال القصف الجوي، خلال شهر أكتوبر، لمعاونة القوات المصرية، في بيت السيد وجبل ذباب.

    ‌د.    معاونة العمليات الهجومية للقوات المصرية والجمهورية

إزاء تركيز جهود القوات المصرية والجمهورية  في تعزيز أوضاعها الدفاعية، في المناطق الشمالية والشمالية الغربية للمسرح، خلال هذه المرحلة، انحصرت أعمالها التعرضية في المنطقة غرب شعار. وعلى ذلك دعمت القوة الجوية في المسرح، خلال شهر سبتمبر، القوات الجمهورية في هجومها الناجح لإغلاق الحدود الشمالية الغربية لليمن، في وجْه الإمدادات الموجَّهة إلى دعم الملكيين. وهو ما كان له أثر كبير في نجاح ذلك الهجوم، والاستيلاء على الهيئات الواقعة غرب جبل شعار.

  هـ. النقل والإمداد الجوي للقوات المصرية والجمهورية

استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي بشكل منتظم، خلال هذه المرحلة، سواء بين قواعد الإمداد الجوي، في مصر واليمن، أو بين القواعد في اليمن والقوات المصرية والجمهورية  في المحاور المختلفة. إلا أن معدلات النقل والإمداد الجوي، تزايدت زيادة ملحوظة على المراحل السابقة، نتيجة لتزايد انتشار القوات المصرية والجمهورية في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، الوعرة، قرب الحدود السعودية، التي يصعب إمدادها بوسائل النقل البرية. وهو ما جعل الإمداد الجوي هو الوسيلة الرئيسية لإمداد القوات، في مثل تلك المناطق.

4.    القتال الجوي خلال مرحلة خرق وقف إطلاق النار (سبتمبر ـ أكتوبر 1964)[4]

    ‌أ.    الاستطلاع الجوي المسلح لطرُق إمداد الملكيين

حاولت قيادة الملكيين استغلال فترة إيقاف إطلاق النار، بعد 8 نوفمبر، لتكثيف أعمال الإمداد للقبائل التي تساندها، في منطقة الجوف والمنطقة الشرقية. إلا أن استمرار الاستطلاع الجوي في هاتين المنطقتين، خلال تلك الفترة، أدى إلى إحباط العديد من محاولات إمداد الملكيين من طريق نجران إلى عمق الراقب وعرق داعر. كما أحبط محاولات مماثلة  إلى جروة والأعروش في منطقة جيحانة.

    ‌ب.   القصف الجوي لحشود الملكيين وتكديساتهم، وقُرى القبائل المرتدة، والمناوئة للجمهورية

إزاء عدم التزام الملكيين بوقف إطلاق النار، الذي اتُّفق عليه، بدءاً من سعت 1300 من يوم 8 نوفمبر، استمرت أعمال القصف الجوي على تجمعات الملكيين وتكديساتهم المكتشفة، من ناحية، وقُرى القبائل المناوئة في الاتبعي وحصن عتاد وقصبة السلطان (في قطاع رايدة)، من ناحية أخرى.

    ‌ج.   معاونة العمليات الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية

إزاء عدم التزام الملكيين والقبائل التي تساندهم، بوقف إطلاق النار المتفق عليه، بدءاً من الساعة 1300 من يوم 8 نوفمبر، واستمرار ضغطهم على رازح وحجة، خلال الشهر عينه، رُكز المجهود الرئيسي للقوة الجوية في المسرح، خلال تلك الفترة، في معاونة القوات المصرية والجمهورية، في هاتين المنطقتين، مع تكثيف المجهود الجوي، خلال المدة من 9 إلى 14 نوفمبر، لمعاونة حجة، والقضاء على الهجوم المعادي على مَواقع الحارثي. مما كان له أثر كبير في إيقاف ذلك الهجوم وفشله.

ومع استمرار ضغط الملكيين على قلعتَي رازح وحُرم وحصارهما، رُكز المجهود الرئيسي للقوة الجوية في المسرح، خلال شهر ديسمبر، في معاونة القوات الجمهورية، في هاتين القلعتَين. وهو ما ساعد على استمرار تمسكها بمَواقعها حتى فُك الحصار عنهما، خلال الشهر عينه.

وعندما بدأ الهجوم المضادّ الكبير لقوات الجمهورية، من أجل استعادة الموقف في جبل رازح وحُرم، خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر، رُكز مجهود القوة الجوية في التمهيد النيراني لهذا الهجوم، بقصف قوات الملكيين في وادي بدر. ومع بدء الاشتباك بينهما، تحوّل القصف الجوي، لينصب على قوات الملكيين، التي كانت تحاصر قلعتَي رازح وحُرم، فضلاً عن قواتهم في جبل شدا.

    ‌د.    النقل والإمداد الجوي للقوات المصرية والجمهورية

استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي بشكل منتظم، خلال هذه المرحلة، سواء بين مصر واليمن، أو بين قاعدة الإمداد الجوي في صنعاء ومحاور الإمداد المختلفة داخل المسرح. إلا أنه يمكن القول إن عمليات النقل والإمداد الجوي، بلغت ذروتها خلال شهر نوفمبر، إذ قدر المجهود الجوي، المخصص لهاتين المهمتين، سواء بوساطة الجسر الجوي بين مصر واليمن، أو داخل المسرح اليمني نفسه، بما يقرب من 400 طلعة طائرة.

5.    المجهود الجوي المنفَّذ، خلال مراحل المحاولة الأولى للتسوية (انظر خريطة مناطق القصف الجوي (خلال عام 1964))

لتنفيذ المهام السابقة، خلال المراحل الأربع للمحاولة الأولى للتسوية السياسية، اضطلعت القوات المصرية بما يزيد على 7870 طلعة طائرة في المسرح اليمني. منها ما يقرب من 7320 طلعة، بوساطة القوة الجوية في المسرح، وما يزيد على 540 طلعة، بوساطة أسراب النقل الإستراتيجي (الجسر الجوي)، فضلاً عن 10 طلعات بوساطة القاذفات الإستراتيجية. وقد وُزع المجهود الجوي السابق على مهام القوات الجوية، بالنسب المئوية التالية:

10%      لمهام الاستطلاع الجوي المسلح.

20%      لمهام المعاونة الجوية، بالنيران، للقوات البرية المصرية والجمهورية.

20%      لقصف تجمعات الملكيين وقواعدهم وتكديساتهم، داخل اليمن وخارجه.

43%      للنقل والإمداد الجوي داخل المسرح اليمني.

7%       للنقل الجوي بين مصر واليمن (الجسر الجوي).

وقد قدرت الأوزان التي نقلت جواً، خلال عام 1964، بما يقرب من 21000 طن، منها نحو 11000 طن، بوساطة أسراب الجسر الجوي، و10000 طن، بوساطة أسراب النقل والطائرات العمودية، داخل المسرح اليمني.

ويوضح جدول المجهود الجوي وتوزيعه على مراحل الأولى للتسوية (يناير 1964 ـ ديسمبر 1964) إجمالي المجهود الجوي للقوات الجوية المصرية، خلال عام 1964، وتوزيعه على مراحل المحاولة الأولى للتسوية، خلال ذلك العام. كما يوضح جدول إجمالي أوزان الأفراد والاحتياجات التي تم نقلها جواً (يناير 1964 ـ ديسمبر 1964) إجمالي الأوزان التي نُقلت جواً، وتوزيعها على تلك المراحل.

 



[1]   المصادر المصرية الرسمية.

[2]   المصادر المصرية الرسمية.

[3]   المصادر المصرية الرسمية.

[4]   المصادر المصرية الرسمية.