إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / اليمن... الثورة والحرب (1962 ـ 1970)، حرب اليمن من وجهة النظر المصرية





ميناء الحديدة
ميناء صليف
إجراءات تأمين قاعدة الحديدة
أعمال المقاومة الملكية
أعمال قتال الجانبين على المحور الشرقي
أعمال قتال الجانبين في المنطقة الشمالية
أعمال قتال الجانبين، يوليه 1967
أعمال قتال الجانبين، يونيه 1967
التوزيع الجغرافي للقبائل
السيطرة على المحور الساحلي
العملية نسر
العملية اكتساح
العملية صقر
العملية قادر
القوات المصرية والجمهورية، يوليه 1967
القوات المصرية والجمهورية، يونيه 1967
القوات المصرية، نهاية أبريل 1966
القوات الجمهورية، مايو 1967
توزيع قوات الجمهوريين بمنطقة الجوف
تطهير صحن العقبة
تضاريس اليمن
عمليات الجانبين للسيطرة على المحور
عملية جبل اللوز
فتح وتطهير طريق السر
فتح طريق المطمة ـ الحميدات
قتال المنطقة الشمالية
قتال الجمهوريين لتأمين منطقة أرحب
قتال الجانبين للسيطرة على منطقة السوده
قتال الجانبين للسيطرة على المحور الأوسط
قتال الجانبين للسيطرة على المحور الشمالي
قتال الجانبين للسيطرة على طريق الحديدة
قتال الجانبين للسيطرة على ذيبين
قتال الجانبين بمنطقة الجوف
قتال الجانبين بالمنطقة الشمالية
قتال الجانبين بالمنطقة الشرقية
قتال الجانبين على المحور الأوسط
قتال الجانبين على المحور الشرقي
قتال الجانبين على المحور الشرقي 1962
قتال الجانبين في المنطقة المركزية
قتال الجانبين في المنطقة الغربية
قتال الجانبين في جبلي حرم ورازح
قتال الجانبين في قطاع جبل رازح
قتال قوات الجمهوريين للسيطرة على مأرب
قتال قوات الجمهوريين للسيطرة على الحزم

منطقة العمليات البحرية
مسرح الحرب اليمنية
المسرح اليمني
الجمهورية العربية اليمنية
القصف الجوي 1963
القصف الجوي 1964
القصف الجوي 1965
القصف الجوي يناير ـ مايو 1967
القصف الجوي يونيه ـ ديسمبر 1967
طرق التسلل



الفصل الخامس

سابعاً: القتال الجوي، خلال مراحل المحاولة الثانية للتسوية السياسية (1965)[1]

انعكس الموقف، السياسي والعسكري، عام 1965 على أعمال قتال القوات الجوية، في ذلك العام، الذي اتّسم بمرحلتين متميزتين. الأولى هي مرحلة تزايد حدّة المقاومة الملكية، بدءاً من شهر يناير، وتصاعدها إلى مستوى الأعمال التعرضية. وهو ما أدى إلى تصاعد ردود الفعل المصرية حيالها، إلى مستوى العمليات الهجومية والإغارات، البرية والجوية، التأديبية، حتى توقيع اتفاقية جدة. والثانية هي المرحلة، التي ساد فيها مسرح العمليات هدوء مشوب بالحذر، خلال الأشهور الأربعة التالية، حتى نهاية العام، والتي اقتصرت فيها أنشطة الجانبين على أعمال الإمداد، وبعض التراشقات المحلية المحدودة، بالنيران، وبث الألغام (من جانب الملكيين)، وأعمال الاستطلاع والنقل والإمداد (من جانب الجمهوريين).

وفي ضوء اختلاف سمات المرحلتين السابقتين، تفاوتت أعمال قتال القوات الجوية المصرية، في كل منهما. إذ اتّسمت المرحلة الأولى بكثافة أعمال القتال، التي غطت معظم مهام القوات الجوية، كما في المراحل السابقة. إلا أنه إزاء تصاعد المقاومة الملكية، مع اتجاه القوات المصرية إلى تعديل أوضاعها، خلال الأشهر الأربعة، السابقة على توقيع اتفاقية جدة (مايو ـ أغسطس)، تصاعدت كثافة المجهود الجوي، لمهام القصف والنقل والإمداد الجوي.

ونظرا إلى استمرار تصاعد المقاومة الملكية، التي تحولت إلى عمليات تعرضية، وصدور توجيهات نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، المتعلقة بالعملية الهجومية داخل الأراضي السعودية، تقرر دعم القوة الجوية في اليمن، بعدد من طائرات النقل، قادرة على إسقاط كتيبة مظلات في رحلة واحدة، مع احتلال مطار برنيس، على ساحل البحر الأحمر، شمال الحدود المصرية ـ السودانية، بسرب مقاتلات قاذفة من نوع ميج 19، وسرب قاذفات من نوع اليوشن 28، لمعاونة القوات البرية، التي تقرر اضطلاعها بالعملية، على أن تكون القوة الجوية مستعدة لتنفيذ مهامها، في تأمين قوات العملية ومعاونتها، بدءاً من أول ضوء، يوم 5 سبتمبر. غير أنه على أثر ما توصل إليه الرئيس المصري والملك السعودي، من اتفاق في جدة، صدرت توجيهات نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، في 23 أغسطس، بإيقاف تحضيرات العمليات الهجومية، وعودة الوحدات إلى قواعدها الأصلية.

أما المرحلة الثانية، التي ساد فيها الهدوء، بعد توقيع اتفاقية جدة، فقد توقفت فيها مهام القصف والمعاونة الجوية بالنيران. ووضع مجهودها تحت الطلب، لمواجَهة أي تطورات في المسرح اليمني. بينما استمرت القوة الجوية في تنفيذ مهام الاستطلاع وأعمال النقل والإمداد الجوي، فضلاً عن مظاهراتها الجوية، لاستعراض القوة، وردع القبائل، التي يمكِن أن تثير القلاقل.

وفي 23 سبتمبر، أصدر نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، توجيهاته في خصوص إخلاء اليمن من القوات المصرية، على مراحل، بدءاً من 23 نوفمبر 1965، ولمدة عشرة أشهر، مع الاستعداد للرد، بقوة، على أي محاولة للتدخل المعادي، أثناء تنفيذ خطة الإخلاء. وتبعاً لتلك التوجيهات، كان على القوات الجوية الاحتفاظ باحتياطي من طائرات النقل الجوي، في قاعدة الحديدة، طوال فترة إخلاء القوات، للمعاونة في أعمال النقل الداخلي في المسرح، وتنسيق إخلاء قاعدتَي الروضة وصنعاء، مع إخلاء منطقة العاصمة اليمنية من القوات البرية. في الوقت الذي يتم فيه تدعيم قاعدة الحديدة، لضمان تقديم المعاونة الجوية إلى القوات، أثناء عملية الإخلاء، وتنظيم إخلاء تلك القاعدة، مع آخر القوات التي ستعود من اليمن.

ولتأمين عمليات التحركات والإخلاء في المسرح اليمني، قررت قيادة القوات الجوية إبقاء قوة جوية، من خمسة أسراب، حتى ديسمبر 1965، تعمل من التمركزات التالية:

1.    سربا ميج 17، يعملان من قاعدة الروضة.

2.    سرب اليوشن 28، يعمل من قاعدة الحديدة.

3.    طائرة أنتونوف 12، تعمل من قاعدة الحديدة.

4.    سرب اليوشن 14، يعمل من قاعدة صنعاء.

5.    سرب مي 4، يعمل من قاعدة صنعاء.

ومع بدء إخلاء اليمن من القوات المصرية، قررت قيادة القوات الجوية، إخلاء القوة الجوية، تدريجياً، كما يلي:

1.    إخلاء سرب مقاتلات (ميج 17)، تدريجاً، خلال خمسة أشهر، بترحيل الطائرات، التي يحل وقت التفتيش الفني عليها، ثم ترحيل السرب الثاني، خلال الخمسة أشهر التالية، على أن تُستبقى خمس طائرات ميج 17، تُخلى جواً، مع إخلاء آخر فوج من القوات المصرية في اليمن.

2.    تخفيف سرب القاذفات، لتصير قوّته 6 طائرات اليوشن 28، في نهاية المدة.

3.    ترحيل سرب الطائرات العمودية، مي 4، خلال الخمسة أشهر الأخيرة، مع استبقاء طائرة عمودية واحدة، للطوارئ، تُرحّل بحراً مع قوة المؤخرة.

4.    إبقاء سرب النقل (الأليوشن 14) بقوة 6 طائرات، حتى نهاية المدة.

5.    إبقاء طائرة النقل (الأنتونوف 12)، حتى نهاية المدة، مع دعمها، طبقاً لاحتياجات عملية الإخلاء.

1.    القتال الجوي، خلال فترة تصاعد المقاومة (يناير ـ أغسطس)

في ضوء تطورات الموقف السياسي، وتصاعد مقاومة الملكيين وأعمالهم القتالية، خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 1965، استمرت القوات الجوية في تنفيذ مهامها، كما في المراحل السابقة، والتي تلخصت فيما يلي:

    ‌أ.     الاستطلاع الجوي العام، والمسلح، لمَواقع الملكيين وطرق إمدادهم.

    ‌ب.    قصف حشود الملكيين وتكديساتهم، وردع القبائل التي تساندهم.

    ‌ج.    معاونة الأعمال الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية.

    ‌د.    معاونة العمليات الهجومية للقوات المصرية والجمهورية.

  هـ. النقل والإمداد الجوي للقوات.

    ‌أ.    الاستطلاع العام، والمسلح، لمَواقع الملكيين وطرق إمدادهم

في ضوء استمرار تدفّق الإمدادات من المملكة العربية السعودية وبيحان إلى الملكيين، والقبائل التي تساندهم، كثفت قيادة القوات العربية في اليمن أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، خلال شهر يناير، على طريق نجران، ومنطقة ريوان الجوف، وعمق الراقب. ومع بدء عملية فتح طريق العومرة ـ بيت مران، نشطت أعمال قتال الاستطلاع الجوي، لتأمين العملية، وتحديد أماكن مَواقع المقاومة الملكية، التي تعطل فتح الطريق.

وخلال الأشهر الثلاثة التالية (فبراير ـ مارس)، استمرت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، على طريق نجران، وفي مناطق بير بويع، صحن العقبة، شمال أرحب، جنوب الحزم والمطمة، الخنجر، كتف اللوز، عمق الراقب، مضرة، والسايلة. كما كُثف الاستطلاع الجوي، بالنظر والصور، لمناطق براش والبرجة وغرير وريوان وآل مراد.

واستمرت كثافة أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، خلال شهر مايو. إلا أنها تركزت في ثلاثة اتجاهات رئيسية. الأول في الشمال، لاكتشاف تجمعات الملكيين وتدميرها، في جبل شقدم، في منطقة قفل حرض، وفي وادي النشور، في منطقة صعدة. أما الاتجاه الثاني، فقد غطى شمال شرق اليمن، قرب الحدود السعودية، للبحث عن تكديسات الملكيين في مناطق السايلة والخنجر وبير بويع، وتدميرها. بينما غطى الاتجاه الثالث مَواقع الملكيين في الجبل الأحمر وجبل أسحر، في منطقة الحميدات.

وخلال شهر يونيه، رُكز المجهود الرئيسي للاستطلاع الجوي المسلح، قرب الحدود السعودية، في طريق نجران وعمق الراقب وبير بويع وهضبة أمّ حرمان. وبجزء من ذلك المجهود، تم الاستطلاع الجوي المسلح لمَواقع الملكيين، في جبل بكيل، وتدمير ما فيها من أسلحة. أما في شهر يوليه، فقد رُكز الاستطلاع الجوي المسلح في طريق نجران، للبحث عن تكديسات الملكيين. كما تم الاستطلاع الجوي، بالصور، لمطار جيزان، داخل الأراضي السعودية، في إطار الأعمال التحضيرية للعملية "خير".

ومع استمرار تدفّق الإمدادات من السعودية، كُثِّفت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، خلال النصف الأول من أغسطس، لاكتشاف وتدمير تجمعات الملكيين وتكديساتهم، في المنطقتين، الشمالية والشرقية (إمارة، الخنجر، شديف، بير بويع، طريق نجران، هضبة أمّ حرمان، الراقب، جبل لوز، مطارة، مأرب).

    ‌ب.   قصف حشود الملكيين وتكديساتهم، ومواقع القبائل التي تساندهم

نتيجة لتزايد أعمال المقاومة المسلحة من جانب قبيلتَي أرحب وخولان، وقطْع الأولى طريق العومرة ـ بيت مران، قرر قائد القوات العربية في اليمن، تكثيف القصف الجوي، عدة أيام (16 ـ 19 يناير) لقُرى أرحب الداخل، بعد فتح الطريق، بالقوة، لتأديب تلك القبيلة، وردْع القبائل المناوئة الأخرى. وبدءاً من 25 يناير، تحوّل ثقل القصف الجوي ضد القُرى، التي تُتَّخذ قواعد للهجوم على القوات المصرية، من جانب قبيلة خولان، في منطقة العرقوب، في 25 يناير، ومنطقتَي الأعروش وبيت الغادر، يومَي 28 و29 يناير.

ورداً على أعمال قتال الملكيين ضد القوات المصرية، غرب السودة، قصفت القوة الجوية حصن عتاد ونشاطة والدرب السلطاني. كما قصفت تجمعات الملكيين، المكتشفة في منطقتَي حبور وظليمة، في قطاع السودة، في 31 يناير.

وإزاء تزايد حشود الملكيين وتكديساتهم، في المنطقتين، الشمالية والشرقية، وقطاعَي السر والضبعات، خلال شهر فبراير، قدرت قيادة القوات العربية في اليمن، أن الملكيين، يحضرون عمليات هجومية، ضد القوات المصرية، في تلك المناطق. وعلى ذلك، رُكز القصف الجوي، خلال شهر فبراير، ضد حشود الملكيين وتكديساتهم، المكتشفة في مناطق صعدة، البرجة وغرير، طريق نجران، إمارة، السودة، شعار، سلسلة جبال الملح، الجميحة، قُرى الحيوف، دجة وصرفة وشوكان والجعرة، إضافة إلى جروة والأعروش. مما أوقع خسائر جسيمة بتجمعات الملكيين والقبائل التي تساندهم.

وخلال شهر مارس، استمر القصف الجوي لتجمعات الملكيين ومناطق تكديساتهم، في معظَم الاتجاهات التعبوية، في النصف الشمالي من اليمن. ففي الشرق قصفت حاير العش وقُرى هران وحبار وآل مراد وجبل الحضرة. وامتد القصف شرقاً، حتى مضيق الحجلة وحريب. وفي منطقة الجوف، غطى القصف الجوي إمارة وصحن العقبة وصحن الراقب وبير بويع. وفي الشمال، قصفت غُنم والمشاف والمنزلة وكتاف والمعين وشرق براش. أما في الشمال الغربي، فغطى ذلك القصف مناطق الجاهلي وشمسان والظفير وشعسان وسوق الخميس. وفي قطاعَي رايدة والحرف، قصفت العمشية وحبور وغرير والبرجة. كما قصفت دجة وصرفة في قطاع الضبعات، وجبل الريحاني في وادي عظلة، والحيوف في الجميحة، ووادي رجام في السر.

وتكرر القصف الجوي، خلال شهر أبريل، لتجمعات الملكيين، المكتشفة في بير الرحبة والسايلة والبرجة وغرير وصحن العقبة.

وإزاء تكرر قطْع الطرق، في منطقة الجوف، خلال شهر مايو، وإغارة الملكيين على منطقة الجوف وبثهم الألغام فيها، فضلاً عن المنطقتين، الشرقية والشمالية، خلال الشهر عينه. قصفت القوة الجوية مَواقع الملكيين وتجمعاتهم، شمال شرق الجبل الأحمر، تمهيداً لفتح طريق الإمداد إلى المَواقع المصرية، في منطقة العقدتين. كما قصفت القُرى المناوئة، في جيحانة والجبل الأسود في مجز. ولمنع الملكيين من حضور المؤتمر، الذي دعا إليه أمراء أُسْرة حميدالدين في حاير العش، قصفت هران وحاير العش.

ونظراً إلى استغلال الملكيين عمليات الإخلاء، التي أجرتها القوات المصرية، لتعديل أوضاعها، خلال شهر يونيه، من أجل تكثيف أعمالهم القتالية، ضد تحركات القوات المصرية ومَواقعها، قصفت القوة الجوية تجمعات الملكيين ومَواقعهم، أمام براش ونشور، وفي ذي كحل وخور ذبيان، إضافة إلى قُرى الغاويتين شمال شعار، فضلاً عن منطقة هران وحاير العش والشاهد والمعابد.  وفي الشهر نفسه، قصفت القوة الجوية تكدسات الملكيين، المكتشفة في مائة عين، قرب الحدود السعودية. ورداً على قطْع طريق الطور ـ الأمان، قصفت القوة الجوية، بدءاُ من 21 يونيه، القُرى المناوئة، في منطقة القطع، حتى فُتح الطريق.

ونتيجة لتكرار استغلال الملكيين لعمليات تعديل القوات المصرية لأوضاعها، خلال شهر يوليه، وتكثيفهم هجماتهم على مواقعها، في مناطق صعدة وعبس والجوف، نفّذت القوة الجوية، خلال ذلك الشهر، أعلى معدلات القصف الجوي، خلال عام 1965، ضد تجمعات الملكيين ومَواقعهم، في تلك المناطق (حاير العش ـ جبل شعشع ـ جنوب غرب جبل أسحر ـ عبس ـ شمال المطمة ـ إمارة ـ قفل حرض). مما ألحق بهم خسائر جسيمة، وشتّت تجمعاتهم، وأفسد خططهم.

وإزاء استمرار محاولات الملكيين المستميتة تحسين أوضاعهم، قبْل أن تسفر المباحثات المصرية ـ السعودية، التي كانت تجري في ذلك الوقت، عن اتفاق، يكبّل حركتهم، استمرت القوة الجوية في أعمال القصف الجوي الكثيف، لمناطق تجمّع قوات الملكيين وتكديساتهم، في مناطق الحدود اليمنية ـ السعودية (إمارة ـ الخنجر ـ شديف ـ بير بويع ـ مطاره ـ البرجة وغرير ـ وادي نشور). كما قصفت مراكز مواصلات الملكيين وإذاعتهم، المكتشفة في إمارة وعقد.

    ‌ج.   معاونة الأعمال الدفاعية للقوات المصرية والجمهورية

مع تزايد نشاط الملكيين، في النصف الأول من عام 1965، وتصاعده إلى مستوى الأعمال التعرضية، خاصة خلال شهرَي يوليه وأغسطس، بادرت القوة الجوية في اليمن إلى دعم القوات المصرية والجمهورية، التي تعرضت لهجمات الملكيين في المناطق المختلفة. مما كان له أثر كبير في إحباط معظم تلك الهجمات، وإيقاع خسائر جسيمة بالقوات المهاجمة.

وكان أبرز مهام المعاونة الجوية للأعمال الدفاعية، خلال شهر يناير، هي معاونة القوات المصرية في منطقة مأرب، على صدّ هجوم بعض القبائل، التي انقلبت على النظام الجمهوري، والقضاء على محاولاتها المتكررة احتلال جبل البلق، والاشتراك في مطاردة المهاجمين، حتى الحدود اليمنية الشرقية.

ونتيجة لتزايد حدّة الأعمال التعرضية للملكيين، خلال شهر مارس، ضد المَواقع المصرية، في مناطق الجوف وصعدة وسلسلة الجبال الغربية والسر، ازدادت كثافة أعمال المعاونة الجوية للقوات، التي تعرضت للهجوم في تلك المناطق، مما كان له أثر كبير في ثبات المَواقع المصرية والجمهورية، التي استهدفتها هجمات الملكيين. أما في شهر أبريل، فقد رُكزت أعمال المعاونة الجوية في تأمين القوات المصرية ودعمها في منطقتَي المطمة والحميدات، بعد نجاح الملكيين في قطع طريق الإمداد إلى المَواقع المصرية في العقدتين. وقد أدت أعمال المعاونة الجوية إلى نجاح القوات المدافعة في التمسك بمَواقعها، على الرغم من هجمات القوات الملكية المتكررة عليها.

وعندما حاول الملكيون استغلال إخلاء القوات المصرية بعض مَواقعها، خلال شهر يونيه، وهجومهم على المَواقع المصرية، في مناطق الجوف وبرط وصعدة ورايدة،  قرر قائد القوات العربية في المسرح، تكثيف أعمال المعاونة الجوية للقوات، التي تعرضت لتلك الهجمات، ومعاونة الهجمات المضادّة للقوات المصرية في تلك المنطقة. كما أمّنت القوة الجوية سحْب القوات المصرية من القفلة وبرط، في إطار خطة تعديل أوضاع القوات، خلال الشهر عينه، فضلاً عن معاونة قوات الجيش الجمهوري في منطقة القفلة، بعد إخلائها من القوات المصرية.

وعندما كرر الملكيون خطأهم، بمحاولة استغلال إخلاء القوات المصرية بعض مَواقعها، في مناطق صعدة والحميدات ورايدة وقفل حرض وعبس، خلال شهر يوليه، ومهاجمتهم القوات المصرية في تلك المناطق، كانت القوة الجوية لهم بالمرصاد، فأحبطت كافة هجماتهم، وأوقعت بهم خسائر جسيمة.

ومع استمرار ضغط الملكيين في قطاع المحابشة، خلال شهر أغسطس، عمدت القوة الجوية المصرية إلى معاونة الجوية للكتيبة الثامنة الجمهورية، التي كانت تدافع عن المنطقة. إلا أن ضعف تلك الكتيبة، وتعرّضها للخيانة، لم يسمحا لها بالتمسك بمَواقعها[2].

    ‌د.    المعاونة الجوية للعمليات التعرضية للقوات المصرية والجمهورية

لم تقتصر المعاونة الجوية للقوات المصرية والجمهورية، خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 1965، على الأعمال الدفاعية لتلك القوات، بل خصصت قيادة القوات العربية في اليمن جزءاً كبيراً من مجهود القوة الجوية، في المسرح، لمعاونة العمليات الهجومية للقوات المصرية والجمهورية في تلك الفترة. وكان أول أعمال تلك المعاونة، هي معاونة قوات الاحتياطي العام، أثناء عملية فتْح طريق العومرة ـ بيت مران، خلال الفترة من 5 إلى 10 يناير.

وخلال الأشهر الثلاثة التالية، انحصرت أعمال المعاونة الجوية للعمليات الهجومية، في منطقة صنعاء والمنطقة الشرقية، حيث دعمت القوة الجوية جيش الحِمْيرِي (أحد جيوش القبائل المساندة للجمهورية)، في العملية "مسك"، لتطهير جبال الملح، شمال غرب صنعاء، خلال شهر فبراير، فضلاً عن معاونة جيش العواضي (أحد جيوش القبائل) على محاولته استرداد حريب، خلال شهر أبريل، والتي لم يُكتب لها النجاح. وخلال الشهر عينه، عاونت القوة الجوية القوات المصرية على استرداد مضيق الحجلة، في منطقة مأرب، بعد أن كبّدت قوات الملكيين في المنطقة خسائر كبيرة.

ومع بدء الهجوم لفتْح طريق المطمة ـ الحميدات، في منطقة الجوف، خلال شهر مايو، كثفت المعاونة الجوية للمهاجِمين. كما دعمت القوة الجوية، في الشهر عينه، القوة المصرية، التي كُلفت بعملية الإغارة على جبل أبو سبعة، في منطقة قفل حرض. أما خلال شهر يونيه، فقد رُكزت المعاونة الجوية في دعم القوات المصرية، التي كُلفت باحتلال جبلَي شقدم والقرود، وفتْح طريق حجة ـ الطور.

ومع تكثيف الإغارات البرية المصرية على مَواقع الملكيين، خلال شهر أغسطس، قرر قائد القوات العربية تكثيف أعمال المعاونة الجوية لقوات الإغارتين الكبيرتين على مناطق تكديسات الملكيين. الأولى في منطقة بويع، خلال الفترة من 12 إلى 16 أغسطس. والثانية في وادي نشور، في 22 أغسطس. مما كبد الملكيين خسائر جسيمة، في الأفراد والأسلحة والمعدات.

  هـ. النقل والإمداد الجوي للقوات المصرية والجمهورية

استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي من مصر إلى اليمن، طوال الثمانية أشهر الأولى من عام 1965، لتزويد القوات باحتياجاتها العاجلة، وغيار تلك القوات بأخرى جديدة. في الوقت الذي استمرت فيه أعمال النقل والإمداد الجوي، داخل المسرح اليمني، بشكل منتظم، بين قاعدة الإمداد في صنعاء، والقوات في المحاور المختلفة.

وكان أبرز عمليات النقل الجوي للوحدات البرية، خلال تلك الفترة، هي نقْل لواء الصاعقة، من القاهرة إلى صنعاء، خلال شهر يناير، ونقْل الكتيبة 77 المظلات، من صنعاء إلى الحزم، والكتيبة 23 الصاعقة، من صنعاء إلى صعدة، خلال شهر أبريل.

وإضافة إلى أعمال الإمداد الجوي المنتظمة، للقوات في المحاور المختلفة، خلال تلك الفترة، سارعت القوة الجوية إلى إمداد القوات التي  قُطعت طرُق الإمداد البري إليها، خلال شهرَي يناير وأبريل، باحتياجاتها من التعينات والذخائر، بوساطة الإسقاط الجوي.

وقدر مجهود النقل والإمداد الجوي، خلال هذه المرحلة بما يقرب من 2940 طلعة طائرة، منها 460 طلعة، بوساطة الجسر الجوي لمهام النقل والإمداد، بين مصر واليمن. وما يقرب من 2480 طلعة، بوساطة طائرات النقل والطائرات العمودية لمهام النقل والإمداد الجوي، داخل اليمن.

2.    القتال الجوي بعد توقيع اتفاقية جدة (سبتمبر ـ ديسمبر 1965)

    ‌أ.    الاستطلاع الجوي

(1)      في الوقت الذي توقفت فيه أعمال القصف الجوي والمعاونة الجوية النيرانية، التزاماً بوقف إطلاق النار، بعد توقيع اتفاقية جدة، استمرت أعمال قتال الاستطلاع الجوي، طوال الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 1965، لمراقبة طرُق إمداد الملكيين، والتفتيش عن مناطق التجمع والتكديسات، التي يحاول الملكيون دفْعها إلى داخل البلاد.

(2)      وخلال تلك الفترة، رُكز نشاط الاستطلاع الجوي في المناطق والمحاور التالية :

(أ) اتجاه الشمال الشرقي، قرب الحدود السعودية (بويع ـ الخنجر ـ إمارة).

(ب) شمال شرق الجوف ( جبل لوز ـ السايلة ـ شديف).

(ج) الجوف، السفلي والعلوي.

(د) المنطقة الشرقية ( الجوبة ـ مأرب ـ صرواح ـ خولان).

(هـ) شمال صعدة ( براش ـ نشور ـ الصحوة).

(و) المنطقة الجبلية الغربية (مبين ـ المحابشة ـ وشحة ـ القفلة).

    ‌ب.   المظاهرات الجوية

نتيجة لسريان وقف إطلاق النار، خلال تلك الفترة، تم تكثيف طيران التشكيلات، في شكل مظاهرات جوية، فوق مناطق القبائل المناوئة للنظام الجمهوري، والتي يمكِن أن تثير المشاكل، بغرض استعراض القوة، وردْع الأعمال العدائية لتلك القبائل.

وتركز معظَم المظاهرات الجوية فوق مناطق قبائل أرحب وخولان وأنس ونهم، في الشرق، والحميدات والجبل الأحمر والحزم، في الجوف، إضافة إلى مناطق حجة والطور والأمان، وفي سلسة الجبال الغربية.

    ‌ج.   النقْل والإمداد الجوي

استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي، من دون توقّف، بعد توقيع اتفاقية جدة، وحتى نهاية المرحلة الثانية، في آخر عام 1965، لتزويد القوات المصرية والجمهورية في المسرح اليمني، باحتياجاتها العاجلة، والمشاركة في تنفيذ خطة تعديل أوضاع القوات المصرية وإخلاء اليمن بعض من هذه القوات.

وفي نهاية هذه المرحلة، زاد مجهود النقْل والإمداد الجوي، الذي بُذل خلالها، على  1522 طلعة طائرة، منها ما يقرب من 260 طلعة، لمهام النقْل والإمداد الجوي، بين مصر واليمن. وحوالي 1260 طلعة، لمهام النقْل والإمداد الجوي، داخل المسرح اليمني.

3.    المجهود الجوي، خلال المحاولة الثانية للتسوية

لتنفيذ المهام السابقة، خلال مرحلتي المحاولة الثانية للتسوية السياسية، عام 1965، اضطلعت القوة الجوية المصرية بما يزيد على 7400 طلعة طائرة، في المسرح اليمني. منها ما يزيد على 6635، بوساطة القوة الجوية في المسرح، و45 طلعة، بوساطة لواء القاذفات الإستراتيجية، إضافة إلى ما يقرب من 720 طلعة بوساطة أسراب النقْل الجوي الإستراتيجي. وقد وزع المجهود الجوي السابق على مهام القوات الجوية، بالنسب المئوية التالية:

8%       لمهام الاستطلاع الجوي.

16%      لمهام المعاونة الجوية بالنيران، للقوات المصرية والجمهورية.

15%      لقصف تجمعات الملكيين وقواعدهم تكديساتهم.

51%      لمهام النقْل والإمداد الجوي، داخل اليمن.

10%      لمهام النقْل والإمداد الجوي، بين مصر واليمن (الجسر الجوي).

وقدرت الأوزان التي نقلت، جواً، خلال عام 1965، بما يقرب من 38300 طن، منها ما يزيد على 12000 طن، بوساطة طائرات النقْل الإستراتيجي (الجسر الجوي) وحوالي 26300 طن، بوساطة أسراب النقل والطائرات العمودية، في القوة الجوية، داخل اليمن.

ويوضح جدول المجهود الجوي، وتوزيعه على مرحلتَي المحاولة الثانية للتسوية (يناير ـ ديسمبر 1965) إجمالي المجهود الجوي للقوات الجوية المصرية في المسرح اليمني، خلال عام 1965، وتوزيعه على مرحلتَي المحاولة الثانية للتسوية. كما يوضح جدول إجمالي الأوزان التي نُقِلت جواً وتوزيعها على مرحلتَي المحاولة الثانية للتسوية (يناير ـ ديسمبر 1965) إجمالي الأوزان التي نُقلت، جواً، خلال عام 1965، وتوزيعها على المرحلتين.

 



[1]   المصادر المصرية الرسمية.

[2]   تعرضت الكتيبة الثامنة الجمهورية للخيانة من بعض أفرادها الذين سلموا مواقعهم للملكيين. اُنظر: المصادر المصرية الرسمية.