إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / اليمن... الثورة والحرب (1962 ـ 1970)، حرب اليمن من وجهة النظر المصرية





ميناء الحديدة
ميناء صليف
إجراءات تأمين قاعدة الحديدة
أعمال المقاومة الملكية
أعمال قتال الجانبين على المحور الشرقي
أعمال قتال الجانبين في المنطقة الشمالية
أعمال قتال الجانبين، يوليه 1967
أعمال قتال الجانبين، يونيه 1967
التوزيع الجغرافي للقبائل
السيطرة على المحور الساحلي
العملية نسر
العملية اكتساح
العملية صقر
العملية قادر
القوات المصرية والجمهورية، يوليه 1967
القوات المصرية والجمهورية، يونيه 1967
القوات المصرية، نهاية أبريل 1966
القوات الجمهورية، مايو 1967
توزيع قوات الجمهوريين بمنطقة الجوف
تطهير صحن العقبة
تضاريس اليمن
عمليات الجانبين للسيطرة على المحور
عملية جبل اللوز
فتح وتطهير طريق السر
فتح طريق المطمة ـ الحميدات
قتال المنطقة الشمالية
قتال الجمهوريين لتأمين منطقة أرحب
قتال الجانبين للسيطرة على منطقة السوده
قتال الجانبين للسيطرة على المحور الأوسط
قتال الجانبين للسيطرة على المحور الشمالي
قتال الجانبين للسيطرة على طريق الحديدة
قتال الجانبين للسيطرة على ذيبين
قتال الجانبين بمنطقة الجوف
قتال الجانبين بالمنطقة الشمالية
قتال الجانبين بالمنطقة الشرقية
قتال الجانبين على المحور الأوسط
قتال الجانبين على المحور الشرقي
قتال الجانبين على المحور الشرقي 1962
قتال الجانبين في المنطقة المركزية
قتال الجانبين في المنطقة الغربية
قتال الجانبين في جبلي حرم ورازح
قتال الجانبين في قطاع جبل رازح
قتال قوات الجمهوريين للسيطرة على مأرب
قتال قوات الجمهوريين للسيطرة على الحزم

منطقة العمليات البحرية
مسرح الحرب اليمنية
المسرح اليمني
الجمهورية العربية اليمنية
القصف الجوي 1963
القصف الجوي 1964
القصف الجوي 1965
القصف الجوي يناير ـ مايو 1967
القصف الجوي يونيه ـ ديسمبر 1967
طرق التسلل



الفصل السادس

ثانياً: التطورات العسكرية للصراع ( يناير 1966 ـ مايو1967)

1.    إستراتيجية النفَس الطويل

انعكست تطورات الموقف السياسي، المحلي والإقليمي والدولي، خلال عام 1966 والأشهر الخمسة الأولى من عام 1967، على المواقف العسكرية لأطراف الصراع. إذ أدى فشل التسوية السياسية في حرض، إلى تجدُّد القتال في بعض مناطق المسرح اليمني، واستئناف إمدادات الملكيين بالأسلحة والمهمات. مما دعا المشير عبدالحكيم عامر أن يعلن، خلال زيارته إلى اليمن، في الأسبوع الثالث من فبراير، أن انسحاب القوات المصرية من اليمن، أصبح أمراً غير وارد، آنذاك، في ظِل إخفاق اتفاقية جدة.

وأضاف القرار البريطاني، المتعلق بالجلاء عن عدن، قبْل عام 1968، سبباً جديداً لعدول القيادة المصرية عن الانسحاب، بعد أن أصبح وجود القوات المصرية في اليمن مطلوباً، لِما بعد عام 1968، بغض النظر عن نجاح أو فشل التسوية السياسية للنزاع اليمني.

وعلى ذلك، أعلن الرئيس جمال عبدالناصر، في مارس 1966، استمرار إستراتيجية النفَس الطويل، التي كانت القوات المصرية قد بدأت تنفيذها، فعلاً، منذ أوائل يونيه 1965، حينما تقرَّر إخلاء المواقع المصرية المتطرفة، وترْكها لقوات الجيش الجمهوري والقبائل التي تساندها.

وبدأت القيادة المصرية  ترتب نفسها لمواجَهة طويلة المدى، تحتم ترشيد الوجود العسكري في اليمن، بعد أن تزايد الإنفاق العسكري، خلال السنة المالية 1965/1966، إلى ما يقرب من ضعف ما كان عليه، في أولى سنوات التدخل في اليمن.

وإزاء التوجه المصري الجديد، بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة في اتِّباع إستراتيجية عسكرية، ذات ثلاثة أبعاد[1]:

    ‌أ.    الاستمرار في إخلاء المواقع المتطرفة من القوات المصرية، وتسليمها لقوات الجيش الجمهوري والقبائل التي تساندها، للدفاع عنها وتأمينها.

    ‌ب.   تخفيض حجم القوات المصرية في المسرح اليمني، وتجميع المتبقي منها في المناطق الحيوية، لتأمينها وتحقيق الحشد المطلوب، في الاتجاهات التي تتطلب تدخّلها.

    ‌ج.   الاستمرار في إستراتيجية الردع، تجاه المملكة العربية السعودية، والعقاب الجسيم للردّ على أعمال المقاومة المسلحة للملكيين، ضد القوات المصرية والجمهورية.

ولتنفيذ هذه الإستراتيجية، أصدر المشير عبدالحكيم عامر، في فبراير، توجيهاته إلى قيادة القوات العربية في اليمن، التي تضمنت الإجراءات التالية:

أ. نقْل المجهود الرئيسي للعمليات في المسرح اليمني، إلى المحور الساحلي.

ب. الاستمرار في تعديل أوضاع القوات في المسرح، بما يحقق سلامتها، وحشْد الجهود الرئيسية في اتجاه المحور الساحلي، مع تأمين الطرق الرئيسية (صنعاء ـ صعدة، صنعاء ـ الحديدة، الخشم ـ حجة).

ج. الرد بقوة على أي أعمال معادية، من شأنها التأثير في أمْن القوات، أو تشجيع منطقة أخرى على التمرد، مع إعطاء الأسبقية لتطهير منقطة السر ووادي ريجام.

د. إخلاء مناطق الحزم والمطمة والحميدات، كمرحلة أولى.

هـ. استمرار الاحتفاظ بكل من صعدة وحجة.

و. بحث إخلاء صعدة، على مراحل، بعد إتمام إخلاء الجوف، مع ضمان ولاء القبائل الجمهورية، كما هو متَّبع مع قبائل صرواح ومأرب، والجوبة، وطمأنة مشايخ قبائل المناطق الثلاث الأخيرة باستمرار المعونات، بعد إخلاء الجوف[2].

ز. إخلاء السودة، وتعديل الأوضاع في منطقة صنعاء، بغرض تأمين الهيئات حولها، بما يكفل تأمين العاصمة تأميناً تاماً، بعد الانتهاء من إخلاء منطقة الجوف، وتأمين طرق المواصلات.

ح. إخلاء قطاع جيحانة، مع إتمام حشْد القوات في المحور الساحلي.

وفي ضوء هذه التوجيهات، بدأت قيادة القوات العربية في اليمن، تعِدّ خطتها لمواجَهة المتغيرات الجديدة، والتي أطلق عليها الاسم الرمزي "مطرقة". وقد استهدفت تلك الخطة تحقيق متطلبات المرحلة الجديدة، كما يلي[3]:

أ. الاحتفاظ بالمناطق الإستراتيجية، والمحاور الرئيسية، في المسرح اليمني.

ب. تقصير خطوط مواصلات القوات في المسرح.

ج. السيطرة على المدن الرئيسية (صنعاء ـ تعز ـ الحديدة).

د. السيطرة على المنطقة الساحلية (قفل حرض ـ ميدي ـ عبس).

هـ.  السيطرة على مناطق جيحانة ورايدة وحجة.

و. السيطرة على النطاق الدفاعي الخارجي، بوساطة الجيش الجمهـوري والقبائل التي تسانده.

ز. الاحتفاظ باحتياطي عام قوي، في منطقة صنعاء.

ح. تخفيض حجم القوات في المسرح اليمني، وترحليها إلى مصر.

وبدأت قيادة القوات العربية في اليمن في تنفيذ خطتها السابقة، خلال شهرَي مارس وأبريل. وقبْل إتمام تنفيذها، أصدر المشير عبدالحكيم عامر توجيهات جديدة، في 16 أبريل، إلى قيادة القوات العربية في اليمن، تتضمن عناصرها تأكيداً للتوجيهات، التي سبق إصدارها، في شهر فبراير، في مضمونها العام، مع بعض التفاصيل الجديدة، التالية:

    ‌أ.    تحديد حجم القوات، التي تتمركز في القطاع الشمالي من المحور الساحلي (قفل حرض ـ  ميدي ـ عبس)، بقوة لا تقلّ عن لواءَي مشاة وكتيبة مظلات، وما يعادل لواءً مدرعاً.

    ‌ب.   تحديد الاحتياطي العام بلواء مشاة، وآخر مدرع.

    ‌ج.   تحديد حجم القوات، التي تبقى في المسرح اليمني، بعد عمليات التخفيض والغيار، بعشرة ألوية مشاة، ولواء مدرع واحد، وثلاث كتائب صاعقة، وكتيبة مظلات واحدة، إضافة إلى بعض الوحدات الفرعية، ووحدات الدعم والمعاونة، الإدارية والفنية.

    ‌د.    الرد على أعمال المقاومة الملكية، في النطاق الدفاعي الخارجي، الذي تسيطر عليه الوحدات والقبائل الجمهورية، بالقصف الجوي الرادع.

وقد أعطت التوجيهات السابقة قائد القوات العربية في اليمن، صلاحية الاحتفاظ بالحجم الكافي، من الوحدات الجوية والدفاع الجوي، لتنفيذ المهام المكلفة بها. أما بالنسبة إلى الوحدات البحرية، فقد تُرك له تحديد الوقت الملائم، لتخفيضها إلى كاسحة ألغام (أو مدمرة) وسفينتَي إنزال بحري. وطبقاً لهذه التوجيهات، كان على قائد القوات العربية في اليمن، تخفيض قواته بما لا يقلّ عن ثلاثة ألوية مشاة، واستبدال قوات جديدة من مصر بأربعة ألوية مشاة وكتيبة مظلات واحدة[4].

وفي نهاية تنفيذ الخطة، في آخر أبريـل، أصبحت أوضاع القوات المصرية في اليمن، كما يلي[5] (انظر شكل أوضاع القوات المصرية (في نهاية أبريل 1966)):

    ‌أ.    المنطقة المركزية

يُركز فيها الدفاع عن صنعاء وجيحانة والضبعات، بالقوات التالية:

(1)      قيادة فرقة المشاة، في صنعاء.

(2)      لواء وكتيبتا مشاة مصرية، إضافة إلى كتيبة مشاة من الجيش الجمهوري، في جيحانة والضبعات.

(3)      لواء مشاة جمهوري (عدا كتيبة)، في الجميمة.

    ‌ب.   منطقة ثـــلاء

يُركز فيها الدفاع عن مثلث ثلاء ـ مدع ـ الزافن، بلواء مشاة جمهوري.

    ‌ج.   منطقة رايــدة

يُركز فيها الدفاع عن مثلث رايدة ـ زيفان ـ عمران، بمجموعة لواء وكتيبة مشاة.

    ‌د.    طريق صنعاء ـ الحديدة

يُركز فيها الدفاع عن الهيئات، المسيطرة على الطريق من صنعاء حتى الحديدة، بالقوات التالية:

(1)      مجموعة لواء مشاة (عدا كتيبة)، في قطاع صنعاء ـ بوعان.

(2)      مجموعة لواء مشاة، في قطاع بوعان ـ مناخة.

(3)      مجموعة لواء مشاة (عدا كتيبة)، وسرية حدود، في قطاع مناخة ـ الحديدة.

 هـ.  منطقة حجـة

يُركز فيها الدفاع عن قطاع حجة ـ الطور ـ الخشم، بمجموعة لواء مشاة.

    ‌و.    منطقة عبس

يُركز فيها الدفاع عن عبس وما حولها، بمجموعة لواء مشاة وكتيبة مدرعة (عدا سرية).

    ‌ز.    منطقة قفل حرض

يُركز فيها الدفاع عن قفل حرض وحرض وميدي، بمجموعة لواء مشاة وكتيبة صاعقة وكتيبة مظلات وسريتين مدرعتين، إضافة إلى لواء مدفعية (عدا كتيبة).

    ‌ح.   الاحتياطي العام

ويتمركز في صنعاء، وقوّته:

لواء وكتيبة مشاة، ولواء وكتيبة مدرعة، إضافة إلى كتيبتَي صاعقة.

2.    تطور عمليات الجانبين[6]

اتّسم الموقف العسكري في المسرح اليمني، خلال المرحلة من يناير 1966 ـ مايو1967، طول فترات الهدوء النسبي، الذي ساد مسرح العمليات، وتفاوت كثافة أعمال قتال الجانبين، خلال الفترات الرئيسية الثلاث لهذه المرحلة، كما يلي:

الفترة الأولى (يناير ـ أغسطس1966)

تميزت هذه الفترة بالهدوء النسبي، بشكل عام. ولم يعكر ذلك الهدوء سوى قطْع طريق السر، خلال شهر فبراير، والرد الذي اتخذته القوات المصرية، لفتْح ذلك الطريق. وبعض حوادث التراشق بالنيران، والكمائن، وتلغيم الطرق، بوساطة الملكيين، والتي كان الجمهوريون يردّون عليها بأعمال القصف الجوي.

الفترة الثانية (سبتمبر ـ ديسمبر1966)

اتّسمت هذه الفترة بتصاعد أعمال المقاومة العسكرية، التي أخذت شكل العمليات التعرضية وقطْع الطرق، فضلاً عن الكمائن، والتراشق بالنيران، وتلغيم الطرق، من جانب الملكيين. الأمر الذي كان يردّ عليه الجمهوريون بالعمليات التأديبية، والقصف، الجوي والمدفعي.

الفترة الثالثة (يناير ـ مايو1967)

تميزت هذه الفترة بعودة الهدوء النسبي إلى مسرح العمليات، وإن تصاعدت في أولها وآخرها أعمال قتال الملكيين، التي أخذ بعضها شكل العمليات التعرضية، بهدف توسيع نطاق سيطرتهم على حساب القبائل الجمهورية، التي تسيطر على المناطق، التي أُخليت من القوات المصرية في إطار خطة تعديل الأوضاع، وخفض حجم القوات المصرية في المسرح اليمني.

ويرجع طول فترات الهدوء، على الرغم من تخفيض حجم القوات المصرية، إلى العوامل الآتية[7]:

    ‌أ.    كبْح الحكومة السعودية جِماح الملكيين، في البداية، تخوفاً من ردود الفعل المصرية، ضد قواعد الملكيين في الأراضي السعودية، قبْل استكمال المملكة لدفاعاتها، البرية والجوية، في المنطقة الجنوبية.

    ‌ب.   تزايد القدرة المصرية على العمليات التعرضية، والعقاب الجسيم، في ظِل توافر احتياطيات قوية، بعد عمليات إعادة التجميع، وتعديل الأوضاع، وعدم تخفيض القوة الجوية في المسرح، بل تدعيمها بطائرات أكثر حداثة، من نوع "ميج 19"، بعد وصول طائرات الصفقة البريطانية، من نوع "هوكر هنتر" إلى مطار خميس مشيط، جنوبي الأراضي السعودية.

    ‌ج.   تصاعد أعمال القصف الجوي، مع تصاعد أعمال المقاومة المسلحة للملكيين، والقبائل التي تساندهم، مما أوقع بهم خسائر جسيمة، في الأفراد والمنشآت والمحاصيل.

    ‌د.    تزايد نموّ وكفاءة قوات الجيش الجمهوري، مما مكّنها من الاضطلاع بالدور المحدَّد لها، في ظِل إستراتيجية النفَس الطويل.

    ‌أ.    تطور عمليات الجانبين، خلال الفترة الأولى (يناير ـ أغسطس1966)[8]

اتّسم الموقف العسكري في المسرح اليمني، خلال شهر يناير، بالهدوء والتزام الطرفَين بوقف إطلاق النار، الذي ساد بعد اتفاقية جدة. ومع حلول شهر فبراير، استمرت حالة الهدوء النسبي في المسرح اليمني، باستثناء تزايد عمليات إمداد الملكيين، في مناطق إمارة وبويع وصحن العقبة، ونشاط أعمال المقاومة المسلحة، في قطاعَي وادي السر وجيحانة ووادي ريجام. ففي القطاع الأول، احتل الملكيون، بمعاونة قبيلة، بنِي حشيش، الهيئات المسيطرة على طريق غضروان ـ السر، وقطعوه، في 17 فبراير، بقوة تصِل إلى 1000 مقاتل، مسلحين بالهاونات والرشاشات والقواذف الصاروخية. وفي وادي ريجام، استولوا على مَواقع إحدى وحدات الجيش الجمهوري. أما في قطاع جيحانة، فقد اقتصرت أعمال قتال الملكيين على فتْح النيران على المَواقع المصرية، ونصْب الكمائن على طرق تحرك الدوريات والأرتال الإدارية.

وإزاء خرق وقف إطلاق النار، من جانب الملكيين، ردّ الجمهوريون، في قطاع جيحانة، بالقصف الجوي. أما بالنسبة إلى واديَي السر وريجام، فقد قرر قائد القوات العربية في اليمن، الرد عليها بعملية هجومية، لتطهير وادي السر وتأمينه، وتأديب بَنِي حشيشة، بوساطة مجموعة قتال من قوات المنطقة المركزية، وتطهير وادي ريجام وتأمينه، بوساطة وحدات الجيش الجمهوري، وقوات القبائل التي تساندها، مع دعمها بنيران القوات، البرية والجوية، المصرية.

وخلال يومَي 17، 18 فبراير، شنت القوات الجمهورية، والقبائل التي تساندها، هجومها الناجح لتطهير وادي ريجام وتأمينه، بالتعاون مع القوة الجوية، ووحدات المدفعية المصرية.

أما العملية الأخرى، لتطهير وادي السر وتأمينه، وفتْح الطريق المقطوع، فقد خُصص لها مجموعة قتال، مكوَّنة من كتيبتَي مشاة وعناصر دعمهما، إضافة إلى كتيبة مدرعة. وبعد تمهيد نيراني، بالمدفعية والطيران، هاجمت القوة المخصصة، صباح 24 فبراير، في محورين، كما يلي (انظر شكل عملية فتح وتطهير طريق السر (24 ـ 26 فبراير 1966)):

المحور الأيمن: بقوة كتيبة مشاة وكتيبة دبابات (عدا سرية)، وعناصر دعمهما، لتطهير الهيئات المسيطرة على الجانب الأيمن للطريق المقطوع وتأمينها.

المحور الأيسر: كتيبة مشاة وسرية دبابات، وعناصر دعمهما لتطهير الهيئات المسيطرة على الجانب الأيسر للطريق المقطوع وتأمينهما.

وفي نهاية يوم 24 فبراير، كانت القوات المصرية قد نجحت في تطهير الهيئات على جانبَي الطريق، حتى منطقة القطع الأولى، شمال الضبعات. وفي اليوم التالي، واصلت القوات المهاجمة تقدُّمها لتطهير الهيئات وتأمينها على جانبَي الطريق، حتى نقطة القطع الثانية، جنوب غرب السر. وفي نهاية يوم 25 فبراير، كانت القوات المهاجمة، قد طهرت تلك الهيئات، وفتحت الطريق، بالتعاون مع القوة الجوية في المسرح.

وفي اليوم التالي، استمرت قوة الهجوم في تقدّمها، لتطهير الهيئات، التي احتلها الملكيون جنوب السر وشمالها، لاستكمال تطهير المنطقة من قوات الملكيين. وفي نهاية يوم 26 فبراير، أتمت القوات المهاجمة مهمتها بتطهير المنطقة، التي كان يُسيطر عليها الملكيون، شرق السر وتأمينها.

وخلال الأشهر الثلاثة التالية (5مارس ـ مايو)، ساد الهدوء المسرح اليمني، باستثناء بعض أعمال القتال المحدودة، والمتفرقة، من جانب الملكيين، تمثّلت في بثّ بعض الألغام على طرق تحرك القوات المصرية، والتراشق بالنيران مع بعض المَواقع المصرية والجمهورية. وهو ما كان الجمهوريون يردّون عليه، بأعمال القصف الجوي لمناطق القبائل، التي تحدث فيها هذه الأعمال القتالية.

ومع حلول شهر يونيه، استمر الهدوء العام في المسرح، وإنْ تزايدت، نسبياً، عمليات حشْد قوات الملكيين، في المنطقة الشمالية. كما تزايدت أعمال التراشق بالنيران بين مَواقع الجيش الجمهوري والملكيين، الذين حاولوا احتلال مَوقع إحدى وحدات هذا الجيش، في منطقة الجميمة. وعلى الرغم من الهدوء العام، الذي ساد أغلب مناطق المسرح اليمني، خلال شهرَي يوليه وأغسطس، إلا أن هذين الشهرين، شهدا تزايداً ملحوظاً في أعمال قتال الملكيين، في المنطقتين، الشمالية والوسطى، وقطاع أرحب. في حين تزايدت عمليات الإمداد للقبائل المعادية للوجود المصري، عبْر المنطقة الشرقية والجوف.

ففي شهر يوليه، هاجم الملكيون، بقيادة الأمير أحمد بن الحسين القبائل الجمهورية، في منطقة برط، وتمكّنوا من الاستيلاء على مسكر والعقيق. وفي الشهر التالي، تمكنوا من الاستيلاء على عظلة. أما في المنطقة الوسطى، فقد نجح الملكيون في قطْع طريق صعدة ـ الحرف، خلال الأسبوع الثاني من أغسطس، ودعم قواتهم في منطقة المدرج، لاستمرار قطْع الطريق. وفي قطاع أرحب، نجحت قوات الملكيين في الاستيلاء على ضروان والمنشية.

وعلى الجانب الآخر، واجهت قيادة القوات العربية في المسرح، حشود الملكيين، التي عادت للتجمع حول منطقة صعدة، خلال شهر يونيه، بدفْع أحد جيوش القبائل الجمهورية، بقيادة الشيخ عبدالله الأحمر، إلى صعدة، لدعم قوات الجيش الجمهوري التي تؤمنها. كما كثفت أعمال القصف الجوي ضد تجمعات الملكيين، في وادي العقيق ودماج والجبل الأسود، مما شتت جموعهم، وأوقع بهم خسائر جسيمة. أما بالنسبة إلى هجوم الملكيين في منطقة برط، فقد اقتصرت قيادة القوات العربية على دعم القبائل الجمهورية، المدافعة عن المنطقة، بالمعاونة الجوية. وهو ما لم يكُن كافياً لمنع الملكيين من الاستيلاء على مسكر والعقيق وعظلة، خلال شهرَي يوليه وأغسطس. وفي المنطقة الوسطى، وقطاع أرحب، استمرت قيادة القوات العربية في الاعتماد على أعمال القصف الجوي، لردْع أعمال قتال الملكيين.

وفي الوقت الذي كانت تجري فيه أعمال القتال على الجانبين، استمرت القوات البرية المصرية في المسرح، في تنفيذ خطة تعديل الأوضاع، وتخفيض هذه القوات، وغيار بعض وحداتها، تنفيذاً لإستراتيجية النَّفَس الطويل. (انظر ملحق حجم القوات البرية في المسرح اليمني في أول أغسطس 1966).

    ‌ب.   تطور عمليات الجانبين، خلال الفترة الثانية (سبتمبر ـ ديسمبر1966)[9]

شهدت هذه الفترة تصاعداً ملحوظاً، في أعمال المقاومة المسلحة، من جانب الملكيين، وتدفق الإمدادات إليهم، وإلى والقبائل التي تساندهم. فمع حلول شهر سبتمبر، تزايدت أعمالهم التحضيرية لتكثيف أعمال المقاومة، في قطاع رايدة وثلاء وكوكبان. كما حشدوا قواتهم جنوب صعدة، وفي منطقة المحاشمة، في حين استمروا في دعم قواتهم، في منطقة المدرج، لإبقاء طريق صعدة  ـ الحرف مقطوعاً. وفي منطقة برط، فشل الملكيون في استرداد المناطق، التي نجحت القبائل الجمهورية، بقيادة عبدالله دراس في استردادها منهم، خلال هجومها المضاد، في ذلك الشهر. وفي قطاعَي جيحانة والسر، تزايدت حشود الملكيين، وقبائل خولان وبَنِي حشيش، في المناطق المحيطة بمَواقع القوات المصرية، في هذين القطاعين. أما الإمدادات فقد تزايد تدفقها من بيحان، إلى قبائل خولان، عبْر وادي حريب القرامش، ومن هران، في قطاع أرحب، إلى الملكيين في قطاع السر شمال شرق العاصمة، والطويلة والحيمة الداخلة، شمال طريق صنعاء ـ الحديدة.

وعلى الجانب الجمهوري، قدرت قيادة القوات العربية في اليمن، أن الملكيين يعِدّون لقطْع الطرق، التي تربط صنعاء بكل من رايدة في الشمال، والحديدة في الغرب، وتعز في الجنوب، مع إثارة القلاقل في قطاعَي جيحانة والسر. في الوقت الذي يحشدون فيه قوّتَين كبيرتين. الأولى في الشمال، للاستيلاء على السنارة، جنوب صعدة، تمهيداً للهجوم على الأخيرة، ثم التقدم إلى الحرف، مستغلين قطْع الطريق إليها، عند المدرج. والثانية في منطقة المحابشة، شمال حجة، للتقدم في اتجاه الجنوب الشرقي، نحو ثلاء وكوكبان ورايدة.

وفي ضوء تقديرها، بادرت قيادة القوات العربية إلى دعم قواتها المدافِعة، على طريق الحديدة، وتكثيف أعمال القصف الجوي ضد تجمعات الملكيين، في المنطقتين، الشمالية والوسطى، وقطاع جيحانة.

وفي إطار خطة تعديل الأوضاع، وتخفيض القوات المصرية في المسرح اليمني، أُخلي قطاعَي جيحانة وشرزة، وإعادة توزيع القوات في المنطقة الساحلية، ومع استمرار تزايد الحشود، ونشاط المقاومة الملكية، خلال شهر أكتوبر، في المناطق المحيطة بصنعاء، في الوقت الذي كانت تجرى فيه عمليات تخفيض القوات المصرية، وإخلاء بعض مَواقعها في إطار خطة تعديل الأوضاع، رأت القيادة المصرية ضرورة مواجهة التطورات الجديدة في المسرح اليمني، بحزم شديد، حتى لا يتفاقم الموقف، السياسي والعسكري. وعلى ذلك، أصدر المشير عبدالحكيم عامر توجيهاته، في 11 أكتوبر، إلى قائد القوات العربية في اليمن، بالعمل على تطهير المناطق المحيطة بالعاصمة من قوات الملكيين، وتأمين المناطق العسكرية، بعد تعديلها، مع الإعداد لإخلاء قطاع رايدة، وتكثيف القصف الجوي ضد تجمعات الملكيين والمناطق، التي يعقدون فيها اجتماعاتهم ومؤتمراتهم، خلال الأسابيع التالية حتى بداية نوفمبر.

وعملاً بهذه التوجيهات، استمرت أعمال تعديل الأوضاع، المقررة خلال الشهر، فأُخلي قطاع زيفان، وعُدلت أوضاع اللواء 117 مشاة، في قطاع رايدة. كما شُدِّدت إجراءات أمن القوات، والرد، بقوة، على أعمال المقاومة الملكية، مع تكثيف القصف الجوي إلى أعلى معدلاته، ضد مناطق تجمّع الملكيين، وقُرى القبائل التي تساندهم، أو تُتَّخذ قواعد لأعمالهم القتالية.

وقد أدت عمليات القصف الجوي إلى تخلي كثير من القبائل عن مساندتها للملكيين، بل طلب بعضها الانضمام إلى القوات الجمهورية. وعلى ذلك، انحسرت الأعمال التعرضية للملكيين، خلال شهر نوفمبر. واقتصرت على رايدة وأرحب وهمدان وعيال سريح، وتدعيم قواتهم في قُرى دماج، في المنطقة الشمالية. بينما استمر تدفق الإمدادات إلى قبيلة أرحب، شمال صنعاء، والحيمة وبَنِي مطر، شمال طريق الحديدة.

ولمواجَهة نشاط الملكيين، استمرت قيادة القوات العربية في اعتمادها على القصف الجوي لضرب تجمعات الملكيين، والردّ على أعمالهم القتالية، مع دعم القبائل الجمهورية بكافة السُبل، بما في ذلك المعاونة الجوية، لتمكينها من الحفاظ على المناطق، التي تسيطر عليها وتؤمّنها.

ومع حلول شهر ديسمبر، تزايدت تجمعات الملكيين، مرة أخرى، في كتاف وعظلة في المنطقة الشمالية، وهران في المنطقة الوسطى، وخولان في المحور الشرقي. كما تزايدت اشتباكات الملكيين والمصريين، بالرشاشات والهاونات، جنوب صنعاء، وفي قطاع أرحب وعيال سريح، في حين استمر تدفق الإمداد بالأسلحة إلى أرحب والحيمة وبَنِي مطر.

وللقضاء على التجمعات، وأعمال المقاومة المسلحة من جانب قبيلة أرحب وعيال سريح، دُفعت مجموعتا قتال، من اللواء  117 المشاة، بالتعاون مع القوة الجوية، وجيش العواضي لتنفيذ عملية تأديبية، ضد هاتين القبيلتين، خلال الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر، مما أدى إلى تشتيت تجمعات الملكيين في المنطقة، وإيقاع خسائر جسيمة بهم، (انظر شكل أعمال قتال الجمهوريين لتأمين منطقة أرحب (22 ـ 27 ديسمبر 1966)).

ولمواجَهة أعمال قتال الملكيين في منطقة الحيمة وبَنِي مطر، اكتفت قيادة القوات العربية في المسرح، بأعمال القصف، الجوي والمدفعي، والتخطيط لعملية تأديبية ضد قبائل الحيمة وبَنِي مطر، في حالة استمرار أعمالهم القتالية ضد القوات المصرية.

استمرت عملية تعديل أوضاع القوات المصرية وتخفيضها. وفي نهاية شهر ديسمبر 1966، كان قد تم تخفيض لواءَي مشاة، إضافة إلى ما تم تخفيضه في ربيع ذلك العام وصيفه. (انظر ملحق حجم القوات البرية في المسرح اليمني في نهاية ديسمبر 1966).

وفي بداية عام 1967، أصبحت أوضاع القوات المصرية في المسرح اليمني، كما يلي:

(1) منطقة شمال صنعاء (مجموعة لواءَي مشاة)

·    اللواء الخامس المشاة (يحتل مَواقع دفاعية).

·    اللواء 117 المشاة (عدا كتيبة) احتياطي عام المسرح.

(2) منطقة جنوب صنعاء (مجموعة لواء مشاة)

·    اللواء الثاني المشاة (يحتل مواقع دفاعية).

(3) منطقة صنعاء (مجموعة قتال واحتياطيات تخصصية)

·    اللواء 15 المدرع (عدا كتيبة)، والكتيبة 214 المدرعة.

·    الكتيبة 85 المظلات.

·    الاحتياطيات التخصصية.

(4) منطقة طريق صنعاء ـ الحديدة (3 ألوية مشاة)

·    اللواء السابع المشاة (عدا كتيبة) (يحتل مَواقع دفاعية).

·    اللواء 118 المشاة (يحتل مَواقع دفاعية).

·    اللواء 119 المشاة (يحتل مَواقع دفاعية).

(5) منطقة الحديدة

·    الكتيبة 213 المدرعة، وسرية مشاة آلية.

·    سرية حرس حدود، وسرية مدفعية ساحلية، وكتيبتا دفاع جوي.

(6) المنطقة الساحلية (لواء مشاة، وكتيبة مدرعة)

·    اللواء الثامن المشاة (يحتل مَواقع دفاعية، في حرض وميدي وعبس).

·    الكتيبة 245 المدرعة.

(7) منطقة حجة ـ الطور (حتى مجموعة لواء)

·    اللواء 120 المشاة.

·    كتيبة مشاة (من اللواء السابع المشاة) (تحتل مَواقع دفاعية).

(8) منطقة تعز (مجموعة قتال)

·    الكتيبة 83 الصاعقة، مدعمة بسرية إضافية.

·    سرية إمداد.

    ‌ج.   تطور عمليات الجانبين، خلال الفترة الثالثة (يناير ـ مايو1966)[10] (انظر شكل أعمال المقاومة الملكية (يناير ـ مايو 1967))

أدى القصف الجوي المكثف، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 1966، إلى انحسار كبير في أعمال قتال الملكيين، وعزوف أغلب القبائل التي تساندهم، عن الاستمرار في القتال، وخاصة خارج مناطقها. وعلى ذلك، اقتصرت أعمال قتال الملكيين، خلال شهر يناير، على قطاعَي أرحب والسر، وجنوب شرق صنعاء، وطريق الحديدة.

ففي القطاع الأول، حاول الملكيون استرداد مَوقعَي الراقي وأبو عياط، من قوات الجيش الجمهوري، في حين هاجموا مَواقع القوات المصرية في أمّ السرجين وكولة رشيد. إلا أن جهودهم انتهت إلى الفشل في كلتا المحاولتين، وتكبدوا خسائر جسيمة. أما في قطاع السر، وطريق الحديدة، فقد اقتصرت أعمال قتالهم على التراشق المحدود بالنيران، وبث بعض الألغام على طرق تحرك القوات. وفي جنوب شرق صنعاء، لم يكُن حظهم بأحسن منه في شمالها، فقد انتهى هجومهم على المَواقع المصرية، في ريمة حميد، إلى الفشل، بعد أن تكبدوا خسائر جسيمة.

وعلى الجانب الآخر اقتصرت أعمال قتال القوات المصرية والجمهورية، على الأعمال الدفاعية الناشطة. بينما ألقت قيادة القوات العربية عبء الأعمال القتالية التعرضية، على عاتق القوة الجوية في المسرح.

وخلال شهر فبراير، ساد الهدوء مسرح العمليات اليمني، لا يقطعه سوى التراشق بالنيران، بين قوات الملكيين وبعض المَواقع المصرية، شمال شرق صنعاء وشمالها وجنوبها، وأعمال القصف الجوي لمناطق تجمّع الملكيين وتكديساتهم.

واستمر الهدوء النسبي، خلال شهر مارس، وإنْ شهد ذلك الشهر تزايداً نسبياً في تجمعات الملكيين، في سوق الربوع وغظلة وغرب كتاف، في المنطقة الشمالية والمحابشة وعيال يزيد، في المنطقة الغربية. فضلاً عن التراشق بالنيران، شمال صنعاء وجنوبها، وفي طريق الحديدة ومنطقة الطور. وهو ما ردت عليه قيادة القوات العربية في المسرح، بأعمال القصف الجوي، لتشتيت حشود الملكيين، وردْع أعمال المقاومة الملكية.

وإزاء تلك الاستراتيجية الدفاعية، التي اتَّبعتها قيادة القوات العربية، بعد تخفيض القوات المصرية، أصدر المشير عبدالحكيم عامر توجيهاته إلى تلك القيادة، في 29 مارس، للمبادرة إلى أعمال تعرضية برية، إضافة إلى القصف الجوي، بغرض إزعاج الملكيين، وقطْع خطوط مواصلاتهم، وتدمير مناطق تجمّعهم وتكديساتهم، وحرمانهم من المبادأة، مع السيطرة على المناطق المخلاة، بوساطة القبائل الجمهورية، ورصد الأنشطة العسكرية داخل الأراضي السعودية، في المنطقة المتاخمة للحدود اليمنية.

وحددت توجيهات المشير أسبقية العمل التالية:

(1)      قطْع طريق نجران ـ إمارة ـ الجوف.

(2)      قطْع الطرق المؤدية إلى وشحة وشهارة.

(3)      تدمير تكديسات الملكيين، في منطقة صرواح وإمارة وهران.

(4)      اكتشاف مركز قيادة الأمير عبدالله بن الحسن، في جروة، في جرف جبح، والتخطيط لتدميره بعملية برية.

وخلال شهر أبريل، استمرت حالة الهدوء النسبي في المسرح اليمني، باستثناء بعض أعمال القتال المحدودة للملكيين، التي تمثّلت في التراشق بالنيران، وبث الألغام في قطاع أرحب، وشمال صنعاء وجنوبها، وطريقي صنعاء ـ الحديدة وحجة ـ الطور، وجبل الزافن. وإزاء ذلك الموقف، استمر اعتماد قيادة القوات العربية على أعمال القصف، للردّ على أعمال قتال الملكيين، ريثما يُخطط للأعمال التعرضية، تنفيذاً لتوجيهات المشير عبدالحكيم عامر، في ضوء الأسُس التالية:

الأهداف القريبة (على مسافة لا تتعدى 5 كم، من القوات المصرية)

التعامل مع تلك الأهداف بوساطة القوات المصرية القريبة منها، بالإغارات البرية، وأعمال الكمائن والدوريات.

أهداف العمق القريب (في مرمى المدفعية المصرية)

التعامل مع تلك الأهداف، بشن عمليات تعرضية ضدّها، بوساطة جيوش القبائل، المدعومة بنيران المدفعية المصرية.

أهداف العمق البعيد

التعامل مع تلك الأهداف بالقصف الجوي.

وشهد مايو 1967 تزايداً نسبياً في أعمال المقاومة، من جانب الملكيين، والقبائل التي تساندهم، في معظم المناطق. فإضافة إلى استيلائهم على البرجة وغرير، من القبائل الجمهورية، في المنطقة الشمالية، فإنهم حشدوا قواتهم في واديَي أملح وعظلة وسوق الربوع، في مواجهة برط. كما تزايدت تجمعاتهم في دماج، جنوب شرق صعدة.

وفي المنطقة الشرقية، نجحت قبائل خولان، وقوات ابن الوزير، في فتْح طريق السيارات إلى خولان، عبْر صرواح. واستخدمته لنقل مواد الإمداد والأسلحة، من الجوف وحريب، إلى القبائل التي تساند الملكيين، حول صنعاء.

أما في المنطقة المركزية، فقد تجدَّد التراشق بالنيران مع القوات المصرية، في قطاع أرحب، شمال العاصمة، وخولان جنوبها. كما استمرت عمليات بث الألغام على طرق تحرك القوات في المنطقة.

وحيال ذلك النشاط المتزايد من جانب الملكيين، قدرت قيادة القوات العربية في المسرح، أن أمراء أُسْرة حميدالدين، يركزون جهودهم في السيطرة على شمال اليمن وشرقه، وإنهاء السيطرة الجمهورية في هاتين المنطقتين. في حين يدعمون قبائل خولان وأرحب، للضغط على صنعاء.

ولمواجَهة ذلك المخطط، شنَّت القوات المصرية، في المنطقة المركزية، سلسلة من الإغارات على قُرى القبائل التي تساند الملكيين ومَواقعها، شمال صنعاء وجنوبها، بينما كثفت القصف الجوي ضد تجمعات الملكيين ومَواقعهم وتكديساتهم، في المناطق الشمالية والشرقية والمركزية، مما أدى إلى إحباط مخطط الملكيين، وإيقاع خسائر جسيمة بهم.

في الوقت نفسه، استمرت عملية تعديل أوضاع القوات المصرية والجمهورية في المسرح، في ضوء عمليات التخفيض، وغيار القوات، التي جرت خلال الأشهر السابقة. (ويوضح ملحق حجم القوات البرية في المسرح اليمني في نهاية مايو 1967 حجم القوات المصرية، التي تبقت في المسرح اليمني، في نهاية شهر مايو، عشية اندلاع الحرب مع إسرائيل، في جولة يونيه 1967). وكانت أوضاع القوات المصرية، في نهاية هذه المرحلة، كما يلي (انظر شكل أوضاع القوات الجمهورية (في نهاية مايو 1967)):

(1)    منطقة شمال صنعاء

·    اللواء الخامس المشاة (مدعم بخمس عشرة دبابة يمنية)، ويدافع عن قطاع جبل الصمغ ـ العومرة ـ غضروان ـ طريق السر.

(2)    منطقة شمال غرب صنعاء

·    اللواء 117 المشاة (عدا كتيبة)، ومدعم بكتيبة مدرعة، ويدافع عن قطاع الزافن ـ الجائف ـ جبل الظين ـ ضوران ـ الأزرقين.

(3)    منطقة جنوب شرق صنعاء وشرقها

·    اللواء الثاني المشاة (مدعم بعشر دبابات يمنية)، ويدافع عن قطاع الضبعات ـ جبل نقم ـ ريمة حميد.

(4)    منطقة صنعاء

·    اللواء 15 المدرع (عدا كتيبة).

·    الكتيبة 85 المظلات.

·    المجموعة 127 الصاعقة (عدا كتيبة).

·    مجموعة مدفعية مضادّة للطائرات.

·    مجموعة مدفعية ميدان.

·    سرية مهندسين، والعناصر الإدارية.

(5)    طريق صنعاء ـ الحديدة

·    اللواء السابع المشاة (مدعم بكتيبة مشاة وسرية مشاة آلية، إضافة إلى كتيبة مشاة  وسريتي دبابات يمنية)، ويؤمن قطاع غرب صنعاء ـ نجيل ـ جبل النبي شعيب ـ الحيمة الداخلة ـ بوعان ـ عجلان ـ خميس مزيور ـ مفحق.

·    اللواء 119 المشاة (مدعم بست دبابات يمنية)، ويؤمن قطاع المناخة ـ العدم ـ خميس سعد ـ مضيق عزان.

(6)    منطقة الحديدة

·    سرية من الكتيبة 215 المدرعة.

·    الكتيبتان 344 و360، وسريتا مدفعية مضادّة للطائرات.

·    سرية مشاة آلية وسرية حرس حدود، إضافة إلى سرية صاعقة بحرية.

·    كتيبة مدفعية ساحلية (عدا سرية).

(7)    منطقة حجة ـ الطور

·    اللواء 120 المشاة (مدعم بثماني دبابات يمنية )، ويدافع عن قطاع حجة ـ سوق الأمان ـ الشغادرة ـ الطور ـ الخشم.

(8)    منطقة قفل حرض ـ عبس

·    اللواء 18 المشاة (مدعم بكتيبة مدرعة، وكتيبة دبابات يمنية) ويدافع عن قطاع قفل حرض ـ ميدي ـ عبس.

(9)    منطقة تعز

·    الكتيبة 83 الصاعقة.

·    سرية إمداد.

3.    القتال الجوي يناير 1966 ـ مايو 1967

استمرت القوات الجوية في تنفيذ مهامها القتالية، وإنْ تفاوتت فيها كثافة أعمال القتال، تبعاً لتطورات الموقف، السياسي والعسكري.

    ‌أ.    القتال الجوي، خلال فترة الهدوء الأولى (يناير ـ أغسطس1966)[11] (انظر خريطة مناطق القصف الجوي (خلال يناير ـ مايو 1967))

(1)    أعمال القتال الجوي، خلال شهر يناير 1966

ساد المسرح اليمني، خلال شهر يناير، هدوء نسبي لم يعكره سوى بعض الأعمال القتالية المحدودة، في محور الخراب ـ الحرف، والتي تمثلت في بعض التراشقات بالنيران، وبثّ الألغام على طرق تحرُّك القوات. إذ انحسرت أعمال قتال المعاونة الجوية والقصف إلى أدنى حدّ لها، في تلك الفترة (4 طلعات، طوال الشهر، بوساطة القاذفات التكتيكية)، بينما اقتصر نشاط المقاتلات القاذفة على أعمال المظاهرات، لاستعراض القوة، وردْع أعمال المقاومة الملكية، في محور الحرف ـ الخراب ـ المطمة ـ ووادي مذاب، في 6 يناير، وفوق مأرب وصرواح، بعد ذلك بيومين، ثم فوق طريق الحديدة ومناخة، أيام 16، 17، 22 يناير، والحميدات والجبل الأسود والخراب، يومَي 30، و31 من الشهر عينه.

كما أدى استمرار عمليات تخفيض القوات، وإعادة التجميع في المسرح، إلى استمرار أعمال النقل والإمداد الجوي، بمعدلات عالية، نسبياً، سواء بين قواعد الإمداد ومحاور انتشار القوات، داخل اليمن، أو بين القاهرة وصنعاء. إذ زاد مجهود النقل والإمداد الجوي، داخل المسرح اليمني، وحده، على 300 طلعة طائرة، خلال شهر يناير.

(2)      القتال الجوي، خلال شهر فبراير 1966

مع تزايد إمدادات الملكيين وتكديساتهم، في مناطق إمارة وبويع وصحن العقبة، كثفت قيادة القوات العربية في المسرح، أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، في عمق منطقة الجوف، وعلى طرق الاقتراب من السعودية، للبحث عن إمدادات الملكيين من نجران وبيحان، وتدميرها.

وإزاء خرق بعض القبائل الملكية، حول صنعاء، وقْف إطلاق النار، وقطْع طريق وادي السر، والاستيلاء على بعض مَواقع إحدى وحدات الجيش الجمهوري، في جبل الملح، قرر قائد القوات العربية في اليمن تطهير مناطق تلك القبائل، في واديَي السر ورجام، وتأمينهما. فبادرت القوة الجوية في المسرح إلى معاونة القوات المصرية، وتأمينها أثناء عملياتها في وادي السر، بأعمال قتال الاستطلاع والقصف الجويين لقُرى الملكيين، في الوادي، خلال الفترة من 15 إلى 27 فبراير، إضافة إلى قصْف قُرى وادي ريجام، يومَي 17، 18 من الشهر عينه، دعماً لقوات القبائل الجمهورية، أثناء قيامها بتطهير ذلك الوادي وتأمينه.

وإزاء تزايد نشاط أُسْرة حميدالدين، خلال الشهر عينه، ومحاولاتها المستميتة لتجميع القبائل الزيدية حولها، قرر قائد القوات العربية في المسرح، استئناف المظاهرات الجوية، لردْع القبائل، التي تذبذب ولاؤها للنظام الجمهوري، فضلاً عن القصف الجوي لمناطق القبائل، التي يوجد فيها أفراد أُسْرة حميدالدين، أو التي تنفذ أي أعمال عدائية ضد القوات المصرية أو الجيش الجمهوري. وعلى ذلك، قامت القوة الجوية في اليمن بعدة مظاهرات جوية، استعراضاً للقوة، فوق جيحانة ورايدة والخراب، أيام 1، 5، 9 فبراير، على الترتيب، وفوق صرواح ومأرب والحزم، في 19 من الشهر عينه، ثم فوق حجة، بعد ثلاثة أيام.

وبموازة أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، والمعاونة والقصف الجوي، استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي، بشكل يومي، طوال الشهر، بين قواعد الإمداد، في القاهرة وصنعاء، ومناطق انتشار القوات المصرية والجمهورية، في المحاور المختلفة. وخلال ذلك الشهر بلغ مجهود النقل والإمداد الجوي، داخل اليمن، 275 طلعة طائرة.

(3)      القتال الجوي، خلال شهر مارس 1966

حيال الهدوء النسبي، الذي ساد المسرح اليمني، خلال شهر مارس، والذي لم يقطعه سوى بعض التراشقات بالنيران، وبثّ الألغام في وادي السر، وجيحانة، ووديان ريجام وريحان والحيوف، رُكزت جهود القوة الجوية في أعمال الاستطلاع والقصف الجوي، لوادي ريجام، في 6 مارس، وواديَي ريحان والحيوف، يومَي 19 و20 من الشهر عينه.

وإزاء استمرار تدفق الإمدادات إلى الملكيين، كُثفت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، خلال ذلك الشهر، في مناطق الخراب وصعدة وعبس والحرف.

وخلال عملية تعديل الأوضاع للقوات المصرية في المسرح، ساعدت القوة الجوية على تأمين تخلّص القوات البرية من مَواقعها القديمة، وتحرُّكها إلى مناطق تمركزها الجديدة.

كما كُثفت عمليات النقل والإمداد الجوي، من القاهرة وقواعد الإمداد، في صنعاء والحديدة، إلى القوات في المحاور المختلفة. إذ بلغ مجهود النقل والإمداد الجوي، داخل اليمن 353 طلعة طائرة، خلال شهر مارس.

(4)      القتال الجوي، خلال شهر أبريل 1966

إزاء استمرار تدفق الإمدادات إلى قوات الملكيين، والقبائل المناوئة للنظام الجمهوري وللقوات المصرية التي تسانده، كُثف الاستطلاع الجوي المسلح في مناطق حجة والطور وجربة الطلح، إضافة إلى بويع والخنجر وقرضة نهم، ودُمرت وسائل النقل والإمدادات المكتشفة.

وفي ضوء المعلومات، التي توافرت لقيادة القوات العربية في المسرح، عن نيات الملكيين احتلال الجبل الأسود، في منطقة صعدة، وتدعيم قواتهم في كدم وضحيان، رُكز مجهود القوة الجوية المسرح، في قصف تجمعات الملكيين ومَواقعهم في تلك المناطق. مما أدى إلى إحباط مخططهم، وإيقاع خسائر كبيرة بقواتهم.

ومع استمرار عمليات تخفيض القوات المصرية وإعادة تجميعها، كُررت المظاهرات الجوية، في مناطق كتاف وبرط وصعدة وأنس، إضافة إلى وادي عظلة وسحار وآل عمار.

وعلى التوازي مع القتال الجوي، استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي، بين القاهرة وصنعاء والحديدة، ومناطق انتشار القوات المصرية والجيش الجمهوري، في المحاور المختلفة. إلا أن كثافة ذلك المجهود، قلّت، نسبياً، عن الأشهر السابقة، فلم يزد مجهود النقل والإمداد الجوي، داخل اليمن، خلال شهر أبريل، على 175 طلعة طائرة.

(5)      القتال الجوي، خلال شهر مايو 1966

مع البدء في عملية تعديل أوضاع القوات المصرية، في منطقة السر، بالتعاون مع القوات الجمهورية، استمرت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح في عمق المناطق، التي تم إخلاؤها، للقضاء على أي وجود عسكري للملكيين فيها، إضافة إلى أعمال الاستطلاع الجوي المسلح لطرق إمدادات الملكيين، من نجران وبيحان. ومن ثم رُكز الاستطلاع الجوي المسلح، خلال ذلك الشهر، في مناطق بويع والخنجر وقاع الأطراف، إضافة إلى مناطق النهود، وشمال الحزم، والزاهر.

ونظرا إلى هدوء الموقف، بشكل عام، طوال الشهر، عدا مناطق صعدة وقطاعَي السر وجيحانة، فقد اقتصرت أعمال القتال الجوي على تلك المناطق، فضلاً عن أماكن تجمعات الملكيين. وعلى ذلك، تراجع مجهود القصف الجوي، نسبياً، في ذلك الشهر، فلم يتجاوز 86 طلعة طائرة، رُكزت في جبل عبلة، شرق صعدة، والخنجر ودماج وقاع الأطراف، علاوة على الجبل الأسود وشوكان والضبعات.

وفي الوقت عينه، استمرت أعمال الإمداد والنقل الجوي، بشكل يومي، بين قواعد الإمداد، في القاهرة وصنعاء والحديدة، ومناطق انتشار القوات في المحاور المختلفة. غير أن ذلك المجهود، تراجع، نسبياً، خلال شهر مايو، فلم يتعَدّ 168 طلعة طائرة، داخل المسرح اليمني.

(6)      القتال الجوي، خلال شهر يونيه 1966

إزاء تزايد المقاومة المسلحة، وعمليات إمداد الملكيين في المنطقة المركزية، على الرغم من الهدوء النسبي العام في المسرح اليمني، خلال شهر يونيه، فقد استمرت أعمال قتال القوات الجوية لمواجَهة ذلك النشاط. فاستؤنفت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح لطرق تسلل وإمداد الملكيين، وأمدادهم، وتدمير وسائل النقل المكتشفة على تلك الطرق، في مناطق بويع والخنجر وقاع الأطراف والنهود وشمال المطمة وجنوبها والزاهر.

وتنفيذاً لقرار قائد القوات العربية، باتّباع أسلوب القصف الجوي الكثيف، لردْع القبائل التي تبادر إلى أعمال المقاومة المسلحة، أو تسمح للمرتزقة وقوات الملكيين بالتسلل، من خلالها، وعمل الكمائن، وبثّ الألغام في طرق تحرُّك القوات في مناطقها ـ كثفت القوات الجوية قصفها لقُرى خولان، في المنطقة المركزية، رداً على اشتباكها بالنيران مع المَواقع المصرية، وبثّ الألغام في منطقتها.

ولمواجَهة هجوم قوات الملكيين، والقبائل التي تساندهم، على قوات الجيش الجمهوري في الجميمة، في قطاع السر، دعمت القوة الجوية هذا الجيش، بالنيران، مما أدى إلى فشل الهجوم، وإيقاع خسائر كبيرة بالقوات المهاجمة.

ولمعاونة قوات عبدالله الأحمر، المتقدمة إلى صعدة، عمدت القوة الجوية إلى المظاهرات الجوية فوق مناطق القبائل المناوئة للجمهورية، على طريق تقدم تلك القوات، مما كان له أثر كبير في ردْع تلك القبائل.

في الوقت عينه، استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي، بين قواعد الإمداد، في القاهرة والحديدة وصنعاء، ومحاور انتشار القوات المصرية والجمهورية. بيد أن مجهود النقل والإمداد الجوي في المسرح، لم يزد على 158 طلعة طائرة، خلال شهر يونيه نتيجة لإخلاء العديد من المَواقع من القوات المصرية، في إطار خطة خفْض القوات، وتعديل الأوضاع.

(7)      القتال الجوي، خلال شهر يوليه 1966

حيال تزايد أعمال المقاومة الملكية، خلال شهر يوليه، في المنطقتين، الشمالية والوسطى، وفي قطاع أرحب، التي بلغت مستوى العمليات التعرضية، في المنطقة الأولى، قرر قائد القوات العربية الاستمرار في قصف تجمعات الملكيين، في المنطقة الشمالية، ومعاونة القوة الجوية للقبائل المدافعة عن المناطق، التي أخليت منها القوات المصرية. مع الاستمرار في أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، للقضاء على وسائل إمداد الملكيين. وعلى ذلك، استمرت أعمال قتال القوات الجوية، لتنفيذ أوامر القيادة، طوال الشهر، بكثافات متفاوتة.

فبالنسبة إلى الاستطلاع المسلح، تكررت طلعاته، على فترات متقطعة، طوال الشهر، لتفتيش الطرق، التي يستخدمها الملكيون في إمداد القبائل المناوئة للجمهورية والوجود المصري، في الداخل. وقد رُكز الاستطلاع الجوي المسلح، خلال شهر يوليه، في مناطق وادي العقيق وخولان ودجة وصرفة وقرضة نهم وأملح.

وعلى صعيد المعاونة الجوية، دعمت القوة الجوية في المسرح، قوات القبائل الجمهورية، التي تعرضت للهجوم في منطقة برط. كما قصفت تجمعات الملكيين وقُراهم، في وادي العقيق ودماج والجبل الأسود وإمارة ومسكر وبشار والجعرة وجبل شعير وشوكان، إضافة إلى صرواح والسودة وكتاف.

ولمواجَهة مطالب النقل والإمداد الجوي في المسرح، خلال ذلك الشهر، بلغ مجهود النقل والإمداد الجوي 128 طلعة طائرة، بين قواعد الإمداد، في صنعاء والحديدة، ومناطق تمركز القوات المصرية والجمهورية في المسرح، علاوة على 54 طلعة ما بين القاهرة وصنعاء، بوساطة طائرات الجسر الجوي.

(8)      القتال الجوي، خلال شهر أغسطس 1966

في ضوء استمرار تدفّق الإمدادات إلى الملكيين والقبائل المناوئة للثورة، في المنطقتين، الشمالية والشرقية، خلال شهر أغسطس، استمرت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، ورُكز، في البداية، في المنطقة الشمالية، شمال شرق صعدة، ثم في طرق الاقتراب إلى رايدة والحرف وخولان.

وإزاء استمرار تدعيم قوات الملكيين، حول صعدة، بعد نجاح ابن الحسين في الاستيلاء على عظلة والعقيق، رُكز القصف الجوي ضد قوات الملكيين والقبائل التي تساندهم، في مناطق كتاف وخزام وعظلة، خلال أيام 4 و 5 و14 أغسطس، ثم القفلة وشهارة، في 31 من الشهر عينه. ونظراً إلى قطْع الملكيين طريق صعدة ـ الحرف، وتدعيم قواتهم في منطقة المدرج، لاستمرار قطع الطريق، بادرت القوة الجوية إلى قصف كدم والمدرج، يومَي 9،10 أغسطس. وللرد على أعمال المقاومة المسلحة، في منطقة هران، قصفت القوة الجوية، في 15 أغسطس، القُرى التي تُتَّخذ قواعد لتلك الأعمال في المنطقة.

وردعاً لأعمال المقاومة في مناطق القبائل المناوئة للنظام الجمهوري، واصلت القوة الجوية مظاهراتها فوق تلك المناطق، على فترات مختلفة.

وإزاء نجاح الملكيين في الاستيلاء على ضوران والمنشية، قرر قائد القوات العربية تكثيف القصف الجوي لقُرى الملكيين وقواتهم، في هاتين المنطقتين. فقصفت قُرى بَنِي سلامة وأنس والمنشية وجبل ضوران، خلال الفترة من 25 إلى 29 أغسطس.

وعلى صعيد الإمداد الجوي، تواصلت أعمال الإمداد والنقل الجوي، بين قواعد الإمداد، في القاهرة وصنعاء والحديدة، ومحاور انتشار القوات المصرية والجمهورية. وبلغ المجهود الجوي لتلك المهام 145 طلعة طائرة، داخل اليمن، إضافة إلى 60 طلعة، بين القاهرة وصنعاء.

    ‌ب.   القتال الجوي، خلال فترة تصاعد أعمال المقاومة الملكية (سبتمر ـ ديسمبر 1966)[12] (انظر خريطة مناطق القصف الجوي (خلال يناير ـ مايو 1967))

(1)      القتال الجوي، خلال شهر سبتمبر 1966

شهد شهر سبتمبر تصاعداً ملحوظاً في أعمال حشد قوات الملكيين والمرتزقة، والقبائل التي تساندهم، في المنطقتين، الشمالية والوسطى، وتزايد نشاط الإمداد، من بيحان، للقبائل المناوئة للجمهورية، في المنطقة المركزية.

وإزاء ذلك نشطت أعمال الاستطلاع الجوي المسلح، لحشود وتجمعات الملكيين وتجمعاتهم، وطرق إمدادهم، في المناطق، الشمالية والوسطى والشرقية، في أغلب أيام ذلك الشهر.

وفي ضوء نتائج ذلك الاستطلاع، وتقدير قيادة القوات العربية، كُثفت أعمال القصف الجوي، طوال الشهر، ضد تجمعات وحشود الملكيين وحشودهم المكتشفة، وقُرى القبائل التي تساندهم، في المنطقتين، الشمالية والوسطى، فضلاً عن منطقة جيحانة. ففي المنطقة الشمالية، قُصفت كتاف وسوق الربوع، في وادي أملح، والحجلة وشرق برط، علاوة على جوهر وقُرى دماج وعبلة، في منطقة صعدة، ثم الحراشيف وخزام في وادي العقيق. كما قصفت الصرارة، في منطقة رايدة، وبشارة وبَنِي شهاب وحاير العشي، في منطقة جيحانة، إضافة إلى قريتَي المنشية وضوران، في أنس.

ومع استمرار عمليات تعديل الأوضاع، وإخلاء قطاعَي جيحانة وشرزة، عمدت القوة الجوية إلى تأمين قوات هذين القطاعين ومعاونتها، أثناء تحركها إلى مناطق التمركز الجديدة.

وللاضطلاع بمهام النقل والإمداد الجوي، بين قواعد الإمداد، في صنعاء والحديدة، ومناطق انتشار القوات في المسرح، نفّذت القوة الجوية 141 طلعة طائرة، في اليمن، فضلاً عن 59 طلعة نقل ثقيل، بين القاهرة وصنعاء، خلال شهر سبتمبر.

(2)      القتال الجوي، خلال شهر أكتوبر 1966

أمام تزايد حشود الملكيين وأعمالهم القتالية، خلال شهر أكتوبر، وعملاً بتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، بضرورة مواجَهة التطورات الجديدة بحزم شديد، حتى لا يتفاقم الموقف في اليمن ـ قرر قائد القوات العربية في المسرح، تكثيف أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، على طرق إمداد الملكيين ومناطق حشد تكديساتهم، في الفترة من 13 أكتوبر وحتى نهاية الشهر. أما أعمال القصف الجوي لأهداف الملكيين المحددة، والمكتشفة، فقد خصص لها 226 طلعة، منها 172 طلعة نهارية، و54 ليلية.

وحيال تطورات الموقف وتنفيذاً لقرار قائد القوات العربية في المسرح، اضطلعت القوة الجوية بما يزيد على 160 طلعة استطلاع مسلح، طوال شهر أكتوبر، لاستطلاع وقصف إمدادات الملكيين وتجمعاتهم وتكديساتهم، وتدميرها، في مناطق: الخنجر، بويع، السايلة، إمارة، الراقب، صحن العقبة، الحزم، حاير العش، هران، حريب نهم، السر، وشحة، غارب هيثم، المحابشة، مبين، الظفير، كتاف، كدم، ووديان نشور والعقيق وعظلة، ودماج، جوهر، العبلة، بيت مران، البرجة، غرير.

ناهيك من دعم القاذفات التكتيكية جهود الاستطلاع الجوي المسلح، وأعمال قتال المقاتلات القاذفة، ضد مناطق التجمع والحشد والتكدسات المكتشفة. وكان أبرز المناطق، التي وُجِّهت إليها الجهود الرئيسية للقصف الجوي، الذي فاق 460 طلعة، خلال ذلك الشهر، هي: الصرارة، الخدرة، دعان، هران، وشحة، مبين والظفير، غبور وظليمة، جروة، المطمة، البرجة، شوكان، قُرى وادَيي أملح وعظلة، قُرى الحيمة الداخلة، هضبة ابن جدعان، لبنى السفلى، حاير العش، جبل الراقب، صحن العقبة، مطارة، السايلة، خب، بويع.

وقد أسفر القصف عن خسائر جسيمة في صفوف الملكيين، في الأفراد والأسلحة والعتاد والمنشآت. في حين خسرت القوة الجوية إحدى القاذفات، من نوع آل 28. وقد أدى ذلك القصف إلى إضعاف الملكيين، وتشتيت جهودهم، كما أدى إلى فشل هجومهم على منطقة براش والجبل الأحمر.

ولتلبية مطالب النقل والإمداد الجوي، بين قواعد الإمداد، في صنعاء والحديدة، ومناطق انتشار القوات، نفّذت القوة الجوية 126 طلعة طائرة في المسرح اليمني، فضلاً عن 59 طلعة، بين القاهرة وصنعاء، في إطار مجهود الجسر الجوي.

(3)      القتال الجوي، خلال شهر نوفمبر 1966

في ضوء نتائج القصف الجوي، خلال شهر أكتوبر، أصدر المشير عبدالحكيم عامر توجيهاته إلى قائد القوات العربية في المسرح، في أول نوفمبر، بتركيز القصف الجوي في المناطق الحيوية، وعدد صغير من الأهداف، في وقت واحد، حتى يكون التأثير واضحاً، مع إعطاء عناية خاصة للمناطق التالية:

المطمة ـ هران ـ وادي حبيش ـ مبين والظفير ـ جروة ـ شهارة.

ولمتابعة نشاط الملكيين، واكتشاف حشودهم وتكديساتهم، والقضاء عليها، استمرت أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، طوال الشهر، مع تركيز الجهود الرئيسية في المناطق، الشمالية والشمالية الشرقية والوسطى، إضافة إلى المناطق التي أُخليت منها القوات المصرية.

ونتيجة لانحسار أعمال قتال الملكيين، نسبياً، خلال شهر نوفمبر، قلّ مجهود القصف الجوي، فلم يزِد على 160 طلعة، وُجِّهت ضد الأهداف، التي حدّدتها توجيهات المشير عبدالحكيم عامر، فضلاً عن الأهداف المكتشفة بوساطة الاستطلاع الجوي، في المنطقتين، الشمالية والوسطى.

ومع استمرار القوات البرية المصرية في أعمال الغيار، وتخفيض وحداتها، عمدت القوة الجوية إلى تأمين تلك القوات ومعاونتها على التخلص من مَواقعها القديمة، وتحرُّكاتها إلى مناطق تمركزها الجديدة.

وعلى التوازي مع أعمال القتال الجوي، استمرت القوة الجوية في تلبية مطالب الإمداد والنقل الجوي، سواء داخل المسرح اليمني، أو بينه وبين قواعد الإمداد، في القاهرة. وقدر إجمالي مجهود النقل والإمداد الجوي، خلال الشهر، بما يقرب من 150 طلعة، داخل المسرح اليمني، وحده.

(4)      القتال الجوي، خلال شهر ديسمبر 1966

إزاء تزايد حشود الملكيين وتكديساتهم، في المنطقتين، الشمالية والوسطى، خلال شهر ديسمبر، وتصاعد اشتباكاتهم بالأسلحة الخفيفة والهاونات، مع المَواقع المصرية، جنوب صنعاء، وعلى الطريق بينها وبين الحديدة، اتّخذ قائد القوات العربية في اليمن، عدة قرارات، كان أبرزها ما يلي:

                (‌أ) مواجَهة الموقف في أرحب وعيال سريع، بعملية تأديبية، بوساطة اللواء 117 المشاة، تعاونه قوات العواضي، والقوة الجوية في المسرح، لحسم الموقف في الراقي، بدءاً من يوم 22 ديسمبر.

               (‌ب) مواجَهة الموقف في الحيمة الداخلة، على طريق الحديدة، بأعمال القصف، الجوي والمدفعي، المركز، مع الاستعداد لتنفيذ عملية تعرضية، للقضاء على قوات الملكيين، وتطهير المنطقة.

                (‌ج) الاستمرار في تنفيذ خطة الاستطلاع والقصف الجوي، للقضاء على أي نشاط للملكيين، في المناطق التي أُخليت.

                (‌د) تقديم المعاونة الجوية إلى قوات القبائل الجمهورية، أثناء عملياتها الهجومية، مع إمدادها بكافة الاحتياجات.

        (هـ) الاستمرار في تنفيذ خطط الغيار، وخفْض القوات.

وفي ضوء تطورات الموقف، وتنفيذاً لقرار قائد القوات العربية في اليمن، واصلت القوة الجوية في المسرح أعمال الاستطلاع المسلح، في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والوسطى، مع تدمير التكديسات ووسائل النقل والتجمعات المكتشفة، التابعة للملكيين. وامتد ذلك الاستطلاع، شمالاً، حتى نجران.

كما تواصلت أعمال القصف الجوي، الذي رُكز في تجمعات الملكيين المكتشفة، في مناطق كتاف وعظلة وهران وخولان، إضافة إلى بَنِي سلامة وأنس. فضلاً عن قصف القوة الجوية منطقة الحيمة الداخلة، ومعاونتها أعمال قتال اللواء 117 المشاة وقوات العواضي، أثناء هجومها لحسم الموقف في منطقة أرحب.

وفي الوقت عينه، بادرت القوة الجوية إلى تلبية احتياجات النقل والإمداد الجوي لقوات المسرح، بما يزيد على 110 طلعات، ما بين قواعد الإمداد، في القاهرة وصنعاء والحديدة، ومناطق انتشار القوات في المسرح.

    ‌ج.   القتال الجوي خلال فترة الهدوء النسبي الثانية (يناير ـ مايو1967) (انظر خريطة مناطق القصف الجوي (خلال يناير ـ مايو 1967))

(1)      القتال الجوي، خلال شهر يناير 1967

تدنّت، خلال شهر يناير، كثافة المجهود الجوي، المخصص للمهام المختلفة، مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 1966، نتيجة لانحسار أعمال المقاومة الملكية، التي اقتصرت على شمال العاصمة اليمنية وجنوبها، والطريق الواصل بينها وبين الحديدة.

وكان هجوم القوات الملكية على بعض المَواقع المصرية والجمهورية، في منطقة أرحب، هو أبرز أعمالهم القتالية، خلال ذلك الشهر. لذلك، وُجِّهت الجهود الرئيسية للقوة الجوية في المسرح إلى معاونة القوات المهاجَمة في مناطق ضروان والجبل الأسود وتبة الدبابة، مع القصف الجوي التأديبي لقُرى القبائل المعادية للنظام الحاكم والوجود المصري، في الجميمة وقطاع الضبعات، وطريق الحديدة، وأنس. بينما استمرت عمليات القصف والمظاهرات الجوية، في المناطق التي أُخليت منها القوات البرية المصرية، لردْع أعمال قتال الملكيين، وتشتيت تجمعاتهم في تلك المناطق. فقصفت كتاف، أيام 5 و12 و31 يناير، ووادي العقيق، يومَي 17 و31 من الشهر عينه، وخب وعظلة، يومَي 14 و15، وهران، في 16، والصرارة، يومَي 17و19، وصرواح، في 31 من الشهر عينه.  كما امتد القصف الجوي إلى قواعد إمداد الملكيين وحشدهم وتدريبهم، داخل الأراضي السعودية نفسها، فقُصفت نجران، في 27 يناير.

ونتيجة لاستمرار عمليات إمداد الملكيين، من اتجاهَي الشمال والشمال الشرقي، نشطت أعمال قتال الاستطلاع الجوي في هاتين المنطقتين.

واستمرت القوة الجوية في أعمال النقل والإمداد الجوي داخل المسرح، بين قواعد الإمداد، في صنعاء والحديدة، ومحاور انتشار القوات. غير أن مجهود النقل والإمداد الجوي داخل المسرح اليمني، تناقص حتى بلغ 96 طلعة طائرة، إضافة إلى 40 طلعة طائرة نقل ثقيل، بين القاهرة وصنعاء، خلال شهر يناير 1967.

(2)      القتال الجوي، خلال شهر فبراير 1967

انعكس الهدوء النسبي، الذي ساد المسرح، خلال شهر فبراير، والذي لم يقطعه سوى التراشقات بالنيران، في بعض المناطق، على نشاط القوات الجوية، إذ تناقص مجهودها إلى أدنى حدّ له. فلم يزِد القصف الجوي لتجمعات الملكيين، وردْع القبائل المناوئة، والمعاونة الجوية للقوات المصرية والجمهورية، على 64 طلعة طائرة، رُكز معظمها في المنطقة الشمالية، كتاف ووادي عظلة، والجوف، المطمة، والمحور الشرقي، بيت الغادر.

وإزاء استمرار تدفّق الإمدادات من المملكة العربية السعودية، نشط الاستطلاع الجوي المسلح، لاكتشاف وسائل النقل المستخدمة وتدميرها، بالقرب من الأراضي السعودية، وخاصة من اتجاه الشمال الشرقي.

وفي خصوص أعمال النقل والإمداد، بين قواعد الإمداد في المسرح والقوات في المحاور المختلفة، فإن مجهودها تناقص، نسبياً، مقارنة بالأشهر السابقة، إذ لم يزِد على 91 طلعة طائرة داخل المسرح اليمني، إضافة إلى 24 طلعة، في إطار الجسر الجوي.

ومع بدء وصول طائرات القتال البريطانية، من نوع "هوكر هنتر"، التي سبق للمملكة العربية السعودية التعاقد في شأنها، في أوائل ذلك العام، إلى الأراضي السعودية، قررت القيادة المصرية دعم القوة الجوية في المسرح، بطائرات قتال أكثر حداثة، من نوع "ميج 19"، للحفاظ على التفوّق الجوي المصري في المسرح. ومن ثَمّ، وصل إلى مطار الروضة، خلال شهر فبراير، 6 طائرات من النوع الروسي الحديث، على أن تلحق بها أربع أخرى، خلال الشهر التالي.

(3)      القتال الجوي، خلال شهر مارس 1967

بقي مجهود القصف والمعاونة الجوية على معدله المنخفض، خلال شهر مارس، لاستمرار الهدوء النسبي في معظَم مناطق المسرح اليمني، باستثناء تجمعات الملكيين في المنطقتين، الشمالية والغربية، وبعض التراشقات بالنيران، ضد بعض مَواقع القوات المصرية والجيش الجمهوري، شمال العاصمة وجنوبها وشرقها.

وباستثناء قصف تجمعات الملكيين، المكتشفة في مناطق كتاف والمحابشة وعيال يزيد، فقد رُكز معظم القصف الجوي، خلال هذا الشهر، في ردع أعمال التراشق بالنيران وبثّ الألغام، في مناطق أرحب وخولان وصرواح والطويلة والسر وجنوب صنعاء.

وفي حين تناقص مجهود القصف الجوي، خلال شهر مارس، ازداد مجهود النقل والإمداد الجوي داخل المسرح اليمني، زيادة محدودة على ما كان عليه في الشهر السابق، نتيجة لعمليات إخلاء الوحدات البرية وغيارها، إذ وصل إلى 110 طلعات طائرة، إضافة إلى مجهود الجسر الجوي، بين القاهرة وصنعاء، الذي بلغ 38 طلعة طائرة.

وفي صدد دعم القوة الجوية المصرية في اليمن، شهد شهر مارس تطوراً ملحوظاً في حجم تلك القوة. فمع بدء تمركز طائرات القتال السعودية، من نوع "هوكر هنتر" في مطار خميس مشيط، أقرب المطارات العسكرية الحديثة إلى الأراضي اليمنية، دُعم سرب الميج 19، بأربع طائرات أخرى، خلال الشهر عينه. وبذلك، أصبحت القوة الجوية المصرية العاملة في المسرح اليمني، تتشكل من خمسة أسراب، كما يلي:

·    سرب مقاتلات (10طائرات ميج 19).

·    سرب مقاتلات قاذفة (11 طائرة ميج 17).

·    سرب قاذفات تكتيكية (11 طائرة اليوشن 28).

·    سرب نقل متوسط (5 طائرات اليوشن 14).

·    سرب طائرات عمودية ( 5 حوامات مي 4).

(4)      القتال الجوي، خلال شهر أبريل 1967

مع استمرار حالة الهدوء النسبي في المسرح اليمني، خلال شهر أبريل، والذي لم يقطعه سوى بعض أعمال التراشق بالنيران، وبثّ الألغام على طرق تحرُّك القوات المصرية، وعمليات تهريب الأسلحة والإمدادات، من السعودية وبيحان إلى قوات الملكيين والقبائل التي تساندهم ـ استمر اعتماد قائد القوات العربية في المسرح على أعمال قتال القوة الجوية، للحدّ من تسرب الإمدادات إلى الملكيين، والقبائل المناوئة للنظام الجمهوري، وردْع القبائل، التي يجري في نطاقها أعمال المقاومة المسلحة. وعلى ذلك، شهد شهر أبريل تزايداً ملحوظاً في أعمال قتال الاستطلاع الجوي المسلح، إذ بلغ مجهوده 70 طلعة، غطت معظَم أيام الشهر، بوساطة سربَي الميج 17 والميج 19. وتركز ذلك الاستطلاع في المناطق الشمالية والشرقية والحرف.

وفي ضوء نتائج الاستطلاع الجوي، قصفت تجمعات الملكيين وتكديساتهم، في بويع وإمارة، وأودية عظلة والعقيق وأملح. وفي إطار القصف التأديبي، لردع أعمال المقاومة المسلحة، عمدت القوة الجوية إلى قصف بيت مران والصرارة والمنوة، وبلغ مجهود القصف 115 طلعة طائرة، خلال شهر أبريل.

كذلك، استمرت أعمال النقل والإمداد الجوي للقوات المصرية والجمهورية، بمعدلاتها نفسها خلال الشهر السابق، نتيجة لاستمرار عمليات تعديل الأوضاع وغيار القوات. وعلى ذلك، بلغ مجهود النقل والإمداد الجوي، داخل اليمن، خلال شهر أبريل، 129 طلعة.

(5)      القتال الجوي، خلال شهر مايو 1967

مع تزايد حشود الملكيين في واديَي عظلة وأملح وسوق الرجوع، وتصاعد أعمال المقاومة ضد القوات المصرية والجمهورية، خلال شهر مايو، تزايد اعتماد قيادة القوات العربية على جهود القوة الجوية، لمواجَهة نشاط الملكيين والقبائل التي تساندهم، في المنطقتين، الشمالية والشرقية، طوال شهر مايو. فعلى صعيد الاستطلاع الجوي اضطلعت القوة الجوية بما يزيد على 59 طلعة، رُكز معظَمها في المنطقتين، الشمالية والشرقية، وفي طرق إمداد الملكيين، من نجران وبيحان. كما تزايدت معدلات القصف الجوي ضد حشود الملكيين وتجمعاتهم وتكديساتهم، في المنطقتين، الشمالية والشمالية الشرقية، إضافة إلى أعمال القصف التأديبي، للردّ على إطلاق النيران، وبثّ الألغام، في منطقتَي أرحب وخولان.

فخلال الأسبوع الأول من مايو، قُصفت قُرى الموجع في برط، ووادي عظلة وسوق الربوع، في وادي أملح، علاوة على قصف الحزم وبيت مران وقرية بَنِي الحجاج، شرق السودة. وفي الأسبوع الثاني، قُصفت قُرى وهران والمنوه وطريق نجران. ومع بداية الأسبوع الثالث، رُكز القصف الجوي في مناطق أرحب وصرواح والمناسخ وشوكان. ثم عاد القصف إلى الشمال، مرة أخرى، ضد البرجة، وسوق الربوع، وقُرى وادي دماج. وبلغ مجهود القصف الجوي، خلال شهر مايو، 173 طلعة طائرة.

في الوقت عينه، تواصلت أعمال النقل والإمداد الجوي، داخل المسرح اليمني، بين قواعد الإمداد الجوي، في القاهرة وصنعاء، إذ بلغ مجهود النقل والإمداد الجوي، داخل اليمن، 145 طلعة طائرة، فضلاً عن 44 طلعة نقل ثقيل، في إطار الجسر الجوي، بين القاهرة وصنعاء.

ومع تصاعد الموقف، السياسي والعسكري، على خطوط المواجَهة، بين مصر وإسرائيل، خلال النصف الثاني من مايو، قررت القيادة المصرية سحْب سرب الميج 19 وسرب (4 طائرات) اليوشن 28، من المسرح اليمني، لدعم القوة القتالية الجوية في مسرح العمليات الرئيسي في مصر. وفي نهاية مايو، أصبح حجم القوة الجوية والدفاع الجوي المصري في المسرح اليمني، كما يلي:

(أ)  الأفــراد

1571 فرداً (119 ضابطاً، 1263 ضابط صف وجندياً، 189 مدنياً).

(ب) الأسراب

·    سرب مقاتلات قاذفة (11طائرة ميج 17).

·    سرب قاذفات (7 طائرات اليوشن 28).

·    سرب نقل متوسط (4 طائرات اليوشن 14).

·    سرب طائرات عمودية (4 طائرات عمودية مي 4).

(ج) الدفاع الجوي

·    4 كتائب دفاع جوي.

    ‌د.    المجهود الجوي (يناير ـ مايو1967) (انظر خريطة مناطق القصف الجوي (خلال يناير ـ مايو 1967))

لتنفيذ المهام الجوية لهذه المرحلة، اضطلعت القوات الجوية المصرية بما يزيد على 6200 طلعة طائرة، في المسرح اليمني. منها نحو 5390 طلعة، بوساطة القوة الجوية في المسرح اليمني وطلعتان، بوساطة القاذفات الإستراتيجية، إضافة إلى ما يقرب من 840 طلعة، بوساطة أسراب النقل الجوي الإستراتيجي.

وقد وُزع المجهود الجوي السابق على مهام القوات الجوية بالنسب المئوية التالية:

·    11% لمهام الاستطلاع الجوي.

·    15% لمهام المعاونة الجوية للقوات المصرية والجمهورية.

·    15% لقصف تجمعات وقواعد الملكيين وقواعدهم وتكديساتهم، ولأعمال القصف التأديبي.

·    43% لمهام النقل والإمداد الجوي، داخل اليمن.

·    13% لمهام النقل والإمداد الجوي، بين مصر واليمن (الجسر الجوي).

·    3% للمظاهرات الجوية.

وقد زادت الأوزان المنقولة، جواً، خلال هذه المرحلة (يناير1966 ـ مايو1967) على 29800 طن. منها ما يزيد على 16850 طناً، بوساطة أسراب النقل الإستراتيجي (الجسر الجوي) وما يقرب من 12950 طناً، بوساطة أسراب النقل والطائرات العمودية في القوة الجوية، داخل اليمن.

ويوضح جدول المجهود الجوي وتوزيعه على فترات المرحلة يناير1966 ـ ديسمبر 1967 إجمالي مجهود القوات الجوية في المسرح اليمني، خلال هذه المرحلة، وتوزيعه على فتراتها الثلاث. كما يوضح جدول إجمالي الأوزان المنقولة، جواً (يناير 1966 ـ ديسمبر 1967) إجمالي الأوزان المنقولة، جواً، ونصيب كل فترة منها.

4.    القتال البحري، (يناير1966 ـ مايو1967)

اقتصرت مهام القوات البحرية في المسرح اليمني، خلال هذه المرحلة، على تأمين الساحل اليمني، وميناء الحديدة، باستخدام أعمال قتال الاستطلاع البحري والدوريات، على طول الساحل اليمني، وأمام ميناء الحديدة، بالتعاون مع القوة الجوية، في المسرح. وخُصص لتحقيق هذه المهمة مدمرة (أو كاسحة ألغام) وناقلتا جُند إضافة إلى مجموعة ضفادع بشرية، وسرية صاعقة بحرية.

وإزاء عمليات خفْض حجم القوات المصرية في المسرح، كان على قيادة القوات البحرية المصرية، تنظيم أعمال النقل البحري، لإخلاء القوات، بالتنسيق مع هيئة إمداد وتموين القوات المسلحة، وقيادة القوات العربية في المسرح. وعُبِّئ خلال هذه المرحلة، خمس سفن مدنية، اضطلعت بسبع عشرة رحلة بحرية، لإخلاء ما يقرب من 17 ألف فرد ومائة دبابة ومائة مدفع، إضافة إلى 35 مقطورة، و22 ألف طن احتياجات، من المسرح اليمني إلى مصر.

أما حجم القوة البحرية في اليمن، فقد خُفِّضت، في نوفمبر 1966، لتصبح كما يلي:

الأفراد

374     فرداً.

القوات

·   كاسحة ألغام.

·   ناقلة جُند.

·   كتيبة مدفعية ساحلية.

·   سرية صاعقة بحرية.

وفي فبراير 1967، خُفض عدد أفراد القوة البحرية، مرة أخرى، ليصبح 325 فرداً. أما باقي الوحدات، فقد ظلت دون تخفيض، حتى نهاية المرحلة، في آخر مايو من العام نفسه.



[1]   المصادر المصرية الرسمية.

[2]   المصادر المصرية الرسمية.

[3]   المصادر المصرية الرسمية.

[4]   كان يجري استبدال القوات التي أرهقتها طول الخدمة في المسرح اليمني منذ بداية الحرب.

[5]   المصادر المصرية الرسمية.

[6]   المصادر المصرية الرسمية.

[7]   المصادر المصرية الرسمية.

[8]   المصادر المصرية الرسمية.

[9]   المصادر المصرية الرسمية.

[10]   المصادر المصرية الرسمية.

[11]   المصادر المصرية الرسمية.

[12]   المصادر المصرية الرسمية.