إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب الإيرانية ـ العراقية، من وجهة النظر العربية





مناطق النفوذ في العالم
موقع الجزر الثلاث
منطقة جزر مجنون
إصابة الفرقاطة الأمريكية STARK
مسارح الصراع البرية والبحرية
معركة الخفاجية الأولى
معركة تحرير الفاو
معركة سربيل زهاب
الهجوم الإيراني في اتجاه عبدان
الإغارة الثالثة على دهلران
التشابه بين مضيقي تيران وهرمز
العملية رمضان
العملية فجر ـ 8
العملية فجر ـ 9
الغارة الإسرائيلية الثانية
القواعد البحرية الإيرانية في الخليج
اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916
حادث إسقاط الطائرة الإيرانية
حدود المياه الإقليمية الإيرانية
حرب الناقلات

مناطق إنتاج النفط
أوضاع القوات العراقية والإيرانية
مسلسل العمليات كربلاء (1 – 9)
مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية)
مسرح العمليات (التضاريس)
مسرح العمليات والدول المجاورة
الموقع الجغرافي للعراق وإيران
المنطقة الكردية
الهجمات الثانوية للعملية بدر
الهجوم المضاد الإيراني العام
الأفكار البديلة للعملية خيبر
التواجد الأجنبي في الخليج
التجمع القتالي لقوات الطرفين
العملية مسلم بن عقيل
العملية بدر
العملية فجر النصر
القواعد والتسهيلات الأمريكية
القواعد والتسهيلات السوفيتية
بدء الهجوم العراقي
تضاريس المنطقة الإيرانية
تضاريس العراق
تقسيم إيران
سلسلة العمليات فجر
طرق المواصلات بالشرق الأوسط
فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية
فكرة الاستخدام للقوات العراقية



حرب عام 1967

ثالثاً: طبوغرافية[27] مسرح العمليات

يًقسم مسرح العمليات إلى اتجاهات رئيسية (الاتجاهات الإستراتيجية)، طبقاً للاتجاهات الجغرافية الأصلية وتفرعاتها، حيث تقوم القيادات الميدانية العليا، بالسيطرة على القوات، وإدارة أعمال قتالها، داخلها.

يتحدد في كل اتجاه رئيسي (إستراتيجي) عدة اتجاهات فرعية (عملياتية)، تنفذ، داخلها، قيادة القوات المقاتلة، مهامها، لتحقق مراحل محددة من الخطة، بما يمكِّن المخططين في القيادة الأعلى، من وضْع خطط التطوير، واستمرار القتال، لتحقيق أهداف الحرب.

قد تكون الاتجاهات (إستراتيجية أو عملياتية) متصلة حتى ليمِكن القوات العاملة فيها، التعاون فيما بينها. وقد تكون غير ذلك، فتعمل كل قوة في شبه استقلالية، وتؤثر نتيجة أعمالها النهائية (عند تحقيق أو عدم تحقيق مهامها)، في المهام النهائية للاتجاه الرئيسي، أو مسرح العمليات.

1. مسرح العمليات الإيراني

يتسع مسرح العمليات الإيراني، وتتنوع طبوغرافيته[28]، إذ يحتوي على جبال زاجروس، في الشمال الغربي وحتى الجنوب الغربي، وجبال ألبرز في الشمال، والساحل الشمالي على بحر قزوين، وفي الغرب على الخليج العربي وخليج عُمان، والهضبة الإيرانية في الوسط. كما يشترك في الحدود مع خمس دول، تراوح درجة استقرار العلاقات السياسية بها، بين تبادل المصالح والتوتر والنزاع. لذا، فهو مقسم، (من وجهة النظر العسكرية)، إلى أربعة اتجاهات إستراتيجية محددة، وواضحة المعالم، من حيث درجة التهديد الموجَّه إلى الدولة في كل اتجاه. وطبيعة الأرض هي التي تحدد سمات كل اتجاه إستراتيجي، ودرجة تعاونه مع غيره من الاتجاهات. (اُنظر خريطة مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية)).

أ. الاتجاه الإستراتيجي الشمالي

منطقة الحدود الإيرانية ـ الروسية. وهو اتجاه ذو احتمالات توسعية، من جانب الروس، الذين كان لهم أطماع في الأراضي الإيرانية، تزايدت خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين[29]. ونظراً إلى التفاوت الكبير في حجم وقدرات القوات بين البلدين، فإن إيران تَعُدّ هذا الاتجاه دفاعياً بحتاً باستغلال طبيعة أرضه الصعبة.

ب. الاتجاه الإستراتيجي الشرقي

منطقة الحدود الدولية، مع دولتَي أفغانستان (شمال شرق)، وباكستان (جنوب شرق). تختلف درجة استقرار هذا الاتجاه، باختلاف العلاقات بهاتين الدولتين. إلاّ أنه، في مُجمَله، اتجاه دفاعي، إذ لا توجد نيات لدى أي من الأطراف على جانبَي الحدود، في الاعتداء على الجانب الآخر، حتى الآن. وقد شهد هذا الاتجاه بعض التوتر، عندما كانت القوات السوفيتية تحتل أفغانستان، مساندة الانقلاب العسكري الشيوعي، الذي أطاح بالحكم الملكي .

ج. الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي

اتجاه إستراتيجي بحري، في مُجمَله، حيث خليج عُمان والخليج العربي. لذا، فهو يواجه دول الخليج العربية. ويمثّل هذا الاتجاه أطماعاً إيرانية توسعية[30]. ويعتبر هذا الاتجاه مسانداً للاتجاه الغربي، حيث تمر تجارة إيران والعراق وسفنهما إلى شط العرب، في رأس الخليج العربي، مما يجعله يتأثر بالتوترات مع العراق، الذي لا يوجد لديه إلاّ ساحل ضئيل في أقصى حدود الاتجاه[31].

تركز إيران قواتها البحرية في الاتجاه الجنوبي، لأهميته، بالنسبة إليها، سواء لحماية سواحلها الطويلة عليه، أو للتأثير في الآخرين المشاركين فيه، أو للتأثير في الأحداث، الإقليمية والعالمية، من خلال التأثير في الملاحة في هذا الخليج الحيوي.

د. الاتجاه الإستراتيجي الغربي

أكثر الاتجاهات الإستراتيجية توتراً، عبْر تاريخ المنطقة، للاختلافات العرقية للشعوب القاطنة فيه، سابقاً، والخلافات المذهبية، في العصر الحالي. يشمل هذا الاتجاه، في طرَفه الشمالي، الحدود مع تركيا، المنافس السابق لإيران في المنطقة، إبّان العصر العثماني، والدولة العلمانية، مذهبياً، في الوقت الحاضر. بينما باقي الاتجاه، هي الحدود مع العراق[32]، الذي تبادل وإيران السيطرة والسيادة في المنطقة، في العصور السابقة على العصر العثماني، وهو الدولة السُّنية المذهب، في الوقت الحالي. يصل هذا الاتجاه بين طهران، العاصمة الإيرانية، وبغداد، العاصمة العراقية، عبْر مجموعة من الطُرق والمحاور.

تحدَّد الأهداف، ذات التأثير في مجريات الأحداث، في العمليات الحربية، بأهميتها الإستراتيجية، سواء كانت تجمعات سكانية كثيفة[33]، أو منشآت اقتصادية مهمة. وهي في هذا المسرح منشآت نفطية، لافتقار المنطقة إلى الصناعات الكبيرة.

أهم الأهداف في هذا الاتجاه، على الجانب الإيراني، هي مدن مهران وقصر شيرين وكرمنشاه والأهواز وديزفول وخورمشهر وعبدان، عاصمة الإقليم. بينما تُعَدّ آبار النفط في الإقليم العربستاني (خوزستان)، هي أهم الأهداف الإستراتيجية الاقتصادية، المؤثرة.

2. مسرح العمليات العراقي

يتضمن مسرح العمليات العراقي[34] نوعيات مختلفة من الأراضي. ففي شماله، المنطقة الجبلية الكردية (جبال كردستان ونجير وسنجار). ويتوسطه الجزء الأكبر من مساحته، الأرض المنخفضة بين النهرين، وهي أراضٍ زراعية خصبة، ذات كثافة سكانية عالية. ويمتد غربه إلى بادية الشام الرملية، شبه الصحراوية. وفي جنوبه، شط العرب، حيث يصبّ ملتقى نهرَي دجلة والفرات، والساحل الضئيل على قمة الخليج العربي.

تشترك العراق في الحدود، مع خمس دول. ففي الشمال تركيا، وفي الغرب سورية والأردن، وفي الجنوب المملكة العربية السعودية والكويت، بينما في الشرق إيران. وكلها حدود متوترة، تتأثر درجة توترها بالأحداث الجارية، والممارسات، السياسية والعسكرية، على كلا جانبَي الحدود.

تنقسم الحدود العراقية إلى أربعة اتجاهات إستراتيجية رئيسية:

أ. الاتجاه الإستراتيجي الشمالي

منطقة الحدود العراقية ـ التركية. وهو اتجاه متوتر جداً، منذ تقسيم المنطقة الكردية بين دول الجوار الجغرافي. تارة، تقع اشتباكات بين أكراد العراق وجيشه، أو بين الأحزاب الكردية العراقية نفسها. وتارة أخرى، تكون الاشتباكات بين القوات التركية وأكراد تركيا، الذين يعبُرون الحدود العراقية، هرباً من مطاردة الجيش التركي لهم، التي قد يتم جزء منها داخل الحدود العراقية، مما يخلق توتراً آخر بين العراق وتركيا. لذا، يحتفظ العراق بصفة دائمة بحجم كبير من القوات على هذا الاتجاه، الذي يتميز بطبيعة جبلية وعرة، ومناخ غير مستقر.

ب. الاتجاه الإستراتيجي الغربي

منطقة الحدود السورية والأردنية مع العراق. وقد ازداد التوتر في هذا الاتجاه، منذ وصول الجناحين المتنازعين على الزعامة في حزب البعث إلى سدة الحكم، في كل من العراق وسورية. كما كان التوتر قد ازداد، لفترة، في هذا الاتجاه، بعد الانقلاب الذي أطاح بالملك فيصل الثاني، الهاشمي، في العراق، إذ ينتسب وحكام المملكة الأردنية الهاشمية، إلى فرع واحد من الأسرة الهاشمية[35]. وهو يُعَدّ اتجاهاً متوازناً، على الرغم من الاختلافات بين حكام العراق ونظامَي الحكم على الجانب الآخر من الحدود[36].

ج. الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي

منطقة حدود مع كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وهما دولتان عربيتان تجمعهما مع شعب العراق روابط كثيرة. لذا، بقي هذا الاتجاه متنفساً للنفط العراقي، الذي يمر في أراضي المملكة العربية السعودية، في خطوط أنابيب، لتصديره من الموانئ السعودية على البحر الأحمر. وقـد دعمت الدولتان، في إطار جامعة الدول العربية، العراق في أزماته المختلفة، بما فيها الحرب مع إيران، التي قدَّمت فيها المملكة العربية السعودية، وحدها، 16 ملياراً من الدولارات، كقروض، فضلاً عن الهبات المالية. ومن جهة أخرى، فإن العراق، منذ تحديد بريطانيا لحدوده، في بداية القرن العشرين، خلال فترة الانتداب، وهو يحاول توسيع ساحله على الخليج العربي، على حساب الكويت. وقد وصل الأمر إلى مطالبة الحكام العراقيين، ملوكاً أو رؤساء جمهوريات، بدولة الكويت كلها، كأرضٍ عراقية[37].

د. الاتجاه الإستراتيجي الشرقي

المنطقة الحدودية مع جمهورية إيران الإسلامية، وهو عينه الاتجاه الإستراتيجي الغربي لإيران، بكل توتراته التاريخية، ومتاعبه المذهبية، التي يجسدها الصراع بين الدولتين، في العصر الحديث، على الزعامة الإقليمية، في منطقة الخليج العربي.

يصل هذا الاتجاه، من الجانب العراقي، بين بغداد، العاصمة العراقية، وطهران، العاصمة الإيرانية، في شبكة من الطرُق والمحاور، بعضها تاريخي قديم (كانت تسمى طريق الحرير، نسبة إلى تجاره الحرير، بين الصين القديمة وإمارة البندقية الأوروبية)، والبعض الآخر، اقتضته حركة النقل والتجارة الحديثة، بين الدولتين وما وراءهما.

يضاف إلى هذا الاتجاه، في هذه الحرب، الجزء البحري العراقي، في شط العرب وما جاوره من سواحل عراقية محدودة.

أهم الأهداف في هذا الاتجاه، التجمعات السكانية، في مدن البصرة والقرنة والعمارة والكوفة ومندلي وخانقين، والعاصمة بغداد، لقربها من الحدود ـ على عكس طهران العاصمة الإيرانية، التي تبعد 500 كم عن الحدود الدولية، فتخرج من حساب الاتجاه الإستراتيجي ـ والنجف وكربلاء[38].

3. الاتجاهات العملياتية (اُنظر خريطة مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية))

يعبّر الاتجاهان الإستراتيجيان، الشرقي العراقي، والغربي الإيراني، عن كل اتساع مسرح حرب الخليج الأولى وعمقه (الحرب العراقية ـ الإيرانية)، ويمكِن أن يطلَق عليه اسم جبهة القتال. ويمكِن تقسيمه إلى اتجاهات عملياتية متطابقة، من كلا الجانبين (يعبَّر عنها، أحياناً، بالقطاعات):

أ. الاتجاه العملياتي (القطاع) الشمالي

يمتد من الحدود العراقية ـ الإيرانية ـ التركية، في أقصى الشمال، وحتى قصر شيرين (بدرة العراقية). وهو امتداد طبيعى للمنطقة الجبلية الكردية، في الجانبين. ولا تصلح أرضه الوعرة لأعمال قتال قوات كبيرة الحجم (قتال رئيسي)، وتأثير أعمال القتال فيه محدود، إذ المدن والأهداف المهمة بعيدة عن خط الجبهة.

(1) أهم المدن في هذا الاتجاه مهاباد وسقّز، على الجانب الإيراني، وجوارتا والسليمانية وحليحة، على الجانب العراقي.

(2) أهم الطرُق الطولية، هي المارة بمهاباد إلى أربيل فالموصل، ومن سنانداج إلى السليمانية فكركوك.

(3) أهم الطرُق العرضية، هي امتداد طريق البصرة ـ بغداد ـ بعقوبة، إلى كركوك، أو إلى خانقين فالسليمانية.

وجهة النظر العسكرية، ترى أن هذا القطاع غير صالح لإدارة أعمال قتال رئيسية، لوعورة أرضه ذات سلاسل الجبال المتصلة (جبال كردستان).

ب. الاتجاه العملياتي (القطاع) الأوسط

تختلف طبيعة الأرض في القطاع الإيراني عنها في القطاع العراقي المقابل، من قصر شيرين إلى دهلران. فالجانب الإيراني جزء من المنطقة الجبلية، الحافة الغربية لها. بينما الجانب العراقي، هو بداية الأرض المنبسطة. سطح الأرض متماسك، بشكل عام، وعرة، حادّة الميول في الجانب الإيراني، ذات تفاوت في الظواهر الجوية، حارّة.

(1) أهم المدن في هذا القطاع كرمنشاه وقصر شيرين ومهران وشاه أباد، على الجانب الإيراني. وكربلاء والنجف والكوفة وبغداد وبعقوبة وخانقين، على الجانب العراقي.

(2) أهم الطرق الطولية: طريق إيلام ـ مهران، إيلام ـ بعقوبة، كرمنشاه ـ خانقين ـ بعقوبة ـ بغداد.

(3) أهم الطرق العرضية: امتداد طريق البصرة ـ العمارة ـ الكوفة ـ بغداد ـ بعقوبة ـ خانقين. وهو طريق رئيسي للمناورة العرضية، داخل العراق. وامتداد طريق الأهواز ـ ديزفول ـ شاه أباد ـ كرمنشاه، شرق السلسلة الجبلية على الحدود مع العراق، في الجانب الإيراني.

وجهة النظر العسكرية، ترى أن هذا القطاع أصلح المناطق لإدارة أعمال القتال الرئيسية، مع حسبان المحور من إيلام ـ شاه أباد ـ قصر شيرين ـ خانقين، اتجاه العمليات الرئيسي، داخل القطاع، حيث تسيطر مجموعة الهيئات الجبلية والمضايق (مضيق كموجر، مضيق سربيل) على محاور الاقتراب، من كلا الجانبين مكونة خطاً دفاعياً جيداً من الجانب الإيراني.

ج. الاتجاه العملياتي (القطاع) الجنوبي

يمتد من دهلران إلى خورمشهر، على الخليج العربي. وهو وادٍ متسع، تجري فيه مياه الأنهار، القادمة من جبال زاجروس الإيرانية (نهر كارون)، لتصبّ في شط العرب. وأرضه رملية، هشة، تتحول إلى مناطق موحلة، عند سقوط الأمطار، ويكثر فيها المستنقعات والمجاري المائية، من مصارف وترع، عليها العديد من المنشآت المهمة للتحرك، من جسور وأهوسة، تربط شبكة الطرق المارة بها، التي يصعب التحرك خارجها. كما يكثر فيها المناطق المبنية والمزروعة.

(1) أهم المدن في هذا القطاع الأهواز (مركز الجانب الإيراني)، وديزفول وخورمشهر وعبدان (ميناءان)، وسوزنجرد، وهي على الجانب الإيراني. والبصرة (مركز الجانب العراقي) والقرنة والعمارة والناصرية، على الجانب العراقي، إضافة إلى ميناءَي أمّ القصر وبكر، والفاو على طرف اللسان المواجِه لميناء عبدان الإيراني.

(2) أهم الطرق الطولية: طريق الأهواز ـ خورمشهر ـ البصرة وهو طريق اقتراب مباشر، من الشرق إلى الغرب، وطريق ديزفول ـ العمارة.

(3) أهم الطرق العرضية: طريق البصرة ـ العمارة، وامتداده إلى بغداد، كأهم طرق المناورة، في الجانب العراقي. وطريق خورمشهر ـ الأهواز ـ ديزفول، على الجانب الإيراني.

وجهة النظر العسكرية، ترى أن هذا القطاع مهم، دفاعياً، لاستناده إلى موانع طبيعية صعبة (المستنقعات والأنهار والمجاري المائية). ولا يصلح لإدارة أعمال قتال، لفترات طويلة. ويزيد من صعوبة العمل العسكري انتشار المناطق المزروعة، خاصة غابات النخيل في شط العرب، ومناطق التجمعات السكنية.


 



[1] الإستراتيجية اسم مركب، مشتق من اليونانية، إذ تعني كلمة Stratêgos فن القيادة Atr of General Ship، بينما Stratos تعني الجيش، وagein تعني قيادة أو إدارة. والكلمة المنبثقة منها هي Strategie ، وتعني فن قيادة الجيش. ويقصد بهذا المصطلح استخدام القوة المسلحة للدولة، لتحقيق أهدافها.

[2] جيوبوليتيك كلمة مشتقة من اسمين: GEO، وتعني الأرض، POLETIC ، وتعنى السياسة. وتركيبها يعني سياسة الأرض. وهي علم مشتق من الجغرافيا العامة والجغرافيا السياسية، ابتكره العلماء الجغرافيون الألمان، أثناء بحثهم، علمياً، أسباب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وكيفية التحلل من شروط معاهدة الاستسلام (فرساي)، وإعادة دولتهم إلى مصافّ الدول العظمى.

[3] يُعَدّ النفط ذا أهمية بالغة، منذ اكتشافه في نهاية القرن الماضي وحتى الآن. فهو المصدر الحيوي للطاقة، الذي فاق الفحم، وأصبح يمثل 45% من استهلاك الطاقة في العالم. بينما تراجع الفحم إلى 30%، والغاز الطبيعي (مصادره الرئيسية في منطقة الخليج العربي) إلى 19%، وهما (النفط والغاز الطبيعي) أقلّ نفقة من كافة أنواع الطاقة.

[4] تقترب من خمسين مليون نسخة.

[5] أربع منها إسلامية، هي العراق وسورية (العربيتان)، وتركيا وإيران، والخامسة الاتحاد السوفيتي السابق، ووريثته روسيا القيصرية.

[6] استمر هذا الوضع حتى بداية العقد الأخير من القرن العشرين، حين ضعف تأثيره، بانهيار الاتحاد السوفيتي، وتفكك الكتلة الشيوعية.

[7] كانت إيران الشاهنشاهيه في جانب المعسكر الغربي. بينما كان العراق من الدول المتعاونة مع المعسكر الشرقي، وكلٌّ منهما كان يسعى إلى زعامة المنطقة، سياسياً.

[8] ورد في القرآن الكريم ثلاث آيات، تصف تلك المنطقة بالأرض التي باركها الله (سورة الأنبياء، الآيتان 71 و81، سورة الإسراء، الآية الأولى).

[9] أعلنت الثورة الإسلامية الإيرانية، عقب إسقاط حكم الشاه الأخير، أن إيران دولة مواجَهة ضد إسرائيل.

[10] فطنت ألمانيا لذلك، فاعترفت بهذا التقسيم، عام 1911، وأخذ صفته الدولية.

[11] ميثاق سعد أباد (1937) بين تركيا والعراق وإيران وأفغانستان وإنجلترا. حلف بغداد (1955) بين تركيا والعراق وإيران وباكستان والمملكة المتحدة، وتغير اسمه إلى الحلف المركزي، بعد أن انسحب منه العراق، عام 1958، على أثر نشوب الثورة فيه. وقد اشتركت الولايات المتحدة الأمريكية في الحلف المركزي، في اللجنتَين، الاقتصادية والشؤون العسكرية، من دون أن تنضم إليه.

[12] مسرح العمليات، يشتمل على مساحة من الأرض والساحل والبحر (إن وجد). يجرى حشد القوات وتجهيزها للقتال، واتخاذها الأوضاع، التي تبدأ منها الأعمال القتالية، لتنفيذ مهام العملية الحربية. وعندما تتسع مساحة الأرض والبحر، التي تنفذ فيها العمليات الحربية، بوساطة عدة تجمعات عسكرية ذات حجم كبير (فيالق أو جيوش أو مجموعات جيوش)، فإن المسرح، في هذه الحالة، يسمى مسرح الحرب (مشتملاً على عدة مسارح عمليات، متصلة أو منفصلة). ففي حالة الحرب العالمية الثانية، مثلاً، هناك عدة مسارح عمليات، في شمالي أفريقية وشرقي أوروبا وغربيها والشرق الأقصى، تكوّن معاً مسرح الحرب العالمية الثانية.

[13] لم تُعرف باسم حرب الخليج الأولى، إلا بعد غزو العراق الكويت، ثم تحريرها منه (1990 ـ 1991). ولكون العراق طرفاً في الحربَين، وفي المنطقة عينها ـ مع تغيير اتجاهات القتال ـ فقد سميت الحرب العراقية ـ الإيرانية بحرب الخليج الأولى، وسميت العمليات الحربية لغزو ثم تحرير الكويت، بحرب الخليج الثانية.

[14] اشتركت قوات إيرانية غير نظامية في الحرب، وكانت تسمى الحرس الثوري الإسلامي.

[15] تأثر عمق الأعمال القتالية بتغير دفة الحرب في مصلحة كل طرف، في مراحل متعددة، استغلها كلٌّ منهما في أعمال هجومية، داخل العمق العملياتي للخصم.

[16] سميت حرب المدن.

[17] عرفت باسم حرب الناقلات.

[18] شملت المياه الإقليمية لدولة الكويت والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية (في البحر الأحمر). كما شملت المجال الجوي للمملكة العربية السعودية، في حادثة منفردة.

[19] بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه، في بداية العقد الأخير من هذا القرن، قسمت الحدود مع إيران إلى ثلاث جمهوريات، هي تركمانستان وأذربيجان وأرمينيا، التي استقلت عنه، مع مجموعة جمهوريات آسيا الوسطى ـ ومعظمها ذات أغلبية إسلامية (تشمل، كذلك، جمهوريات أوزبكستان وطاجيكستان وقيرقيزستان وكازاخستان) تعتنق المذهب الشيعي، وتتحدث الفارسية والتركية، وأصولها العِرقية من القبائل التركمانية القوقازية (تتار).

[20] شرق جرينتش، وشمال خط الاستواء. ويعني ذلك 22 درجة طولاً، مداها الزمني 88 دقيقة من الشرق إلى الغرب، 18 درجة عرض، يجعلها تقع على حدود الأقاليم المناخية الصحراوية وشبه الصحراوية (السهوب) والقارية الممطرة

[21] إضافة إلى الزراعة، فهي، كذلك، منطقة صناعات آلية وكيماوية، ومصادر طاقة، وصناعات غذائية، ونسيج، ومراكز سياحة وآثار، ودواوين الإدارة الحكومية، وصناعات نفطية. وكانت مقراً للحضارة القديمة.

[22] أثناء حرب الشام الثانية، بين الجيش المصرى، بقيادة إبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا، والي مصر، وبين الجيش العثمانى (عام 1839)، التقى الجيشان بالقرب من مدينة نصيبين، على الحدود التركية ـ السورية، حالياً، حيث دارت معركة بينهما، سميت معركة نصيبين، وأحياناً، معركة نزيب، نسبة إلى القرية الأقرب للمَوقع. وفيها استطاع إبراهيم باشا مباغتة الترك، من الخلف، في مناورة بارعة، وأنزل بهم هزيمة فادحة، تعدت 4 آلاف قتيل وجريح، و12 ألف أسير وكثيراً من العتاد والأموال (6 ملايين فرنك)، على الرغم من القيادات الألمانية، التي دربت الجيش التركي وقادته، وعلى رأسها فون مولتكه الشهير، الذي تولى منصب رئيس الأركان العليا للقوات المسلحة الألمانية، بعد ذلك.

[23] مدينة تركية في جنوبي تركيا، على نهر يحمل الاسم نفسه.

[24] يقع المحور الأوسط جنوب المحور الشمالي، بمسافة 240 كم.

[25] يقع المحور الجنوبي جنوب المحور الأوسط، بمسافة 400 كم.

[26] رسم تلك الحدود البريطانيون، في العشرينيات. فنالت الكويت شريطاً ساحلياً يقدّر بأربعة أمثال طول الشريط الساحلي العراقي. وكانت جزيرتا وربة وبوبيان، الكويتيتان، تسدان الطريق إلى الخليج من ميناء أم القصر العراقي، مما جعل نُظُم الحكم العراقية المتعاقبة، تطالب بضمان لمنفذ أكثر أمناً.

[27] كلمة طبوغرافيا، تعني دراسة شكل سطح الأرض (التضاريس) من وجهة نظر عسكرية، وتحديد تأثيرها في الأعمال الحربية، من تحركات وقتال وإسناد إداري (لوجستيك) .

[28] تقدَّر مساحة إيران بحوالي مليون وستمائة وثمانية وأربعون ألفاً من الكيلومترات المربعة، أي ثلاثة أضعاف مساحة العراق تقريباً.

[29] هي أطماع قديمة، متجددة دائماً، إذ يبحث الروس عن طريق موصل إلى المياه الدافئة.

[30] شهد هذا الاتجاه، من قبْل، عمليات برمائية، لاحتلال إيران لجزُر عربية في الخليج (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) ولا تزال تحتلها حتى الآن.

[31] لا يتعدى الساحل العراقي، عند شط العرب، 50 كم.

[32] طول الحدود العراقية ـ الإيرانية ـ وهي، كذلك، اتساع جبهة القتال بينهما ـ 1392 كم.

[33] كثافة السكان في إيران 48 نسمة في كل كم2 واحد، أي ضعف المعدل العالمي تقريباً (25 نسمة/ كم2) وهي تعادل 0.4 من كثافة العراق السكانية، بالنسبة إلى مساحة كل دولة.

[34] مساحة العراق 128 434 ألف كم2.

[35] مؤسسا الدولتين ـ بالاتفاق مع الإنجليز ـ الشقيقان الهاشميان، الملك فيصل والملك عبدالله، ابنا الشريف حسين، أمير الحجاز السابق.

[36] ساند العراق الجمهورية السورية في حربَي 1967 و1973، ضد إسرائيل. وهناك تعاون، تجاري واقتصادي، ضخم، بين العراق، الذي يستخدم ميناء العقبة الأردني في استقبال وارداته ويصدر الحصة الرئيسية من حاجة الأردن إلى النفط.

[37] هو الادعاء نفسه، الذي ادعاه صدام حسين ومبرراته لغزو الكويت 1990 (حرب الخليج الثانية).

[38] يضم هذا الاتجاه كل المناطق المقدسة عند الشيعة، في النجف وكربلاء والكوفة وبغداد (العتبات المقدسة).