إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب الإيرانية ـ العراقية، من وجهة النظر العربية





مناطق النفوذ في العالم
موقع الجزر الثلاث
منطقة جزر مجنون
إصابة الفرقاطة الأمريكية STARK
مسارح الصراع البرية والبحرية
معركة الخفاجية الأولى
معركة تحرير الفاو
معركة سربيل زهاب
الهجوم الإيراني في اتجاه عبدان
الإغارة الثالثة على دهلران
التشابه بين مضيقي تيران وهرمز
العملية رمضان
العملية فجر ـ 8
العملية فجر ـ 9
الغارة الإسرائيلية الثانية
القواعد البحرية الإيرانية في الخليج
اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916
حادث إسقاط الطائرة الإيرانية
حدود المياه الإقليمية الإيرانية
حرب الناقلات

مناطق إنتاج النفط
أوضاع القوات العراقية والإيرانية
مسلسل العمليات كربلاء (1 – 9)
مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية)
مسرح العمليات (التضاريس)
مسرح العمليات والدول المجاورة
الموقع الجغرافي للعراق وإيران
المنطقة الكردية
الهجمات الثانوية للعملية بدر
الهجوم المضاد الإيراني العام
الأفكار البديلة للعملية خيبر
التواجد الأجنبي في الخليج
التجمع القتالي لقوات الطرفين
العملية مسلم بن عقيل
العملية بدر
العملية فجر النصر
القواعد والتسهيلات الأمريكية
القواعد والتسهيلات السوفيتية
بدء الهجوم العراقي
تضاريس المنطقة الإيرانية
تضاريس العراق
تقسيم إيران
سلسلة العمليات فجر
طرق المواصلات بالشرق الأوسط
فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية
فكرة الاستخدام للقوات العراقية



حرب عام 1967

المبحث العاشر

القوات المتضادة والعوامل المؤثرة في قوات الدولتين

أولاً: القوات المتضادّة (المهام والحجم والأوضاع الابتدائية، وفكرة الاستخدام الإستراتيجية)

1. القوات المسلحة العراقية

أ. المهمة

لتحقيق الهدف السياسي ـ العسكري للحرب، من خلال تحقيق الهدف الإستراتيجي للعملية الهجومية، كانت مهمة القوات المسلحة العراقية، المحددة لها من قِبل القيادة العلياً:

"توجيه ضربة إستراتيجية رئيسية، ضد القوات المسلحة الإيرانية، في الاتجاه الإستراتيجي الشرقي (في منطقة الحدود المشتركة) وهزيمتها، والاستيلاء على خط عبدان ـ الأهواز، شرق نهر قارون، كمهمة مباشرة، خلال 5/6 يوم قتال (بنهاية يوم 5/6 عمليات). تطور هجومها، وتستكمل هزيمة القوات المسلحة الإيرانية وتدميرها، في العمق، وتستولي على كل إقليم عربستان (خوزستان) كمهمة نهائية لها، بنهاية اليوم العاشر للعمليات. تركز القوات العراقية المهاجِمة مجهودها الرئيسي في الاتجاه العملياتي الجنوبي، مع اتخاذ الدفاع على الحدود مع كلٍّ من سورية وتركيا، وضمان استمرار السيطرة الكاملة على الموقف، في المنطقة الكردية، شمالي العراق".

ب. الحجم العام للقوات المسلحة العراقية، عند بدء القتال (اُنظر جدول القوات الرئيسية للطرفَين قبل بدء الحرب 1979)

كانت القوة المقاتلة للقوات المسلحة العراقية، عام 1979، قبل بدء الحرب مع إيران مباشرة، تتكون من القوات التالية:

(1) القوات البرية

(أ) 11 فرقة (منها 7 فِرق مشاة آلية، و4 فِرق مدرعة) بإمكانات 33 لواء مشاة آلياَ ومدرعاً.

(ب) 3 ألوية قوات خاصة.

(ج) يوفر هذا الحجم للعراق الإمكانات التالية:

·   1740دبابة قتال، متوسطة، سوفيتية الصنع، من أنواع T72, T62, T54.

·   3260 عربة نقل جند / قتال مدرعة، للمشاة وعناصر الاستطلاع، من أنواع BMP، BTR، BRDM، السوفيتية الصنع.

·   1176 قطعة مدفعية، متنوعة العيارات.

(2) القوات الجوية

(أ) 367 طائرة مقاتلة، ومقاتلة/ قاذفة، من أنواع Mirage F-1 الفرنسية، Mig-23،Mig-21،Sukhoi-7،TU-22، السوفيتية.

(ب) 189 طائرة عمودية، من أنواع Mi8, Mi6, Mi4، السوفيتية، وAloutte III،Gazelle ، الفرنسيين، وsuper Frelon الأمريكية.

(ج) تستخدم الطائرات العراقية، المقاتلة والمقاتلة القاذفة والعمودية، أنواعاً متعددة من الصواريخ المتطورة، والطائرات مجهزة برادارات متقدمة.

(د) طوّر العراق عدداً من طائرات النقل السوفيتية، من نوع إليوشن، للعمل كطائرات استطلاع وإنذار.

(هـ) طوّر العراق عدداً من الطائرات السوفيتية المقاتلة، من نوع Mig-23، ليمكنها تزود الوقود، جواً، لإطالة مدى/ زمن طيرانها.

(و) عدّل العراق بعض أنواع الصواريخ السوفيتية (X-29L جو/ أرض) ليمكن الطائرات الفرنسية، الميراج، استخدامها، مع زيادة المدى 50% والاحتفاظ بقدرته التدميرية.

(ز) طوّر العراق القنابل التقليدية، لتعمل بالتوجيه التليفزيوني، كما أنتج قنابل جو/ أرض، موجَّهة بالأشعة تحت الحمراء، زنة 125كجم. وعدّل كل أنواع القنابل لتعمل من أي قاذفة مقاتلة لديه.

(ح) أنتج العراق قنابل عنقودية للضرب المساحي، ضد الأفراد والمدرعات معاً.

(3) قوات الدفاع الجوي

كان لدى العراق 50 بطارية صواريخ أرض/ جو من أنواع Sam-7, Sam-6, Sam-3, Sam-2، السوفيتية، وCrotale الفرنسية.

(4) القوات البحرية

امتلك العراق 66 قطعة بحرية، من أنواع شتى، وكلها من القطع الصغيرة الحجم، والسريعة، مثل لنشات الصواريخ، ولنشات الطوربيد، وكاسحات الألغام، والسفن المضادّة للغواصات، ولنشات المرور الساحلية.

ج. فكرة الاستخدام الإستراتيجي للقوات المسلحة العراقية (اُنظر خريطة التجمع القتالي لقوات الطرفين)

لتنفيذ المهمة الإستراتيجية للعملية الهجومية، قُسِّم الاتجاه الإستراتيجي الشرقي (جبهة القتال مع إيران) إلى ثلاث مناطق عسكرية، تتولى قياداتها العسكرية العملياتية إدارة أعمال القتال على الاتجاهات العملياتية الثلاثة، داخل الاتجاه الإستراتيجي. حُشدت القوات الملائمة، حجماً ونوعاً من التشكيلات البرية وأسلحة الدعم، للنهوض بأعمال القتال المطلوبة على كل محور، لتنفيذ المهمة، كالآتي: (اُنظر خريطة مسرح العمليات (التضاريس))

(1) المنطقة العسكرية الشمالية

(أ) قيادة المنطقة في كركوك.

(ب) التجميع القتالي للمنطقة مكون من 5 فِرق (فِرقة مدرعة، فِرقة مشاة آلية، فِرقتا مشاة، فِرقة مشاة جبلية)[1].

(ج) تعمل القوات التابعة للمنطقة العسكرية الشمالية، على الاتجاه العملياتي الشمالي (الجبلي)، من الحدود الشمالية وحتى قصر شيرين.

(2) المنطقة العسكرية الوسطى

(أ) قيادة المنطقة في بغداد (العاصمة العراقية).

(ب) التجميع القتالي للمنطقة، مكون من 3 فِرق (فِرقتان مدرعتان، وفِرقه مشاة)، إضافة إلى لواء حرس جمهوري.

(ج) تعمل القوات التابعة للمنطقة العسكرية الوسطى، على الاتجاه العملياتي الأوسط، من قصر شيرين، شمالاً، وحتى دهلران، جنوباً.

(3) المنطقة العسكرية الجنوبية

(أ) قيادة المنطقة في الناصرية.

(ب) التجميع القتالي للقوات في المنطقة، مكون من 3 فِرق (فِرقتا مشاة آليتان، فِرقة مدرعة).

(ج) تعمل القوات التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية، على الاتجاه العملياتي الجنوبي، من دهلران إلى خورمشهر.

(4) يحقق هذا التمركز الآتي:

(أ) تنفيذ العملية الهجومية في الاتجاه الإستراتيجي الشرقي.

(ب) تأمين الحدود مع سورية، مع إمكان التحول، بسهولة، نحو الحدود السورية، في حالة تصاعد الخلافات معها.

(ج) ضمان استمرار السيطرة على الموقف، في المنطقة الكردية، في الشمال.

(د) تأمين نظام الحكم وحمايته.

د. خطة العملية الهجومية العراقية (اُنظر خريطة فكرة الاستخدام للقوات العراقية)

(1) تهاجم القوات العراقية، موجِّهة ضربة رئيسية، بالتجميع الرئيسي للقوات، في اتجاه إقليم عربستان والمنشآت النفطية فيه، للوصول إلى خط شرق نهر قارون (كارون)، كمهمة مباشرة، والاستيلاء على مدن: المحمرة (خورمشهر) وعبدان والأهواز وديزفول. وتستغل النجاح فتطور أعمالها القتالية، للاستيلاء على كل إقليم عربستان، كمهمة نهائية، لفرض الإرادة على إيران، ومساومتها لقبول المطالب العراقية.

(2) لتنفيذ تلك الخطة، توجِّه القوات العراقية ضربة، جوية وصاروخية، ضد الأهداف، المهمة والحيوية، غربي إيران. وتحت ستر نيران المدفعية الكثيفة، توجِّه ضرْبتها الرئيسية على الجانب الأيمن (المحور الجنوبي)، وضربة أخرى (ثانوية) في اتجاه الأهواز، مع تثبيت باقي القوات الإيرانية في ديزفول.

(3) تطور الهجوم، بدفع قوات جديدة. وبالتعاون مع سائر القوات المهاجِمة، تتقدم شرقاً وشمال شرق، على محورَي الأهواز وديزفول، لاستكمال الاستيلاء على مناطق إنتاج النفط وسائر إقليم عربستان، على امتداد 380 كم تقريباً، وعمق 50 ـ 90 كم.

(4) تشكيل القتال للعملية في نسق واحد، واحتياطي أسلحة مشتركة، كالآتي:

(أ) النسق الأول الإستراتيجي

5 فِرق (3 فرق مشاه، فرقتان مدرعتان)، إضافة إلى لواء مشاة آلي ولواء قوات خاصة، كما يلي:

·   الضربة الرئيسية (على المحور الجنوبي): فِرقتا مشاة، وفرقة مدرعة، ولواء قوات خاصة.

·   الضربة الأخرى (على المحور الأوسط): فِرقة مدرعة (الضربة الثانوية).

·   قوات التثبيت (على المحور الشمالي)[2]: فِرقة مشاة، فِرقة مدرعة، لواء مشاة آلي.

(ب) الاحتياطي الإستراتيجي للعملية

فِرقة مدرعة، وفِرقة مشاة آلية، ولواء قوات خاصة.

(ج) قوات تأمين الحدود الغربية مع سورية[3]

تؤمَّن منطقة الحدود مع سورية بوساطة قوات الأمن الداخلي.

2. القوات المسلحة الإيرانية

أ. المهمة

تحددت مهمة القوات المسلحة الإيرانية، في إطار المعطيات المؤثرة في قدراتها وإمكاناتها العسكرية والتنظيمات شبه العسكرية، المشاركة في القتال، لتكون:

"تقوم القوات المسلحة، والحرس الثوري الإسلامي لجمهورية إيران الإسلامية، بصدّ النسق الإستراتيجي الأول للقوات العراقية المهاجِمة، والتمسك بالأوضاع الدفاعية، على الحدود مع العراق، ومنع القوات المهاجمة من الاختراق، شرقاً. وبنجاح عملية الصد، تبادر القوات المسلحة الإيرانية إلى هجوم إستراتيجي مضادّ، بالتعاون مع الضربات الجوية، لاستنزاف وتدمير القوات، التي تمكنت من الاختراق المحدود، ومنع الاحتياطي الإستراتيجي العراقي من التدخل وإرهاقه، واستعادة الأوضاع على الحدود الدولية السياسية وتأمينها".

ب. الحجم العام للقوات المسلحة الإيرانية، عند بدء القتال (اُنظر جدول القوات الرئيسية للطرفَين قبل بدء الحرب 1979)

القوة المقاتلة للقوات الإيرانية (القوات المسلحة فقط)، عام 1979، قبْل الهجوم العراقي مباشرة. كانت تتكون من:

(1) القوات البرية

(أ) 10 فِرق (5 فِرق مشاة، 4 فِرق مدرعة، فرقة فرسان جو)، بإمكانات حوالي 30 لواء مشاة ومدرع وفرسان جو.

(ب) 3 ألوية قوات خاصة (لواءان مظليان، ولواء صاعقة).

(ج) يوفر هذا الحجم لإيران الإمكانات التالية:

·   1675 دبابة قتال متوسطة، من أنواع مختلفة (800 دبابة Chieftain إنجليزية، 400 دبابةM-48, M-47 أمريكية، 460 دبابةM-60A1 أمريكية، 15 دبابة استطلاع خفيفة Scorpion إنجليزية).

·   1080 عربة نقل جند مدرعة للمشاة، من أنواع مختلفة.

·   1348 قطعة مدفعية متنوعة العيارات.

(2) القوات الجوية

(أ) 332 طائرة مقاتلة / قاذفة، من أنواع مختلفة، أمريكية الصنع (152 من نوع F-4D/E، 102 من نوع F-5 E/F، 78 من نوع F-14).

(ب) 610 طائرات عمودية، معظمها أمريكية (10 من نوع Hughes-300C، 360 من نوع Bell، 22 من نوع Chinook، 16 من نوع Super Frelon، 202 من نوع Cobra).

(ج) 94 طائرة نقْل، معظمها أمريكية الصنع.

(د) معظم الطائرات كانت تفتقد أعمال الصيانة الجيدة والإصلاح التقني الدقيق. إلاّ أنها لم تكن في الحالة السيئة جداً، التي أوضحتها التقارير والتقديرات الأمريكية، والتي رأت أن نسبة التعطل، تبلغ 90 %؛ مما يجعل القوات الجوية الإيرانية، في حالة صحة ودقة الأرقام الأمريكية، غير قادرة على تنفيذ أي مهام قتالية، خاصة مع الافتقار إلى الذخائر بالكم الملائم للعمليات المنتظرة.

(3) قوات الدفاع الجوي

كان لدى إيران 13 بطارية صواريخ (4 بطاريات من نوع Hawk أمريكية الصنع، 9 بطاريات من نوع Crotale فرنسية الصنع). إضافة إلى 1430 قطعة مدفعية مضادّة للطائرات (تشمل رشاشات ثقيلة ومدافع خفيفة ومتوسطة العيار). تنتظم تلك العناصر من الدفاع الجوى في أربع شبكات فرعية، للسيطرة وإدارة النيران والإنذار، يقودها مركز عمليات للدفاع الجوي، في طهران، العاصمة الإيرانية.

(4) القوات البحرية

امتلكت إيران 48 قطعة بحرية، متنوعة الأحجام والمهام (3 مدمرات، 4 طرادات، 4 فرقاطات، قناص[4]، 6كاسحات ألغام، حاملة وقود للإمداد). وعلى الرغم من أنها أقلّ عدداً من القطع البحرية العراقية، إلاّ أنها أكثر قوة، لاعتمادها على القطع الكبيرة الحجم والمتوسطة، ذات التسليح القوي. وهى، كذلك، تفتقر إلى القطع السريعة والصغيرة الحجم، التي تميزت بها البحرية العراقية (لنشات الصواريخ ولنشات الطوربيد)[5].

ج. فكرة الاستخدام الإستراتيجي للقوات المسلحة الإيرانية (اُنظر خريطة فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية)

في إطار المهمة الإستراتيجية للعملية الدفاعية، اتخذت القوات المسلحة الإيرانية أوضاعها الإستراتيجية، مع تصاعد التوتر على الحدود مع العراق، بغرض تأمين حدود الدولة ضد الأخطار الخارجية، مع تركيز الجهود الدفاعية في الجبهة الغربية مع العراق. ولتنفيذ المهمة المكلفة بها، قسِّمَت القوات البرية الإيرانية إلى قسمَين رئيسيَّين:

(1) قوات تأمين الحدود

(أ) لتأمين الحدود مع الاتحاد السوفيتي في الشمال، خصصت فِرقة مشاة وأخرى مدرعة.

(ب) لتأمين الحدود مع أفغانستان، في الشمال الشرقي، خصصت فِرقة فرسان الجو (عدا لواءَين)، ولواء قوات خاصة.

(ج) لتأمين الحدود مع باكستان، في الشمال الغربي، خصصت فِرقة مدرعة.

(2) الأعمال الدفاعية الرئيسية في مواجَهة العراق (اُنظر خريطة فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية)

خُصِصت أربع فِرق ولواءا فرسان جو (على أساس أن الجبهة الغربية، هي منطقة تركيز الجهود الرئيسية). وقُسِمت كالآتي:

(أ) القطاع الشمالي

يدافع عنه فِرقتا مشاة آليتان، لوعورة تضاريسه (منطقة كردستان الجبلية).

(ب) القطاع الأوسط

يدافع عنه فِرقة مشاة مدعمة بلواء فرسان جو، وهو من الجانب الإيراني أكثر وعورة منه في الجانب العراقي (منطقة كرمان شاه).

(ج) القطاع الجنوبي

يدافع عنه فِرقة مدرعة مدعمة بلواء فرسان جو، حيث المناطق السهلية والأهداف الحيوية النفطية والموانئ والمدن النهرية الهامة (منطقة خوزستان).

(د) احتياطي القيادة العامة

احتفظت القيادة العامة الإيرانية باحتياطي إستراتيجي، لكافة الاتجاهات الإستراتيجية، يقدر بحوالي فِرقتَين (فرقة مدرعة وأخرى مشاة آلية) ولواءَي قوات خاصة (غالباً ما يكون أحدهما مظلياَ، والآخر صاعقة).

د. المصاعب الإستراتيجية والعملياتية في التخطيط الدفاعي لإيران

جوهر المهمة الدفاعية للقوات المسلحة الإيرانية، هو المحافظة على سلامة المنشآت والآبار النفطية، وعدم السماح للقوات العراقية بالاستيلاء على إقليم خوزستان (عربستان). وعند التخطيط للدفاع عن هذه الأهداف، والتمسك بالأرض المحددة، تبرز عدة مصاعب على المستويَين، الإستراتيجي والعملياتي:

(1) صعوبة دعم منطقة عبدان المحمرة (خورمشهر) بالقوات، أثناء إدارة أعمال القتال، في هذا الاتجاه لوجودها على الحدود مباشرة في شط العرب، مع وجود مسطحات من الأرض السبخية والمستنقعات المائية، شمال عبدان. لذا، فإن عبء تأمين هذا القطاع، يقع على عاتق قوته المحلية وقدراتها الدفاعية. ويقلل من حِدة المشكلة صعوبة تقدم القوات المهاجِمة عبْر تلك التضاريس، التي تحد من حرية الحركة والمناورة، وتقلل من معدل الهجوم[6].

(2) يحد نهر قارون (كارون) وامتداده من حركة القوات، مما يصعب من دفع قوات احتياطية، في الوقت الملائم، لدعم أعمال القتال في كلٍّ من الأهواز وديزفول، القريبتَين من الحدود العراقية، في الأرض المنخفضة، غرب جبال زاجروس.

(3) صعوبة الدفاع على المواجهات الكبيرة على الجبهة الغربية بقوات محدودة، مع وجود مسافات كبيرة بين الأهداف، الإستراتيجية والحيوية، فيها، والتي تتعدى 100 كم من معظمها[7].

(أ) خورمشهر ـ الأهواز حوالي 110 كم.

(ب) الأهواز ـ ديزفول حوالي 130 كم.

(ج) مواجَهة الحدود في شط العرب، حوالي 80 كم.

(د) مواجَهة الجبهة في القطاع الجنوبي (شمال شط العرب) حوالي 240 كم.

(هـ) ضرورة تجهيز مناطق دفاعية، في عمق إقليم خوزستان (عربستان)، خاصة حول المدن الرئيسية للإقليم، وعلى تقاطعات العراق المهمة.


 



[1] تتسلح المشاة الجبلية بأسلحة ذات أحجام صغيرة نسبياً. وتتميز بإمكان تفكيكها وتركيبها بسهولة، لنقلها عبر الممرات الوعرة المحدودة، في الجبال. كما أنها غالباً ما تكون ذات خطوط مرور عالية للمقذوفات، بما يسمح لها بإصابة أهدافها خلْف السواتر المنشرة في الجبال، وأكثرها فائدة الهاونات والهاوتزرات.

[2] من حجم قوات هذا المحور، يتضح قلق القيادة، العراقية، السياسية والعسكرية، من احتمال تمرد الأكراد، أثناء الحرب.

[3] على الرغم من عدم وجود توتر مع سورية، في هذه الآونة، إلا أن النظام العراقي، بما يكنّه من عداء للنظام السوري الحاكم، تخوّف من انتهاز دمشق الفرصة، والتدخل في القتال، بفتح جبهة غربية، خاصة أن سورية أيدت إيران، خلال الحرب.

[4] زورق سطح، يُسمّى في القوات البحرية "قناصاً" (Tracker)، مهمته تتبع الغواصات الموجودة تحت الماء، وإلقاء قذائف أعماق، لتدميرها بعد تحديده لمَوقعها.

[5] يُعَدّ الخليج العربي، كمسرح عمليات بحْرية، محدود المناورة، مما يحدّ من إمكانات القطع الكبيرة الحجم، عند العمل داخله، خاصة في حشد كبير لمجموعة عمليات بحْرية، وتصبح هدفاً سهلاً للطائرات المعادية، التي تجد قواعد عمل قريبة على الساحلَين. وتجعل شفافية المياه في الخليج عمل الغواصات فيه أمراً صعباً؛ إذ يسهل تحديد أماكنها ومسارها، وتدميرها، سواء بالسفن المضادّة للغواصات، أو الطائرات المجهزة لذلك.

[6] مصطلح عسكري لقياس مدى حركة القوات، أثناء القتال، في زمن معيّن (ساعة واحدة). وهو يتأثر بعدة عوامل، منها الأرض ومدى سهولة أو صعوبة الحركة عليها.

[7] تتعدى المسافات بين المدن الرئيسية، على الجبهة الإيرانية، 100 كم. وهي مملوءة بالأهداف، الإستراتيجية والحيوية، المهمة. ومع النقص في القوات (بالنسبة إلى المواجهة الكبيرة)، فإن وجود احتياطي في منطقة ما، بين مدينتَين، لن يمكنه سرعة التحرك والوصول إلى الأهداف، التي يجب عليه نجدتها على جانبَيه. ويستدعي ذلك تفتيت الاحتياطي إلى عدة احتياطيات، أصغر حجماً، حتى يمكن تخصيص احتياطي لكل هدف، وهو أمر غير ممكن، أصلاً، لضعف القوة الموجودة عددياً، وطول الجبهة، التي تعدت 240 كم.

[8] حصل العراق، خلال تلك الفترة، على حوالي 45 مليار دولار، معونات وقروضاً.

[9] منها أسلحة ومعدات أمريكية تفوق قيمتها 6.7 مليارات دولار. وهي أكثر تطوراً من غيرها.

[10] بلغت قيمة الأسلحة المتقدمة تكنولوجيا 800 مليون دولار فقط.

[11] وصلت المقارنة في حجم الأسلحة المستوردة، في نهاية الحرب، إلى أكثر من 5 أضعاف، في مصلحة العراق.

[12] معظمها فرنسية، خاصة صواريخ جو/ سطح، جو/ جو، الأكثر تقدماً.

[13] الإيرانيون 76% من المجتمع، والشيعة الإيرانيون 96% من جملة تعداد الدولة، والأفراد في سن التجنيد (15 ـ 49 عاماً) والصالحون للتجنيد 5.1 ملايين نسمة. بينما في العراق، العرب 71% من المجتمع، والشيعة 50%، والسُّنة 40%. والأفراد في سن التجنيد والصالحون له 1.7 مليون نسمة.

[14] بعض الإحصائيات، قدرت عدد المصريين في العراق، عند بدء الحرب، عام 1980، بحوالي 3 ملايين نسمة، بين مهاجر وعامل. وأن العراق أجبر حتى 30 ألفاً منهم على العمل في صفوف قواته المسلحة، بينما حل الآخرون بدلاً من المجندين، أو العاملين في المجهود العسكري.

[15] تعبئ إٍسرائيل أكثر من مليونَي نسمة في الحرب، يمثلون 40% من سكانها، وهي نسبة مرتفعة جداً، لا تتأتى لدول تفوق إسرائيل، في التعداد البشري، عشرات المرات.

[16] كان لدى إيران، قبل الحرب بخمس سنوات، 545 ألف مقاتل، واحتياطي ومنظمات شبه عسكرية. وكان لدى العراق، في الفترة نفسها (1975) 355 ألفاً من الفئات نفسها، تمكن من زيادتها، قبْل الحرب، إلى مليون ومائة ألف تقريباً، بينما لم تستطع إيران زيادة حجم المقاتلين، إلا 655 ألفاً فقط.

[17] البصرة، المدينة التجارية، والعقدة المهمة للمواصلات العراقية، هي مركز الجنوب العراقي، حيث مقدسات الشيعة.

[18] تخلّص المسؤولون العراقيون من كثير من الضباط، الذين درسوا في المعاهد العسكرية الأجنبية، خوفاً من تأثرهم بالعقائد التي درسوها.

[19] أكثر من 300 ضابط، من الرتب العليا، وذوي المناصب القيادية، عزلوا، في بداية الحرب، وأعدم 15 قائداً ميدانياً، بتهمة الخيانة العظمى.

[20] وضح ذلك في عدم التصدي، بفاعلية، للغارة الجوية الإسرائيلية على المفاعل النووي العراقي.

[21] القصور نفسه، الذي شاب عناصر الاستخبارات الإيرانية، طوال الحرب.