إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب الإيرانية ـ العراقية، من وجهة النظر العربية





مناطق النفوذ في العالم
موقع الجزر الثلاث
منطقة جزر مجنون
إصابة الفرقاطة الأمريكية STARK
مسارح الصراع البرية والبحرية
معركة الخفاجية الأولى
معركة تحرير الفاو
معركة سربيل زهاب
الهجوم الإيراني في اتجاه عبدان
الإغارة الثالثة على دهلران
التشابه بين مضيقي تيران وهرمز
العملية رمضان
العملية فجر ـ 8
العملية فجر ـ 9
الغارة الإسرائيلية الثانية
القواعد البحرية الإيرانية في الخليج
اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916
حادث إسقاط الطائرة الإيرانية
حدود المياه الإقليمية الإيرانية
حرب الناقلات

مناطق إنتاج النفط
أوضاع القوات العراقية والإيرانية
مسلسل العمليات كربلاء (1 – 9)
مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية)
مسرح العمليات (التضاريس)
مسرح العمليات والدول المجاورة
الموقع الجغرافي للعراق وإيران
المنطقة الكردية
الهجمات الثانوية للعملية بدر
الهجوم المضاد الإيراني العام
الأفكار البديلة للعملية خيبر
التواجد الأجنبي في الخليج
التجمع القتالي لقوات الطرفين
العملية مسلم بن عقيل
العملية بدر
العملية فجر النصر
القواعد والتسهيلات الأمريكية
القواعد والتسهيلات السوفيتية
بدء الهجوم العراقي
تضاريس المنطقة الإيرانية
تضاريس العراق
تقسيم إيران
سلسلة العمليات فجر
طرق المواصلات بالشرق الأوسط
فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية
فكرة الاستخدام للقوات العراقية



حرب عام 1967

ثالثاً: الهجوم المضادّ الإيراني العام، والانسحاب العراقي من الأراضي الإيرانية (27 سبتمبر 1981 ـ 30 يونيه 1982)

انتقلت المبادأة إلى جانب القوات الإيرانية، بتوقف العراق، من دون سبب واضح، عن الأعمال الهجومية، على الرغم من تفوّقه في معظم النواحي العسكرية، خاصة القوات الجوية والمدرعات، مما أعطى الفرصة كاملة للقوات الإيرانية لحشد قواتها، وهو ما لم تستطع القوات العراقية اكتشافه مبكراً، والتحول إلى الهجوم المضادّ العام لتحرير الأرض تدريجياً، بعد نجاحها في استنزاف القوات العراقية، في حرب دامت قرابة العشرة أشهر، والتي انتهت بمعركة فك الحصار عن عبدان[24].

خلال الشهرَين التاليَين، لانتصار الإيرانيين في عبدان، بادرت القيادة العسكرية الإيرانية إلى وضع خطط التحول إلى الهجوم المضادّ العام، لتحرير الأرض، وأعدت قواتها لذلك، فأرسلت أكثر من ستين ألفاً من متطوعي الحرس الثوري الإسلامي، إلى القطاعات المختلفة في الجبهة، للمشاركة في الأعمال القتالية القادمة، بعد أن أتموا تدريبات عسكرية متقدمة. وعلى جانب آخر، استطاعت القيادة العسكرية الإيرانية الحصول على أسلحة جديدة، لسد العجز في بعض التخصصات المهمة. وكان أهم تلك الصفقات شراء كتيبتَي صواريخ أرض/جو، وأسلحة مضادّة للطائرات، من سورية والاتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية وليبيا (التي أمدت إيران بصواريخ مضادّة للطائرات متقدمة، من نوع SAM-6 الروسية الصنع)، مما دعم قوة الدفاع الجوي لديها، في محاولة التصدي للتفوق العراقي في القوات الجوية. إلاّ أن انخفاض مستوى التدريب، وضعف وسائل الإنذار والاستطلاع الجوي، أديا إلى فقْد تلك الأسلحة الفاعلية المنشودة.

أعادت إيران تنظيم وحشد قواتها، طبقاً لخطط الهجوم المضادّ العام، ودعمت القوات المكلفة به بحشد كبير من المدفعية (30 ـ 40 كتيبة مدفعية) مزودة وحدات إدارة نيران، ذات كفاءة عالية، ومستفيدة من أخطائها السابقة، ومطبقة لمبادئ الحرب الأساسية وأولها حشد القوات والأسلحة، بالقدر اللازم لنجاح الأعمال القتالية، والتي انقسمت إلى مرحلتين: (اُنظر خريطة الهجوم المضاد الإيراني العام)

1. المرحلة الأولى (انتزاع المبادأة في القطاعين، الأوسط والشمالي) (الفترة من 27 سبتمبر 1981 إلى 15 مارس 1982)

شملت تلك المرحلة شن القوات الإيرانية هجومَين منفصلَين، زماناً ومكاناً، في القطاعَين الآخرَين في جبهة القتال (الأوسط والشمالي)، بهدف تحسين أوضاع قواتها، وتهيئة الظروف الملائمة لعمليات هجومية أخرى، أكثر اتساعاً وقوة.

في القطاع الأوسط، عمدت مجموعة عمليات إيرانية، مكونة من ثلاث وحدات رئيسية، شملت لواء مدرعاً ولواء مشاة ووحدة حرس ثوري إسلامي، تعدادها عشرة آلاف مقاتل، وبمساندة من قصف مدفعي كثيف، إلى شن هجوم مضادّ في منطقة سومار (في 29 نوفمبر1981)، استطاعت، على أثره، تحرير مدينة بستان، وعدة قرى حدودية مجاورة. وجرى قتال عنيف بين تلك القوات والقوات العراقية في المنطقة، التي سارعت إلى دفع احتياطياتها المحلية، بمبادرة من القائد الميداني، وتمكنت من صدّ الهجوم وحصار القوات الإيرانية، إلا أنها لم تستطع استرداد المناطق، التي وصلت إليها قوات الهجوم المضادّ الإيراني، مما اضطرها إلى مواصلة حصارها، حتى نهاية مايو 1982[25].

وفي القطاع الشمالي، شنت مجموعة قتال إيرانية، هجوماً مضاداً محدوداً (في 2 يناير1982) في منطقة نوسود، فتمكنت من اختراق الدفاعات العراقية، ووصلت إلى الحدود الدولية، وتعدتها إلى عمق، يراوح بين 5 و 6 كم داخل الأراضي العراقية. واستطاعت، طوال اليوم التالي، صد القوات العراقية التي هاجمتها. كما استطاعت استغلال نجاحها في دفع قوات جديدة لتحرير الأراضي الإيرانية في تلك المنطقة، ونجحت في ذلك، في 4 يناير 1982. بينما انشغل العراقيون بالقضاء على الجيب الإيراني المحدود داخل أراضيهم، وتمكنوا في اليوم عينه (4 يناير 1982) من استعادة أراضيهم، مرة أخرى.

2. المرحلة الثانية (الضربات المضادّة للوصول إلى الحدود الدولية مع العراق ـ استرداد الأرض) (الفترة من 15 مارس إلى 24 مايو 1982)

شهدت هذه المرحلة ثلاث عمليات هجومية قوية، نفذتها تشكيلات ذات حجم كبير، من القوات الإيرانية المسلحة، المدعومة بمقاتلي الحرس الثوري الإسلامي، ذوى الروح المعنوية العالية، مما رفع الروح القتالية للجيش الإيراني، الذي كان يعاني القضاء على معظم قادته وضباطه ذوي الخبرة.

كان الهدف الرئيسي لتلك المرحلة، هو استغلال النجاح السابق، بتنفيذ ضربات مضادّة، أكثر قوة، يمكنها اختراق الدفاعات العراقية، والوصول إلى الحدود الدولية بين البلدين، في الاتجاهات الأكثر أهمية، مما يجعل بقاء القوات العراقية، في باقي المَواقع، الأقل أهمية، أمراً صعباً، بل يشكل خطراً عليها، ويدفعها إلى ترك تلك المواقع، والارتداد داخل حدودها، أو قبول ما ستتعرض له من أخطار في وضع قتالي سيئ.

بدأت القوات الإيرانية تنفذ الضربات المضادّة، المخططة، بالاستفادة من أخطاء الماضي، في منتصف مارس 1982، أي بعد شهرَين من آخر أعمالها القتالية الناجحة، التي استردت فيها بعض أراضيها في الشمال. وتميز التخطيط للعمليات في تلك الفترة بالتدرج من العمليات الصغيرة الحجم إلى الكبيرة الحجم، ومن الضربات ذات الفكرة المبسطة (اتجاه واحد للهجوم) إلى الضربات المتشعبة (ذات الاتجاهات المتعددة). وأطلق الإيرانيون على عملياتهم أسماء إسلامية، ذات وقْع معنوي جيّد، تزيد من ارتفاع مستوى الدافع المعنوي، وتكسب المزيد من الأنصار والمؤيدين في العالم الإسلامي؛ إذ إن القيادة السياسية لإيران ذات توجه إسلامي:

أ. العملية "فاطمة الزهراء" (18 مارس 1982)

تمثل تلك العملية هجوماً ثانوياً (غير رئيسي)، قُصد به تمويه اتجاه الضربة الرئيسية، التي ستقع في وقت لاحق، إضافة إلى تثبيته القوات العراقية في القطاع الأوسط (في منطقة جنوب شوش) وإمكان تطويره، لاحقاً، في حالة توقف الضربة الرئيسية التالية.

نفذت العملية مجموعة عمليات بقوة لواء مشاة مدعم بعناصر أخرى من الدبابات والمدفعية، التي أصبح استخدامها في حشد كبير، يسبب إزعاجاً وخسائر للعراقيين، ويسانده عناصر من قوات الحرس الثوري الإسلامي. وقد حققت العملية أهدافها بنجاح تام. كما وضح تحسين أداء القوات الإيرانية النظامية، واستيعابها الجيّد خصائص الأسلحة المستخدمة وقدراتها.

ب. العملية "فتح" (22 مارس 1982)

مع نجاح العملية، "فاطمة الزهراء"، في تحقيق أهدافها، بجذب انتباه القيادة العراقية الميدانية إلى منطقة جنوب شوش، واستعدادها لهجوم مضادّ في ذلك الاتجاه، ودفعت القوات الإيرانية بقوة جديدة، أكبر من السابقة، تضمنت فِرقة مشاة وفِرقة مدرعة، ولواء مظلياً وكتيبة مغاوير (صاعقة)، وأكثر من 20 ألف مقاتل من الحرس الثوري الإسلامي، إلى القطاع الأوسط، شمال شوش وديزفول، حيث استطاعت هذه القوة إحداث اختراق عميق، وانتشار خلف القوات العراقية، مما أربك العراقيين، ومكن المدرعات الإيرانية، التي كانت تستخدم في حشد كبير، وصل إلى حجم فِرقة كاملة، هذه المرة، من الاندفاع السريع إلى استغلال نجاح الفِرقة المشاة والحرس الثوري الإسلامي، لتتصل بالقوات الخاصة، التي سبق إسقاطها في العمق، بالقرب من الحدود (لواء مظلي وكتيبة مغاوير). وسيطرت الفرقتان على مساحة كبيرة من القطاع الأوسط، بلغت مواجهته 100 كم، وعمقه 20 كم، مكبدة القوات العراقية المدافعة (الفيلق الرابع) خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات. ورأت القيادة العراقية سحب الفيلق إلى الخلف، وتعديل أوضاعه بما يتلائم مع انخفاض قدراته القتالية، نتيجة للخسائر، وضعف سيطرته على المحاور الرئيسية في المنطقة، وإن ظل داخل الأراضي الإيرانية.

ج. العملية "بيت المقدس" (30 أبريل 1982)

بعد فترة زمنية قصيرة (حوالي شهر)، استوعبت فيه القوات الإيرانية الموقف الجديد، الناتج من نجاح المعارك، في القطاعيَن، الأوسط والجنوبي، واستمراراً لخططها السابقة لتحرير الأرض بالضربات المضادّة القوية، بدأت القوات الإيرانية تنفذ عمليتها الثالثة في المنطقة الجنوبية للقضاء على الوجود العراقي فيها. وقد خطط لتنفيذ تلك العملية، التي سميت "بيت المقدس" على مرحلتَين. يوجه، خلال أولاهما، ثلاث ضربات قوية، في اتجاه الجنوب، كالآتي:

(1) ضربة رئيسية بقوة الفِرقة 77 المشاة والفِرقة 92 المدرعة (عدا لواء مدرع) واللواء 55 إبرار جوي، وبمساندة عدد كبير من قوات الحرس الثوري الإسلامي، على امتداد الطريق الرئيسي من الأهواز إلى خورمشهر، وفي الفاصل بين نهرَي الكرخة وقارون.

(2) ضربة ثانوية، عبر نهر الكرخة الأعمى، لضرب الاحتياطيات العراقية في سوزنجارد، ومنعها من التدخل في القتال، ثم الاتجاه إلى الحويزه. وينفذها لواء مدرع من الفِرقة 92 المدرعة، بالتعاون مع قوات الحرس الثوري الإسلامي.

(3) ضربة ثانوية أخرى، في منطقة الطاهري، بقوة فِرقة مشاة مدعمة بقوات الحرس الثوري الإسلامي، في اتجاه نهر قارون، وبعبوره، تستمر في التقدم في اتجاه خورمشهر، حيث تتصل مع قوات الضربة الرئيسية.

وفي المرحلة الثانية، يطوَّر الهجوم للاستيلاء على المدن الرئيسية، خاصة ميناء خورمشهر، والوصول إلى الحدود الدولية، وتحرير إقليم خوزستان كله.

تمكنت القوات العراقية من صدّ الهجوم الإيراني، في البداية، ودمرت الكباري التي أنشأها الإيرانيون على النهرَين، وحاصرت القوات المهاجِمة، التي تمكنت من إنشاء رأس كوبري غرب الأنهار ثم قصفها بالطائرات والمدفعية بكثافة عالية، أدت إلى إنزال خسائر جسيمة بها.

على مدى ثمانية أيام، وعلى الرغم من الخسائر العالية للقوات الإيرانية المحاصَرة، إلا أنها استمرت في القتال، محتفظة بمَواقعها بين النهرَين. ودفعت القيادة الإيرانية وحدات أخرى، اضطلعت بعمليات ليلية ناجحة، وفتح ثغرات في الحصار، وأمنت أجنابها، ثم طورت هجومها في اتجاه خورمشهر، وواصلت الضغط على القوات العراقية، التي انقلب الموقف ضدها، لإصرار الإيرانيين على نجاح هجومهم، مما دفع القيادة العراقية إلى إصدار أوامرها، في 8 مايو 1982، بسحب القوات العراقية من القطاع، والتمسك بدفاعات خورمشهر وتدعيمها، والعمل على تخطيط هجمات مضادّة لاستعادة المَواقع المفقودة.

ما لبث الموقف أن هدأ نسبياً ريثما أُعيد تجميع ورفع الكفاءة القتالية للقوات المهاجمة. فاستأنفت القوات الإيرانية هجومها في اتجاه خورمشهر، وتمكنت، في 24 مايو 1982، من تحرير الميناء، واستعادة كل إقليم خوزستان[26]، والوصول إلى الحدود الدولية، في القطاع الجنوبي.

3. الانسحاب العراقي (20 ـ 30 يونيه 1982)

أصبحت أوضاع القوات العراقية ضعيفة، بعد ما منيت بهزائم وخسائر متتالية. وانخفضت الروح المعنوية للمقاتلين، مع انخفاض القدرات القتالية للقوات العراقية على الجبهة الإيرانية. ولم تحاول القيادة العراقية دفع احتياطيات جديدة، لتعمل بدل قواتها المنهوكة، التي توشك أن تنهار. كما لم تبادر إلى هجمات وضربات مضادّة، لاستعادة الموقف، قبْل أن تجهز القوات الإيرانية مَواقعها جيّداً وتزيد من قوّتها. وبدلاً من ذلك، لجأت إلى استخدام القصف المدفعي والإغارة بالطائرات على المنشآت والأهداف، العسكرية والمدنية. وردت عليها القوات الإيرانية بالمِثل، حتى بداية يونيه 1982.

تبقّى تحت سيطرة القوات العراقية، بعد توقف الهجمات الإيرانية المضادة، شريط من الحدود الإيرانية، بعمق يراوح بين 20 و40 كم، يمتد بمواجهة 700 كم، وعدة مدن شمال خورمشهر، في سوزنجارد ومهران وسومار وقصر شيرين.

في بداية يونيه 1982، أعلن الرئيس العراقي، صدام حسين، استعداد بلاده لسحب قواتها من الأراضي الإيرانية، واللجوء إلى التحكيم الدولي لحل النزاع بين البلدَين. وكرر عرضه بوقف جميع أعمال القتال، من الفور، إذا ما وافقت إيران على وقف إطلاق النار. وهو ما رفضه الإيرانيون، طالبين تعويضاً عن خسائرهم في تلك الحرب من العراق، ومحاكمة الرئيس العراقي، ومشترطين إعادة العراقيين من أصل إيراني، الذين سبق أن طردتهم الحكومة العراقية، إلى العراق، فضلاً عن اشتراط طهران الانسحاب الفوري من الأراضي الإيرانية.

قرر مجلس قيادة الثورة العراقي، في 20 يونيه 1982، سحب القوات العراقية من الأراضي الإيرانية، خلال 10 أيام. فأعيدت القوات إلى داخل الأراضي العراقية، لتحتل مَواقع دفاعية على أراضيها. وقد ردت القيادة الإيرانية على تلك الخطوة بتمسكها بشروطها السابقة، وإضافة شرطين جديدَين استرداد كل الأسرى الإيرانيين لدى العراق، والتصريح للقوات الإيرانية بالمرور عبْر الأراضي العراقية، للاشتراك في القتال الدائر في لبنان[27].


 



[1] مدن: قصر شيرين وكارمنشاه ومهران وديزفول والأهواز وطهران وتبريز وأصفهان وشيراز.

[2] يعزى تمكن ميناء عبدان من المقاومة وعدم السقوط، إلى سرعة وصول إمدادات إيرانية إليه، قبْل حصاره.

[3] كان نجاح الإيرانيين في هجومهم المضاد، خارج مدينة الأهواز، سبباً لتأخر سقوط خورمشهر.

[4] أعلن العراق، في 27 سبتمبر 1980، توقفه عن تصدير نفطه. بينما توقف معظم معامل تكرير النفط، الإيرانية، بعد تدمير معملَي تكرير عبدان وتبريز، وتوقف إنتاج النفط الإيراني في إقليم خوزستان، الذي يدور فيه القتال.

[5] بثت إذاعة طهران النبأ. وناشدت المواطنين الإرشاد إلى هؤلاء `المرتزقة`، الذين يصححون نيران المدفعية العراقية على أهداف إيرانية.

[6] كانت فرنسا تعاون العراق على إنشاء مفاعلَين نوويّين (إيزيس، وأوزيراك). قدِّر أنهما يمكّنان العراق من تصنيع قنبلة ذرية، عام 1985. وقد أدت الغارة الجوية الإسرائيلية إلى حدوث أضرار بمنشآت المفاعلَين قُبَيل نقل المواد المشعة إليهما. وكانت إسرائيل قد اغتالت عالم الذرة المصري، الدكتور يحيى أمين المشد، في فرنسا، في وقت سابق، الذي كان يعمل في البرنامج النووي العراقي.

[7] كانت جمهورية اليمن العربية منقسمة إلى دولتَين، اليمن الشمالي (الجمهورية العربية اليمنية)، واليمن الجنوبي (جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية).

[8] قطعت المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية بليبيا، على أثر قبول المملكة العربية السعودية عمل أربع طائرات إلكترونية أمريكية، من نوع Awacs، من أراضيها، لمراقبة أعمال القتال، وتتبّع الحرب بين العراق وإيران.

[9] كانت الجزائر، ممثلة في رئيسها، هواري بومدين، قد توسطت بين البلدَين، مما أسفر عن اتفاق الحدود بينهما، عام 1975.

[10] كانت دول المجموعة الأوروبية تساند، في معظمها، العراق، في ذلك الصراع.

[11] وقّع صدام حسين بيان الجزائر، وكان يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي.

[12] بعد أن استقرت الأمور الداخلية للدولة الإيرانية بيد رجال الدين الشيعة، وانفرادهم بالسلطة، أفرجوا عن بعض القادة العسكريين، السابق سجنهم، في بداية الثورة، للاستفادة من خبراتهم العسكرية.

[13] استطاعت إيران شراء واستيراد قطع غيار ومعدات عسكرية وذخائر، لرفع قدرات قواتها المسلحة.

[14] الخفاجية هو الاسم العراقي لمدينة سوزنجارد الإيرانية.

[15] قدِّرت القوة الإيرانية، أمام الكرخة العمياء، بنحو 60 دبابة، مدعمة بعناصر من الأسلحة المضادّة للدبابات.

[16] تقع مدينة الحويزة على نهر الكرخة، شمال غرب المحمرة، وهي ذات تاريخ عريق؛ إذ كانت عاصمة لدولة الشعشعين (1441 ـ 1665)؛ ومعظم سكانها من أصل عربي.

[17] شملت الخسائر، في الهجمات الليلية، 270 قتيلاً، وتدمير 3 دبابات وناقلة أفراد مدرعة ومدفع.

[18] أسفرت الغارة الأولى، التي شنتها الطائرات الإسرائيلية، في 27 سبتمبر 1980، عن أضرار بسيطة، مما استدعى الإغارة مرة أخرى، عندما سنحت الفرصة لذلك، بعد حوالي 8 أشهر.

[19] أعلن، في 28 يونيه 1981، انتخاب محمد علي رجائي، رئيساً لإيران، خلَفاً لبني صدر، الذي تمكن من الهروب إلى فرنسا، حيث منح حق اللجوء السياسي.

[20] صرح الرئيس صدام حسين، في سياق هذا الانتقاد، بأنه سبق أن طلب من الكويت أن تؤاجره جزءاً من جزيرة بوبيان الإستراتيجية، في مدخل شط العرب، لإنشاء قاعدة بحرية. إلا أن الكويت، لم تستجب له.

[21] شنت الهجوم الإيراني فِرقة مشاة، مدعمة بلواء مدرع، ويساندها 10 آلاف متطوع من الحرس الثوري الإسلامي.

[22] أعلن المتحدث العسكري العراقي، أن هذا الانسحاب، أملاه عدم وجود أسباب إستراتيجية، تدفع القوات العراقية إلى البقاء شرق النهر، بعد كسر حصار عبدان الإيرانية

[23] كان في الطائرة، وهي من نوع C130 أمريكية الصنع، وزير الدفاع الإيراني، ورئيس الأركان وقائد القوات الجوية. وكان سقوطها بالقرب من مدينة الأهواز، التي تعد مركزاً عسكرياً لقيادة العمليات في الجنوب.

[24] يرى بعض المحللين، أن تلك المعركة، كانت باكورة الهجوم المضادّ الإيراني العام. إلا أنه يمكن القول إنها الفصل الأخير في معركة الاستنزاف؛ إذ لم يكن العراقيون يحتلون تلك المدينة، وقد فشلوا، عدة مرات، في اقتحامها. كما فشلت القوات الإيرانية، كذلك، عدة مرات، في كسر حلقة الحصار حولها، خلال الأشهر العشرة لحرب الاستنزاف الأولى.

[25] لم تحاول القيادة العسكرية الميدانية، دعم تلك الوحدة العراقية التابعة لها، باحتياطيات قوية، لتدمير القوة الإيرانية المحاصرة. وهو الموقف نفسه لقيادة القوات المسلحة العراقية.

[26] إقليم خوزستان (عربستان): مساحته 159.6 ألف كم2. وهو يتاخم الحدود العراقية، من الخليج جنوباً، حتى جنوب مدينة مهران شمالاً. ويبلغ تعداد سكانه 4 ملايين نسمة، 75% منهم من قبائل عربية. أهم مدنه الأهواز، عاصمته، وتعدادها نصف مليون نسمة. خورمشهر (المحمرة سابقاً)، وهى من الموانئ المهمة، لوقوعها على مصب نهر قارون في شط العرب، وفيها نشاط تجارى كبير. عبدان وفيها أكبر مصفاة نفط في المنطقة (الشرق الأوسط كله) وميناء نفطي مهم. ديزفول أحد أهم مراكز الإقليم السكانية، ذات النشاط الكبير، بعد العاصمة، وفيها محطة الضخ الرئيسية لخط الأنابيب، بين ديزفول وعبدان. وترجع أهمية الإقليم إلى إشرافه على رأس الخليج العربي، ويحتوي على 90% من آبار النفط الإيراني. كان هذا الإقليم تابعاً لحاكم ولاية البصرة، قبْل عام 1847م حين وقعت اتفاقية بين الدولة العثمانية وإيران، تنتقل السيطرة عليه، بمقتضاها، إلى الدولة الإيرانية. غير أنها لم تستطع فرض سيطرتها حقيقة، إلا بعد تعديلات، أجراها الشاه، عام 1925، وأهمها تغيير اسم الإقليم إلى خوزستان، بدلاً من عربستان.

[27] في 6 يونيه 1982، ومع انشغال المنطقة العربية، والقوى الكبرى، بتطورات الحرب العراقية ـ الإيرانية، التي كانت قد بدأت تأخذ منعطفاً جديداً في مصلحة الإيرانيين، بادرت إسرائيل إلى عملية غزو شاملة (برية وجوية وبحرية) لجنوب لبنان، تحت اسم عملية `سلام الجليل`، مستهدفة إبعاد المقاومة الفلسطينية عن حدودها الشمالية، وحماية الكثافة السكانية في مستعمراتها في الجليل.