إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب الإيرانية ـ العراقية، من وجهة النظر العربية





مناطق النفوذ في العالم
موقع الجزر الثلاث
منطقة جزر مجنون
إصابة الفرقاطة الأمريكية STARK
مسارح الصراع البرية والبحرية
معركة الخفاجية الأولى
معركة تحرير الفاو
معركة سربيل زهاب
الهجوم الإيراني في اتجاه عبدان
الإغارة الثالثة على دهلران
التشابه بين مضيقي تيران وهرمز
العملية رمضان
العملية فجر ـ 8
العملية فجر ـ 9
الغارة الإسرائيلية الثانية
القواعد البحرية الإيرانية في الخليج
اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916
حادث إسقاط الطائرة الإيرانية
حدود المياه الإقليمية الإيرانية
حرب الناقلات

مناطق إنتاج النفط
أوضاع القوات العراقية والإيرانية
مسلسل العمليات كربلاء (1 – 9)
مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية)
مسرح العمليات (التضاريس)
مسرح العمليات والدول المجاورة
الموقع الجغرافي للعراق وإيران
المنطقة الكردية
الهجمات الثانوية للعملية بدر
الهجوم المضاد الإيراني العام
الأفكار البديلة للعملية خيبر
التواجد الأجنبي في الخليج
التجمع القتالي لقوات الطرفين
العملية مسلم بن عقيل
العملية بدر
العملية فجر النصر
القواعد والتسهيلات الأمريكية
القواعد والتسهيلات السوفيتية
بدء الهجوم العراقي
تضاريس المنطقة الإيرانية
تضاريس العراق
تقسيم إيران
سلسلة العمليات فجر
طرق المواصلات بالشرق الأوسط
فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية
فكرة الاستخدام للقوات العراقية



حرب عام 1967

1. العملية "رمضان" (13 ـ 30 يوليه 1982) (اُنظر شكل العملية رمضان)

كانت أولى العمليات الهجومية الإيرانية، هي العملية "رمضان"، التي كان الهدف منها الاستيلاء على مدينة البصرة العراقية المهمة، اقتصاديا وسياسياً، لما لها من شهرة ونشاط، اقتصادي وسياسي وتاريخي، إضافة إلى مَوقعها عند نهاية شط العرب، وقربها من التقاء فرعي دجلة والفرات، وسيطرتها على تقاطعات الطرق، وعقد المواصلات الرئيسية في الجنوب، واتصالها بالطرق المؤدية إلى العتبات المقدسة لدى الشيعة، وإلى العاصمة بغداد.

أ. الجانب العراقي

(1) القوات المدافعة عن البصرة

خصصت القيادة العامة العراقية للدفاع عن قطاع البصرة، (القطاع الجنوبي) الأكثر أهمية لديها، الفيلق الثالث، الذي يتكون من 9 فِرق قوية[4]، منها 4 فِرق مدرعة، وفِرقة مشاة آلية، و4 فِرق مشاة مترجلة، بخلاف وحدات المدفعية والدفاع الجوي، وعناصر الإسناد، الإداري والفني.

(2) تشكيل العملية والخطة الدفاعية

تشكلت العملية للفيلق الثالث العراقي في ثلاثة أنساق.

(أ) النسق الأول العملياتي

القوات المدافعة عن المدينة والطرق الموصلة إليها. وهي من فِرقتَي مشاة مترجلتَين (الفِرقة الثانية، والفِرقة الحادية عشرة)، وفِرقة مشاة آلية (الفِرقة الخامسة المشاة الآلية)؛ لقدرة هذه النوعية من القوات على التمسك بالأرض، مع دعمها ببعض الوحدات المدرعة، لزيادة قوّتها التدميرية. وقد احتلت هذه الفِرق دفاعاتها على ثلاثة أنساق تكتيكية، في خطوط دفاعية متتالية، مجهزة تجهيزاً هندسياً جيداً، خلال فترة 45 يوماً، يحيط بها موانع صناعية، من الألغام المضادّة للأفراد والمركبات، والأسلاك الشائكة والخنادق المانعة لاختراق الدبابات، والسواتر الترابية والأراضي المغمورة بالمياه، ووزعت الدشم والملاجئ الخرسانية والمحصنة، باستخدام الموارد المحلية على كافة القطاعات، لزيادة قدرتها على الصمود.

كانت مهمة النسق الأول العملياتي صدّ العدو المهاجم، أمام الدفاعات الرئيسية، ومنعه من الاختراق، وحصاره وتثبيته في القطاعات، التي قد ينجح في الاختراق فيها.

(ب) النسق الثاني العملياتي

كانت غالبيته من الوحدات المدرعة. وقد خطط له شن الهجمات المضادّة، لتدمير القوات المهاجمة، التي قد تنجح في الاختراق، بعد حصارها بوساطة النسق الأول العملياتي، ومنعها من مواصلة هجومها. لذلك، فقد جمعت قوات النسق الثاني في حشود موزعة على طرق الاقتراب من المدينة من الاتجاهات الرئيسية المحتملة.

(ج) النسق الثالث (الاحتياطيات العملياتية)

احتفظت قيادة الفيلق الثالث بفرقتين من المشاة المترجلة، كاحتياطي عملياتي، في الخلف، على أن تُستغل جهودها في استعادة كفاءة الدفاعات، أو غيار الوحدات المنهوكة، بعد صدّ الهجمات الإيرانية (الفِرقة السابعة المشاة، والفرقة الخامسة عشرة المشاة).

(3) الخطة الدفاعية العراقية

وضح أن العراق يعتمد على خطة دفاعية بحتة، تصدّ القوات الأمامية، بموجبها، الهجوم الإيراني، وتكبده خسائر كبيرة، تضعف من قوّته، وتضطره إلى التوقف، مستغلة دفاعاتها القوية، وصعوبة المناورة، لكثرة المستنقعات والأراضي السبخية، ثم تشن هجمات مضادّة قوية بالوحدات المدرعة، لتدمير ما تبقّى من القوة المهاجمة، وإجبارها على الانسحاب.

ب. الجانب الإيراني

(1) القوات المهاجمة

خصص الإيرانيون حجماً من القوات ملائماً للعمل القتالي المطلوب، حشدت شرقي البصرة وشماليها. وشملت:

·   4 فِرق مدرعة (الأرقام 16،92،88،30).

·   فِرقتَي مشاة (الرقمَين 21،77).

·   اللواء 37 المدرع المستقل.

·   اللواءين 40 و58 المشاة المستقلَّين.

·   26 كتيبة مدفعية (400 قطعة مدفعية) من عيارات مختلفة، وبعضها راجمات صواريخ (BM-21)

·   4كتائب مدفعية مضادّة للطائرات.

·   40 ـ 60 ألف مقاتل من الحرس الثوري الإسلامي والمتطوعين.

(2) تشكيل العملية الهجومية

وزعت القيادة الإيرانية الميدانية للقطاع الجنوبي قوات الهجوم في نسقَين عملياتيَّين:

(أ) النسق الأول العملياتي:

·   شمال البصرة، الفِرقة 16 المدرعة + اللواءان 40 و80 المشاة المستقلان (كانا مشكَّلَين حديثاً).

·   شرق البصرة، الفِرقة 92 المدرعة + الفرقة 21 المشاة + اللواء 37 المدرع المستقل (شُكِّل أثناء الحرب، من أفراد ومعدات مدرسة الدروع الإيرانية).

·   شمال شرق البصرة، الفِرقة 77 المشاة.

(ب) النسق الثاني العملياتي

الفِرقة 88 المدرعة (شكِّلت ودرِّبت في باكستان).

(ج) ودعمت المحاور العملياتية بأعداد كثيفة من الحرس الثوري الإسلامي والمتطوعين.

ج. خطة الهجوم للعملية "رمضان"

هدفت هذه العملية إلى احتلال البصرة. لذا، وضعت الخطة الهجومية على أساس تحقيق الهدف خلال ثلاث مراحل.

(1) المرحلة الأولى: الاختراق في قطاع محدود، من اتجاهَين، أحدهما شمالي شرقي، والثاني شرقي نحو البصرة، على أن يبلغ الاختراق عمقاً كبيراً في الدفاعات العراقية.

(2) المرحلة الثانية: الاختراق في منطقة الشلاجمة، في اتجاه التفوق والضغط، للوصول إلى شط العرب شمال البصرة.

(3) المرحلة الثالثة: عبور شط العرب، وحصار البصرة، من الغرب والجنوب، تمهيداً لاحتلالها.

اعتمدت الخطة الهجومية، لمواجهة التفوق العراقي، على الهجوم ليلاً، في موجات بشرية انتحارية كثيفة، من مقاتلي الحرس الثوري الإسلامي والمتطوعين، لإحداث الاختراق في المواجهة، وفي أكثر من اتجاه. ثم دفع الوحدات النظامية، المشاة والمدرعة، من الثغرات التي تفتحها الموجات البشرية، للوصول إلى عمق الدفاعات، ثم تطويقها والقضاء عليها.

د. سير الأعمال القتالية

بدأت أعمال القتال، لتنفيذ الخطة الهجومية للعملية "رمضان"، مساء 13 يوليه، بتنفيذ المرحلة الأولى للخطة. ثم عمد الإيرانيون إلى المرحلة الثانية، بعد فشلهم في تحقيق أي نجاح يذكر، عبْر هجماتهم في اتجاهَي المرحلة الأولى. ولم تنفذ المرحلة الثالثة، بالطبع، لاعتمادها على نجاح المرحلتَين السابقتَين، أو إحداهما، وهو ما لم يحدث.

(1) هجمات المرحلة الأولى[5] 

(أ) الهجوم الأول (ليلة 13/14 يوليه 1982)[6]

تقدمت قوات الهجوم، المكونة من فِرقتين مدرعتَين (الفِرقة 92 المدرعة، والفرقة 30 المدرعة/حرس ثوري إسلامي) ولواء مشاة من الفرقة 77 المشاة، وحوالي 30 ألف من الحرس الثوري الإسلامي، تحت ستر الظلام (العاشرة مساءً). واصطدمت موجتاها الأوليان بالدفاعات العراقية حول البصرة (الدفاعات الخارجية على محاور الاقتراب من المدينة)، وتمكنتا من اختراقها. ودفعت الموجاتان، الثالثة والرابعة، في اتجاه البصرة مباشرة، فتمكنتا من زيادة عمق الاختراق حتى 15 ـ 20 كم، بعد قتال ضارٍ، استمر اثنتَي عشرة ساعة، إذ توقف الهجوم تماماً، في العاشرة من صباح 14 يوليه.

سارع العراقيون إلى دفع قواتهم المدرعة والآلية إلى شن هجوم مضادّ على القوات الإيرانية، بعد نصف ساعة فقط من توقف الهجوم، حتى لا يتاح لها الفرصة للتمسك بالأرض، وتجهيز دفاع عاجل على الخط الذي تمكنت من الوصول إليه. كانت قوة الهجوم المضادّ مكونة من ثلاثة لواءات مشاة، مدعمة بثلاث كتائب دبابات (كل لواء مشاة معه كتيبة دبابات من اتجاه مختلف) وتدعمها نيران مدفعية كثيفة وطائرات عمودية مسلحة. واستطاعت تلك القوة تدمير جزء من القوات المخترقة، وإجبارها على الارتداد 7 ـ 10 كم (نصف مسافة الاختراق تقريباً).

(ب) الهجوم الثاني (ليلة 16/17 يوليه 1982)[7]

عاود الإيرانيون الهجوم، بعد ثلاثة أيام على الهجوم الأول، في الاتجاهات نفسها، مركزين في قطاع الاختراق السابق، وفي التوقيت عينه (الساعة العاشرة مساءً). وكانت قوة الهجوم أقلّ من نظيرتها في الهجوم الأول، وهو أمر مستغرب؛ إذ فشلت قوة أكبر في الاختراق الكامل في هذا الاتجاه. فقد شملت تلك القوة لواء مدرعاً واحداً (بدلاً من فِرقتين مدرعتَين، تضمان أربعة أضعاف العدد من الدبابات) ولواءَي مشاة، أحدهما من الفِرقة 21، والآخر من الفِرقة 77، وثلث عدد مقاتلي الحرس الثوري الإسلامي (عشرة آلاف مقاتل فقط).

نجح الهجوم الإيراني في تحقيق اختراق محدود (لم يزِد على السابق) بعمق 5 ـ 6 كم. إلاَّ أن العراقيين بادروا إلى هجومهم المضادّ المدبر مبكراً، في أول ضوء (الساعة الخامسة فجر 17 يوليه) في اتجاهَين، فتمكنوا من تدمير القوات المخترقة، وإجبارها على الانسحاب، مرة أخرى، وعاد الموقف كما كان بعد الهجوم الأول.

(ج) الهجوم الثالث (ليلة 21/22 يوليه 1982)

في التوقيت نفسه، العاشرة مساءً، وبعد خمسة أيام على الهجوم الثاني، دفع الإيرانيون الفِرقة 92 المدرعة، مرة أخرى، مدعمة بلواءَي مشاة من الفِرقتين 21 و77 المشاة، وعشرة آلاف مقاتل من الحرس الثوري الإسلامي، في اتجاه جديد، لا يبعد كثيراً عن قطاع الاختراق السابق (شرق بحيرة الأسماك)[8]. واستطاعت تحقيق اختراق محدود، مرة أخرى. وتوقفت، مع بداية ظهور ضوء النهار، وهو ما مكن العراقيين من تكرار المشاهد السابقة، بدفع قوات هجوم مضاد، عبْر عدة اتجاهات، تمكنت من استعادة الأوضاع الدفاعية، كما كانت سابقاً، مكبدة الهجوم الإيراني خسائر فادحة.

(2) هجوم المرحلة الثانية

الهجوم الرابع (ليلة 23/24 يوليه 1982)

بعد فشل الهجمات الثلاث السابقة، قرر الإيرانيون تنفيذ هجومهم الرابع، في اتجاه الشلاجمة، وهو ما يعنى شروعهم في تنفيذ المرحلة الثانية من خطتهم، من دون نجاح المرحلة الأولى، على أمل أن تسفر عن نجاح، قد يعاون على نجاح آخر، في الاتجاه السابق.

وكما اختلف الاتجاه، اختلف، كذلك، توقيت بدء الهجوم. فقد غيّر الإيرانيون اتجاه الهجوم، ليكون من جنوب شرق البصرة، إذ إن عمق الدفاعات العراقية، لا بدّ أن يكون أقلّ في الشمال، بتأثير انحناء شط العرب خلف الحدود العراقية، ليتجه من الشمال إلى الجنوب، بدلاً من الغرب إلى الشرق، وهو ما يجعل المجرى المائي، خلف القوات المدافعة، وعلى جانبها الأيمن بمسافة غير عميقة. أمّا توقيت بدء الهجوم، فقد أخره الإيرانيون ساعتين (منتصف الليل). وغيّر الإيرانيون، كذلك، القوات المهاجِمة، بالاعتماد على الفِرقة 21 المشاة، هذه المرة، مدعمة بعشرة آلاف مقاتل من الحرس الثوري الإسلامي وبعض المتطوعين، في مقابل الفِرقة الحادية عشرة العراقية، في هذا القطاع.

تغيّر، كذلك، نتيجة الهجوم، ولكن بطريقة عكسية مأساوية. فقد تمكنت الفرقة الحادية عشرة المشاة العراقية المدافعة، من إدارة القتال، على الحد الأمامي لدفاعاتها، بنجاح. وصدت الهجوم الإيراني الذي فشل في تحقيق أي اختراق، ولو محدوداً. وكان الفشل ذريعاً، والخسائر جسيمة حتى أن العراقيين لم يحتاجوا إلى هجوم مضادّ، فقد انسحب الإيرانيون تحت وطأة الخسائر الشديدة، ولم يعاودوا الهجوم من هذا الاتجاه.

(3) العودة إلى هجمات المرحلة الأولى

الهجوم الخامس (ليلة 28/29 يوليه 1982)

حشدت القوات الإيرانية، هذه المرة، قوة، قوامها الفِرقة 77 المشاة، التي سبق أن اشترك بعض وحداتها في الهجمات السابقة، ودعمتها بلواءَين مدرعَين، أحدهما من الفِرقة 92 المدرعة، وقد سبق له الاشتراك في الهجمات السابقة، والآخر من الفِرقة 16 المدرعة، التي لم تشارك في القتال، من قبْل، في هذه المنطقة، وجمعت ما تبقّى من قوات الحرس الثوري الإسلامي، الذي انخفضت أعداده انخفاضاً مؤثراً.

ولإطالة فترة القتال الليلي، بكرت القوات الإيرانية في هجومها، ليكون بدءاً من الساعة الثامنة مساءً (بعد الغروب بساعة واحدة تقريباً). ودفعت قواتها في اتجاه الاختراق السابق (الهجمتَين الأولى والثانية)، وتمكنت من تحقيق نجاح، بالاختراق حتى عمق 10 كم، قبْل أن توقفها القوات المدافعة. وتطلب الأمر شن العراقيين هجمات مضادّة، طيلة يومَي 29 و30 يوليه، حتى يتمكنوا من إجبار القوات الإيرانية على التراجع، وهو ما يعكس الشعور بإرهاق قواتهم، وارتفاع نسبة خسائرها، مما أضعف قوة الهجوم المضاد. ولم يتمكن العراقيون من استعادة الأوضاع الحدودية كاملة. فقد سيطر الإيرانيون على مساحة صغيرة، لم تتعدَّ مواجهتها 10 كم، وراوح عمقها بين نصف الكيلو والثلاثة كيلومترات، لتنتهي العملية "رمضان" بفشل وخسائر كبيرة، للطرفَين. كما أن القتال الدائر بين الطرفَين، لم يتعدَّ 15 ـ 20 كم، عمقاً. أمّا المواجهة فيه، فكانت غير منسقة، محدودة المناورة (لطبيعة الأرض) وهو ما يعيد إلى الأذهان حرب الخنادق، التي اشتهرت بها الحرب العالمية الأولى، إلاّ أن هذه الحرب (العراقية ـ الإيرانية) كانت تدور بأسلحة أحدث، وأقوى على التدمير، بالطبع.

في 4 أكتوبر 1982، أصدر مجلس الأمن قراراً جديداً (القرار الرقم 522)، يدعو فيه الطرفان لوقف القتال بينهما، تمهيداً لحل النزاع بينهما، وكما سبق، لم يكن لدى أي من الطرفَين نية صادقة للتوقف عن الأعمال القتالية الدائرة، فلم يحقق أي منهما أهدافه من الحرب بعد.


 



[1] لم يكن يصلح من تلك الأعداد سوى 316 طائرة فقط، بنسبة صلاحية فنية 75%. وقد تركزت الأعطال في الأنواع القديمة، مثل Mig-19, Mig-17, Su-20, Su-17.

[2] كان في سورية لواء حرس ثوري إسلامي، وكتيبة مشاة من اللواء 58 المشاة. كما لم يكن هناك تشكيلات ووحدات، ذات حجم كبير، على الحدود الإيرانية مع الدول الأخرى (الاتحاد السوفيتي، باكستان، أفغانستان).

[3] منذ أن أنشأ إسماعيل الصفوي، عام 1500، الدولة الصفوية في فارس، وهو يتطلع إلى احتلال البصرة، خاصة أنه استطاع احتلال عامة الإقليم (بغداد)، عام 1508، إلا أنه تراجع، بعد فشله في البقاء في الإقليم العراقي، بينما بسط العثمانيون نفوذهم في المنطقة العراقية. وقد عاود الشاه عباس الأول الزحف، لاحتلال البصرة وبغداد، عام 1624. وفشل في احتلال البصرة، في حين أمكنه احتلال بغداد؛ إذ كانت البصرة تتمتع بمناعة دفاعية قوية. وفي عهد كريم خان الزند، أمكن الجيوش الإيرانية محاصرة البصرة، أربعة عشر شهراً، من دون أن تستطيع دخولها، حتى خذلها العثمانيون، فاستسلمت عام 1776 (1190هـ) إلاّ أن الإيرانيين تركوها، عام 1779، بعد موت كريم خان الزند. وفي كل هذه المحاولات، كان للإيرانيين هدفان من الاستيلاء على البصرة. الأول اقتصادي؛ إذ يؤدي رواج النشاط التجاري في البصرة إلى ركود في موانئ إيران. والثاني عقائدي؛ إذ البصرة هي مفتاح الوصول إلى العتبات المقدسة، في النجف وكربلاء.

[4] كانت الفيالق الأخرى، لا تزيد على ثلاث فِرق فقط، معظمها من المشاة.

[5] كان الإيرانيون ينفذون هجومهم دائماً ليلاً، على الرغم من صعوبة السيطرة على القوات، ومشاكل فقْد الاتجاه، وعدم دقة إصابة الأهداف، للحدّ من تأثير التفوق العراقي في القوات الجوية والدبابات والمدفعية.

[6] ينفذ الإيرانيون هجومهم في شكل موجات هجومية متتالية. الأولى مكونة من مجموعات انتحارية (كل مجموعة 22 فرداً، من مربع سكاني في مدينة واحدة، لزيادة ترابطهم، ويتلقون تدريباً، عسكرياً ومعنوياً، لمدة 4 أسابيع. ثم يُدفعون إلى القتال مترجلين، أو بأي وسيلة نقْل مدنية، بما في ذلك الدراجات، الهوائية والنارية والعربات الخاصة). وتتكون الموجة الثانية من مجموعات متطوعين (22 فرداً للمجموعة، على غرار الموجة الأولى)، يُدرَّبون عسكرياً، لمدة أسبوعَين فقط. وتكون الموجه الثالثة أكثر فاعلية، إذ تتكون من مقاتلي الحرس الثوري الإسلامي (قوات شبه نظامية)، ويكون هدفها فتح ثغرات في الدفاع، من خلال نقاط الضعف، التي أمكن تمييزها، خلال هجوم الموجتَين الأوليَين. والموجة الرابعة، هي القوات النظامية، التي تدفع من الثغرة لاستكمال الاختراق، وتدمير القوات المدافعة.

[7] كان الإيرانيون، بعد توقف هجومهم، يحاولون التمسك بالخطوط التي يصلون إليها، ويصدون الهجمات المضادّة. ثم يعيدون تنظيم قواتهم، ويدفعونها إلى شن هجوم جديد، في قطاع الاختراق السابق نفسه، بعد عدة أيام، بهدف زيادة عمقه، في اتجاه البصرة.

[8] بحيرة صناعية، أنشئت، قبْل الحرب، لتربية الأسماك، ولتكون مانعاً مائياً، يعرقل، كذلك، أي هجمات للإيرانيين في المنطقة. تقع شمال شرق البصرة، وشرق شط العرب، عرضها 12 كم، وطولها 31 كم. وأنشئ في داخلها جسور ترابية، للحركة خلالها، جهزت للنسف، وقت العمليات.

[9] يتكون الفيلق الأول من ثلاث فِرق. منها اثنتان مشاة، وواحدة مدرعة. مما يعني أن الإيرانيين قد اختاروا قطاع اختراقهم الجديد، مقابل أقوى دفاعات في القطاع الشمالي.

[10] يسمى، عسكرياً، دفاع المنطقة (الدفاع الثابت).

[11] يكرر العراقيون أخطاءهم نفسها، في العملية "رمضان" بلجوئهم إلى السلبية وردّ الفعل فقط.

[12] يقع في هذه المدينة القيادة العامة، الأمامية، للقوات البرية الإيرانية.

[13] تقع قرية الشيب في منتصف المسافة، بين الحدود العراقية الشرقية ومدينة العمارة، التي يوجد فيها مركز قيادة الفيلق الرابع العراقي، الذي يدير العمليات في المنطقة.

[14] سميت عملية "محرم".

[15] أعلن العراق سحقه هجوماً إيرانياً كبيراً، واسع النطاق، في منطقة الشيب، وأنه تمكن من قتل أكثر من 15 ألف إيراني، وأسْر حوالي 10 آلاف آخرين، بعد حصاره القوات المهاجِمة.