إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب الإيرانية ـ العراقية، من وجهة النظر العربية





مناطق النفوذ في العالم
موقع الجزر الثلاث
منطقة جزر مجنون
إصابة الفرقاطة الأمريكية STARK
مسارح الصراع البرية والبحرية
معركة الخفاجية الأولى
معركة تحرير الفاو
معركة سربيل زهاب
الهجوم الإيراني في اتجاه عبدان
الإغارة الثالثة على دهلران
التشابه بين مضيقي تيران وهرمز
العملية رمضان
العملية فجر ـ 8
العملية فجر ـ 9
الغارة الإسرائيلية الثانية
القواعد البحرية الإيرانية في الخليج
اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916
حادث إسقاط الطائرة الإيرانية
حدود المياه الإقليمية الإيرانية
حرب الناقلات

مناطق إنتاج النفط
أوضاع القوات العراقية والإيرانية
مسلسل العمليات كربلاء (1 – 9)
مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية)
مسرح العمليات (التضاريس)
مسرح العمليات والدول المجاورة
الموقع الجغرافي للعراق وإيران
المنطقة الكردية
الهجمات الثانوية للعملية بدر
الهجوم المضاد الإيراني العام
الأفكار البديلة للعملية خيبر
التواجد الأجنبي في الخليج
التجمع القتالي لقوات الطرفين
العملية مسلم بن عقيل
العملية بدر
العملية فجر النصر
القواعد والتسهيلات الأمريكية
القواعد والتسهيلات السوفيتية
بدء الهجوم العراقي
تضاريس المنطقة الإيرانية
تضاريس العراق
تقسيم إيران
سلسلة العمليات فجر
طرق المواصلات بالشرق الأوسط
فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية
فكرة الاستخدام للقوات العراقية



حرب عام 1967

رابعاً: العمليات "خيبر"، "فجر 5"، "فجر 6" (12 فبراير ـ 2 مارس 1984)

غيرت إيران من أسلوب قتالها، المعتمد على استغلالها طبيعة الأرض، والهجوم على مواجَهة واسعة، إلى أسلوب أكثر تشتيتاً للجهود العراقية، خاصة الهجمات المضادّة، وذلك بشن عدة هجمات، في أوقات متقاربة، وعلى اتجاهات مختلفة. خططت القيادة الإيرانية وأعدت للهجمات الجديدة، مع بدء العام الجديد 1984، وشملت أربع هجمات، مختلفة الحجم والاتجاه والهدف، هي:

1. هجوم تثبيتي مخادع، في الشمال (قوات كردية).

2. هجومان ثانويان، في الوسط ("فجر 5"، "فجر 6").

3. هجوم رئيسي في الجنوب ("خيبر").

في 12 فبراير 1984، دفعت إيران قوات من الأكراد المتعاونين معها في الشمال، مما يوحي باستمرار الهجمات الرئيسية في منطقة كردستان، التي جرى فيها عمليتان، في العام السابق. وتمكنت القوة الكردية، الصغيرة الحجم، من تحقيق نجاح محدود في العمق. ولكنه دفع العراقيين إلى حشد قوة كبيرة في المنطقة والإبقاء عليها. وكان من النتائج غير المباشرة لذلك الهجوم، وضوح الرؤية بالنسبة إلى إمكانات أكراد إيران الهجومية، التي يجب أن توضع في الحسبان. كما وضح، كذلك، أن الأكراد المؤيدين للعراق، أصبحوا خارج القتال، بعد أن مُنُوا، خلال العام السابق، بخسائر جسيمة[24] ولم يبقَ منهم إلا عدد قليل في المَواقع العراقية الشمالية.

ليلة 15/16 فبراير 1984، وبعد ثلاث ليال فقط من الهجوم الخداعي التثبيتي للأكراد في الشمال، بدأ الإيرانيون ينفذون العملية "فجر 5"، في القطاع الأوسط، على طول المواجَهة بين مدينتَي دهلران ومهران، باتساع 50 كم، ضد المَواقع المتقدمة للفيلق الثاني العراقي في المنطقة. وكان هدفهم من الهجوم قطع طريق البصرة/ بغداد، في مواجَهة قطاع الهجوم عند الكويت[25]، أو التحول إلى بعقوبة[26]، على طريق طهران/بغداد. كان معظم القوات الإيرانية المهاجِمة من الحرس الثوري الإسلامي، الذي تحسن أداؤه القتالي. وبعد عدة أيام أخرى، وفي 21 فبراير، بدأ الهجوم الثانوي الثاني للعملية "فجر 6"، من غرب مدينة دهلران الإيرانية، في اتجاه الدفاعات العراقية على المرتفعات المواجِهة لهم، والقريبة من طريق البصرة، بالقرب من منطقة "علي الغربي"[27].

لم تحقق العمليتان "فجر 5"، و"فجر 6" أي نجاح رئيسي. واقتصرتا على تحقيق نتائج محدودة، بالنسبة إلى الأعمال القتالية. ولكنهما حققتا الهدف غير المباشر منهما، وهو إجبار العراقيين على سحب جزء من احتياطيهم من الجنوب إلى هذين الاتجاهين (إضافة إلى ما سبق إرساله إلى الشمال، من احتياطي القيادة العامة، كذلك).

كانت العملية "خيبر"، هي الهجوم الرئيسي، وكان هدفه مفاجأة العراقيين بهجوم قوي من اتجاه غير متوقع، وذلك بالتقدم عبْر القطاع الجنوبي حيث تنتشر المستنقعات مشكلة مانعاً طبيعياً موازياً للحدود، من العمارة شمالاً إلى شمال البصرة جنوباً، ومن سوزنجارد شرقاً حتى الناصرية غرباً، ومعظمها في الأراضي العراقية، يقابلها أراضٍ جافة من جنوب سوزنجارد الإيرانية (تستمد المستنقعات مياهها من نهرَي دجلة وقارون)، ويمر طريق البصرة/بغداد فوق المستنقعات، على جسر صناعي، غرب نهر دجلة، ويبلغ عمق المياه 13م في فصل الشتاء، وعرضها يصل إلى 20كم، وينمو فيها نباتات كثيفة تعلو على مترين، مما يؤهلها لتحقيق إخفاء جيد للمتسلل عبْرها.

كان العراق قد خطط لإغراق هذه المنطقة بصفة دائمة، منذ بدء الحرب، حتى يمكنه توفير الدفاع عنها بالقوات، خاصة أنها لا تصلح للمناورة بالدبابات أو عبور قطع المدفعية خلالها. فضلاً عن أن القيادة العراقية في المنطقة، أقامت الدفاعات عن البصرة شرق المدينة، ولم تهتم بشمالها وغربها، لوجود هذه المستنقعات. لذلك، فإن اختراق القوات الإيرانية للدفاعات المحددة شرق طريق البصرة/بغداد والتقدم جنوباً إلى غرب البصرة، يربك الخطط الدفاعية للعراقيين، لعدم استطاعتهم استخدام دباباتهم المتفوقة في الهجمات المضادّة، عبر المستنقعات، أو المناورة بقواتهم لوقف التقدم الإيراني، الذي سيكشف غرب المدينة الخالي من الدفاعات، بسهولة، يضاف إلى ذلك أن المنطقة تقع على الحدود الفاصلة بين الفيلق الرابع شمالاً والفيلق الثالث جنوباً، عند القرنة، وهي نقطة تضعف فيها إمكانات الفيلَقين، خاصة عناصر الاستطلاع.

في 14 فبراير، دفعت إيران قوة صغيرة الحجم، لاستطلاع اتجاه الهجوم، بينما كانت الأنظار مركزة، شمال المنطقة، في الحشود التي كانت تستعد لبدء الهجوم، في العملية "فجر 5" (ليلة 15/16 فبراير). وفي 16 فبراير، مع انتهاء العملية "فجر 5"، دفعت إيران قوة كبيرة، نسبياً، بالقوارب والطائرات العمودية، عبْر المستنقعات، وتمكنت من الاستيلاء على القرى في المنطقة. وحاولت الوصول إلى طريق البصرة/بغداد وقطعه. ثم استغلت نجاحها، فدفعت ثلاث مجموعات اقتحام، بالقوارب والسفن الصغيرة، في اتجاه قرية بيدا، وجزر مجنون، والنقط القوية المحصنة للعراقيين داخل المستنقعات. وتابعت القوة استيلاءها على القرى القريبة سنجة وإجراءه، وشرعت قوات الحرس الثوري تنشئ التحصينات والمَواقع وربطها معاً بطرق ترابية، لتسهل الحركة بينها.

كان النقص الحادّ في قطع المدفعية، لدى القوات المهاجمة، وعدم قدرتها على الحركة السريعة، داخل المستنقعات، عاملاً مهماً في فشل العمليتَين "فجر 5،6"، وعدم تحقيقهما أي مكاسب أو أهداف، خاصة جذب احتياطيات الفيلق الثالث إليهما. فقد أدى بطء تقدم القوات الإيرانية، واعتمادها على السفن الصغيرة والقوارب، إلى إعادة القوات العراقية لتجميع قواتها، في منطقة الهجومَين، وسارعت إلى دفع الطائرات العمودية المسلحة، لتصبح القوارب والسفن الصغيرة صيداً سهلاً لها.

كان الإيرانيون قد حشدوا ما يقرب من 150 ألف جندي في المستنقعات، ووُزِّعوا على اتجاهات الهجوم وأهدافه المحددة. واحتفظوا بحوالي 100 ألف جندي آخرين، كاحتياطي في الخلف. وبدأوا هجومهم الرئيسي في 22 فبراير، عبْر المستنقعات، في اتجاه الجزيل، ليلاً، وتمكنوا من اقتحام عدة مَواقع عراقية، أُخذت على غرة. وحققوا مفاجأة وبعض النجاح المبدئي. إلا أن التجهيز الجيد للمَواقع العراقية والأسلحة الموجودة فيها كانت من القوة حتى إنه أمكنها أن تصمد أمام الهجوم الإيراني الكبير.

أعلنت إيران، في 23 فبراير، استيلاءها على القرنة، وهي في منطقة التقاء نهرَي دجلة والفرات، وعلى تقاطع طريقَي البصرة/بغداد مع القرنة/ الناصرية. وكذّب العراقيون ذلك، وصرحوا بأن قواتهم استطاعت صدّ الهجوم الإيراني، وتمكنت من إيقاف الهجمات الإيرانية في المنطقة المكشوفة داخل المستنقعات، وحاصرت الإيرانيين بالنيران، واستخدمت الطائرات العمودية المسلحة لإبادتهم ومطاردة فلولهم. وزاد من صعوبة الموقف الإيراني إطلاق العراقيين للمياه، لإغراق الأرض. ولم تتمكن الموجات المتتالية من الحركة بالسرعة الكافية، لتعزيز القوات الأمامية.

دفع العراقيون، في 25 فبراير، قواتهم الاحتياطية المدرعة، بالتعاون مع الطائرات العمودية المسلحة، للقضاء على ما تبقى من قوات العمليتَين "فجر5، 6". واستخدمت جنازير الدبابات في قتل المشاة الإيرانيين أثناء فرارهم. ووُصِلت خطوط الكهرباء للضغط العالي بمياه المستنقعات، لصعق الجنود الإيرانيين الذين لجأوا إليها. وانتهت العمليتَين إلى كارثة مروعة للقوات الإيرانية.

دفعت إيران، في 25 فبراير، بالقوات الاحتياطية (حوالي 20 ألف جندي) إلى الأرض المكشوفة، نهاراً، لمتابعة التقدم في اتجاه طريق البصرة/ بغداد، فاكتشفتها القوات العراقية، وحاصرتها بالنيران، لمدة يومَين قبْل أن تشن هجومها المضادّ القوي، الذي كانت نتيجته معروفة مسبقاً. فقد قطعت الطرق والسبل دون تلك القوة، في اليومَين السابقَين، ونهكتها القوات المدافعة والقصف المدفعي العنيف، ثم أجهز عليها الهجوم المضادّ في الأرض الملحية المكشوفة، لتباد القوة بأَسْرها.

أسفرت العملية "خيبر" عن كارثة للقوات الإيرانية. إلا أنها حققت نجاحاً أولياً ومهماً. فقد اكتشف الإيرانيون منطقة جُزُر مجنون، ووجدوا فيها عدة آبار نفطية مقفلة، فاستولوا عليها. وتتكون جزر مجنون من شبكتَين من الطرق الترابية، شرق القرنة، أنشأها العراق لتطوير حقول النفط في المنطقة[28]، التي يقال أن فيها 20% من احتياطي النفط العراقي. وقد استغلت القوات الإيرانية قرب المَوقع من الحدود (12كم)، واهتمام القوات العراقية بالدفاع شرق طريق البصرة/بغداد (25كم من الحدود، في غرب جُزُر مجنون)، فأنشأت مواقع دفاعية حصينة داخل هذه الجُزُر وفي 25 فبراير، دفعت 25 ألف جندي لاحتلال تلك المَواقع، وأنشأت كوبري عائم، من الأراضي الإيرانية إلى الجُزُر فوق المستنقعات[29]، ونقلت من طريقه وحدات من المدفعية، لإسناد القوات المدافعة[30]. (اُنظر شكل منطقة جزر مجنون).

اضطر العراق، إزاء الوجود الإيراني القوي في جُزُر مجنون، إلى إنشاء مَواقع جديدة جنوب المواقع الإيرانية، لمنع تلك القوات من استخدام وجودها في المنطقة كنقطة ارتكاز، لتنفيذ هجمات جديدة. وأعاد توصيل كهرباء الضغط العالي بالمياه، على فترات، لقتل المتسللين والقوات الإيرانية المختبئة في المستنقعات. واستخدم المدفعية في قصف الجُزُر، لفترات طويلة.

نتائج العمليات "فجر 5، 6" و"خيبر"

تمت العمليات الثلاث، والعمليات التمهيدية لها، في الربع الأخير من عام 1983، والربع الأول من عام 1984، أي خلال ستة أشهر، كلفت القوات الإيرانية خسائر جسيمة، بإتباعها تكتيكات الموجات البشرية، مقابل التفوق، الجوي والنيراني، للعراق، وقوة دفاعاته المحصنة جيداً، والمحاطة بالموانع، الطبيعية والصناعية، من ألغام وأسلاك. كما وضح استمرار عجز قياداتها الميدانية، وربما القيادات العملياتية للمناطق والقطاعات، عن استثمار النجاح الأول، الذي تحققه قواتها، التي اكتسبت خبرة قتالية جيدة، وأصبحت تجيد الاقتراب واختراق المَواقع الأمامية العراقية.

كانت القيادات العسكرية نقطة ضعف خطيرة في القوات الإيرانية، وقد استفحل الأمر بترقية الكثيرين من القيادات الصغرى لقوات الحرس الثوري الإسلامي إلى رتب ومناصب أكبر، من منطلق استمرار العمل بالدافع العقائدي، على حساب الخبرة، القتالية والعسكرية العلمية. وعلى الرغم من محاولة القيادة، السياسية والدينية، الإيرانية، التمثل بالثورات العقائدية الناجحة في الدول الآسيوية الأخرى، مثل الصين وكوريا وفيتنام، إلا أنها فشلت في إدراك أسباب قوة تلك الثورات، التي عملت على خلق مجموعات، سياسية وعسكرية، مدربة، وماهرة، تستطيع استغلال المواقف في مصلحتها، وإدارة العمليات بكفاءة عالية.

أدت الهزائم المتتالية للهجمات الإيرانية، والخسائر الكبيرة في كل هجوم، إلى إعادة التفكير في الأهداف الإستراتيجية وأسلوب تحقيقها. وطرح مجلس الدفاع الأعلى الإيراني عدة بدائل للأعمال العسكرية الإستراتيجية. (اُنظر خريطة الأفكار البديلة للعملية خيبر)

1. الفكرة الأولى

شن هجوم عام رئيسي للاستيلاء على المنشآت النفطية في كركوك، في الشمال، وتدمير خطوط أنابيب النفط الشمالية، المتجهة إلى تركيا. ويعيب هذه الفكرة وعورة الأرض في المنطقة المقترحة، ووجود نظام دفاعي عراقي قوى فيها، واحتمالات رد فعل تركي، عسكري واقتصادي، إذ سيدور القتال في مناطق كردية، ستدفع، حتماً، مزيداً من الأكراد عبْر الحدود إلى تركيا، وهو ما يخشاه الأتراك.

2. الفكرة الثانية

الهجوم في القطاع الأوسط، بقوات كبيرة، في اتجاه مندلي، أو من قصر شيرين، للوصول إلى العاصمة، بغداد، مباشرة، واحتلالها، لإنهاء الحرب. ويعيب تلك الفكرة أن القتال، سيدور في منطقة مفتوحة تماماً ومكشوفة، حيث سيكون للتفوق الجوى والمدرعات العراقية دور أساسي فيه. وتُعَدّ تلك الأرض أفضل مناطق قتل للقوات المهاجِمة، التي لا يتأتى لها غطاء جوي لحمايتها، أو أعداد كافية من الدبابات.

3. الفكرة الثالثة

استغلال الموقف الناتج من العملية "خيبر"، بوجود النتوء الإيراني في جُزُر مجنون العراقية، وشن هجوم رئيسي جديد، عبْر المستنقعات، ثم الالتفاف حولها. ويعيب تلك الفكرة المصاعب التي أدت إلى فشل العملية "خيبر" السابقة.

4. الفكرة الرابعة

شن هجوم، بالمواجَهة، على البصرة، من الشرق، وتطوير النجاح للوصول إلى مناطق الشيعة العراقيين، وعزل العراق من الجنوب (الخليج العربي) مما يحرمه من الحصول على احتياجاته. ويصعب تلك الفكرة حصانة المَواقع شرق البصرة وقوّتها، مما سيكلف القوات الإيرانية خسائر بشرية كبيرة، بالهجوم المباشر في مواجَهة نيرانها.

5. الفكرة الخامسة

الالتفاف من الجنوب، ومهاجمة الفاو المُتَطرِّفة، في مدخل شط العرب، ثم التقدم إلى ميناء أم قصر، المنفذ العراقي الوحيد إلى الخليج، والاستيلاء عليه، وهو ما سيؤدي، حتماً، إلى تخوف الدول العربية الخليجية من اتجاه القوات الإيرانية، والتي ستصبح على اتصال مع الحدود الكويتية لغزو أراضيها، إذا استمرت في دعم العراق. وعلى الرغم من وجاهة هذه الفكرة، من حيث نتائجها، إلا أنه يعيبها، كذلك، أن هذا التخوف، سينتقل إلى الدول الكبرى، والقوى العالمية، التي ستضطر إلى خوض القتال دفاعاً عن مصالحها في نفط تلك الدول، وهو ما لا تستطيع إيران مواجهته، في تلك الآونة.

اختار المجلس فكرة تكرار العملية "خيبر"، باستغلال المواقع الإيرانية المتمسك بها منذ الهجوم السابق. وفي الوقت عينه، طالب القادة العسكريون بدراسة الفكرة الأخيرة (الخامسة)، كذلك، وتطويرها بما لا يخل بالهدف منها، ويحول دون إتاحة تداعياتها تدخّل القوى الخارجية. كان الإعداد للعمليات الجديدة، وتجهيز خططها، ودراسة الأفكار المطروحة، فرصة للقوات المسلحة الإيرانية لالتقاط الأنفاس، وإعداد الوحدات المقاتلة وتدريبها، مما يضاعف فرص النجاح.

كان من الواضح، أن القيادة الإيرانية، تضع ثقلها خلف التفوق البشرى لإيران، وتبالغ في تقدير نجاح هذا العامل، بالمبالغة في تصوير الضعف العراقي في القوة البشرية، ومن دون دراسة واعية لنقط القوة الأخرى لدى العراقيين، التي كبدت طهران خسائر جسيمة[31].


 



[1] استورد العراق، عام 1981، ما قيمته 3.7 مليارات دولار، من الأسلحة والمعدات، مقابل استيراد إيران منها بمليار واحد. وفي عام 1982، بلغت قيمة المشتريات العسكرية العراقية 4.3 مليارات دولار مقابل 1.5 مليار للمشتريات العسكرية الإيرانية.

[2] ساءت العلاقات بالسوفيت، عقب قضاء الثورة الإيرانية على ثورة الحزب الشيوعي الإيراني. وكانت سيئة بالغرب، من قبْل، منذ حادث الرهائن الأمريكيين.

[3] سبق أن استخدم العراق صواريخ أرض/ أرض، ضد أهداف إيرانية، خلال عامَي 1980 و1981 بشكل فردي.

[4] في يناير 1983، كان حجم الخسائر العراقية في الطائرات القتالية، حوالي 80 طائرة من أنواع مختلفة. وبلغ عدد الطائرات الإيرانية، التي دمرت أثناء الإغارة على أهداف عراقية، 55 طائرة.

[5] في حالة نجاح الاختراق، يمكن استغلاله، بتحويل الاحتياطيات الخلْفية في اتجاه النجاح، لتطويره والوصول إلى الهدف النهائي للعملية، طريق بغداد ـ البصرة.

[6] كان حجم فِرق الحرس الثوري الإسلامي، لا يزيد على لواء من الجيش النظامي.

[7] عاقب العراقيون إيران، بهجمات جوية مكثفة، على مدن الأهواز وديزفول وخورمشهر. وأعلنوا أنهم نفذوا، في هذا اليوم، 150 طلعة طائرة.

[8] كان متبقياً فيها، من العمليات السابقة، لواءان مدرعان فقط، وكان آخر العمليات، التي شاركت فيها، هي عملية `رمضان` (يوليه 1982).

[9] فقَد العراق، في الفترة السابقة، حوالي 100طائرة وأكثر من ألفَي دبابة وعربة مدرعة.

[10] حصلت إيران، من الصين الشعبية، على صواريخ أرض/ سطح، من نوع SilkWarm ، التي سيكون لها شأن، فيما بعد.

[11] الغازات الحربية: تُسمى، أحياناً، الغازات السامة، وهي أحد أنواع أسلحة الدمار الشامل، المحرمة دولياً، (غازات حربية، مواد حارقة، مواد بيولوجية، أسلحة نووية). وهي تؤثر في أجهزة الكائنات الحية، فتشلها عن أداء وظائفها، مما قد يسبب الوفاة، أو العجز الدائم (أو المؤقت). وتتنوع هذه الغازات، طبقاً لتأثيرها في الأجهزة المختلفة للجسم. فمنها أنواع، تستمر فترة قصيرة (غازات غير مستمرة)، وأخرى تطول فتراتها (غازات مستمرة) لأكثر من عدة أيام كاملة، ويمكن نشرها في الجو، أو على سطح الأرض، باستخدام أسلحة مختلفة (رش بالطائرة، قنابل طائرات، مدفعية، صواريخ أرض/ أرض، صورايخ سطح/ أرض). وكانت بداية استخدامها، عسكرياً، في الحرب العالمية الأولى، بوساطة الألمان. وتستخدم أحياناً (بشكل مخفف) في أعمال مكافحة الشغب، لقوات الأمن الداخلي.

[12] تسمى ضربة إحباط (إجهاض). والهدف منها إنزال خسائر بقوات الهجوم، تعوقها عن أداء مهامها الهجومية.

[13] وُقِّع اتفاق بينهما، في فبراير 1983، لتطوير سعة خط أنابيب نفط، لتصدير نصف مليون برميل، يومياً.

[14] حصل العراق على موافقة المسؤولين السعوديين، على مرور مليون برميل، يومياً، عبْر خط أنابيب سعودي.

[15] مداها يراوح بين 360 و380 ميلاً عبر الأراضي، مما يجعل معظم الأهداف الإيرانية، في الخليج، في مرماها.

[16] كانت إيران تصدر منها مليونَي برميل، يومياً.

[17] بلغت قيمة مبيعات الأسلحة الفرنسية للعراق، في ثلاث سنوات (80 ـ 82) 5.6 مليارات دولار، إضافة إلى 4.7 مليارات دولار مبيعات أخرى، و7 مليارات دولار قروضاً.

[18] بعض المصادر تشير إلى أنهما الفِرقة 12 والفِرقة 24 المدرعتان.

[19] على مسافة 45 كم من السليمانية، و144 كم من حقول نفط كركوك العراقية.

[20] شنت القوات الإيرانية 12 هجوماً، رئيسياً وفرعياً، على طول المواجَهة (130 كم).

[21] كانت القيادة العراقية قد دفعت بتعزيزات إلى المنطقة، من قوات الحرس الجمهوري، ذات الكفاءة العالية، ونشرت بعضاً منها، في داخل مدينة بنجوين.

[22] أصبحت القوات الإيرانية بالقرب من خط أنابيب النفط، العراقي ـ التركي، الذي يبدأ من كركوك.

[23] مع بداية الهجوم الإيراني، قصف العراقيون ديزفول ومسجد سليمان وبهبهان، بالصواريخ، وبثوا الألغام في ميناء بندر خميني. وعندما دفعوا قواتهم المتميزة، من الحرس الجمهوري، إلى القتال، حول بنجوين، سارع الإيرانيون إلى قصف البصرة بالمدفعية.

[24] 27 ألف قتيل.

[25] تقع الكوت على نهر دجلة، وعلى طريق البصرة ـ بغداد، نحو 150 كم جنوب بغداد، وعلى مسافة 75 كم من الحدود الإيرانية.

[26] تقع بعقوبة شمال بغداد، بحوالي 50 كم، وعلى مسافة 75 كم من الحدود الإيرانية. وهي محصنة، مثل البصرة، إذ يحيط بها ساتر ترابي، ودشم للمدافع والأسلحة المختلفة، وفيها مستودعات للذخائر والاحتياجات الأخرى.

[27] تقع `علي الغربي` جنوب الكوت، على طريق البصرة ـ بغداد، على مسافة تقلّ عن 20 كم من الحدود الإيرانية، وعلى مسافة 50 كم من دهلران الإيرانية.

[28] حوالي 50 بئراً منتجة. كان بعض المصادر قد صرحت، أن إنتاجها يتعدى المليار برميل.

[29] بدأت إيران بتحويله إلى طريق ترابي مرتفع، طوله 16كم، واكتمل تحويله، في 7 مايو 1984.

[30] أعلن رئيس الدولة الإيراني، عقب ذلك، أن إيران، يمكنها، الآن، إعادة إصلاح ما دمرته الحرب، وكان يعنى بذلك استخدام عائدات النفط لجزُر مجنون.

[31] قوة الدفاعات، والتفوق الجوي، والتفوق الكمي للدبابات العراقية.