إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الموسوعة المصغرة للحرب الكورية (25 يونيه 1950 ـ 27 يوليه 1953)





الدبابة المتوسطة ت 34
خط دفاع نهر كوم

مناطق التركيز لهجوم الربيع
مواقع الفرقة 38 مشاة
هجمات الفيلقين الثاني والخامس
هجمات الفرقة 12 الكورية
هجمات شمالية على تايجو
هجمات شمالية في الشرق
هجوم شمالي على ناكتونج
هجوم شمالي على تايجو
مطاردة القوات الكورية الشمالية
نطاق الفيلق العاشر
أعمال تعطيل الفوج 34
أعمال تعطيل الفرقة 21
معركة هوينج سون
معركة خزان شانج جين
معركة شونج شون 25-28 نوفمبر 1950
معركة شونج شون 28 نوفمبر – 1 ديسمبر 1950
معركة سويانج
الإبرار في إنشون
الهجوم على الفرقة 20
الهجوم على سكشون وسانشون
المرحلة الثالثة للهجوم الصيني
الالتحام عند أونسان
الانسحاب من خزان شوزين
الانسحاب لخط الفرقة الأولى
الاستيلاء على بيونج يانج
التمركز في هاجارو- ري
التدخل الصيني غرباً
التقدم إلى الممر الشرقي
الجبهة الأمريكية الكورية الجنوبية
الدفاع عن نهر كوم
الدفاع عن خط ونجو
الشماليون يعبرون نهر هان
انسحاب الجيش الثامن
العاصفة والمقدام الجبهة الشرقية
العاصفة والمقدام الجبهة الغربية
الفوج 31 شرق الخزان
الفرقة الثانية في كونو- ري
الفرقتان السابعة والثامنة مشاة
اجتياز الشماليون خط 38
تدمير رأس جسر للشماليين
تقدم الجيش الثامن
تقدم الفيلق العاشر
تقدم القوات الأمريكية والجنوبية
تقدم قوات الأمم المتحدة
جبهة شرق هواشون
دخول القوات الشمالية ناكتونج
جيب كومشون
خرق نطاق الحصار
خط إخلاء الفيلق العاشر
خط المعركة 10 يوليه
خط الاتصال 1 يوليه
خط الترسيم المقترح
خط الجبهة يتحرك للجنوب
خط الجيش الثامن 1952
خط دفاع يوسان الدائري
خطة الفيلق العاشر
رأس جسر شونجشون
سد هواشان
شيبيونج - ني
سقوط تايجون
سقوط سيول
كوريا
عملية الإلتفاف
عملية الخارق الجبهة الشرقية
عملية الخارق الجبهة الغربية
عملية الصاعقة
عملية الصاعقة فبراير 1951
عملية الشجاع
عملية القاتل
قوات واجب سميث
قوة واجب كين



حرب عام 1967

رابعاً: الاستيلاء على إنشون

في سعت 1645، 16 سبتمبر، بدأ قصف عنيف بالمدفعية على إنشون، تمهيداً لعملية إنزال الجنود، في المساء. وركزت كل من الطرادات والمدمرات وسفن الصواريخ والطائرات نيرانها كلها ضد هذه المدينة. وكانت السفن الأكبر منها تطلق نيرانها على المدافع السابق تحديد مواقعها، كما حاولت تدمير الخنادق، والفتحات الظاهرة في الأسوار الساحلية السميكة، التي كانت تحيط بالميناء، والتي بلغ ارتفاعها حوالي 15 قدماً؛ بهدف تمهيد مدخل لمشاة البحرية، كما تولت عدة طائرات، بعد إقلاعها، من حاملات الطائرات ضرب الإمدادات والمؤن، التي حاول الكوريون الشماليون أن يدفعوها إلى الميناء المحاصر.

وقد أيقن الكوريون في ذلك الوقت أن وولمي ـ دو لم تكن سوى هدف حيوي ابتدائي. وكانوا في مواقعهم مستعدين للمقاومة، عندما حانت سعت 1730، فارتفعت غلالة الضرب من نيران مدفعية الأسطول، وبدأ هجوم مشاة البحرية على الشاطئين في وقت واحد.

وكان هناك، إلى اليسار من وولمي ـ دو، شاطئ أحمر، يمتد ألف قدم من الحائط الساحلي، وكان بمثابة منطقة لإبرار القوات. وكان الجنود، الذين وقع عليهم الاختيار؛ لتنفيذ عملية الاقتحام على هذا الشاطئ، قد حملوا معهم سلالم بالخطاطيف. وهم من كتيبتين من الفوج الخامس من مشاة البحرية، يقودهم المقدم موري، وهو الرجل الذي قاد المعركة في مازان، وفي منطقة الهضبة المجهولة. وعند وصولهم إلى الحائط البحري، وكانت قمته على ارتفاع أربعة أقدام من مقدم أي زورق من الزوارق التي نقلتهم، وألقى الرجال بالسلالم على السور، واستطاعوا أن يتسلقوا بعضها تحت ستار من الدخان، في حين لم تستقر خطاطيف باقي السلالم في السور لصغر حجمها، ما دفع الرجال إلى القفز، وبدأوا يزحفون ويقفزون في وثبات الضفادع. وتم نزول الموجة الأولى، من دون أن تطلق عليهم النيران. بينما تعرضت الموجات الثانية والثالثة، وكذلك السّفن الناقلة للجنود لنيران الكوريين الشّماليين. وارتطمت إحدى هذه السفن بالحائط السّاحلي، وكانت سرعتها ست عقد، ما تسبب عنه صدع الحائط بدرجة كافية، وفُتح مقدم السفينة وخرجت البلدوزر، وبدأت تندفع لتردم الخنادق، التي كانت تنطلق منها نيران الكوريين الشماليين. واستمر تفريغ السفن، بينما اكتسح الفوج الخامس مقبرة المدينة، على التل الذي كان يهدد نزول القوات الباقية القادمة.

وفي اليمين، أي الجنوب من وولمي ـ دو، كان هناك الشاطئ الأزرق، وهو كذلك جزء من الحائط الساحلي، اتجه إليه الفوج الأول من مشاة البحرية يقوده العقيد لويس بوللر Lewis B. Puller، الذي يُعد أكثر رجال مشاة البحرية شهرة، وأكثرهم أوسمة ونياشين. وهنا توالت خمس عشرة موجة من الجنود والدبابات، علاوة على ست موجات من زوارق الإبرار، هبط منها الرجال إلى الشاطئ، وتوجهوا بسرعة إلى نقط الدخول.

وفي اللحظات المبكرة من بعد ظهر ذلك اليوم، قاد الأدميرال سترابل زورقه إلى جوار سفينة القيادة مونت ماكينللي، من أجل أن يصطحب معه اللواء ألموند، الذي لم تكن لديه سابق خبرة في العمليات البرمائية، ليرى بنفسه المشاق التي تتعرض لها القوات المنقولة، إلى البر من البحر. وفور أن بدأت الموجتان الثانية والثالثة من قوات بوللر، في النزول إلى البر، عند الشاطئ الأزرق، ونزل سترابل إلى السور الساحلي، وصاح فيه أحد الرقباء من مشاة البحرية "ابتعد من هنا فوراً". وطلب سترابل أن تدار دفة القارب، وعاد بسرعة، وبه الأدميرال واللواء ليبتعد عن مجال انفجار العبوة، التي كان هذا الرقيب قد وضعها في السور الساحلي؛ من أجل فتح ثغرة فيه، فانفجرت بعد تحرك القارب بقليل، وانفتحت الثغرة في السور. وبذلك استمر غزو الشاطئ الأزرق، وبدأ كشاف ضخم، قطره 24 بوصة، في تهيئة الإضاءة الكافية في الظلام الدامس، بين الدخان المتصاعد. وبسرعة عاد الظلام يسود المنطقة، ولكن استمر مشاة البحرية في التوغل داخل أراضي كوريا الشمالية.

وبدأ مشاة البحرية، في اليوم التالي، في الانتشار إلى الأمام في جماعات، ووصل اللواء سميث إلى الشاطئ عصر ذلك اليوم لكي يتولى القيادة. وبدأت مشاة البحرية، من قوات كوريا الجنوبية، عملية تطهير الشوارع من الكوريين الشماليين. وفي 17 سبتمبر، قضت مشاة البحرية على قوة قوامها مائتي فرد، من جنود كوريا الشمالية، باستخدام خمس دبابات، في معركة دارت، على بعد ستة أميال جنوب شرقي إنشون، واستولت على مطار كيمبو. وفي اليوم نفسه، بدأت بعض عناصر من الفِرقة السابعة المشاة في النزول إلى البر، من دون متاعب أو مقاومة، بينما كانت الإمدادات والأسلحة الثقيلة تتدفق، من كل مكان، إلى الميناء، الذي تم الاستيلاء عليه. ووصف قائد الأسطول الأدميرال ويليام هالسي هذا الإنجاز بأنه "أعظم ضربة إستراتيجية جريئة على مر التاريخ". فقد زاد من قوة الأمريكيين، وبقي عليهم أن يقطعوا خط تموين قوات كوريا الشمالية، بالاستيلاء على سيول، وأن يتحركوا إلى الجنوب من المدينة؛ من أجل إغلاق طرق الفرار، أو الانسحاب من بوزان.

خامساً: معركة شانجا دونجا

شددت قوات كوريا الشمالية، في 18 سبتمبر، ضغطها على بوهانج. فصدرت الأوامر إلى السفينة 667، الناقلة للجنود، بإنزال 800 رجل، من كتيبة ميريانج الجنوبية، في شانجا دونجا؛ لتخفيف الضغط على بوهانج. بينما دفعت الفِرقة الثالثة الجنوبية، إلى الهجوم عليها.

وبمجرد رسو السفينة 667 على الشاطئ الصخري، على بعد ميل واحد، جنوب معسكر قوات كوريا الشمالية، أفلتت دفة السفينة، وجنحت السفينة إلى الصخور، وأصابها ثقب أدى إلى تسرب المياه، ثم جرفتها الرياح ودارت بها، فبدأت تميل، فقفز الجنود منها إلى الماء يخوضون فيه إلى الشاطئ حيث تصيدهم الكوريون الشماليون.

وعندئذ صدرت الأوامر إلى الأسطول الأمريكي بأن يوقف قصف الساحل الشرقي، والإسراع إلى نجدة الجنود الكوريين الجنوبيين. وهناك أخذت مدفعية الأسطول تواصل قصفها، حتى أقامت ساتراً من النيران، أمكن خلاله إخلاء 725 رجلاً، بينهم 110 جرحى؛ بينما قُتل 39 فرداً، ورفض 32 آخرون العودة خوفاً من الغرق.

في تلك الأثناء، هجمت الفِرقة الثالثة الكورية الجنوبية على بوهانج، التي سمى جنودها أنفسهم "الجوالون الهائمون". وتمكنت من الوصول إلى الضفة الجنوبية من نهر هيونج سان، على الطريق الساحلي، ولم تستطع التقدم، فطلبت النجدة من الأسطول. وعلى الفور، دعمتها البارجة ميسوري، فاستطاعت عبوره، إلى الضفة الشمالية، ومطاردة أفراد الفِرقة الخامسة الكورية الشمالية؛ ليبدأ منذئذٍ، تراجع الشماليين، الذي سوف يتجاوز خط العرض 38.

سادساً: انهيار قوات كوريا الشمالية

في 16 سبتمبر، تمكن الفوج الخامس الأمريكي مشاة، وقوات كورية جنوبية، من الاستيلاء على "وايج وان"، في منطقة الجبال الوسطى. في صباح 16 سبتمبر، تقدم الفوج 15 من الفرقة الأولى الكورية الجنوبية، إلى مواقع حصينة للقوات الكورية الشمالية، شمال تايجو (أُنظر خريطة خرق نطاق الحصار).

وفي جنوب تايجو، تمكنت الفرقة الثانية الأمريكية، بعد قتال عنيف، من الاختراق مسافة خمسة أميال، والتقدم إلى التلال المطلة على نهر ناكتونج. وفي عصر اليوم، تقدم الفوجان 38 و23 مشاة أمريكيان، يدعمهما قصف أربع طائرات ف ـ 51، بقنابل النابالم والصواريخ، وتمكنا من التغلب على المقاومة العنيفة، من الكوريين الشماليين، والاستيلاء على التل 201، ثم التل 208 المطل على نهر ناكتونج. وفي الليل، بدأ الكوريون الشماليون بسحب الفِرقتَين، السادسة والسابعة، وهما يمثلان أكثر القوات الكورية الشمالية توغلاً في الجنوب، بعيداً عن قواعدها إلى الشمال. وفي تلك الأثناء، كانت قوات مشاة البحرية الأمريكية، تشق طريقها صوب سيول.

في 21 سبتمبر، بدا واضحاً، أن انهيار الكوريين الشماليين أصبح وشيكاً؛ إذ استسلم العقيد لي هاك كو Lee Hak Ku، رئيس أركان الفِرقة الثالثة الشمالية؛ إلى جنديين من الفوج الثامن فرسان أمريكي، على بعد أربعة أميال جنوباً من تابو ـ دونج Tabu - Dong. أيقظهما وهما نائَميْن على جانب الطريق، بالقرب من قرية سامسانج Sam Sang، وكشف لهما عن شخصيته، وطلب أن يستسلم. وقد كشف استجوابه أن قيادة الفيلق الثاني، من قوات كوريا الشمالية، أصدرت أوامرها إلى الفِرق التابعة لها باستئناف القتال. وأن الفِرقة 13 لم تعلم شيئاً عما حدث في إنشون، فقد تعمد قادتها إلاَّ يخبروا جنودهم، وهم يحاصرون بوزان، بوجود الأمريكيين خلف خطوطهم؛ لكيلا تضعف معنوياتهم.

في 22 سبتمبر، دارت مناقشة بين ماك آرثر وووكر، أسفرت عن إقرار خطة كوزنزان؛ من أجل الاستمرار في عملية الاختراق من بوزان؛ إذ لم يكن هناك أدنى شك، وقتئذ، في أن جيش كوريا الشمالية قد أخذ في الانهيار. وأصدر الفريق ووكر، في اليوم نفسه، الأمر التالي: "لقد انهارت مقاومة العدو، على طول مواجهة جبهة الجيش الثامن، ما سيسمح بالقيام بهجوم عام من المواقع الحالية. ونظراً إلى هذا الموقف الراهن، أصبح مفروضاً أن توجه كل الجهود إلى تدمير العدو، باختراق عميق في خطوطه واستغلال ضعفه، إلى أقصى حد ممكن، ثم تطويق خطوطه لقطع خطوط انسحابه، وتدميره تماماً".

وكان هذا التوجيه، من الفريق ووكر، يعكس اقتناعه التام بانهيار معنويات أفراد جيش كوريا الشمالية، وكان هذا صحيحاً؛ فقد أثرت الهجمات، التي جرت في شهري أغسطس وسبتمبر، في اختفاء لهجة المباهاة والتبجح، التي كان يجاهر بها الرئيس كيم إل سونج. وفي 8 سبتمبر، كان الجيش الكوري الشمالي، قد فقد معظم قادته الأكفاء، عندما انفجر أحد الألغام الأرضية، وتسبب في قتل الفريق كانج كون Kang Kon، رئيس أركان الجنرال كيم شايك Kim Chaek، وكان هو القائد الوحيد، في كوريا الشمالية، الذي يرهبه كل من ماك آرثر وووكر، ولا ريب أن كان لمصرعه أثر مباشر في معنويات جيش كوريا الشمالية، وعلى أي حال، فإن القوة، التي كان كانج كون قد بذل جهده؛ من أجل أن يحتفظ بكيانها ومواقعها، بدأت تتداعى وتنقسم، بعد وفاته بأسبوع واحد.

وحتى 15 سبتمبر، لم يكن قد تبقى من قوات كوريا الشمالية، التي اجتازت خط العرض 38، في 25 يونيه، سوى ثلاثين بالمائة فقط في الخدمة. ولم يظهر الكوريون الجنوبيون الشيوعيون، الذين أرغموا على المشاركة في القتال مع الشماليين، أي إسهام جدي مع إخوانهم الشماليين، وبدأ كثير من المحاربين الكوريين الشماليين يقتلون الرجال، الذين يرفضون التقدم، أو يحاولون الفرار من الصفوف. أما من بقي منهم، فلم يكف عن الشكوى والتذمر، من قلة الطعام أو ملابسهم الممزقة وسوء حال أسلحتهم ومعداتهم. وفي منتصف سبتمبر، كان هناك 70 ألف جندي في الميدان، من الشيوعيين، يواجهون قوات الفريق ووكر، التي تقدر بحوالي 140 ألفاً، ويخدمها نحو 50 بالمائة من الدبابات والأسلحة المعاونة الثقيلة، التي كان في حاجة إليها. فقد تحقق تقدير الفريق الأول ماك آرثر بالنسبة لما قد يتعرض له أي جيش، يعتمد على خط إمداد طويل سليم، وتحقق ظنه فيما حدث، عندما تعرض جيش كوريا الشمالية للهزيمة أو الانكسار، بصورة مؤلمة، خلال الأيام العشرة الأخيرة من سبتمبر.

وبنهاية الشهر، كان جيش كوريا الشمالية قد تحطم، وانسحب بسرعة إلى الشمال. واختفت بعض الفِرق الثلاث عشرة، التي انتشر رجالها في كل أرجاء كوريا الجنوبية، بصورة غير منتظمة في جماعات صغيرة، وقد تحطمت معنوياتهم. وقد كانت كل طرق الفرار تحت سيطرة قوات الحلفاء. كما كان البحر بالنسبة إليهم مصدر خطر محقق. وكانت السماء تعج بالطائرات، التي تقذف الموت أو تمطرهم بالقنابل والنيران. كما كانت الطرق ومزارع الأرز وحقول كوريا الجنوبية مزدحمة، تغص بالدبابات والمدافع والعربات، التي هجرها رجالها. وأصبح الاستسلام، بالجملة، من جانب أفراد كوريا الشمالية، أمراً طبيعياً، حتى إن عدد الأسرى قُدِّر بعشرات الألوف. كما أمكن بعض الفلول الشمالية أن يلجأوا إلى جبال شيري الوعرة، وشنوا، فيما بعد، حرب عصابات، أزعجت الخطوط الخلفية لقوات الحلفاء، في الشهور التالية. واتجه معظمهم إلى الشمال، عائدين إلى بلادهم، تاركين وراءهم أراضي كوريا الجنوبية، التي اكتظت بالمقابر الغفيرة للآلاف الذين لقوا حتفهم، في هذه الحرب.

وكان الكوريون الشماليون يقتلون ويحرقون ما استطاعوا، في طريق انسحابهم؛ ففي ساشون، أحرق الكوريون الشماليون السجن، بمن فيه من رجال الشرطة الكورية الجنوبية، البالغ عددهم 280 رجلاً، فضلاً عن كل الأفراد الرسميين، وملاك الأراضي، الذين كانوا جميعاً في داخل السجن. وفي أنوى، وموكبو، وكونج جو، وهام يانج، وشونجو، عثر جنود الأمم المتحدة في كثير من الخنادق، على جثث لمئات المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال. وبالقرب من مهبط الطائرات، في تايجون، عثر على 500 من جنود كوريا الجنوبية، أوثقت أيديهم إلى ظهورهم، وقد اخترق الرصاص رؤوسهم.

وفيما بين 24 سبتمبر و 4 أكتوبر، اكتُشف جثث حول تايجون، وقدرت فيما بين 500 و7 ألاف  جثة، وبينها سبعة عشر جندياً من قوات كوريا الجنوبية، و40 جندياً أمريكياً، أعدم معظمهم بين 23 و 26 سبتمبر، حينما كانوا أسرى في أيدي القوات الكورية الشمالية، فاقتادتهم في جماعات، كل منها من مائة إلى مائتين إلى خنادق معدة سلفاً، وأطلقت عليهم الرصاص. وحدث أن تظاهر جنديان أمريكيان، وجندي من قوات كوريا الجنوبية، ومعهم ثلاثة من المدنيين، بالموت، وارتثوا بين القتلى، فكانوا بعد ذلك أدلاء لقوات الأمم المتحدة، وقصوا على أفرادها الفظائع، التي ارتكبتها القوات الكورية الشمالية.

سابعاً: استمرار تقدم الحلفاء

واصلت قوات الحلفاء تقدمها، من دون معوقات، إلاَّ ما حدث لكتيبة أرجيل Argyll، إحدى وحدات اللواء 27 البريطاني، التي كانت قد ألحقت، مؤخراً، بالفِرقة 24 الأمريكية. ففي 22 سبتمبر، اكتسحت الكتيبة الأولى، من فوج الميدل سكس Middle Sex البريطاني، هضبة "فطيرة الخوخ Plum Pudding Hill"، إلى يمين الطريق، عند نقطة، تبعد ثلاثة أميال جنوب "سونج جو". وتلقت كتيبة أرجيل، أمراً باتخاذ موقع لها على أحد المرتفعات، إلى يسار الطريق، يعرف باسم التل الرقم 282. وقد سارع أفراد الكتيبة إلى تسلق التل، قبل بزوغ فجر 23 سبتمبر مباشرة. وبعد ساعة من ذلك، فاجأ الجنود البريطانيون قوة من الكوريين الشماليين، وقت تناولهم الإفطار. واستولوا على قمة التل 282. ولكن سرعان ما تعرضوا لنيران مكثفة من المدفعية والهاون، من تل آخر، أعلى منه، تحتله قوات كوريا الشمالية، على بعد ميل من ناحية الجنوب الغربي، هو التل 388، ولم يكن لدى كتيبة أرجيل أي أسلحة معاونة، إذ كانت المدفعية الأمريكية قد انسحبت، كما لم يكن في مقدور الدبابات الوصول إلى تلك الأرض الوعرة. وعندئذٍ، طلبت الكتيبة معاونة جوية. وعند الظهر، حلقت ثلاث طائرات أمريكية، من نوع موستانج، ف ـ 51 Mustang F-51، تنتظر ظهور الرايات البيضاء، لتحديد مواقع القوات البريطانية. ولكن أفراد قوات كوريا الشمالية، رفعوا رايات بيضاء، فخدعوا الطائرات، وانطلقت تصب قذائفها، وعبوات النابالم الحارقة على أفراد الكتيبة البريطانية، فاشتعلت النيران في مواقعهم، واندفع بعضهم يلتمس النجاة في جوانب التل، وانطلق موير، في جماعة من رجاله، عائداً إلى قمة التل، فأصابته قذيفة مدفع من قوات كوريا الشمالية، فسقط قتيلاً على الفور. لقد استغرق الأمر دقيقتين فقط، واصطبغ المكان كله بلون الدم واضطر الرائد جوردون إنجرام Gordon Ingram، الذي خلفه في قيادة الكتيبة البريطانية، إلى إخلاء التل، والانسحاب مسرعاً، بعد أن فقد 149 رجلاً.

في يوم 23 سبتمبر، سقطت مدينة سونج في أيدي قوات الفوج 19 الأمريكي. وتقدمت طلائعه فدخلت مدينة تايجون في 28 سبتمبر. وفي الوقت نفسه، تقدمت قوة من الفِرقة الأولى الفرسان، بقيادة المقدم جيمس لينش James Lynch، مسرعة، فقطعت 105 أميال شمال مدينة ياون، في ثلاثة أيام فقط، لتلتقي أفراد الفِرقة السابعة المشاة على مشارف سوـ ون، جهة الجنوب؛ ومن ثم، أحكمت قوات الأمم المتحدة سيطرتها على تلك المنطقة الشاسعة، التي كانت قوات كوريا الشمالية قد اخترقتها، في شهر كامل.

ثامناً: سقوط سيول

هكذا، بعد مضي أحد عشر يوماً فقط من عملية إبرار مشاة البحرية في إنشون، حقق الجيش الثامن والفيلق العاشر الأمريكيان الاتصال التام بين القوات، التي وضعت نصب أعينها القضاء المبرم على قوات الكوريين الشماليين، في أراضي كوريا الجنوبية.

في 25 سبتمبر، بدأ مشاة البحرية عملية اقتحام سيول. وسارع قائد الفيلق العاشر إلى إعلان الاستيلاء على المدينة، قبل سقوطها؛ إذ كان القتال لَمّا يزل حامي الوطيس في شوارعها المهدمة المحترقة، وسط مذابح، سقط ضحيتها ألوف من المدنيين، ومئات من مشاة البحرية الأمريكية.

ذلك أن الفِرقة الأولى، من الفوج الأول من مشاة البحرية، كانت هي التي بدأت اقتحام سيول. وخاضت المعارك في شوارع المدينة. وفوجئت بوجود أكياس من قش الأرز، ملئت بالقاذورات، وسدت الطريق؛ واختبأ وراءها جنود كوريا الشمالية، وراحوا يطلقون نيرانهم المضادة للدبابات والرشاشات؛ بينما تربص أفراد القناصة منهم فوق المباني المحيطة؛ لتوفير الحماية للأفراد خلف الأكياس، ولإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة على الدبابات. وأمام تلك الأكياس، زرعت أعداد ضخمة من الألغام المضادة للدبابات.

تقدم أفراد مشاة البحرية، تسبقهم الصواريخ والنيران، من سفن الأسطول، وطائرات القتال التابعة للبحرية؛ ويتقدمهم مهندسون، يحاولون نزع كبسولات الألغام، أو إبطالها. وبعد إصابات كثيرة، تمكنت الدبابات من التقدم، وإزالة الموانع، وقصف أوكار الرشاشات والمدافع المضادة للدبابات. وخلف الدبابات، تقدم حملة الرشاشات، وأخذوا يضربون مواقع القناصة. وقد وصف راذر فورد بوتس، مراسل اليونايتد برس، ما حدث في سيول، بقوله: "لقد تبعت رجال الفِرقة الأولى من مشاة البحرية وسط أكوام الأنقاض بالقطاع الأوسط من مدينة سيول، في اليوم الذي أعلن فيه تحريرها، ولم يكن قد حدث بعد. لقد بذل الشيوعيون آخر محاولاتهم اليائسة المستميتة؛ فشنوا هجومهم المضاد في الساعة الثانية بعد منتصف الليل بصورة مفزعة قاسية، واستخدموا الدبابات التي أطلقت نيران مدافعها بمنتهى الدقة من مسافات قريبة، بينما تمكنت المدفعية الأمريكية من تحطيم أكثر من حاجز طريق، أمام خطوط مشاة البحرية، وكانت أصداء المعركة تدوي، بين هزيم الرشاشات الأوتوماتيكية. وكان كل هذا يدور، ووراءه المباني المشتعلة بالنيران. والآن هدأ كل شيء تقريباً، وقد انتظم انطلاق مجموعات قذائف الرشاشات بفواصل زمنية طويلة بين ضربات المدفعية وقذائف الهاون. ولكن تركزت في ركن من الشارع فظائع الحرب كلها، وقد تجردت من سمات التحدي والصراع، التي تجعل الحرب محتملة، لأولئك الذين قدر عليهم أن يخوضوا الحرب.

وكانت أسلاك التليفون وأسلاك الكهرباء مدلاة بالشوارع، أو مدلاة من الأعمدة المهشمة، التي كانت تشبه أشجار أعياد الميلاد، بما عليها من حبال الزينة، بينما تصاعد دخان أزرق من برميل، في أحد الأكشاك الصغيرة، ظل هو البناء الوحيد القائم على الجانب الأيسر من الشارع.

وشوهدت امرأة شابة تبحث، في كومة من أحجار الأسقف المحطمة والألواح الخشبية المحترقة أو المتفحمة، عن كسرات خبز، أو مياه؛ لكي تأخذها لنفسها، أو ربما لطفلها. بينما تراكمت أكوام مختلطة من اللحم والعظام، تلوثت بلون الخردل الأصفر، وقد تناثرت هذه الأكوام المختلطة على الأرصفة في كل مكان. وهناك، رقد رجل طاعن في السن، في ردائه الأبيض، على حصير من قش الأرز، بالقرب من ركن الشارع. بينما كانت عربات التموين والذخائر تنقل الأربطة وأنقاض الحجارة الصغيرة، من الطوب الني المحروق في الشمس، تروح وتجيئ بين الأتربة، قادمة من الجبهة، التي كانت تبعد مسافة ستة شوارع للشمال، بينما كانت عربات الإسعاف الجيب في الجنوب، والمجهزة كل منها بأربع نقالات، تتنقل محملة بالجرحى والقتلى، فكانت، بذلك، تعكس عنف المعركة التي دارت قبل الفجر، ومدى خسائرها.

وكانت هناك شابة نحيلة، متلفعة بقميص صوف من ملابس البحرية، تتعثر في الشارع، وقد احترق وجهها وذراعاها وساقاها، وتآكلت كلها تقريباً، نتيجة إصابتها بشظايا قنبلة أمريكية من الفوسفور الأبيض. لقد كانت عمياء، ولكنها على أي حال كانت حية، وكانت تقريباً في حجم ابنتي الصغيرة، وكان هناك ثلاثة أطفال كوريون آخرون أسعد حظاً منها، يتطلعون إليها، وهي تتعثر، في حذر وبطء، وقد فشلت مرتين في الصعود إلى الرصيف، فأثار ذلك ضحكهم".

وفي 26 سبتمبر، تقدمت الفِرقة 17، من قوات كوريا الجنوبية، صوب الحافة الشرقية لسيول. بينما هاجم الفوج 32، التابع للفِرقة السابعة الأمريكية، القطاع الجنوبي الشرقي. وفي اليوم التالي، انهارت المقاومة تماماً. وفي 28 سبتمبر، سقطت سيول في أيدي قوات الأمم المتحدة. (أُنظر خريطة سقوط سيول).

بعد الاستيلاء على سيول، أجبرت الفِرقة الأولى من مشاة البحرية الأمريكية بقايا القوات الكورية الشمالية على الفرار من الضواحي الشمالية للمدينة. ثم في الأول من أكتوبر، بدأت دوريات، من الفِرقة الخامسة من مشاة البحرية الأمريكية، جولات تفتيشية في طريق بيونج يانج السريع؛ بهدف تمشيط المنطقة، حتى مونسان ـ ني ونهر إيمجين Imjin.

وتقدم الفوج السابع من مشاة البحرية الأمريكية، في الوقت نفسه، إلى طريق أويجونجبو، شمال المدينة، من دون أن يلقى أي مقاومة. ولكن، في الثاني من أكتوبر، تحركت ثلاث كتائب، من الفوج 31 من قوات كوريا الشمالية، فواجهت الفوج السابع من مشاة البحرية الأمريكية، في اشتباكات عنيفة، على بعد ثلاثة أميال، جنوب أويجونجبو، في أجوار نوون ـ ني Nuwon - ni. وانتهت الاشتباكات بانسحاب الكتائب الكورية الشمالية الثلاث، إلى الشمال.

وفي عصر الثالث من أكتوبر، تقدمت دبابات الكتيبة الثانية إلى أويجونجبو. وتعاونت الطائرات والسفن الحربية على تدمير المدينة تماماً. احتل الفوج السابع من مشاة البحرية الهضبة الكائنة في شمال المدينة، ثم تمركزت قواته حول المدينة، في الليل.

كان القتال يومَي 2 و3 أكتوبر، أمام أويجونجبو، هو آخر صورة من صور المقاومة المنظمة، ضد الفِرقة الاولى من مشاة البحرية الأمريكية، في عملية إنشون ـ سيول. وبدا من الإحصاءات التالية للعملية السابقة، أن إجمالي القوات الكورية الشمالية، التي خاضت المعركة في منطقة إنشون ـ سوون ـ سيول، يزيد قليلاً على 30 ألف رجل. وأن هناك نحو عشرة آلاف جندي مبعثرين في الضواحي المجاورة. ورفع الفيلق العاشر الأمريكي تقريراً، يفيد:

1. بأن لديه سبعة آلاف أسير، من كوريا الشمالية.

2. وأن عدد القتلى 14 ألفاً.

3. لم تفقد الفِرقة الاولى من مشاة البحرية دبابة واحدة، في العملية السابقة، ولكنها فقدت الكثير، فيما سبقها.

يُقدَّر عدد الدبابات الكورية الشمالية المدمرة، في منطقة إنشون ـ يونج دونجبو ـ سيول، بما يراوح بين 45 و50 دبابة. وفي منطقة سوون ـ أوسان، ما بين 10 دبابات و15 دبابة.  فيكون الإجمالي نحو 60 دبابة.

تكبدت القوات الكورية الشمالية خسائر فادحة، في المعدات العسكرية، في عملية سيول؛ فقد قررت الفِرقة الأولى من مشاة البحرية الأمريكية، أنها دمرت أو استولت على:

1. 23 مدفع هاون عيار 120 مم.

2. 19 مدفعاً مضاداً للدبابات عيار 45 مم.

3. 56 مدفعاً آلياً ثقيلاً.

4. 337 رشاشاً خفيفاً وقصيراً.

5. 59 مدفعاً مضاداً للدبابات عيار 14.5 14.5 Antitank Rifles.

6. 8543 بندقية rifle.

تاسعاً: خسائر الأمم المتحدة

كلفت عملية إنشون ـ سيول قوات الأمم المتحدة حوالي 3500 مصاب، بين قتيل وجريح، كالتالي:

1. خسرت الفِرقة السابعة المشاة 572 مصاباً (من بينهم 166 من جيش كوريا الجنوبية) كالتالي:

أ. 106 قتلى.

ب. 409 جرحى.

ج. 57 مفقوداً.

2. وقد فقد الفوج 32 (التابع للفِرقة السابعة) وحده:

أ. 66 قتيلاً.

ب. 272 جريحاً.

ج. 47 مفقوداً.

3. كانت أفدح خسائر الفيلق الأمريكي العاشر في الفِرقة الأولى المشاة البحرية، التي بلغ إجمالي إصاباتها 2383 فرداً، كالتالي:

أ. 364 قتيلاً.

ب. 53 جريحاً (ماتوا تأثراً بجراحهم).

ج. 1961 جريحاً.

د. 5  مفقودين.

4. كانت أفدح خسائر مشاة البحرية، في الأيام الستة، من 21 إلى 27 سبتمبر؛ إذ بلغت 1482 مصاباً، منهم 285 مصاباً، في يوم 24 سبتمبر وحده.

وفي 29 سبتمبر، طار الفريق ماك آرثر إلى مطار كيمبو، من أجل ترتيب حفل استعادة العاصمة الكورية، وتسليمها للرئيس سينجمان ري. وكان هناك بعض قوات من مشاة البحرية، يحرسون الجسر الجديد، الذي أقامه مهندسوها على نهر هان، ومرت سيارة ماك آرثر، يرفرف عليها العلم الأمريكي ذو النجوم الخمسة. واتجهت إلى مبنى الحكومة، عابرة الطرق والشوارع، بين الجثث المتناثرة، والمباني التي أكلت معظمها النيران. وحتى مبنى الحكومة نالت منه النيران؛ ولو أن غرفة الهيئة التشريعية لم تصب بسوء إلاَّ ثغرة في المنور. وكانت شظايا الألواح الزجاجية، قد تساقطت من هذا المنور، بينما وقف ماك آرثر، بين سينجمان ري، وأعضاء لجنة الأمم المتحدة، والرجال الرسميين لحكومة كوريا الجنوبية، وكبار ضباطه، وقال: "بفضل العناية الإلهية الرحيمة، قاتلت قواتنا يحدوها الأمل الكبير، وإلهام الإنسانية والأمم المتحدة، فحققت تحرير هذه العاصمة العريقة، من ثورة الحكم الشيوعي؛ فعادت لأهلها، مرة أخرى، الحياة الهادئة المستقرة، التي تحرص، قبل كل شيء، على حرية الفرد والكرامة الإنسانية".

وبعد ذلك طلب، الفريق الأول ماك آرثر من الجمع الحاضر أن يصلوا صلاة الشكر للرب، ثم التفت بعد ذلك إلى سينجمان ري، وقال: "سيدي الرئيس، إن ضباطي، وأنا معهم، إنما نستأنف الآن واجباتنا العسكرية، ونترككم أنتم ورجال حكومتكم؛ لتتولوا المسؤولية المدنية".

وأمسك الرئيس يد ماك آرثر وقال له: "نحن معجبون بكم". واغرورقت عيناه بالدموع، واستمر يقول، "إننا نحبك منقذاً لبلدنا وشعبنا". ثم التفت للحاضرين، ورفع يديه وترك الحديث المكتوب، الذي سبق أن أعده ليلقيه بهذه المناسبة، وبدأ يتكلم مرتجلاً، موجهاً حديثه للجنود الأمريكيين أمامه، وقال: "كيف أستطيع أن أعبر لكم عن عميق شكري وشكر شعب كوريا؟".

وانتهى الاحتفال، وقفل ماك آرثر راجعاً إلى مطار كيمبو؛ ليعود بالطائرة إلى طوكيو. وانهالت رسائل التهاني من كافة أرجاء العالم، وأبرق الرئيس هاري ترومان، إلى ماك آرثر: "إن ما قمت به يعد واحدة من قليل من العمليات الجريئة، في التاريخ العسكري، سواء العمليات التعطيلية، التي جازفت بها من أجل كسب الوقت، لتبني فيه وتعد قواتك، أو تلك التكتيكات الحربية الباهرة، التي أثمرت الآن تحرير سيول".

وقال له رؤساء هيئة الأركان المشتركة "مازلنا نشعر، بكل ثقة، أن المهمة الكبرى التي ألقتها على عاتقك الأمم المتحدة سوف تقوم بها، وتحقق أفضل النتائج".

وفي أيام قليلة، أبيدت فلول وحدات جيش كوريا الشمالية، في كوريا الجنوبية، في مناطق كثيرة. وهكذا، بعد مضى تسعين يوماً فقط، عاد الوضع إلى ما كان عليه، وانحسر الخطر الشيوعي عن كوريا الجنوبية، بمنتهى السرعة.