إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الموسوعة المصغرة للحرب الكورية (25 يونيه 1950 ـ 27 يوليه 1953)





الدبابة المتوسطة ت 34
خط دفاع نهر كوم

مناطق التركيز لهجوم الربيع
مواقع الفرقة 38 مشاة
هجمات الفيلقين الثاني والخامس
هجمات الفرقة 12 الكورية
هجمات شمالية على تايجو
هجمات شمالية في الشرق
هجوم شمالي على ناكتونج
هجوم شمالي على تايجو
مطاردة القوات الكورية الشمالية
نطاق الفيلق العاشر
أعمال تعطيل الفوج 34
أعمال تعطيل الفرقة 21
معركة هوينج سون
معركة خزان شانج جين
معركة شونج شون 25-28 نوفمبر 1950
معركة شونج شون 28 نوفمبر – 1 ديسمبر 1950
معركة سويانج
الإبرار في إنشون
الهجوم على الفرقة 20
الهجوم على سكشون وسانشون
المرحلة الثالثة للهجوم الصيني
الالتحام عند أونسان
الانسحاب من خزان شوزين
الانسحاب لخط الفرقة الأولى
الاستيلاء على بيونج يانج
التمركز في هاجارو- ري
التدخل الصيني غرباً
التقدم إلى الممر الشرقي
الجبهة الأمريكية الكورية الجنوبية
الدفاع عن نهر كوم
الدفاع عن خط ونجو
الشماليون يعبرون نهر هان
انسحاب الجيش الثامن
العاصفة والمقدام الجبهة الشرقية
العاصفة والمقدام الجبهة الغربية
الفوج 31 شرق الخزان
الفرقة الثانية في كونو- ري
الفرقتان السابعة والثامنة مشاة
اجتياز الشماليون خط 38
تدمير رأس جسر للشماليين
تقدم الجيش الثامن
تقدم الفيلق العاشر
تقدم القوات الأمريكية والجنوبية
تقدم قوات الأمم المتحدة
جبهة شرق هواشون
دخول القوات الشمالية ناكتونج
جيب كومشون
خرق نطاق الحصار
خط إخلاء الفيلق العاشر
خط المعركة 10 يوليه
خط الاتصال 1 يوليه
خط الترسيم المقترح
خط الجبهة يتحرك للجنوب
خط الجيش الثامن 1952
خط دفاع يوسان الدائري
خطة الفيلق العاشر
رأس جسر شونجشون
سد هواشان
شيبيونج - ني
سقوط تايجون
سقوط سيول
كوريا
عملية الإلتفاف
عملية الخارق الجبهة الشرقية
عملية الخارق الجبهة الغربية
عملية الصاعقة
عملية الصاعقة فبراير 1951
عملية الشجاع
عملية القاتل
قوات واجب سميث
قوة واجب كين



حرب عام 1967

رابعاً: الاستيلاء على بيونج يانج

بعد أن تم، في شهر سبتمبر، إصلاح خطوط السكة الحديدية من بوزان، وشمال وايجوان، وأعيد إصلاح الجسور فوق الأنهار الموجودة شمال تايجون، وجسر السكة الحديد على نهر إيمجين. بدأ الجيش الثامن الأمريكي، في التاسع من أكتوبر تقدمه إلى أراضي كوريا الشمالية. وفي اليوم التالي، أرسل اللواء ملبورن يطلب إسناداً لوجستياً هائلاً؛ بسبب النقص البالغ، لدى الفيلق الأول من الجيش الثامن؛ فلم يكن لديه ما يكفيه إلاّ يوماً واحداً. وأعقب ذلك بأن طلب كذلك ثلاثة آلاف طن من التعيينات، وكميات ضخمة من الوقود. ورد عليه العقيد ألبرت ستيبنس Albert K. Stebbens، بأن ذلك يحتاج إلى استخدام جميع الشاحنات المتاحة. وأخيراً، استخدمت مائتا شاحنة لنقل التعيينات والجازولين والشحومات إلى الفيلق الأول، في موقع يبعد 50 ميلاً شمال سيول. كما تم تجهيز خط أنابيب لنقل وقود الطائرات من إنشون إلى مطار كيمبو.

اضطر الجيش الثامن إلى التحرك بفيلق واحد فقط، هو الفيلق الأول، تاركاً الفيلق التاسع عند الضفة الشمالية لنهر هان. بعد أن وعد الفريق ووكر بإحلال الفيلق الثالث، من قوات كوريا الجنوبية (الذي يضم الفرقتين الخامسة والحادية عشرة)، محل الفيلق التاسع؛ في موعد لا يتجاوز 10 نوفمبر. وعندئذ، يمكن أن يلحق بالفيلق الأول.

في سعت 700، 15 أكتوبر، تحركت الكتيبتان الثانية والثالثة، من الفوج السابع فرسان أمريكي، من هانبوري إلى نامشونجوم (أُنظر خريطة الاستيلاء على بيونج يانج)، وتمكنتا تحت غطاء كثيف من قذائف الطائرات والمدفعية، من القضاء على مقاومة الكوريين الشماليين، ودمرتا مركز قيادة الفرقة 19، وقتل رئيس أركانها. ودخلتا نامشونجوم عند الظهر، بعد أن قُتل منهما عشرة رجال، وجُرح ثلاثون.

في 16 أكتوبر، قاد العقيد لينش هجوم الكتيبة الثالثة من الفوج السابع فرسان، من نامشونجوم، وعند الظهر، كان قد استولى على سوهونج Sohung، على بعد 17 ميلاً شمال غرب نامشونج. وفي اليوم التالي، وصلت الكتيبة الأولى من الفوج السابع فرسان إلى نامشونجوم، ثم انحرفت شمالاً، وهاجمت مدينة هوانج جو Hwangju في 18 أكتوبر.

كانت الفرقة الأولى من قوات كوريا الجنوبية، بقيادة الجنرال بايك، قد واصلت تقدمها، إلى يمين الفرقة الأولى فرسان الأمريكية، ودخلت مدينة سيبون ـ ني Sibyon-ni، شمال شرق كايسونج، في يوم 13 أكتوبر. ثم في 15 أكتوبر، خاضت، تحت ستار ضربات جوية، معركة شرسة مع قوة كورية شمالية، مدعومة بست دبابات ومدفعية، عند ميودونج Miu - dong، على بعد 12 ميلاً شمال شرق نامشونجوم. وتمكنت من دحرها، ثم واصلت تقدمها. وفي اليوم التالي 16 أكتوبر، خاضت معركة أخرى مع قوات كورية شمالية، ودمرتها، ثم دخلت مدينة سوان  Suan، على بعد 40 ميلاً جوياً جنوب شرق بيونج يانج. وبدا واضحاً أن قوات الجنرال بايك المشاة تريد أن تسبق الأنساق الأمريكية الراكبة، في دخول بيونج يانج.

في يوم 15 أكتوبر، أمر اللواء ملبورن بتحرك الفرقة 24، من الفيلق الأول الأمريكي، إلى موقع هجومي غرباً، إلى يسار الفرقة الأولى فرسان، والاستيلاء على ساريوون Sariwon من الجنوب، ثم الاتجاه شمالاً إلى بيونج يانج.

كان الفوج 19 من الفرقة 24 الأمريكية، يسير خلف الفوج الخامس فرسان، عندما انحرف غرب الطريق السريع إلى نامشونجوم، في يوم 16 أكتوبر، وزاحمه، في طريقه، كل من الفرقة 19 مشاة أمريكية، واللواء 27 الكومنولث البريطاني، والكل خلف الفوج الخامس فرسان.

في عصر يوم 17 أكتوبر، نجحت السرية 21 مشاة، من الفرقة 24، بقيادة العقيد ستيفنز، في التغلب على مقاومة 300 جندي كوري شمالي، و دخول مدينة هايجو، وجاءت أوامر اللواء ملبورن إلى الفريقين جاي وشرش بأن أياً من الفرقتين ـ الأولى فرسان أو 24 مشاة ـ تصل ساريون أولاً، عليها أن تتولى قيادة الفيلق الأول، في دخول بيونج يانج. ومن ثم اشتد التنافس بين الفرقتين.

وفي صباح يوم 17 أكتوبر، وصلت طلائع الكتيبة الأولى، من الفوج الخامس فرسان، إلى جنوب مدينة سوهونج، في وقت وصول الفوج السابع فرسان، فتبادلا إطلاق النار، كل يظن الآخر من القوات الكورية الشمالية، فسقط سبعة قتلى من الفوج الخامس فرسان، قبل أن يتعرف كل منهما على الآخر، ويتداركان الوضع. في يوم 17 أكتوبر، اخترق اللواء 27 الكومنولث البريطاني خطوط الفوج السابع فرسان، وأصبح هو في المقدمة على الطريق السريع نحو ساريون. وشكلت فصيلة الرائد دايفيد ولسون David Wilson، من السرية A في الكتيبة الأولى أرجيل، على متن دبابات شيرمان Sherman  الأمريكية، مقدمة الهجوم، يصاحبها العميد فرانك ألين Frank A. Allen، مساعد قائد الفرقة الأولى فرسان الأمريكية، ودخلت ساريون، بعد أن قتلت 40 كورياً شمالياً، واستسلم لها عدد كبير آخر. ووجدتها خاوية بعد أن أصابها دمار هائل من جراء القصف.

في سعت 1700 من اليوم نفسه، اخترقت الكتيبة الثالثة الأسترالية، صفوف كتيبة أرجيل في ساريون، وتقدمت خمسة أميال شمالاً إلى هوانج جو.

في الليل، خرجت مجموعة استطلاع بريطانية من جنوب ساريون، والتحمت مع قوة كورية شمالية، وأجبرتها على التراجع، بعد أن قتلت عشرين رجلاً منها. وخرج المقدم ليسلي نيلسون Leslie Nielson، قائد الكتيبة الأولى أرجيل، من الطرف الجنوبي من ساريون، مع مجموعة من رجاله، وفوجئ بحشد من الكوريين الشماليين، الذين ظنوه ورجاله من الروس، فبادلوهم التحية، وقدموا لهم لفافات التبغ. وبعد ذلك، فاجأهم نيلسون ورجاله بنيرانهم، فأردى منهم 150. واندفع الباقون إلى داخل ساريون، وهم لا يعلمون أنها سقطت في أيدي الحلفاء، فأسرتهم الكتيبة الثالثة الأسترالية، وكان عددهم 1982 رجلاً.

في ضحى 18 أكتوبر، تقدم اللواء 27 الكومنولث البريطاني، عبر الطريق الخارج من ساريون، وفي محاذاته إلى اليسار، أسرع الفوج السابع فرسان الأمريكي، تتقدمه الكتيبة الأولى، على رأسها العقيد كلاينوس، في شوارع جانبية وعرة، تتخللها التلال. وعندما أصبح الفوج على بعد ثلاثة أميال من هوانج جو، استسلمت له فصيلة من قوات كوريا الشمالية، وتبعها مئات من الرجال، كانوا يتخذون مواقع في التلال. وعند المساء، كان مجموع من استسلم للكتيبة الأولى، بقيادة كلاينوس، 1700 جندي و30 ممرضة. هكذا، في مساء 18 أكتوبر، كانت أربع فرق كورية جنوبية، تسابق إحداها الأخرى من جهة شرق بيونج يانج، وكذلك كانت الوحدات الأمريكية والبريطانية في الفيلق الأول من جنوبها وجنوبها الشرقي، للوصول إلى بيونج يانج.

تولت الفرقة الأولى فرسان أمريكية قيادة الهجوم، ولحق بها اللواء 27 البريطاني. وفي الوقت نفسه، صدرت الأوامر للفوج السابع فرسان أمريكي بسرعة التوجه إلى بيونج يانج من الشمال، وتقدمت كتيبته الثالثة، فوصلت إلى هضبة، جنوبي هوكيو ـ ري Hukkyo-ri، في منتصف الطريق إلى بيونج يانج. وهناك قوبلت بمقاومة عنيفة من قوات كورية شمالية، بمدافع رشاشة خفيفة، وهاونات ثقيلة عيار 120 مم، ومدافع دبابات ت ـ 34، تصب قذائفها من مختلف جهات الهضبة. تصدت عشرون دبابة أمريكية من السرية C، من الكتيبة 70 دبابات. تدعمها طائرات أمريكية ف ـ 51 F-51، تمكن الكوريون الشماليون من إسقاط إحداها بمدافعهم. وإزاء حدة القتال، أصدر الفريق جاي، قائد الفوج، أمره إلى العقيد جيمس وولنو James K. Woolnough، الذي حل محل العقيد هاريس، بضرورة مشاركة الكتيبتين الأخريين (الأولى والثانية)؛ للإطباق على الكوريين الشماليين. واستمرت المعارك طوال الليل. وفي صباح 19 أكتوبر، كان الكوريون الشماليون قد أخلوا مواقعهم، تاركين ثلاث دبابات مدمرة.

حسب أوامر الفريق جاي، تقدم الفوج الخامس فرسان أمريكي، مخترقاً خطوط الفوج السابع فرسان أمريكي، تتقدمه السرية F، بقيادة الملازم الأول جيمس بل James H. Bell، تدعمها خمس دبابات، وفصيلة مهندسين، وفصيلة مدافع آلية ثقيلة. ويتبعها مجموعة قيادة صغيرة مع العقيد كرومبز.

في سعت 1102، وصلت السرية F إلى موقع جسر الطريق، على نهر موجين شوون Mujinch'on، وهو يؤدي إلى بلدة تايدونج Taedong، في الحافة الجنوبية لبيونج يانج. ولقيت مقاومة كورية شمالية من الضفة الأخرى من النهر، مستخدمة مدافع مضادة للدبابات، فردت عليها بقصف من مدافع الهاون، فأسكتتها، ثم عبرت الجسر.

عندئذ، صدرت الأوامر لجيمس بل بالإسراع غرباً؛ إلى الضفة الجنوبية من نهر تايدونج، ثم عبوره، والاستيلاء على بعض المنشآت الصناعية، وجسور السكة الحديد، ورأس الجسر على الضفة الشمالية من نهر تايدونج، الذي تطل عليه بيونج يانج. بعد نصف ساعة، وصل جيمس بل إلى الضفة الجنوبية من النهر، فترك نفراً من رجال المدفعية، وفصيلة المهندسين، لحراسة الضفة، وحماية الدبابات التي ستطلق ساتراً من النيران، وبدأ العبور هو ورجاله من معبر واحد صالح، بعد أن وجد جميع المعابر الأخرى مدمرة، فووجه بقصف نيراني كثيف من الضفة الشمالية. وظل الوضع هكذا إلى أن وصلت الكتيبة الثالثة من الفوج الخامس فرسان أمريكي، فعبرت النهر، وأعيدت السرية F إلى المطار على الضفة الجنوبية. عبرت كذلك الكتيبة الثانية، واتجهت إلى اليمين نحو جسر الطريق السريع الرئيسي، ودخلت بيونج يانج في 19 أكتوبر. وقبلها مباشرة دخلت الفرقة الأولى من قوات كوريا الجنوبية، من طريق سيبيون ني ـ بيونج يانج. بينما كانت العناصر الأولى، من الفرقة الأولى فرسان أمريكية، لا تزال على بعد 30 ميلاً. وخاضت الفرقة الأولى، من قوات كوريا الجنوبية حرباً شرسة، داخل شوارع بيونج يانج، بين ألغام الأفراد، والألغام المضادة للدبابات. وساعدتها دبابات السرية C التابعة للكتيبة السادسة دبابات أمريكية، فأسكتت المدافع ذاتية الحركة، وأحدثت خسائر هائلة في جند كوريا الشمالية، قُدرت بنحو 300 قتيل، ودمرت مدافعها الآلية.

عقب ذلك مباشرة، وصلت العناصر الأولى من الكتيبة الثانية، التابعة للفوج الخامس فرسان، إلى شرق المدينة. تلتها دبابات السرية C، التابعة للكتيبة السادسة دبابات متوسطة، واتجهت إلى شمال المدينة؛ لتشارك الفوج الحادي عشر من قوات كوريا الجنوبية في تأمين المطار، اعتباراً من سعت 1440 ، 19 أكتوبر، بينما توجهت وحدات أخرى كورية جنوبية؛ لتأمين مطار آخر صغير، يبعد خمسة أميال شرق المدينة.

عندما أرخى الليل سدوله، كانت الفرقة الأولى من قوات كوريا الجنوبية قد احتلت الجزء الرئيسي من بيونج يانج، شمال نهر تايدونج، بينما استولى الفوج الثامن من فرقتها السابعة على شرق المدينة، ومبنى جامعة كيم إيل سونج، في الجزء الشمالي من المدينة.

في صباح 20 أكتوبر، تقدمت الفرقة الأولى من قوات كوريا الجنوبية إلى وسط المدينة، واستولت على مبنى مجلس المدينة الحصين فيها، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة، تركتها القوات الشمالية، قبل فرارها. ثم استولت على مبنى مجلس الوزراء، ومكاتب الحكومة، ومبنى مجلس الشعب.

وكانت المدينة شبه مهجورة، وهرب منها الرئيس "كيم إيل سونج"، بعد أن حض قواته على القتال إلى آخر طلقة؛ لتغطية انسحابه إلى "مانبوجين Manp'ojin"، على نهر يالو، ثم انتقل كيم إيل سونج مرة أخرى، مع زحف قوات الحلفاء إلى سين ويجو، على النهر نفسه، حيث أقام فيها مقراً مؤقتاً لحكومته، كما رحل عن بيونج يانج الخبراء السوفييت، وإن كان قد بقي بها مخازن كثيرة مملوءة بالطعام، والصور وتماثيل نصفية لستالين. وتم نقل الأسرى الأمريكيين والكوريين الجنوبيين إلى موقع آخر، في أقصى أطراف كوريا الشمالية.

في 20 أكتوبر، هبطت قوات المظلات من الفوج 187 أمريكي، عند سانشون، على مسافة 30 ميلاً شمالاً من العاصمة، وسكشون Sukch'on، على بعد 35 ميلاً إلى الشمال كذلك؛ إذ تشكل مع سانشون ضلعي مثلث، رأسه في بيونج يانج. وبذلك أغلقت أحد طرق الهروب إلى الشمال. (أُنظر خريطة الهجوم على سكشون وسانشون)

عند ذلك، بدأ الاستسلام الجماعي لأفراد الكوريين الشماليين، وقد بلغ عدد الذين استسلموا، حتى نهاية الشهر، نحو 135 ألفاً، وواصلت قوات الحلفاء تقدمها، وبدأت تكتشف صوراً مروعة من تنكيل الكوريين الشماليين بالأسرى الأمريكيين والكوريين الجنوبيين، فمن ذلك:

1. ما حدث في 16 أكتوبر عندما حشد الكوريون الشماليون نحو 300 رجل من الأمريكيين، في قطارين إلى الشمال، وكان يموت منهم أعداد كل يوم جوعاً، أو بسبب تجريدهم من ملابسهم وتعرضهم للبرد الشديد. وقد تكدست جثثهم في عربات الفحم.

2. في 20 أكتوبر، وهو يوم هجوم المظلات على سانشون، كانت القطارات تمر في الأنفاق، وفي داخل أحدها كانت مائة جثة لجنود أمريكيين، قد ضربوا بالرصاص.

3. في 21 أكتوبر، عثر على 73 جثة لجنود أمريكيين حول سانشون، وكانوا ضمن جماعة من 370 أسيراً، قبض عليهم جنود كوريا الشمالية، شمال سيول، منذ نحو شهر. وروى بعض الناجين أن الكوريين الشماليين ارتكبوا هذه المذبحة، بعد أن تملكهم الهلع، لدى تقدم قوات الحلفاء.

4. في 22 أكتوبر، عثر أفراد من الكوريين الجنوبيين، من قوات الجنرال بايك، على 28 جثة من الأمريكيين متناثرة على امتداد خط السكة الحديد، عند كوجانج دونج، على مسافة ثلاثين ميلاً، شمال شرق سانشون.

ونجحت الكتيبة الثالثة، من الفوج 18 مظلات أمريكية، في الاستيلاء على المنطقة، والسيطرة على التلال، وقتلت 850 جندياً، وأسرت 681 آخرين.

بعد نجاح عملية إنزال رجال المظلات في كل من سانشون وسكشون، تشكلت قوة واجب أمريكية جديدة، بقيادة المقدم ويليام روجرز William M. Rodgers، من الكتيبة الأولى، والفوج الثامن فرسان، وسرية دبابات من الكتيبة 70 دبابات؛ لدعم قوات المظلات في سانشون. وتعرضت قوة الواجب هذه، عند جسر جنوب سانشون، لمقاومة عنيفة من كوريين شماليين، يختبئون في كمائن، وسقط منها رجلان. ولكنها أفلتت وعبرت الجسر، ولحقت بقوات المظلات.

في 22 أكتوبر، تحركت قوة واجب أخرى، تسمى Elephant  (الفيل)، من السرية C التابعة للكتيبة السادسة دبابات متوسطة أمريكية، من بيونج يانج، عبر سانشون، إلى كوجانج ـ دونج Kujang - dong، ثم تحولت غرباً إلى كونري (أحياناً تسمى كايشون Kaech'on)، تتبعها الفرقة الأولى من قوات كوريا الجنوبية (أُنظر خريطة تقدم قوات الأمم المتحدة).

في 23 أكتوبر، ووجهت هذه القوات بمقاومة كورية شمالية، بالقرب من أنجو Anju، أسفل وادي شونجشون Ch'ongch'on، وتمكنت السرية D دبابات أمريكية، من تدمير دبابتين ت ـ 34، ومدفعين ذاتيي الحركة، وأسرت دبابة. ثم عبرت جسراً خشبياً على نهر شونجشون، وواصلت تقدمها.

في 24 أكتوبر، عبرت الكتيبة السادسة دبابات متوسطة أمريكية نهر شونجشون، وتبعها الأفواج الثلاثة من الفرقة الأولى من قوات كوريا الجنوبية، لتتجه جميعها إلى أونزان Unsan، في الشمال الشرقي. أما طلائع الفرقة 24 أمريكية، ومعها اللواء 27 كومنولث بريطاني، والكتيبة 89 دبابات متوسطة أمريكية، والكتيبة 90 مدفعية ميدان أمريكية، فقد تحركت معاً، من بيونج يانج، في 22 أكتوبر، وانفصل عنها اللواء 27 كومنولث بريطاني، متجهاً إلى الشمال من سكشون، فوصل سينانجو Sinanju في 23 أكتوبر؛ لينضم هناك إلى دورية دبابات تابعة للفرقة الأولى من قوات كوريا الجنوبية في تأمين مطارها، والاستعداد لاستقبال الإسناد اللوجستي المطلوب لكافة وحدات الجيش الثامن، على حدود منشوريا.

في 23 أكتوبر، تحولت الفرقة السادسة من قوات كوريا الجنوبية، إلى الشمال الشرقي من كونري، متجهة إلى كانجي، وهناك أسرت قطارين، أحدهما يحمل ثمان دبابات، والآخر يحمل جنوداً كوريين شماليين وذخيرة. ثم خاضت معركة شرسة مع قوة كبيرة من الكوريين الشماليين، جنوب هويشون Huich'on، ودمرتها، ودخلت هويشون، في ليلة 24 أكتوبر، حيث استولت على عشرين دبابة ت ـ 34، حالتها جيدة. ثم تحولت غرباً، ثم شمالاً، إلى شوزان Ch'osan على نهر يالو، بعيداً تماماً عن أي فرقة من فرق الحلفاء.

وهرب الرئيس كيم مرة ثانية، بعد ذلك بأيام قليلة، متجهاً إلى الشرق من سنويجو، إلى الغابات المحيطة بكانجي ما نبوجين، في شمال المنطقة الوسطى من كوريا، حيث بدأ في جمع فلول رجاله، الذين وصفتهم تقارير استخبارات الجيش الثامن بأنهم آخر من يستطيع أن يصمد في الدفاع. وكان هروب كيم نتيجة لتقدم الفرقة 24 الأمريكية، واللواء 27 من قوات الكومنولث البريطاني؛ فقد استطاعت طلائع هذه القوات عبور نهر شونج شون، في 24 أكتوبر، زاحفة إلى سنويجو، وإلى خزان سويهو ذي الأهمية الإستراتيجية.

في 26 أكتوبر، زحف الفوج السابع، من قوات كوريا الجنوبية، إلى شوزان على نهر يالو، وهاجم فلولاً منسحبة من قوات كوريا الشمالية، في طريقها إلى منشوريا، عند جسر ضيق، فشتتوا شملهم، وحققوا بذلك وعدهم بغسل سيوفهم في نهر يالو.

عند الظهر، تمكنت الكتيبة الثالثة، من الفوج الخامس فرسان، من عبور نهر تايدونج، على متن قوارب مطاطية، ولحقت بها الكتيبة الثالثة من الفوج السابع فرسان، ودخلت المدينة. وعندئذ، بناء على أوامر من قيادة الجيش الثامن، تولت قوة واجب خاصة، بقيادة المقدم رالف فوستر Ralph L. Foster، مساعد رئيس أركان قسم الاستخبارات (G2) في الفرقة الثانية الأمريكية، تنفيذ مهامها الخاصة في تسلم المنشآت الحيوية في المدينة؛ لتأمينها وحمايتها، خاصة المباني الحكومية، والمجمعات السكنية للأجانب. وقد تألفت قوة الواجب هذه من السرية K، من الفوج 38 مشاة أمريكي، ومعها ست دبابات من السرية C من الكتيبة 72 الدبابات المتوسطة، وأفراد من سلاح المهندسين، ومركبات أسلحة أتوماتيكية من الكتيبة 82 مدفعية مضادة للطائرات، وأفراد مقاومة استخبارات العدو Counterintelligence. وقد نفذت تلك القوة مهامها، وحصلت على قدر كبير من المعلومات الاستخباراتية، والأسرار السياسية والعسكرية، وسارعت بنقلها، مع فريق خاص، جواً إلى طوكيو.

حسب أوامر الفريق جاي، اتخذ مركز القيادة الرئيسي للفرقة الأولى فرسان أمريكية مقراً له في المباني الجرانيتية، في الأكاديمية العسكرية لكوريا الشمالية، على بعد عشرة أميال، في طريق شينامبو Chinnamp'o، جنوب غرب بيونج يانج. وتولى مسؤولية تأمين الأحوال الداخلية في بيونج يانج.

في 21 أكتوبر، طار الفريق ماك آرثر من طوكيو إلى بيونج يانج، والتقى ووكر وستريت ماير، وهنأهما وبقية القادة بالنصر. وفي 23 أكتوبر، عُين العقيد كرومبز مسؤولاً عن الأمن، وتولى العقيد جونسون قيادة الفوج الخامس فرسان أمريكي، بدلاً منه، حتى 14 ديسمبر.

انتشر الفوج الخامس فرسان أمريكي في المداخل الجنوبية لبيونج يانج، بينما انتشر الفوج الثامن فرسان أمريكي في مداخلها الشمالية، وتمركز الفوج السابع فرسان أمريكي في شينامبو، وهو ميناء بيونج يانج، ثم قاده العقيد هاريس إلى موقع آخر، يبعد 35 ميلاً، جنوب غرب شينامبو، في 22 أكتوبر.

في 24 أكتوبر، جلس الفريق ووكر في مركز قيادة جيشه الثامن، في المقر الذي جهزه العقيد كوليير Collier، داخل مبنى مقر قيادة الرئيس كيم إيل سونج.

غادر الفيلق الأول من قوات كوريا الجنوبية، الذي وضع تحت قيادة اللواء ألموند، وونسان، بينما أُعد فيلق الرئاسة لكي يتحرك شمالاً على الطريق الساحلي، واستمرت الفرقة الثالثة الأمريكية في طريقها إلى الشمال الغربي إلى خزان "شوزين Chosin" من هانج نام.

في اليوم السابق لنزول مشاة البحرية إلى البر تعرضت الفرقة الثالثة من قوات كوريا الجنوبية لهجوم الفرقة 124 الصينية عند ساندونج على مسافة 37 ميلاً شمالي غرب هانج نام. عندئذ، غيَّر اللواء ألموند خططه، وقرر أن تنتشر قواته لسد جميع الطرق، التي يحتمل أن ينسحب منها جنود كوريا الشمالية، والاستيلاء على "هانج نام" و "هام شانج Hamch'ang"، وجميع محطات القوى الكهربائية والمائية والموانئ، في شمال شرق كوريا، وأن تواصل الفرقة الأولى من مشاة البحرية تقدمها شمالاً، إلى طريق هانج نام ـ شوزين، وتحل محل قوات كوريا الجنوبية. وعندئذ، يواصل الفيلق الأول من قوات كوريا الجنوبية تحركه شمالاً، على الطريق الساحلي، إلى الحدود. وفي الوقت نفسه، بدلاً من أن تنزل الفرقة السابعة مشاة إلى الشاطئ عند وونسان، تنزل عند ميناء إيوون Iwon الصغير، على بعد 78 ميلاً شمالاً؛ لتسير في طريق شمالي غربي إلى مدينة هيزانجين Hyesanjin على نهر يالو، تنفيذاً لتعليمات الفريق الأول ماك آرثر بمنع استخدام قوات غير كورية قرب الحدود. ولذا فإن اللواء ألموند، رغم هذا الانتشار الموسع للقوات، وتوزيعها في أماكن عديدة، أرسل، في 30 أكتوبر، يخبر هيئة أركان الفرقة الأولى من مشاة البحرية: "عندما ننتهي من تصفية هذا الموقف، تتولى قوات كوريا الجنوبية باقي الأعباء، وسوف نسحب قواتنا من كوريا".

وفي اليوم نفسه، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، على لسان محررها: "يمكننا الآن أن نطمئن إلى نتيجة العمليات العسكرية في شبه جزيرة كوريا، إن لم تقع أي تطورات غير متوقعة على الحدود". وهكذا نزلت الفرقة السابعة الأمريكية سالمة على شاطئ إيوون، في 29 أكتوبر، على الساحل الشمالي الشرقي لكوريا، وكان عليها، يعاونها الفيلق الأول من قوات كوريا الجنوبية، أن تأخذ مواقعها على حدود منشوريا، وبعد ذلك ينتهي كل شيء.

وبقدر ما ظهر أن الحرب ستوشك على النهاية، في أواخر أكتوبر عام 1950، فإن هذه النهاية بدت بعيدة في المنطقة الواقعة جنوبي خط العرض 38، حيث استمرت حرب العصابات في شدتها ضد خطوط مواصلات وتموين قوات الحلفاء، وكانت تشن هذه الغارات قوات كورية شمالية وصينية، بلغ تعدادها نحو 40 ألفاً.

وتولت قوة واجب مشتركة من الفيلق التاسع الأمريكي، والفيلق الثالث من قوات كوريا الجنوبية، التصدي لهذه الغارات، طوال شهري أكتوبر ونوفمبر، على طول امتداد الساحلين الشرقي والغربي، حيث كانت العصابات تنصب الكمائن للقوافل والسيارات، علاوة على الغارات الليلية التي كانت تشنها على القرى؛ لنهب الطعام والمؤن ولتخريب الخطوط الحديدية. وفي 15 أكتوبر، اقتحمت إحدى هذه العصابات ضواحي مدينة "سيول"، وضربت محطة الإذاعة، على بعد أميال قليلة شمالي المدينة، وألحقت بها أضراراً بليغة. وبعد أسبوع من هذه الغارة، شنت قوة أخرى غارة جديدة، شتتت فيها ستين رجلاً من شرطة كوريا الجنوبية بالمدينة، كانوا يحرسون خزان "هواشون Hwach'on"، بالقرب من خط العرض 38، وفتحت بوابات الخزان، ما تسبب عنه فيضان نهر بوكهان Pukhan؛ فترتب على ذلك سقوط جسر السكة الحديد.

وقد نشطت العصابات، ومعها بعض وحدات من جيش كوريا الشمالية، التي كانت قد تخلفت غرب وونسان، فأعدت بعض الكمائن لقطارات السكة الحديد، وفي أماكن مرابطة الفرقة الأولى من مشاة البحرية، ومعها الفرقة الثالثة المشاة الأمريكية، التي كانت قد وصلت مؤخراً إلى الميدان. وراحت تشن غاراتها على القوات، فقطعت سبل اتصال الجيش الثامن والفيلق العاشر، كما تعرضت الدوريات، التي أرسلت إلى الثغرات الفاصلة بين قوات الأمم المتحدة، لهجمات تلك العصابات، التي شنت غاراتها كذلك على قوات كوريا الجنوبية، التي كانت تتولى حراسة المثلث الحديدي، الذي ارتكز رأسه عند مدينة بيونج يانج. ومارست العصابات ضغطها، طوال شهر نوفمبر، ما سبب إزعاجاً شديداً لقيادة قوات الحلفاء، اضطرها للتحرك من المنطقة؛ لمؤازرة الهجوم النهائي.