إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الموسوعة المصغرة للحرب الكورية (25 يونيه 1950 ـ 27 يوليه 1953)





الدبابة المتوسطة ت 34
خط دفاع نهر كوم

مناطق التركيز لهجوم الربيع
مواقع الفرقة 38 مشاة
هجمات الفيلقين الثاني والخامس
هجمات الفرقة 12 الكورية
هجمات شمالية على تايجو
هجمات شمالية في الشرق
هجوم شمالي على ناكتونج
هجوم شمالي على تايجو
مطاردة القوات الكورية الشمالية
نطاق الفيلق العاشر
أعمال تعطيل الفوج 34
أعمال تعطيل الفرقة 21
معركة هوينج سون
معركة خزان شانج جين
معركة شونج شون 25-28 نوفمبر 1950
معركة شونج شون 28 نوفمبر – 1 ديسمبر 1950
معركة سويانج
الإبرار في إنشون
الهجوم على الفرقة 20
الهجوم على سكشون وسانشون
المرحلة الثالثة للهجوم الصيني
الالتحام عند أونسان
الانسحاب من خزان شوزين
الانسحاب لخط الفرقة الأولى
الاستيلاء على بيونج يانج
التمركز في هاجارو- ري
التدخل الصيني غرباً
التقدم إلى الممر الشرقي
الجبهة الأمريكية الكورية الجنوبية
الدفاع عن نهر كوم
الدفاع عن خط ونجو
الشماليون يعبرون نهر هان
انسحاب الجيش الثامن
العاصفة والمقدام الجبهة الشرقية
العاصفة والمقدام الجبهة الغربية
الفوج 31 شرق الخزان
الفرقة الثانية في كونو- ري
الفرقتان السابعة والثامنة مشاة
اجتياز الشماليون خط 38
تدمير رأس جسر للشماليين
تقدم الجيش الثامن
تقدم الفيلق العاشر
تقدم القوات الأمريكية والجنوبية
تقدم قوات الأمم المتحدة
جبهة شرق هواشون
دخول القوات الشمالية ناكتونج
جيب كومشون
خرق نطاق الحصار
خط إخلاء الفيلق العاشر
خط المعركة 10 يوليه
خط الاتصال 1 يوليه
خط الترسيم المقترح
خط الجبهة يتحرك للجنوب
خط الجيش الثامن 1952
خط دفاع يوسان الدائري
خطة الفيلق العاشر
رأس جسر شونجشون
سد هواشان
شيبيونج - ني
سقوط تايجون
سقوط سيول
كوريا
عملية الإلتفاف
عملية الخارق الجبهة الشرقية
عملية الخارق الجبهة الغربية
عملية الصاعقة
عملية الصاعقة فبراير 1951
عملية الشجاع
عملية القاتل
قوات واجب سميث
قوة واجب كين



حرب عام 1967

المبحث الثالث عشر

العمليات العسكرية الأخرى

أولاً: عملية صاعقة الرعد Operation Thunderbolt

بناء على التقارير الاستخباراتية، التي جاءت إلى ريدجواي، في 23 يناير 1951، أن مجموعة الجيش 13 الصيني، تتمركز في منطقة، أسفل سيول، يحيط بها الطريق 20، جنوباً، ونهر هان شرقاً وشمالاً، بدأ ريدجواي وضع خطة تحرك، تبدأ يوم 25 يناير، تحت اسم "عملية صاعقة الرعد"،  وحدد دور الفريقين ملبورن، وكوتلر بالقيام بعمليات استكشاف تمتد إلى نهر هان، يقود كل منهما فرقة أمريكية، تساعدها المدرعات، وأن يتحرك فوج كوري جنوبي، في اتجاه كل قائد فيلق، على حدة. وعلى قوة كل فيلق أن تقيم قاعدة عمليات، في ليلة 24، على طول خط التحرك، البالغ عشرة أميال، مباشرة من الساحل، عبر أوزان، إلى يوجو Yoju، ثم التقدم إلى هان، في أنساق كثيرة، عبر خمس خطوط، يبعد كل منها خمسة أميال، عن الآخر. (أُنظر خريطة عملية الصاعقة). وعهد ريدجواي إلى ملبورن بمسؤولية تنظيم التقدم، عبر هذه الخطوط، في منطقتي الفيلقين، وتقديم تقارير متتالية، عن تأمين كل نقطة يجتازها كل نسق. كما حرص على أن يوفر اللواء بارتريدج الغطاء الجوي المطلوب، وأن يضمن للفيلق الأول تلبية طلبه بالدعم النيراني، عند الحاجة، من طرادة ثقيلة ومدمرتين، من قوة الواجب 95، المتمركزة خارج إنشون.

أما الفيلق العاشر، فعليه حماية ميمنة تقدم قوات عملية "صاعقة الرعد". كان العميد هنري هودز Henry I. Hodes، نائب رئيس أركان ريدجواي، قد أرسل، في يوم 23 يناير، إلى الفريق ألموند، يطلب أن يظل الفيلق العاشر إلى اتصالاته مع الفيلق التاسع، في يوجو، وأن يمنع أي تحركات معادية، جنوب طريق يوجو ـ ونجو، وشماله.

في ليلة 25 يناير، من مركز قيادة متقدم، أقيم في رئاسة الفيلق الأول، في شونان Ch'onan، أمر ريدجواي كلاً من ملبورن وكولتر، بإعداد خطط الاحتفاظ بالمواقع، التي يكسباها، أثناء تقدم قواتهما، شرقاً من إنشون. وتم إعداد الخطط، بالفعل، في يوم 25 يناير.

كانت المرحلة الأولى لتقدم الفيلق الأول، تقع على بعد أربعة أميال من سوون. وانطلق ملبورن، على رأس الفرقة 25 أمريكية، يدعمها اللواء التركي. وتنفيذاً لخطة التحرك في أنساق متعددة، سارت الكتيبة 35 مشاة أمريكية، على الطريقين 1 و39 في الغرب، وسار اللواء التركي، على طريق ثانوي بين الطريقين 1 و 17، ثم سلك الطريق 17 جهة الشرق. بينما سار نسق خامس، مكون من سرايا استطلاع الفرقة 25 أمريكية، والفرقة الثالثة أمريكية، على الجناح الغربي.

أما الفيلق التاسع فقد سلك الأرض المرتفعة، التي تعلو الطريق 20. ثم أمر كولتر الفرقة الأولى فرسان أمريكية بالتقدم، في نسقين. وأرسل الفريق جاي الكتيبة الثامنة فرسان، شمالاً على الطريق 55، تجاه يانج جي ـ ري، والكتيبة السابعة فرسان، على الطرق 13، إلى الأرض التي تعلو إيشون Ich'on.

حدثت مناوشات خفيفة، أثناء التقدم، مع بعض القوات الصينية، خاصة مع الأتراك، في مسيرتهم بين الطريق 1، ومع الكتيبة الثامنة فرسان، في منطقة يانج جي ـ ري. وهزم فيها الصينيون، وأدلى الأسرى بمعلومات أن فرقتين فقط، من الجيش 50 الصيني، توجدان على بعد ثلاثين ميلاً، إلى الأمام.

في يوم 26 يناير، سمح ملبورن لأنساق الفيلق الأول بالتحرك، نحو خط المرحلة الثانية من التقدم، بينما واصلت قوات الفيلق التاسع تطهير المنطقة خلفها. ومرة أخرى، واجه نسقا الكتيبة 35 مشاة مقاومة، عند سوون، وتغلبا عليها، واحتلا المدينة والمطار.

كانت المقاومة الصينية شديدة في كل من كومنيانج جانج ـ ني Kumnyangjang-ni، ولكن تغلب الأتراك عليها، عند المساء، وفي المرتفعات، التي تطل على يانج جي ـ ري Yangji-ri، حيث تكبدت الكتيبة الثامنة فرسان 28 قتيلاً، و141 جريحاً، وبصعوبة شديدة نجحت في الحفاظ على مواقعها، من دون أن تصل إلى إيشون.

في يوم 27 يناير، لم يتحقق تقدم يذكر، بسبب المقاومة، ومتطلبات التنسيق الدقيق، والبطء الشديد مع التوجس. وكان أكبر تقدم، حققه الفيلق الأول، في جهة اليسار؛ حيث تقدمت الكتيبة 35 مشاة نحو ميلين فقط، بينما حقق الأتراك تقدماً، مسافة ميل واحد، على الطريق 20 إلى وادي نهر تانشون T'an-ch'on، بين سوون وكومنيانج جي ـ ني. أما أعنف قتال فحدث بالقرب من يانج جي ـ ري، عندما مرت الكتيبة الخامسة فرسان، خلال الكتيبة الثامنة، واتجهت غرباً، فواجهت القوات الصينية، وقتلت منها نحو 300 رجل، على الأقل، قبل أن تصل إلى كومنيانج جانج ـ ني، ثم استدارت إلى الطريق 17، فسلكته؛ لتكمل المرحلة الأولى، مسافة ميل ونصف ميل شمالاً. بينما توقفت الكتيبة السابعة فرسان بالقرب من إيشون.

أفادت تقارير استخبارات الجيش الثامن أن الوحدات الصينية، من خمسة جيوش من مجموعة الجيش 13، ومعها الفيلق الأول الكوري الشمالي، قد احتشدت، عند نهر هان، واستعدت لمقاومة شرسة. وعندئذ سمح ريدجواي لملبورن بإضافة الفرقة الثالثة، إلى تقدم الفيلق الأول. ومن ثم أمر ملبورن اللواء التركي بترك مواقعه، شرق سوون، والاتجاه غرباً؛ للتقدم بطول الساحل، نحو إيشون.

في 28 يناير، تحرك الفوجان 65 و15 شمالاً، في طريق 55، في وادي تانشون، بينما تحرك الأتراك غرباً وانضموا إلى الكتيبة 35 مشاة. واصل الفيلق الأول تقدمه، مسافة ميلين، فيما بين خط التحرك وهان. أما جهة الشرق، حيث جعلت المقاومة الصينية العنيفة، في منطقة يانج جي ـ ري ـ كومينانج جي ـ ني؛ قوات الفيلق التاسع متأخراً، خلف الآخرين، تلقت الكتيبة الأولى فرسان أوامراً بالتقدم. بينما تقدمت الكتيبة الخامسة فرسان، ببطء شديد، عبر الطريق 17، فوصلت إلى المواقع، التي وصلت إليها الكتيبة السابعة فرسان، في منطقة واسعة، أعلى إيشون، عند الطريق 13. وتحسباً لمواجهة عنيفة مع القوات الصينية، وتنفيذاً لتعليمات ريدجواي، بدأ اللواء بلاكشير بريان Blackshear M. Bryan، في تجميع الفرقة 24 مشاة أمريكية، خلف امتداد إيشون ـ يوجو، عند الطريق 20؛ لتكون على يمين الفيلق التاسع، وتقدم له الدعم المطلوب. كذلك أصدر ريدجواي تعليماته، إلى الفريق ألموند، بالحفاظ على الاتصال، مع الفيلق التاسع، في يوجو؛ لحصار تحركات الصينيين، أسفل طريق يوجوـ ونجو، وشن هجمات على الصين، شمال الطريق.

في 29 يناير، أكدت معلومات الاستخبارات أن ست فرق تواجه عملية "صاعقة الرعد"، وتعوق تقدمها:

1. في المنطقة بين الساحل الغربي والطريق 1، وقفت الفرق الثامنة الكورية الشمالية، في مواجهة الأتراك ووحدات الجناح الأيمن من الكتيبة 35 مشاة.

2. في المنطقة بين الطريقين 1 و17، من الغرب إلى الشرق، وقفت الفرق 148 و149 و150، من الجيش 50 الصيني، في مواجهة الفرقتين 25 و3 والجناح الأيسر من الفرقة الأولى فرسان أمريكية.

3. من الطريق 17 شرقاً إلى هان، اتخذت الفرقتان 113 و 112، من الجيش 38 الصيني، مواقعهما، في مواجهة بقية فرقة الفرسان الأمريكية.

في يوم 30 يناير، أضاف كل من ملبورن وكولتر فوجاً كورياً جنوبياً، إلى قوات كلٍ؛ للمساعدة في المواجهة. وفي يوم 31 يناير، لم تتقدم قوات عملية "صاعقة الرعد" شيئاً يذكر، على جبهة تكاد تكون متماسكة، عبر التلال؛ حتى تتجنب أي خطأ، أو تترك، للقوات الصينية، فرصة للتسلل خلف خطوطها ليلاً. وأخذت قوات المدفعية تقصف القوات الصينية، بقذائف النابالم، ومع ذلك اشتدت مقاومة الصينيين. ولم يكن ريدجواي يريد لقواته أن تصل إلى أبعد من الضفة السفلى لنهر هان، غرباً، وأن تمتد في خط من شرق نهر هان، عند مدينة يانج بيونج Yang P'yong، عبر هونج سونج Hoeng sang، إلى كانجنونج Kangnung على الساحل. ومن ثم استبعد ريدجواي احتلال قواته لمدينة سيول، في الوقت الراهن. ولم يرد ريدجواي أي مزيد من التقدم؛ مدركاً أن ذلك يحتاج إلى مزيد من القوات والإمدادات، للجيش الثامن. وخاصة أن تقارير الاستخبارات أثبتت أن الصينيين ليسوا على استعداد للتراجع. وأرسل ريدجواي رسالة، إلى ماك آرثر، في 3 فبراير 1951، يوضح له خطورة الإقدام على احتلال سيول، في الوقت الراهن. ووافقه ماك آرثر على ذلك، واستحثه على ضرورة الإسراع بالتقدم؛ لاحتلال مطار كيمبو وميناء إنشون.

ثانياً: تقدم قوات الحلفاء إلى هان

كان الفيلقان الخامس والثاني، من قوات كوريا الشمالية، يتمركزان في مرتفعات هوينج سونج Hoeng song  وبيونج شانج P'yong ch'ang. وجاءت تقارير الاستخبارات إلى ألموند تفيد بـ وجود قوة ضخمة، من الفيلق الخامس الكوري الشمالي، حول هونجشون Hongchon، عند مدخلي طريقي 24 و29، على بعد عشرين ميلاً شمال شرق شييونج ـ ني chip'yong-ni، وخمسة عشر ميلاً شمال هوينج سونج. وأن هذه القوة تستعد للتقدم، على الطريق 24، عبر شيبيونج سونج، نحو ونجو. ولذا قرر ألموند أن تكون هونجشون هي الهدف الأساسي لهجوم الفيلق العاشر الأمريكي. وقرر أن يتقدم الفيلق العاشر، يصاحبه الفيلق الثالث الكوري الجنوبي، في عملية أسماها الالتفاف Round up. (أُنظر خريطة خطة الفيلق العاشر)، وحدد لهما غاية التقدم بخط شيبيونج ـ ني ـ هوينج سونج ـ بيونج شانج، حيث تتولى الفرقة الثانية احتلاله من اليسار، ويتولى فريق الهجوم المحمول جواً المفوج 187 احتلال الوسط، والفرقة السابعة إلى اليمين. وقرر أن يكون على الجناحين، إلى هونجشون، الفرقتان الخامسة والثامنة، من قوات كوريا الجنوبية، بمساعدة من المدفعية والمدرعات، من الوحدات الأمريكية. وحدد بدء الهجوم، على هونجشون، بيوم 5 فبراير، ووافق ريدجواي على هذه الخطة. وهكذا، في سعت 800، 5 فبراير، واجهت الفرقتان الخامسة والثامنة الكوريتان الجنوبيتان، بقيادة الجنرال يو Yu، قوات الفيلق الثاني الكوري الشمالي، بينما واجهت وحدتا ألموند الهجوميتان قوات الفيلق الخامس الكوري الشمالي، في منطقة هوينج سونج ـ هونجشون.

في الوقت نفسه، واصل الفيلقان الأول والتاسع الأمريكيان، تقدم عملية "الصاعقة"، وهما يدفعان قوات المشاة والدبابات، تدعمها المدفعية، والغطاء الجوي، والقصف من البحر من جهة الغرب، مسافة نحو خمسة أميال، من 19 ميلاً باقية، إلى هان. (أُنظر خريطة عملية الصاعقة فبراير 1951). ولقد سجل الفيلق التاسع، بقيادة اللواء بريانت مور Beyant E. moore، الذي تولى القيادة من 31 يناير، تقدماً كبيراً، في 5 فبراير، من الجهتين الشرقية والغربية، إلى موقع قريب من أنيانج Anyang، على الطريق 1.

واصل الفيلق الأول الأمريكي تقدمه، وفي الثامن من فبراير، كان قد قطع نحو أربعة أميال، ووصلت فرقته 25، إلى اليسار، خمسة أميال من طريق إنشون ـ يونج دونج بو، وبينما تقدمت الفرقة الثالثة، عن يمينها ستة أميال، في وادي هان نفسه.

في بداية يوم السادس من فبراير، أسرت قوات ملبورن جنوداً، من الفرقة 47 الكورية الشمالية، في المنطقة شمال أنيانج Anyang، وشمال شرقها. وفي الثامن من فبراير، ظهر أن قوات الجيش 50 الصيني، ومعها الكتيبة 47 من الفرقة 17 الكورية الشمالية، قد اتخذت مواقعاً، ومعها الفرقة الثامنة الكورية الشمالية، خلف قوات الفيلق الأول الأمريكي شرقاً، فيما بين الطريقين 1 و55، عبر المرتفعات فوق جبل كواناك Kwanak، جنوب سيول. وتعد هذه هي آخر المعاقل الدفاعية، على المداخل الجنوبية، لسيول. واستحث ريدجواي، في لقاء قادة الفيالق، في 8 فبراير، على الإسراع باحتلال تلك المرتفعات. على أن يساعده الأدميرال جوي، في يوم 10 فبراير، بإنزالات برمائية، في إنشون، من سفن من ساسيبو، واليابان، وبوزان، إلى جانب السفن الموجودة في إنشون، من قبل.

في 9 فبراير، تمكنت الفرقة 25 أمريكية من احتلال مرتفعات كواناك، غرب الطريق 1، ودفعت بمشاتها، مسافة ميلين، في طريق إنشون ـ يونج دونج بو. وتقدمت الفرقة الثالثة الأمريكية، نحو ثلاثة أميال، شمالاً، ومعها نسق مدرع صغير. بينما سيطرت قوة واجب ميير Meyer، على الطريق 55، لتصبح أول من وصل إلى هان.

تقدمت الفرقتان 8 و 47 الكوريتان الشماليتان، إلى الشمال الغربي، فلحقتا بالفرقة 17 الكورية الشمالية، عند أول طريق إنشون ـ يونج دونج بو؛ للدفاع عن منطقة كيمبو، ضد قوة واجب آللين، والفرقة 25 أمريكية، ولكنهما سارعتا بالانسحاب، إزاء الضربات الجوية، وضربات الأسطول من إنشون. وتقدمت قوة واجب آللين، في نسقين، ظهر يوم 10 فبراير، اتجه أحدهما شرقاً إلى مطار كيمبو، بينما توجه الآخر إلى وسط منطقة كيمبو، من دون مقاومة. وعندما أرخى الليل سدوله، كان النسقان قد أتما السيطرة على منطقة كيمبو كاملة.

خلف قوة واجب آللين، انضمت الفرقتان 24 و35 الأمريكيتان، إلى الفوج 15 الكوري الجنوبي، مع الفرقة 25 أمريكية، وتقدمت، نحو هان، بين مطار كيمبو ومدخل يونج دونج بو، بعد تبادل نيران، على الضفة الشمالية من نهر هان.

كذلك دخلت سرية الاستطلاع، التابعة للفرقة 25 أمريكية، ومعها سرية الحرس Ranger، التابعة للجيش الثامن الأمريكي، مدينة إنشون، من دون مقاومة تذكر، في يوم 11 فبراير.

أما الفيلق التاسع الأمريكي، فقد كان تقدمه بطيئاً قصيراً؛ بسبب ما لقيه من جيوب مقاومة شرسة، من القوات الصينية، على شكل رأس جسر، على نهر هان، على شكل حرف U، يرتكز طرفه الغربي، على بعد تسعة أميال على النهر، عند كيونجان ـ ني، ويرتكز طرفه الشرقي، على بعد أربعة أميال، عند يانج بيونج، ويمتد عمقه سبعة أميال، عبر سلسلة مرتفعات بارزة. واشتدت المواجهات، يومي 9 و10 فبراير، وتمكنت القوات الصينية من منع الفيلق التاسع الأمريكي، من الوصول إلى منطقة يانج بيونج.

أما في المنطقة، التي كان يتحرك فيها الفيلق العاشر الأمريكي، تقدمت الفرقتان الخامسة والثامنة، من قوات كوريا الجنوبية، في أنساق عديدة، وعبر الطريق 29، وطريق جبلي، يعد امتداداً للطريق 2، إلى منطقة تبعد ثلاثة أميال، فوق هوينج سونج. (أُنظر خريطة عملية الإلتفاف). ثم تقدم أحد أفواج الفرقة الثامنة شمالاً، عبر الطريق 29، بينما تحرك الفوجان الآخران، عبر مناطق وعرة، إلى الشمال الغربي؛ لقطع الطريق 24.

أما الفرقة السابعة الكورية الجنوبية، فقد حققت تقدماً ملحوظاً، عبر الطريق 60، من بيونج شانج إلى شانج دونج ـ ني، مسافة سبعة عشر ميلاً إلى الشمال، وتغلبت على كل جيوب المقاومة الصينية، التي واجهتها. بينما تقدمت الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية، عبر وادي هان، مسافة عشرين ميلاً.

أما الفرقة الخامسة الكورية الجنوبية، التي كانت تتقدم، في 7 فبراير، بفوجين في مقدمتها، فقد ووجهت بهجمات شرسة، في 8 فبراير، من جانب قوات كورية شمالية، من الشمال الغربي، والشمال الشرقي. وتركزت تلك الهجمات على الفوج الأيمن، ما تسبب في تشتيت شمل إحدى كتيبتيه، واستسلام رجال الأخرى جميعاً.

فيما بين 8 و11 فبراير، واصلت الفرقة الثالثة الكورية الجنوبية تقدمها، بينما كانت الفرقة السابعة الكورية الجنوبية تخوض معارك حامية، عبر شانج دونج ـ ني، في مساء 11 نوفمبر. ولكنها تغلبت عليها، وواصلت تقدمها. بينما تقدمت الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية، مسافة تسعة أميال، في وادي هان، وحافظت على اتصالها بفرقة قيادة الفيلق الأول الكوري الجنوبي، في المرتفعات شرق هان.

تمكنت قوات الفيلق الأول الكوري الجنوبي من الوصول، في 11 فبراير، إلى مواقع مهمة، على بعد خمسة أميال، فوق الطريق 20، جنوب غرب كانج نونج إلى ونجو. ثم تحركت بعض وحداته على الطريق الساحلي، فاحتلت كانج نونج، ثم شومونجين، على بعد 11 ميلاً شمالاً.

تقدمت الفرقة الثالثة الكورية الجنوبية، فوصلت إلى مواقع تبعد خمسة أميال، فوق هوينج سونج، في 11 فبراير. أما الفرقة الخامسة الكورية الجنوبية، فقد أعيد تشكيلها، وأخذت تتقدم، متغلبة على جيوب مقاومة خفيفة، تعاونها الكتيبة الأولى (فريق الهجوم المفوج المحمول جواً 187).

أما الفرقة الثامنة الكورية الشمالية، فقد استطاع الفوج 21 منها، أن يسيطر على الطريق 29، على بعد تسعة أميال شمال هوينج سونج. بينما استولى فوجاها 10 و16 على مواقع، تبعد عشرة أميال، شمال غرب هوينج سونج.

على بعد ميلين، خلف الفوج 21، تجمعت دبابات ومشاة فريق المساندة B الأمريكي، الذي ألحق بالفوج 21 كوري جنوبي، على طول طريق 29. وبعد ميل واحد، اتخذت قوة المساندة 21، مشاة ومدفعية أمريكية، مواقع بالقرب من مدينة شانج بونج ـ ني Changbong-ni. وتقدمت الكتيبة الثالثة، التابعة للفرقة 38 مشاة، من هوينج سونج إلى موقع مهم، عند ملتقى الطريق 29 والممر الجبلي الغربي. يليها فريق المساندة A، بدباباته ومدفعيته، وهو ملحق على الفوج 16 أمريكي، ثم الكتيبتان 20 و50 مدفعيتا ميدان، الكوريتان الجنوبيتان. واتخذت الفرقة الثانية الأمريكية مواقعها، في مرتفعات الجبل 444، قريباً من مواقع الفرقة الثامنة، الكورية الجنوبية.

ثالثاً: معركة هوينج سونج

في ليلة 11 فبراير، أمر قائد مجموعة الجيش 13 الصيني بشن هجوم كاسح، على هوينج سونج. فتحرك الجيش 66 الصيني، من كاب يونج Kap'yong إلى هونجشون، حيث شنت إحدى فرقه هجوماً شديداً من جنوب الطريق 29، بينما شنت فرقة أخرى، من الجيش 40 الصيني، تعاونها فرقة أخرى، من الجيش 39، هجوماً كاسحاً، من مواقع قريبة من الطريق 24، بين هونجشون وشيبيونج ـ ني، من الجنوب الشرقي إلى هوينج سونج. وحوصرت الفرقة الثامنة الكورية الجنوبية بينها. (أُنظر خريطة معركة هوينج سون) وأبيدت عن آخرها. وتلقت الفرقة الخامسة الكورية الشمالية ضربات شديدة، وسقط كثير من رجالها قتلى، وفر كثير آخرون. وحوصرت الكتيبة الثالثة، من الفوج 38 الأمريكي، وكادت تستسلم، بينما نكلت القوات الصينية بالفرقة الثانية الأمريكية، وكادت تقضي على الكتيبة الهولندية، الملحقة بها، وسقط قائدها، المقدم دن أويدن M. P. A. Den Ouden، قتيلاً، وتركت مركباتها وأسلحتها، ولاذ رجالها بالفرار، وكذلك لاذ معظم رجال وحدات قوات الحلفاء، في هزيمة مريرة، أمام الصينيين، وبدأت الانسحاب المهين إلى وينجو، تاركة هوينج سونج تماماً.

بلغت خسائر قوات الحلفاء، فيما بين 11 و13 فبراير، نحو: 9800 إلى 11800 من الكوريين الجنوبيين و1900 أمريكي و 100 ألماني وتفصيل ذلك في (أُنظر جدول خسائر قوات الحلفاء، فيما بين 11 و13 فبراير 1951)

كذلك كانت الخسائر في المعدات فادحة؛ فقد بلغت النسبة للفرق الثالثة، والخامسة، والثامنة الكورية الجنوبية، 14 هاوزر عيار 105 مليمتراً و901 قطعة سلاح متنوعة، و390 جهاز اتصال لاسلكي، و88 مركبة

بينما خسر الأمريكيون والهولنديون: 14 هاوزر عيار 105 مليمتراً، و6 هاوزر عيار 155 مليمتراً، و277 قطعة سلاح متنوعة، و6 دبابات، و195 جهاز اتصال لاسلكي، و280 مركبة.

رابعاً: معركة ونجو

دخل الصينيون هوينج سونج، واستعدوا لمهاجمة الفيلق العاشر الأمريكي، بقيادة اللواء ألموند، وبالفعل، في 12 فبراير، شنت كتيبتان صينيتان هجوماً عنيفاً على الكتيبة الأولى، التابعة للفرقة التاسعة مشاة أمريكية، على التل 444، الذي يبعد أربعة أميال، شرق شي بيونج ـ ني Chip'yong-ni، فانسحبت مسرعة إلى الشمال الغربي، من ونجو.

في صباح 13 فبراير، تحركت قوات صينية أخرى؛ لتهاجم سرية استطلاع، تابعة للفرقة الثانية أمريكية، شرق شوام ـ ني Chuam-ni، وقطعه طريق إمداد الفريق 23 هجومي مفوج، بعد توغلها ميلين داخل الطريق 24، كما أجلت الفرقة 24 الأمريكية عن مواقعها، في كوكسوري Koksu-ri، على بعد أربعة أميال، جنوب بيونج ـ ني.

أصدر ريدجواي أوامره إلى ألموند بضرورة الاحتفاظ بشي بيونج ـ ني، ومحاولة سد الثغرة بينها وبين ونجو، بأي ثمن. ومن ثم تحركت الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، ومعها اللواء 27 البريطاني، إلى يوجو Yoju، لينتشرا في هذه الثغرة. وتدفقت القوات الصينية من الشمال والغرب والشرق. وكان معنى هذا حدوث مذبحة هائلة لقوات الأمم المتحدة، إلاّ أن العقيد بول فريمان Paul L. Freeman، قائد الفرقة 23 مشاة أمريكية، احتل سلسلة من التلال، تحف بمدينة شي بيونج ـ ني، حيث وضع الكتيبة الأولى على التل الشمالي، بونجمي ـ سان Pongmi-san، والكتيبة الثانية على التل الجنوبي مانجمي ـ سان Mangmi-san (أُنظر خريطة شيبيونج - ني). ووضع كتيبة فرنسية على التلال الغربية. وصف السرية B وسرية الـ Ranger خلف الكتيبة الأولى. أما الفجوات بين القوات، فقد زرع فيها الألغام، ونصب الأسلاك الشائكة. وأعد دبابات الفوج 38 الأمريكي، في مواقع خلفية؛ لتقدم الدعم النيراني. كما تم إعداد مدافع الهاون، وكان هناك دعم جوي جاهز كذلك. ودارت المعارك الطاحنة، ودافع رجال الأمم المتحدة دفاعاً مستميتاً؛ للحيلولة دون الاختراق الصيني، يومي 13 و14 فبراير. وحوصرت قوات الأمم المتحدة تماماً، ولكن الإمدادات والذخيرة والطعام كانت تأتيهم بالطائرات، من قيادة قوات الشرق الأقصى في اليابان، ووصل عدد قتلى رجال بول فريمان، في صباح 14 فبراير، مائة قتيل، وأصيب هو، في قدمه، إصابة بالغة، من شظية قذيفة هاون. وشدد الصينيون وطأة هجومهم، في ذلك اليوم، بأربعة فرق، هي 115 و 119 و120 و126 من الجيوش 39 و40 و42.

وشدد أحد أفواج الفرق 116، التابعة للجيش 39 الصيني، الهجوم في شوام ـ ني Chuam-ni، ضد سرية الاستطلاع، والسرية L  والكتيبة التاسعة مشاة، وكلها من الفرقة الثانية الأمريكية، وتواصل الهجوم إلى الليل. وعند الصباح، استأنف الصينيون الهجوم الكاسح، من جميع الجهات تقريباً، بالأسلحة الخفيفة، والمدافع الرشاشة، وقذائف الهاون. وانسحبت سريتا الاستطلاع، و L جنوباً، عبر الطريق 24، ليجدا سدادات نيرانية، وضعها الصينيون خلفهم، على طول الطريق، أسفل شوام ـ ني، كما نسفوا الجسر الموجود أسفل المدينة، على بعد ميلين. وتكبدت السريتان خسائر فادحة في المركبات، والقتلى، الذين بلغ عددهم 114، والجرحى العديدين. أما في الجزء الشمالي الغربي من ونجو، فقد اندفع الصينيون، من منطقة هوينج سونج، واكتسحوا الفوج 38 مشاة. (أُنظر خريطة الدفاع عن خط ونجو)، وأجبروه على الانسحاب، ومعه الكتيبة الهولندية الملحقة بميسرته، واجتاحت الكتيبة الثالثة، الموجودة في ميمنته.

اندفع فوجان، من الفرقة 120 الصينية، وفوج آخر، من الفرقة 117 الصينية، في عدة أنساق، عبر نهر سوم، شمال غرب ونجو. فهاجمتهم طائرات الأمم المتحدة، وأصلتهم ناراً، إضافة إلى نيران المدفعية. وحاول الصينيون تجاهل خسائرهم الفادحة، والاندفاع إلى الأمام، نحو ونجو، ولكن تزايد الخسائر جعلهم يتحولون إلى الجنوب الغربي.

بلغت خسائر الصينيين في شي بيونج ـ ني، وشوام ـ ني، وونجو، فيما بين 13 و14 فبراير، نحو 648 فرداً، ثم اشتدت وطأة المعارك، في صباح يوم 15 فبراير، ما جعل خسائرهم تصل إلى: 3200 قتيلاً، و2500 جريحاً.

وعلى الرغم من ذلك، واصل قائد مجموعة الجيش 13 تقدمه، فيما بين شي بيونج ـ ني وونجو؛ ليعيد تجميع قواته، وليتمركز عند ملتقى نهري هان وسوم، على بعد سبعة أميال من يوجو.

صدرت الأوامر إلى اللواء 27 البريطاني بضرورة التقدم؛ لفتح الطريق 24، الذي أغلقته القوات الصينية، كما أصدر اللواء مور أوامره إلى العقيد مارسيل كرومبيرز Marcel G. Grombez، قائد الفوج الخامس الأمريكي فرسان بالتحرك مسرعاً؛ لاختراق الحصار الصيني في شي بيونج ـ ني. وتقدم العقيد كرومبيز، عبر الطريق 24 الفرعي، في سعت 700 من يوم 15 فبراير، بعد أن تمكن مهندسوه من إنشاء معبر، فوق الجسر المدمر في هوبو ـ ري Hup'o-ri. وبعد نحو ميلين، أسفل كوكسو ـ ري، واجهت كتيبته الأولى، وسريتا الدبابات، في مقدمته، مقاومة شرسة، من التلين 143 و152، على الطريق 24 الفرعي. وسرعان ما تمكنت الكتيبة الثانية من التغلب على المقاومة في التل 143، وسيطرت عليه، بينما لم تستطع الكتيبة الأولى التغلب على المقاومة في التل 152، إلاّ عند منتصف النهار. دفع كرومبيز بـ 23 دبابة، شملت جميع دبابات السرية D، من الكتيبة السادسة دبابات، وفصيلة من السرية A، من الكتيبة 70 دبابات، وأمر أفراد السرية L مشاة، وعددهم 160، بركوب هذه الدبابات. بينما ركب أربعة، من سرية المهندسين، دبابة في مقدمة النسق، لإزالة أي ألغام على الطريق. وصاحب تقدمه، قصف مدفعي من الكتيبة الأولى والثانية، من خلفه، مع قصف جوي من الطائرات، شمل التلال الموجودة في كوكسو ـ ري. وقاوم الصينيون، في تلال كوكسوـ ري، تقدم قوة كرومبيز، وأوقفوها مرتين، وكبدوها خسائر فادحة في الرجال. ثم عند اقترابه، من تقاطع الطرق، انطلقت الصواريخ الصينية، فأصابت دبابتين في المقدمة، ثم دمرت دبابة أخرى، وقُتل من فيها، ومنهم النقيب جوني هيرس Johnnie M. Hiers، قائد السرية D دبابات. كما أصاب الصينيون عديداً من المركبات، في مؤخرة النسق، واشتعلت فيها النيران. ومع ذلك، واصل النسق تقدمه، مسافة ستة أميال إلى شي يونج ـ ني، وتخلى الصينيون عن سفوح تل 397، عن مواقعهم، ولاذوا بالفرار، بينما أخذت نيران دبابات فريق الهجوم المفوج 23 الأمريكي تحصدهم. وصل النسق إلى شيء بيونج ـ ني، عند المساء، بعد أن فقد نحو المائة من رجاله قتلى. وقضى الليلة هناك، بينما رصد المراقبون الجويون تحركات الصينيين، تاركين شي بيونج ـ ني تماماً.

قدرت خسائر الصينيين من القتلى بـ 4946، ومن الأسرى بـ 79، الذين ذكروا أن الهجوم الصيني كان من خمس فرق، من الجيوش 39، و40 و42، هي 115 و116 و119 و120 و126. وهكذا انسحب الصينيون، ونجح الجيش الثامن الأمريكي، في الحفاظ على تماسكه، وتقدمه، وإن كان بطيئاً.

عقب هذا النجاح، قرر ريدجواي شن هجوم؛ لطرد بقايا الصينيين من منطقة شي بيونج ـ ني، والجبال الممتدة إلى الجنوب الشرقي، حتى نهر السوم. وعهد بهذه المهمة إلى الفيلق التاسع الأمريكي، في 15 فبراير. ثم، في 17 فبراير، نقل مقدمات الفيلقين التاسع والعاشر، شرقاً إلى السوم، فأعاد وضع الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، واللواء 27 البريطاني، تحت إشراف الفيلق التاسع. كما وضع الفريق الهجومي المفوج 23 تحت قيادة اللواء مور.

بدأ اللواء مور تحركه الهجومي، في 17 فبراير، ولقي مقاومة شديدة، غرب وادي هان، ولكنه تغلب عليها، وترك الصينيون المرتفعات، وانسحبوا مسرعين، تاركين خلفهم 600 قتيلاً منهم، وأسلحة ومعدات. في 18 فبراير، تقدم مور؛ ليحتل الخط الممتد شرقاً، عبر يانج بيونج إلى هاجين Hajin، وليدمر رأس الجسر، الذي أقامه الصينيون هناك. ونجح في ذلك، ووصلت فرقته الـ 24 إلى المرتفعات المطلة على نهر هان، عند انحنائه في يانج بيونج. بينما احتلت الفرقة الأولى فرسان منطقة هاجين ـ شي بيونج ـ ني. وانتشر اللواء 27 البريطاني، عبر الطريق 24، ثم لحقت به الكتيبة الكندية، في 19 فبراير. أما الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، فقد شغلت الجزء الواقع بين اللواء 27 البريطاني، والفيلق العاشر، شمال غرب ونجو. وجاءت تقارير الاستخبارات أن القوات الصينية، والكورية الشمالية، تنسحب من مواقعها، في المنطقة الوسطى.

خامساً: عملية "القاتل" Operation Killer

في مساء 18 فبراير، وضع ريدجواي خطة لتقدم قواته، بهدف تفويت الفرصة على القوات الصينية لمعاودة شن هجمات جديدة، وتدمير تلك القوات، التي تتحرك شمالاً من مدينة شي شون Chech'on الصغيرة، التي تبعد نحو ثلاثين ميلاً جنوب شرق وينجو. وكانت خطته الدفع بقوتين أساسيتين أمريكيتين، عبر الطريق 29، من وينجو، خلف هوينج سونج، والطريق 60، من يونج وول Yongwol، خلف بيونج شانج Py'ong ch'ang، وبذلك يتم إغلاق الممرات الرئيسية لانسحاب الصينيين (أُنظر خريطة عملية القاتل)، وأطلق على هذه العملية اسم "القاتل". وقرر أن تكون بدايتها في 21 فبراير.

ولكن شدة البرد، وانتشار الجليد، في تلك الأيام، جعل إتمام هذه العملية أمراً في غاية الصعوبة، كما أن اسم العملية قد تعرض للانتقاد الحاد، من هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة، ومن أعضاء كثيرين، في الكونجرس الأمريكي؛ لأن استخدام هذا الاسم يعني الشراهة لسفك الدماء، ويثير حساسية الكثيرين، من الآسيويين، في منطقة الشرق الأقصى.

أحرزت القوات الأمريكية تقدماً بطيئاً، في الأيام الثلاثة الأولى، وفي اليوم الرابع، تحطمت الطائرة العمودية، وفيها قائد الفيلق التاسع، الفريق مور، وغرقت في نهر هان، ومات مور بأزمة قلبية. وعُين اللواء سميث، قائد الفرقة الأولى مشاة بحرية، قائداً مؤقتاً للفيلق التاسع، إلى حين وصول اللواء جوزيف سوينج Joseph M. Swing، قائد كلية الحرب العسكرية.

نجحت القوات، في الأيام الباقية من فبراير، في تطهير أجزاء كثيرة من المنطقة، من القوات الصينية، في القطاعين الشرقي والغربي، واستولت على مواقع، تبعد خمسة أميال، أعلى شي بيونج ـ ني، وبطول الهضبة المطلة على هوينج سونج، والطريق 20 جنوباً، إلى التلال المرتفعة، على بعد أربعة أميال، شمال تقاطع الطريقين و20 و60. وأصبح الفيلقان التاسع والعاشر على خط أريزونا Arizona  المرتفع، في أقصى الشرق والغرب.

أما الفيلق الثالث من قوات كوريا الجنوبية، بقيادة الجنرال يو، فقد أرسل فوجين، من فرقة القيادة، من كانج نونج غرباً، أعلى الطريق 20، وسارا في نسق واحد، حتى عصر الثالث من مارس، فوقع الفوج المتقدم في كمين، بالقرب من سوكسا ـ ري Soksa-ri، على بعد نحو 25 ميلاً غرب كانجونج. فأطبق عليه فوج من الفرقة الثانية الكورية الشمالية، من الشمال والجنوب. وفقد الفوج الكوري الجنوبي ألفاً من رجاله: 59 قتيلاً، و119 جريحاً، و802 مفقوداً. وعاد فلوله إلى كانجونج.

نجحت الفرقة الأولى من مشاة البحرية الأمريكية، في دخول هونج سونج، في 2 مارس. وفي مساء 9 مارس، اتخذت الوحدات الهجومية، من الفيلق التاسع مواقع مطلة على خط أريزونا، دون أن تلقى أي مقاومة. أما وحدات الفيلق العاشر فقد لقيت مقاومة شرسة، في الأيام الخمسة الأولى من مارس، خاصة الفرقة الثانية، عند محاولتها احتلال الأرض المرتفعة المطلة على الطريق 20. ولكنها نجحت في ذلك، في يوم 7 مارس، بعد انسحاب الكوريين الشماليين منها. وواصل الفيلقان تقدمهما، عبر خط أريزونا، وكبدا القوات الصينية خسائر فادحة، بلغت 7819 قتيلاً، و 1469 جريحاً، و208 أسيراً. ومع ذلك، لم تحقق عملية القاتل، حتى يوم 14 مارس، أهدافها تماما، وكان نجاحها جزئياً.

سادساً:عملية الخارق Operation Ripper

أراد الفريق ريدجواي استكمال أهداف عملية القاتل؛ فوضع خطة هجوم آخر، يستخدم فيه جميع وحدات الجيش الثامن الأمريكي، وأسماه عملية "الخارق"، وحدد أهدافه المبدئية، كما يلي:

1. تدمير القوات الصينية والكورية الشمالية ومعداتها

2. الوصول إلى خط إيداهو Idaho، على نهر هان غرباً، على بعد ثمانية أميال شرق سيول.

3. منع أي محاولات لها لتنظيم هجوم جديد.

4. تشكيل تهديد وإرباك لقيادة تلك القوات، ما يجبرها على الانسحاب من سيول.

5. تحرير المناطق المحيطة بسيول، خاصة في شمالها، حتى نهر إيمجين.

وحدد موعد بدء العملية يوم 7 مارس 1951. في تلك الأثناء، كانت هناك ستة جيوش صينية، وأربعة فيالق كورية شمالية، منتشرة فيما بين سيول وجبال تاي بايك. وكان الجنرال لين بياو قد أعفي، من قيادة الجيش الرابع الصيني، في أول مارس، إما بسبب مرضه، أو لسبب آخر غير معروف، وتولى الجنرال بينج تيه هواي Peng Teh-Huai القيادة العامة، للقوات الصينية، في كوريا. وكان أول أمر أصدره لرجاله، هو ضرورة الاحتفاظ بخط العرض 38، بأي ثمن، لحين شن هجوم شامل جديد، بعد وصول الإمدادات، والمعدات الجديدة، من الاتحاد السوفيتي، في شهر مايو.   

كان هدف ريدجواي أن تصل القوات إلى إيداهو، وهي منطقة ينحني عندها نهر هان، إلى الشمال الشرقي، عبر الثلث الشرقي، الواقع في نطاق الفيلق الأول الأمريكي، وقريباً جداً من خط العرض 38، في المنطقة المركزية للفيلق التاسع، ثم ينحدر، جهة الجنوب الشرقي، عبر منطقتي تمركز الفيلق العاشر، والقوات الكورية الجنوبية، إلى هابيونج ـ دونج Hap'oong -dong، وهي مدينة على الساحل الشرقي، تبعد ستة أميال، شمال كانجونج.

ومن ثم، فالوصول إلى إيداهو، كان يعني انتقال الجيش الثامن، خاصة الفيلق التاسع، في الوسط، إلى منطقة، تعد مركزاً للقوات الصينية والكورية الشمالية، ولإمداداتها. وفي تلك المنطقة، توجد مدينتا هونجشون وشون شون Ch'un ch'on. (أُنظر خريطة عملية الخارق الجبهة الغربية). وكانت شون شون، القريبة من خط العرض 38، هي مركز إمدادات القوات الصينية والكورية الشمالية.

تولى قيادة الفيلق التاسع اللواء ويليام هوج William M. Hoge، وكان على هذا الفيلق مهمة الاستيلاء على المدينتين المذكورتين، يعاونه فريق الهجوم المفوج المحمول جواً 187. على ميمنة الفيلق التاسع، كان على الفيلق العاشر التقدم، نحو عشرين ميلاً، إلى خط إيداهو، (أُنظر خريطة عملية الخارق الجبهة الشرقية).

أما مسؤولية الأجزاء الباقية إلى الشرق، فقد تم تقسيمها بين الفيلقين الثالث والأول الكوريين الجنوبيين. وعلى هذين الفيلقين تأمين الطريق 20.

وصل الفريق الأول ماك آرثر، في أول يوم من عملية الخارق، بعد ساعات من بدء الهجوم، وعقد مؤتمراً صحفياً، في سوون، أعلن فيه: "أن قوات الأمم المتحدة تحرز تقدماً مرضياً". في الساعات الأولى، من يوم 7 مارس، تقدمت الفرق 25 مشاة، من الفيلق الأول الأمريكي، فعبرت نهر هان، في قوارب من المطاط، تصاحبها الدبابات عبر الجسور، ويدعمها غطاء جوي. ثم بدأت توغلها، مسافة ميلين، وتغلبت على جيوب مقاومة عنيدة، بالأسلحة الخفيفة، والمدافع الآلية، والهاونات، وألغام، مزروعة جيداً، مضادة للدبابات، ومضادة للأفراد.

واصلت الفرقة 25 مشاة أمريكية، بقيادة العميد سالدين برادلي Salden J. Bradley، تقدمها، في الأيام التالية، ونجحت أفواجها الثلاثة في الوصول إلى خط ألباني Albany، كمرحلة أولى من العملية، فيما بين يومي 11 و13 مارس.

أما الفرقة 35 مشاة أمريكية، فبمجرد وصولها إلى خط ألباني، نجحت في تطهير منطقة ضيقة، على الضفة الشرقية لنهر بوخان. أما على الضفة الغربية منه، فقد احتلت الفرقتان 24 و27 مشاة أمريكية المرتفعات، على جبل ييبونج Yebong، إلى الداخل نحو ثلاثة أميال في طريق سيول ـ شون شون.

دفع الفيلق التاسع بأربعة فرق، هي 24، والأولى فرسان، والسادسة كورية جنوبية، والأولى مشاة بحرية، فوصلت إلى خط ألباني، بعد تغلبها على جيوب المقاومة، في 12 مارس.

أما الفيلق العاشر الأمريكي، فقد تقدمت فرقه: الثانية والسابعة، والخامسة الكورية الجنوبية، فاخترقت الفرقة الثانية ممر بونجام ـ ني Pungam-ni على اليسار، واخترقت الفرقة السابعة الطريق 20، على اليمين، وعبرت الفرقة الخامسة الكورية الجنوبية، فوق سلسلة الجبال، في الوسط. وفي 11 مارس، بدأت القوات الكورية الشمالية في الانسحاب، بعيداً عن خط ألباني. ووضعت الفرقتان الثانية والسابعة الأمريكيتان فوجاً، عند الخط، في 13 مارس. ووصلت الفرقة الخامسة الكورية الجنوبية، إلى منتصف الخط، في يوم 14 مارس.

أما جهة الشرق، فقد عبر الفيلق الثالث الكوري الجنوبي، فوق الطريق 20، في 13 مارس. وكذلك وصل الفيلق الأول الكوري الجنوبي، وفوج من الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية، وفوجان من فرقة القيادة الكورية الجنوبية، فاحتلوا خطاً، يمتد إلى الشمال الشرقي، من منطقة جبل هوانج بيونج Hwang Byong، إلى الساحل، بالقرب من مدينة شومونجين Chumunjin.

في مساء 13 مارس، أمر ريدجواي بتنفيذ المرحلة الثانية، من عملية "الخارق"، بدءاً من صباح 14 مارس. وقدَّر ريدجواي أن القوات الصينية قد تقيم دفاعات قوية، أسفل هونجشون، فأمر اللواء ويليام هوج، قائد الفيلق التاسع، بالاستيلاء على المدينة، عن طريق الالتفاف حولها، وليس بالهجوم المباشر. ومن ثم أمر ويليام هوج الفرقة الأولى فرسان، بالالتفاف حولها، من الشرق. وتقدمت الفرقتان، في صباح 14 مارس، وتغلبتا على المقاومة الصينية، ولحقت بهما، من جهة اليمين، كل من الفرقة 24 أمريكية، والفرقة السادسة الكورية الجنوبية، دون أن تواجها أي مقاومة. فأمرهما اللواء ويليام هوج بالتقدم إلى الضفة السفلى، من نهر هونجشون، ثم إلى شونج بيونج.

وصلت الفرقة الأولى فرسان أمريكية إلى نهر هونجشون، غرب المدينة، في عصر 14 مارس. أما الفرقة الأولى مشاة البحرية، فقد تقدمت ببطء، عبر المنحدرات الشرقية لجبل أوم Oum، إلى مسافة ثلاثة أميال، من هونجشون، عند الليل.

في 15 مارس، تقدمت الفرقة 24 أمريكية، دون مقاومة، إلى الضفة السفلى من شونج بيونج. بينما تقدمت الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، دون مقاومة كذلك، إلى الأرض المرتفعة المطلة على نهر هونجشون. وفي الليل، وصلت الفرقتان 24 و25 مشاة أمريكيتان إلى طريق سيول ـ شون شون، ومعهما اللواء التركي. استسلمت مدينة هونجشون إلى الكتيبة الأولى، من الفرقة السابعة مشاة بحرية، ظهر 16 مارس. فدخلتها، ووجدتها مهجورة تماماً.

سابعاً: استعادة سيول

عقب سقوط هونجشون، في أيدي قوات الأمم المتحدة، انسحبت حشود ضخمة، من القوات الصينية والكورية الشمالية، إلى الشمال الشرقي. وقد تمكنت خمس دوريات، من الفرقة الأولى، من قوات كوريا الجنوبية، من دخول سيول نفسها. فقد سارت إحدى هذه الدوريات، على طول الطريق، عبر القسم الغربي من المدينة، إلى البوابة الموجودة على الطريق 1، بينما وصلت دورية أخرى إلى مبنى المجلس القومي، في قلب المدينة، فرفعت علم كوريا الجنوبية، ذي اللونين الأحمر والأزرق، عليه. ولم تقابل هذه الدوريات أي مقاومة، من أحد. وعبرت إحداها نهر هان، وتوغلت شمالاً، أكثر من خمسة أميال، فتعرضت لنيران، من دفاعات بسيطة، بها جنود كوريون شماليون، أقيمت على الطريق 3 شمالاً، في وسط الطريق، بين سيول وأويجونجبو.

عندئذ، تأكد ريدجواي من أن الكوريون الشماليين قد انسحبوا، تاركين سيول، فأمر الفريق ملبورن، في ليلة 16 مارس، بالإسراع باحتلال أقرب جزء أساسي من الأراضي المرتفعة، المطلة على المدينة، وهو تل لينكولن Lincoln، على بعد ميلين، غرب سيول وشمالها.

تحركت الفرقتان الأولى والثالثة، من قوات كوريا الجنوبية، فعبرتا نهر هان، من دون أي مقاومة، في صباح 16 مارس. وفي عصر اليوم نفسه، تقدم الفوج 15، من قوات كوريا الجنوبية، عبر سيول، بينما احتلت الكتيبة الثانية، من الفرقة 25 مشاة، منطقة التل 348. كانت مدينة سيول في حالة يرثى لها؛ فقد عمها الخراب، وانقطع عنها الكهرباء والماء. ولم يبق من سكانها الذين بلغ عددهم مليوناً ونصف المليون، سوى 200 ألف من المدنيين، في ثياب رثة مهلهلة، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، راحوا يرحبون بقوات الأمم المتحدة.

استمرت قوات عملية "الخارق"، في التقدم، على كل الجبهات. ففي الشرق، تمكنت قوات كوريا الجنوبية من القضاء على عصابات كوريا الشمالية، التي كانت تشكل تهديداً شديداً لقوات الأمم المتحدة، منذ بداية الحرب في بوزان، في سبتمبر 1950. وفي الوسط تقدم الفيلقان الأمريكيان، التاسع والعاشر، ودخلا مدينة شونشون، في 19 مارس.

ثامناً: عملية "الشجاع" Operation Courageous

أما في الغرب، فقد أوردت تقارير دوريات التفتيش، والاستخبارات، إلى الفيلق الأول الأمريكي، أن قوات الفيلق الأول الكورية الشمالية، وقوات الجيش 26 الصينية، قد احتلت المنطقة، الواقعة على طول خط، يمتد عبر أويجونجبو، فشكلت تهديداً شديداً للفرق الثلاث، التابعة للفيلق الأول الأمريكي، غرب أويجونجبو وعلى امتداد نهر إيمجين. وكان معنى ذلك أن إغلاق القوات الأمريكية للطريق 1، ومعبره على نهر إيمجين، عند مدينة مونسان ـ ني، يشكل مصيدة جيدة لقوات الفيلق الأول الكوري الشمالي، إذا حاولت الانسحاب منه. ومن ثم لجأ الفريق ريدجواي إلى توسيع عملية "الخارق"، بخطط إنزال قوات مظلات، في مونسان ـ ني، من فريق الهجوم المفوج المحمول جواً 187، تسانده هجمات برية، من الفيلق الأول الأمريكي. وأطلق على هذه العملية اسم "عملية الشجاع"، وهي تطوير لعملية الخارق.

تنفيذاً لخطته، في 21 مارس، أمر ريدجواي الفيلق الأول الأمريكي بالتقدم، إلى الأمام، إلى خط القاهرة Cairo، الممتد جهة الجنوب الغربي، عبر أويجونجبو، إلى تخوم هاينج جو Haengju، على نهر هان. (أُنظر خريطة عملية الشجاع). ويحتل مواقع على هذا الخط، تمتد من ستة إلى عشرة أميال، شمال خط لينكولن، وأن يتم هذا في اليوم التالي مباشرة، 22 مارس؛ إذ سيتم الإبرار الجوي، في مونسان ـ ني، وقد أطلق ريدجواي على عملية الإبرار هذه اسم توماهوك Tomahawk، إذا كانت أحوال الطقس تسمح بذلك، على أن يتم اتصال القوتين، البرية والمظلات، خلال 24 ساعة.  

وخشية أن يكون الجناح الشرقي للفيلق الأول الأمريكي مكشوفاً، عند تحركه، مد ريدجواي الخط، الذي ينبغي الوصول إليه، إلى منطقة الفيلق التاسع الأمريكي، عبر جبهة الفرقة 24 الأمريكية، وحوالي منتصف الطريق، عبر جبهة الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، عند الالتقاء مع خط "القاهرة".

بدأت الفرق الثلاث، من الفيلق الأول الأمريكي، التحرك نحو خط القاهرة، في سعت 800، من يوم 22 مارس. تقدمت الفرقة الأولى، من قوات كوريا الجنوبية، عبر الطريق 1، في الغرب، وتغلبت على جيب مقاومة صغير، ووصلت إلى الخط، عند الظهر. أما الفرقة الثالثة الأمريكية، فقد اخترقت الطريق 3، في الوسط، بينما اخترقت الفرقة 25 الأمريكية يمينه، وسارت ببطء، بعد أن تغلبت على جيب مقاومة، وانتهى اليوم قبل وصولهما إلى الخط.

شكل الفريق ملبورن قوة واجب مدرعة، في سيول؛ لتخترق الطريق 1، وتقيم أول اتصال مع الفريق الهجومي المفوج المحمول جواً 187، بعد إبراره في مونسان ـ ني. وقد شكل هذه القوة من الكتيبة السادسة دبابات متوسطة، من الفرقة 24 من الفيلق التاسع، وأضاف إليها الكتيبة الثانية، من الفرقة السابعة مشاة، وجميع كتائب البطاريات، باستثناء واحدة، من كتيبة مدفعية الميدان المدرعة 58، من الفرقة الثالثة. وأمدها بسرية البطاريات 999 من كتيبة مدفعية الميدان، والسرية A، من كتيبة المهندسين الهجومية 14. وأضاف، كذلك، دبابتين تشرشل   Churchil، من الدبابات ناصبة الجسور Bridge - Laying، من اللواء 29 البريطاني، الذي ألحق، حديثاً، بالفيلق الأول. وعهد إلى قائد الكتيبة السادسة دبابات متوسطة، المقدم جون جرودون John S. Growdon، بقيادة قوة الواجب هذه، وأمره أن يتقدم بها، خلال صفوف الفرقة الأولى، من قوات كوريا الجنوبية، على خط القاهرة، في فجر 23 مارس، ثم يخترق الطريق 1؛ ليصل إلى قوات المظلات.

تقدمت قوة الواجب، وأتمت المرور، عبر الفرقة الأولى الكورية الجنوبية، في سعت 700، ثم سارت ببطء، بعد ذلك؛ بسبب اصطدام إحدى دباباتها بلغم أرضي، ما جعل المهندسين يزيلون إثني عشر لغماً أخرى، وجدوها هناك، عند جسر مدمر، على نهر شانجونج. وجعل مجموعة إزالة الألغام تتقدم الركب، سيراً على الأقدام. ثم، بعد ميل آخر، عثر على مزيد من الألغام، ما جعل قوة الواجب تسير ببطء شديد، فتكون في سينون ـ ني، على بعد نحو 15 ميلاً، إلى الجنوب، ساعة حدوث الإبرار الجوي في مونسان ـ ني. وقد واجهت قوات المظلات بعض جيوب المقاومة هناك، ولكنها تغلبت عليها، بعد أن فقدت 19 رجلاً، وأكثر من 50 جريحاً، بينما قتلت 136 وأسرت 149، من الفوج 36، التابع للفرقة 19 الكورية الشمالية. بينما أسرع الباقون بالانسحاب، عبر نهر إيمجين.

وصلت معظم وحدات قوة واجب جرودون، إلى مونسان ـ ني، في صباح 23 مارس، بعد أن فقدت أربع دبابات، بسبب ما يزيد على 150 لغماً أرضياً. ثم فقدت دبابتين أخريين، على بعد ميل واحد من مونسان ـ ني، دمرتهما مدفعية الكوريين الشماليين. ووصلت بقية وحدات قوة الواجب، في صباح 24 مارس. في ذلك الوقت، أخذت القوات الكورية الشمالية والصينية، تنسحب أمام قوات الأمم المتحدة، حتى نهر إيمجين، التي تمكنت بمساعدة الضربات الجوية، وقصف القوات البحرية، من الوصول إلى وونسان. وبذلك حققت عملية "الخارق" هدفها، في نهاية مارس، ووصلت قوات الأمم المتحدة إلى خط العرض 38، مرة أخرى. التطورات السياسية