إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الموسوعة المصغرة للحرب الكورية (25 يونيه 1950 ـ 27 يوليه 1953)





الدبابة المتوسطة ت 34
خط دفاع نهر كوم

مناطق التركيز لهجوم الربيع
مواقع الفرقة 38 مشاة
هجمات الفيلقين الثاني والخامس
هجمات الفرقة 12 الكورية
هجمات شمالية على تايجو
هجمات شمالية في الشرق
هجوم شمالي على ناكتونج
هجوم شمالي على تايجو
مطاردة القوات الكورية الشمالية
نطاق الفيلق العاشر
أعمال تعطيل الفوج 34
أعمال تعطيل الفرقة 21
معركة هوينج سون
معركة خزان شانج جين
معركة شونج شون 25-28 نوفمبر 1950
معركة شونج شون 28 نوفمبر – 1 ديسمبر 1950
معركة سويانج
الإبرار في إنشون
الهجوم على الفرقة 20
الهجوم على سكشون وسانشون
المرحلة الثالثة للهجوم الصيني
الالتحام عند أونسان
الانسحاب من خزان شوزين
الانسحاب لخط الفرقة الأولى
الاستيلاء على بيونج يانج
التمركز في هاجارو- ري
التدخل الصيني غرباً
التقدم إلى الممر الشرقي
الجبهة الأمريكية الكورية الجنوبية
الدفاع عن نهر كوم
الدفاع عن خط ونجو
الشماليون يعبرون نهر هان
انسحاب الجيش الثامن
العاصفة والمقدام الجبهة الشرقية
العاصفة والمقدام الجبهة الغربية
الفوج 31 شرق الخزان
الفرقة الثانية في كونو- ري
الفرقتان السابعة والثامنة مشاة
اجتياز الشماليون خط 38
تدمير رأس جسر للشماليين
تقدم الجيش الثامن
تقدم الفيلق العاشر
تقدم القوات الأمريكية والجنوبية
تقدم قوات الأمم المتحدة
جبهة شرق هواشون
دخول القوات الشمالية ناكتونج
جيب كومشون
خرق نطاق الحصار
خط إخلاء الفيلق العاشر
خط المعركة 10 يوليه
خط الاتصال 1 يوليه
خط الترسيم المقترح
خط الجبهة يتحرك للجنوب
خط الجيش الثامن 1952
خط دفاع يوسان الدائري
خطة الفيلق العاشر
رأس جسر شونجشون
سد هواشان
شيبيونج - ني
سقوط تايجون
سقوط سيول
كوريا
عملية الإلتفاف
عملية الخارق الجبهة الشرقية
عملية الخارق الجبهة الغربية
عملية الصاعقة
عملية الصاعقة فبراير 1951
عملية الشجاع
عملية القاتل
قوات واجب سميث
قوة واجب كين



حرب عام 1967

المبحث الخامس عشر

التغيير في قيادة القوات، والهجوم المضاد للأمم المتحدة

أولاً: استئناف الصراع المسلح

أكدت تقارير استخبارات الجيش الثامن الأمريكي، وأقوال الأسرى الصينيين، أن القوات الصينية والكورية الشمالية تستعد لهجوم كاسح جديد، بحشود ضخمة على طول خط العرض 38، في الخمسة عشر يوماً الأولى من أبريل 1951. وذلك بعد استكمال استعداداتها اللوجيستية وإمداداتها، وإصلاح كثير من الطرق والجسور، التي تهدمت، أثناء الفترة الماضية. وأفادت التقارير أن قوات جيش التحرير الصيني تستعد لغزو تايوان بحراً، عندما تتحسن الأحوال الجوية، في الربيع.

صدرت الأوامر إلى الأسطول السابع الأمريكي، بقيادة الأدميرال مارتن، بحمل قوة الواجب 77، في 8 أبريل 1951، لإجراء طلعات جوية، في سماء تايوان، وبطول ثلاثة أميال على الساحل. ولما لم يحدث الغزو، عادت قوة الواجب 77، في 16 أبريل 1951، إلى كوريا.

ويبدو أن الحشود الصينية والكورية الشمالية كانت تهدف إلى الدفاع، عبر خط العرض 38، من دون أي عمليات هجومية؛ فقد انسحب الفيلقان الثالث والخامس الكوريان الشماليان، من الجبهة الشرقية. وانحصرت تحركات مجموعة الجيش التاسع الصيني، فيما بين منطقة هامهونج Hamhung، إلى المثلث الحديدي.

أخذ ريدجواي يخطط لعملية جديدة، أسماها العملية العاصفة The Rugged Operation، من طريق توسيع نطاق عمل الفيلق الأول الأمريكي، إلى جهة الشرق؛ لتمكين سيطرة الفرقة 24، على يسار الفيلق التاسع الأمريكي، بقيادة الفريق ملبورن. بينما تثبت قوات الفريق ملبورن، في مواقعها، على طول نهر إيمجين، بينما تتحرك الفرقتان 25 و24 الأمريكيتان، في النصف الشرقي من منطقة الفيلق الأول؛ للهجوم شمالاً، على جانبي الطريق 3، في صباح 3 أبريل. وشرق الطريق، تتحرك الفرقة 24، عبر وادي نهر يونج يونج، وتتقدم الفرقة الخامسة مشاة أمريكية، على اليسار، إلى وسط جبل كوانوم Kwanum، المطل على الطريق 3، وتتحرك الفرقة 21 مشاة؛ للهجوم عند جبل كونج مانج Kungmang. أما غرب الطريق 3، فتتقدم الكتيبتان 27 و35 مشاة، من الفرقة 25 الأمريكية، نحو الهضبة الواقعة بين امتداد نهري يونج بيونج وهانتان Hant'an شمالاً. (أُنظر خريطة العاصفة والمقدام الجبهة الغربية)

وفي الخامس من أبريل 1951، كان كل ذلك قد تحقق، كما وصلت الفرقة 21 إلى خط كانساس Kansas، في السادس من أبريل. وبعد قليل، لحقت بها الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، بعد تعرضها لعدة اشتباكات، مع القوات الصينية. أما الفوجان السابع والثامن، من الفرقة الأولى فرسان الأمريكية، فقد كانا لا يزالان على بعد ثلاثة أميال، من خط كانساس، بسبب تعرضهما لهجمات شرسة من قوات الجيش 39 الصيني.

كان الصينيون يتحكمون، في مواقعهم، في منطقة سد هواشون Hwach'on، وكان فتح بواباته يؤدي إلى رفع منسوب مياه نهر بوكهان من عشرة إلى اثني عشرة قدما، في المنطقة المتاخمة لخط كانساس، وقد يفيض الماء، فيغمر حوض شون شون، ويسبب تعطيلاً شديداً لقوات الفيلق التاسع الأمريكي، ويسد الطريق 17، ويعوق طريق الإمداد الرئيسي لهذا الفيلق. (أُنظر خريطة سد هواشان). ومن ثم أصدر الفريق ريدجواي أوامره إلى الفريق هوج؛ بضرورة الاستيلاء على هذا السد، بأي صورة. على أن تتولى الفرقة الأولى مشاة البحرية، وأن تسمى هذه العملية باسم عملية المقـدام The Dauntless Operation. وبدأت المحاولات، يوم 7 أبريل، ولكنها أخفقت؛ بسبب المقاومة من القوات الصينية. وعلى مدى خمسة أيام، تواصلت المحاولات الهجومية بالمدفعية؛ لتدمير النقاط الدفاعية الصينية، وهجوم قوات المشاة والفرسان، ولكنها كلها باءت بالفشل. وقرر الفريق هوج تأجيل عملية الاستيلاء على السد، حتى تدخل في نطاق تحرك الفيلق التاسع، عند تقدمه إلى خط ويومنج Wyoming.

وصل كل من الفيلق العاشر الأمريكي، والفيلق الثالث الكوري الجنوبي إلى خط كانساس، في 9 أبريل، ثم واصلا الاشتباكات مع قوات الفيلقين الأول والتاسع الكوري الشمالي، في 11 أبريل (أُنظر خريطة العاصفة والمقدام الجبهة الشرقية).

ثانياً: تغيير في قيادة القوات

تلقى الرئيس الأمريكي هاري ترومان توصيات من وزير الدفاع، جورج مارشال، والفريق الأول عمر برادلي، القائد العام للجيش الأمريكي، بأن يحل الفريق الأول ريدجواي محل ماك آرثر، وأن يتولى الفريق جيمس فان فليت James A. Van Fleet، من الجيش الثاني الأمريكي، قيادة الجيش الثامن الأمريكي. فأصدر هاري ترومان، في 14 أبريل 1951، أوامره بذلك.

في يوم 14 أبريل، وقبل توجهه إلى اليابان، أصدر ريدجواي أمره إلى جيمس فان فليت بضرورة إبلاغه، قبل إرسال أي قوات، عبر خط أوتاه Utah، كما احتفظ لنفسه بحق الموافقة على أي تحركات للجيش الثامن خلف خط ويومنج Wyoming.

في 16 أبريل، وبعد مراسم توديع الفريق الأول ماك آرثر، كان أول أمر أصدره ريدجواي هو تعيين الفريق دويل هيكي قائداً لقوات الشرق الأقصى، ورئيساً لأركان قيادة قوات الأمم المتحدة.

وقبل نهاية الشهر، أصدر ريدجواي تعليماته بتحديد المدى، الذي يجب أن تعمل، خلاله، قيادات القوات البرية والبحرية والجوية. وكتب توجيهاته بذلك إلى كل من ستريت ماير، والأدميرال جوي. كما أرسل توجيهاً إلى جيمس فان فليت يحدد له الخطوط الأساسية، التي عليه أن يعمل خلالها، وأن مهمته الأساسية هي صد أي هجمات ضد كوريا الجنوبية، وأن عليه أن يعمل شمال خط العرض 38، من دون أن يتجاوز خطي كانساس ويومنجن، من دون موافقته شخصياً. وأن يكون هدف العمليات ليس مجرد كسب أراضي، وإنما تكبيد القوات المعادية أكبر قدر من الخسائر، في الأفراد والمعدات، بأقل خسائر ممكنة في قوات الأمم المتحدة. وأن عليه أن يعلم أنه لن يتلقى إمدادات كبيرة، وأنه قد يصدر إليه أوامر بالتوقف، أو الانسحاب، أو حتى بالخروج بقواته، من كوريا كلها. لقد كان واضحاً أن ريدجواي لا يريد، بأي حال، توسيع رقعة الحرب.

أخذ جيمس فان فليت يضع حساب القوة الجوية لقوات الأمم المتحدة، وأهمية حفاظها على السيطرة الجوية إزاء القوة الجوية الصينية، المشاركة في الصراع، والتي كان من المتوقع، حسب تقارير الاستخبارات، دعمها بطائرات من الاتحاد السوفيتي، بما يزيد عدد الطائرات الحربية الصينية، في كوريا، من 650 طائرة إلى 1050 طائرة، في يونيه 1951، فقد وعد الاتحاد السوفيتي، في مارس 1951، بإرسال 400 طائرة من نوع إليوشن إل ـ 10 Ilyushin Il-10، وهي طائرات هجوم أرضي، يجري تدريب طيارين صينيين عليها، في موكدن Mukden، في منشوريا.

وكان الجنرال ليو يالو Liu Ya-lou، قائد القوات الجوية للصين الشيوعية، يباشر مهمته، من إحدى الطائرات، في مساعدة القوات البرية، استعداداً لهجوم كبير، أزمع بدؤه في مايو 1951.

وقد وضع الجنرال ليو خطة بعيدة المدى، للحرب الجوية، تتضمن عدة مراحل؛ لتنفيذ عملياته الجوية، ضد قوات الأمم المتحدة. لقد كان يرمي إلى فرض السيطرة الجوية بطائرات الميج على المنطقة الشمالية الغربية، من كوريا، باستخدام القواعد الموجودة، في أنتونج. وقرر إصلاح المطارات، وبناء مطارات جديدة، في تلك المنطقة، كما بحث أمر إصلاح وإقامة مطارات سرية، قرب خط العرض 38، في القطاع الشمالي.

وقرر أن تتحرك وحدات صينية بالأسلحة الأوتوماتيكية، وبطاريات المدفعية؛ لحماية المطارات الجديدة. وعندما تصبح المطارات المتقدمة جاهزة للعمليات، تتمركز فيها طائرات الميج، وقاذفات القنابل، ثم يتم استكمال القوات الجوية المضادة لقوات الأمم المتحدة.

ومنذ الانسحاب الأخير لقوات الأمم المتحدة، من سيول، وإخلائها مطاري كيمبو، وسوون، وانسحاب القوة الجوية الخامسة الأمريكية، إلى اليابان، حقق الجزء الأول من الخطة الصينية، للسيطرة الجوية، على شمال غرب كوريا، نتائج سريعة؛ فأصبحت المنطقة بين شينج ونهر يان، تعرف باسم طريق الميج.

جدير بالذكر أن الجنرال ليو كانت تقيده تعليمات سياسية مشددة، يحركها الخوف من تعرض بكين لغارات انتقامية أمريكية. وكان مضمون هذه التعليمات حظر استخدام قواعد منشوريا؛ لضرب القوات الأمريكية، ما دعا الفرقة الجوية الخاصة الصينية إلى الصراخ: "إن سياسة التحفظ، التي تنتهجها بلادنا، سببها الحقيقي الخوف من تهديدات العدو الأمريكي".

كانت طائرات الاستطلاع الأمريكية، التي تجوب منطقة شمال غرب كوريا، تتحاشى تماماً التعرض لتشكيلات الميج الصينية. ثم توالت الأحداث، بعد ذلك، وأرسل قائد قاذفات القنابل الأمريكية، في منطقة الشرق الأقصى، القلاع الطائرة، إلى منطقة طريق الميج، في أول مارس 1951. وبدأ القذف المنظم، واستولت قوات الأمم المتحدة على مطار سوون، ثم بدأت طائرات السابر النفاثة الأمريكية طلعاتها الهجومية، شمالاً إلى نهر يالو.

في أبريل 1951، بدأت خطة الجنرال ليو، في بناء المطارات وإصلاحها، تحقق كثيراً من النجاح، في كل من: سنويجو، وسينانجو، وسونان، وبينج يانمبو، وينسان، وأونجين، وسيماك، وجانج دينج. وظهر واضحاً أن القوات الجوية الصينية جاهزة لتقديم المساعدات اللازمة للهجوم البري الوشيك.

أصدر الفريق ستريت ماير أوامره إلى العميد جيمس برجس James E. Briggs، قائد قوات قاذفات القنابل الجديد، بضرورة الإسراع في تدمير تلك المطارات الجديدة، التي أنشأتها القوات الصينية. ولكن العميد جيمس برجس أوضح له أن الإسراع بذلك لا يحقق الفائدة المرجوة؛ لأن حشود الرجال الصينيين يمكنها إصلاح هذا التدمير بسرعة. ومن ثم طلب الإذن بتأجيل تدمير هذه المطارات، إلى أن يصبح الصينيون جاهزين لاستخدامها. وفي الوقت نفسه، بدأت طائرات السابير والـ B. 29 وبعض النفاثات الأمريكية الأخرى، اجتياح المنطقة شمالاً؛ بهدف استعادة السيطرة الجوية، والتمهيد لقاذفات القنابل. ثم، في خلال المدة من 17 إلى 23 أبريل 1951، بدأت قاذفات القنابل الأمريكية قصف تلك المطارات، وساعدتها طائرات الأسطول، وقاذفات القنابل المقاتلة، من نوع ب 26 وب 29، والمقاتلات الليلة واستمر القصف موجعاً، إلى أوائل يوليه 1951، وسبب خسائر هائلة في المطارات الجديدة، بحيث لم تستطع أكثر من ثلاثين طائرة ميج العمل من خلالها. ولكنها نجحت في أحيان كثيرة، في شن الغارات على سيول، ليلاً.

عندما حان وقت الهجوم الصيني الكوري الشمالي، في 22 أبريل 1951، كان الجيش الثامن الأمريكي في أقصى درجات استعداده. فكانت الفرق الأمريكية السبع، تدعمها كتائب ولواءات الأمم المتحدة، وتضم جميعها أكثر من 20 ألف رجل، مسلحين بدبابات باتون الثقيلة، ودبابات الاقتحام، ودبابات سنتوريون البريطانية، والمدفعية الثقيلة، فضلاً عن الدعم البحري والجوي. كما وصل، إلى كوريا، أعداد كبيرة من كتائب المدفعية، بعضها من وحدات الدفاع القومي الأمريكي، مسلحة بمدافع الهاوزر عيار 240ملم، والمدافع عيار 155ملم، والمدافع ذاتية الحركة عيار 155ملم، والرشاشات الخفيفة، ومنصات صواريخ عيار 3.5 بوصة.

كذلك عمد جيمس فان فليت إلى منح إجازات للجنود؛ لمدة خمسة أيام في اليابان، بهدف رفع روحهم المعنوية. كما استحدث نظام تغيير الجنود، وذلك بإعادة البعض إلى بلادهم، وإحلال آخرين محلهم. كذلك أعيد تنظيم جيش جمهورية كوريا الجنوبية، على الرغم من خسائره الضخمة، في الأفراد، التي بلغت 170 ألف رجل، منذ 25 يوليه 1950، من خلال إمداده بالجنود المستجدين. وفي 21 أبريل 1951، كانت قوات كوريا الجنوبية تتمركز، في جبهة في الشرق، تمثل ربع جبهة الجيش الثامن الأمريكي، بينما كانت الأرباع الثلاثة الباقية، تتولى الدفاع عنها الفيالق الأمريكية: الأول والتاسع والعاشر، ومعها بعض الفرق الكورية الجنوبية الملحقة بها.

كان الخط الدفاعي، لقوات الحلفاء، يمتد من مدينة مونسان، أسفل خط العرض 38، للاستفادة من نهر إيمجين مانعاً طبيعياً، ثم يمتد، في اتجاه الشمال الشرقي إلى يونشون، التي تبعد عشرة أميال، من خط العرض 38؛ ثم يمتد، في حذائها، شرقاً إلى تاي بوري، على نهر اليابان.

كانت القوات الصينية قد أعدت 270 ألف رجل، من مجموعات الجيوش الثالث والتاسع والتاسع عشر، للوصول إلى سيول، حيث تهجم القوة الأساسية، من مجموعة الجيش 19، المتمركزة في كورانجبوري، من جهة الجنوب الشرقي، نحو سيول، بعد عبور نهر إيمجين، في جبهة طولها 12 ميلاً. ثم تتقدم إلى سيول، عبر منطقة ضيقة، بين الطريقين 1 و33.

وقد خطط قائد هذه المجموعة، الجنرال يانج تيه شيه Yang Teh-Chih، عبور إيمجين، بجيشين: 64 بين الطريق 1 ومدينة كورانجبوري، و63 بين كورانجبوري وملتقى نهري إيمجين وهانتان Hant'an. وهكذا يصبح الجيش 64 في مواجهة الفرقة الأولى من قوات كوريا الجنوبية، والجيش 63 في مواجهة اللواء البريطاني 29.

أما مجموعة الجيش الثالث الصيني، فكان عليها أن تتقدم، من المنطقة بين إيميجن وشورون Ch'orwon، جنوباً، على الطريق 33، وتتحرك جيوشها الثلاثة على أشكال أنساق، كل نسق عبارة عن فرقة. أما الجيش 15 الصيني، فكان مكانه الطريق 33، وإلى الشرق منه، يتحرك الجيشان 12 و60، معاً؛ للهجوم عبر كل من المنطقة التي تحتلها مجموعة هجوم الكتيبة العاشرة الفليبينية، التابعة لقوات الأمم المتحدة، والتي تتخذ مواقعها، على الجناح الأيمن، للفرقة الثالثة الأمريكية، وسلسلة جبال بوجاي ـ سان Pogae-San، التي يحتلها اللواء التركي، والفرقة 24 مشاة أمريكية.

أما مجموعة الجيش التاسع الصيني، فكان عليها أن تتقدم، إلى الجنوب الغربي، خارج منطقة كومهوا Kumhwa، على الطريق 3. وقد وضع سونج شيه ـ لون Sung Shih- Lun، قائد مجموعة الجيش التاسع، على الميمنة، الجيش 27؛ بهدف الهجوم عبر الطريق 3، في منطقة تتمركز على الحدود، بين الفرقتين الأمريكيتين 25، و24. كما وضع الجيش 20، على الميسرة؛ بهدف الهجوم على مواقع الفيالق، من الأول إلى التاسع، عبر المنطقة المحصورة، بين الفرقة 24 الأمريكية والفرقة السادسة الكورية الجنوبية. (أُنظر خريطة مناطق التركيز لهجوم الربيع).

كذلك كان على الفيلق الأول، الكوري الشمالي، التقدم جنوباً شرقاً، نحو سيول، عبر الطريق 1، وعبر الأراضي الواقعة بين هذا الطريق، ونهر هان. وكان على الجيشين 39 و40، التابعين لمجموعة الجيش 13 الصيني، تقديم العون، من خلال شن الهجمات على جانبي الطريق 17، في القسم الشرقي، من القطاعين، اللذين تسيطر عليهما الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، والفرقة الأولى مشاة البحرية الأمريكية. وكان على الفيلقين الخامس والثالث من القوات الكورية الشمالية أن توالي ضرباتها، عند يانجو Yanggu وإنجي؛ لفتح الطريقين 29 و24، جهة الجنوب الغربي، إلى كل من شونشون وهونجشون.

ثالثاً: الهجوم الصيني

في عصر 22 أبريل، بدأ هجوم الفرقة 60، والجيش 20، من القوات الصينية، من ناحية الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، التي كان فيها ثغرات كثيرة. وتمكنت القوات الصينية من اقتحام الوسط، والانتشار غرباً وشرقاً، خلف الفوجين 19 و12، وجنوباً نحو الفوج السابع. وخلال دقائق، لاذ الفوجان 19 و12 بالفرار، ثم لحق بهما الفوج السابع، تاركين أسلحتهم، ومركباتهم، ومعداتهم، ومواقعهم، مندفعين جنوباً وشرقاً وغرباً، لا يلوون على شيء. ومن ثم انكشفت أجناب الفرقة 24 الأمريكية، والفرقة الأولى من مشاة البحرية، وانسحبت كتيبة المدفعية النيوزلندية بأسلحتها، مسافة أربعة أميال، شمال اللواء 27 البريطاني، المتمركز بالقرب من مدينة كابيونج. والى الشرق، أخذت القوات الصينية تطارد الفوجين الثاني والسابع، وأحاطت بالكتيبة 27 مدفعية ميدان الكورية الجنوبية، فتخلى أفرادها عن مدافعهم، ولاذوا بالفرار. وحاولت الوحدات الأمريكية المساندة الثبات، ولكنها، إزاء النيران الصينية الكثيفة، انطلقت شرقاً؛ لتلحق بالكتيبة 92 مدفعية ميدان أمريكية. وقد وصلت هذه الوحدات، بعد أن فقدت كل من السرية  C، من الكتيبة الثانية هاونات كيماوية، والكتيبة الثانية بطاريات صواريخ ميدان، أسلحتها تماماً. وكذلك وصلت الكتيبة 987 مدفعية ميدان، بعد أن فقدت نصف معداتها.

أخذت القوات الصينية من الجيش 40، ومجموعة الجيش 13، تتوغل في مواقع القوات الكورية الجنوبية، وشنت هجمات مكثفة على قوات الفرقة الأولى من مشاة البحرية الأمريكية، غرب مدينة هواشون. وفي الشرق، اجتاحت قوات الفرقة 115 من الجيش 39 الصيني، الفوج الأول من فيلق مشاة البحرية الكورية الجنوبية، على سد هواشون، واندفعت جنوباً؛ لتحتل المرتفعات المطلة على مدينة هواشوان، ولكن قوات مشاة البحرية الأمريكية، والكورية الجنوبية، صمدت في مواقعها، ومنعت تقدمها. وإزاء ضغط الهجوم الصيني العنيف، طوال ليلة 23 أبريل، اضطرت الفرقة 24 الأمريكية إلى الانسحاب، بعيداً عن خط كانساس، ثم اضطرتها القوات الصينية إلى التراجع، ثلاثة أميال أخرى، في ظهر يوم 23 أبريل. ثم أنسحب اللواء التركي مع ميسرة الفرقة 24 مشاة أمريكية، مسافة ميلين آخرين.

وفي فجر 24 أبريل، أمر العميد سالدين برادلي Salden Bradly، قائد الفرقة 25 أمريكية، بانسحاب الفوجين 24 و27 مشاة، مسافة ميلين، وانسحاب اللواء التركي؛ للتمركز جنوب نهر هانتان Hant'an.

وتمكنت القوات الصينية من عبور نهر إيمجين، ومهاجمة وحدات من الفرقة الثالثة الأمريكية، وإجبارها على الانسحاب. وفي صبيحة 23 أبريل، أمر جيمس فان فليت كلاً من اللواء ملبورن واللواء هوج، بضرورة انسحاب الفيلقين الأول والتاسع، فأرسل توجيهات إلى جميع قادة الفيالق بتقوية الدفاعات، في العمق، بطول خط كانساس.

كذلك أصدر جيمس فان فليت أوامره للقوات الموجودة شرق هواشون بإغلاق منطقة مرتفعة، تطل على يانج جو Yanggo، أمام الفرقة 45 الكورية الشمالية، التي شنت هجماتها، على هذه المنطقة، ليلاً، بالمدفعية والهاونات، ضد الكتيبة 32 مشاة الأمريكية، على الجناح الأيمن للفرقة السابعة الأمريكية. (أُنظر الخريطة جبهة شرق هواشان). على الجناح الشرقي، من الهجوم الصيني الكوري الشمالي، شنت الفرقة السادسة الكورية الشمالية هجمات مكثفة على الفرقة الثالثة الكورية الجنوبية، واجتاحت وحداتها، على الميسرة، وفي الوسط، وأجبرتها على الفرار، إلى جهة الجنوب الغربي. وفي ظهر 23 أبريل، اجتاحت القوات الكورية الشمالية الفرقة الثالثة الأمريكية، وأجبرتها على التخلي عن الطريق 23، ثم الانسحاب من الطريق 24، وترك الطريق إلى إنجي مفتوحاً.

اجتاحت الفرقة 12 الكورية الشمالية الفيلقين العاشر الأمريكي والثالث الكوري الجنوبي، وأجبرت الأخير على الفرار إلى نهر سويانج، أسفل إنجي. وانسحبت كذلك الفرقة الأولى، من مشاة البحرية، بطول الخط الممتد من سد هواشون، إلى الجنوب الغربي، على طول نهر بوكهان، ثم انسحبت إلى خط بندليتون Pendleton المنحني، على يمين القطاع التاسع. وعلى ميسرتها تعرضت كتيبتان منها، ومعهما كتيبة من الفرقة السابعة مشاة بحرية، إلى هجمات كثيفة، من الفوجين 359، و360، من الفرقة 120، التابعة للجيش 40 الصيني، بقذائف الهاون، واشتدت وطأة هذا الهجوم، طوال ليلة 24 أبريل. ولكن الكتائب الثلاث ثبتت في الدفاع، تساندها نيران المدفعية، من شيشون ـ ني chich'on-ni، وغارات اثنتي عشرة طائرة أمنت انسحاب الكتائب الثلاث، مع بقية وحدات الفرقة الأولى مشاة البحرية.

دخلت القوات الصينية مدينة هواشون، ومنطقة السد، من دون أن تطارد القوات المنسحبة. إلى الشرق من مناطق مشاة البحرية، شنت الفرقة 12 الكورية الشمالية، في 24 أبريل، هجوماً عنيفاً على الفرقة الخامسة الكورية الجنوبية، فشتت شملها، وأجبرتها على الفرار. واندفعت وحداتها، عبر إنجي (أُنظر خريطة هجمات الفرقة 12 الكورية) وفي الوقت نفسه، واصلت الفرقة السادسة الكورية الشمالية دفعها لميسرة ووسط الفيلق الثالث الكوري الجنوبي، بعيداً من الطريق 24. ووصلت وحدات هاتين الفرقتين الكوريتين الشماليتين المهاجمتين، إلى مسافة ستة أميال، أسفل إنجي. وتوقفتا هناك.

في صباح 25 أبريل، أمر اللواء ألموند الفرقة الخامسة الكورية الجنوبية بشن هجوم؛ لاستعادة إنجي، والهضبة المطلة عليها، تمهيداً لاستعادة خط كانساس، مرة أخرى. وقد حاولت تلك الفرقة تحقيق ذلك، من خلال هجمات مضادة ناجحة، ولكنها اضطرت إلى التراجع إلى مواقعها، بسبب عنف المقاومة الكورية الشمالية.

في القطاع الأوسط، انسحبت الوحدات الكندية والإنجليزية والأسترالية والأمريكية، نحو الشمال، أمام هجمات الحشود الصينية الكثيفة. ولم تفلح غارات الطائرات، بقذائف النابالم، وغيرها، في صد تلك الهجمات، عبر طريق كاب يونج Kap'yong. وهكذا حققت القوات الصينية، والكورية الشمالية، نجاحاً ساحقاً في هزيمة قوات الأمم المتحدة، وإجبارها على الانسحاب، وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح، والعديد من الجرحى، خاصة في صفوف القوات الكورية الجنوبية. والتي شملت خسائرها، في المعدات، ما يلي:

2363                          قطعة من الأسلحة الخفيفة

168                           مدفعاً آلياً

66                             قاذفة صواريخ Rocket Launchers

مدفعان مضادان للدبابات

42                             هاوناً   

13                             قطعة مدفعية

87                             شاحنة

بينما خسرت وحدات النيران المساندة الأمريكية (وهي الكتيبة 987 مدفعية ميدان مدرعة، والكتيبة الثانية بطاريات صواريخ مدفعية ميدان، والسرية C، من الكتيبة الثانية هاونات كيماوية)، ما يلي:

15                             هاوزراً عيار 105 ملم

13                             هاوناً 4.2 بوصة

73                             مركبة

مئات القطع الأخرى

242                          جهازاً لاسلكياً

وكانت خسائر هذه الوحدات، في طريق انسحابها، ليلة 22 أبريل؛ بسبب المركبات الكورية الجنوبية المقلوبة، والمعدات الأخرى، التي خلفها أصحابها، أثناء فرارهم.

تلقت قيادات القوات الكورية الجنوبية، لا سيما الجنرال شانج، لوماً عنيفاً، من القيادات الأمريكية. وحاول الجنرال شانج أن يبرر للفريق الأول جيمس فان فليت، أسباب انسحاب قواته، من دون جدوى.

في يوم 26 أبريل 1951، وإزاء الهجمات الشديدة من كل من الفيلق الأول الكوري الشمالي، ومجموعة الجيش 19 الصينية، وبعد تمكن الفرقة 189 الصينية من احتلال ثغرة، طولها خمسة أميال، بين الفرقتين الأولى كورية جنوبية، والثالثة الأمريكية، قرر اللواء ملبورن أن يكون انسحاب فيلقه الأول الأمريكي مسافة من ميلين إلى خمسة، أسفل خط دلتا Delta، عند مواقع مطلة على أويجونجبو. وكان على الفرقة السادسة الكورية الجنوبية، أن تنسحب، وترتبط بالجناح الأيمن الجديد للفيلق الأول.

وهكذا، استمر انسحاب قوات الحلفاء، في أغلب القطاعات، تاركة الأراضي، التي كانت قد نجحت في الاستيلاء عليها، أثناء قيادة ريدجواي. واستمرت مدفعية الأمم المتحدة، وطائراتهم، تغطي الانسحاب، وتقصف القوات الصينية والكورية الشمالية؛ لوقف تقدمها.

في يوم 29 أبريل 1951، توقف تقدم القوات الصينية والكورية الشمالية تماماً، وكان مرد ذلك عدم وصول الإمدادات إليها من الاتحاد السوفيتي. وبدلاً من أن يجمع جيمس فان فليت قواته الاحتياطية، ويشن هجوماً مضاداً، قرر التمركز، بطول خط جديد، يبدأ من شمال سيول، ثم ينطلق جهة الشمال الشرقي، حتى تيبوريه، أمام خط العرض 38.

بلغت خسائر الأفراد، في فرق الجيش الثامن الأمريكي، فيما بين 22 و29 أبريل:

314                 قتيلاً

1600               جريحاً

وكانت خسائر الأفراد، في القوات الصينية، في الفترة نفسها

13349              قتيلاً (بينما أوصلتها بعض التقديرات إلى 23829)

642                 أسيراً

742                 وعدد هائل غير معروف من الجرحى.

كان جيمس فان فليت، في الأول من مايو 1951، لا يزال يتوقع هجوماً جديداً، من جانب القوات الصينية، أشد عنفاً من سابقه. وكان إجمالي العدد المتوقع، للقوات الصينية في كوريا، نحو 542 ألفاً، يدعمها ما يزيد على 197 ألفاً من الكوريين الشماليين.