إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الموسوعة المصغرة للحرب الكورية (25 يونيه 1950 ـ 27 يوليه 1953)





الدبابة المتوسطة ت 34
خط دفاع نهر كوم

مناطق التركيز لهجوم الربيع
مواقع الفرقة 38 مشاة
هجمات الفيلقين الثاني والخامس
هجمات الفرقة 12 الكورية
هجمات شمالية على تايجو
هجمات شمالية في الشرق
هجوم شمالي على ناكتونج
هجوم شمالي على تايجو
مطاردة القوات الكورية الشمالية
نطاق الفيلق العاشر
أعمال تعطيل الفوج 34
أعمال تعطيل الفرقة 21
معركة هوينج سون
معركة خزان شانج جين
معركة شونج شون 25-28 نوفمبر 1950
معركة شونج شون 28 نوفمبر – 1 ديسمبر 1950
معركة سويانج
الإبرار في إنشون
الهجوم على الفرقة 20
الهجوم على سكشون وسانشون
المرحلة الثالثة للهجوم الصيني
الالتحام عند أونسان
الانسحاب من خزان شوزين
الانسحاب لخط الفرقة الأولى
الاستيلاء على بيونج يانج
التمركز في هاجارو- ري
التدخل الصيني غرباً
التقدم إلى الممر الشرقي
الجبهة الأمريكية الكورية الجنوبية
الدفاع عن نهر كوم
الدفاع عن خط ونجو
الشماليون يعبرون نهر هان
انسحاب الجيش الثامن
العاصفة والمقدام الجبهة الشرقية
العاصفة والمقدام الجبهة الغربية
الفوج 31 شرق الخزان
الفرقة الثانية في كونو- ري
الفرقتان السابعة والثامنة مشاة
اجتياز الشماليون خط 38
تدمير رأس جسر للشماليين
تقدم الجيش الثامن
تقدم الفيلق العاشر
تقدم القوات الأمريكية والجنوبية
تقدم قوات الأمم المتحدة
جبهة شرق هواشون
دخول القوات الشمالية ناكتونج
جيب كومشون
خرق نطاق الحصار
خط إخلاء الفيلق العاشر
خط المعركة 10 يوليه
خط الاتصال 1 يوليه
خط الترسيم المقترح
خط الجبهة يتحرك للجنوب
خط الجيش الثامن 1952
خط دفاع يوسان الدائري
خطة الفيلق العاشر
رأس جسر شونجشون
سد هواشان
شيبيونج - ني
سقوط تايجون
سقوط سيول
كوريا
عملية الإلتفاف
عملية الخارق الجبهة الشرقية
عملية الخارق الجبهة الغربية
عملية الصاعقة
عملية الصاعقة فبراير 1951
عملية الشجاع
عملية القاتل
قوات واجب سميث
قوة واجب كين



حرب عام 1967

رابعاً: معركة سويانج

في 30 أبريل 1951، قرر جيمس فان فليت تقوية دفاعاته؛ استعداداً للهجوم المتوقع من جانب القوات الصينية، وشملت تلك التقوية أكياس الرمل والأسلاك الشائكة، مع ألغام مضادة للأفراد، وأسطوانات النابالم الممزوج بالجازولين، والقنابل الحارقة، التي تطلق، أوتوماتيكيا، نيراناً، تمتد سعتها عشر ياردات، وأربعين ياردة طولاً وارتفاعاً.

وتوقع جيمس فان فليت إما أن يتركز الهجوم الصيني، في القطاع الغربي أو في القطاع الأوسط. ومن ثم يسلك ممرات أويجونجبو ـ سيول، ونهر بوكهان، وشونشون ـ هونجشون. فوضع قوات الفيالق الأول والتاسع والعاشر الأمريكية، في 4 مايو؛ لتتركز في القطاعين الغربي والأوسط، ونشر، حول سيول، الفيلق الأول؛ ليسد مدخل أويجونجبو، تسانده الفرقة الأولى الكورية الجنوبية، ووضع الفرقة الأولى فرسان الأمريكية، والفرقة 25 الأمريكية، على الخط، والفرقة الثالثة، الأمريكية، ومعها اللواء 29 البريطاني في الاحتياط. ودعم الفيلق التاسع باللواء 28 البريطاني، والفرقة 24 الأمريكية، والفرقة الثانية الكورية الجنوبية، والفرقة السادسة الكورية الجنوبية، والفرقة السابعة الأمريكية، في خط من الشرق إلى الغرب. كما وضع المجموعة 187 الهجومية المفوجة المحمولة جواً، احتياطية للدفاع، في وادي نهر بوكهان. بينما وضع، على مسيرة الفيلق العاشر الأمريكي، كلاً من الفرقة الأولى والثانية من مشاة البحرية، باستثناء الكتيبة 23 الاحتياطية؛ لتغطية منطقة شونشون هونجشون.

في القطاع الشرقي، تمركزت الفرق الست الكورية الجنوبية (الخامسة والسابعة على ميمنة مواقع الفيلق العاشر الأمريكي، والتاسعة والثالثة في نطاق الفيلق الثالث الكوري الجنوبي، وفرقة القيادة والفرقة 11، في نطاق الفيلق الأول الكوري الجنوبي)؛ لمواجهة تجمعات القوات الكورية الشمالية. وقد بدأت هذه الفرق الست تقدمها، في القطاع الشرقي، نحو خط ميزوري Missouri، في السابع من مايو، ونجحت، خلال يومين، في التقدم، وردت القوات الكورية الشمالية، إلى الوراء، نحو عشرة أميال. أخذت دوريات التفتيش الأمريكية تبحث عن تجمعات الحشود الصينية، خلال اليومين الأولين من مايو 1951. وجاءت تقاريرها تؤكد أن الجيوش الصينية 60 و15 و12 و27 و20، قد احتشدت، غرب بوكهان؛ استعداداً لهجوم ساحق، في القطاع الغربي.

ووصلت الفرقتان الخامسة والسابعة، الكوريتان الجنوبيتان، إلى المنطقة المطلة على نهر سويانج Soyang، جنوب غرب إنجي، وكان على الفيلقين الثالث والأول، الكوريين الجنوبيين، أن تتمركز فرقهما الأربعة، في نقاط دفاعية حصينة، بين ضفة نهر سويانج، جنوب إنجي، ومدينة كانجسون ـ ني Kangson- ni، على بعد خمسة أميال، شمال يانج يانج، بعد عدة هجمات، في 12 مايو، في كل من إنجي ويونج داي، الواقعة على الطريق 24، على بعد 15 ميلاً شمال شرق إنجي.

دخلت سرية الاستطلاع، التابعة للفرقة التاسعة الكورية الجنوبية، مدينة إنجي، من دون قتال، حتى عصر يوم 11 مايو. ثم قضت على جيب مقاومة من القوات الكورية الشمالية، في 12 مايو. أفادت تقارير المراقبين الجويين الأمريكيين، في 13 مايو، أن حشوداً صينية هائلة، قد تحركت شرقاً، من القطاعين الغربي والأوسط، وأن الفيلق الأول الكوري الشمالي، قد نشر قواته شرقاً، نحو الطريق 33.

في 16 مايو، حرك بنج تيه هواي خمسة جيوش، إلى منطقة بطول نهر سويانج، بين شونشون وإنجي، خلف الجيش 39 الصيني، بفرقته 81، نهر سويانج، شمال غرب كوانداي ـ ري Kwandae-ri، واجتاح الفرقتين الخامسة والسابعة، الكوريتين الجنوبيتين، بهجمات مركزة، في الفجوة بين الفرقتين. (أُنظر خريطة معركة سويانج). وسرعان ما أمر اللواء ألموند الفرقتين بالانسحاب، عند منتصف الليل، عبر الطريق 24، إلى قطاع الفرقة الثانية الأمريكية. بعد تكبدهما خسائر فادحة، في الأفراد، والمعدات. واندفعت الفرقة 81 الصينية، جنوباً شرقاً، خلف القوات المنسحبة؛ بهدف إغلاق الطريق المشرف على سانجام ـ ني. وهكذا أصبحت في موقع يهدد الفرقة الثانية الأمريكية على طول نهر شونجشون. وأسرع العميد كلارك روفنر Clark L. Ruffner، قائد الفرقة الثانية الأمريكية، إلى زرع الألغام على الميسرة وفي الأمام، مسافة 15 ميلاً، جنوب ناي بيونج Naep'yong، وأعاد تشكيل قوة الواجب باسم "الحمار الوحشي Zebra، وهي مجموعة مشاة دبابات، للتمركز في الميمنة، وخلفها، مسافة خمسة أميال، تمركزت الكتيبة الفرنسية، في هانجي Han'gye، على الطريق 24. كذلك نشرت الفرقة التاسعة مشاة أمريكية إحدى كتائبها، في الأمام، والكتيبتين الأخريين، في قواعد دوريات، شرق شونشون. أما على المرتفعات الغربية من شونشون، فقد انتشرت كتيبتان من الفرقة 38 مشاة أمريكية (أُنظر خريطة مواقع الفرقة 38 مشاة).

وعلى بعد ميلين، غرباً، زرعت الكتيبة الثانية، من الفرقة المذكورة، منطقة مداخل الوادي، حتى مواقع الكتيبة الثالثة. كذلك وضعت سرية إمدادات كورية جنوبية، على الجناح الأيمن، للكتيبة الأولى، فيما بين الفرقة 38 مشاة، وقوة الواجب زيبرا "الحمار الوحشي". كما وضعت الكتيبة الهولندية، الملحقة بالفرقة 38، على التلين 710 و975، خلف الكتيبة الأولى.

كانت قوة الواجب الحمار الوحشي، تحت قيادة المقدم إلبريدج بروباكر Elbridge L. Brubaker، قائد كتيبة 72 دبابات أمريكية، تشمل جميع سرايا الكتيبة 72 دبابات، عدا واحدة، والكتيبة الثانية، من الفرقة 23 مشاة أمريكية، والسرية الأولى كورية جنوبية حرس Ranger، وقوة الأمن إيفانهوي Ivanhoe، وهي سرية كورية جنوبية، والكتيبة الثالثة، من الفوج 36 الكوري الجنوبي.

في صباح 16 مايو، هاجمت فرقة من الجيش 15، وفرقتان من الجيش 12، الصينيين، قوة الواجب زيبرا، واجتاحت قوة الأمن إيفانهوي، وقوة سرية الحرس، الكوريتين الجنوبيتين، والكتيبة الثالثة من الفوج 36 الكوري الجنوبي، وشتت شملها جميعاً، واندفع رجالها يثيرون الاضطرابات في صفوف باقي تشكيلات قوة الحمار الوحشي، عند الطريق 24. وقد حاولت هذه التشكيلات الثبات، أمام الهجوم الصيني، والرد بقذائف الهاونات والمدفعية، طوال الليل. ثم في صباح 17 مايو، تقدمت الحشود الصينية، عبر التل 1051، والتل 914، وسقط الكثير من رجالها أثناء المعارك مع قوة الواجب الحمار الوحشي، التي أرسلت تطلب دعماً ومدداً.

وأمر جيمس فان فليت بتحريك مواقع الفيلقين التاسع والعاشر الأمريكيين، أربعة أميال شرقاً؛ ليتيح الفرصة للفرقة الأولى مشاة البحرية للانتشار هناك. وأخذ اللواء ألموند ينظم المواقع، على ميمنة الفيلق العاشر، في قوس ينحني جنوباً شرقاً إلى نقطة تجمع الفيلق الثالث الكوري الجنوبي، على خط واكو Waco، المشرف على قرية هاباي ـ جاي Habae _ Jae، كما أمر بتحرك الفرقة الثامنة الكورية الجنوبية، لدعم قوة الواجب الحمار الوحشي. ولكن ذلك كله لم يُجد شيئاً؛ إذ اشتد الهجوم الصيني، وتحرج موقف قوات الأمم المتحدة، وارتفعت نسبة الخسائر، وأصبح لا مناص من الانسحاب، مع التخلي عن كثير من المعدات والذخائر، على طول الطريق 24. وهكذا خسرت خمس دبابات، وكثيراً من مدافع الهاون الثقيلة، وأكثر من 150 مركبة، أكثرها مليء بالأسلحة الثقيلة، والذخائر، غنمتها كلها القوات الصينية.

بلغت خسائر الفرقة 23 مشاة أمريكية، وملحقاتها.

·       72 قتيلاً

·   158 جريحاً

·       190 مفقوداً

وقُدرت خسائر الفرق 31 و35 و181 الصينية بـ:

·   2228 قتيلاً

·   1400 جريحاً

غرب الطريق 24، انسحبت ثلاث سرايا من الفرقة 38 مشاة، وهبت عاصفة مفاجئة عاتية، أعاقت التغطية الجوية والاتصالات اللاسلكية، في صباح يوم 19 مايو، وسببت خسائر فادحة في أرواح الضباط والجنود، في صفوف الكتيبة الثانية.

خامساً: قوات الأمم المتحدة تشن هجوماً مضاداً

كانت القوات الصينية قد توغلت إلى بونجام ـ ني Pungam-ni، في 18 مايو 1951، محاصرة الفرقة الأمريكية الثانية، ومخترقة قطاعات الوحدات الكورية الجنوبية المتهالكة. وحاول جيمس فان فليت تخفيف الضغط، على قواته في الشرق، بالهجوم في الغرب؛ لتهديد خطوط اتصالات الصينيين، والكوريين الشماليين، في المثلث الحديدي. وكانت توصيات ريدجواي هي الهجوم بفرقتين، يتحركان على الطريق 13 نحو شورون. وتوقع نجاح هذا الهجوم؛ لأن تقارير استخباراته أشارت إلى أنه لا يوجد سوى أربعة جيوش صينية، تحتل قطاعاً، من أربعين ميلاً، غرب شونشو، ولأن بنج تيه هواي يحتاج، على الأقل، أسبوعاً أو أكثر؛ لنقل أي قوات أو معدات، من الشرق، إلى الغرب؛ لمواجهة الهجوم. إضافة إلى ضعف جبهة الصينيين الغربية، بصورة ملحوظة، ونقص الاستعدادات اللوجستية لديهم.

أمر جيمس فان فليت بتحرك كل من: الفيلق الأول، والفيلق التاسع، وجزء من الفرقة الأولى من مشاة البحرية الأمريكية، على ميسرة الفيلق العاشر، في 20 مايو 1951، تجاه مونسان ـ ني ـ شونشون، على خط توبيكا Topeka. ثم التحرك، من هناك، نحو المثلث الحديدي، ليتقدم أحد الفيالق، على الطريق 3؛ لتأمين مركز الطريق، في وادي نهر يونجب ـ يونج Yongp'yong، على بعد عشرين ميلاً أعلى أويجونجبو، ويتحرك آخر، على الطريق 17، فيما وراء شونشون؛ للاستيلاء على ملتقى الطريق في غرب هواشون. كذلك أمر اللواء ألموند بانسحاب الفرقة الثانية الأمريكية؛ لتتخذ الفرقة الأولى، مشاة البحرية، مواقعها، في خط هانجي ـ نورون ـ ني البالغ طوله 15 ميلاً. على أن يدعمها المجموعة 187 المفوجة الهجومية المحمولة جواً، كجسر نيران، أثناء الهجمات المضادة.

تأكد، بعد ذلك، أن الصينيين يزمعون تكثيف هجومهم شرقاً، حين تحرك الجيش 20، في اتجاه الجنوب الشرقي، ليلة 19 أبريل على الطريق 20، وراء الفيلق الثالث الكوري الجنوبي، مهدداً الجناح الشرقي للفيلق العاشر الأمريكي.

كذلك وصل الفوج 93، من الفرقة 31 الصينية، إلى سوكسا ـ ري، واجتاح فصيلة استطلاع، من الفرقة الثالثة الأمريكية، وأخرجها من سوكسا ـ ري، وصد كتيبة من الفرقة السابعة الأمريكية، حاولت استرداد المدينة، في مايو 1951. كذلك وصلت الفرقة 81، من الجيش 27 الصيني، واشتبكت مع الفوج 23 التابع للفرقة الثالثة الكورية الجنوبية، على بعد نحو خمسة أميال، شمال سوكسا ـ ري.

أخذت الطائرات الأمريكية ب ـ 29 تقصف القوات الصينية، وأسقطت 170 طناً من القنابل شديدة الانفجار، أمام قوات الفرقة الثانية الأمريكية، ليلة 19 مايو، ما جعل الفرقة 34 من الجيش 12 الصيني لا تشن، سوى هجوماً واحداً، في نهار 20 مايو، ضد السرية  C، من الفرقة التاسعة مشاة أمريكية، شمال شرق هاسولكي  Hasolch'i ولكن هذا الهجوم لم يسفر عن شيء، ونجحت السرية A في الدفاع عن السرية C، وصد الصينيين.

على يسار الفرقة التاسعة، تمكنت حشود ضخمة، من الصينيين، من اللحاق بالفرقة 23 مشاة أمريكية، بالقرب من وادي نهر نايشون Naech'n، عند الظهر. وواجهتها قذائف الهاون والمدفعية، والقصف الجوي، ما أرغمها على التراجع. وحاولت تشكيلات من الفرقة 181 الصينية، المرور خلال ثغرة في خطوط الفرقة 38 مشاة أمريكية، قرب التل 1051، ولكنها تعرضت لقذائف ثقيلة من الطيران والمدفعية. وكذلك تعرضت قوات مؤخرة الجيش 12 الصيني، عند محاولتها التحرك، في مجموعات على شكل كتائب، لقذائف الطيران والمدفعية، فلم تتمكن من الوصول إلى مواقع الفرقة الثانية الأمريكية، ليلة 20 مايو.

تشجع اللواء ألموند، عندئذ، وتخلى عن فكرة انسحاب الفرقة الثانية الأمريكية، وقرر التحرك السريع، حول قوات الفرقة السابعة مشاة كورية جنوبية، أسفل بونجام ـ ني، أو خلال مواقع الفرقة الثالثة الأمريكية، في منطقة سوكسا ـ ري. وشجعه على ذلك، تحرك اللواء سولي، بقوات الفرقة الثالثة، واستعادته للسيطرة على سوكسا ـ ري، في يوم 21 مايو.

تقدمت الفرقة الثامنة، من قوات كوريا الجنوبية، فوصلت شيشون Chech'on، ثم تقدمت مسرعة؛ لتدعم دفاعات الجناح الشرقي للفيلق العاشر الأمريكي. أما في منطقة بونجام ـ ني، فقد أعيد تجميع قوات الفيلقين الخامس والسابع، من الفرقة السابعة الكورية الجنوبية، للتصدي للحشود الصينية، عند منطقة هاباي ـ جاي. وشكل اللواء ألموند قوة واجب يوك Yoke، من وحدات مشاة، ودبابات، ومدفعية، بقيادة العقيد لورانس لادوس Lawrence K. Laduce، نائب قائد الفيلق العاشر الأمريكي. وأمر ألموند قوة الواجب هذه بشن هجوم، في 22 مايو؛ لسد الطريق أمام تحركات الصينيين، عبر هاباي ـ جاي.

في 21 مايو، فشلت هجمات الصينيين على جميع جبهات الفيلق العاشر الأمريكي، ولكنها نجحت، في قطاع الفيلق الثالث، وعلى ميسرة الفيلق الأول، الكوريين الجنوبيين. وهاجمت الفرقة 81 الصينية قوات الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية، فيما بين سوكسا ـ ري وهاجينبو ـ ري، أسفل الطريق 20. بينما في أعلاه اجتاح الفيلق الخامس الكوري الشمالي وحدات الفرقة الثالثة الكورية الجنوبية، على بعد أربعة أميال شرق هاجينبو ـ ري، بالقرب من يوشون ـ ني Yuch'on-ni.

أصدر جيمس فان فليت أوامره إلى الفيلق الثالث، الكوري الجنوبي، بعدم الانسحاب خطوة واحدة، وضرورة استعادة دفاعاته، شمال الطريق 20، وبتراجع الفيلق الأول الكوري الجنوبي، من خط واكو، إلى مواقع تأمين الطريق 20، بين يوشون ـ ني وكانجنونج. في 22 مايو، كانت الفرقتان الثالثة والتاسعة، الكوريتان الجنوبيتان، قد تشتت شملهما تماماً، واختفى قادتهما، وضباط أركانهما، مع قادة الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية، وضباط أركانها. وعمد جيمس فان فليت إلى إلحاق فلول وحدات الفرقة الثالثة، الكورية الجنوبية، إلى الفيلق الأول الكورية الجنوبية، وإلحاق فلول وحدات الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية، إلى الفيلق العاشر الأمريكي. وأمر بسحب مراكز قيادة جيش كوريا الجنوبية، من الجبهة الأمامية، ووضع الفيلق الأول الكوري الجنوبي، تحت قيادته المباشرة.

في 22 مايو، كذلك، قطع الفيلق الثاني الكوري الشمالي الطريق 20 تماماً، في منطقة يوشون ـ ني، ثم تحول شرقاً، فاجتاح الفوج 20، التابع للفرقة الثانية الكورية الجنوبية. عند منتصف ليلة 23 مايو، حدثت مفاجأة غريبة؛ إذ أفادت تقارير استخبارات الجيش الثامن الأمريكي، أن القوات الصينية والكورية الشمالية تنسحب انسحاباً شاملاً على جميع الجبهات، وأرجعت قرار الجنرال بنج تيه ـ هواي، بذلك إلى حجم الخسائر الهائل، في الأفراد والمعدات، والنقص الشديد في الإمدادات.

انتهز اللواءان ملبورن وهوج الفرصة لشن هجمات مضادة موجعة، بفيلقيهما الأول والتاسع. وضع ملبورن فرقه الثلاث، على محاور، على خط توبيكا، على بعد 15 ميلاً، من دفاعات سيول، وأراد تحريك الفرقة الأولى الكورية الجنوبية، نحو مونسان ـ ني، والفرقة الأولى فرسان أمريكية، عبر أويجونجبو، وعلى الطريق 33، والفرقة 25 أمريكية، شمالاً، بطول الطريق 3، نحو وادي نهر يونج بيونج. بينما رسم هوج خطاً، أسماه جورجيا Georgia، مركزه الأوسط هند نهر بوكهان، ويمتد غرباً بطول الضفة العليا لنهر هونجشون إلى الشرق، وقرر أن تتحرك فرقه الأربع لنهر هونجشون، بحيث تتقدم الفرقتان 24 و7 الأمريكيتان، والثانية والسادسة الكورية الجنوبية، إلى خط جورجيا؛ لإدراك مؤخرات القوات الصينية والكورية الشمالية. (أُنظر خريطة تقدم الجيش الثامن).

تقدمت قوات ملبورن مسرعة، لا سيما الفرقة الأولى الكورية الجنوبية، التي دخلت مونسان ـ ني، صباح 23 مايو، بينما وصلت الفرق الثلاث الأخرى إلى خط توبيكا؛ أو قريباً منه، في المساء. وتقدمت قوات هوج ببطء وحذر، ووصلت الفرقة السابعة الأمريكية، إلى مواقع الفرقة الأولى مشاة البحرية الأمريكية، على الطريق 29، واستعدت للهجوم على نقطة التقاء شونشون ـ هواشون. وأمر هوج اللواء بريان بإرسال قوة واجب، إلى الشمال الشرقي، عبر الطريق 17؛ للاستيلاء على كابيونج، وتحريك الفرقة الثانية الكورية الجنوبية، خلفها، إلى كابيونج؛ لشن الهجمات شمالاً غرباً، على طول الطريق الفرعي 15، نحو تايبوـ ري.

أخذت قوات هوج تتقدم حذرة بطيئة، طوال 23 مايو، إلى مواقع انسحاب الجيشين 64 و 63 الصينيين، مسافة خمسة أميال. واستولت قوة واجب بريان على كابيونج، بعد اشتباكات خفيفة، على طول الطريق 17. وتقدمت الفرقة السابعة الأمريكية، أسفل شونشون، وتقدمت الفرقة 24 الأمريكية؛ للحاق بها، بالقرب من قرية شيام ـ ني Chiam-ne.

حسب خطة اللواء ألموند، بالنسبة إلى الفيلق العاشر الأمريكي، تقدمت الكتيبة الأولى، من الفرقة السابعة الأمريكية، في منطقة سوكسا ـ ري، ووصلت، بعد القضاء على مقاومة عنيفة، إلى موقع يسيطر على أسفل طريق سوكسا ـ ري ـ هاباي ـ جاي. بينما تحركت الفرقة الثالثة الأمريكية، مسافة أربعة أميال شمالاً، عند ملتقى طريق هاباي ـ جاي مع طريق آخر، ينحرف شمالاً شرقاً، عبر جبال تاي بايك، إلى يانج يانج، على الساحل؛ بهدف إغلاق الطرق أمام انسحاب الصينيين.

تقدمت قوة واجب يوك، عبر خطوط الفرقة السابعة الكورية الجنوبية، في منطقة بونجام ـ ني؛ للاستيلاء على طريق هاباي ـ جاي، ولكن جيوب المقاومة، وإعاقة وحدات الكوريين الجنوبيين لها، جعلتها تتوقف، بعيداً عن هدفها، مسافة ثلاثة أميال. أمر اللواء ألموند بتكوين قوة واجب أبل Able بقيادة المقدم توماس يانسي Thomas R. Yancey، بدلاً من قوة يوك، من المجموعة الهجومية المفوجة 15، من الفرقة الثالثة الأمريكية. وكلفها بالاستيلاء على هاباي ـ جاي. وأرسل ألموند المجموعة الهجومية 187 المفوجة المحمولة جواً، بقيادة العميد فرانك بوين Frank S. Bowen، عبر الطريق 24، للاستيلاء على الهضبة المحيطة بهانج جي، بينما تتقدم الفرقة الأولى مشاة البحرية إلى يانجوجو Yangugu، لتلتقي القوتان، شرق الطريق 24؛ لتدمير القوات الصينية والكورية الشمالية هناك.

تحركت مجموعة هجوم العميد فرانك بوين، وقد ألحقت به السرية  B من الكتيبة 72 دبابات؛ للهجوم عبر الطريق 24، فاستولت على جسر على نهر سويانج، في أوميانج ـ ني، على بعد ستة أميال، من مركز طريق إنجي. وفي محاذاة ذلك، عن يمين الفرقة الثانية الأمريكية، تقدمت الفرقة 38 مشاة، على طول الطريق الجبلي، الذي يسير شمالاً شرقاً، من بونجام ـ ني إلى هيون ـ ني. كما تمكنت الكتيبة الأولى، من الفرقة السابعة مشاة أمريكية، من احتلال الجزء المتبقي من الممر، شمال سوكسا ـ ري، في 23 مايو. بينما تقدمت وحدات من الفرقة الثانية الأمريكية، نحو ملتقى الطرق، شرق هاباي ـ جاي. واستولت الكتيبة 65 مشاة أمريكية، على موقع غرب مواقع الفرقة السابعة مشاة أمريكية، وفي مؤخرتها الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية. وكانت الاشتباكات، في هذا اليوم، مع حاميات مؤخرات القوات الكورية الشمالية، التي تغطي انسحاب الفرقة 81، والفوج 93، والفرقة 31، الصينية.

في 24 مايو، استحث جيمس فان فليت كلاً من ملبورن، وهوج، وألموند، للإسراع في التقدم، وشن الهجمات؛ للفتك بالقوات الصينية الكورية الشمالية، في المنطقة شرق الطريق 24. ولكن نجحت وحدات كثيرة، من القوات الصينية والكورية الشمالية، في الانسحاب، خلف خط العرض 38، بعد اشتباكات خفيفة، وبعض الخسائر في الأفراد والمعدات، من الجانبين، عند التلال، حول قرية سينجوم ـ ني Sinjom-ni على الطريق 29، وعند منطقة شونشون كذلك. وكانت أعنف الاشتباكات، في 26 مايو، عند شيام ـ ني، عندما تمكنت الفرقة الخامسة مشاة أمريكية، من اجتياح حشود صينية هناك، وقتلت منهم ثلاثمائة، وجرحت نحو 250، وأسرت نحو 450 رجلاً. وفي 27 مايو، وقع في الأسر، نحو ألفين آخرين، وفي 28 مايو، استسلمت مجموعات أخرى، بلغ عدد أفرادها، حسب تقارير الاستخبارات الأمريكية، نحو 38 ألفاً.

على طول الطريق 17، بذل الصينيون أقصى جهودهم؛ لفتح طريق للفرار، من مدينة هواشون. ولكن القصف الجوي العنيف، من الطيران الأمريكي، وقذائف المدفعية مكنت الفوج 17 الأمريكي من التغلب على المقاومة العنيفة ودخول مدينة هواشون، بعد ظهر 28 مايو، من دون التمكن من التقدم شمال المدينة وشرقها؛ فقد نشرت فرقة الجيش 20 الصيني وحداتها في هذين الاتجاهين، في مواجهة الفرقتين 24 الأمريكية، والثانية الكورية الجنوبية.

قُدرت خسائر الصينيين، في المواجهات مع الفيلق التاسع الأمريكي، لا سيما في الأيام الثلاثة الأخيرة، من شهر مايو، بالتالي:

1. من 62 إلى 73 ألف فرد، منهم:

أ. 44705 قتيلاً

ب. 19753 جريحاً

ج. 8749 أسيراً

2. بينما كانت خسائر الفيلق التاسع الأمريكي:

أ. 341 قتيلاً

ب. 2011 جريحاً

ج. 195 مفقوداً

وهكذا أخذت قوات الأمم المتحدة، للمرة الثالثة، في التقدم الهجومي شمالاً، وعبرت خط العرض 38، وقطعت خطوط إمدادات القوات الصينية والكورية الشمالية، في هواشون، وهددت خط الإمدادات الرئيسي، في وسط المثلث الحديدي. ومن 28 مايو، أخذت قوات الأمم المتحدة تتقدم، بأربعة فيالق، في جبهة عرضها 140 ميلاً، والقوات الصينية والكورية الشمالية تنسحب أمامها. وفي نهاية مايو، كانت كل مواقع الخط الدفاعي القديم، المعروف بخط كانساس، والذي يقع على مسافة 8 إلى 10 أميال، شمال خط العرض 38، قد وقعت في أيدي قوات الأمم المتحدة. واستمر الهجوم، والفريق الأول جيمس فان فليت يقول: "إن خط العرض 38 ليس له معالم واضحة، في الموقف التكتيكي الحالي، وسوف يواصل الجيش الثامن تقدمه، حسبما يملي الموقف العسكري، مطارداً أعداءه".

أصدر ريدجواي أوامره، إلى جيمس فان فليت، بالاستعداد للتقدم، خلال أسبوعين، إلى خطي ويمونج Wyoming، وكانساس، شرق هواشون؛ لدك الدفاعات، التي قد يقيمها الصينيون هناك.

وفي أوائل يونيه، كان المثلث الحديدي، في غرب القطاع الأوسط، هدفاً لهجمات كثيفة من قوات الأمم المتحدة وسقطت قاعدة شورون ـ كوم هوا. ثم دخلت الدوريات المدرعة رأس المثلث، في بيونج يانج، ولكنها سرعان ما أجبرت على الانسحاب، أمام المقاومة العنيفة بقذائف المدفعية، من التلال الشمالية.

وهكذا وصلت خطوط جيمس فان فليت إلى نقطة تبعد عشرين ميلاً، شمال خط العرض 38، في الوسط. وفي شرق القطاع الأوسط، كانت الفرقة الأولى من مشاة البحرية الأمريكية، والفرقتان الخامسة والسابعة الكوريتان الجنوبيتان، قد قاتلت قتالاً عنيفاً، حول واد دائري، بين الجبال، عند الحافة الشرقية لخط كانساس. وبسقوطه، أصبح جيمس فان فليت يحتل خطاً، يبدأ من غرب مونسان ـ ني، عشرة أميال أسفل خط العرض 38، ثم يمتد 40 ميلاً، تجاه الشمال الشرقي حتى شورون كوم هوا، قاعدة المثلث الحديدي، ثم يمتد إلى الجنوب الشرقي، إلى الساحل الشرقي.

رفع جيمس فان فليت طلباً، إلى ريدجواي، يقترح توجيه ضربة قاضية، تؤدي إلى تحقيق النصر الكامل لقوات الأمم المتحدة؛ وهي إبرار بعض القوات، على الساحل الشرقي، يصاحبه هجوم كثيف تجاه الشمال الشرقي، من خط كانساس. وكان مما جاء في طلبه: "إن لدي الفرقة الأولى مشاة البحرية، ولديَّ، كذلك، بعض القوات الكورية الجنوبية البحرية، التي تصلح لعمليات الإبرار. ولن يواجه هذا الإبرار أي مقاومة؛ لعدم وجود قوات مقاومة، في الساحل الشرقي. سوف يساعدنا الأسطول على الإبرار؛ ثم يبقى قريباً منا؛ ليساعدنا على التشكيل، وإنشاء قاعدة على الساحل. ولن تتوقع القوات الصينية هذا الإبرار، إضافة إلى أنها ليست قادرة على التحرك السريع، وتفتقر إلى وسائل المواصلات والتموين. ومن ثم، أتوقع أن نتمكن من القضاء على الصينيين، خلال يونيه 1951، وهم في أسوأ حالاتهم، بعد أن أسرنا منهم، خلال الأسبوع الأخير من مايو، قرابة مائة ألف رجل".

كان جيمس فان فليت يرى أن الخسائر الفادحة، في صفوف الصينيين، والخراب الشامل، الذي عم أرجاء كوريا الشمالية، فدمر خطوطها الحديدية، وشل مواصلاتها، وأغلق مصانعها، كفيلة بإحراز نصر ساحق. لا سيما أن قذائف البحرية الأمريكية كانت متواصلة، في مونسان ـ ني وهونجنام ـ سوين جين، منذ 16 فبراير، وأدت إلى خسائر جسيمة، إضافة إلى تأخر وصول الأسلحة والمدافع الروسية القادرة على مواجهة نيران القوات الأمريكية. ولكن ريدجواي رفض اقتراح جيمس فان فليت، فلم تكن القيادات السياسية والعسكرية، في واشنطن، تريد نصراً ساحقاً، وإنما تريد وضعاً، يمكن معه فتح باب المفاوضات.

في الأول من يونيه، أرسلت هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، توجيهاً إلى ريدجواي، كان مؤداه: عليك، بما يتفق مع ضمان سلامة قواتك، إنزال أكبر قدر من الخسائر، في الأفراد والمعدات، في قوات كوريا الشمالية والصين الشيوعية، في داخل الحدود الجغرافية لكوريا، والمياه المتاخمة؛ بهدف تهيئة ظروف مناسبة لتسوية الصراع الكوري، بما يحقق:

1. إنهاء الصراع

2. إرساء صلاحية السلطات الكورية الجنوبية على جميع أجزاء كوريا الجنوبية، وتيسير السيطرة على الأمور الإدارية، لأقصى حد، والدفاع العسكري، جنوب خط العرض 38.

3. الاستعداد للانسحاب، على مراحل، للقوات المسلحة غير الكورية، من كوريا.

4. السماح ببناء قوة عسكرية كافية لحكومة كوريا الجنوبية؛ لصد أي عدوان كوري شمالي.

أما في ما يتعلق بالعمليات البرية، فعليك الحصول على موافقة هيئة الأركان المشتركة، قبل أي تقدم، فيما وراء الخط المار عبر منطقة هواشون. ولك صلاحية تنفيذ العمليات التكتيكية، اللازمة لضمان سلامة قيادتك، ودعم اتصالاتك، ومواصلة إرهاق الأعداء بالغارات المستمرة. ويتضمن ذلك عمليات حرب العصابات، والعمليات المحدودة برمائية ومظلات، في مناطق مؤخرات العدو".

وقد رأى ريدجواي أن الوضع الحالي يسمح ببدء مفاوضات عسكرية؛ لأن القوات الصينية، والكورية الشمالية، قد لقيت هزيمة قاسية، فادحة التكاليف، تجعلها، في حالة عدم وصول إمدادات من الصين، والاتحاد السوفيتي، غير قادرة على تنفيذ هجمات ذات جدوى، كما كان من قبل. وكتب ريدجواي، بعد ذلك، عن قرار هيئة الأركان المشتركة: "لسوف يدور نقاش طويل، حول الحكمة من إيقاف قواتنا المنتصرة؛ إننا لو جاءتنا أوامر مواصلة التقدم حتى نهر يالو، لنفذناها بنجاح، إذا رضيت حكومتنا بما سيتكلفه ذلك من القتلى والجرحى. وفي رأيي، أن الأمر لم يكن يستحق هذه التكلفة، عسكرياً. إن الوصول إلى يالو ـ تيومن، كان سيطرد جميع الصينيين الشيوعيين، من كوريا، ولكنهم كنوا سيواصلون مهاجمتنا، بحشودهم الضخمة، عبر هذين النهرين. وكان وصولنا إلى هناك يعني تهديد خطوط إمداد العدو، ودفعه إلى منشوريا، ولكنه سيطيل خطوط مواصلاتنا، ويوسع جبهتنا، من 110 أميال، إلى 420 ميلاً. فهل الشعب الأمريكي على استعداد لتقديم الضحايا للمحافظة على هذه الجبهة؟ وهل يوافق على التوغل داخل منشوريا، وفي الأراضي الشاسعة، في قلب آسيا، وهي هوة عميقة تتسع لدفن جيوش العالم الحر كلها؟ المهم، لقد تحقق الهدف الإيجابي من تدخلنا، وتلقى الشيوعيون تحذيراً بأنه لن يُسمح لهم بالعبث بالسلام العالمي. وتحقق هدف الرئيس هاري ترومان، وهو إهدار الموقف العسكري للصين الشيوعية، من دون إشراك قوات أمريكية جديدة، أو إضرار بحلف الأطلسي. لقد سنحت، أخيراً، فرصة إنهاء هذا الصراع الكريه، الذي سبب خسائر بلغت 80 ألف أمريكي، بين قتيل ومفقود وجريح وأسير".