إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / مذبحة قانا (1996)





قصف معسكر القوات الدولية في قانا

أوضاع مليشيات حزب الله
موقف القوات المختلفة
المخيمات الفلسطينية في لبنان



المبحث الثاني

4. مؤتمر قمة صانعي السلام، في شرم الشيخ ( 13 مارس 1996 ) (اُنظر ملحق نص بيان مؤتمر قمة "صانعي السلام" شرم الشيخ، في 13 مارس 1996)

في مرحلة ما قبل الانفجارات، كان هناك تخطيط لمؤتمر إقليمي، لدعم عملية السلام. تحضره مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن، وأطراف أخرى. وكان هذا المؤتمر، يهدف إلى دعم موقف المفاوض الفلسطيني، في مباحثات الوضع النهائي مع إسرائيل، التي كان مفروضاً عقدها في 4 مايو 1996 ( ولكن الأحداث، حالت دونه ). ومع تصاعد الانفجارات، كان هناك اتصالات مستمرة، بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل والفلسطينيين، وأوروبا، في محاولة لإيجاد حلول سريعة، لاحتواء الموقف، والعمل على عدم تصعيده، وتشجيع الأطراف على الاستمرار في مسيرة السلام. وقد اقترح الرئيس مبارك على الرئيس كلينتون، عقد اجتماع موسع للأطراف المختلفة. ودارت مشاورات حول مكان الاجتماع وتوقيته، ومَن سيحضره، والموضوعات التي ستطرح خلاله. وقد اختيرت مصر مكاناً لعقده؛ إذ إن الفكرة فكرتها، وهي دولة قريبة جداً من الأحداث. كما تم اختيار المكان في مدينة شرم الشيخ، كرمز إلى تحقيق السلام بين مصر[4]. ودار حوار بين مصر وأمريكا حول تسمية المؤتمر، واستقر الرأي على اسم "قمة صانعي السلام". وتحددت أهداف المؤتمر في الآتي:

·   صيانة السلام.

·   دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، لِما فيه خير شعوبها.

·   مواجهة العنف والإرهاب.

ووُجهت الدعوة إلى المؤتمر باسم الرئيسين، مبارك وكلينتون. وحضرته ثلاثون دولة، ممثلة في رؤسائها، أو رؤساء وزرائها، أو وزراء خارجيتها. وكان من بين الحاضرين، إضافة إلى الرئيس مبارك، الرئيس بيل كلينتون، والرئيس جاك شيراك Jacques Chirac، والرئيس بوريس يلتسن Boris Nikolayevich Yeltsin، والرئيس ياسر عرفات، والملك الحسن الثاني، والملك حسين بن طلال، والمستشار الألماني هيلموت كول Helmut Kohl، ورئيس الوزراء البريطاني جون ميجور John Major، ورئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز وغيرهم، وقاطع المؤتمر كل من سورية ولبنان، لأسباب تتعلق بهما.

وعُقد المؤتمر لمدة يوم واحد، تخلله جلستا عمل، تبادل الرؤساء فيهما كلماتهم وحواراتهم، التي شدّدت على ضرورة الالتزام بمسيرة السلام. وقد عبّر الرئيس المصري عن ذلك، بقوله: "إن مستقبل الشرق الأوسط، بما فيه إسرائيل، مرهون بتحقيق السلام الشامل، العادل، وإنهاء نصف قرن من الصراع الدامي، حتى نضع المنطقة على أعتاب عهد جديد من المصالحة. إن التقدم على طريق السلام، أثار حفيظة أعداء السلام، فأثاروا الخراب والإرهاب، بهدف إعاقة جهود التنمية".

نتائج المؤتمر

حقق المؤتمر ثلاثة أهداف رئيسية:

الأول: من خلال اتفاق، شمله البيان الختامي للمؤتمر، نص على الآتي:

·   الدعم الكامل لعملية السلام في الشرق الأوسط. والعمل على استمرار العملية لتحقيق السلام العادل، والدائم، والشامل، في المنطقة.

·   تأكيد تعزيز الأمن والاستقرار، ومنع أعداء السلام من تحقيق هدفهم، في تدمير الفرصة الحقيقية للسلام.

·   الإدانة الشديدة لكل أعمال الإرهاب، بجميع صوره وأشكاله، مهما كانت دوافعه، وأيّاً كان مرتكبوها، واعتبار أن الأعمال الإرهابية، التي حدثت، مؤخراً، في إسرائيل، هي دخيلة على القيم، الأخلاقية والروحية، لكافة شعوب المنطقة. وعَزْم المؤتمرون على الوقوف، بكل حزم، ضد هذه الأعمال، وحثهم كافة الحكومات على الانضمام إليهم في هذه الإدانة لتلك الأعمال الإرهابية.

·   دعم الاتفاقات الإسرائيلية ـ الفلسطينية. واستمرار عملية المفاوضات، وتدعيمها، سياسياً واقتصادياً. وتعزيز الوضع الأمني للطرفين. ومساندة جهود كل الأطراف، لمنع استغلال أراضيهم للأغراض الإرهابية.

الثاني: هو بث الطمأنينة في قلوب شعوب المنطقة، نظراً إلى الاهتمام العالمي الواسع بهذه القضية، وحضور هذا الحشد من قمم العالم، لبحث جوانب المشكلة، مما يضع حدّاً لتصاعد الموقف، ويعود بالمسيرة، على قدر الإمكان، إلى أوضاع ما قبل التفجيرات.

الثالث: هو وضع قرارات المؤتمر موضع التنفيذ، وإيجاد آليات، تتولى تلك المسؤولية. وكان ذلك من خلال مؤتمر واشنطن، الذي حضره وزراء خارجية الدول، التي حضرت المؤتمر، والتي شملت إجراءاتها قراراً بألا يقتصر عمل هذه الآلية على إدانة الإرهاب، الذي يسـتهدف إسرائيل وحدها. وإنما ينبغي أن يستهدف، أيضاً، الإرهاب المضاد، الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتحقيق الأمن لكل الأطراف، وليس أمن إسرائيل وحدها.

وعلى الرغم من الجهود المكثفة، عالمياً وإقليمياً، من أجل عدم تصاعد الأحداث، ودعم استمرار عملية السلام، إلاّ أن حزب الله نفّذ هجوماً انتحارياً في الجنوب اللبناني، في 20 مارس 1996، أدى إلى مصرع ضابط إسرائيلي في الشريط الحدودي، مما أدى إلى تصعيد الموقف، وحدوث اشتباكات كثيفة، شبه يومية. كما تبادل حزب الله وجيش إسرائيل التهديدات بشن مزيد من الهجمات. وقد استخدمت إسرائيل الطيران والمدفعية، بكثافة، في قصف قرى لبنانية، والمواقع العسكرية، في محاولة منها لردع حزب الله، عن أعماله التعرضية ضد الجيش الإسرائيلي. ولكن حزب الله، بادر بقصف المستعمرات الإسرائيلية، في الجليل الأعلى، رداً على عنف النيران الإسرائيلية وعشوائيتها، وانتقاماً للخسائر، التي حدثت في قرى الشريط الحدودي، جنوبي لبنان، يوم 31 مارس 1996، إذ رأى الشيخ حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، أن الهجوم الإسرائيلي على قرى الجنوب، هو انتهاك "لتفاهم يوليه عام 1993" لوقف إطلاق النار، الذي أشرفت عليه الولايات المتحدة الأمريكية. وقد رغبت إسرائيل في تهدئة الموقف، حتى لا تتكرر أحداث النصف الأول من مارس. لذلك، كثفت اتصالاتها الدبلوماسية، وخصوصاً مع واشنطن، لبذل الجهد لاحتواء الموقف، وإقناع سورية وحزب الله بالمحافظة على الهدوء في لبنان. على أن تقوم إسرائيل بالتحقيق في قصف قواتها بعض القرى اللبنانية[5].

5. انعكاسات الأحداث على الانتخابات الإسرائيلية

لم تكن الانتخابات، المقرر إجراؤها في 29 مايو 1996، غائبة عن أي قرار، اتخذته حكومة "العمل" تجاه الأزمة داخل إسرائيل، أو في الشريط الحدودي اللبناني ـ الإسرائيلي. بل إن أول تصريح لرئيس الوزراء، شيمون بيريز، عقب انفجار 3 مارس 1996، أعلن فيه "أن الهجمات، التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، أدت إلى رفع شعبية اليمين المتطرف داخل إسرائيل". كما أشارت استطلاعات الرأي إلى تلاشي هامش التفوق بين بيريز، قطب العمل، ونتانياهو، قطب الليكود. والخريطة السياسية للانتخابات، أوضحت أن الليكود، التقط الأحداث، وبنى عليها سياج خطته لتحطيم حزب العمل، ذي الشعبية الأكبر، في هذا الوقت من أجل الفوز في الانتخابات. وفي مقابل ذلك، فإن شيمون بيريز، اضطر إلى إثبات أنه صقر من الصقور. وراح يتخذ القرارات، السياسية والأمنية، التي تؤدي إلى مزيد من العنف تجاه الفلسطينيين، وتجاه اللبنانيين، في سبيل تأمين شعب إسرائيل، وإقناعه بأن أي رئيس وزراء آخر، لن يمكنه فعل المزيد من الإجراءات. وقد أخطأ بيريز في ذلك، مرتين. الأولى، أنه فقد مصداقيته أمام الفلسطينيين، وأهمهم عرب إسرائيل، فخسر أصواتهم. والثانية، أنه ألغى، مؤقتاً، سياسة الاعتدال، من برنامج حكم حزب العمل، الذي تم انتخابه، عام 1992، على أساسه. ومن ثمّ، وجد شعب إسرائيل نفسه أمام اختيار أحد "صقرين"، وفضل أن يختار "الصقر المدرب"، نتانياهو، وليس الصقر "المصطنع"، بيريز.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يا تُرى كان لأحداث الربع الأول من عام 1996، صِلة بمؤامرة لإسقاط حزب العمل، الذي يبني برنامجه في الحكم على تحقيق السلام، أو أن الأحداث كانت عارضة، وهي التي أثرت في الانتخابات؟ ونكتفي في هذا المجال بكلمات من حديث للرئيس ياسر عرفات، أثناء وجوده في القاهرة، يوم 4 مارس، للتنسيق في خصوص الموقف المتصاعد، أشار فيها إلى "من يقف خلف هذه الانفجارات، التي تهدف لنسف عملية السلام" في السلطة الإسرائيلية، بتدبير هذه الانفجارات. أولاً، لإيقاف التفاوض في المرحلة النهائية من التسوية الفلسطينية، التي هي، الآن، على الأبواب. وثانياً، لإضعاف فرص نجاح بيريز وحزب العمل، في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، باعتباره معتدلاً. والحزب السري هم كبار الجنرالات، والساسة الإسرائيليون، المعارضون لمسيرة السلام. إنهم أعضاء المنظمة السرية "إيال"، التي تعمل على قتل الفلسطينيين والإسرائيليين، المناصرين لمسيرة السلام. هم أشبه بكبار جنرالات الجيش الفرنسي، الذين تحالفوا مع عتاة اليمين، لمعارضة الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديجول Charles de Gaulle، وعرقلة قراره التاريخي بالانسحاب من الجزائر، ووقف الحرب ضد حركة التحرير الجزائرية. هناك تنسيق بين المتطرفين الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب. هناك اختراقات. وهناك تعاون مشترك بينهم. لقد رصدنا خمسة اجتماعات، تمت بين المتطرفين الإسرائيليين ومنظمة فلسطينية متشددة. بل إن حوادث اغتيال فتحي الشقاقي، ويحيى عياش، وهاني عابد، وكمال[6] وغيرهم، تثبت أن الاختراقات قائمة".

وهكذا، أغلق الباب على أحداث الربع الأول من عام 1996. وقد ازداد القلق داخل الكيان الإسرائيلي، على الرغم من الهدوء المفتعل، لأن خوض المعركة الانتخابية، على أسس جديدة، وفي أعقاب أحداث عنيفة، جعل الناخب الإسرائيلي يعيش في حيرة، لمن يعطي صوته؟ في الوقت عينه، بدأ فصل جديد في شمالي إسرائيل، وعلى حدودها مع لبنان، نتيجة التصعيد غير المحسوب "للصقر الجديد"، الذي يريد أن يثبت ذاته. وبهذا، فقد حكم على المنطقة بأسرها، أن تعيش أيام قلق، وتنظر إلى هذه المنطقة بحساسية بالغة.

ثانياً: مواقف الأطراف المتصارعة

1. موقف حزب الله

هددت جماعة "حزب الله"، الموالية لإيران، بإطلاق المزيد من صواريخ الكاتيوشا على شمالي إسرائيل، بعد أن شنّت هجومين صاروخيين على منطقة الجليل، في الأول من أبريل 1996. وأكّد حزب الله استمراره في قصف مستوطنات كريات شمونة ونهاريا وصفد، في شمالي إسرائيل، رداً على القصف المدفعي الإسرائيلي لقرى الجنوب اللبناني ومدنه.

وأعلن حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، أن الهجوم الإسرائيلي على قرى الجنوب اللبناني، يُعد انتهاكاً "لتفاهم يوليه"؛ وهو اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أشرفت عليه واشنطن، بعد الهجوم الشامل، الذي شنّته إسرائيل على مناطق الجنوب اللبناني، في يوليه 1993. علماً أن إسرائيل، قد تعهدت، بموجب هذه الترتيبات الأمنية، بعدم قصف المدنيين اللبنانيين، مقابل عدم قصف حزب الله لمناطقها الشمالية.

2. الموقف الإسرائيلي

فور قصف حزب الله مستعمرات شمالي إسرائيل، قصفت القوات الإسرائيلية وميليشيا جيش لبنان الجنوبي، التابعة لها، (15) قرية في جنوبي لبنان، مستخدمة نيران المدفعية والدبابات والهاون. وأسفر القصف عن إصابة بعض المدنيين اللبنانيين ومقتل آخرين. وأعلن أوري أور، نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، لإذاعة إسرائيل، أنه تم إنهاء المواجهة، بعد عدة اتصالات مع سورية. وأكّد أن إسرائيل مستعدة لمواجهة أي موقف، ولكن هدفها هو تهدئة الأوضاع في المنطقة. وقال إن إسرائيل قدمت إيضاحات للموقف إلى كل من له صِلة بهذه الأحداث.

كما هدد الجنرال "أميرام ليفين"، قائد المنطقة الشمالية، أثناء تفقّده المواقع، التي سقطت فيها قذائف الكاتيوشا، بأن الجيش الإسرائيلي، سيرد وفقاً للتطورات الميدانية.

ووسط هذه التطورات، قامت الحكومة الإسرائيلية بالاتصال مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية، لمنع تصعيد الموقف العسكري، بين القوات الإسرائيلية وحزب الله[7]. وفي الوقت عينه، تمت الاتصالات بين وزير الخارجية الإسرائيلي، "إيهود باراك"، ووزير الخارجية الأمريكي، "وارن كريستوفر"، تمهيداً لتحرُّك الإدارة الأمريكية، لمنع عمليات التصعيد. كما أعرب "باراك" لإذاعة إسرائيل، عن أمله أن تتدخل واشنطن، من فورها، لدى سورية، من أجل احتواء الموقف، تجنّباً لتدهور الأوضاع.

3. الموقف السوري

انتقدت سورية الولايات المتحدة الأمريكية، بشـدة. وطالبتها بالتحرر من روابط انحيازها إلى إسرائيل. وأكّدت أن واشنطن، وهي الجهة الأساسية الراعية لعملية السلام، تجاهلت دعوة سورية إلى استئناف المفاوضات، وبحث معوقات السلام، وركّزت في جهدها على ما تسميه مكافحة الإرهاب. واتهمت واشنطن بأنها لم تمارس الدور النزيه، والمنصف، الذي التزمت به. وطالبت دمشق بموقف دولي متوازن، وموضوعي، تجاه تطبيق قرارات الشرعية الدولية، حتى يتحقق السلام، وتتوقف إسرائيل عن تعنتها.

وذكرت جريدة "البعث" السورية، في عددها الصادر في الحادي والثلاثين من مارس 1996، "أن مكافحة الإرهاب، أصبحت عنواناً يومياً للتعتيم على المقاومة المشروعة لشعب احتلت أرضه. بل أصبح إرهاب الدولة، الذي تمارسه إسرائيل ضد الجنوب اللبناني، وضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، أمراً مشروعاً". وأكدت الجريدة، أن المقاومة ستبقى نقطة الضوء في بحر الإرهاب، الذي تمارسه إسرائيل، يومياً.

ثالثاً: الأوضاع العسكرية لطرفَي الصراع، قبَيل تصاعد الأحداث

1. الطرف الأول: جيش جنوبي لبنان وإسرائيل

أ. جيش جنوبي لبنان

استطاعت إسرائيل، خلال هجومها على لبنان، عام 1978، استقطاب الرائد سعد حداد، الذي جَمّع عدد محدود من المسيحيين في الجيش اللبناني، وأعلن إنشاء دولة لبنان الحر، في المنطقة الحدودية المتاخمة لإسرائيل. وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، عام 1982، وسع سعد حداد نطاق عملياته، بالتعاون مع القوات الإسرائيلية.

ثم تولى "أنطوان لحد" القيادة، خلفاً لسعد حداد، وأطلق على قواته "جيش جنوبي لبنان"، وتدعمه القوات الإسرائيلية في السيطرة على منطقة الشريط الحدودي، لتأمين حدودها الشمالية، ضد أعمال المقاومة.

ويراوح تعداد جيش جنوبي لبنان الحالي بين 3000 و4000 فرد، معظمهم من الضباط والجنود المتقاعدين والفارين من الجيش اللبناني، والمتطوعين المدنيين. وتحدد طبيعة تكوين هذا الجيش اتجاهاته السياسية، إذ يمثل أقصى اليمين المسيحي المتطرف، الرافض لكل ما هو عربي وفلسطيني، ويرى أن الخيار المسلح، هو الحل الأمثل للقضاء على الوجود الفلسطيني، والأجنبي، في لبنان حتى يعود لبنان الحر، سياسياً واقتصادياً.

ولجيش جنوبي لبنان علاقات بالقوى المسيحية. وتَعُدّه الطوائف المسيحية ورقة سياسية، يمكن توظيفها في الصراع السياسي مع القوى الإسلامية. ولا يتاح لجيش جنوبي لبنان سوى قدرات محدودة، لا تتعدى تأمين الشريط الحدودي، اعتماداً على قوة الردع الإسرائيلية ضد المقاومة الوطنية اللبنانية. ويتسلح هذا الجيش بـ (30 دبابة M-48، وعدد من العربات المدرعة M-113، وعدد من قطع المدفعية عيار 75مم، عدد من القواذف المضادة للدبابات، وبعض الرشاشات المتوسطة والثقيلة المضادة للطائرات، من العيارات 12.7مم، 23مم، 20مم).

ب. القوات الإسرائيلية في الشريط الحدودي اللبناني

تتمركز بعض الوحدات الإسرائيلية في جنوبي لبنان، داخل الحزام الأمني، لدعم جيش جنوبي لبنان، ولتأمين الحدود الشمالية لإسرائيل، والحدّ من الأعمال الفدائية، واستمرار فرض السيطرة على مصادر المياه، وتهديد الأراضي السورية من اتجاه الجنوب الغربي. وكانت القوات الإسرائيلية منتشرة على طول خط المواجهة، داخل المنطقة الأمنية. وتتكون من:

·   الفرقة 91 مشاة.

·   اللواء جولاني.

·   لواء مظلات.

·   لواء مدرع.

·   لواء مدفعية.

2. الطرف الثاني: ميليشيا حزب الله والعناصر الفلسطينية

أ. ميليشيا حزب الله

وهي المنظمة الشيعية، التي تدعمها إيران، وتسيطر مباشرة على سياستها. وتضم، حالياً، ما يزيد على 5000 مقاتل، منتشرين في جنوبي لبنان والبقاع وخارج بيروت. وهذه القوات مدربة على أعمال القتال في المناطق الجبلية، وتنفيذ العمليات الخاصة (إغارات ـ مكامن). وتوجه نشاطها الرئيسي ضد إسرائيل، وجيش جنوبي لبنان، التابع لها.

أسلحة الحزب

20 دبابة ـ 35 عربة مدرعة ـ 75 قطعة مدفعية ميدان ـ مدفعية صاروخية، من عيارَي 122مم و107مم (الكاتيوشا) ـ هاونات مختلفة العيارات ـ أسلحة مضادة للدبابات ـ قواذف وصواريخ ـ أسلحة خفيفة. (اُنظر خريطة أوضاع مليشيات حزب الله)

ب. العناصر الفلسطينية

يوجد الفلسطينيون في مخيمات، تنتشر في السهل الساحلي للبنان، في مناطق (شمال طرابلس ـ جنوب بيروت ـ صيدا ـ صور). ومنذ أحداث الغزو الإسرائيلي للبنان، عام 1982، أغلقت الحكومة اللبنانية المكاتب الرسمية للمنظمات الفلسطينية، وتمارس التنظـيمات الفلسطينية نشاطها داخل المخيمات، وغير مسموح بأي نشاط، سياسي أو عسـكري، خارجها. ويوجد تنسيق بين المنظمات الفلسطينية والمقاومة اللبنانية في الجنوب، خاصة حزب الله.(اُنظر خريطة المخيمات الفلسطينية في لبنان).


 



[1] طلب الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، من الرئيس حافظ الأسد، في الأسبوع الأول من أبريل 1996، التدخل لوقف نشاط حزب الله، في الجنوب اللبناني، وتهدئة الموقف

[2] هاجمت المقاومة اللبنانية دورية إسرائيلية داخل المنطقة المحتلة بجنوب لبنان، أمس 18 يونيه، مما أسفر عن مصرع ثلاثة جنود إسرائيليين، وإصابة عشرة آخرين، ليرتفع عدد القتلى الإسرائيليين، في جنوب لبنان، إلى تسعة جنود، منذ بداية العام الحالي

[3] 1995في 8 أبريل، قصفت إسرائيل، بالقوات الجوية والمدفعية، ثلاث عشرة بلدة، في جنوبي لبنان

[4] وإسرائيل كان الاقتراح الأول أن يتم الاجتماع في طابا، ولكن الطاقة الاستيعابية للفندق وصلاحية مطار طابا، والعديد من الإجراءات التنظيمية والأمنية الأخرى حالت دون ذلك

[5] كانت إسرائيل تريد تهدئة الموقف قبل عطلة عيد الفصح اليهودية التي كانت ستبدأ في 3 أبريل 1996، كذلك كان حزب العمل الحاكم يبغي أن يركز على حملته الانتخابية، دون أن تفسد عليه الأحداث خططه في ذلك

[6] كميل الأول زعيم منظمة الجهاد، والآخرون هم قادة من حماس `الجناح العسكري

[7] اتجاه الحكومة الدبلوماسية لتهدئة الموقف، كان يهدف بالأساس عدم تصعيد العمل العسكري حتى لا يؤثر على الانتخابات القادمة في مايو 1996