إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / العنف والعنف المضاد بين العرب والإسرائيليين









أولاً:

12. مذبحة ناصر الدين (13 أبريل 1948)

دخلت قوة مسلحة من المنظمات الصهيونية، ليلة 13 ـ 14 أبريل 1948، قرية ناصر الدين، قرب مدينة بحيرة طبرية. وكان أفراد القوة يرتدون اللباس العربي، خداعاً. وما أن رحب بهم أهل القرية، حتى فتح الصهيونيون النار على مضيفيهم، فقتلوهم، إلا أربعين منهم، استطاعوا الفرار إلى قرية مجاورة. ولم يخرج الصهيونيون من القرية، إلا بعد أن دمروا جميع مساكنها.

13. مذبحة بيت داراس (21 مايو 1948)

قرية بيت داراس، التي تقع شمال شرقي مدينة غزة، على مسافة 46 كم منها، التي قدّر عدد سكانها، عام 1948، بنحو 3000 نسمة، تعرضت لهجمات مستمرة من المنظمات الصهيونية، انتهت باحتلالها، وطرد سكانها العرب، وتدمير القرية ومَحْوِها من الوجود. وكان آخر هجوم عليها، في 21 مايو 1948، حين حشد الصهيونيون أعداداً كبيرة من القوات، وعزّزوها بالمصفحات، وأطبقوا على القرية من جهاتها الأربع، في آن واحد.

وصلت هذه القوة عند الفجر، وطوقت القرية، لمنع وصول النجدات إليها. ثم بدأت المدفعية والهاونات تقصفها بغزارة كبيرة. شعر المناضلون العرب بحَرج الموقف، وقرروا الصمود والدفاع عن منازلهم، مهْما كلف الأمر. فطلبوا من النساء والأطفال والشيوخ، أن يغادروا القرية، تقليلاً للخسائر. وتحرك هؤلاء من الجانب الجنوبي للقرية، وما أن بلغوا مشارفها الخارجية، حتى تصدى لهم الصهيونيون بالنيران، فقتلوا عددا كبيرا منهم، في مذبحة لا تقلّ فظاعة عن مذبحة دير ياسين وسواها. ثم أحرقوا بيادر القرية وبعض منازلها، ونسفوا بعضها الآخر.

14. اغتيال الوسيط الدولي الكونت فولك برنادوت

عُيّن الكونت فولك برنادوت وسيطاً من قبَل الأمم المتحدة، ووَكَلَت إليه مهمة تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل. ولكن رجالاً، يرتدون ملابس الجيش الإسرائيلي اغتالوه ومرافقه الفرنسي، الكولونيل سيرو، في القسم الذي كانت تحتله إسرائيل من القدس. وقد أجابت إسرائيل على طلب الأمم المتحدة محاكمة القتلة، بأنها لم تتمكن من العثور عليهم.

ثالثاً: العنف بعد حرب 1948

1. طرد العرب من منطقة الحولة

في ربيع 1951، طردت إسرائيل العرب، القاطنين في المنطقة المجردة من السلاح، قرب الحدود السورية، طمعاً بمزيد من الأرض، وسعياً إلى ميزة عسكرية في مواجهة الحدود السورية. وقد تلا ذلك محاولة إسرائيل حفر قناة بين نهر الأردن وبحيرة طبرية.

2. طرد السكان من منطقة العوجة المنزوعة السلاح

في 2 سبتمبر 1950، طردت إسرائيل 4آلاف بدوي من منطقة العوجة المجردة من السلاح، إلى سيناء، عبْر الحدود المصرية ونقلهم إليها الجيش الإسرائيلي، في سيارات مدرعة، وبتوجيه طائرات الاستطلاع. وخلال ذلك، أحرقت الخيام والمحاصيل والممتلكات، وقتل 13 بدوياً.

3. تطور المقاومة العربية بعد هدنة 1949

أ. تدمير كفر برعم

في 16 سبتمبر 1953، طُرد سكان قرية كفر برعم، ثم دمرت قريتهم تدميراً كاملاً. وكانت السلطات العسكرية، قد طردت سكانها الموارنة، عام 1948. ولكنها وعدت، بعد تدخل البطريرك الماروني، مبارك، باسم هؤلاء القرويين، بالسماح لهم بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم. وبراً بوعودها، دمرت القرية تدميراً كاملاً.

ب. الاعتداء على المقبرة المسيحية في حيفا

في يوم الجمعة العظيمة من عام 1954، دُنست المقبرة المسيحية في حيفا، وحُطم 73 صليباً وديست بالأقدام. فتظاهرت الطوائف المسيحية، احتجاجاً، وأعربت عن استنكارها الحادث. ومنذ عام 1948، دمر أكثر من 350 كنيسة ومسجداً.

ج. مذبحة قبية (14 ـ 15 أكتوبر 1953)

هاجم 600 جندي قرية قبية، الواقعة على بُعد 22 كم شمال شرق مدينة القدس، و44 كم غرب مدينة رام الله، وعلى بْعد كيلومترين من خط الهدنة الإسرائيلية ـ الأردنية، والبالغ عدد سكانها 2000 عربي، الساعة السابعة والنصف من مساء 14 أكتوبر قوة إسرائيلية، قوامها 600 جندي، وعزلتها عن سائر القرى العربية. وبدأت مهاجمتها بقصف مدفعي مكثف، استمر حتى وصول القوة الرئيسية إلى تخوم القرية. وتوجهت قوة أخرى إلى القرى العربية المجاورة، لمشاغلتها، ومنع تحرك أي نجدة نحو قبية. كما زرعت الألغام على مختلف الطرق، حتى عزلت القرية تماماً، وقد دخلها الإسرائيليون، وهم يطلقون النيران في مختلف الاتجاهات. فتصدى لهم السكان ورجال الحرس الوطني، على قلة عددهم وأسلحتهم، وظلوا يقاومون حتى نفدت ذخائرهم، وقتل معظمهم. في حين بادر المهندسون العسكريون الإسرائيليون إلى تفجير بعض منازل القرية على من فيها،، بل إن الإرهابيين كانوا يطلقون النيران على كل من يحاول الفرار من المنزل المعد للتفجير.

واستمرت هذه المذبحة حتى الساعة الرابعة من صباح 15 أكتوبر 1953، حين انسحبت القوات المهاجمة. وأسفرت عن مقتل 75 شخصاً، وسقوط كثير من الجرحى، وتدمير 56 منزلاً، ومسجد القرية ومدرستها، وخزان المياه الذي يغذيها بالماء.

د. مذابح  1954 و1955

في منتصف ليلة 28 ـ 29 مارس 1954اجتاز 300 جندي إسرائيلي خط الهدنة، وتوغلوا في أرض الضفة الغربية مسافة 4 كم، حتى وصلوا إلى قرية نحالين، حيث ألقوا القنابل على سكانها الآمنين، وبثوا الألغام في بيوتها ومسجدها. فدمرت القرية، واستشهد 11عربياً من سكانها وجرح 14. 

وفي 11 سبتمبر 1954، كان أطفال قرية فوكين، في الضفة الغربية، يلهون، حين أطلق عليهم جنود إسرائيليون وابلاً من الرصاص، فقتلوا خمسة منهم.

وفي صباح 2 ديسمبر 1954، كان ثلاثة أطفال تتراواح أعمارهم بين 8 سنوات و12 سنة، يحتطبون، بالقرب من قرية دير أيوب، في الضفة الغربية، حينما أطلق جنود إسرائيليون النار عليهم، فجرحوا صبياً، استطاع أن يهرب، ليخبر أهل القرية، الذين وقفوا على خط الهدنة، ليشاهدوا إثنى عشر جندياً، يسوقون الطفلين الآخرين إلى حيث أطلقوا النار عليهما. ثم مات الطفل الثالث، في اليوم التالي، متأثراً بجراحه.

وفي 4 مارس 1955، تسربت دورية إسرائيلية، مسلحة بالبنادق والرشاشات والحراب والخناجر، إلى مسافة 20 كم في الضفة الغربية جنوب شرق الخليل. وأغارت على مجموعة صغيرة من مضارب البدو، وخطفت ستة من رجالهم، واستاقتهم إلى داخل إسرائيل. وأثناء سيرهم، مزق الإسرائيليون أجسام أربعة منهم بالخناجر والحراب، فلما نزفت دماؤهم، ولم يبقَ فيهم رمق، يمكّنهم من الاستمرار، فتهالكوا صرعى، أطلقوا الرصاص على الخامس منهم فصرعوه. أما السادس، فقد أطلقوه، ليخبر بما رأى.

هـ. الغارات الإسرائيلية، عام 1955

(1) الهجوم على قطاع غزة (28 فبراير 1955)

اجتازت عدة فصائل من الجيش الإسرائيلي، مساء 28 فبراير 1955، خط الهدنة، وتوغلت داخل قطاع غزة، إلى مسافة تزيد على 3 كم. ثم تولى كل فصيلة المهمة المكلفة بها: نسف محطة سكة الحديد، حماية الفصيلتين المهاجمتين، بث الألغام وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 39 شخصاً من المدنيين العرب، وجرح 33 منهم. وقد قامت إسرائيل باعتداء تال على قطاع غزة، في 8 يونيه 1955.

(2) الهجوم على خان يونس 31 أغسطس 1955

هاجمت القوات الإسرائيلية قرية خان يونس، في قطاع غزة، مرتين، عام 1955. كانت أولاهما فجر 30 مايو، ونجم عنها استشهاد 20 عربياً وجرح 20 آخرين. ووقعت الثانية مساء 31 أغسطس 1955. واستهدفت خان يونس، وبلدة بني سهيلة. واستخدم الإسرائيليون فيها مختلف أنواع الأسلحة، من مدفعية ودبابات ومجنزرات، ووحدات مشاة وهندسة، وقتلوا 46 شخصاً، وجرحوا خمسين آخرين.

(3) الاعتداء الإسرائيلي على الصبحة والكونتيلا

قامت إسرائيل في 28 أكتوبر 1955، بالاعتداء على كل من الصبحة والكونتيلا، في سيناء، بما يعادل لواء مشاة. وقتلت الكثير من المدنيين.

و. العدوان على الأراضي السورية (11 ديسمبر 1955)

هاجمت القوات الإسرائيلية قرية البطيحة، في الأراضي السورية، ليلة 11 ـ 12 ديسمبر 1955. وقتلت 50 شخصاً، وأسرت 28 آخرين.

ز. العدوان على قطاع غزة 5 إبريل 1956

هاجمت القوات الإسرائيلية قطاع غزة، في 5 أبريل 1956، إذ قصفت بالمدفعية وسط مدينة غزة، الآهلة بالسكان، وكذا قرى دير البلح وعبسان وخزاعة، قصفاً عشوائياً. وقد أسفر الهجوم عن مقتل 60 شخصاً، منهم 27 سيدة، و4أطفال، و29رجلاً، وجرْح 93 شخصاً، منهم 32 سيدة، و8 أطفال، و53 رجلاً.

ح. العدوان على الأردن

قامت القوات الإسرائيلية بعدوان على الأردن، في 24 يونيه 1956. وتلته غارات سبع، كان آخرها، في 11 أكتوبر 1956، على قلقيلية في الضفة الغربية، على خط الهدنة الأردنية ـ الإسرائيلية، في11 أكتوبر 1956

ط. مذبحة قلقيلية (10 ـ 11 أكتوبر 1956)

نقم الصهيونيون على أهالي قلقيلية، لرفضهم بيع أي شبر من أراضيهم إلى اليهود، على الرغم من كل الإغراءات، بل تصدوا، كذلك، لمحاولات الاستيلاء على أراضي القرى المجاورة. كما أحبطوا جميع محاولات التهجير، وثبتوا أمام ممارسات الطرد. فأثاروا حفيظة اليهود، إلى درجة أن موشي ديان قال، في اجتماع على الحدود، إثر اشتباك في يونيه 1953: "سأحرث قلقيلية حرثاً".

في مساء 10 أكتوبر 1956، هاجمت إسرائيل قلقيلية، بكتيبة مشاة وكتيبة مدرعات، تساندهما كتيبتا مدفعية ميدان، ونحو عشر طائرات مقاتلة. ومهدت لهجومها بقطع الأسلاك الهاتفية وتلغيم بعض الطرق وحشد قواها في المستعمرات القريبة. بدأ الإسرائيليون هجومهم في الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه، وهاجموا القرية من ثلاثة اتجاهات. دخلوها وهم يطلقون النيران، عشوائياً، ويدمرون المنازل. في حين كانت الطائرات تقصفها. وكانت الحصيلة قتل 70 شخصاً من سكان القرية، وجرح حوالي ستين شخصاً.

ي. مذبحة كفر قاسم 29 أكتوبر 1956

عشية العدوان الثلاثي على مصر، عهدت قيادة الجيش الإسرائيلي إلى إحدى الكتائب، مهمة المرابطة على الحدود الأردنية ـ الإسرائيلية. وأعطي قائدها سلطات كاملة، من ضمنها فرض حظْر التجول، ليلاً، على القرى العربية الموجودة في منطقة عمل كتيبته، وهي قرى: كفر قاسم وكفر برا وجلجولية والطيرة والطيبة، وقلنسوة، وبير السكة، وإيتان.

أبلغ قائد الكتيبة أحد ضباطه، في يوم 29 أكتوبر، المهام الموكولة إلى وحدته، والتعليمات المتعلقة بطريقة تنفيذها. واتفقا على أن يكون الحظر من الساعة الخامسة مساء إلى السادسة صباحا، وأن يكون منْع التجول حازماً، لا باعتقال المخالفين، بل بإطلاق النيران عليهم؛ إذ الأفضل هو القتل، بدلاً من تعقيدات الاعتقال. وحين سأل الضابط قائده عن مصير المواطن، الذي يعود من عمله خارج القرية، من دون أن يعلم بأمر منْع التجول قال قائد الكتيبة: "لا أريد عواطف". وأضاف، بالعربية: "الله يرحمه".

أبلغ القائد الإسرائيلي مختار قرية كفر قاسم بقرار منْع التجول، قبْل بدئه بنصف ساعة فقط، في الساعة الرابعة والنصف. وطلب منه إعلام أهالي القرية بذلك. فأبلغه المختار إن هناك 400 من الأهالي في العمل خارج القرية، ولن تكون مدة نصف الساعة الباقية كافية لإبلاغهم. فوعد الضابط أن يدع جميع العائدين من العمل يمرون على مسؤوليته ومسؤولية الحكومة.

ولدى عودة سكان كفر قاسم، العاملين خارجها، والجاهلين بما يجري داخلها، عند الساعة الخامسة، بدأت المذبحة على طرف القرية الغربي، حيث رابطت قوة من الكتيبة على المدخل الرئيسي، فسقط 43 قتيلاً. وفي الطرف الشمالي للقرية، سقط ثلاثة قتلى. وفي داخلها، سقط قتيلان. وأما في القرى الأخرى، فسقط قتيل في قرية الطيبة، وهو صبيّ، عمره 11 عاماً. وفي رواية، أن مجموع القتلى هو 51 شخصاً وجرح 13 آخرون. وبين القتلى 12 امرأة وفتاة، و10 صبيان، بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة. و7 أطفال بين الثامنة والثالثة عشرة. كان الأمر الصادر إلى الجنود: "اقتل رأساً، بالرصاص". ولم يتوقف إطلاق النيران، إلا بعد ان أصيب، تقريباً، كل بيت في كفر قاسم، التي لم يكن عدد سكانها يتجاوز الألفي نسمة.

ك. مذابح جماعية للأسرى المصريين (1956)

ارتكبت القوات الإسرائيلية ثلاث جرائم قتل جماعية، ضد الأسرى والمدنيين المصريين، أثناء حرب  1956، بأوامر مباشرة من العميد الاحتياطي، أريه بيرو، وتحت إشراف إيتان وشارون وقيادتهما:

(1) قتل 49 عاملاً مصرياً، غير مسلحين، ولا هم مقاتلون، وليس لهم علاقة مباشرة بسير الأعمال القتالية. وتمت عملية القتل الجماعي بقصد عمدي، وبإصرار شديد، وذلك في أحد المحاجر قرب ممر متلا في سيناء.

(2) قتل عشرات من المصريين، كانوا على ظهر شاحنة، في منطقة رأس سدر. ولم يعرف ما إذا كانوا مدنيين أم جنودا.

(3) قتل 169 جندياً مصرياً، في شرم الشيخ، بوساطة قوات الكتيبة 890، وذلك أثناء محاولة هروبهم. كما قتلوا عشرات الأسرى المصريين، قرب مستشفى ناصر.

وجاء في شهادة "رييه إسحاقي، الباحث العسكري، وأستاذ التاريخ في جامعة بار إيلان "أن أكبر مذبحة جرت في منطقة العريش، حيث أجهزت قوة "كوماندو شاكد" الإسرائيلية، التي كان يقودها وزير الإسكان السابق، بنيامين إليعازر، على حوالي 300 جندي، مصري وفلسطيني، من قوات جيش تحرير فلسطين، بعد أسْرهم.

بعد دخول القوات الإسرائيلية خان يونس، في قطاع غزة، في حرب عام 1956، وتوقف إطلاق النيران، اقتحم الجنود الإسرائيليون البيوت وقاموا بإخراج الشباب والرجال، بين الخامسة عشرة والخمسين. وكانوا يأمرونهم بحفر حفرة في الساحة الكبيرة، ثم يطلقون النار عليهم دفعة واحدة، ثم يحضرون فوجاً جديداً، ويأمرونهم بدفن زملائهم، ثم حفر حفرة جديدة لأنفسهم. وقام الجنود الإسرائيليون باغتصاب النساء. وتجميع العشرات من السكان، في منطقة القلعة، في خان يونس، وأطلقوا عليهم النيران. كما قاموا باقتحام المنازل، وقتلوا أعداداً كبيرة من الشباب والشيوخ.

دخل الجنود الإسرائيليون مستشفى خان يونس، وأطلقوا نيران أسلحتهم في كل اتجاه. فقتلوا جميع الأطباء والممرضات والمرضى. ولم يتركوا إنساناً حياً، بل قتلوا القطاط، كذلك. وبعد أن خرجوا من المستشفى، أخذوا يطلقون النار على كل إنسان في طريقهم حتى بلغ عدد من قتلوهم في شارع واحد 400 قتيل من المدنيين العزل.

في يوم 12 نوفمبر 1956، بعد إيقاف إطلاق النيران، استدعت القوات الإسرائيلية الرجال، ما بين20 و50 عاماً، من مخيم في رفح إلى مدرسة البلدة، وكانوا حوالي 300 شخصاً. وأطلقت النار عليهم في الطريق. وبعد أن وصلوا إلى المدرسة أخذ الإسرائيليون كل من خدم في الجيش الفلسطيني، ومعهم حوالي 30 شاباً إلى خلف المدرسة، وأطلقوا النار عليهم. ثم أخذوا مجموعة أخرى أجبروها على حمْل جثث القتلى إلى السيارات التي كانت تنقلها إلى تل غرب رفح.

رابعاً: العنف المسلح بين عامَي 1956 و1967

حادث التوفيق (فبراير 1962)

هاجمت القوات الإسرائيلية قرية التوافيق، الواقعة على الحدود السورية، في أول فبراير 1962، ودمرتها تدميراً كاملاً.

هاجمت إسرائيل قرية السموع، في الضفة الغربية لنهر الأردن، في 13 نوفمبر 1966. وأسفر الهجوم عن مقتل 18 شخصاً، وجرح 130 آخرين، وتدمير 125 منزلاً، بينها المدرسة والعيادة الطبية والمسجد.

خامساً: العنف بين حربَي 1967 و1973

1. فوجئ القرويون العرب، في الضفة الغربية من نهر الأردن حتى غزة، بالحرب. ودبَّ في قلوبهم الرعب من الأسلحة الحديثة، مثل النابالم، التي لا عهد لهم بها من قبْل. ففروا بفزع مع بعض اللاجئين منذ عام 1948، المقيمين بمخيمات في الضفة الغربية، وقد فر ما مجموعه حوالي 200 ألف نسمة، خلال الحرب القصيرة، وتبعهم آخرون، قدر عددهم بحوالي 210 آلاف شخص، بدافع الخوف ونسف بيوتهم، أو فقدان أقربائهم. ولم تسمح إسرائيل بالعودة، بعد تدخل الأمم المتحدة، إلاّ لنحو 14 ألف نازح.

2. تعرضت المخيمات الكبيرة، التي تجمع فيها اللاجئون في وادي الأردن، لغارتين جويتين، وهجمات بالمدفعية، قتل وجرح فيها أكثر من 100 لاجئ . كذلك أرغم الأردنيون، في وادي الغور، على ترك مزارعهم، بسبب القصف الإسرائيلي.

3. مذابح جماعية للأسرى والمدنيين المصريين (1967)

أ. تعرض عمال منجم الفحم، في المغارة لقصف الطائرات العشوائي، أثناء وجودهم في المخيمات، التي يسكنون فيها، مما أدى إلى مقتل أغلب العمال والموظفين. أما الباقون، فقد قتل بعضهم من الجوع والعطش، أثناء محاولتهم الهروب في الصحراء. أما بعضهم الآخر، فقد عثرت عليهم إحدى الدوريات العسكرية الإسرائيلية وأطلقت عليهم النار بطريقة همجية، ولم ينجُ منهم إلا القليل.

ب. دهست الدبابات الإسرائيلية 8 جنود جرحى، في محطة جرادة، على طريق سيناء الساحلي.

ج. قامت القوات الإسرائيلية بتجميع نحو 50 أسيراً مصرياً في مطار العريش، 8 يونيه 1967. وأمروا بالنوم داخل حظائر الطائرات، بعضهم فوق بعض. فتوفى كثير منهم، اختناقاً، وتم دفنهم في حفر داخل المطار، بعد ردم الجير الحي عليهم. كما جمعت القوات الإسرائيلية حوالي 400 أسير مصري جريح، من سيارات الجيش الإسرائيلي، ودفنتهم أحياء، وردمتهم بالجير الحي. وقد أمكن العثور على مكان هذه المقبرة الجماعية، في أكتوبر 1995.

د. وفي 8 يونيه 1967، أمرت القوات الإسرائيلية حوالي 150 جندياً مصرياً بالاستسلام، في منطقة جبل لبني. وبعد أن استسلموا قامت بمطاردتهم ودهسهم بالدبابات. كما قامت هذه القوات بجمع الأسرى الجرحى، من السرية الطبية في منطقة أبي عجيلة، وكان عددهم 12 شخصاً وأمرتهم بالانبطاح، ثم أطلقت النيران عليهم، ودُفنوا في المكان عينه.

هـ. قامت القوات الإسرائيلية، في منطقة الحسنة، في وسط سيناء، بعد 12يونيه 1967، بإطلاق النيران على مَن يقف ومَن يطلب ماء، من الأسرى المصريين.

و. وقتلت القوات الإسرائيلية نحو 300 فرد من اللواء 118 مشاة، بعد تجريدهم من أسلحتهم وملابسهم العسكرية.

ز. في 14 يونيه 1967، دهست الدبابات الإسرائيلية الأسرى  المصريين، في منطقة القصبة، بعد استسلامهم. وكان الجنود الإسرائيليون يشحنون الأسرى المصريين في السيارات، ثم يرمونهم في الصحراء، ويطلقون عليهم الرصاص، ويتركونهم.

ح. وفي مطار المليز، في وسط سيناء، كانت القوات الإسرائيلية تفتح صنابير المياه، وعندما يجري إليها الأسرى المصريين العطشى، يطلق الجنود الإسرائيليون عليهم النيران. وبعد نقل الأسرى، الباقين في بئر سبع، كانوا يأمرونهم بالانبطاح، ثم تدهسهم الدبابات الإسرائيلية.

ط. في 25 يونيه 1967، جمعت قوات إسرائيل حوالي 100 أسير مصري، في معسكر بئر سبع، ودفعتهم إلى الحائط، وقامت بضربهم بالعصيّ، ثم أطلقت عليهم النيران.

4. المقاومة على الحدود الأردنية

نشطت المنظمات الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وكثرت عملياتها، حتى أصبحت فلسطين كلها مسرحاً لها. وكانت تتمثل في الغارات على المستعمرات، ونصب المكامن لدوريات العدو وآلياته المنعزلة، إضافة إلى أعمال النسف وزرع الألغام. وفي مقابل ذلك، ازدادت ردة فعل العدو حدّة، وتمثلت في القصف، المدفعي والجوي، للقواعد، واختراق الحدود العربية، لمطاردة الفدائين لدى عودتهم من مهامهم. وسعت إسرائيل إلى عزل القواعد في الداخل، وضربها والقضاء عليها. وأخذت تنصب المكامن وتعتقل الناس بطريقة عشوائية. ثم اتجهت إلى الإعداد لضربة قوية، تنزلها بقواعد الثورة، في الخارج، فكانت معركة الكرامة، في 21 مارس 1968.

5. العمليات الإسرائيلية ضد مراكز المقاومة وقواعدها في سورية ولبنان

كثرت الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية والأردنية، وخصوصاً في شهري أغسطس وسبتمبر 1969.

6. قصف مصنع أبي زعبل للكيماويات.

أغارت طائرات إسرائيل القاذفة المقاتلة، صباح 12 فبراير1970، على مصنع أبي زعبل المدني، في وقت غيار الورديات (النوبات). وأسفر القصف عن مقتل 70 عاملاً، وجرح 69 آخرين، وإحراق المصنع.

7. إسقاط الطائرة الليبية المدنية

أسقطت الطائرات العسكرية الإسرائيلية طائرة مدنية ليبية، كانت تحمل مسافرين مدنيين، قادمة من طرابلس في ليبيا إلى القاهرة، ودخلت، خطأً، المجال الجوي في سيناء، مما أدى إلى مصرع جميع الركاب وطاقم الطائرة.

8. قصف مدرسة بحر البقر

في 18 أبريل 1970، أغارت الطائرات القاذفة المقاتلة الإسرائيلية، على مدرسة بحر البقر الابتدائية، في قرية بحر البقر، في محافظة الشرقية، في مصر، وقتلت 45 طفلاً وجرحت 36 آخرين، إضافة إلى مقتل مدني واحد وجرح 10 مدنيين، كانوا على مقربة من المدرسة. وتذرع وزير الدفاع الإسرائيلي، حينئذ، موشي ديان، بأن الأطفال لا بد أنهم كانوا في مؤسسة عسكرية.