إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / العنف والعنف المضاد بين العرب والإسرائيليين









6 ـ المقاومة، اللبنانية والفلسطينية، (1974 ـ 1982)

المبحث الثاني

المقاومة، اللبنانية والفلسطينية، والعمليات الاستشهادية

أولاً: المقاومة اللبنانية والفلسطينية، 1974 ـ 1982

1. عملية مستعمرة الخالصة (كريات شمونه) في الجليل الأعلى، 11 أبريل 1974.

2. عملية مستعمرة ترشيحا (معالوت) 15 مايو 1974.

3. عملية مستعمرة أم العقارب (كيبوتس شامير)، 13 يونيه 1974

4. عملية مستعمرة نهاريا، 24 يونيه 1974

5. عملية بيت شان، 19 نوفمبر 1974.

6. عملية سينما القدس، 11 ديسمبر 1974.

7. عمليات 1975

8. احتجاز حافلة إسرائيلية (11 مارس 1978).

احتجز تسعة فدائيين فلسطينيين حافلة إسرائيلية، قرب تل أبيب، في 11 مارس 1978. وأدى الحادث إلى  مقتل 37 شخصاً، بينهم الفدائيون التسعة، وجرح 82 شخصاً.

ثانياً: العنف الإسرائيلي، بعد حرب 1982

1. الإغارة على مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، في حمامات الشط (أول أكتوبر 1985)

أغارت الطائرات الإسرائيلية، أول أكتوبر عام 1985، على مقر منظمة التحرير الفلسطينية، في حمامات الشط، في تونس، فدمرته وأصابت عدداً من المدنيين.

2. اغتيال أبي جهاد (16 أبريل 1988)

قامت قوة إسرائيلية باغتيال القائد الفلسطيني، خليل الوزير، المعروف بأبي جهاد، في منزله، في تونس في  16 أبريل 1988.

3. قتل المدنيين في خان يونس (1992)

أطلق الجنود الإسرائيليون النار، في 18 ديسمبر 1992، على ثمانية فلسطينيين، في خان يونس، فقتلوهم. وفي اليوم التالي، قتلوا ستة آخرين، في البلدة نفسها، وجرحوا العشرات.

4. الاجتياح الجوي الإسرائيلي لجنوبي لبنان (يوليه 1993) (تصفية الحساب)

قامت إسرائيل، في الفترة من 23 إلى 30 يوليه 1993، اجتياح جوي لجنوبي لبنان، استهدف السكان المدنيين. وقتلت غاراتها الجوية ومدفعيتها عشرات المواطنين، ودفعت بالألوف إلى الهجرة نحو الشمال.

5. الهجوم على المصلِّين في الحرم الإبراهيمي

هاجم الصهيوني، باروخ جولد شتاين، من أعضاء منظمة كاخ، ومن مستعمرة كريات أربع (كان يحمل رتبة نقيب احتياطي في الجيش الإسرائيلي)، الحرم الإبراهيمي، في مدينة الخليل، حينما كان المسجد غاصّاً بالمصلين، في فجْر الجمعة 25 فبراير 1994، وأطلق النار من رشاشه، فقتل 60 شخصاً، وجرح عشرات المصلين.

6. "عناقيد الغضب"

قامت إسرائيل، طوال 16 يوماً، من 11 أبريل 1996 وحتى فجر 27 أبريل 1996، بعدوان على لبنان، اتخذ شكل المذبحة. فقد اشتركت الطائرات، القاذفة والعمودية، والمدافع الثقيلة، بعيدة المدى، ومدافع الدبابات، والمدفعية البحرية، بصبّ نيرانها، بشكل متواصل، وكثيف، على مئات المدن والقرى والمزارع اللبنانية، بدءاً من الجنوب حتى العاصمة بيروت وطريق بيروت ـ دمشق، بقصد القتل والتدمير لكل مظاهر الحياة. وأطلقت القوات الإسرائيلية، طوال مدة العدوان، 32 ألف قذيفة. وقامت طائراتها بحوالي 1500 طلعة جوية.

في يوم 18 أبريل 1996، أطلقت المدفعية الثقيلة، ومدفعية الدبابات، مئات القنابل على ثلاثة أروقة في معسكر الوحدة الفيجية، العاملة في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، قرب قرية قانا. وكان في تلك الأروقة ما يزيد على 800 لبناني، هربوا من قراهم ومزارعهم، التي تعرضت للقصف الإسرائيلي، ولاذوا بقوات الأمم المتحدة. وخلال ثوانٍ قليلة، أصبح مقر الوحدة الفيجية مستنقعاً من الدماء والأطراف والرؤوس والأحشاء المتناثرة والأجسام المحترقة. وكانت الحصيلة 106 قتلى، وحوالي 140 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال.

جاء في تقرير المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة، الجنرال فراكلين فان كاين، عقب قيامه بالتحقيق في مذبحة قانا، وزيارته موقع الوحدة الفيجية، والمعلومات التي استقاها من السلطات، اللبنانية والإسرائيلية، وقيادة الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، إلى جانب شهود عيان ووثائق مختلفة ـ أن المدفعية الإسرائيلية، بدأت بقصف مقر الكتيبة الفيجية، بعد ظهر 18 أبريل 1996. في حين كان ما يربو على 800 لبناني، قد لجأوا إلى داخل المقر. كما أثبت وجود طائرة استطلاع وتصوير ونقل معلومات (طائرة من دون طيار)، فوق مقر الوحدة، قبْل بدء القصف وخلاله، أي أن إسرائيل كانت تعرف معرفة دقيقة صفة الموقع، كمقر للأمم المتحدة، وما فيه من لاجئين.

قتلت المدفعية، في اليوم نفسه، 11 لبنانياً في بلدة النبطية، وجرحت ثمانية، جلهم من النساء والأطفال.

في يوم 16 أبريل 1996، قتلت قنبلة إسرائيلية، في بلدة المنصوري، أربعة أطفال وامرأتين، كانوا جميعا في سيارة إسعاف.

طال القصف البشر (أكثر من 250 قتيلاً) والعمران، والمنشآت الاقتصادية، والبنية التحتية، ومرافق الكهرباء، ومحطات المياه، والمدارس والمعابد، وشبكات الصرف الصحي والطرق، بل قطع شرايين المواصلات والجسور بين المدن الساحلية وقرى الجنوب، قصد محاصرتها، وتجويع سكانها. وطال القصف سيارات الإسعاف، بما فيها سيارات قوات الطوارئ الدولية والصليب الأحمر الدولي، ومنعها من التحرك وأداء واجبها.

ثالثاً: الهجمات الإسرائيلية على لبنان

1. الهجوم الإسرائيلي على قرية كفرشوبا

تمكنت قوة من الفدائيين، قوامها 30 مقاتلاً، جيدة التسليح والتدريب، في 11 يناير 1975، من إحباط هجوم إسرائيلي على قرية كفرشوبا، في منطقة العرقوب، شنته قوة إسرائيلية، قوامها حوالي 200 جندي.

2. العملية الإسرائيلية عام 1978

رداً على عملية الحافلة، شنت إسرائيل عملية هجومية، 15 ـ 21  مارس 1978، قوامها ثلاثة ألوية مدرعة، ووحدات مشاة محمولة، ووحدات مظليين. وساندتها قوة بحرية، وقوة جوية، مؤلفة من نحو 60 طائرة. واستمرت العملية ستة أيام، توغلت، خلالها، القوات الإسرائيلية إلى نحو 18 كم في الأرض اللبنانية، ليمتد الاحتلال الإسرائيلي إلى مشارف صور.

انطلق الهجوم الإسرائيلي في منتصف ليلة 14 ـ 15 مارس، بقصف مدفعي وغارات جوية على قوات الثورة الفلسطينية، وميليشيات الأحزاب والتنظيمات السياسية الوطنية اللبنانية، شبه العسكرية، من الناقورة غرباً، حتى جبل الشيخ شرقاً. ثم تقدمت الألوية المدرعة مع تعزيزاتها، تحت غطاء القصف، الجوي والمدفعي، وعلى ثلاثة محاور:

أ. القطاع الشرقي: مرجعيون ـ الحاصباني ـ العرقوب.

ب. القطاع الأوسط: الطيبة ـ القنطرة ـ الغندورية ـ ومارون الراس ـ بنت جبيل ـ تبنين.

ج. القطاع الغربي، أو الشريط الساحلي: رأس الناقورة ـ البياضة ـ صور.

كثف العدو هجومه، في 18 مارس، براً وبحراً وجواً، ليقضي على المقاومة الفلسطينية والمقاومة الوطنية اللبنانية، وليبلغ هدفه بالوصول إلى الضفة الجنوبية لنهر الليطاني، فيطبِق على صور. وبذلك، امتدت المنطقة، التي احتلتها القوات الإسرائيلية، في اليوم السادس من القتال، من الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية حتى جنوب الليطاني، وبعيداً عن شرقي صور بخمسة كم.

تصدت المقاومة الفلسطينية لجيش العدو، ببضعة آلاف من المقاتلين. انتشروا  في مساحات واسعة، وكانوا ينتقلون بأسلحتهم الخفيفة من موقع إلى آخر، فلم يجْد معهم سلاح التطويق، ولا كثافة النيران، ولا أساليب الحرب التقليدية، ولا اشتراك القوات الثلاث، البرية والجوية والبحرية، في توجيه نيران غزيرة ومركزة.

واستطاع الفلسطينيون إحباط التكتيكات والأساليب التقليدية الإسرائيلية. وعملوا بأساليب الدفاع الدينامي المتحرك، الذي يضرب العدو من الأمام والجنب والخلف. واقتصرت السيطرة الإسرائيلية على مفارق الطرق. بينما تحرك الفلسطينيون بحرية وسرعة، وتابعوا هجماتهم على المواقع الإسرائيلية، وزرعوا الألغام والفخاخ على الطرق، وحولوا مخيم الرشيدية ومنطقة صور إلى ستالينغراد.

3. عملية 1981

بدأت عملية 1981، في 10 يوليه، حينما شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارتين على قواعد المقاومة، قرب بلدة النبطية. وتلا ذلك قصف عشوائي على قرى الجنوب اللبناني. وردت قوات الثورة الفلسطينية بإطلاق المدافع والصواريخ على المستعمرات في الجليل الأعلى والجليل الغربي. واستمر القصف سجالاً، حتى 24 يوليه، حين توقف إطلاق النيران. وتخلل العملية إنزالات بحرية وجوية ومعارك.

تناول القصف الإسرائيلي بالمدافعية والطائرات، وحدات المقاومة وأسلحتها ومواقعها، وقياداتها في الجنوب اللبناني وبيروت وغيرهما. وأودى القصف بحياة أكثر من 150 شخصاً، جميعهم من المدنيين. وبلغ عدد المدن والبلدات والقرى، التي قصفتها القوات الإسرائيلية، جواً وبراً، 46 مدينة وبلدة وقرية.

وردت القوات الفلسطينية بقصف مدفعي وصاروخي غزير، ومكثف، على المواقع الإسرائيلية، وعلى 22 مستوطنة، منها 16 في إصبع الجليل، و7 في الجليل الغربي. وأصيبت مئات المنازل، وتعرضت الأراضي الإسرائيلية، خلال أسبوعين، لما يراوح بين 200 و2500 قذيفة وصاروخ ثقيل، إضافة إلى نحو 1500 قذيفة، سقطت على المناطق الحدودية، التابعة لميليشيا جيش لبنان الجنوبي، مقارنة بـ 1500 قذيفة، تعرضت لها إسرائيل والمناطق الحدودية، طوال فترة تزيد على 18 شهراً قبل القتال الأخير.

كان للقصف المدفعي والصاروخي تأثير كبير في معنويات سكان الجليل، الأعلى والغربي. فعاشوا في الملاجئ، وتعطلت الحياة اليومية، ونزح قسم كبير منهم إلى مناطق آمنة. ففي كريات شمونه، لم يبقَ إلاّ 2000 ـ 3000 شخص من السكان، من مجموع 17 ألف نسمة، عدد سكان البلدة.

4. حرب 1982

بدأت الحرب في 4 يونيه بغارات جوية إسرائيلية كثيفة، خلفت نحو 150 قتيلاً من المدنيين، اللبنانيين والفلسطينيين. واستمرت الغارات الجوية، إضافة إلى القصف المدفعي، من البر والبحر. ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق بيروت ـ دمشق، وبدأت محاصرة العاصمة اللبنانية، التي لم تكن محصنة للدفاع ضد هجوم تشكيلات برية كبيرة. استمرت معركة بيروت 65 يوماً، من 9 يونيه إلى 12 أغسطس، تعرضت خلالها المدينة لقصف عنيف ومركز، وحُرم السكان من الماء والغذاء والدواء والكهرباء.

5. معركة بيروت وحصار السكان

اصطدمت القوات الإسرائيلية، جنوبي بيروت، بدفاع صلب، أدى إلى إحباط مساعي العدو إلى تحقيق انهيار إرادة القتال، وحال دون سقوط المدينة المحاصرة. وعلى الرغم من الإعياء، وتطويق العاصمة، وحرمان السكان من الماء والغذاء والدواء والكهرباء، فقد ضغطت المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وتعاظمت الخسائر البشرية لدى الجانبين، كما تعاظمت الخسائر المادية، التي أنزلتها المقاومة بجيش الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى قرار القيادة الإسرائيلية بالانسحاب، قبْل مطلع يونيه 1985.

6. مذبحة صبرا وشاتيلا (16 ـ 18 سبتمبر 1983)

نتيجة للغزو الإسرائيلي للبنان، عام 1982، اتُّفق على أن تخرج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت، بدءاً من 21 أغسطس 1982 فيما دخلت، إليها، في اليوم نفسه، طليعة القوات متعددة الجنسيات. وكان من المتُّفق عليه أن تبقى هذه القوات لمدة شهر، قابِل للتمديد، وأن تعمل بإشراف الحكومة اللبنانية، وأن يترك أمر انسحابها لاتفاق مع الحكومة اللبنانية، واستشارة قيادة منظمة التحرير والاتفاق معها.

جردت القوات متعددة الجنسيات القوى الوطنية والمخيمات الفلسطينية من أسلحتها، الخفيفة والثقيلة، ونزعت حقول الألغام، وأبطلت فعل العبوات المتفجرة، وأصبحت المخيمات محرومة من وسائل المقاومة، على أساس أن الجيش اللبناني والقوات متعددة الجنسيات هما المسؤولان عن ضمان أمن المخيمات وتأمين حمايتها.

بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب، بعد تنفيذ هذه المهمة، بدءاً من 13 سبتمبر 1982، أي بعد ثلاثة أسابيع فقط من وصولها. وتبعتها القوات الفرنسية والإيطالية. وبات الموقف في قبضة قوات الغزو الإسرائيلية.

كان من المقرر، بعد انتخاب بشير الجميل رئيساً للبنان في 23 أغسطس 1982، أن يبدأ تنفيذ الخطة الأمنية في بيروت الشرقية، وتوحيد شطرَيها، في 15 سبتمبر 1982، بنشر قوات الأمن الداخلي، إلا أن بشير الجميل، اغتيل في اليوم المذكور عينه.

أدى الغزو الإسرائيلي إلى هجرة معظم سكان بيروت. وعندما توقف القتال، بدأت العودة إلى المخيمات. وكان في مخيم صبرا، في منتصف سبتمبر 1982، حوالي 56 ألف نسمة.

التقى رئيس الأركان الإسرائيلي، آنذاك، الجنرال رافاييل إيتان، ليلة 14 ـ 15 سبتمبر، قائد الجبهة الشمالية وقائد الفرقة. ثم توجّه إلى المركز الرئيسي لحزب "الكتائب"، حيث أمر قيادة "الكتائب" بإعلان التعبئة العامة، وحظر التجول في المناطق التي تسيطر عليها كافة، استعداداً لعملية اجتياح مخيمَي صبرا وشاتيلا. وطلب من ضابط الاتصال الكتائبي، أن يلتحق بمركز القيادة المتقدم للفرقة الإسرائيلية. وأبلغ قيادة الحزب أن القوات الإسرائيلية، ستطوق مخيمَي صبرا وشاتيلا، أما القتال داخل المخيمَين، فيقع على عاتق "القوات اللبنانية". بعد ذلك، انتقل إيتان إلى مركز القيادة المتقدم، على سطح مبنى مؤلف من خمسة طوابق، على بعد 200 متر جنوب غرب مخيم شاتيلا، يمكن من على سطحه أن يشاهد، بسهولة، ما يجري في المخيمَين.

ووصل أرئيل شارون، وزير الدفاع الإسرائيلي، صباح 15 سبتمبر، إلى مركز القيادة المتقدم للفرقة. وصدَّق على الخطة، واتصل بمناحم بيجين، وأبلغه إياها، ونتائجها المتوقعة. وانتقل إلى مقر حزب "الكتائب"، حيث بارك خطة إيتان، واتفق الجانبان على أن تدخل قوة من "الكتائب" من 150 كتائبياً، إلى المخيمَين، من الجنوب إلى الشمال، ومن الغرب إلى الشرق. كانت تعليمات شارون تقضي بحصر قيادة جميع العمليات المشتركة في القيادة الإسرائيلية.

استولت القوات الإسرائيلية على أجزاء واسعة من بيروت، من بينها مخيم صبرا للاجئين، حيث وقعت اشتباكات محدودة. وحاصرت القوات الإسرائيلية مخيمَي صبرا وشاتيلا من ثلاثة اتجاهات، وبذلك، توافرت الظروف لتنفيذ خطة المذبحة في المخيمَين، التي نفّذتها قوات "الكتائب"، بالاتفاق مع القوات الإسرائيلية، وبإشرافها وحمايتها.

دخلت "القوات اللبنانية" إلى مخيمَي صبرا وشاتيلا، في الساعة 1800 (السادسة) مساء يوم 16 سبتمبر 1982، مستعينة بالإضاءة، التي وفرتها لها الطائرات والهاونات. وغادرتهما في الساعة الثامنة، صباح يوم 18 سبتمبر، بعد أن أعملت سلاحها وحقدها في اللاجئين الفلسطينيين العزل، المقيمين بالمخيمَين. فقتلت المئات منهم، ولم تشاهد امرأة أو شيخاً أو طفلاً أو مريضاً أو معوقاً، إلا قتلته. ولم ينجُ من الموت إلا من استطاع الهرب، وهم قِلَّة.

تلقى ضابط الاتصال الكتائبي مخابرة لاسلكية من أحد قادة "القوات اللبنانية" في المخيمَين، أثناء العملية، يقول فيها إنه أمسك بخمسة وأربعين شخصاً، ويسأل عمّا يفعله بهم. فأجابه ضابط الاتصال: "اعمل بمشيئة الله ...". ثم تلقى مخابرة ثانية من قائد آخر، أن لديه خمسين امرأة وطفلاً، فماذا يفعل بهم؟ فكان رده: "إنها المرة الأخيرة، التي تسألني فيها سؤالا كهذا. أنت تعلم تماماً ماذا عليك أن تفعل".

اجتاحت "القوات اللبنانية" مستشفى غزة، في مخيم صبرا، في الساعة الخامسة، صباح يوم 18 سبتمبر 1982. واقتادت جميع من فيه، من أطباء وممرضات وعاملين ومرضى، إلى خارجه وقتلتهم، باستثناء غير الفلسطينيين منهم. كما قتلت المرضى، الذين لم يتمكنوا من الحركة في أَسِرتهم.

كانت حصيلة المذبحة 3297 قتيلاً، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ. منهم 1097 قتيلاً في مستشفى غزة، و400 قتيل في مستشفى عكا، و1800 قتيل في بيوت مخيمَي صبرا وشاتيلا وأزقتهما.

رابعاً: مقاومة اللبنانيين للوجود الإسرائيلي

1. تدمير الطبقة الرابعة من مبنى الكلش ومركز مراقبة إسرائيلي في صيدا (فبراير1983)

انفجرت عبوة ناسفة في الطبقة الرابعة بمبنى الكلش، حيث تقيم القوات الإسرائيلية مركزاً للمراقبة، يطل على ساحة صيدا. فقتل خمسة جنود إسرائيليين، وجُرح 11 آخرون

2. تدمير السفارة الأمريكية في بيروت (18 إبريل 1983)

أدت العملية إلى مقتل 80 شخصاً.

3. مهاجمة مقر الحاكم الإسرائيلي، في صيدا (2 فبراير 1983)

هاجمت المقاومة مقر الحاكم الإسرائيلي في صيدا، بالرشاشات والقنابل اليدوية، مما أدى إلى مقتل جنديين، وجرح ثلاثة آخرين، وتدمير ثلاث آليات .

4. نسف مقر قيادة الاستخبارات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني (4 أكتوبر 1983)

نجح فدائي لبناني، من تجاوز جميع الموانع، التي وضعتها القوات الإسرائيلية، بعد عمليتَي تفجير مقرَّي الوحدتين، الأمريكية والفرنسية، والوصول إلى مقر قيادة الاستخبارات الإسرائيلية في الجنوب. توالت الانفجارات في المقر: 3 انفجارات قوية، ثم 13 انفجاراً صغيراً؛ وقد سمع صوت الانفجار في دائرة قطرها 35 كم. سقط في العملية، باعتراف إسرائيل، 29 جندياً إسرائيلياً و30 معتقلاً، من اللبنانيين والفلسطينيين .

5. الهجوم على مبنى المارينز في بيروت (23 أكتوبر 1983)

أدى الهجوم إلى قتل 239 جندياً أمريكياً

6. تدمير مقر قيادة القوات الفرنسية، في لبنان (23 أكتوبر و21 ديسمبر 1983)

أسفرت العملية عن 71 قتيلاً

7. مهاجمة مقر القيادة العامة الإسرائيلية، في صور (12 نوفمبر 1982) ومقر الحاكم العسكري الإسرائيلي، في صور (4 نوفمبر 1983)

قاد أحد الفدائيين شاحنة محملة بالمتفجرات، عبر الحواجز الترابية، المضادّة للدبابات، التي وضعتها القيادة الإسرائيلية حول مقر القيادة العامة الإسرائيلية، في صور، بعد عمليتَي التفجير في بيروت. وعلى الرغم من إطلاق النيران عليه وإصابته، فقد استمر في تقدُّمه في اتجاه مبنى مقر القيادة الإسرائيلية في صور، ثم انفجرت الشاحنة، بعد الاصطدام بثوانٍ. أدى الهجوم إلى مقتل 143 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، وجرح 29 آخرين وتدمير 21 آلية.

8. مهاجمة  مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي، في صيدا (4 نوفمبر 1983)

على الرغم من منع التجول، فقد هوجم مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي، في صيدا، بوساطة سيارة مدنية صغيرة، مفخَّخة بنحو 50 كجم. أدى الهجوم إلى مقتل 33 عسكرياً إسرائيلياً وجرح 41 آخرين.

9. استخدام الكاتيوشا ضد مستعمرات شمالي الجليل

يستخدم المقاومون اللبنانيون قذائف الكاتيوشا ضد مستعمرات شمالي الجليل، كوسيلة لردع القوات الإسرائيلية عن قصف الأهداف المدنية. لكن هذه القذائف لا تحدث خسائر كبيرة، خاصة في الأفراد.

خامساً: عمليات استشهادية، داخل فلسطين

عملية استشهادية لحماس (21  أغسطس 1995)

قتل 5 أشخاص (شرطي وطالبة إسرائيليان، وسائحة لم تحدد هويتها، وامرأة مجهولة، رجحت الشرطة أنها منفذة العملية)، وجرح نحو مائة آخرين، منهم 12 في حالة الخطر، في عملية فدائية، في القدس الشرقية، وضعت فيها عبوة قوية جداً في الحافلة الرقم 26 المزدوجة، المتجهة شمالاً. وانفجرت عند مفترق جبل الشيخ جراح ومدرسة رينيه كاسات، في حي راموت أشكول، المزدحم، في  القدس الشرقية. فانشطرت، ودمر جزؤها الخلفي، وأصيبت الحافلة الرقم 9، التي كانت تمرّ قرب الأول، واشتعلت النيران في الحافلتين. وبثت الإذاعة الإسرائيلية، أن مجهولاً اتصل بها، معلنا مسؤولية كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، عن العملية، وأن كتائب القسام، ستستمر في تنفيذ هذه العمليات.

سادساً: المقاومة الفلسطينية والعمليات الاستشهادية

1. عملية استشهادية في تل أبيب (24 يوليه 1996)

تبنت حماس عملية استشهادية جرت في تل أبيب في 24 يوليه 1996. أسفرت عن مقتل 6 أشخاص، بانفجار في حافلة.

2. عملية استشهادية في القدس (26 فبراير 1997)

صدمت سيارة، من نوع فيات أونو، يقودها فلسطيني، مجموعة من الإسرائيليين في محطة حافلات، في القدس المحتلة، مما أدى إلى مقتل شخصين، على الأقل، وإصابة 11 آخرين. لقي السائق الفلسطيني حتفه، برصاص أحدهم، فور وقوع الحادث. وقع الحادث في إحدى مناطق التلة الفرنسية، في شمال المدينة.

3. عملية استشهادية وسط تل أبيب (21 مارس 1997)

نفّذ عضو في حركة المقاومة الإسلامية، حماس، عملية فدائية، في مقهى أبروبو، عند مفترق شارعَي بن جوريون وأدام كوهين، وسط تل أبيب، وتسبب بمقتل 4 إسرائيليين. وكان منفّذ العملية يحمل 20 كجم من المواد المتفجرة، في حقيبتين، وفجّر نفسه في المقهى. أدى الحادث إلى سقوط جزء من سقف المقهى على الرواد، وتحطم واجهات المقهى والمباني المجاورة، كما دمرت حديقة المقهى.

4. عملية استشهادية مزدوجة، في سوق، في القدس الغربية (30 يوليه 1997)

قتل 12 إسرائيلياً، وأصيب 170 آخرون، جراح 5 منهم قاتلة، في عملية استشهادية مزدوجة، في سوق شعبي (محانيه يهودا)، مزدحم بالمتسوقين، في القدس الغربية، في منتصف النهار، وفي ساعة الازدحام، حين يخرج الموظفون للغداء. فجر فلسطينيان نفسيهما، كل بعبوة يراوح وزنها بين عشرة وعشرين كجم من "تي إن تي".

5. هجوم استشهادي ثلاثي، في القدس (4 سبتمبر 1997)

قتل 7 أشخاص، وأصيب أكثر من 166 شخصاً، نتيجة لثلاثة انفجارات، في شارع بن يهودا التجاري، في قلب مدينة القدس. وقعت الانفجارات الثلاثة بفاصل ثوان في ما بينها، في نحو الثالثة من بعد الظهر، بالتوقيت المحلي، في وقت كان يزدحم المركز بآلاف المتسوقين. لحقت خسائر فادحة بالمتاجر الواقعة في المنطقة، وغطى الركام الشارع، وتطايرت طاولات المقاهي الواقعة على جانبَي الطريق، وتناثرت الأشلاء في طرقات السوق. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية مسؤوليتها عن الحادث، في بيان لجناحها العسكري، "كتائب عز الدين القسام"، توعّدت فيه إسرائيل بمزيد من الضربات، ما لم تستجب لمطالبها. وكانت قد هددت بمزيد من الهجوم الاستشهادي، بعد الهجوم المزدوج، في 30 يوليه السابق، ما لم يفرج عن المعتقلين الفلسطينيين. وحددت كتائب القسام، في بيانها، مهلة لتلبية هذه المطالب، حتى التاسعة من مساء 14 سبتمبر.