إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الصراع الهندي ـ الباكستاني





معارك لاهور وكاسور
معارك سيالكوت شاكارجارا
معركة بونش
معركة تشامب
معركة حسين والا
معركة راجستان
معركة سليمانكي
الفيلق الثاني الهندي
الفيلق الرابع الهندي
القتال في قطاع مج 101
القتال في قطاع الفيلق 33

انتشار الجبهة الشرقية
الحرب الهندية الباكستانية
الفتح على الجبهة الغربية
القتال على الجبهة الشرقية
القتال على الجبهة الغربية
باكستان والهندستان وحيدر أباد
قطاع عمل الطائرة TU-114
قضية كشمير ومشكلة الحدود



الصراع الهندي - الباكستاني

مقدمة

تنفرد شبه القارة الهندية بصفات ومميزات تكسبها طابعاً خاصاً، فهي كتلة ضخمة من اليابس تمتد جنوباً في المحيط الهندي، والمعتقد أنها كانت فيما مضى جزءاً من قارة جندوانا القديمة ثم انفصلت عنها وتزحزحت نحو الشمال، مما أدى إلى تكوين قوس السلاسل الجبلية الشمالية التي عزلت الهند عن بقية اليابس الآسيوي فأكسبتها شخصية جغرافية مستقلة لها من المظاهر ما قد لا يتوافر في غيرها من جهات العالم.

وعاشت الهند في عزلتها زمناً ثم بدأ الغزو الأوروبي يطرق أبوابها، وكان البرتغاليون أسبق من وفد إلى الهند من الأوروبيين. ولم يكد ينتصف القرن السابع عشر حتى اشتدت منافسة البرتغال وهولندة وبريطانيا حول الهند، وانتهى الأمر بسيطرة البريطانيين ودخلت الهند في حوزة التاج البريطاني، حتى استطاعت بعد جهاد مرير أن تسترد حريتها وأن تستعيد استقلالها في أواخر سنة 1947.

وتتصل باكستان بتاريخ فتح المسلمين للهند في القرن السابع الميلادي وإنشائهم أول دولة إسلامية فيها على يد "محمد بن القاسم"، حيث ظلوا يحكمونها إلى سنة 1857. وظل الإسلام يشكل أحد المرتكزات الأساسية في شبه القارة الهندية التي دخلت صراعاً عقائدياً مريراً مع الإنجليز الذين سلبوا المسلمين السيادة، وقد ترافق ذلك مع نضالهم الديني ضد الإرهاب الهندوسي الذي وقف مع الإنجليز في التآمر على الإسلام. ونتيجة لمعطيات الصراع الديني في شبه القارة، نشأ حزب الرابطة الإسلامية، إثر اجتماع للمسلمين عقد في دكا عام 1906، ومنذ ذلك التاريخ برز "محمد علي جناح" الذي أطلق عليه لقب "سفير الوحدة الهندية" لمحاولته التوفيق بين الرابطة الإسلامية وحزب المؤتمر الهندي.

وقد تصدر "محمد علي جناح" قيادة النضال السياسي للمسلمين في شبه القارة الهندية الذي أفضى إلى نشوء دولة باكستان في 15 أغسطس 1947. وقد شكل الإسلام الهاجس الأول والأساسي بالنسبة لباكستان، ولاسيما أنه عد القاسم المشترك الذي اجتمع عنده الباكستانيون، بغض النظر عن تشكيلاتهم العرقية والإثنية المتعددة. وهكذا لم يعد الإسلام بالنسبة لباكستان دينها وحسب، وإنما فكرها أيضاً.

تأسيساً على ما تقدم، شكل الإسلام، أحد الثوابت الأساسية في حياة باكستان وسلوكها السياسي الخارجي. وعزز من ذلك استمرار الصراع بين باكستان كدولة إسلامية والهند كدولة هندوسية.

ومع انفصال باكستان نشأت مشكلة كشمير بعدما ترك للإمارات الهندية حق تقرير المصير، حيث تم انضمام أغلب الإمارات إلى الهند وباكستان، في ماعدا ثلاث إمارات هي: جوناكادا، وحيدر آباد، وكشمير.

وبالنسبة لكشمير ذات الأغلبية المسلمة، فإن حاكمها الهندوسي الديانة مال نحو الانضمام إلى الهند، على رغم ارتباط الولاية الديني، فضلاً عن الجغرافي والاقتصادي، مع باكستان، وهنا بدأ الصراع الهندي ـ الباكستاني على كشمير.

ويحتل إقليم جامو وكشمير موقعاً استراتيجياً مهماً في جنوب القارة الآسيوية، "فحدوده الشرقية والشمالية الشرقية تتاخم حدود الصين في التبت وسنكيانغ، وفي الشمال الغربي يقع شريط ضيق في أفغانستان (شريط واخان)، وعلى بضعة أميال منه يقع إقليم تركستان، وفي الغرب والجنوب الغربي تقع باكستان، وفي الجنوب الهند". وفي ضوء ذلك، ترتبط قضية كشمير بتوازن القوى في هذه المنطقة، فأهمية الإقليم بالنسبة للهند إستراتيجية. أما أهميته بالنسبة لباكستان فترتبط بعوامل جغرافية وسكانية.

وهكذا بدأ الصراع المرير بين الهند وباكستان، حيث انصرف كل منهما لمعالجة الموقف تبعاً لمصالحه القومية بعيداً عن أي التزامات إقليمية بينهما. وأخذ هذا الصراع حتى الآن خمس جولات. لم يستطع أي منهما حسمه لصالحه.