إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الصراع الهندي ـ الباكستاني





معارك لاهور وكاسور
معارك سيالكوت شاكارجارا
معركة بونش
معركة تشامب
معركة حسين والا
معركة راجستان
معركة سليمانكي
الفيلق الثاني الهندي
الفيلق الرابع الهندي
القتال في قطاع مج 101
القتال في قطاع الفيلق 33

انتشار الجبهة الشرقية
الحرب الهندية الباكستانية
الفتح على الجبهة الغربية
القتال على الجبهة الشرقية
القتال على الجبهة الغربية
باكستان والهندستان وحيدر أباد
قطاع عمل الطائرة TU-114
قضية كشمير ومشكلة الحدود



الصراع الهندي - الباكستاني

المبحث الرابع

طبوغرافية مسرح العمليات وخطط الجانبين

نشبت الحرب الهندية الباكستانية في مسارح عمليات ذات مواجهة واسعة وأعماق كبيرة، حيث امتدت الجبهة لأكثر من ألف ميل من الحدود بين باكستان الغربية والهند، ومسافة الحدود الباكستانية الشرقية مع الهند التي بلغت حوالي 1300 ميل أخرى، وشمل العمق باكستان الشرقية بأكملها، حيث تبلغ عمق العمليات فيها نحو 100 ميل.

لذلك فقد شملت طبوغرافية مسارح العمليات معظم أنواع الأراضي الجبلية ـ الصحراوية ـ الزراعية ـ الغابات، كما تعرضت مناطق العمليات إلى مختلف الأحوال الجوية، من مناخ شديد البرودة إلى مناخ معتدل، نظراً إلى قيام العمليات في فصل الشتاء. وسيتم تناول طبوغرافية الأرض والمناخ في باكستان الشرقية، ثم طبوغرافية الأرض والمناخ في مناطق العمليات على حدود باكستان الغربية.

أولاً: طبوغرافية مسرح العمليات في مسرح باكستان الشرقية

1. عام

يمكن تقسيم طبوغرافية الأرض في مسرح عمليات باكستان الشرقية إلى نوعين: منطقة الهضاب المرتفعة وتتواجد في شرق مقاطعة "شيتا كونج" وشمال دكا ومنطقة السهول التي تشمل باقي أجزاء باكستان الشرقية.

2. طبوغرافية الأرض في منطقة الهضاب

تشمل منطقة الهضاب في المنطقة شرق "شيتا كونج" في ثلاث سلاسل جبلية تمتد من الجنوب إلى الشمال ويصل ارتفاعها 1200 قدم فوق سطح البحر، أمّا الهضبة الأخرى فتقع شمال دكا، ويتراوح ارتفاعها بين 40 و100 قدم فوق سطح البحر. كما تتميز هضاب شيتا كونج الجبلية بالغابات، التي تنمو فيها أشجار ذات جذوع سميكة وخشب صلب، إضافة إلى الخيزران، ويسكن هذه الغابات بعض الحيوانات المفترسة مثل النمر البنجالي الشهير والفهد والدب والغزال والخنزير البري.

3. طبوغرافية الأرض في منطقة السهول

تشمل منطقة السهول معظم باكستان الشرقية عدا الهضاب شرق شيتا كونج والهضبة شمال دكا. وهي عبارة عن سهل متسع حيث يجري بها أنهار كبيرة، هي البرهما بوترا، والجانجز أو البادما، والميغنا. كما تتفرع هذه الأنهار إلى أفرع كثيرة عند المصب قبل أن تصل إلى البحر مكونة الدلتا الكبيرة المعروفة باسم سندرياد.

وتعدّ الأنهار مانعاً طبيعياً أمام أي قوات متقدمة من الشرق والغرب، كما تجبر القوات المهاجمة على أن تكون اتجاهات هجومها في اتجاه الأنهار، أي من الشمال إلى الجنوب. كما تلعب الأنهار دوراً كبيراً كوسيلة للمواصلات، إضافة إلى تأثيرها في اتجاهات الطرق لتكون موازية لها في معظم الأحيان، لتجنب مقاطعتها للأنهار إلاّ للضرورة القصوى، حيث يستلزم الأمر إنشاء الكباري. وتدّ الكباري في حد ذاتها عاملاً مؤثراً في العمليات العسكرية حيث تعتبر هدفاً حيوياً يسعى كل الطرفين المهاجم أو المدافع إلى التمسك به أو تدميره لإعاقة عمليات الطرف الآخر.

4. المناخ

يقع الجانب الأكبر من باكستان الشرقية شمال مدار السرطان، ورغم ذلك فالمناخ بصفة عامة استوائي يتميز بغزارة الأمطار وشدة الحرارة.

ويبدأ موسم الأمطار في مارس بهبوب الرياح الموسمية التي تسقط أمطارها الغزيرة بمعدل قد يصل إلى 20 بوصة في اليوم، وتزداد كمية الأمطار بدرجة لا تستطيع الأنهار تصريفها فتحدث الفيضانات التي تقتلع في طريقها الجسور والمصارف، بل أنها أحيانا تغير اتجاهها فتغرق مساحات كبيرة من الأراضي وتكتسح قرى بأكملها وتدمر المحاصيل ويصل الضحايا إلى مئات الألوف من القتلى ومئات الألوف من المشردين. وفي المناطق الساحلية تحدث الأعاصير في خليج البنجال فتسبب أمواجاً مرتفعة تغزو الساحل وتجرف اليابسة.

كما تتعرض المنطقة للزلازل، وقد سبق أن تعرض في عام 1897 لزلزال بلغت درجة عنفه أن جعلت الهزة تنتقل مسافة 400 ميل في أقل من 6 دقائق، أي بسرعة 4000 ميل في الساعة.

ثانياً: طبوغرافية مسارح العمليات في باكستان الغربية

1. عام

تشمل طبوغرافية الأرض في مسرح عمليات باكستان الغربية معظم أنواع الأراضي حيث تمتد مواجهة العمليات من كشمير شمالاً حتى صحراء راجستان جنوباً، وبذلك شملت طبوغرافية شرق باكستان الغربية بأكملها.

2. طبوغرافية باكستان الغربية

يعدّ نهر الهندوس العمود الفقري لطبوغرافية باكستان الغربية، حيث يجري على طول البلاد من الشمال إلى الجنوب، وبمحاذاته شقت الطرق ومدت الخطوط الحديدية. ويعد من أطول أنهار العالم، إذ يبلغ طوله 1700 ميل، وينبع من هضبة التبت ويمتد مجراه مئات الأميال في الاتجاه الشمالي الغربي إلى قلب كشمير ومن هناك يتجه جنوباً إلى باكستان، حيث تتضاعف كمية مياهه بخمسة روافد هي سوتلج، ورافي، وشيناب، وجليم، والهندوس. لذلك، سمي إقليم البنجاب، الذي يتلاقى فيه الخمسة أنهار بهذه الظاهرة. فكلمة بنجاب في اللغة الأوردية تتكون من كلمتين بنج ـ آب، وبنج في اللغة الأوردية أو الفارسية معناها خمسة (وهو الاصطلاح الذي يستخدم في زهر الطاولة حيث أن هذه اللعبة فارسية الأصل)، وآب معناها نهر، فمعنى بنجاب هو "خمسة أنهار" أي إقليم الخمسة أنهار.

ويعدّ نهر الهندوس وروافده هو شريان الحياة لباكستان الغربية، وبدونها تصبح المنطقة كلها صحراء قاحلة. وحتى رغم وجود نهر الهندوس فلا تزال بعض المناطق التي لا يجري فيها هذا النهر أو أحد فروعه صحراء، ومن هذه المناطق صحراء راجستان إحدى مسارح العمليات.

3. طبوغرافية الأرض في القطاع الشمالي

يشمل هذا القطاع الأرض في منطقة بونش من مقاطعة كشمير. وتقع بونش على مرتفعات كشمير، وهي امتداد لجبال الهمالايا ولكنها أقل منها ارتفاعاً. وهي منطقة جبلية تكسوها الأشجار وتغطيها الثلوج في الشتاء. وقد دارت العمليات بها في فصل الشتاء، وبذا اتصفت العمليات في هذه المنطقة بخصائص القتال في الأراضي الجبلية التي تبرز المهارات الفردية للجندي المشاة المدعم بالهاونات والمدفعية الخفيفة، وهي غير صالحة بطبيعة الحال لعمل المدرعات.

4. طبوغرافية الأرض في القطاع الأوسط

يشمل هذا القطاع الشريط من الأرض على حدود باكستان الغربية مع الهند من منطقة شامب شمالاً حتى جنوب سليمانكي (بهاولبور) جنوباً. والأرض في هذه المنطقة يغلب عليها طابع الأراضي الزراعية حيث تكثر بها الأنهار والقنوات والجسور. ويأخذ شكل القتال فيها صورة القتال في الأراضي الزراعية التي تصلح لعمليات المشاة مع القوات المدرعة المحدودة وخاصة في قطاع سيالكوت ـ شاكارجارا.

5. طبوغرافية الأرض في القطاع الجنوبي

يشمل هذا القطاع المنطقة من جنوب بهاولبور شمالاً حتى بحر العرب جنوباً. وهو عبارة عن منطقة صحراوية تسمى بصحراء راجستان، وتكثر فيها النباتات الشوكية والأعشاب البرية وسطح الأرض مغطى بعروق من الملح الأبيض ومصادر المياه بها تكاد تكون معدومة. والأرض في مجموعها غير صالحة إلا للعربات ذات الجنزير والنصف جنزير.

6. المناخ

المناخ بوجه عام يميل إلى أن يكون استوائياً حيث تكثر الأمطار الموسمية وتشتد الحرارة صيفاً، بينما تقل الأمطار وتنخفض هذه الحرارة شتاءاً، وتصل درجة الحرارة ليلاً في الشتاء إلى الصفر. وفي الشمال حيث مقاطعة كشمير المرتفعة في ميري ـ وأبوت آباد ـ وناتياجالي فتصل درجة الحرارة تحت الصفر، حيث تغطي الثلوج قمم الجبال وتقفل الطرق.

ثالثاً: حجم القوات المتضادة وتسليحها

1. حجم القوات الهندية وتسليحها

أ. عام

كان حجم القوات الهندية بأفرعها الرئيسية المختلفة 980 ألف مقاتل من القوات النظامية علاوة على 100 ألف مقاتل من القوات شبه النظامية مثل حرس الحدود المشكلة في 88 كتيبة، بالإضافة إلى 100 ألف مقاتل من قوات جبهة التحرير البنجالية (الموكتي باهيني) مشكلة في 3 ألوية. وقد وصلت ميزانية القوات المسلحة الهندية في عام 71/1972 إلى 14.400 مليون روبية هندية، أي ما يعادل 1656 مليون دولار أمريكي.

ب. حجم القوات البرية الهندية وتسليحها

كان حجم وتسليح القوات البرية الهندية كالأتي:

(1) عدد 860 ألف مقاتل.

(2) عدد من التشكيلات والوحدات البرية يتمثل في الآتي:

(أ) 13 فرقة مشاة.

(ب) 10 فرقة جبلية.

(ج) 5 ألوية مشاة مستقلة.

(د) فرقة مدرعة.

(هـ)6 ألوية مدرعة مستقلة.

(و) عدد من الآلايات المدرعة.

(ز) 3 لواء مظلات.

(ح) 20 وحدة مدفعية مضادة للطائرات.

(ط) 50 قاذف صواريخ مضادة للطائرات من نوعي SAM-2, SAM-3.

وقد اشتملت المدرعات الهندية على 1200 دبابة، منها 200 دبابة متوسطة من نوع سنتوريان، و450 دبابة T-54, -55، و300 دبابة فيجايانتا. و100 دبابة خفيفة AMX-13. و150 دبابة برمائية BT-67.

كما اشتملت المدفعية على حوالي 3000 قطعة مدفعية من أعيرة مختلفة، معظمها من المدافع 25 رطل، ومنها 350 قطعة مدفع 100 مم، وعدد 140 قطعة مدفع 130 مم، وعدد من المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات SC-11.

ج. حجم القوات البحرية الهندية وتسليحها

كان حجم وتسليح القوات البحرية الهندية يتكون من:

(1) 140 ألف مقاتل.

(2) 68 قطعة بحرية تتمثل في الآتي:

(أ) حاملة طائرات (فيكرانت).

(ب) طرادان.

(ج) 12 مدمرة، أنواع مختلفة.

(د) 9 فرقاطة، أنواع مختلفة.

(هـ) 19 زورق مدفعية (عشر داوريات و9 دفاع ساحلي).

(و) 8 كاسحات ألغام.

(ز) 3 وسائط إنزال (واحد سفينة ـ 2 زورق).

(ح) 4 غواصات.

(ط) 6 زوارق صاروخية طراز أوسا.

(ي) 4 زوارق صاروخي طراز كومار.

(3) طائرات الأسطول، وتشمل 59 طائرة (35 طائرة طراز سي هوك، 12 طائرة هليكوبتر اليزيه، عدد 2 طائرة هليكوبتر سي كنج، عدد 10 طائرات هليكوبتر من طراز الويت 3). ويمكن لحاملة الطائرات أن تحمل في المرة الواحدة 10 طائرات سي هوك، و5 طائرات اليزيه، وطائرتين ألويت. أي حوالي 35% من حجم طائرات الأسطول.

د. حجم القوات الجوية الهندية وتسليحها

وقد اشتمل على 80 ألف مقاتل و625 طائرة، مشكلة كالأتي:

(1) القاذفات: ثلاثة أسراب من نوع كانبرا.

(2) القاذفات المقاتلة: خمسة أسراب من نوع سوخوي 7، وسربان من طراز هـ.ف 240، وستة أسراب من طراز هنتر، وسربان من طراز ميستير4.

(3) الاعتراضية: سبعة أسراب ميج 21، ثمانية أسراب جنات.

(4) الاستطلاعية: سرب سطع كانبرا، وسرب سطع بحري من نوع سوبر كونستيليشن، وطائرة الاستطلاع الإلكترونية تي يو 114.

(5) النقل: عدد 55 طائرة سي 47، 60 طائرة سي 119، 20 طائرة اليوشن 14، 30 طائرة أنتينوف 12، 25 طائرة أوتور، 12 طائرة هـ. س 748، 15 طائرة كايبو.

(6) الطائرات العمودية: 80 طائرة مي 4، 150 طائرة الويت 3، 10 طائرة بل 47، وعدد من الطائرات مي 8.

2. حجم وتسليح القوات الباكستانية:

أ. عام

كان حجم القوات الباكستانية بأفرعها الرئيسية المختلفة 392 ألف مقاتل من القوات النظامية، 280 ألف مقاتل من القوات شبه النظامية تشمل 30 ألف من حرس الحدود و250 ألف من قوات الميليشيا، علاوة على عدد 25 ألف مقاتل من القوات الكشميرية من كشمير الباكستانية.

وقد بلغت ميزانية القوات المسلحة الباكستانية 3.400 مليون روبية باكستانية، أي ما يعادل 714 مليون دولار أمريكي.

ب. حجم وتسليح القوات البرية الباكستانية:

كان حجم وتسليح القوات البرية الباكستانية كما يلي:

(1) 365 ألف مقاتل.

(2) عدد من التشكيلات والوحدات البرية يتمثل في الآتي:

(أ) 12 فرقة مشاة.

(ب) 2 فرقة مشاة جبلي.

(ج) لواء مشاة مستقل.

(د) 2 فرقة مدرعة.

(هـ) لواء مدرع مستقل.

(و) عدد من الآليات المدرعة.

(ز) لواء مضاد للطائرات.

وقد اشتملت المدرعات الباكستانية على 870 دبابة منها 525 دبابة متوسطة (100 دبابة أمريكية M-47، و100 دبابة أمريكية M-48، و100 دبابة روسية T-54, -55، و225 دبابة صينية 59)، و325 دبابة خفيفة (200 دبابة أمريكية M-24، و75 دبابة أمريكية M-41، و50 دبابة شافي الفرنسية)، و20 دبابة برمائية روسية BT-67.

كما اشتملت المدفعية على 900 قطعة هاوتزر 25 رطل، 105مم، 155مم، و200 قطعة مدفع 130 مم (منهم 30 قطعة روسية)، عدد من المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات COBRA.

ج. حجم وتسليح القوات البحرية الباكستانية:

كان حجم وتسليح القوات البحرية الباكستانية يتكون من:

(1) 10 آلاف مقاتل.

(2) 34 قطعة بحرية تتمثل في الآتي:

(أ) طراد خفيف.

(ب) 5 مدمرات، أنواع مختلفة.

(ج) فرقاطتَيْن سريعتين.

(د) 6 زوارق داوريات.

(هـ) 8 كاسحات ألغام.

(و) 4 غواصات (واحدة أمريكية، 3 فرنسية من طراز درافن).

(ز) 8 غواصات جيب.

(3) طائرتين عموديتين للإنقاذ البحري نوع ب. هـ19.

د. حجم وتسليح القوات الجوية الباكستانية

وقد اشتمل على 17 ألف مقاتل و285 طائرة مشكلة كالأتي:

(1) القاذفات: سرب اليوشن 18، وسربان ب ـ 57.

(2) القاذفات المقاتلة: سربان ميراج 3، و8 أسراب ف 86.

(3) الاعتراضية: 4 أسراب ميج 19، وسرب ف 104.

(4) الاستطلاعية: سرب استطلاع ر ـ ت 33.

(5) النقل: 9 طائرات نقل منها 8 طائرات سي ـ 130.

(6) الطائرات العمودية: 40 طائرة (سيوكس ـ هوسكي ـ الويت3 ـ مي 8).

رابعاً: خطط الجانبين

1. الخطط الإستراتيجية

لقد تطور التخطيط الإستراتيجي من مارس 1971، وهو الوقت الذي دخلت فيه القوات المسلحة لكلا الطرفين كعنصر رئيسي في الأزمة، حتى ديسمبر 1971، وهو اشتعال الحرب.

أ. الخطط الإستراتيجية للقوات الهندية

(1) الهدف الإستراتيجي للهند

يعدّ الهدف الإستراتيجي للهند، هو استغلال مشكلة اللاجئين سياسيا وعسكريا في القضاء على باكستان العدو الأول للهند، وذلك بشلّها عسكرياً واقتصادياً بالعمل على فصل باكستان الشرقية وإنشاء دولة موالية للهند بها، وبذلك تفقد باكستان المصدر الاقتصادي الرئيسي للدولة، مما يضعف باكستان اقتصاديا وعسكريا.

خططت الهند لتنفيذ سياستها الإستراتيجية في اتجاهين رئيسيين، هما الجانب السياسي والجانب العسكري. وكانت مهمة الجانب السياسي، هو تهيئة الجو الدولي في مصلحة الهند نتيجة عدم إمكان تحملها، اقتصادياً، مشكلة اللاجئين، وضرورة عودتهم ولو بالقوة، مع التركيز في إبعاد الصين عن التدخل الإيجابي في المشكلة.

أمّا الجانب العسكري، فكان الاستعداد للقيام بعمل عسكري لتنفيذ عودة اللاجئين بالقوة، وإقامة دولة موالية لهم في باكستان الشرقية، مع الوضع في الحسبان احتمال اتساع نطاق الحرب إلى مواجهة شاملة مع باكستان، ومع احتمال تدخل الصين إيجابياً في المشكلة.

(2) مهمة القوات المسلحة الهندية

بناء على ما سبق، كلّفت القوات المسلحة الهندية بمهمة القيام بعمل عسكري يكون هدفه عودة اللاجئين بالقوة وإقامة دولة لهم في باكستان الشرقية تكون موالية للهند، مع احتمال تطور هذا العمل العسكري إلى مواجهة شاملة مع باكستان مع الوضع في الاعتبار احتمال تدخل الصين عسكرياً في المشكلة.

وقد نصت توجيهات أنديرا غاندي رئيسية وزراء الهند إلى القائد العام للقوات المسلحة الهندية، في مارس 1971،على إن تكون القوات المسلحة مستعدة لعمل مسلح يكون هدفه، بالتحديد، هو فتح باب العودة أمام اللاجئين، لكي يعودوا إلى أرضهم، التي طردوا منها أو هربوا منها بسبب الإرهاب.

(3) تقدير موقف قيادة القوات المسلحة الهندية لتنفيذ المهمة

بعد أن تلقت قيادة القوات المسلحة الهندية المهمة قامت بتقدير الموقف على النحو التالي:

(أ) القوات الباكستانية (العدو)

حللت القيادة الهندية موقف العدو، وخرجت من التحليل بالاستنتاجات الآتية:

· في حالة قيام الهند بالهجوم على باكستان الشرقية ستقوم باكستان بحرب شاملة ضد الهند في كلا الجبهتين.

· ضعف العدو في باكستان الشرقية (حوالي فرقة مشاة)، ولكن يجري تدعيمه بفرق أخرى من أحسن الفرق الباكستانية.

· يمكن إحراز التفوق على العدو في باكستان الشرقية، مع إمكان استمرار إحرازه أثناء القتال بعزل باكستان الشرقية براً وبحراً وجواً بمجرد بدء العمليات.

· يحتفظ العدو بمجهوده الرئيسي في باكستان الغربية.

· يحتمل أن يركز العدو هجومه في الجبهة الغربية لاحتلال كشمير ليساوم بها في حالة نجاح قواتنا في احتلال باكستان الشرقية.

· سيحاول العدو إحراز التفوق الجوي في باكستان الغربية.

· ينتظر أن يقتصر نشاط العدو البحري على الدفاع مع القيام ببعض أعمال تعريضية محدودة.

· يفتقر العدو لأعمال الدفاع الجوي المتطور نظرا إلى عدم وجود صواريخ أرض جو مما قد يضطره إلى تركيز معظم قواته الجوية في أعمال الدفاع الجوي.

· لا يوجد لدى العدو أسلحة تدمير شامل.

(ب) القوات الهندية

قامت القيادة الهندية بتحليل موقف قواتها وخرجت منه بالاستنتاجات الآتية:

· ضرورة استكمال تطوير القوات المسلحة بأسرع ما يمكن.

· اتخاذ إستراتيجية الاقتراب الغير مباشر في إجبار باكستان على إعلان الحرب.

· إعادة تجميع القوات وإجراء الفتح التعبوي بما يتناسب مع احتمال قيام الحرب الشاملة مع باكستان مع عدم إغفال الجبهة الصينية.

· ضرورة الاستفادة بقوات الموكتى باهيني والعمل على تدريبهم ليصلوا إلى درجة عالية من الكفاءة القتالية، وذلك لاستخدامهم في القيام بحرب استنزاف على الجبهة الشرقية حتى يحين وقت القتال الفعلي، والحصول على المعلومات قبل وأثناء المعركة، ثم استغلالهم أثناء المعركة في أعمال الدوريات بعيدة المدى والاحتفاظ بالأراضي المكتسبة.

· استغلال وضع باكستان الشرقية المنفصل عن باكستان الغربية في سرعة عزلها والقضاء عليها.

· استغلال العمل على خطوط داخلية في إحراز المفاجأة بعدم كشف اتجاه تركيز المجهود الرئيسي على المستوى الإستراتيجي والعملياتي.

· إمكان إحراز التفوق على العدو في كلا الجبهتين، والعمل على استغلال هذا التفوق  في سرعة الاستيلاء على باكستان الشرقية مع تثبيت القوات الباكستانية على الجبهة الغربية.

(ج) القوات المجاورة

خلصت القيادة الهندية من تقديرها لموقف القوات المجاورة إلى ما يلي:

· من غير المحتمل تورط الصين في المشكلة بعمل إيجابي في مصلحة باكستان كما حدث في حرب 1965 نظراً إلى تورط قواتها على الحدود الشمالية مع الاتحاد السوفيتي.

· من غير المنتظر تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في المراحل الأولى من القتال مع احتمال تدخلها تدخلاً مباشراً في حالة تعريض باكستان كدولة إلى الانهيار وهذا يتأتى في حالة توغل قواتنا في باكستان الغربية.

· يتخذ الاتحاد السوفيتي موقفا مواليا لقواتنا مع احتمال تدخله في صالحنا إذا تورطت الصين أو الولايات المتحدة تورطاً إيجابياً في المشكلة.

· ينتظر تدعيم إيران والدول الإسلامية للباكستان في حدود بعض المعدات الحربية.

· ضرورة احتلال باكستان الشرقية في أسرع وقت ممكن حتى لا تجد الدول الكبرى فرصة للتدخل.

· الاكتفاء بجزء من القوات على الحدود مع الصين وسحب الباقي لتدعيم الجبهة الشرقية، مع الوضع في الاعتبار سرعة المناورة لتدعيم الجبهة الصينية في حالة أي احتمال لتدخل الصين في المشكلة.

(د) الأرض والطقس

قدرت القيادة الهندية عاملي الأرض والطقس معاً، وخلصت منهما بالاستنتاجات التالية:

· لا تصلح الأرض في باكستان الشرقية في هذا الوقت من السنة (مارس 1971 وقت تلقي المهمة) للعمليات القتالية نظراً إلى كثرة السيول مما يجعل الأرض غير صالحة للسير وتشكل مانعاً قوياً للقوات المهاجمة.

· في فصل الشتاء تكون منطقة كشمير مغطاة بالثلوج مما يصعب معه إجراء الأعمال القتالية. كما يكون طريق (سلك رود) محور الإمداد الرئيسي بين الصين وباكستان ـ  مغطى بالثلوج وغير صالح للاستخدام مما يوقف سلسلة الإمدادات العسكرية الصينية للباكستان. كما تقفل في فصل الشتاء أيضا معظم الممرات الصينية إلى الهند نظراً إلى تراكم الثلوج .

· تلزم طبيعة الأرض في باكستان الشرقية تدعيم القوات بمعدات الكباري وعبور الأنهار وكذلك القيام بعمليات إبرار جوي بينما تحد طبيعة الأرض من استخدام المدرعات.

· تصلح طبيعة الأرض في باكستان الغربية لعمل القوات المدرعة لذلك يلزم حشد المدرعات على الجبهة الغربية.

(4) الخطة الإستراتيجية لتنفيذ المهمة

بناء على تقدير الموقف حددت القيادة الهندية خطتها لتنفيذ المهمة على النحو التالي:

(أ) إعداد الخطة الهندية على أساس قيام حرب شاملة مع باكستان.

(ب) تحديد وقت بدء العمليات القتالية بحيث لا يكون قبل أول نوفمبر للأسباب الآتية:

· استكمال تنفيذ خطة تطوير القوات المسلحة الهندية.

· استكمال إجراءات الفتح العملياتي وإعداد خطط العمليات والتدريب عليها.

· إعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية لتهيئة الرأي العالمي ومحاولة تحييد الصين

· إنشاء جبهة التحرير البنجالية (الموكتى باهيني) وتدريبهم على مهام العمليات.

· يعتبر هذا الوقت من السنة أنسب الأوقات للقيام بالعمليات من وجهة نظر الأرض والطقس.

· استغلال هذه الفترة الزمنية في إجراء عمليات استنزاف على الجبهة الشرقية لإنهاك القوات الباكستانية قبل دخولها المعارك الفعلية.

(ج) اتخاذ إستراتيجية الاقتراب الغير مباشر في عدم إعلان الحرب الشاملة بواسطة الهند ولكن العمل على توريط باكستان وإجبارها على إعلان الحرب من جانبها

(د).إنشاء جبهة التحرير البنجالية (الموكتى باهيني) من اللاجئين البنجاليين، يكون العنصر  الرئيسي فيها من العسكريين الذين كانوا يخدمون في القوات المسلحة الباكستانية بأفرعها الثلاث، وتدريبهم على المهام الآتية:

·  التسلل داخل الأراضي وخاصة في باكستان الشرقية بهدف الحصول على المعلومات وقطع خطوط المواصلات ومحاور الإمداد، وشل اقتصاد البلاد بتدمير المصانع ومحطات الوقود.

· القيام بأعمال تعرضية (الاغارات) على طول الحدود مع باكستان الشرقية يعاونهم  بعض وحدات الحدود مع تدعيمهم بالنيران من القوات الهندية وذلك في صورة حرب  استنزاف لشغل القوات الباكستانية وتشتتها على طول الحدود مع عدم إعطائها الفرصة لإعادة التنظيم والتدريب على مهام العمليات ودخولها الحرب منهكة.

· تسلمهم المناطق المستولى عليها أثناء الهجوم للتمسك بها حتى تتفرغ القوات الهندية للمهام الأخرى.

(هـ).     تحقيق المفاجأة على الجبهة الشرقية بإيهام العدو أن المجهود الرئيسي سيكون من الغرب (إخفاء اتجاه المجهود الرئيسي).

(و) الاحتفاظ بأقل قوات ممكنة على الجبهة الصينية.

(ز) تجهيز الخطوط الداخلية لتسهيل نقل القوات لإجراء المناورة من وإلى الجبهات الثلاث (الجبهة الشرقية ـ الجبهة الصينية ـ الجبهة الغربية)، حسب تطورات الموقف.

(ح) في حالة عدم تدخل الدول الكبرى بعد الاستيلاء على باكستان الشرقية ينقل المجهود الرئيسي إلى الجبهة الغربية بغرض الاستيلاء على كشمير الباكستانية لإنهاء النزاع حول هذه المشكلة إلى الأبد.

(ط) قيام القوات البحرية بالمهام التالية:

· تدمير القوات البحرية الباكستانية في كل من باكستان الشرقية والغربية.

· عزل باكستان الشرقية عن باكستان الغربية بحرا ومحاصرة الموانئ البحرية الباكستانية في كلا الجبهتين.

· تحقيق السيطرة البحرية في خليج البنجال وبحر العرب.

· تدمير واسر السفن التجارية الباكستانية لاحتمال استخدامها في نقل المؤن والذخائر.

· تدمير منشئات الموانئ الباكستانية وخاصة الأهداف الإستراتيجية.

· حماية الموانئ الهندية من الأعمال المضادة (التدمير ـ الإنزال البحري ـ القصف البحري ـ الضفادع البشرية....).

· تنفيذ أي عمليات إنزال بحري، إذا تطلب الموقف ذلك.

· تنفيذ طائرات الأسطول البحري المهام التالية:

- القيام بالاستطلاع البحري.

- الاشتراك في تدمير القواعد الجوية الباكستانية في باكستان الشرقية.

- الاشتراك في تقديم المعاونة للقوات الأرضية الهندية في باكستان الشرقية.

(ي) قيام القوات الجوية بالمهام الآتية:

· إحراز السيطرة الجوية فوق باكستان الشرقية والتفوق الجوي فوق باكستان الغربية.

· تدمير الأهداف الإستراتيجية الباكستانية.

· تدمير القوات الجوية الباكستانية.

· تدمير القواعد والمطارات الجوية الباكستانية وخاصة حظائر الإصلاح والصيانة والممرات.

· معاونة الأعمال القتالية للقوات البرية في جميع الجهات.

· معاونة الأعمال القتالية للقوات البحرية في الجبهة الغربية.

· تنفيذ أعمال الاستطلاع الإستراتيجي والتكتيكي.

· تنفيذ أعمال النقل الجوي.

· الاشتراك في مهمة الدفاع الجوي عن الدولة وعن القوات البرية والبحرية.

ب. الخطط الإستراتيجية للقوات الباكستانية:

(1) الهدف الإستراتيجي للباكستان:

كان الهدف الإستراتيجي لباكستان هو الحيلولة دون انفصال باكستان الشرقية وتجنب الحرب مع الهند لعدم التكافؤ في القوات بينها وبين الهند ولذلك قررت باكستان استخدام جميع الوسائل السلمية والعسكرية لإخماد الثورة في باكستان الشرقية.

وعندما ظهرت النوايا العدوانية للهند اتخذت باكستان الطريقين الرئيسين المكملين لبعضهما لحل المشاكل الدولية وهما الطريق الدبلوماسي والطريق العسكري.

ففي المجال الدبلوماسي ركزت باكستان على الدول الصديقة لإقناع الهند بعدم اللجوء إلى الحرب باعتبار أن المشكلة داخلية ولا يجب أن تتدخل الدول الخارجية في حلها، كما قامت بحث الصين على اتخاذ موقفا إيجابياً بجانب باكستان في حالة نشوب الحرب بينها وبين الهند.

أمّا في المجال العسكري فقد كلفت القوات المسلحة بإخماد الثورة في باكستان الشرقية بالقوة والاستعداد لاحتمال مجابهة عسكرية مع الهند.

(2) مهمة القوات المسلحة الباكستانية

كلفت القوات المسلحة الباكستانية بالمهمة التالية:

(أ) إخماد الثورة في باكستان الشرقية بالقوة.

(ب) الاستعداد لاحتمال حرب شاملة مع الهند تكون مهمة القوات المسلحة الباكستانية فيها هي الدفاع عن باكستان الشرقية أطول مدة ممكنة، مع الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من مقاطعة جامو وكشمير لكي تخلق للجانب السياسي أفضل الظروف للمساومة في حل المشكلة في حالة نجاح الهند عسكريا في باكستان الشرقية.

(3) تقدير موقف قيادة القوات المسلحة الباكستانية لتنفيذ المهمة

بعد أن تلقت القوات المسلحة الباكستانية المهمة، قدّرت الموقف على النحو التالي:

(أ) القوات الهندية (العدو)

حللت القيادة الباكستانية موقف القوات الهندية، وخلصت منه بالاستنتاجات الآتية:

· لا ينتظر أن يتورط العدو في القتال قبل نوفمبر 1971.

· الحجم العام للعدو يمكنه من إحراز التفوق العام، والتفوق على كل جبهة.

· يحشد العدو قوات كبيرة على الجبهة الشرقية، مما يوحي بتركيز مجهوده الرئيسي في احتلال باكستان الشرقية.

· يتميز العدو بمعداته القتالية الحديثة.

· يتميز العدو بالعمل على خطوط داخلية جيدة.

· قوة العدو البحرية تمكنه من السيطرة على خليج البنجال، وبحر العرب، ومن ثمّ، عزل ميدان المعركة بحرياً.

· ينتظر أن يلجأ العدو إلى الهجوم البحري، على كلا الجبهتين.

· يشكل وجود حاملة الطائرات الهندية، فيكرانت، في خليج البنجال خطراً كبيراً على القوات الباكستانية، في الجبهة الشرقية.

· إمكانيات العدو في الإنزال البحري محدودة.

· إمكان العدو إحراز السيطرة الجوية على باكستان الشرقية.

· يجب استغلال قلة مدى الطائرات ميج21، وهو العنصر الذي تعتمد عليه القوات الجوية الهندي.

· لدى العدو وسائل متطورة وفعالة للدفاع الجوي، مما سيحد من العمليات الهجومية للقوات الجوية وخاصة في عمق العدو.

· تشكل قوات التحرير البنجالية (الموكتى باهيني) عنصراً رئيسياً في القتال لمصلحة العدو، وسوف يكون له تأثير في سير العمليات القتالية.

(ب) القوات الباكستانية

أجرت القيادة الباكستانية تحليلاً لموقف قواتها، وخلصت إلى الاستنتاجات الآتية:

· يجب السيطرة على باكستان الشرقية، واستخدام القوة لحل الأزمة في أسرع وقت ممكن، قبل أن تتمكن الهند من استكمال استعداداتها.

· لا تستطيع القوات الباكستانية مواجهة الهند، في حرب شاملة، وينبغي الحصول على معاونة الدول الكبرى في القتال.

· إذا أجبرت القوات الباكستانية على الحرب، يجب ألاّ تكون لمدة طويلة.

· يلزم تدعيم القوات الباكستانية، في باكستان الشرقية، لكي تستطيع تنفيذ العمليات التعطيلية.

· نتيجة لسهولة عزل باكستان الشرقية، عند بدء العمليات، لذا، ينبغي تكديس احتياجات تمكنها من القتال، لمدة من شهرين إلى ثلاثة أشهر.

· يجب تركيز المجهود الرئيسي للقوات الباكستانية في قطاع جامو وكشمير، للاستيلاء على محور الإمداد الرئيسي من الهند، مع تثبيت القوات على باقي الجبهة.

· تركز القوات البحرية مجهودها الرئيسي، قبل القتال، في نقل القوات والعتاد، إلى باكستان الشرقية. وأثناء القتال، تدافع عن ميناء كراتشي، ولا تلجأ إلى العمليات الهجومية إلاّ في حالة الضرورة القصوى، على أن تكون محدودة.

· يجب إحراز التفوق الجوي على الجبهة الغربية.

· يجب الحد من العمليات الهجومية للقوات الجوية في عمق العدو، لكثافة وسائل الدفاع الجوي لدى العدو.

(ج) القوات المجاورة

درست القيادة الباكستانية موقف القوات المجاورة، وخلصت منه بالاستنتاجات التالية:

· لا ينتظر تورط الدول الكبرى، في القتال الفعلي، في المراحل الأولى من القتال.

· يعدّ التدخل الصيني من العوامل الحاسمة في مصلحة باكستان، ويجب العمل على تحقيقه.

· يتخذ الاتحاد السوفيتي موقفا موالياً للغاية من الهند، مما يساعد على دفع الولايات المتحدة إلى التدخل لمصلحة باكستان، على الرغم من تعارض ذلك مع سياسة الوفاق الدولية، التي بدأت تظهر في الأفق العالمي.

· يجب دفع دول حلف جنوب شرق آسيا والحلف المركزي إلى الالتزام بمبادئ الحلف، أو على الأقل، تقديم المعونات العسكرية الفعالة.

· يجب حثّ الدول الإسلامية على اتخاذ موقف إيجابي ضد الهند، التي تحارب ضد المسلمين في باكستان.

(د) الطقس والأرض

درست القيادة الباكستانية عاملي الطقس والأرض، وخلصت منهما بالاستنتاجات الآتية:

· تؤكد حالة الطقس، في باكستان، أن العدو لا يستطيع أن ينفذ عمليات هجومية بقوات كبيرة، قبل انتهاء موسم الفيضانات، أي بعد شهر أكتوبر، وأن كان من المحتمل استخدام قوات محدودة من الموكتى باهيني لعرقلة حشد وتجميع القوات الباكستانية.

· نظراً إلى طبيعة الأرض في باكستان الشرقية، التي تتميز بالانحدار من الشمال إلى الجنوب واتجاه سير الأنهار في نفس الاتجاه، فمن المرجح أن يركز العدو هجومه من الشمال إلى الجنوب، حيث أن اتجاهات الأنهار تعدّ مانعاً للتقدم من الشرق أو الغرب.

· في قطاع باكستان الغربية، سيركز العدو قواته المدرعة في قطاع سيالكوت ـ شاكاجارا وفي صحراء راجستان، حيث تعدّ أصلح المناطق لاستخدام المدرعات والقوات خفيفة الحركة.

· سهولة عزل كشمير، بالاستيلاء على المحور تشامب ـ أخنور ـ جامو.

(4) الخطة الإستراتيجية لتنفيذ المهمة

بناءً على تقدير الموقف، حددت القيادة الباكستانية خطتها لتنفيذ المهمة على النحو التالي:

(أ) التركيز في الحلّ السياسي للمشكلة، وعدم اللجوء إلى المواجهة المباشرة مع الهند، إلاّ في الضرورة القصوى، وبهدف خدمة الحل السياسي.

(ب) في حالة اللجوء إلى الحرب، يجب ضمان دخول الولايات المتحدة والصين إلى جانب باكستان، أو على الأقل الصين.

(ج) اتخاذ الإستراتيجية الدفاعية، على جميع الجبهات، تقريباً، لعدم تكافؤ القوات، إذ يميل التفوق العام إلى مصلحة الهند، ومن ثمّ، يصعب تحقيق التفوق اللازم للعمليات الهجومية.

(د) الإسراع إلى حشد القوات المناسبة، في باكستان الشرقية، باستخدام أقصى مجهود، جوي وبحري، في النقل، وضرورة الإسراع إلى القضاء على الثورة في باكستان الشرقية، لتفويت الفرصة على الهند في استغلالها.

(هـ). نتيجة لوضع باكستان بالنسبة إلى الهند، والعمل على خطوط خارجية سيئة، تجبر القوات على القتال في جبهتين منفصلتين تماماً عن بعضهما، مع صعوبة التنسيق والتعاون فيما بينهما.

(و) عدم إمكان حشد المجهود الرئيسي، في باكستان الشرقية، لعدم توفر الإمكانيات للتركيز فيها، والاكتفاء بوضع قوات محدودة فيها، لها من الاكتفاء الذاتي ما يمكنها من القتال التعطيلي لأطول مدة ممكنة، من شهرين إلى ثلاثة شهور، وذلك نظراً إلى وضع باكستان الشرقية المنعزل عن باكستان الغربية، ووجود العدو بينهما، وسهولة عزلها.

تركيز المجهود الرئيسي والحشد في الجبهة الغربية، للأسباب الآتية:

· حرمان الهند من إحراز التفوق الكبير على القوات الباكستانية.

· سهولة الحشد لوجود معظم القوات الباكستانية في الغرب.

· صعوبة تركيز حشد القوات في باكستان الشرقية.

· طبيعة الأرض تسهل أعمال المناورة.

· وجود التجميع الرئيسي للقوات البحرية والجوية بها.

· وجود معظم التكديسات بها.

· وجود معظم الأهداف الإستراتيجية المهمة، التي بسقوطها تنهار باكستان كدولة، في حين أن القضاء على باكستان الشرقية يقضي على وحدة باكستان، فقط.

(ح) يركز المجهود الرئيسي على الجبهة الغربية في قطاع كشمير للاستيلاء على محور شامب ـ أخنور ـ جامو، لقطع محور الإمداد الرئيسي عن كشمير، ثم تطوير العمليات بمعاونة الشعب الكشميري، ذي الأغلبية المسلمة، للسيطرة على كشمير بأكملها، لاتخاذ كشمير كورقة رابحة في المساومة مع الهند، في حالة نجاحها في الاستيلاء على جزء أو كل باكستان الشرقية.

(ط) تكلف القوات البحرية بالمهام التالية:

· الدفاع عن الموانئ الباكستانية، وإحباط هجوم العدو البحري، أو قصفه البحري، أو عمليات الإنزال أو الضفادع البشرية.

· القيام بأعمال النقل البحري، خاصة في خلجان باكستان الشرقية.

· تجنب مواجهة مباشرة مع البحرية الهندية.

(ي) تكلف القوات الجوية بالمهام التالية:

· تدمير القوات الجوية الهندية ومنشآت المطارات الأمامية الهندية في ضربة جوية مفاجئة، لتحقيق التفوق الجوي فوق باكستان الغربية طوال المعركة.

· تدمير الأهداف الإستراتيجية في عمق العدو.

· معاونة الأعمال القتالية للقوات البرية، في كلا الجبهتين.

· معاونة الأعمال القتالية للقوات البحرية في بحر العرب وخليج البنجال.

· تدمير الموانئ الهندية.

· القيام بأعمال الاستطلاع، الإستراتيجي والتكتيكي.

· القيام بأعمال النقل الجوي لصالح القوات المقاتلة.

· الاشتراك في أعمال الدفاع الجوي عن الدولة وعن القوات البرية والبحرية.

2. الخطط العملياتية والتكتيكية في الجهة الشرقية

أ. التخطيط الهندي للعمليات الهجومية

(1) حددت المهمة العملياتية لقائد الجهة الشرقية الهندية، بالاستيلاء على باكستان الشرقية في أسرع وقت ممكن مع تجنب التورط في القتال مع المقاومات التي تعترضه لسرعة الوصول إلى الهدف النهائي.

(2) ولقد بني التخطيط الإستراتيجي للقيادة العامة الهندية على سرعة الاستيلاء على باكستان الشرقية.

ب. الخطة العملياتية الهندية للهجوم (أُنظر خريطة القتال على الجبهة الشرقية)

(1) يجرى الهجوم على باكستان الشرقية، من جميع الاتجاهات، في وقت واحد، لإرباك القيادة الباكستانية، في تحديد المجهود الرئيسي، وعدم إعطاء القائد الباكستاني الفرصة لتدعيم أي جبهة.

(2) يتم الهجوم في أربعة اتجاهات كالآتي:

(أ) الاتجاه الغربي:

يهاجم الفيلق الهندي الثاني، بمهمة تدمير القوات الباكستانية، في قطاع جيسور والوصول إلى الخط كوشتيا ـ فريد بور ـ خولنا، كمهمة مباشرة للهجوم. ثم يستعد الفيلق لتطوير الهجوم، في اتجاه دكا، كهدف نهائي.

(ب) الاتجاه الشمالي الغربي:

يهاجم الفيلق 33، بمهمة تثبيت القوات الباكستانية، على الحدود، والاستيلاء على السكة الحديد جنوب رانجبور كمهمة مباشرة، ثم تطوير الهجوم في اتجاه بوجرا كمهمة تالية للهجوم، ثم يستعد الفيلق لتطوير الهجوم في اتجاه دكا، كهدف نهائي.

(ج) الاتجاه الشمالي

تهاجم مجموعة اللواء 101بمهمة تدمير قوات العدو التعطيلية في جمالبور وميمن سنغ كمهمة مباشرة، ثم تطوير الهجوم في اتجاه تانجيل كهدف نهائي.

(د) الاتجاه الشرقي

يهاجم الفيلق الرابع الهندي، في المجهود الرئيسي، بمواجهة 250 كم، بين مغالايا، في الشمال، وبروزفيني، في الجنوب، بمهمة الاستيلاء على الأرض جنوب نهر السورما وشرق نهر ميغنا كمهمة مباشرة، ثم تطوير الهجوم لقطع المواصلات البرية والبحرية من شيتا كونغ لقطع طريق الإمداد الرئيسي لباكستان الشرقية كمهمة تالية، ثم تطوير الهجوم واقتحام نهر ميغنا والاتجاه إلى دكا، كهدف نهائي.

ج. التجميع العملياتي والخطة التفصيلية للهجوم الهندي

(1) التجميع العملياتي

كان تجميع القوات الهندية للهجوم على النحو التالي:

(أ) الفيلق الثاني وتحت قيادته 2 فرقة جبلية+ ألاي دبابات T-55 + ألاي دبابات بر مائي ب ت 76 + ألاي مدفعية متوسطة عيار 130مم + وحدات كباري + لواء من قوات الموكتى باهيني.

(ب) الفيلق 33 وتحت قيادته فرقة جبلية + لوائين مشاة + ألاي دبابات بر مائي ب ت 76+ ألاي مدفعية متوسطة 5.5 بوصة + وحدات كباري + لواء من قوات الموكتى باهيني.

(ج) المجموعة 101 وتتكون من ل مش مدعم.

(د) الفيلق الرابع وتحت قيادته 3 فرقة جبلية +سريتين دبابات ب ت 76 + ألاي مدفعية متوسطة عيار 5.5 بوصة + لواء من قوات الموكتى باهيني.

(هـ) احتياطي عملياتي مكون من فرقتين مشاة / جبلي+ لواء مظلات.

(و) بلغ إجمالي القوات الهندية حوالي 300 ألف مقاتل.

(2) الخطة التفصيلية العملياتية الهجومية الهندية

لتنفيذ الخطة العملياتية الهجومية قرر قائد الجبهة الشرقية تنفيذ خطته على النحو التالي:

(أ) الهجوم في 3 اتجاهات رئيسية واتجاه ثانوي، ويهجم في كل اتجاه رئيسي مجموعة فيلق، أمّا الاتجاه الثانوي فيقوم بالهجوم فيه مجموعة لواء مدعم.

(ب) تقوم القوات في كل من اتجاهات الهجوم السابقة بتدمير أو تثبيت العدو على الحدود والاقتراب بأقصى سرعة في اتجاه دكا، مع ترك النقط القوية للعدو لتتعامل معها الأنساق الثانية أو قوات الموكتى باهيني.

(3) الخطة الهجومية للفيلق الثاني:

(أ) تثبيت القوات الباكستانية على الحدود الغربية.

(ب) الهجوم في ثلاثة محاور متجنبا القوات الباكستانية للوصول إلى نهر مادهوماش (الذي يتفرع من نهر بادما عند كوشيتا) وذلك بغرض الاستيلاء على المعابر قبل أن يدمرها العدو ومنع العدو من الانسحاب كالآتي:

· المحور الشمالي للاستيلاء على كوشيتا.

· المحور الأوسط للاستيلاء على ماجورا ـ فريدبور.

· المحور الجنوبي للاستيلاء على خولنا.

(ج) تطوير الهجوم للاستيلاء على دكا من الاتجاه الغربي.

(4) الخطة الهجومية للفيلق 33 (أُنظر شكل القتال في قطاع الفيلق 33)

(أ) تثبيت القوات الباكستانية على الحدود الشمالية الغربية.

(ب) الاختراق بالمجهود الرئيسي في اتجاه هيلي لقطع السكك الحديدية جنوب رانجبور ثم الاتجاه جنوبا في اتجاه بوجرا.

(ج) يتم الهجوم في 3 محاور:

· لواء مش مدعم يقوم بالتقدم من جنوب جاليا جوري بالأراضي الهندية ويخترق دفاعات العدو في الشمال ويستولي على ديناجبور.

· لواء مش مدعم يقوم بالتقدم من كوتشي بيهار بالأراضي الهندية ويخترق دفاعات العدو من الشمال ويستولي على رانجبور.

· تهاجم فرقة مدعمة في اتجاه المجهود الرئيسي، بالتقدم شرقاً، والاستيلاء على هيلي، ثم تطور الهجوم شرقاً، وتستولي على فولشاري، ثم تتقدم جنوباً للاستيلاء على بوجرا.

(5) الخطة الهجومية للمجموعة 101 (أُنظر شكل القتال في قطاع مج 101)

التقدم من تورا، في الأراضي الهندية، في اتجاه جمال بور، والاستيلاء عليها أو محاصرتها، ثم تطوير الهجوم في اتجاه ميمن سنغ، حيث قيادة اللواء الباكستاني ثم يتم تطوير الهجوم في اتجاه تانجيل وقطع خط انسحاب القوات الباكستانية إلى دكا.

(6) الخطة الهجومية للفيلق الرابع (أُنظر شكل الفيلق الرابع الهندي)

يتم الهجوم في 3 محاور:

(أ) المحور الشمالي تقوم بالهجوم فيه فرقة جبلية في اتجاه سلهت.

(ب) المحور الأوسط، وهو المجهود الرئيسي، وتقوم بالهجوم فيه فرقة جبلية مدعمة في اتجاه محور أخورا ـ أشوجانج، ثم تطور الهجوم في اتجاه دكا.

(ج) المحور الجنوبي ويقوم بالهجوم فيه فرقة جبلية مدعمة ويتم الهجوم في ثلاثة محاور فرعية هي:

· المحور الفرعي الشمالي بقوة لواء لتثبيت كومبلا.

· المحور الفرعي الأوسط بقوة لواء يتجه غربا لتثبيت لاكشام ثم يطور الهجوم في اتجاه شاندبور.

· المحور الفرعي الجنوبي بقوة لواء يتقدم جنوبا في اتجاه فيني بهدف عزل منطقة شيتا كونج عن دكا.

د. التخطيط الباكستاني للدفاع

(1) كان أمام الباكستانيون في الجبهة الشرقية أحد أمرين، إمّا قتال العدو على الحدود ومنع العدو من احتلال أي أرض، أو وضع ستارة على الحدود للقتال التعطيلي، والانسحاب أمام العدو إلى أن يصل إلى منطقة من اختيار القوات الباكستانية، ومجهزة جيداً، حيث يسهل تدمير العدو فيها، ثم تنفيذ هجوم مضاد لطرد بقايا العدو. وكان لكل طريقة مزاياها وعيوبها، إلاّ أن القيادة الباكستانية اتخذت الأسلوب الأول وهو القتال على  الحدود لمنع العدو من احتلال أي أرض يمكن منها إعلان حكومة في المنفى لقوات الموكتى باهيني، وهو ما لا تسمح به القيادة السياسية الباكستانية.

(2) كان حجم التكديسات الهندية على الحدود حتى أغسطس وسبتمبر يوحي بأن المجهود الرئيسي للهند سوف يكون من اتجاه الغرب، وبذا أكّد حجم التكديسات، مع تقدير عامل الأرض، على أن اتجاه المجهود الرئيسي للهند سوف يكون من الغرب أو من الشمال الغربي.

مما سبق، قررت القيادة الباكستانية في باكستان الشرقية تركيز المجهود الرئيسي للدفاع على الحدود مع التركيز على الجبهة الغربية والشمالية الغربية.

هـ. التجميع العملياتي الباكستاني للدفاع

كان التجميع العملياتي الباكستاني للدفاع كما يلي:

(1) تشكيل القوات في نسق واحد واحتياطي عام.

(2) الفرقة التاسعة المشاة في قطاع جهنيدا ـ فريدبور ـ خولنا جنوب نهر بادما ومركز قيادتها في مدينة جيسور وتعمل في المجهود الرئيسي.

(3) الفرقة 16 المشاة وتحتل بروز ديناجبور ورانجبور شمال نهر بادما وغرب نهر جامونا ومركز قيادتها في مدينة ناتور على نهر اتراي.

(4) لواء من الفرقة 14 المشاة في منطقة ميمن سنغ.

(5) الفرقة 14 المشاة عدا لواء ومسؤولة عن الدفاع من تريبورا ووصلة الطريق والسكة الحديد بين دكا ـ شيتا كونج ويحتل مركز قيادة الفرقة في اشوجانج.

(6) الفرقة 36المشاة المشكلة حديثا تدافع في شمال دكا (صحن دكا) وكوميلا.

3. التخطيط العملياتي والتكتيكي في الجبهة الغربية

أ. الخطة العملياتية الباكستانية (أُنظر خريطة القتال على الجبهة الغربية)

توتر الموقف بين الهند وباكستان، في شهر نوفمبر 1971، ووصل إلى درجة كان لابد فيها من اتخاذ إجراء معين ينهي حالة التوتر والحرب غير المعلنة في باكستان الشرقية. ولمّا لم تجد القيادة الباكستانية أي بادرة أمل في الحل السلمي، قررت شن حرب شاملة ضد الهند وحددت يوم 29 نوفمبر 1971 لتصل فيه القوات الباكستانية إلى درجة الاستعداد القصوى.

وفي 30 نوفمبر 1971، حدِّدت سعت الصفر لتكون سعت 1745 يوم 3 ديسمبر، على أن تبدأ الأعمال القتالية بضربة جوية على المطارات الهندية المتقدمة، وفي الوقت نفسه، تقوم القوات الباكستانية بهجوم شامل على طول الحدود بين باكستان الغربية والهند.

وتركزت الخطة الباكستانية العملياتية في الآتي:

(1) تنفيذ ضربة جوية مفاجئة على المطارات الأمامية الهندية، لتعطيلها وتدمير أكبر عدد ممكن من الطائرات، على أن تتم الضربة الجوية في موجتين قبل آخر ضوء.

(2) استغلال الضربة الجوية بشنّ هجوم أرضي، بغرض احتلال أكبر جزء من كشمير، مستغلة في ذلك ميول الشعب الكشميري المسلم لباكستان. وكانت باكستان تتوقع أن يعاون الشعب الكشميري القوات الباكستانية معاونة فعالة وقوية، لتحرير البلاد الكشميرية الإسلامية.

(3) تثبيت باقي القوات الهندية، على طول الحدود، بإجراء عمليات تعريضة محدودة.

(4) دفع الاحتياطي الإستراتيجي العملياتي لاستغلال نجاح أي محور، أو للتعامل مع الاحتياطي الإستراتيجي العملياتي الهندي في معركة تصادمية إذا دفع الأخير للاشتباك أو لتنفيذ أي مهام أخرى حسب الموقف.

ب. التجميع التعبوي والخطة التفصيلية للهجوم الباكستاني

(1) الخطة التفصيلية للهجوم الباكستاني

(أ) يتم الهجوم على جميع المواقع الهندية على طول الحدود الغربية مع الهند في وقت واحد بحيث يبدأ هذا الهجوم بعد الضربة الجوية مباشرة في ليلة3/4 ديسمبر 1971.

(ب) يتم الهجوم في القطاعات التالية:

· في أقصى الشمال تقوم الفرقة 12 الجبلية الباكستانية بعبور خط وقف إطلاق   النيران في مقاطعة كشمير وتستولي على مدينة بونش عن طريق وادي ليبا من الاتجاه الشمالي (أُنظر شكل معركة بونش).

·

· تقوم الفرقة 23 الجبلية الباكستانية، من مواقعها، بعبور خط وقف إطلاق النيران، وتستولي على تشامب وتطهر المواقع المعادية حتى نهر تاوي ثم تعبر النهر، وتطور هجومها لقطع خطوط الإمداد بين الهند ومقاطعة جامو وكشمير. (أُنظر شكل معركة تشامب).

· يقوم الفيلق الأول الذي يعمل في المجهود الرئيسي بالهجوم من بروز شاكارجارا، وتطويق القوات الهندية في مقاطعة كشمير وجامو، بالتعاون مع الأعمال الناجحة للفرقتين 12،23 وتطويق أكبر قدر ممكن من أراضي كشمير الهندية، لخلق الظروف المناسبة للمساومة بها في حالة وقف إطلاق النيران، واستيلاء القوات الهندية على جزء من باكستان الشرقية (أُنظر شكل معارك سيالكوت شاكارجارا).

· يثبت الفيلق الرابع الباكستاني القوات الهندية، في مواجهته، في منطقة لاهور وكاسور، حيث إنها أصلح المناطق للهجوم الهندي للاستيلاء على لاهور وكاسور،   وحيث يمكن منها إجراء اختراق عميق لعزل وتطويق الجزء الأعظم من القوات  الباكستانية في شمال البلاد والجدير بالذكر أن لاهور من المدن الهامة التي تحاول   الهند في جميع حروبها الاستيلاء عليها وضمها إلى الهند وتعديل الحدود الهندية الباكستانية (أُنظر شكل معارك لاهور كاسور) و(شكل معركة حسين والا) و(شكل معركة سليمانكي).

· تجري الفرقة 18 المشاة الباكستانية هجوماً تثبيتياً، في قطاع راجستان الصحراوي (أُنظر شكل معركة راجستان).

· ينفذ الفيلق الثاني، والذي يعمل كاحتياطي عام في منطقة تجمعه حول ملتان، أحد المهام الآتية:

- الهجوم المضاد ضد أي اختراق هندي، للجبهة الباكستانية.

- الهجوم المضاد في حالة دفع الاحتياطي الإستراتيجي العملياتي الهندي (الفرقة الأولى المدرعة)

- استغلال النجاح، في حالة نجاح الهجوم الرئيسي، بواسطة الفيلق الأول الباكستاني.

(2) التجميع العملياتي

كان تجميع القوات الباكستانية للهجوم على النحو التالي:(أُنظر خريطة الفتح على الجبهة الغربية)

(أ) الفرقة 12 المشاة الجبلية وتحتل قاعدة هجومها في مرتفعات ميري ومظفر آباد في كشمير الباكستانية.

(ب) الفرقة 23 المشاة الجبلية وتحتل قاعدة هجومها في كشمير الباكستانية في مواجهة نهر تاوي ومنطقة تشامب.

(ج) الفيلق الأول الباكستاني، ويحتل بروز سيالكوت وشاكارجارا ويتكون من الفرقة 8 المشاة، والفرقة 15 المشاة، في النسق الأول، والفرقة 17 المشاة، والفرقة 6 المدرعة، في النسق الثاني.

(د) الفيلق الرابع الباكستاني، ويحتل المنطقة من مكبول بور 23 ميل شمال غرب لاهور شمالاً حتى بها ولبور جنوباً. ويتكون من الفرقة 10 المشاة، الفرقة 11 المشاة، اللواء 106 المشاة المستقل.

(هـ) الفرقة 18 المشاة، وتحتل مواقعها في المنطقة من سوكور شمالاً إلى البحر جنوبا في مواجهة صحراء راجستان.

(و) الفيلق الثاني، في منطقة تجمعه حول ملتان، ويتكون من الفرقة 7 المشاة، الفرقة 33 المشاة، والفرقة الأولى المدرعة، ويعمل كاحتياطي عام.

ج. الخطة العملياتية للهند (أُنظر خريطة القتال على الجبهة الغربية)

(1) أثبتت المعارك فيما بعد أن الهند كانت على علم كبير بالخطط الباكستانية سواء كان ذلك من وسائل التجسس المختلفة، أو من حجم وأماكن تجميع القوات الباكستانية أو من خبرة القتال عن الحرب الهندية الباكستانية في سبتمبر 1965.

(2) توقعت الهند أن تقوم باكستان بالهجوم في قطاع كشمير للاستيلاء على أكبر جزء ممكن من مقاطعة جامو وكشمير مع تثبيت باقي القوات على الحدود، لذلك وضعت الهند خطتها لمجابهة ذلك فركزت مجهودها الرئيسي للهجوم في الغرب أمام القطاع المحتمل أن تحاول باكستان الاختراق فيه وهو بروز شاكار جارا ـ سيالكوت، وبذا قلبت الخطة الباكستانية رأسا على عقب. وفي نفس الوقت تقوم باختراق آخر في قطاع راجستان للوصول إلى محور الإمداد الرئيسي من كراتشي إلى البلاد وعزل كراتشي الميناء الرئيسي، بينما تقوم باقي القوات الهندية بتثبيت القوات الباكستانية على طول الحدود.

(3) وفي حالة نجاح القوات الهندية في الشرق وعدم تدخل الدول الكبرى تدفع الهند احتياطياتها الإستراتيجية والعملياتية في قطاع راجستان في الجنوب أو في قطاع لاهور في المنتصف، أو في قطاع شاكارجارا في الشمال لاستغلال النجاح وللقضاء على القوات الباكستانية.

د. التجميع العملياتي، والخطة التفصيلية للقوات الهندية

(1) الخطة التفصيلية الهندية

(أ) يثبت الفيلق 15، من القيادة الغربية، القوات الباكستانية في مقاطعة كشمير ويمنع العدو من التقدم في اتجاه سريناجار ـ يوري ـ بونش ـ كوتلى ـ تشامب.

(ب) يقوم الفيلق الأول من القيادة الغربية والذي يعمل في المجهود الرئيسي من مواقع هجومه في جامو ـ سامبا ـ كاثويا ـ جورد أسبور بالهجوم على بروز سيالكوت ـ     شاركاجارا والاستيلاء على الخط مارلا ـ سيالكوت ـ باسرور ـ نوروال ثم تطوير الهجوم في اتجاه وأزراباد ـ جوجرات.

(ج) يثبت الفيلق 11 القوات الباكستانية في قطاع لاهور.

(د) تقوم القيادة الجنوبية بالهجوم في أقصى الجنوب والوصول إلى الخط خاريبور ـ سنغار ـ ميربور كأسي، ثم تستعد لتطوير الهجوم في اتجاه محور الإمداد الرئيسي (السكة الحديد ـ الطريق) من كراتشي إلى داخل البلاد.

(هـ) كلف الاحتياطي الإستراتيجي العملياتي والمتجمع في منطقة كوت كابورا ـ موكيتسار بأحد المهام الآتية.:

· القيام بالهجوم المضاد في الأماكن التي ينجح فيها الباكستانيون في الاختراق.

· تطوير الهجوم أما في اتجاه شاكارجارا أو لاهور أو راجستان.

· التعامل مع احتياطات العدو الإستراتيجية/العملياتية في حالة دفعها للاشتباك.

(2) التجميع العملياتي

كان التجميع العملياتي للقوات الهندية في الجبهة الغربية كالآتي: (أُنظر خريطة الفتح على الجبهة الغربية)

(أ) القيادة الغربية ومسؤولة عن الجبهة الهندية الصينية والجبهة الهندية مع باكستان الغربية عدا جبهة راجستان.

(ب) تتشكل القيادة الغربية المسؤولة عن الحدود مع باكستان الغربية من 3 فيالق.

· الفيلق 15 ومسؤول عن الدفاع عن القطاع سرينا جار يوري ـ بونش ـ كوتلي ـ تشامب.

· الفيلق الأول، ويحتل المنطقة أمام بروز سيالكوت وشاكارجارا من جاموا شمالاً إلى جورد أسيور جنوبا.

· الفيلق 11، ويحتل المنطقة أمر يستار ـ جولدوبور ـ فاريزبور ـ أمام قطاع لاهور.

· القيادة الجنوبية وتحتل منطقة راجستان الهندية في جاسالمير ـ بارمير وتتشكل من فرقتين مشاة ولواء مستقل وثلاثة آلايات مدرعة.