إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الصراع الهندي ـ الباكستاني





معارك لاهور وكاسور
معارك سيالكوت شاكارجارا
معركة بونش
معركة تشامب
معركة حسين والا
معركة راجستان
معركة سليمانكي
الفيلق الثاني الهندي
الفيلق الرابع الهندي
القتال في قطاع مج 101
القتال في قطاع الفيلق 33

انتشار الجبهة الشرقية
الحرب الهندية الباكستانية
الفتح على الجبهة الغربية
القتال على الجبهة الشرقية
القتال على الجبهة الغربية
باكستان والهندستان وحيدر أباد
قطاع عمل الطائرة TU-114
قضية كشمير ومشكلة الحدود



الصراع الهندي - الباكستاني

المبحث الخامس

الفتح العملياتي للقوات وسير العمليات والمعارك

أولا: الفتح العملياتي للقوات المسلحة الهندية

بدأت القيادة الهندية منذ استلامها للمهمة في مارس 1971 في اتخاذ إجراءات الاستعدادات للحرب والتي شملت وضع الخطط على جميع المستويات، وإعادة تجميع قواتها بما يحقق أهداف الخطة ـ استكمال التشكيلات والوحدات بالأفراد والمعدات التي تتناسب مع طبيعة الهدف المخصصة لها ـ تدريب للقوات على مهام العمليات.

وفي المجال إعادة تجميع القوات أجرى الفتح العملياتي وقد أتمت القوات الهندية استعدادها للقتال بما في ذلك الفتح العملياتي في بداية نوفمبر 1971 وذلك على النحو التالي:

1. القوات البرية:

تشكلت القوات البرية من 4 قيادات عملياتية هي:

أ. القيادة الغربية (أنظر خريطة الفتح على الجبهة الغربية)

(1) قطاع العمل

(أ) القطاع الشمالي الذي يواجه الهملايا في المنطقة  من لاداخ إلى سيملا.

(ب) منطقة كشمير وجامو.

(ج) القطاع الغربي من كشمير شمالا حتى حدود صحراء راجستان جنوبا.

(2) التشكيل

إجمالي حجم القوات يتكون من عدد 3 قيادة فيلق وعدد 13 فرق ة مشاة وجبلية ومدرعة وعدد 7 لواء مشاة ومدرع ـ موزعة كالآتي:

(أ) بقطاع جامو وكشمير يتواجد الفيلق 15 الذي يتكون من عدد 2 فرقة جبلية.

(ب) بالقطاع الشمالي بين لاداخ إلى سيملا يتواجد عدد 2 فرقة جبلية.

(ج) بقطاع سيالكوت/ شاكارجارا يتواجد الفيلق الأول ويتكون من عدد 5 فرقة مشاة وعدد 5 لواء مدرع.

(د) بقطاع لاهور يتواجد الفيلق 11 الذي يتكون من 3 فرقة مشاة ولواء مشاة مستقل.

(هـ) الاحتياطي الإستراتيجي ويوضع تحت قيادة القيادة الغربية ويتكون من الفرقة المدرع ة الهندية وتتجمع في كوت كابورا وموكيتسار ولواء مدرع في اجنالا.

ب. القيادة الجنوبية

(1) منطقة العمل:     قطاع كوتشن وصحراء راجستاه.

(2) التشكيل:     عدد 2 فرق ة مشاة+ لواء مشاة مستقل + 3 آلاي مدرع.

ج. القيادة الشرقية (أُنظر خريطة انتشار الجبهة الشرقية)

موقعها في كلكتا

(1) قطاع العمل: الهندية مع باكستان الشرقية.

(2) التشكيل:

(أ) الفيلق الثاني ومركز قيادته في كريشناجار، ومسؤول عن العمل في القطاع الجنوبي الغربي من باكستان الشرقية (المواجهة لجيسور وخولنا) ويتكون من عدد 2 فرقة مش/ ج بلي وبعض الآليات المدرعة.

(ب) الفيلق 33 ومركز قيادته في سيلجوري، ومسؤول عن القطاع الشمالي الغربي من باكستان الشرقية (قطاع رانجبور ـ ديناجبور) ويتكون من فرقة جبلية وعدد 2 لواء مشاة وبعض الآليات المدرعة البرمائية.

(ج) المجموعة 101 ومركز قيادتها في جوهاتي، ومسؤولة عن العمل في القطاع الشمالي من باكستان الشرقية (ميمن سنغ ـ جماليور)، وتتكون من لواء مش مدعم.

(د) الفيلق الرابع ومركز قيادته في أجارتالا، ومسؤول عن العمل في القطاع الشرقي لباكستان الشرقية (سيلهت ـ كوميلا ـ فيني). ويتكون من عدد 3 فرقة جبلية وبعض الوحدات المدرعة البرمائية.

(هـ) احتياطي عملياتي حوالي 2 فرقة مشاة/ جبلي + ل مظ.

(و) قيادة قوات التحرير البنجالية وقوامها مائة ألف مقاتل مشكلة في عدد 3 ألوية ووزع ت بمعدل لواء لكل فيلق.

(ز) القيادة المتقدمة للقوات البحرية الشرقية.

(ح) القيادة المتقدمة للقوات الجوية الشرقية.

د. القيادة الشمالية

على الحدود الهندية الصينية.

(1) قطاع العمل: القطاع الأوسط الشمالي للهملايا.

(2) التشكيل: 2 فرقة جبلية.

2. القوات البحرية:

أ. الأسطول الشرقي في فيجايا باتشام.

ب. الأسطول الغربي في بومباي.

3. القوات الجوية:

أ. قيادة المنطقة الغربية.

ب. قيادة المنطقة الوسطى.

ج. قيادة المنطقة الشرقية.

د. قيادة الإصلاح والصيانة.

ووضعت القيادة الهندية هدفاً أساسياً وهو ضرورة أن يحقق ا لفتح العملياتي ما يلي:

(1) عزل باكستان الشرقية براً وبحراً وجواً بمجرد بدء القتال.

(2) تركيز المجهود الرئيسي الإستراتيجي على الجبهة الشرقية لسرعة الاستيلاء عليها.

(3) تحقيق التفوق العام على العدو في كلا الجبهتين وفي جميع ا لمحاور.

(4) منع العدو من الاستيلاء على كشمير مع القيام بالعمليات التعرضية بهدف تحسين خط وقف إطلاق النيران لعام 1965.

(5) تثبيت العدو على طول الجبهة الغربية.

ثانياً: الفتح العملياتي للقوات المسلحة الباكستانية

أجرت باكستان الفتح العملياتي على النحو التالي:

1. قيادة القوات المسلحة

تتواجد في إسلام آباد وتعمل كقيادة إستراتيجية لكلا الجبهتين وكقيادة عملياتية للجبهة الغربية.

2. . القوات البرية

تشكلت القوات البرية من قيادتين عملياتين هما:

أ. القيادة الغربية، ومركز رئاستها إسلام آباد، وتتشكل قواتها كالأتي:(أُنظر خريطة الفتح على الجبهة الغربية)

(1) الفرقة 12 المشاة: ومركز قيادتها في منطقة مظفر آباد في كشمير الباكستانية، وتحتل قاعدة هجومها في مرتفعات ميري، وتقوم بالتعاون مع الحرس الوطني لكشمير الباكستانية بالاستيلاء على بونش.

(2) الفرقة 23 المشاة: ومركز قيادتها في جيلم، وتحتل قاعدة هجومها في كشمير الباكستانية في مواجهة نهر تاوي ومدينة تشامب.

(3) الفيلق الأول: ومركز قيادته في جوجرات، ويتكون من 4 فرق هي الفرقة 8 المشاة+ الفرقة 15 المشاة + الفرقة 17 المشاة + الفرقة 6 المدرعة، وتحتل قاعدة هجومية في بروز سيالكوت شاكارجارا، ويقوم بالهجوم على كشمير الهندية والاستيلاء على الخط كوتشي ـ جامو ـ أخنور.

(4) الفيلق الرابع: ومركز قيادته في لاهور، ويتكون من فرقتين ولواء مشاة هم الفرقة 10 المشاة + الفرقة 11 المشاة + اللواء 106 المشاة المتنقل. ويحتل قاعدة هجومية في القطاع من مكبول بور 23 ميل شمالي لاهور شمالاً إلى نقطة على الحدود في مواجهة بهاولبور جنوباً.

(5) الفرقة 18 المشاة: وتحتل المنطقة من سوكوز شمالاً إلى سنجهاو جنوباً في مواجهة صحراء راجستان.

(6) الفيلق الثاني: ومركز قيادته في ملتان، ويتكون من 3 فرق هي فرقة 7 المشاة ـ الفرقة 23 المشاة ـ الفرقة الأولى المدرعة، ويعمل كاحتياطي عملياتي/ إستراتيجي.

ب. القيادة الشرقية العملياتية: ومركز رئاستها في دكا وتتشكل قواتها كالآتي: (أُنظر خريطة انتشار الجبهة الشرقية)

(1) الفرقة 9 المشاة: ومركز قيادتها في جيسور وتدافع في قطاع جيسور ـ جهنيدا جنوب نهر بادما.

(2) الفرقة 16 المشاة: ومركز قيادتها في ناتور وتدافع في بروز دينا جبور ـ راند جابور شمال نهر بادما.

(3) لواء من الفرقة 14 المشاة: ومركز رئاسته في ميمن سنغ ويدافع في القطاع ميمن سنغ جمالبور.

(4) الفرقة 14 المشاة: عدا لواء، ومركز قيادتها في أشو جانج ومسؤولة عن الدفاع في قطاع المواجهة لتريبورا.

(5) الفرقة 36 المشاة: وتدافع في منطقة كوميلا وحول دكا.

3. القوات البحرية

أ. قيادة القوات البحرية ومركز قيادتها في كراتشي، وتعتبر كقيادة إستراتيجية للقوات البحرية وكقيادة عملياتية للأسطول الغربي، ويتبعها الأسطول الغربي في كراتشي وجوادار على بحر العرب.

ب. القيادة الشرقية العملياتية للقوات البحرية وقيادتها في شيتا كونج ويتبعها القطع البحرية الموجودة في شيتا كونج بباكستان الشرقية.

4. القوات الجوية

أ. قيادة القوات الجوية ومركز قيادتها في بيشاور، وتعتبر كقيادة إستراتيجية للقوات الجوية الباكستانية وكقيادة عملياتية للقواعد الجوية في باكستان الغربية.

ب. القيادة العملياتية الجوية للجبهة الشرقية في دكا.

ثالثاً: سير العمليات الحربية والمعارك في الجبهة الشرقية

يمكن تقسيم مراحل القتال التي دارت في باكستان الشرقية إلى ثلاث مراحل رئيسية:

1. المرحلة الأولى: من 3 ديسمبر إلى 6 ديسمبر 1971

وهي مرحلة محاولة القوات الباكستانية التشبث بالمواقع الدفاعية على الحدود ونجاح القوات الهندية في عزل القوات الباكستانية وقطع خطوط مواصلاتها مما جعل إمكانية تدعيمها أو إمدادها أمراً مستحيلاً.

2. المرحلة الثانية: من 7ديسمبر إلى 10ديسمبر

وفيها تم تطويق الجزء الأكبر من القوات الباكستانية في المناطق الواقعة جنوب وغرب نهر بادما وغرب نهر ميغنا وبالتالي قطع طريق انسحابهم إلى دكا، ولم يعد هناك أي احتمال لانسحاب أي قوات باكستانية متماسكة إلا في قطاع ميمن سنغ بين أفرع نهر بادما.

3. المرحلة الثالثة: من 11 ديسمبر إلى 16 ديسمبر

وهي الانهيار التام للقوات الباكستانية وفقد أي أمل في استمرار الدفاع وتوتر الموقف الدولي ثم حصار دكا وتوقيع التسليم النهائي. كما شملت الفترة احتمالات التدخل الأجنبي من الدول الكبرى واحتمالات مواجهة عسكرية بين الكتلتين الكبيرتين.

سير العمليات في المرحلة الأولى من 3 ـ 6 ديسمبر 1971

1. بدأت المعارك الفعلية بالضربة الجوية التي قامت بها باكستان سعت 1745 يوم 3 ديسمبر 1971 على المطارات الهندية (سريناجار ـ ارستار ـ باثانكون ـ فاريد كوت جود فور ـ أجرا ـ بارمير) وقوامها 60 طلعة.

2. لم يظهر الرد الفعلي على الهجوم الجوي الباكستاني بالنسبة للجبهة الشرقية إلا في اليوم التالي (4 ديسمبر 1971) حيث قامت القوات الجوية الهندية بشن غاراتها على القاعدة الجوية الوحيدة في باكستان الشرقية والتي كان يوجد بها سرب واحد من طراز سابر.

3. وفي اليوم نفسه، 4 ديسمبر 1971، بدأ الهجوم البري الهندي من جميع الاتجاهات بواسطة الفيلق الثاني من الغرب، والفيلق 33 من الشمال الغربي، والمجموعة 101 من الشمال، والفيلق الرابع من الشرق، وقد اندفعت القوات حسب التخطيط المسبق لها. وبدا واضحاً اهتزاز القادة الباكستانيين، حيث اقترح قادة الفرق الباكستانية على قائد الجبهة الشرقية الباكستانية بأن تنسحب القوات الباكستانية من الحدود وتتخذ مواقع داخلية قوية يمكن منها إيقاف العدو أطول مدة ممكنة ولكن الوقت كان قد فات لاتخاذ مثل هذا القرار، فتقرر الاستمرار في الدفاع طبقاً لنفس الخطة السابقة وهي تمسك القوات بموقعها لأطول مدة ممكنة على الحدود وزاد من تعقد الموقف أنه في اليوم الأول للعمليات فقدت القيادة الباكستانية في باكستان الشرقية السيطرة على بعض فرقها كما فقدت بعض الفرق سيطرتها على وحداتها نتيجة قيام المدنيين بتدمير خطوط المواصلات.

4. وفي يوم 5 ديسمبر 1971، استمرت القوات الجوية في تدمير القاعدة الجوية الباكستانية كما قامت القوات البحرية الهندية بإغراق الغواصة الباكستانية (غازي) وهي أكبر الغواصات الباكستانية، وقامت الطائرات الهندية من على حاملة الطائرات بشن غاراتها المركزة على ميناء شيتا كونج (الميناء الرئيسي في باكستان الشرقية) لتدمير بعض زوارق المدفعية الباكستانية. وفي نهاية يوم 6 ديسمبر 1971 كان للقوات الجوية الهندية السيطرة الجوية في هذه الجبهة.

5. أمّا أعمال قتال القوات البرية فتتلخص فيما يلي:

أ. في الاتجاه الغربي (أُنظر شكل الفيلق الثاني الهندي) تقدم الفيلق الثاني على محاورة الثلاث حسب  الخطة ـ المحور الشمالي في اتجاه كوشيتا ـ المحور الأوسط في اتجاه فريد بور ـ المحور الجنوبي في اتجاه تقاطع الطرق شمال جيسور. وقد نجحت قوات المحور  الشمالي في التقدم ووصلت إلى مشارف مدينة جيهيدا أحد مراكز المواصلات الحيوية ـ وعلى المحور الأوسط نجحت القوات الهندية في الاستيلاء على كوتشندبور بور  وواصلت تقدمها في اتجاه ماجورا ـ أما على المحور الجنوبي فقد نجحت القوات   الهندية في الاستيلاء على تقاطع الطرق شمال جيسور وواصلت  تقدمها في اتجاه كالي   جانج ولكن القائد الباكستاني في هذا القطاع أصدر أوامره للكتيبة التي تحتل كالي جانج بالانسحاب إلى خولنا حيث بدأت الكتيبة انسحابها ليلة 6/7 ديسمبر 1971.

ب. أمّا في الاتجاه الشمالي الغربي حيث يعمل الفيلق 33 (أُنظر شكل القتال في قطاع الفيلق 33) فقد تقدم أحد  الألوية من كوتشي بهار في الأراضي الهندية في اتجاه رانجبور حيث استولى على المانيرمات وتابع تقدمه في اتجاه رانجبور ـ أما اللواء الثاني فقد بدأ تقدمه من جاليا  جوري في الأراضي الهندية في اتجاه دينا جبور حيث استولى على جابور وتابع تقدمه في اتجاه دينا جبور. أما المجهود الرئيسي للفيلق فقد تقدم في اتجاه هيلي حيث  حاول اقتحامها ولكنه فشل فقام بمحاصرتها بجزء من قواته وتابع تقدمه في اتجاه فولشاري حيث اقتحمها واستولى عليها.

ج. وفي الاتجاه الشمالي حيث تعمل مجموعة اللواء 101 الهندية (أُنظر شكل القتال في قطاع مج 101) في مواجهة اللواء 93 الباكستاني ـ الذي كان يحتل القطاع الدفاعي بواسطة كتيبة في جمالبور ولواء عدا كتيبة في ميمن سنغ. وتقع جمالبور على الشاطئ البعيد لنهر  براهما بوترا ويلزم للقوات الهندية اقتحام النهر للوصول إليها ـ فقد تقدم اللواء الهندي  في اتجاه جمالبور وبدأ في عملية العبور لتطويق المدينة وحصارها وبدأ الاشتباك مع القوات الباكستانية لتثبيتها.

د. وفي الاتجاه الشرقي حيث يعمل الفيلق الرابع الهندي وفي المجهود الرئيسي للجبهة العملياتية الهندية بدأ الفيلق هجومه حسب الخطة (أُنظر شكل الفيلق الرابع الهندي):

(1) ففي المحور الشمالي تمكنت القوات الهندية من الاستيلاء على مونشينا جار على مسافة 15 كم داخل الحدود. ثم بدأت تتقدم على محورين الأول في اتجاه سيلهت، والثاني في اتجاه مولافي بازار. وقد لاقى اتجاه سيلهت مقاومة شديدة فاضطرت القوات الهندية إلى إجراء عملية إسقاط ليلي خلف أحد الكباري للتغلب على المقاومات الباكستانية، أما الاتجاه الثاني فقد اتصل بدفاعات مولافي بازار.

(2) وفي المحور الأوسط حيث المجهود الرئيسي للفيلق الرابع فقد تقدمت القوات  الهندية من تريبورا بالأراضي الهندية حيث حاصر لواء المقدمة آخورا تمهيداً لاقتحامها بينما قام لواء آخر بالتقدم إلى برهما نباريا وحاصرها. وتابعت باقي القوة تقدمها. وفي نهاية يوم 5 ديسمبر سقطت آخورا وتابعت القوات تقدمها في اتجاه اشو جانج.

(3) وفي المحور الجنوبي تقدمت القوات الهندية على المحاور الفرعية كوميلا ـ ولاكشام ـ وفيني. ولاقى محوري كوميلا ولاكشام مقاومة شديدة مما اضطرت القيادة الهندية إلى دفع لواء بينهما في اتجاه تشاندبور، كما قامت القيادة الباكستانية بإصدار أوامرها للواء 53 الباكستاني بتدعيم حامية لاكشام. وفي نهاية يوم 6 ديسمبر كان اللواء الباكستاني قد احتل مواقعه. أما المحور الفرعي  الجنوبي فقد صدرت الأوامر للكتيبة الباكستانية التي تحتل فيني بأن تخلي مواقعها  وتنسحب لتحتل مواقع جديدة لستر الطريق في المنطقة وبذلك نجحت القوات الهندية في احتلال فيني.

وفي نهاية هذه المرحلة قامت القيادة الباكستانية العملياتية بتقدير موقفها، وقررت بأنه لا بد من القتال على الحدود لعدم إمكان الارتداد للخلف لاحتلال مواقع تبادلية. بالإضافة إلى ضرورة تبليغ القيادة الإستراتيجية الباكستانية (القيادة العليا) بالموقف وضرورة تدخل الصين لتخفيف الضغط على القوات. وقد ردت القيادة العليا الباكستانية على القيادة العملياتية الباكستانية الشرقية بأن الصين ستدخل في ظرف أيام ومن الضروري أن تتمسك القوات الباكستانية بموقعها أطول مدة ممكنة.

وقدرت القيادة الشرقية الهندية موقفها واتخذت القرار بتطوير هجومها لتحقيق هدفين رئيسين:

(أ) قطع انسحاب القوات الباكستانية عند الأنهار لحرمانهم من الوصول إلى دكا لتنظيم الدفاع عنها.

(ب) سرعة الوصول إلى دكا لعدم إعطاء الفرصة لتدخل الدول الكبرى وخاصة الصين والولايات المتحدة الأمريكية

وأعلنت أنديرا غاندي ـ رئيسة وزراء الهند ـ يوم 6 ديسمبر1971 اعترافها بحكومة بنجلاديش كحكومة شرعية للبلاد حتى تعطي قواتها شرعية نجدة دولة صديقة تستنجد بها.

سير العمليات في المرحلة الثانية المدة من 7 ديسمبر إلى 10 ديسمبر

تتلخص الأعمال القتالية لهذه المرحلة فيما يلي:

1. قطاع الفيلق الثاني (أُنظر شكل الفيلق الثاني الهندي)

أ. في المحور الشمالي: نجحت القوات الهندية في الاستيلاء على جيهنيدا يوم 7 ديسمبر 1971 وتقدمت في اتجاه كوشيتا حيث قامت بالهجوم عليها يوم 9 ديسمبر 1971 ولكن الهجوم فشل.

ب. في المحور الأوسط: تقدمت القوات الهندية في اتجاه ماجورا حيث لاقت صعوبات كثيرة فتجنبت حامية ماجورا وتقدمت في اتجاه كامارا خالي.

ج. في المحور الجنوبي: نجحت القوات الهندية من دخول كالي جانج ثم استولت على جيسور بعد أن انسحبت منها القوات الباكستانية، وفطنت القيادة الهندية إلى انسحاب  القوات الباكستانية من مواقعها في دولتبور في اتجاه خولنا فدفعت القيادة الهندية قوات جديدة (فرقة جبلية) في اتجاه خولنا حيث اشتبكت مع القوات الباكستانية المنسحبة (6/ ل 107) ونجحت القوات الهندية في قطع الطريق شمال خولنا.

2. ‌قطاع الفيلق 33 (أُنظر شكل القتال في قطاع الفيلق 33)

أ. قاتل اللواء الهندي المتقدم من كوتشي بيهار القوات الباكستانية على طول محور تقدمه حتى وصل إلى دفاعات دينا جبور يوم 9 ديسمبر1971 واستمر القتال في رانجبور طوال يومي 9، 10 ديسمبر 1971.

ب. قاتل اللواء الهندي المتقدم من جاليا جوري القوات الباكستانية على طول محور تقدمه حتى وصل إلى دفاعات دينا جبور يوم 9 ديسمبر وبدء قتاله مع القوات الباكستانية في دينا جبور.

ج. تمكنت القوات الهندية من اقتحام هيلي يوم  9 ديسمبر بعد قتال استمر 6 أيام.

د. تقدمت القوات الهندية الرئيسية في اتجاه بوجرا واتصلت بالدفاعات الباكستانية وفي أثناء انسحاب القيادة التكتيكية للفرقة 16 الباكستانية من رانجبور إلى بوجرا وقع قائد الفرقة في كمين عند بير جانج وأسر.

3. قطاع مج 101 (أُنظر شكل القتال في قطاع مج 101)

بدأت القوات الهندية اقتحام نهر براها بوترا، وعزّز اللواء الباكستاني قوات جمال بور بكتيبة أخرى، فاستغلت القيادة الهندية هذه المناورة بدفع لواء جديد في اتجاه ميمن سنغ، حيث قيادة اللواء الباكستاني، وطورت القوات الهندية هجومها، لحصار كل من جمال بور وميمن سنغ، وصدرت الأوامر للواء 93 الباكستاني بالانسحاب في اتجاه تانجيل.

4. قطاع الفيلق الرابع (أُنظر شكل الفيلق الرابع الهندي)

أ. المحور الشمالي: يقاتل قتالا شديدا عند سهلت نظراً إلى تدعيم القوات الباكستانية فيها (وهي اللواء 202) باللواء 313 بينما تقاتل باقي القوات عند مولافي بازرار.

ب. المحور الأوسط: انسحبت القيادة التكتيكية الفرقة 14 الباكستانية من بهراب بازار للخلف وكان اللواء 27 الباكستاني يحتل بهراب بازار، بينما احتلت الكتيبة 33 الباكستانية موقعاً دفاعياً بين اشو جانج وبهراب بازار، فقام أحد الألوية الهندية بتطويق الكتيبة 33 باكستانية، ثم تابعت القوات الهندية تقدمها في اتجاه نهر ميغنا وحاولت   العبور مستخدمة عمليات الإبرار الجوي نتيجة تدمير القوات الباكستانية للكوبري على النهر. واستمرت هذه العمليات في المدة من 8 ـ 10 ديسمبر مما أثر بالتالي على الخطة العملياتية الهندية، حيث كان مقرا أن تكون هذه القوات هي أول قوات تصل إلى دكا في 10 ديسمبر 1971، وأدى ذلك بالتالي إلى تغيير الخطة العملياتية الهندية بالمناورة بالمجهود الرئيسي لتدعيم المجموعة 101 لسرعة الوصول بها إلى دكا.

ج. المحور الجنوبي: يشتد القتال ضراوة في كوميلا بين اللواء 117 الباكستاني الذي يتمسك بمواقعه في تلال لال ماي والقوات الهندية. كما يستمر القتال في لاكشام بين اللواء 53 الباكستاني المحاصر داخل لاكشام والقوات الهندية، وقد نشبت معركة لفك حصار اللواء 53 الباكستاني بتشكيل الكتيبة 21 عدا سرية كمقدمة + الكتيبة 39 كمؤخرة + باقي اللواء كقوة رئيسية في محاولة للخروج من الحصار والاتصال بقوات اللواء 117 الباكستاني في تلال لال ماي ولكن الهجوم فشل.

عاود اللواء الهجوم مرة أخرى بتشكيل الكتيبة 15 في المقدمة ونجح في الخروج من الحصار والاتصال بقوات اللواء 117، ولكن القوات الهندية نجحت في الهجوم على مؤخرة اللواء وتمكنت من إحداث خسائر كبيرة في الكتيبة 39 الباكستانية التي تعمل كمؤخرة.

في الوقت نفسه، كانت القوات الهندية تتابع تقدمها في اتجاه شاندبور وشيتا كونج، ونجحت في الاستيلاء على شاندبور ثم تقدمت في اتجاه داود كاندي واستولت عليها. وبذا أمكن القوات الهندية قفل جميع الطرق الموصلة إلى دكا من الشرق، وعزل جميع القوات الباكستانية في الشرق عدا اللواء 27 الذي كان يقاتل على المحور الأوسط من الاتجاه الشرقي عند اشو جانج ـ بهراب بازار.

5. الموقف يوم 10 ديسمبر 1971

إن أبرز ما يدل عليه الموقف يوم 10 ديسمبر 1971 هو محتوي ما تم التقاطه من رسائل متبادلة بين الجنرال نيازي قائد القوات الباكستانية العملياتية في الجبهة الشرقية وبين الرئيس الباكستاني يحيى خان، ففي رسالة الجنرال نيازي إلى الرئيس يحيى خان يوم 10 ديسمبر قال:

أ. إن السلاح الجوي الهندي يقوم بالضرب بعنف في كل مكان.

ب. إن القوات البرية الباكستانية تقوم بحرب خاسرة في كل مكان.

ج. يجب على الصين أن تقوم بإرسال قواتها لجذب انتباه القيادة الهندية أو تقوم القيادة الباكستانية بإعادة النظر في الموقف.

وكان رد الرئيس الباكستاني يحي خان على رسالة الجنرال نيازي تتخلص في الآتي:

أ. لقد خانتنا القوى الكبرى، هناك عطف بسيط نحونا. ولكن الصينيون وعدونا بإرسال مساعداتهم، وقد وصلت بعض القوات الصينية فعلاً إلى جلجت. (إحدى المقاطعات على الحدود الصينية الباكستانية).

ب. إننا على اتصال بالحكومة الصينية وحكومة الولايات المتحدة للقيام بشيء ـ لذا يجب أن لا تقلق وعليك الصمود لمدة أيام قليلة.

وفي يوم 12 ديسمبر أرسل الجنرال نيازي رسالة أخرى إلى الرئيس يحيى خان قال فيها إن القوات الهندية تقوم بعمليات إسقاط قرب دكا ـ تم تدمير شيتا كونج (كوكس بازار) وميناء شالنا على نحو خطير. إذا لم يقم السلاح الجوي الأمريكي أو الصيني باتخاذ إجراء ما فإنه من غير الممكن أن تستمر أكثر من أسبوع.

وكان رد الرئيس يحيى خان: إن الأسطول السابع الأمريكي في طريقة إلى باكستان الشرقية وسوف يصل في الوقت المحدد ويجب على القوات الباكستانية أن تتماسك لمدة أسبوعين على الأقل لمواجهة الموقف.  

سير العمليات في المرحلة الثالثة المدة من 11 ديسمبر إلى 16 ديسمبر 1971

اتصفت هذه المرحلة بالانهيار التام للقوات الباكستانية حيث قاتل الباكستانيون قتالاً يائساً على أمل إعطاء فرصة للتدخل الأجنبي وليس بغرض إحراز أي نصر عسكري. كما اتصفت هذه المرحلة بالتدخل الأجنبي والذي كاد يؤدي إلى صدام مسلح بين الدولتين العظيمتين لولا تدارك الهند لذلك وتطوير هجومها وتحقيق النصر النهائي في باكستان الشرقية قبل وصول مرحلة التدخل الأجنبي إلى الصدام المباشر. لذلك يلاحظ في هذه الفترة تطوير القوات الهندية لعملياتها بإجراء عمليات الإسقاط الجوي لقواتها في مناطق عديدة لحرمان القوات الباكستانية المنسحبة من الارتداء للخلف للدفاع عن دكا، كذلك اتصفت جميع أعمال القوات الهندية إما بمحاصرة القوات الباكستانية التي مازالت تقاتل أو قطع الطريق على أي قوات باكستانية منسحبة. كما وقعت الهند وبنجلاديش معاهدة بتوحيد القيادة فيما بينهما.

أمّا الأعمال القتالية خلال المرحلة الثالثة فكانت كالآتي:

1. في الاتجاه الغربي (أنظر شكل الفيلق الثاني الهندي)

تمكن الفيلق الثاني من القوات الهندية من احتلال كوشيتا. وفي المحور الأوسط تعثر الهجوم على كامارا خالى فقامت القوات الهندية بعملية اقتحام رأسي، ثم تابعت تقدمها في اتجاه "فريد بور" حيث سقطت بعد قتال عنيف يوم 14 ديسمبر 1971.

وفي المحور الجنوبي قاتل الباكستانيون قتالاً عنيفاً عند "دولت بور" وهو الموقع الدفاعي عن خولنا حتى استسلمت القوات الباكستانية يوم 14ديسمبر فدخلت القوات الهندية "خولنا" وبذلك يكون الفيلق قد حقق مهمته وهي الوصول إلى الخط خولنا ـ فريد بور ـ كوشيتا.

2. في الاتجاه الشمالي الغربي

كانت القوات الباكستانية تقاتل قتالا يائسا قطعت معظم الطرق منذ يوم 11 ديسمبر 1971 ثم حوصرت هذه القوات تماماً بسقوط "بوجرا" يوم 14 ديسمبر 1971. وظلت الفرقة 16 الباكستانية تقاتل في رانجبور وديناجبور حتى أمرت بالتسليم يوم 16 ديسمبر 1971. وبذلك يكون الفيلق 33 الهندي قد حقق مهمته وهو الوصول إلى الخط بوجرا ـ انجبور ـ ديناجبور.

3. في الاتجاه الشمالي

نجحت القوات الهندية في هذا الاتجاه بأن تكون أول القوات التي تصل إلى دكا وقد سارت أحداث العمليات كالآتي:

عندما علمت القيادة الهندية ببدء انسحاب القوات الباكستانية (اللواء 93) في اتجاه تانجيل، قامت بتطوير هجومها بإسقاط كتيبة مظلات[1] في "تانجيل" سعت 1130، يوم 11 ديسمبر 1971 لإتمام حصار اللواء 93 الباكستاني ومنعه من الانسحاب إلى دكا، وفعلاً وصلت طلائع القوات الباكستانية المنسحبة إلى تانجيل قبل الإسقاط بقليل.

وقد بدا الإسقاط بإجراء عملية إسقاط هيكلي جنوب غرب المدينة، ثم تم الإسقاط الحقيقي شمال المدينة. وقد تعثر الإسقاط نتيجة للظروف الجوية مما أخذ وقتاً طويلاً في تجميع القوات المسقطة لبدء عملياتها.

وقد قام الباكستانيون بعدة هجمات لفتح ثغرة في القوات المظلية ولكنهم فشلوا، ووقع اللواء الباكستاني بين اللواء المظلي وباقي القوات الهندية المتقدمة من ميمن سنغ وجمال بور التي كانت تطارده، وبذلك قضي على اللواء الباكستاني 93 وأسر قائده.

وفي نفس الوقت تقدمت الألوية الهندية من كل من جمال بور وميمن سنغ واتصلت باللواء المظلي يوم 12 ديسمبر 1971، وبدأوا بعد ذلك في تطوير هجومهم باقتحام أحد الموانع المائية في اتجاه تونجي، مع دفع كتيبة المظلات في طرق غير معروفة وغير موقعة على الخرائط، وذلك بمعاونة السكان المحليين ونجحت كتيبة المظلات بأن تصل إلى مشارف دكا صباح يوم 16 ديسمبر 1971، لتكون أول القوات التي تصل إلى دكا.

وبذلك تكون المجموعة 101 قد أتمت مهمتها بالوصول إلى تانجيل وقطع خط انسحاب القوات الباكستانية في اتجاه دكا. بل لقد وصلت القوات (كتيبة المظلات) إلى مشارف دكا.

4. في الاتجاه الشرقي

استمر القتال في سيلهت وكوميلا وفقدت القوات الباكستانية أي أمل في الانسحاب نتيجة لقطع خطوط مواصلاتها تماماً، حيث نجحت قوات المحور الأوسط الهندية من عبور نهر ميغنا وتقدمت في اتجاه الغرب.

ركز قائد الفيلق الرابع خطته في منع انسحاب قيادة الفرقة 14، واللواء 27 الباكستاني من "بهراب" بازار"، فقامت القوات الهندية بإسقاط قواتها المحمولة جواً في "نار سنجدي" سعت 1130 يوم 11 ديسمبر 1971 لقطع طريق انسحاب اللواء 27. ولقد صدرت الأوامر للواء 27 الباكستاني أن يقتحم القوات المظلية ويشق طريقه إلى دكا ولكن هذا الهجوم لم يتم، حيث كانت وثيقة التسليم النهائي قد وقعت.

تطور الموقف الدولي خلال المعارك على الجبهة الشرقية

أمّا عن الموقف الدولي العسكري والسياسي الذي كان دوره بارزاً في هذه الفترة، سواء من حيث تأثيره المباشر على النتائج أو من حيث أن القيادات العملياتية في الجبهة كانت مشغولة به أكثر من انشغالها بإدارة العمليات الحربية فتتلخص في الآتي:

1. اتصل الرئيس الباكستاني يحيى خان تليفونياً برئيس الوزراء الصيني شواين لاي يوم 10 ديسمبر 1971 وأخبره بأن الموقف خطير للغاية وانه إذا لم تقم الصين بنجدة باكستان، فإنه من غير الممكن أن تواصل باكستان الحرب لأكثر من أسبوع. فقامت الصين تلبية لذلك بحشد من 2-3 فرقة من لاداخ وفرقتان على حدود بهوتان. ولكن هذا التصرف لم يكن هو الذي يقصده يحيى خان، بل كان يقصد أبعد من ذلك، ولكن الصين لم تكن مستعدة لقبوله في هذا الوقت.

2. قام الرئيس يحيى خان بالاتصال التليفوني بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون يوم 10 ديسمبر 1971 وأبلغه نفس الرسالة السابقة وطلب منه تدخل الولايات المتحدة. وكان رد الرئيس نيكسون بأن حاملتي الطائرات الأمريكية انتر برايزر وتريبولي بجانب 6 سفن حربية أخرى في طريقها إلى خليج البنجال، وسوف تصل في غضون 3 أيام.

3. بمجرد أن علمت الهند بتحرك الأسطول السابع اجتمعت القيادة العليا الهندية وقدرت موقفها وقررت الرد بالضرب على الأسطول السابع بمجرد أن تدخل وحدات الأسطول الأمريكي الحدود الساحلية لباكستان الشرقية (بنجلاديش) والتي تقدر بـ12 ميلاً بحرياً، وأبلغت الملحق البحري الأمريكي في نيودلهي أن الهند لن تتردد في ضرب الانتر برايزر نفسها، كما قدم الملحق الحربي الهندي في واشنطن نفس التحذير إلى واشنطن. وفي نفس الوقت أعلنت أنديرا غاندي يوم 12 ديسمبر 1971 في محاولة لتخفيف حدة التوتر العالمي أن هدفها ليس الاستيلاء على باكستان، ولكن هدفها هو تحرير بنجلاديش.

4. أبلغ الاتحاد السوفيتي الهند يوم 13 ديسمبر 1971 بأن غواصاته النووية في طريقها إلى خليج البنجال ولن تسمح للانتر برايزر أو تريبولي بالضرب على القوات الهندية، وفي نفس اليوم اتصل بريجنيف بالرئيس نيكسون على الخط الساخن وطلب منه سحب الأسطول السابع وإلا فإن الاتحاد السوفيتي سوف يقوم بالضرب لحماية الهند، ولكن الرئيس ريتشارد نيسكون رفض الإنذار. فبدأت الغواصات والسفن السوفيتية في تعقب الأسطول السابع الذي كان يرافقه خمس غواصات أمريكية.

5. قامت القوات الهندية بتركيز غاراتها على ممرات مطار دكا، وبذلك حرمت الطائرات الأمريكية من على حاملة الطائرات من إمكانية الهبوط في أي مكان في البنجال الشرقية.

6. استدعى وزير الدفاع الهندي السفير الأمريكي يوم 13 ديسمبر 1971 وأخطره رسمياً بأنه لو حاولت الانتر برايزر التدخل في شؤون البنجلاديش، أو قامت بالهجوم على أي طائرة أو سفينة هندية، فإن الهند لن تتردد في الضرب بقوة. كما أرسل قائد الجبهة الشرقية الهندية يوم 13 ديسمبر إلى رئيس أركان القوات الباكستانية الجنرال نيازي في باكستان الشرقية طلباً بالتسليم فوراً حقناً للدماء.

7. في نفس اليوم صدرت الأوامر لغواصتين هنديتين بالبقاء في خليج البنجال وانتظار أوامر أخرى.

8. واصلت الانتر برايزر تقدمها نحو الهند، فطلبت الهند يوم 14 ديسمبر 1971 من السفارة السوفيتية في نيودلهي أن تخف لنجدتها، وخلال بضعة دقائق وصلت رسالة من موسكو تقول أن السفن الحربية السوفيتية تلقت أمراً بالتقدم نحو خليج البنجال وبحر العرب. وفعلاً تحركت بعض السفن السوفيتية الموجودة في المحيط الهندي لمطاردة حاملة الطائرات الانتر برايزر، واتجهت غواصتان سوفيتيتان ذريتان في اتجاه خليج البنجال وبحر العرب بأقصى سرعة. وفي مساء 14 ديسمبر 1971 أبلغ الجنرال نيازي السفارة الأمريكية في نيودلهي أنه يوافق على التسليم بشرط ضمان انسحابه مع قواته سليمة، ولم توافق الحكومة الأمريكية على ذلك إلا بعد الرجوع إلى الرئيس يحيى خان لأخذ موافقته.

9. في يوم 15 ديسمبر 1971 وصل الأسطول السابع الأمريكي إلى خليج البنجال، وفي نفس الوقت وصلت أنباء بوصول بعض القطع السوفيتية إلى خليج البنجال (حوالي 20 قطعة)، بينما كانت الجهود السياسية والعسكرية على وشك الوصول إلى اتفاق حول التسليم النهائي، وبذا هدأ الموقف بين الكتلتين العظمتين انتظاراً لما قد يسفر عنه الموقف في اليوم التالي.

10. وفي يوم 15 ديسمبر 1971 أعلن الجنرال مانكشو القائد العام للقوات الهندية وقف إطلاق النيران من سعت 1700 حتى سعت 900 يوم 16 ديسمبر 1971 لإعطاء فرصة للقائد الباكستاني للتسليم دون قيد أو شرط على أن تعامل القوات الهندية الأسرى الباكستانيين طبقاً للقوانين الدولية.

وفي صباح 16 ديسمبر حصلت الحكومة الأمريكية على موافقة الرئيس يحيى خان على التسليم، حيث وقعت وثيقة التسليم سعت 1630 يوم 16 ديسمبر 1971. وفي نفس هذا اليوم وصلت حاملة الطائرات الأمريكية انتر برايزر إلى خليج البنجال، وهو نفس يوم إنهاء الحرب في باكستان الشرقية.

رابعاً: سير العمليات الحربية والمعارك في الجبهة الغربية

كانت العمليات القتالية في باكستان الغربية تتأثر تأثيراً كبيراً بالعمليات القتالية في باكستان الشرقية رغم عدم وجود تعاون على أي مستوى سواء كان تكتيكياً أو عملياتياً بين الجبهتين ولكن نظراً إلى أن القيادة الإستراتيجية واحدة في كلا الجبهتين، فكان هناك نوع من التأثير المتبادل بين الجبهتين. ومن هنا يمكن تقسيم تطور مراحل القتال حيث انتهى القتال في الجبهة الشرقية بتسليم القوات الباكستانية يوم 16 ديسمبر 1971 بينما لم يتوقف إطلاق النيران في الجبهة الغربية إلا في يوم 17 ديسمبر 1971.

وقد تركزت العمليات القتالية على الجبهة الغربية في عدة معارك شملت معظم الحدود بين الهند وباكستان الغربية، وان تركزت بصفة خاصة في قطاع جامو وكشمير، حيث يفصل القوات الهندية والقوات الباكستانية خط وقف إطلاق النيران الذي قسم مقاطعة كشمير بين الهند والباكستان وإن كان أغلبيتها يقع تحت السيطرة الهندية. كما كانت أكثر المعارك ضراوة هي التي حدثت على الحدود الهندية الباكستانية جنوب مقاطعة جامو وكشمير وهي التي كانتا بين الفيلق الأول الهندي والفيلق الأول الباكستاني في قطاع سيالكوت ـ شاكارجارا.

عموماً يمكن تحديد المعارك الرئيسية التي حدثت في هذه الجبهة من الشمال إلى الجنوب كالآتي:

·   معركة بونش داخل الأراضي الهندية من مقاطعة جامو وكشمير.

·   معركة تشامب داخل الأراضي الهندية من مقاطعة جامو وكشمير.

·   معركة سيالكوت ـ شاكارجارا وحدثت داخل الأراضي الباكستانية.

·   معارك قطاع لاهور ـ كاسور (معركة حسين وإلا ـ معركة سليمانكي) وهي معارك تثبيتية تمت في الأراضي الهندية وبعضها في الأراضي الباكستانية مثل سهجرا.

·   معارك راجستان داخل الأراضي الباكستانية. وعلاوة على ما سبق فقد تمت عدة معارك محدودة تمكنت فيها القوات الهندية من تحسين أوضاعها على خط وقف إطلاق النيران في مقاطعة كشمير.

ويمكن تقسيم مراحل القتال التي دارت في باكستان الغربية إلى ثلاث مراحل رئيسية هي:

1. سير العمليات في المرحلة الأولى (3 ديسمبر ـ 6 ديسمبر 1971)

أ. بدأت العمليات القتالية بالقيام بالضربة الجوية الباكستانية سعت 1745 يوم 3 ديسمبر 1971. وفي نفس الوقت قامت القوات البرية الباكستانية بالهجوم الشامل في جميع القطاعات على القوات الهندية على الحدود بين باكستان الغربية والهند.

ب. معركة بونش (أُنظر شكل معركة بونش)

(1) بدأ الهجوم عقب الضربة الجوية مباشرة في مساء يوم 3 ديسمبر 1971 بواسطة الفرقة 12 المشاة الباكستانية

(2) كانت الخطة الباكستانية تتلخص في قيام النسق الأول للفرقة بعبور خط وقف إطلاق النيران ويستولي على كاسبا، ثم تطور الهجوم بواسطة باقي وحدات الفرقة بالهجوم على محورين ـ المحور الأول يقوم بالهجوم على دانا ثم بونش، والمحور الثاني يتقدم للاستيلاء على جبال "ثان بير" التي تشرف على كوبري شان داك ثم يطور هذا المحور هجومه للاستيلاء على شان داك للسيطرة على طريق بونش ـ شان داك وعزل بونش من الشرق.

(3) بدأ الهجوم بواسطة اللواء 26، اللواء 12 + كتيبة مشاة كنسق أول للفرقة يعاونهم نيران 13 سرية مدفعية ميدان.

(4) بعد الاستيلاء على كاسبا اندفعت وحدات الفرقة في محورين حسب الخطة فاصطدم المحور الأول بمقاومة عنيفة للعدو عند دانا فتوقف الهجوم، بينما نجح المحور الثاني في الاستيلاء على سلسلة جبال "ثان بير" ثم تقدم واستولى على شان داك" وتمكن من السيطرة على الطريق.

(5) في يوم 5 ديسمبر 1971 قام قائد الفرقة 12 المشاة الباكستانية بتقدير موقفه وقرر إيقاف الهجوم ومحاولة الاحتفاظ بالخطوط التي وصل إليها. وفي يوم 6 ديسمبر 1971 بدأت القوات الباكستانية في تحسين مواقعها تحت ضغط طيران العدو.

ج. معركة تشامب (أُنظر شكل معركة تشامب)

تعدّ معركة تشامب من المعارك التي حققت فيها القوات الباكستانية نجاحاً على القوات الهندية.

(1) الخطة الباكستانية:

(أ)     كلفت الفرقة 23 المشاة الباكستانية وتحت قيادتها اللواء الثاني المدرع بالهجوم في قطاع تشامب بمهمة تدمير قوات العدو من خط وقف إطلاق النيران حتى نهر تاوي، والاستيلاء على قرية "تشامب" ثم احتلال رأس كوبري على الشاطئ البعيد للنهر، وتطوير الهجوم في اتجاه بالانوالا.

(ب) وضع قائد الفرقة خطته لتنفيذ المهمة كالآتي:

· يقوم اللواء 66 مش، اللواء 111 مش بعبور خط وقف إطلاق النيران واحتلال قاعدتي هجوم على مسافة 2 ميل داخل الأراضي الهندية.

· تقوم كتيبة مشاة يدعمها آلاي مدرع بالهجوم من الجانب الأيسر واحتلال كوبري مانديالا ثم تعبر النهر باستخدام الكوبري وتهدد تشامب من الخلف.

· يتم الهجوم الرئيسي على تشامب من اتجاه الشمال، واستبعد قائد الفرقة الهجوم من الجنوب للأسباب الآتية:

- قوة دفاعات العدو في الاتجاه الجنوبي.

- عدم صلاحية الأرض في الاتجاه الجنوبي للدبابات.

- توقع العدو للهجوم من الجنوب وبذلك يمكن تحقيق المفاجأة على العدو بالهجوم من الشمال.

· بعد احتلال تشامب وإنشاء رأس الكوبري على الشاطئ البعيد يتم تطوير الهجوم لتحقيق المهمة النهائية للفرقة بالاستيلاء على بالانوالا.

(2) سير العمليات

(أ) بدأت العمليات الهجومية ليلة 3 ـ 4 ديسمبر 1971 بعبور اللواء 66 المشاة واللواء 111 المشاة خط وقف إطلاق النيران، ونجح اللواء 66 المشاة في إنشاء قاعدة هجوم بينما فشل اللواء 111 المشاة لاصطدامه بمقاومة عنيفة من العدو ولم يستطع التقدم سوى 150 م فقط.

(ب) في يوم 4 ديسمبر 1971 تقدمت كتيبة المشاة وآلاى مدرع في اتجاه كوبري باندبالا ولكن عند وصول هذه القوات إلى الكوبري وجدته مدمراً.

(ج) في يوم 5 ديسمبر قرر قائد الفرقة تعديل خطته بدفع اللواء الرابع لاقتحام النهر عنوة واحتلال رأس كوبري على الشاطئ البعيد للنهر على أن يتم ذلك خلال يوم 5/6 ديسمبر ثم يدفع اللواء الثاني المدرع من رأس الكوبري لاحتلال "بالانوالا"

(د) في ليلة 5/6 ديسمبر نجحت إحدى كتائب اللواء في الاقتحام والاستيلاء على  رأس الكوبري ولكنها تعرضت لقصف شديد من مدفعية العدو وفي الصباح ركز العدو قواته الجوية في قصف مركز لموقع الكتيبة الباكستانية ثم تبع ذلك هجوم مضاد بالقوات الهندية ونجح الهجوم المضاد في طرد الكتيبة في رأس الكوبري.

(هـ) قرر قائد الفرقة الهجوم على تشامب من الجانب الأيمن بعد إعادة تجميع قواته وفي نهاية يوم 6 ديسمبر 1971 كان قد أعد اللواء 2 المدرع واللواء 66 المشاة للهجوم الذي بدأ في صباح اليوم التالي.

د. معركة سيالكوت ـ شاكارجارا (أُنظر شكل معارك سيالكوت شاكارجارا)

تعدّ هذه المعركة هي الرئيسية، التي حدثت في الحرب الهندية ـ الباكستانية، على الجبهة الغربية، حيث ركز كلا الطرفين مجهوده الرئيسي فيها، وحدثت بأكبر حشد للقوات لكلا الطرفين. كما تعدّ من المعارك الرئيسية، التي حققت فيها القوات الهندية تفوقاً على القوات الباكستانية، في الجبهة الغربية، وقد استطاعت تطبيق مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع، وتمكنت من انتزاع المبادأة من العدو، ونقل المعركة إلى أرضه.

(1) الخطة الباكستانية

(أ) بنيت الخطة الباكستانية العملياتية كما ذكرنا على قيام قوات الفيلق الأول بالهجوم من جنوب مقاطعة جامو وكشمير وتطويق أكبر جزء ممكن من جامو وكشمير للمساومة بها في حالة وقف إطلاق النيران مع نجاح الهند في الاستيلاء على باكستان الشرقية أو جزء منها.

(ب) نتيجة لإحراز الهند المبادأة قررت باكستان تغيير خطتها من الهجوم إلى الدفاع.

(ج) تتكون منطقة العمليات من بروزين رئيسيين هما بروز بوكليان في الشمال وبروز شاكارجارا في الجنوب، ويمتاز هذين البروزين بأنهما يعتبران أهم   منطقة حيوية على الحدود الهندية الباكستانية لقربهما من عقد المواصلات الرئيسية التي تربط الهند بمقاطعة جامو وكشمير، علاوة على تحقيق أفضل   الظروف للقوات المهاجمة ومصاعب للقوات المدافعة نظراً إلى إمكان القوات المهاجمة القيام بالهجوم من ثلاث محاور، كما توفر طبيعة الأرض في المنطقة حرية عمل للمدرعات العنصر الرئيسي للقوات المهاجمة.

(د) خصصت القيادة الباكستانية الفرقة 15 المشاة للدفاع عن بروز "بوكليان" و"سيالكوت" تعاونها بعض وحدات الفرقة السادسة المدرعة. كما خصصت الفرقة 8 المشاة للدفاع في منطقة "شارجارا" تعاونها بعض وحدات الفرقة السادسة المدرعة. مع الاحتفاظ بباقي الفرقة السادسة المدرعة الفرقة 17 كاحتياطي في "وازيراباد"

(هـ) كلف الفيلق الأول الهندي بالهجوم والاستيلاء على الخط مارالا ـ سيالكوت ـ باسرور ـ نوروال، ثم تطوير الهجوم في اتجاه وازير أباد ـ جوجرات. وكان الفيلق يتكون من خمسة ألوية مدرعة.

(3) سير العمليات

(أ) في ليلة 3/4 ديسمبر 1971 قامت الفرقة الثامنة الباكستانية بالهجوم على القوات الهندية في منطقة ضرام على الجانب الباكستاني من نهر رافي وحقق الهجوم مفاجأة، كبيرة للقوات المدافعة، ونجح الباكستانيون في طرد الهنود إلى الجانب الآخر من النهر.

(ب) في يوم 4 ديسمبر بدأت القوات الهندية هجومها على القوات الباكستانية في المنطقة شرق ضرام على الجانب الهندي من النهر بواسطة بعض وحدات من الفرقة 36، الفرقة 15 الهندية، ونجحت في طرد القوات الباكستانية إلى الجانب الآخر من النهر.

(ج) في يوم 5 ديسمبر بدأت العمليات الرئيسية في هذا القطاع بالهجوم الهندي الشامل. وفي يوم 6 ديسمبر 1971 بدأت القوات الباكستانية ترتد للخلف أمام ضغط العدو واستولت القوات الهندية على بوكليان.

هـ. معارك لاهور ـ كاسور (أُنظر شكل معارك لاهور وكاسور)

(1) تعتبر هذه المعارك من العمليات التي حققت فيها القوات الباكستانية تفوقاً على القوات الهندية كما تتميز معارك هذه الجبهة في أنها معارك صغيرة لم يزد حجم القوات المهاجمة فيها عن لواء مشاة مدعم لذا فهي تبرز المستويات التكتيكية.

(2) الخطة الباكستانية

(أ) كان الفيلق الباكستاني الرابع هو المسؤول عن الأعمال القتالية في هذه الجبهة. ويتكون هذا الفيلق من فرقتين مشاة ولواء مشاة مستقل، هم الفرقة العاشرة المشاة والفرقة 11 المشاة واللواء 106 المشاة المقل.

(ب) ونظراً إلى اتساع مواجهة الفيلق فقد قرر قائد الفيلق اتخاذ تشكيل القتال في نسق واحد حيث احتلت الفرقة العاشرة في الشمال قطاع لاهور، والفرقة 11 في الوسط قطاع كاسور، واللواء 106 المشاة المستقل منطقة سليمانكي.

(3) الخطة الهندية

(أ) لم تعرف تفصيلات الخطة الهندية في هذا القطاع، ولكن اتضح إنها لا تتعدى محاولات لتثبيت العدو.

(ب) وكان الفيلق 11 الهندي هو المكلف بالأعمال القتالية في هذا الاتجاه، ويحتل المنطقة أمريستار ـ جولدبور ـ فريزبور أمام قطاع لاهور.

(4) سير العمليات

بدأ سير العمليات في هذه الجبهة بهجوم عام من الفيلق الرابع الباكستاني مع آخر ضوء يوم 3 ديسمبر 1971، أي بعد الضربة الجوية الباكستانية مباشرة، ففي قطاع الفرقة 10 قام اللواء 88 في الشمال بالهجوم في اتجاهين حيث استولى ليلة 3/4 ديسمبر 1971 في الاتجاه الشمالي على جسر غوس، وفي الاتجاه الجنوبي على بروز فوتي. وفي الوسط قام اللواء 114 مش بالهجوم من شمال لاهور لقفل مصرف نموجا نوان. وفي يوم 4 ديسمبر حقق اللواء أهدافه ووصل إلى خط القرى رافي ـ موكوت بول ـ كانجري وفي الجنوب قام اللواء 103 المشاة بالهجوم واستولى على شينا بيدى شاند في يوم 4 ديسمبر 1971.

و. معركة حسين والا (أُنظر شكل معركة حسين والا)

(1) كلف اللواء 105 من الفرقة 11 مشاة الباكستانية بالهجوم على القوات الهندية في منطقة "حسين والا" والاستيلاء على كوبري حسين والا ورأس السكة الحديد والطرق في هذه المنطقة وتحتل القوات الهندية هذه المنطقة وهي على هيئة بروز داخل الأراضي الباكستانية مساحة 18 ميل مربع، ويحتوي على معسكرات قناة حسين والا والكوبري والسكة الحديد.

(2) الخطة الهندية الدفاعية

احتلت القوات الهندية هذا القطاع بواسطة اللواء 35 الهندي في نسقين ـ كتيبتان في النسق الأول وكتيبة وسرية دبابات في النسق الثاني.

(3) الخطة الباكستانية الهجومية

قرر قائد اللواء الهجوم ليلاً من المنتصف لتحقيق المفاجأة. بنسق واحد احتياطي.

(4) سير العمليات:

سعت 1815، 3 ديسمبر 1971، بدأت المفارز المتقدمة للكتيبة الثالثة المشاة في يمين تشكيل اللواء والكتيبة 19 المشاة في يسار تشكيل اللواء في التقدم واحتلت تقاطع جسر يولاك مع الجسور الأخرى بعد مقاومة محدودة من القوات الهندية. ثم بدأ الهجوم الرئيسي للواء بعد 15 دقيقة تحت ستر نيران المدفعية والمدافع عديمة الارتداد ومدافع الماكينة.

وسعت 2030، نفّذت القوات الهندية بهجوم مضاد بواسطة سرية دبابات عن طريق كوبري حسين والا، فتعاملت معها القوات الباكستانية وأصابت دبابة القائد فعادت الدبابات أدراجها ثم قامت القوات الهندية بنسف الكوبري بتدمير 3 أكتاف منه.

وفي منتصف الليل أمر قائد اللواء الباكستاني الكتيبة 19 المشاة التي كانت قد توقفت بأن تعاود هجومها على جسر جايد، ولكنها تعرضت لنيران كثيفة من القوات الهندية ووصلت بعد قتال متلاحم إلى جانب الجسر المواجه لها، ثم أمر قائد اللواء بإيقاف الهجوم وقام بالمناورة لتطهير نقط العدو القوية.

وفي صباح يوم 4 ديسمبر 1971 كان قد تم تطهير نقط العدو القوية في يولاك ـ راجوك ـ شاموك ـ فأمر قائد اللواء الباكستاني الكتيبة 19 بالتقدم فواصلت الكتيبة تقدمها حتى وصلت إلى أهدافها بسهولة بعد سقوط نقط القوات الهندية القوية ليلاً.

ز. معركة سليمانكي (أُنظر شكل معركة سليمانكي)

(1) في الجنوب من قطاع الفيلق الرابع الباكستاني وعلى يمين الفرقة 11 المشاة عمل اللواء 106 المشاة المستقل في منطقة سليمانكي.

(2) التجهيزات والخطة الهندية:

احتلت القوات الهندية هذا الموقع بواسطة اللواء 67 المشاة وقامت بتجهيز هذا الموقع هندسياً على هيئة نقط قوية، كل نقطة مكونة من دشمة خرسانية ذات جدارين من الأسمنت المسلح بسمك 50 سم ومحاطة بحقل ألغام وأسلاك شائكة أنشئت هذه النقط على جسر مرتفع يقع مباشرة على حافة قناة باتساع 10 م، كما يوجد على هذه القناة قناطر بفاصل 1 كم بين كل قنطرة والأخرى. هذا عن الموقع الأول، أما الموقع الثاني فقد جهز خلف هذا الموقع بمسافة ا كم، وأنشئ بين الموقعين حقل ألغام كثيف. وقد خططت القوات الهندية على أن تقوم بنسف هذه القناطر بواسطة مراكز الموانع بمجرد انسحاب القوات الهندية الساترة بعد تنفيذ مهامها.

(3) الخطة الباكستانية:

كان اللواء 106 المشاة الباكستاني المكلف بالهجوم في هذا القطاع يتكون من الكتائب 6، 7، 18 المشاة وكتيبة من الفدائيين.

خطط قائد اللواء للهجوم على نسق واحد في جناحين في الجناح الأيمن الكتيبة 18 المشاة في اليمين، وعلى يسارها الكتيبة 7 المشاة، وفي الجناح الأيسر الكتيبة 6 المشاة وعلى يسارها كتيبة الفدائيين، كما قرر قائد اللواء أن يتم هجوم الكتائب في أنساق سرايا.

(4) سير العمليات

في أخر ضوء يوم 3 ديسمبر 1971 بدأت الكتيبة 6 المشاة الباكستانية هجومها الصامت ونجحت في الوصول إلى أحد الكباري قبل نسفها ولكنها تعرضت لنيران كثيفة على الكوبري فقتل معظم أفرادها وأضطر البعض إلى القفز من على الكوبري وإتمام عبور القناة سباحة، حيث وصلوا الجسر واحتلوا خلفه وعززوا عليه ثم وصلت سرية النسق الثاني وانضمت إلى السرية الأولى لاستكمال تعزيز الموقع.

بدأت بعد ذلك الكتيبة 7 في الهجوم على يمين الكتيبة 6 ونجحت في الوصول إلى أهدافها كما قامت الكتيبة 8 بالهجوم الليلي على يمين تشكيل اللواء حيث احتلت الأهداف المحددة لها عن طريق الاستيلاء عليها بأعمال الدوريات.

وفي صباح يوم 4 ديسمبر 1971 كانت جميع كتائب اللواء 106 المشاة الباكستاني قد وصلت إلى أهدافها. فبدأت القوات الهندية في القيام بعمليات الهجوم المضادة  لاستعادة  المواقع مركزة هجومها على موقع السرية الثانية من الكتيبة السادسة ونجحت بعد عدة محاولات من اختراق موقع هذه السرية ليلة 6/7 ديسمبر 1971.

ح. معارك راجستان (أُنظر شكل معركة راجستان)

(1) المهمة القتالية للقوات الباكستانية

(أ) تتميز الأرض في هذا القطاع بأنها صحراوية مكشوفة تصلح لعمل القوات المدرعة.

(ب) قسمت باكستان هذا القطاع نظراً إلى اتساعه إلى 3 محاور ـ المحور الشمالي المواجه لبلدة جايار ـ المحور الأوسط المواجه لبلدة شور. عمر كوت، شارشو ويمر به خط السكة الحديد ـ المحور الجنوبي المواجهة لبلدة فرواة، ناجار باركز.

(ج) كلفت الفرقة 18 المشاة الباكستانية (كانت هذه الفرقة غير صالحة للمهمة التي كلفت بها)، التي تعمل في هذا القطاع بالهجوم في المحور الشمالي مع تثبيت القوات الهندية في المحورين الأوسط والجنوبي.

(د) خصص قائد الفرقة للهجوم في القطاع الشمالي قوة تقدر بلوائين من قاعدة هجومها في جابار، على أن تقوم بالهجوم في اتجاهين، الاتجاه الأول في اتجاه تانوت، والثاني في اتجاه لونجان والا.

(2) حجم القوات الهندية

كانت القوات الهندية في هذا القطاع هي القيادة الجنوبية وتحت قيادتها 2 فرقة مشاة + لواء مشاة مستقل + 3 آلايات مدرعة.

(3) سير العمليات

(أ) كان مقرراً أن تبدأ الفرقة 18 المشاة بالهجوم ليلة 3/4 ديسمبر 1971 ولكن نظراً إلى المشاكل الإدارية في الفرقة فقد تأخر الهجوم 24 ساعة حيث بدأ في أخر ضوء يوم 4 ديسمبر 1971.

(ب) بمجرد بدء العمليات القتالية فقدت قيادة الفرقة الاتصال بوحداتها الفرعية فلم يتم الاتصال إلا سعت 130 يوم 5 ديسمبر 1971 حيث علمت قيادة الفرقة أن أحد ألويتها نجح في الاستيلاء على "لونجان والا" على مسافة 6 كم داخل الحدود الهندية.

(ج) وفي يوم 4 ديسمبر كان اللواء 85 المشاة الهندي قد بدأ هجومه أيضاً، واستطاع أن يقطع 18 ميلا دون مقاومة الأمن بعض نقط الحراسة الباكستانية وفي نفس الوقت بدأ اللواء 330 المشاة الهندي تقدمه في اتجاه عمركوت.

(د) وفي يوم 5 ديسمبر كانت جميع عربات الفرقة غارزة في الصحراء تحت سيطرة العدو الجوية نظراً إلى عدم إمكان تقديم أي معاونة جوية من القوات الجوية الباكستانية لهذه الفرقة، فتعرضت قوات الفرقة لقصف مركز من طيران العدو طوال يومي 5 و6 ديسمبر 1971 مما اضطرت القيادة الباكستانية إلى إصدار أوامرها للفرقة بالعودة إلى مواقعها الابتدائية الأصلية.

2. سير العمليات في المرحلة الثانية 7 ـ 10 ديسمبر

أ. سير العمليات في قطاع بونش (أُنظر شكل معركة بونش)

صدرت الأوامر لقائد الفرقة 12 المشاة الباكستانية بمعاودة الهجوم للاستيلاء على بونش، وبدأ الهجوم ليلة 9/10 ديسمبر 1971 إلا أن الهجوم فشل فعادت الفرقة إلى مواقعها وقد تعرضت الفرقة طوال هذه الفترة لقصف شديد من القوات الجوية الهندية.

ب. سير العمليات في قطاع تشامب (أُنظر شكل معركة تشامب)

(1) في يوم 7 ديسمبر 1971 بدأت الفرقة 23 المشاة الباكستانية هجومها على الجانب الأيمن بين تشامب، موناوار ووصلت إلى نهر تاوي. وانسحب العدو من تشامب ودخلتها القوات الباكستانية في نفس اليوم.

(2) في يوم 8 ديسمبر 1971 استمرت القوات الباكستانية في تطهير مواقع العدو.

(3) وفي يوم 9 ديسمبر أمرت الفرقة باقتحام نهر تاوي وتطوير هجومها على الضفة البعيدة.

(4) وفي يوم 10 ديسمبر وقبل أن تبدأ الفرقة عبورها قتل قائد الفرقة أثناء تفقده لقواته من طائراته الهليكوبتر ولكن الفرقة بدأت هجومها باللواء 111 في اقتحام المانع المائي وبعد أن نجحت بعض كتائبه في العبور وقعت الكتيبة الرابعة في أرض قتل مخططة من قبل فأبيدت سريتين من هذه الكتيبة، ثم قامت القوات الهندية بهجوم مضاد ونجحت في طرد القوات الباكستانية من رأس الكوبري.

ج. سير العمليات في قطاع سيالكوت ـ شاكارجارا (اُنظر شكل معارك سيالكوت شاكارجارا)

(1) استمرت القوات الهندية في تقدمها طوال يومي 7،8 ديسمبر 1971.

(2) في يوم 9 ديسمبر 1971 بدأت القوات الهندية تطوير هجومها بفتح جبهة أخرى. فبدأت وحدات من الفرقة 36 المشاة في عبور نهر رافي، والتقدم في اتجاه نهرنيين في اتجاه نوركوت، علاوة على تقدمها على المحورين السابقين (محور نائين كوت- محور إخلاص بور) وسقطت كل من البلدين وبدأت تطور هجومها في اتجاه شاكارجارا. ويعاون عمليات الفرقة 36 المشاة اللواء الثاني المدرع ونيران كثيفة من المدفعية والقوات الجوية.

(3) أمر قائد الفيلق الأول الباكستاني الفرقة الثامنة بالهجوم المضاد على تجمعات العدو في بائين كوت، ولكن القوات الهندية صدت هذا الهجوم، فأمر قائد الفيلق أن تحتل الفرقة 8 المشاة خطاً دفاعياً على الشاطئ الغربي لنهر بيين.

(4) في الشمال قامت الفرقة 15 المشاة الباكستانية بعدة هجمات مضادة محدودة لم تنجح. واستمرت القوات الهندية في زحفها على الفرقة 15 المشاة الباكستانية ونجحت في فتح ثغرة في حقول الألغام واخترقت الدفاعات الباكستانية وحاولت الهجوم على سيالكوت والاستيلاء عليها ولكن الهجوم فشل.

د. سير العمليات في قطاع لاهور ـ كاسور     (أُنظر شكل معارك لاهور وكاسور)

لم تحدث أي عمليات قتالية في هذا القطاع سوى العمليات التي وقعت في:

(1) قطاع حسين والا (أُنظر شكل معركة حسين والا)

تقوم القوات الباكستانية بتطهير المواقع مع تعرضها لقصف شديد من طيران الهند.

(2) قطاع سليمانكي (أُنظر شكل معركة سليمانكي)

قامت القوات الهندية بعد أن نجحت في أحداث ثغرة في السرية الثانية من الكتيبة السادسة الباكستانية بدفع قواتها المدرعة للقيام بالهجوم المضاد بعد أن نجحت في إسكات معظم المدافع المضادة للدبابات. فقام الهنود بالهجوم مخترقين حقول الألغام، ثم بدأت تتقدم الدبابات في هيئة رتل دبابات بمحاذاة الحد الأمامي فكانت هدفا سهلا للقوات الباكستانية فقامت بتدمير الدبابات المهاجمة بالقواذف الفردية المضادة للدبابات (الانرجا)، ثم قامت القوات الباكستانية بتطهير المنطقة كلها بواسطة جميع كتائب اللواء.

هـ. سير العمليات في قطاع راجستان (أُنظر شكل معركة راجستان)

في يوم 10 ديسمبر 1971 نجحت بقايا الفرقة 18 المشاة الباكستانية من العودة إلى مواقعها داخل الحدود الباكستانية، ونجحت القوات الهندية في الاستيلاء على 3 نقط في اتجاه إسلام جار بينما تابع كل من اللواء 85، اللواء 33 تقدمهما.

3. سير العمليات في المرحلة الثالثة من 11 ـ 17 ديسمبر 1971

أ. في قطاع بونش (أُنظر شكل معركة بونش)

تقوم القوات الهندية بأعمال الهجمات المضادة على القوات الباكستانية وتحسن من مواقعها على خط وقف إطلاق النيران، واستعادة المواقع بين الطرفين أكثر من مرة.

ب. في قطاع تشامب (أنظر شكل معركة تشامب)

لم تحدث أي عمليات تذكر سوى تعرض القوات الباكستانية لقصف جوي شديد من القوات الهندية.

ج. في قطاع سيالكوت ـ شاكارجارا (أُنظر شكل معارك سيالكوت شاكارجارا)

(1) استمر ضغط القوات الهندية على القوات الباكستانية واستبسال القوات الباكستانية في الدفاع.

(2) ركزت القوات الهندية هجومها بواسطة الفرقة 54 في الشمال من قطاع شاكارجارا بهدف الوصول إلى طريق ظفروال ـ شاكارجارا لتطويق القوات الباكستانية في شاكارجارا وفي ليلة 15/16 ديسمبر 1971 نجحت القوات الهندية في إحداث ثغرة في القوات الباكستانية بين لاجوال وظفروال، ودفع في هذه الثغرة بكتيبتين مشاة + آلايين مدرعين وتقدمت القوات الهندية بهدف قطع طريق ظفروال ـ شاكارجارا.

(3) وفي يوم 16 ديسمبر 1971 قامت القوات الباكستانية المدرعة بالهجوم المضاد على الثغرة وتمكنت من إيقاف الهنود عند باربند

(4) وفي سعت 500 يوم 17 ديسمبر 1971 قامت القوات الباكستانية بهجوم مضاد آخر لطرد الهنود من قرية جاريال ولكن الهجوم فشل.

(5) وطوال يوم 17 ديسمبر 1971 شنت القوات الباكستانية عدة هجمات لتحسين مواقعها وطرد العدو من أكبر جزء ممكن من الأراضي قبل وقف إطلاق النيران ولكنها فشلت في تحقيق أغراضها وأدت هذه المحاولات إلى إحداث خسائر كبيرة في القوات الباكستانية.

د. في قطاع لاهور ـ كاسور

حاولت القوات الهندية القيام ببعض الهجمات المضادة لاستعادة بعض المواقع التي سقطت في أيدي الباكستانيين، ولكن هذه الهجمات لم تسفر عن نتائج تذكر وكان آخرها قيام القوات الهندية بقصف مركز بالمدفعية قبل إيقاف النيران بحوالي 4 ساعات، ثم بهجوم مركز على بعض المواقع ولكن أمكن صد الهجوم بواسطة القوات الباكستانية.

هـ. في قطاع راجستان

استمرت القوات الهندية في تقدمها واستيلائها على بعض نقط الحراسة الباكستانية فقد نجح اللواء 85 المشاة الهندي من احتلال بعض منها. وفي قطاع اللواء 330 المشاة الهندي نجحت الكتيبة 18 في تهديد عمر كوت يوم 15 ديسمبر 1971 وقامت الكتيبة 20 الباكستانية يوم 16 ديسمبر بهجوم مضاد مفاجئ وتمكنت من طرد اللواء الهندي من مواقعه. وفي أقصى الجنوب نجحت القوات الهندية في الاستيلاء على ناجاريا ركز، فرواة.

كانت تصرفات القيادة الباكستانية خلال المرحلة الثالثة من سير العمليات يشوبها التخبط الشديد في قراراتها. وكان أكبر القرارات الخاطئة التي اتخذتها القيادة هو تفتيت الفرقة 33 المشاة لتدعيم الفيلق الأول في قطاع سيالكوت ـ شاكارجارا والفرقة 18 المشاة في قطاع راجستان.

أما ابرز دلائل التردد فكان أيضاً بالنسبة للاحتياطي الإستراتيجي وقرار الهجوم المضاد. فمنذ يوم 7 ديسمبر 1971 والقيادة الباكستانية تتردد في دفع الاحتياطي العام إلى أن تقرر يوم 12 ديسمبر القيام بالهجوم المضاد، حيث أعدت أوامر عمليات الهجوم المضاد ليلة 12/13 ديسمبر 1971 على أن يتم الهجوم المضاد بواسطة باقي تشكيلات الفيلق الثاني (الاحتياطي الإستراتيجي) وحدد له صباح يوم 16 ديسمبر، وتم التصديق على خطط العمليات صباح يوم 13 ديسمبر 1971 وأرسلت أوامر العمليات إلى كل من يعنيه الأمر وبدأوا في الإعداد للهجوم المضاد، ولكن صدرت أوامر أخرى بتأجيل هذا الهجوم 24 ساعة ليتم صباح يوم 17 ديسمبر، ولكن في مساء يوم 16 ديسمبر كانت باكستان الشرقية قد استسلمت، فأعيد تقدير الموقف على الجبهة الغربية وكان أبرز ما فيه تدهور الموقف في قطاع الفيلق الأول وعدم إمكان القوات الجوية الباكستانية معاونة الهجوم المضاد الباكستاني بالمجهود الجوي المناسب لذا تقرر إلغاء قرار الهجوم المضاد. وفي يوم 17 ديسمبر قبلت باكستان وقف إطلاق النيران على الجبهة الغربية وانتهت الحرب الهندية الباكستانية.

 



[1] يذكر الباكستانيون في وثائقهم أنه لواء مظلي.