إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / المشكلة الشيشانية





منطقة القفقاس (القوقاز)

الجمهوريات والمقاطعات
جمهوريات وأقاليم القوقاز
خريطة إمارة القوقاز
خريطة الأقاليم المحلية والمدن



مقدمة

مقدمة

تقع الشيشان على السفوح الشمالية الشرقية من سلسلة جبال القوقاز، الممتدة بين البحر الأسود غرباً، وبحر قزوين شرقاً. تقدَّر مساحتها بنحو 19.3 ألف كم2، بعد اقتطاع نحو 40 ألف كم2، خلال الحكم الروسي، القيصري، ثم الشيوعي، وضمها إلى كلٍّ من جمهوريات: الداغستان، وأوسيتيا الشمالية، وجورجيا، بهدف إضعاف الشيشانيين وتمزيقهم.

بدأت مآسي الشعب الشيشاني، وسائر الشعوب الإسلامية في القوقاز، وآسيا الوسطى، عندما بدأ التوسع الروسي، في جميع الاتجاهات، واحتلال أراضي الآخرين بالقوة؛ حتى أصبحت روسيا، في أواخر القرن التاسع عشر، أكبر دولة استعمارية عرفها التاريخ، تبسط سيطرتها على 22.5 مليون كم2، أي سدس مساحة يابس الكرة الأرضية. بدأت روسيا توسعها باحتلال تتارستان الإسلامية، في حوض الفولجا؛ ثم بشكيرستان الإسلامية، الواقعة على سفوح جبال الأورال، فشمالي القوقاز وجنوبيه، والمناطق الإسلامية في آسيا الوسطى؛ ليناهز ما احتلته من أراضي المسلمين 4.7 ملايين كم2، أي ما يفوق ضعف مساحة المملكة العربية السعودية.

تمتد الأراضي، التي احتلتها روسيا، في شمالي القوقاز، في القرن التاسع عشر، من البحر الأسود غرباً، وحتى ضفاف بحر قزوين شرقاً. وتشمل داغستان، والشيشان، والإنجوش، والأستين، والبلقار، والقرشاي؛ وجميع بلاد الشراكسة الواسعة الخصبة، التي تمتد من حدود الأستين شرقاً حتى ضفاف البحر الأسود غرباً. وأما جنوبي القوقاز، فيشمل أذربيجان، وأبخازيا، وناخيشفان، الإسلامية؛ إضافة إلى أرمينيا، وجورجيا. واحتلت، في آسيا الوسطى، تركمانستان، وأوزبكستان، وقازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان.

ولكن احتلال تلك البلدان الإسلامية، لم يكن بالأمر اليسير على الغزاة الروس؛ إذ إن المسلمين دافعوا عن بلادهم ببسالة، ولا سيما في الشيشان، حيث حاول الاستعمار الروسي، بين عامَي 1785 و1863، إبادة سكانها، المقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، فقضى على ثلاثة أرباعهم.

بيد أن الشيشانيين، لم يستكينوا للاحتلال الروسي؛ إذ بدأت ثورتهم الأولى عام 1864، وأدت إلى هجرة أعداد كبيرة، من المناطق الثائرة إلى تركيا، وسورية، والعراق. وكذلك، نجم عن ثورتهم، في أواخر القرن التاسع عشر، هجرة أعداد كبيرة، من المناطق الثائرة إلى تركيا والأردن، على وجه الخصوص. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حاول الشيشانيون تحرير بلادهم، فحاربوا الجيش القيصري، ثم القوات الشيوعية، التي انتصرت على جيش القيصر؛ وهذا ما أدى إلى إفناء نحو 15% من الشعب الشيشاني في القوقاز. وفي أواخر الحرب العالمية الثانية، عمد الاتحاد السوفيتي إلى حرب إبادة الشيشانيين وتشريدهم في سيبيريا، والمناطق الخالية في قازاخستان؛ مما أدى إلى إفناء نحو 45% منهم. ولم يسمح للمشردين بالعودة إلى موطنهم، إلا عام 1957؛ ناهيك من فقْد الشعب الشيشاني نحو 8% من تعداده؛ نتيجة الغزو الروسي لبلادهم، خلال الفترة من ديسمبر 1994 وحتى أغسطس 1996. فضلاً عن فقْده ما يقرب من 20% من تعداده، في الاجتياح الروسي الثاني، في أغسطس 1999، والذي لا يزال مستمراً حتى الآن؛ زد على ذلك لجوء معظم الشعب في هذا الاجتياح الأخير، إلى البلاد المجاورة للشيشان.

وبعد ثبات الحكم الشيوعي في روسيا، قُسِّمَت الإمبراطورية الروسية إلى جمهوريات اتحادية، أصبح عددها 15 جمهورية، بعد الحرب العالمية الثانية، وهي: روسيا، وأوكرانيا، وبيلوروسيا (روسيا البيضاء)، ومولدافيا، وليتوانيا، وإستونيا، ولاتيفيا، وأرمينيا، وجورجيا، إضافة إلى ست جمهوريات اتحادية إسلامية، هي: آذربيجان، وتركمانستان، وأوزبكستان، وقازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان. وشكلت جميع هذه الجمهوريات ما يُعرف بالاتحاد السوفيتي، الذي كان يحكمه الروس،استمراراً للعهد القيصري.

وأمّا روسيا، وهي أكبرها مساحة (17.5 مليون كم2)، فاشتملت على 21 جمهورية ذات استقلال ذاتي، رمزي، منها ثماني جمهوريات إسلامية، هي تتارستان، وبشقيرستان، وداغستان، والشيشان، والإنجوش، وقباردين ـ بلقار، وتشركس ـ قراتشاي، وأديجة. وهذا يعني أنه على الرغم من استقلال الجمهوريات الاتحادية الإسلامية الست، فإنه لا تزال هناك سبع جمهوريات إسلامية، ذات حكم ذاتي، ترزح تحت الاستعمار الروسي. واللافت أن جمهورية الشيشان، أعلنت استقلالها عن روسيا؛ ولكن، لم تعترف بها، حتى الآن، أي دولة، عربية أو إسلامية!