إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / المشكلة الشيشانية





منطقة القفقاس (القوقاز)

الجمهوريات والمقاطعات
جمهوريات وأقاليم القوقاز
خريطة إمارة القوقاز
خريطة الأقاليم المحلية والمدن



ثالثاً : الدور الروسي

المبحث الخامس

تطورات الأزمة الشيشانية (الفترة من عام2000 ـ 2006م)

أولا: الشيشان بعد أحداث سبتمبر 2001

انطلاقاً من أهمية أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، يُجدر الحديث عن الحركة الإسلامية في الشيشان، ارتباطا بالأهمية الإستراتيجية للمنطقة، في جدول أولويات الولايات المتحدة وروسيا منذ إعلان الحرب على الإرهاب،  وغزو أفغانستان عام 2001 وتصاعد الأهمية بعد غزو العراق عام 2003، كما أن الصراع ألشيشاني قائم مع دولة عظمى محتملة في النظام العالمي الجديد وهي روسيا،  وان الحديث في هذا الإطار يدور عن حركة إسلامية شيشانية، لها علاقة بشكل التدين المتهم بالإرهاب من الولايات المتحدة الأمريكية وهو التيار السلفي الجهادي في الشيشان ويمكن تقسيم الحركة الإسلامية في الشيشان إلى تيارين أحدهما صوفي والأخر سلفي جهادي.

1. التيار الصوفي

تيار تقليدي للحركة الإسلامية، مارس تاريخيا عملية المقاومة ضد الغزو الروسي منذ عام 1785، وهو التيار المعبر عن التزاوج بين الدين الإسلامي والشخصية القومية الشيشانية، ويعبر عن هذا التيار قسمان أحدهما تابع للتيار النقشبندي، وهو أول من أدخل الإسلام إلى بلاد الشيشان، والقسم الأخر تابع للتيار القادري الذي برز بعده. وكلتا الطريقتين لعبتا دورا مميزا في التفاعلات السياسية الداخلية وفي مقاومة الاحتلال الروسي للشيشان، ويتميز هذا التيار بخصوصية عن باقي التيارات الصوفية في المشرق، بجهاديته وممارسته لمقاومة الاحتلال، وبذلك يمكننا وصفه بأنه حركة سياسية اجتماعية.

2. التيار السلفي الجهادي

صعد التيار السلفي الجهادي في الشيشان، بفعل عولمة الحركات الإسلامية الراديكالية في العالم، ومع تطور الاتصالات ووفود عناصر من الحركات الجهادية السلفية العربية مثل تنظيم القاعدة وغيرها إلى الشيشان لقتال الروس في الحرب الأولى عام 1994 والحرب الثانية عام 1999، إضافة إلى مشاركة مقاتلين من التيار السلفي الجهادي الشيشاني في بعض العمليات بالخارج، حيث تردد عن مشاركة 1300 مقاتل شيشاني من الجماعة الإسلامية الشيشانية في الحرب الأفغانية بمنطقة "شاه كوت" وأشار الباحث الفرنسي  "أولفيه روا " المتخصص في الحركات الإسلامية بمنطقة اوراسيا، إن الجماعة الإسلامية الشيشانية خسرت أفضل مقاتليها في أفغانستان.

أشارت مصادر أمريكية عن وجود مقاتلين شيشانين في العراق لربط المقاومة الشيشانية بالإرهاب الدولي، ومصادر أخرى غربية أشارت إلى تواجد عناصر من تنظيم القاعدة بالشيشان. إلا أن المصادر الشيشانية نفت تلك الادعاءات وطالبت بالأدلة التي تؤكد ذلك.  والتيار السلفي الجهادي يعبر عن تزاوج بين الفكر السلفي الداعي إلى تنقية المجتمع الإسلامي من الشوائب وإنشاء الدولة الإسلامية على غرار العهد الأول للإسلام، وبين الفكر الجهادي لمقاومة الاحتلال بأعمال العنف لتحقيق دولة الإسلام، وهو ما أعلنه زعماء الجماعة الإسلامية عام 1999في داغستان لإقامة إمبراطورية إسلامية شمال القوقاز، تكون الشيشان مركزها، الأمر الذي اعتبرته روسيا مبررا لغزو الشيشان خلال تلك المرحلة.

هناك رأي أخر خلص إن الصراع الروسي ألشيشاني هو صراع ديني لإشعال صراع عرقي، وأن الجماعة الإسلامية الشيشانية توجه المسلمين الشيشانين عن طريق استغلال مشاعرهم الدينية والوطنية، لمواجهة الروس الذين يؤمنون بالكنيسة الأرثوذكسية الشرقية للانفصال عن روسيا، وهو أمر نفاه الزعماء الشيشانين لاحقاً.

تتعدد الجماعات الإسلامية الشيشانية المنخرطة في مقاومة الجيش الروسي، ومعظمها يقع تحت قيادة واحدة، وأحيانا ما تنشب خلافات داخلية تتصاعد إلى مرحلة الصراع المسلح مثل ما حدث عام 1998، ومصادر السلاح والذخائر، كلها من روسيا،فالبعض منها يحصلون عليها كغنائم حرب والبعض الأخر يشترونه من المافيا الروسية أو الجنود الروس. منذ أحداث سبتمبر 2001 تعاملت الولايات المتحدة مع الجماعات الشيشانية، باعتبارها مقاومة تبحث عن الاستقلال عن روسيا، وكان لها خطوات في هذا الاتجاه حتى عام 2002. ثم تغيرت السياسة الأمريكية بسبب توفر معلومات لديها عن وجود علاقة بين تلك الجماعات وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن.

أما روسيا فسعت إلى تدعيم وجهة نظرها عن وجود علاقة بين الانفصاليين وتنظيم القاعدة، حتى أن وزير الخارجية الروسي "إيجور ايفانوف" صرح في 15 فبراير 2002 أن " أسامة بن لادن " مختبئ في إقليم "بانكيزي" مع الجماعات الانفصالية  الشيشانية، مع تحرك روسيا على المستوى الدبلوماسي مع الولايات المتحدة الأمريكية لمقايضة انخراطها في الحملة الدولية للحرب ضد الإرهاب مقابل إضفاء الشرعية على الحرب الروسية في الشيشان، باعتبار الشيشانين الانفصاليين جزء من الإرهاب الدولي الذي تحاربه الولايات المتحدة الأمريكية.

أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية بعض الجماعات الشيشانية، كجماعات إرهابية في تقريرها السنوي عن أنماط الإرهاب الدولي عام 2002 الصادر عن مكتب مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية،والذي نشر في أوائل عام 2003،وقد جاء هذا التحول لأول مرة ضد هذه الجماعات عام 2002، واتخذت الولايات المتحدة حيالها مجموعة من الإجراءات  عام 2004 مثل تجفيف الأموال ومنع دخول بعض زعمائهم إلى الأراضي الأمريكية، واستمر الوضع في التقارير السنوية التالية حتى تقرير أنماط الإرهاب 2005/2006.

رغم وجود العديد من جماعات المقاومة الشيشانية، إلا أن تقرير أنماط الإرهاب الأمريكي، اختص بثلاث جماعات منها، لدورهم في عمليات إرهابية سابقة، وكانت أولى  تلك الجماعات هي " لواء المهمات الخاصة الإسلامي " ويتركز نشاطها في العمل ضد القوات الروسية، ونفذت العديد من عمليات الاختطاف والإعدام لشيشانين تعاونوا مع السلطات الروسية. ومن ابرز عملياتها اختطاف الرهائن في مسرح "دوبرونكا" في أكتوبر عام 2002 وكان "موفزار براييف" يقود الجماعة حتى قتل في تلك العملية، واستمرت الجماعة في عملياتها تحت قيادة زعيم شيشاني أخر هو "خاهزات" والذي لا تعرف هويته الحقيقية.

يبلغ عدد مقاتلي الجماعة حوالي 100 مقاتل، وتحصل على تمويل خارجي من مجاهدين أجانب. أما ثاني تلك الجماعات " الوية حفظ السلام الإسلامية الدولية " والتي أسسها الزعيم الشيشاني السابق "شامل بساييف" عام 1998 والذي توفي في أوائل عام 2006، وعاونه في قيادتها زعيم المجاهدين "خطاب" وهو سعودي المولد وتوفى في مارس 2002، وخلفه في زعامة المجاهدين " ابو الوليد " وتضم الجماعة مقاتلين شيشانين وعرب وأجانب، وشاركت الجماعة في عملية مسرح "دوبرونكا" عام 2002 وادعى شامل بساييف مسئوليته عن العملية، وتضم الجماعة 400 مقاتل منهم 150 مقاتل عرب وأجانب.

يتركز نشاط الجماعة في الشيشان ومناطق أخرى شمال القوقاز، وترتكز على قواعد لوجستية في جورجيا وأذربيجان وتركيا، وتحصل على تمويلها من جماعات إسلامية في منطقة شبه الجزيرة العربية. أما ثالث تلك الجماعات هي " كتيبة رياض الصالحين "، تأسست تلك الجماعة مع تنفيذ عملية مسرح "دوبرونكا" عام 2002 حيث شاركت فيها بقيادة "شامل بساييف" ونفذت العديد من العمليات منها (2)عملية في قرى شمال الشيشان في مايو 2003 ونشاطها يتركز في مقاومة القوات الروسية، ويصل عدد مقاتليها إلى 50 مقاتل، وتحصل على تمويلها من مجاهدين أجانب.

تمثل عمليات المقاومة الشيشانية مزيج من حرب العصابات والعمليات النوعية الخاصة، حيث يعتمد اسلوبها على تنفيذ الاغارات والكمائن بمهارة عالية مستغلة طبيعة الأرض والأحوال الجوية، واقتحام المواقع الروسية، والاستيلاء على قرى ومدن شيشانية بالقوة المسلحة والسيطرة عليها لفترة محدودة ثم الانسحاب منها، إضافة إلى عمليات احتجاز الرهائن بأعداد كبيرة وبدرجة عنف عالية، والعمليات الانتحارية خاصة باستخدام السيدات، والتي كانت ظاهرة انتشرت عام 2003، وعمليات أخرى تفجيرية، ومعظم العمليات كانت بهدف إنزال أكبر خسائر بالقوات الروسية والعناصر الشيشانية المتعاونة معها، أو بهدف الضغط السياسي على السلطات الروسية، وفي بعض الحالات كانت بهدف إعلامي لتذكير المجتمع الدولي و العالم العربي والإسلامي بالمشكلة الشيشانية.

استمرت عمليات الجماعات الشيشانية منذ عام 2000 حتى عام 2006 بمعدلات عالية، لم يعلن عن معظم تلك العمليات وأشارت بعض التقارير أن معدلها وصل إلى 1.5عملية شهريا وكانت أعلى معدلاتها عام 2003، ومن أبرز تلك العمليات في أكتوبر 2002 عملية احتجاز رهائن في مسرح " دوبرونكا" في موسكو والتي انتهت بمقتل 129 رهينة إضافة إلى 41 فرد من مجموعة الاقتحام، وفي ديسمبر 2002 عملية تفجير مقر الادارة الموالية لروسيا في الشيشان والتي أودت بحياة 46 فرد.

في مايو 2003 تفجير حافلة عليها 10 ضباط من وزارة الداخلية بجمهورية أوستيا الشمالية وعلى الحدود مع الشيشان، وفي مايو 2003 تم تنفيذ 2عملية فدائية الأولى في قرية " زنا مينسكوبه" شمال الشيشان نتج عنها مقتل وإصابة 100 روسي وشيشاني موالي لموسكو وهم افراد عاملين في وحدة " اف اس بي " الخاصة الروسية وهي مختصة بعمليات قمع وخطف وإعدام مواطنين شيشانين، والعملية الاخرى في قرية " وايليسخات ريورت" وكانت محاولة لاغتيال "أحمد قادريوف" رئيس الإدارة المحلية الموالية لموسكو، وفي يوليه 2003 تم تنفيذ (2) عملية انتحارية بواسطة سيدات الأولى في قرية "موزدوك" في الجنوب الروسي وأدت إلى مقتل 17 فرد، أما الثانية كانت في حي"توشينو" الراقي بموسكو وأدت إلى مقتل 15 فرد.

في أغسطس 2003 عملية اقتحام مستشفى يستخدمه الجيش الروسي في قرية " موزدوك "، وفي أغسطس 2004 تم تنفيذ (2) عملية انتحارية بواسطة سيدات لتفجير (2) طائرة ركاب مدنية أدت إلى مقتل 350 فرد من ركاب الطائرتين، وفي سبتمبر 2004 عملية احتجاز رهائن في مدرسة بيسلان بأوستيا الشمالية وشارك فيها خاطفين من اوستيا وأنجوشيا والشيشان بزعامة شيشانية، وأدت إلى مقتل 330 فرد منهم 156 طفل، مع مقتل 32 فرد من الخاطفين بينهم 10 عرب وفرار 4 أفراد، إضافة إلى مقتل 10 أفراد من القوات الخاصة الروسية أثناء اقتحام المدرسة، أما اخر العمليات فكانت في سبتمبر 2006 حيث تم الهجوم على عربة عسكرية بالعاصمة جروزني بالشيشان أدت إلى مقتل 5 جنود من الجيش الروسي.

نفذت الجماعات الشيشانية بعض العمليات العسكرية على المستوى الإقليمي، وتحمل طابع سياسي للتأثير على المصالح الروسية في جمهوريات شمال القوقاز، نذكر منها عمليتين في أبخازيا وأنجوشيا، حيث انطلقت العناصر المسلحة الشيشانية من قاعدة عمليات واحدة في ممر بانكيزي[1] (اُنظر شكل منطقة القفقاس (القوقاز))

1. عملية ابخازيا (سبتمبر/أكتوبر 2001 )

انطلق حوالي 400 فرد من الميلشيات الشيشانية والجورجية المسلحين جيدا يوم 24 سبتمبر 2001 من منطقة ممر بانكيزي، إلى جمهورية ابخازيا ذات الاستقلال الذاتي عن جورجيا، وترأس المجموعة القائد الشيشاني " رسلان جلاييف" ونجح المهاجمون في السيطرة على عدة قرى حدودية في ابخازيا ونجحوا في التقدم والوصول إلى نهر "كودور" وجبل "سخارنايا جولوفا" ودارت اشتباكات عنيفة حسمتها القوات المسلحة الابخازية بدعم روسي بنهاية شهر أكتوبر 2001 وهروب المقاتلين الشيشانين إلى إقليم سفانيتيا الابخازي الخالي من أي سلطات، وأعلنت السلطات الابخازية أنها فقدت 16 جنديا وحوالي 24 مدني ماتوا في كودور وان الميلشيات الشيشانية فقدت اكثر من 100 مقاتل.

أثارت هذه العملية السلطات الابخازية، حيث حاربت قوات شامل بساييف وجلاييف جنبا إلى جنب مع الابخاز ضد الجيش الجورجي تحت علم ما سمي حينها  "باتحاد الشعوب القوقازية الجبلية " وذلك خلال الفترة بين عامي 1992/ 1993، أما اليوم فقد جاء الشيشان أعداء وليسوا أصدقاء. ورغم غموض الهدف من العملية، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أن الهدف كان ضرب المصالح الغربية في القوقاز بتدمير ومنع أقامة خط أنابيب النفط المستقبلي باكو/جيحان.

2. عملية انجوشيا (يونيه 2004)

نتيجة لمقتل الرئيس الشيشاني "أحمد قاديروف"، الموالي لروسيا في مايو 2004، قامت القوات الروسية بحملة عسكرية واسعة في الشيشان استهدفت عمليات قتل وإعدام، وتدمير واسع للمدن الشيشانية وعمليات اعتقال لعدد كبير من الشيشانين، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من الشيشانيين إلى انجوشيا، وصلت إلى حوالي 55 ألف لاجئ، واستمرت القوات الروسية في مطاردة اللاجئين الشيشان في انجوشيا بأعمال تعسفية كبيرة من عمليات قتل واختطاف واعتقال، مع اختفاء حوالي 500 شيشاني لاجئ في أنجوشيا بعد اعتقالهم بواسطة القوات الروسية، وذلك بهدف إجبار اللاجئين الشيشان على العودة إلى الشيشان.

خلال منتصف شهر يونيه 2004 قام عدة مئات من الجماعات الشيشانية المسلحة بالهجوم على انجوشيا، في شكل هجوم متزامن على عدة مراكز للشرطة وحرس الحدود، وبعض الوزارات الحكومية في انجوشيا ليؤكدوا أن الاستقرار في منطقة القوقاز مرهون بتسوية الصراعات العرقية وعلى رأسها الصراع في الشيشان، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة 250 فرد من القوات الحكومية الأنجوشية.

على اثر هذا الهجوم قامت القوات الروسية بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق المواجهات، وقامت وحدات من القوات الخاصة الروسية بمطاردة المقاتلين الشيشانين حتى اختفائهم داخل الأراضي الشيشانية.

اختلفت الآراء حول مشروعية وعدم مشروعية عمليات الجماعات الشيشانية المسلحة، فعلى المستوى الرسمي لجميع حكومات العالم، هي جماعات إرهابية، ارتباطا بالحرب الدولية ضد الإرهاب، أما على المستوى المدني فهناك اختلافات في الرأي، فالبعض يؤيد عمليات تلك الجماعات ويدعم عملياتها، ويعتبرها مقاومة مشروعة، استنادا على أن الشيشان جمهورية نالت استقلالها عام 1991، والوجود العسكري الروسي على أرضها هو احتلال أجنبي، والبعض الأخر يرى مشروعية عمليات المقاومة الموجهة ضد القوات الروسية داخل أراضي الشيشان، وعدم مشروعية عمليات العنف الموجهة ضد أي مدنين أو نساء و أطفال داخل وخارج الشيشان. إلا أن الجميع يدعم مساندة الشعب الشيشاني في مأساته وقضية اللاجئين الشيشانين ورفض الممارسات الروسية على الأراضي الشيشانية، الا ان هذا الرفض لا يجد استجابة من روسيا، بسبب غياب الضغوط الدولية لحل قضية الشيشان

ثانياً: تطورات الأوضاع الداخلية في الشيشان

انتهت الحرب الروسية الأولى في الشيشان 1994 – 1996 بتوقيع اتفاق روسي شيشاني في عام 1997 حضرة رئيس هيئة الأركان الشيشانية أصلان مسخادوف "، ويقض الاتفاق بانسحاب القوات الروسية من البلاد، وتجميد إعلان الجمهورية حتى عام 2001 كأخر موعد للتوصل إلى الوضع المستقبلي، لما ستكون علية العلاقة بين روسيا والشيشان، وفى عام 1997 تم انتخاب، "أصلان مسخادوف" رئيساً لجمهورية الشيشان.

عندما جاءت الحرب الروسية الثانية في الشيشان عام 1999، تداعى معها اتفاق عام 1997، وسحبت روسيا اعترافها" بأصلان مسخادوف " رئيسا للشيشان، رغم نفيه أي علاقة لبلاده بأي عمليات إرهابية أو غزو داغستان، وتم إدارة البلاد بحكم عسكري روسي، التي عينت من قبلها "أحمد قاديروف" رئيسا للإدارة المؤقتة للشيشان والذي كان يعمل مفتى الديار الشيشانية وهو من الموالين لموسكو.

خلال عام 2001 كانت هناك مفاوضات مباشرة سرية بين الكريملين ومندوب " مسخادوف " وزير الثقافة "أحمد زكاييف" غير المتهم بأي قضايا إرهابية، وكانت بهدف بحث حل سياسي مع الشيشان، إلا أن المفاوضات فشلت بسبب الشروط الروسية خاصة تسليم القيادات الإرهابية وتسليم السلاح والانخراط في الحياة المدنية، الأمر الذي رفضه "مسخادوف". ونتيجة لتصاعد عمليات الجماعات الشيشانية المسلحة حول العاصمة جروزنى، لم تتمكن الحكومة المعينة من مباشرة أعمالها واضطرت إلى مغادرة جروزنى في مايو 2001، كما تعرض رئيس الإدارة المحلية المعين "أحمد قاديروف" لمحاولة اغتيال فاشلة في سبتمبر 2001 لعدم وجود شعبية له داخل الشيشان

عاش النظام السياسي والإداري في حالة شلل خلال عام 2002، وتصاعد معها أعمال العنف الموجة ضد القوات الروسية والعناصر الشيشانية المتعاونة معها، ومن القوات الروسية ضد الشعب الشيشانى، هذا وقد علقت الأمم المتحدة نشاطها في الشيشان احتجاجاً على الأوضاع المتردية في يوليه 2002.

فى مارس 2003 تم إجراء استفتاء عام في الشيشان حول مشروع الدستور الروسي الذي يقر الفيدرالية ويبقى الشيشان في إطار روسيا الفيدرالية، وقد جاء الاستفتاء بنتيجة 96 % من أصل 90 % من الناخبين وفقا للإحصائيات الروسية الرسمية، وشكك عدد من الشخصيات والمنظمات الدولية في نتيجة الاستفتاء، إذ جرى دون رقابة دولية، وفى ظرف وجود الجيش الروسي في حالة حرب بالشيشان، وتواجد نسبة عالية من الشيشانين لاجئين بالخارج، وكان أشهر معارضي الاستفتاء هو مبعوث البرلمان الأوروبي في الشيشان" اللورد جود" والذي قدم استقالته وشكك في مصداقية الاستفتاء ومدى تعبيره عن رأي الشعب الشيشاني.

سعى"قاديروف" إلى بناء شعبيته للامساك بزمام السلطة، وأقال " قاديروف "الحكومة التي عينتها روسيا من شخصيات روسية أول يوليه 2003 وأعاد تشكيلها من أعضاء مقربين إليه دون أن يفسد علاقته بموسكو، من خلال تشكيل تحالف عشائري بيروقراطي من المناطق الشمالية في الشيشان الأمر الذي أفسد علاقته بعشائر أخرى، وأقام " قاديروف" نظاماً ديكتاتورياً شمولياً وطلب صلاحيات أكبر من الكرملين، وأقام نظاماً عنيفاً وقاسياً، كان مصدر كراهية للشيشانيين.

قام "قاديروف" بتطهير دائرته المقربة من منافسين محتملين  له، ووضع ابنة " رامزان " مسئولاً عن قوة عسكرية، تدعى شرطة الشيشان، لتقوية الطابع العائلي للحكومة، وقام جيش "قاديروف" بملاحقة المتعاونين مع المقاتلين الشيشان، وتنفيذ عمليات قتل واختطاف وتعذيب للشعب الشيشاني، وقدر حجم تلك القوة بحوالي 7 ألف فرد من المتمردين السابقين الذين تم العفو عنهم مقابل ولاءهم "لقاديروف".

بعد إجراء انتخابات عامة بالشيشان في أكتوبر 2003 فاز فيها "أحمد قاديروف" بنسبة 81% برئاسة الشيشان وبات رئيسا للجمهورية بشكل شرعي، إلا أن جميع الدوائر شككت في الانتخابات للدور الروسي فيها. وروجت روسيا لديمقراطية الشيشان وإعادة أعمار الدولة، وتحسن الأوضاع، بعد تطبيق الحكم السياسي الفيدرالي وادعاء موافقة الشيشانين عليه، وأن الشعب الشيشاني بات مستندا على قوانين تنظم حياته اليومية، وان تركز الاهتمام على الوفاق الوطني حول القضايا الاقتصادية والسياسية في جمهورية الشيشان، بما في ذلك إجراء انتخابات برلمانية حرة.

ادعى "قاديروف بأنه وضع أساس راسخ ودائم للقوانين الاجتماعية والاقتصادية، لبعث تنفيذ البرامج الفيدرالية الهادفة، لتفعيل دور الشركات الصناعية وتطوير العمل عن طريق إعادة بناء المرافق الاجتماعية مثل المدارس والمستشفيات وإحياء مجال الزراعة، وكان هذا هو البرنامج السياسي للرئيس "قاديروف" اكتسب "قاديروف" أعداء كثر نتيجة سياسته العنيفة ضد الشعب الشيشاني والمقاتلين الشيشان، حيث جرت محاولات عديدة لاغتياله، إلى أن تمكنت إحداها من قتله في مايو 2004.

على أثر مقتل "قاديروف" قامت القوات الروسية، بحملة عسكرية واسعة ضد الشعب الشيشاني أدت إلى هجرة الآلاف منهم إلى جمهورية أنجوشيا، كما قامت باغتيال الرئيس الشيشاني السابق " أصلان مسخادوف " في سبتمبر 2004، أما على المستوى السياسي فقد قام الرئيس "بوتين" بزيارة سرية للشيشان، لم يعلن عنها إلا بعد عودته إلى موسكو، وجاءت الزيارة بعد مقتل "قاديروف" بيومين، وكان هدف الزيارة هو إحكام السيطرة على الأوضاع بالشيشان بشكل سريع، حيث عهد إلى رئيس الوزراء الشيشاني الروسي المولد " سيرجي أبراموف " قائماً بأعمال الرئيس، وكلفه بتنظيم انتخابات رئاسية جديدة للبلاد في سبتمبر 2004.

قرر "بوتين" اتخاذ عدد من الإجراءات الإصلاحية، تمثلت في زيادة عدد القوات المحلية بأكثر من 1200 جندي، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا من وزراء وهيئات حكومية رسمية لمناقشة المطالب الاقتصادية والاجتماعية الملحة في الشيشان وإعادة ما دمرته الحرب. وتأتي هذه الإصلاحات في أعقاب التصعيد السياسي الذي شنته الحكومة الروسية ضد الجماعات المسلحة الشيشانية، وأعلنت موسكو خلال تلك الفترة عن إستراتيجية جديدة لتوسيع الساحة السياسية الشيشانية، والسماح للأشخاص الذين تم تهميشهم فيما سبق بممارسة دور حقيقي، وعدم خروج المنافسين الحقيقيين للرئاسة، إلا أن واقع ماجرى بعدها كان  خلاف ذلك وتكررت السياسة السابقة لاستبعاد المرشحين الغير موالين لموسكو، رغم أن أغلبهم على علاقات سياسة وتجارية مع موسكو،في تكرار للانتخابات الموجهة في السابق

تم إجراء انتخابات رئاسية جديدة في الشيشان، وأعلن فوز الجنرال السابق "علي الخانوف" رئيساً للشيشان في أغسطس 2004 والذي استمر في منصبه حتى عام 2006. مع استمرار أعمال العنف على الساحة الشيشانية، واستمرار روسيا في سياسة اغتيال الزعماء الشيشانيين، فبعد اغتيال الرئيس الأول لجمهورية الشيشان "جوهر دوداييف" ومن بعده الرئيس "سلمان دوداييف" الملقب بالذئب الوحيد قامت باغتيال الرئيس السابق " سليم خان ياندرييف "في فبراير 2004 بالدوحة في قطر، والرئيس السابق "أصلان مسخادوف" في سبتمبر 2004، وزعيم المقاتلين الشيشان "شامل بساييف" في أوائل عام 2006 والذي تأثرت بموته الجماعات الشيشانية المسلحة وعملياتها بعد وفاته.

أعلنت روسيا سياسة جديدة بالشيشان في منتصف عام 2006 حيث أعلن البرلمان الروسي في سبتمبر 2006 العفو عن المقاتلين الشيشان الذين لم يرتكبوا جرائم نكراء ضد القوات الروسية، ويستثن من العفو المقاتلين العرب والأجانب  في تكرار لإعلان العفو السابق عام 2003، الأمر الذي دعى عدد من المقاتلين إلى إلقاء سلاحهم وتسليمه للحكومة في بلده " جود رمس " ثاني أكبر المدن في الشيشان وبحضور رئيس الوزراء الموالى لموسكو "رمضان قاديروف" وتم استعراض مجموعة من الأسلحة الخاصة بهم، هذا وقد اتفقت جميع القوى السياسية على مؤتمر للحوار الوطني الشيشاني في أكتوبر 2006 يضم جميع قادة وزعماء القوى السياسية الشيشانية في الداخل والخارج.

تنقسم القوى السياسية في الشيشان إلى قسمين أساسيين، أولهما قسم مؤيد للسياسة الروسية الفيدرالية والقسم الأخر يرفض الفيدرالية الروسية، فالقسم الأول يشمل كل من يؤيد بقاء الشيشان كجمهورية فيدرالية من جمهوريات روسيا وتمتعها بوضع خاص في الاستقلالية مع استسلام المقاتلين وتسليمهم السلاح، أما القسم الثاني فهو استقلالي ويدعوا إلى استقلال الشيشان عن الفيدرالية الروسية ويحمل تياران، أحدهما معتدل والأخر متشدد.

فالقسم المعتدل يمثل التيار القومي الشيشاني، فالبعض منهم ينادي بجمهورية مستقلة وإنشاء دولة مدنية، والبعض الأخر يطالب بالاستقلال على مراحل عن طريق التفاوض وأن يكون اتفاق عام 1997 الروسي الشيشاني هو أساس التفاوض، إلا أنهم يرون حربهم مع روسيا، هي حرب من أجل تقرير المصير وليست حرباً دينية، ويطالبوا بوضع خاص لجمهورية الشيشان، أي الحصول على حكم ذاتي داخلياً وخارجياً بضمانات دولية في إطار الإتحاد الروسي، بعد نزع السلاح وتشكيل حكومة مدنية، تبدأ بالتفاوض بإشراف دولي، والسعي لمعالجة الوضع البيئي المتدهور من جراء الحرب.

أما التيار المتشدد فهو يدعوا إلى إقامة دولة إسلامية حسب أحكام الشريعة الإسلامية. وفي تقييم للرآى العام الشعبي الشيشاني نجد أن التيار الذي يرفض الاستقلال يجد تأييد شعبي شيشاني محدود ومرتبط بالتبعية القبلية للحكومة، وبالطبع تحصل على تأييد روسي، أما التيار الديني المتشدد فشعبيته أيضاً محدودة حتى في الأوساط الدينية، وكثيرون يعتبرونه تيار وافد من الخارج، حتى أنه اصطدم مع القوى التقليدية في الشيشان، لما كانوا يطرحونه من تجاوز للتقاليد القومية الشيشانية باعتبارها منافية لنقاء الدين الإسلامي.

كثيراً ًما اختلف "مسخادوف" المعتدل مع "بساييف" المتشدد حول هذه القضايا، رغم أن كلاهما كانا في المعارضة، وقاتلا سويا القوات الروسية، أما التيار الأكثر شعبية في الشيشان هو التيار الاستقلالي المعتدل، إلا أن السلطات الروسية تسعى دائماً إلى إقصائهم من الحياة السياسية أو إعطائهم فرصة لعب دور سياسي لإقرار الأمن والاستقرار في الشيشان

ثالثاً: الدور الروسي

يحكم السياسة الروسية بعض الثوابت، فمنها ما هو مرتبط بالدولة، وثوابت أخرى مرتبطة بقضية الشيشان، حيث يتفق جميع القادة الروس على عظمة وأهمية روسيا، فإستراتيجية السياسة الخارجية الرسمية للحكومة الروسية المعلنة في يونيه 2000، عرفت الإتحاد الروسي على أنه قوى كبرى وواحد من المراكز الأكبر أهمية في العالم، والذي يتطلع بمسؤولية حفظ الأمن في العالم على المستوى الإقليمي والدولي، وأن الدولة لازالت تملك تأثير كبير على دول الجوار الصغيرة، والتي لو أصبح لها أهمية، فإنها حتما ستزيد من أهمية روسيا، وأن روسيا قادرة على تشكيل الأحداث  في القوقاز كمفتاح لدعم وضعها وموقفها العالمي.

أما بالنسبة لقضية الشيشان فإن الثوابت في السياسة الروسية تتركز في الخوف من حدوث المزيد من الفوضى في المنطقة المتاخمة للحدود الروسية، وعدم تقديم تنازلات فيما يتعلق بأراضيها، إضافة إلى خشية روسيا من سيطرة المتشددين الإسلاميين على الشيشان، وإذا حصلت الشيشان على استقلالها، فإن نزعة الاستقلال والتشدد الديني قد تمتد وتنتشر خارج الشيشان، وأن المشكلة الشيشانية هي شأن داخلي روسي، لا يجب أن يتدخل فيها أي قوى خارجية.

أشار عدد من المحللين عن وجود تشابه بين السياسة الروسية في الشيشان والسياسة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، فالطرفين اعتمدوا على مبدأ استخدام القوة العسكرية لحل القضايا، واعتمدوا على سياسة العنف والاغتيالات وقتل المدنيين وتدمير المنازل والبنية التحتية، وسياسة الاستيلاء على أرض الغير بالقوة، وهي سياسة ينفيها الرأي العام الروسي، وأشارت جميع استطلاعات الرأي الروسية منذ عام 2000 حتى عام 2006، أنهم يؤيدوا انضمام جمهورية الشيشان لتكون جزءاً من الفيدرالية الروسية، ويرفضوا استخدام القوة في الشيشان، ويعترفوا بأن الشيشان هي أرض روسية.

في حديث للبروفسير "الكس فاسيلييف" المستشرق الروسي والخبير العالمي خلال شهر يوليه 2003، أشار إلى " وجود خطأ في تشبيه الشيشان بفلسطين، ففي فلسطين استولى اليهود على أرض عربية، أما في الشيشان، فقد استولى الشيشانيون على أرض روسية، ولا توجد وحدة حكم ذاتي في أوروبا تتمتع بمثل ما يتمتع به الشيشان من حقوق".

اختلف مع هذا الرأي الكاتب الإسرائيلي "شيفي بارئيل" في مقاله بجريدة هآرتس الإسرائيلية يوم 20 أغسطس 2003 والذي قال فيها أن الجيش الروسي يحصد أرواح الشباب المسلم في الشيشان، وأن القيادات الروسية تنتقد إسرائيل وتتهمها بأنها تمارس أقصى درجات العنصرية في معاملتها مع الشعب الفلسطيني، وأن هناك وثائق تؤكد اختفاء 2500 مواطن شيشاني في ظروف غامضة، إضافة إلى وجود العديد من الشيشانين في السجون والمعتقلات الروسية، وإذا كانت الأيدي الإسرائيلية ملطخة بالدماء الفلسطينية فهي لا تساوي شيئاً أمام الأفعال الروسية في الشيشان.

عندما اتخذ الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين" عشية أحداث سبتمبر 2001، قراره بالمشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، كان في الواقع يفتح الباب لروسيا أن تلعب دور عالمي، إضافة إلى إيجاد حلول لقضايا داخلية، وقد أوضح تقرير أمني أمريكي إن من بين أهداف موسكو حاليا هو وقف الانتقادات الغربية ضد سياستها في الشيشان، واعتبار المقاتلين الشيشان جزءاً من جبهة الإرهاب العالمي.

أضافت بعض الدراسات الأخرى لأهداف موسكو هو الحصول على اعتراف الولايات المتحدة بأن منطقة القوقاز هي منطقة نفوذ روسية، ووقف توسع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق، وفتح اعتمادات مالية من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

سعت روسيا لتحقيق هذه الأهداف من خلال تأييد الحملة الأمريكية وبالتالي الخيار التغريبي وتضمن روسيا بذلك حرية العمل في الشيشان التي تعد من أولويات السياسة الروسية، وأن تكون روسيا جزء من المنظومة الأمنية الغربية، إضافة إلى الحصول على تسهيلات مالية لدعم الاقتصاد الروسي المتدهور، وتغطية نفقات الحرب في الشيشان التي تكلفها 300 مليون دولار شهرياً، إضافة إلى تخطي روسيا معوقات الحصول على قروض من الصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بسبب الحرب في الشيشان.

تعمدت روسيا بعدها إلى قطع المفاوضات مع الشيشانيين والتي كانت قد بدأتها في يونيه 2001 بحجة تشدد الرئيس الشيشاني "أصلان مسخادوف" في مطالبه، وأعلن "بوتين" مرارا منذ أحداث سبتمبر 2001 أمام الدول الأوربية أن المقاتلين الشيشان هم طالبان روسيا. كما تعمدت القيادة الروسية إلى تصعيد العمليات العسكرية ضد المقاتلين الشيشان.

تحت شعار أن الحملات العسكرية هي المثالية للقضاء على المقاتلين الشيشان، قامت القوات الروسية بحملة عسكرية ضد المقاتلين الشيشانين بدأتها يوم 27 يوليه 2002 في إقليم "إيتوم كال" الشيشاني على مقربة من الحدود الجورجية، ثم هاجمت معقل المقاتلين الشيشان في بانكيزي بجورجيا وانتهت العمليات في أواخر أغسطس 2002، بعد معارضة جورجية شديدة من التدخلات العسكرية الروسية على الأراضي الجورجية وإعلان الولايات المتحدة بأن هناك خطوط حمراء للوضع على الحدود الروسية ـ الجورجية.

وطالب الإتحاد الأوربي، جميع الأطراف بضبط النفس والالتزام بالعهود والحدود الدولية. ثارت تساؤلات حول أهداف روسيا من عملية بانكيزي، ورأى البعض أنها كانت بهدف الضغط على جورجيا بسبب التواجد الأمريكي على أراضيها منذ فبراير 2002، والضغط على الولايات المتحدة لمقايضة جورجيا بالعراق، أي بمعنى تحقيق انسحاب أمريكي من جورجيا مقابل التأيد الروسي للسياسة الأمريكية في العراق.

أعلن وزير الدفاع الروسي "سيرجي إيفانوف" في يوليه 2002، أن " جميع القوات الروسية غير الضرورية سوف يتم سحبها من الشيشان". وفعلاً تم تخفيض القوات الروسية في الشيشان بنهاية 2002 وتم تقليص مسئولية الأمن الملقاة على عاتق وحدات القوات المسلحة الروسية في الشيشان، وتولى المسئولية على نحو متزايد قوات العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الروسية، وأشارت بعض المصادر إلى أن هذا التقليص هدفه تخفيض النفقات والخسائر.

أشارت المصادر الرسمية الروسية أن خسائرها في الشيشان وصلت إلى 3500 جندي، مقابل 12.700 مقاتل شيشاني منذ الحرب الثانية عام 1999 حتى عام 2002، وطبقاً لمنشور صادر عن وزارة الدفاع الروسية عام 2004 ارتفع عدد الضحايا إلى 13 ألف ضابط وجندي من الجيش الروسي، وأشارت مصادر أخرى عن وجود مشاكل في القوات الروسية مثل عدم دفع المرتبات للجنود أو دفعها بشكل متقطع، ودفع الجنود إلى الشيشان بدون إعداد أو تدريب، إضافة إلى وجود تنافس بين مختلف الوحدات والوزارات بالشيشان.

أشارت مصادر أخرى في ديسمبر 2002 عن وجود تمرد بين الجنود الروس لرفضهم العودة للخدمة بالشيشان، مع انتشار حالة الفساد في أوساط القوات العسكرية الروسية بالشيشان، والتي تتاجر بالنفط الذي يكرر بمراجل يدوية، والذي وصل حجمه عام 2002 إلى 500 – 600 مليون طن بينما النفط المكرر بشكل شرعي هو 700 مليون طن في نفس العام، وهذا النشاط الفاسد تورط فيه الجيش الروسي ورجال العصابات تحت تهديد الخطف والقمع.

خلال أواخر عام 2002 تفاقمت الأوضاع في الشيشان وانعكس الأمر على الأوضاع داخل روسيا، مما دفع بالكثير من المحللين والخبراء والسياسيين داخل روسيا بالدعوة إلى وقف الحرب وإيجاد حل للقضية الشيشان وتقدموا بالعديد من الاقتراحات للسلطات الروسية.

أن جميع الاقتراحات كانت حول إعادة شيشانيا كجزء من روسيا وكانت إحدى الاقتراحات قدمها الكاتب الروسي "كروبنوب" والتي نشرت في مجلة "روسكي بيريبلت" أي الرباط الروسي ويرى الكاتب أن إصلاح روسيا يبدأ بإصلاح شيشانيا، حيث تترابط الأحداث بنسبة 99%، وأن تعمير الشيشان والقوقاز، سوف ينعكس على روسيا، وانتقد السياسة الروسية التي ترتكز على منطق الحرب حتى النصر، واستحالة استخدام القوة العسكرية لإجبار الناس على التعايش والسلام، ووجود إجماع بين جنرالات الجيش الروسي حول استعادة الشيشان بالقوة العسكرية.

تلخصت مقترحات الكاتب بإعادة بناء البنية التحتية للقوقاز بما يحقق تنمية اقتصادية وعمرانية وتوفير فرص عمل ورفع مستوى التعليم، مع تحويل منطقة القوقاز إلى منطقة اقتصادية حرة، والاهتمام بالوضع الإنساني للشباب والأطفال وإعادة تأهيلهم، وتشكيل جيش قوي من المقاتلين الشيشان، كما يجب حل النزاعات العرقية والأيديولوجية خاصة بين المسلمين والسلوفانيين والاهتمام بالثقافة الإسلامية.

إلا أن تطورات الأحداث تؤكد أن الخبراء السياسيين ومقترحاتهم كانت في جانب والسلطات الروسية بسياستها الخاصة في جانب آخر، حيث أن تطور الأحداث بعدها أشارت إلى تصاعد عمليات العنف وجمود السلطات الروسية في إيجاد بدائل لحل القضية، وأشارت بعض المصادر عن وجود بعض قوى داخلية روسية تسعى لاستمرار الصراع لمصالحها، فهناك 80% من الشركات الصناعية وعصابات المافيا الروسية مستفيدة من استمرار الصراع العسكري في الشيشان.

استمرت روسيا في تصعيد الصراع بالشيشان، ولم تبحث عن حل للصراع، حيث شهد عام 2003 تطورات في السياسة الروسية بالشيشان، في محاولة لإبعاد نفسها عن هذا المستنقع الذي استمر طويلاً يستنزف الاقتصاد والمؤسسة العسكرية الروسية، وبحثت في شيشنة الصراع كإستراتيجية بديلة، لتحويل الصراع من صراع روسي ـ شيشاني ليكون شيشاني ـ شيشاني إضافة إلى تفكيك القوى الداخلية الشيشانية لإضعافها، وبالتالي قبول أي حلول روسية، وذلك من خلال تشكيل حكومة محلية قوية وموالية وتكون بديلة عن السلطات الروسية.

هذا ما برز في استفتاء مارس 2003 حول مشروع الفيدرالية للشيشان، وإقامة انتخابات رئاسية في أكتوبر 2003 لتحويل السلطة إلى "أحمد قاديروف" الموالى لروسيا، إضافة إلى إحلال الشرطة المحلية بدلاً من القوات الفيدرالية، مع إعادة إعمار الشيشان بواسطة الحكومة الموالية، الأمر الذي أثار القوى السياسية والقبلية والمقاتلين الشيشان، واتخاذها مسار التصعيد أكثر من التهدئة.

استمرت السياسة الروسية على حالها بعد مقتل "قاديروف" في مايو 2004، وانتخاب "علي الخانوف " في أغسطس 2004 مع استمرار أعمال العنف بالشيشان مع إجراء مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية بالشيشان لتحسين الأحوال المعيشية المتدهورة للشعب الشيشاني.

خلال عام 2005/2006 لم يحدث أ ي تطور في السياسة الروسية بالشيشان، إلا أن مقتل زعيم المقاتلين "شامل بساييف" في أوائل عام 2006 أعطى أملا للسلطات الروسية في انهيار الجماعات المسلحة، وقامت بإعلان العفو عن المقاتلين الشيشانين في سبتمبر 2006 وقام بعضهم بالاستسلام، إلا أن عمليات المقاتلين ضد القوات الروسية مازالت مستمرة وشبة يومية.

خلال الفترة أيضاً نجحت السياسة الروسية في تحييد المجتمع الدولي، باعتبار ان المشكلة قضية داخلية، وأن المقاتلين الشيشان هم جماعات إرهابية، ومقابل ذلك تنازلت عن أمنها لصالح الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في منطقة أسيا الوسطي وجنوب القوقاز وسمحت بتواجد عسكري وأمنى لهم، ومع الدول العربية لصالح دعم القضية الفلسطينية والعراق ونشير هنا أن الدعم الذي قدمته روسيا بقيمة 10 مليون دولار للحكومة الفلسطينية بزعامة حماس في مايو 2006 كان من دوافعه تحييد الجماعات الفلسطينية عن المقاتلين الشيشان.

أما الوضع مع إيران فهو مختلف إلى حد ما بسبب  وجود مصالح أمنية مشتركة لمواجهة توسع ونفوذ الناتو في منطقة أسيا الوسطى، ووجود تهديدات مشتركة في حالة انتشار التيار الأصولي في أسيا الوسطى وجنوب القوقاز، ويرتبط الأمر أيضا بالمصالح الاقتصادية في بناء مفاعل "بوشهر" الإيراني وبيع الأسلحة الروسية لايران اضافة إلى قضية الملف النووي الإيراني.

تنظر القيادة الروسية إلى منطقة القوقاز وبحر قزوين، باعتبارهم مناطق ذات أهمية حيوية في الإستراتيجية الروسية، فالسيطرة على القوقاز تعني السيطرة على بحر قزوين بما يشمله من ثروات بترولية هائلة في حين ان البحر الأسود، هو منفذ البحرية الروسية إلى مضايق البوسفور والدردنيل التي هي مفتاح التواجد في البحر المتوسط. وسعي الشيشان للانفصال هو أضعاف للنفوذ الاستراتيجي الروسي في قمم القوقاز، بل تعني تهديد للهوية الروسية ذاتها، لان سهول روسيا مأهولة بالأرثوذكسية، والسماح بجمهوريات إسلامية على قمم جبال القوقاز وعلى حدود تركيا الإسلامية يعني انتشار موجات الإسلام باتجاه سهول روسيا الاتحادية.

رابعاً: دور المجتمع الدولي

تبنى المجتمع الدولي سياسة الصمت، حيال قضية الشيشان، وتركت القضية في يد روسيا لمحاولة  حلها باعتبارها قضية داخلية. فالأمم المتحدة لم تدرج قضية الشيشان في أي من جداول أعمالها عدا نشاط محدود من وكالة الانروا لغوث اللاجئين الشيشان، ونشاط أقل من محدود لمنظمة حقوق الإنسان، ولم تحاول الحكومات الغربية مناقشة سياسة روسيا في الشيشان، فعندما انتقدت الحكومة الهولندية عام 2004 والتي كانت تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حينها، بلفته بسيطة للسياسة الروسية، أثارت غضبا عارما في موسكو.

إلا أن الاتحاد الأوروبي في يوليه 2006 طالب روسيا في أعقاب مقتل الزعيم الشيشاني "شامل بساييف" بإيجاد حل سياسي للأزمة في الشيشان بسبب خروجها عن النطاق الإقليمي وامتدادها لدول في الخارج تمارس خلاها عناصر شيشانية أعمال تحض على العنف والكراهية ضد الأوروبيين وتشكيل خلايا إرهابية نشطة. وأكد الاتحاد أن سياسة الاغتيالات والعنف المفرط لم تعالج الازمة، وضرورة قيام روسيا بوضع خطة تضمن الحل السياسي لمشكلة الشيشان.

أما الدول العربية والإسلامية، فقد اكتفت بالتنديد بالحالة الإنسانية للشعب الشيشاني وقبولها لعدد من اللاجئين الشيشان وتقديم منح دراسية دينية لبعض الشباب الشيشاني، أما منظمة المؤتمر الإسلامي، فلها موقف مختلف نسبيا، لأنه يأتي في إطار الدبلوماسية العامة للمنظمة، وهذه المواقف ظهرت بعد تردي الأوضاع في الشيشان على اثر الحرب الروسية الثانية 1999ـ 2000، فدائما ما ترسل المنظمة وفود إلى روسيا والشيشان لبحث الأوضاع، ودائما ما تدعو إلى الحل التفاوضي والعفو العام، والتنديد بالحالة المأسوية والخسائر في الأرواح والممتلكات بالشيشان، وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، وفي نفس الوقت تؤكد على احترام سيادة روسيا على أراضيها وعدم التدخل في شئونه الداخلية.

اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بالدولة والأرض الشيشانية، ولم تهتم بمأساة الشعب الشيشاني، او القضية السياسية للشيشان، ويأتي هذا الاهتمام لما تمثله منطقة القوقاز واسيا الوسطى من أهمية جيوبولوتيكية وأهمية اقتصادية نفطية.

المصالح الأمنية الأمريكية هنا، تركزت حول الزحف والسيطرة على تلك المنطقة لتكون "جار قريب" لروسيا لاحتواءه مستقبلا فالولايات المتحدة تمكنت من خلق تواجد في العديد  من دول أسيا الوسطى، وأذربيجان على بحر قزوين، وبسيطرتها على تلك المنطقة بأكملها تستكمل الحزام الأمني الذي شكلته مع أوربا الشرقية، وبذلك تستكمل حلقة تواجدها بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي من الشمال والجنوب ليكونوا "جار قريب" وعلى الحدود المباشرة مع روسيا، إضافة إلى عزل إيران عن محيطها الإقليمي في أسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين وعلى ذلك فإن جمهورية الشيشان هي جزء من المصالح الأمنية والنفطية للولايات المتحدة الأمريكية.

حافظت الولايات المتحدة على وجود علاقات سرية مع المعارضة الشيشانية حتى أحداث سبتمبر 2001، ورغم كل ما قدمته روسيا للتقارب مع الولايات المتحدة والغرب، استمرت الولايات المتحدة في انتقادها للسياسة الروسية وحقوق الإنسان في الشيشان، وصعدت من حملتها الدبلوماسية في يوليه 2002، إلا أن الأمر لم يصل إلى الاعتراف بحق الشيشان لتقرير مصيرهم، وخلال نفس الفترة استمرت المحادثات الأمريكية مع وزير الخارجية الشيشاني "الياس أحمدوف"، بشكل غير معلن كما تعمدت الإدارة الأمريكية إلى إعادة بث برامج باللغة الشيشانية، عبر إذاعة أوروبا الحرة في براغ[2]، مما أثار حفيظة روسيا، وهددت بإغلاق مكتب الإذاعة لديها.

قامت الولايات المتحدة بتشكيل لجنة أطلق عليها "لجنة سلام الشيشان" وترأسها الإستراتيجي المعروف "زبيفنيو بريجنسكي" وتلخصت وجهة نظره على ضرورة تدخل الأمم المتحدة في الشيشان كما تدخلت في تيمور الشرقية لإنهاء الصراع،، وذلك لضمان سيطرة الغرب على أذربيجان ذات المخزون النفطي الكبير، ورأى أن استقلال الشيشان ضروري لمصلحة روسيا ذاتها، وان هناك دول عديدة في الأمم المتحدة عدد سكانها اقل بكثير من الشيشانين.

رأت الولايات المتحدة أن الشعب الشيشاني هو الشعب الوحيد المتجانس عرقيا في دولة واحدة بالمنطقة، وهم اكبر قومية سنية في منطقة القوقاز، وإذا كانت الشيشان تتمتع بميزات عديدة إضافة إلى موقعها المتوسط لمرور خطوط أنابيب النفط، فإن جورجيا على حدودها تعد الدولة الأكبر في جنوب القوقاز إضافة إلى كونها مدخل العالم إلى أسيا الوسطى من جهة البحر الأسود. وبذلك فإن المفصلين الأساسين في القوقاز هما الشيشان شمالا وجورجيا جنوبا.

أعلن البنتاجون في 27 فبراير 2002  أن الولايات المتحدة الأمريكية لها خبراء يقوموا بتدريب وتسليح القوات الجورجية للقضاء على الإرهابيين الشيشان في منطقة ممر بانكيزي الجورجي، وفي مايو عام 2002 أيضا سمحت الولايات المتحدة بانضمام روسيا إلى مجلس حلف شمال الأطلسي " الناتو " وإعطائها دور مساوي مع أعضاء الناتو في اتخاذ القرارات بشأن مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية الأخرى.

مع نهاية عام 2002 أدرجت الولايات المتحدة الجماعات المسلحة الشيشانية في قائمة الإرهاب تحت ضغوط روسية، وكان للتواجد الأمريكي في جورجيا أثره في دفع السلطات الجورجية لتنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الشيشان في بانكيزي في الفترة من مايو حتى سبتمبر  2002، وخلال عام 2003 تراجع الدور الأمريكي بالمنطقة لتحسين العلاقات مع روسيا ارتباطا بالحرب على العراق، خاصة ما تردد عن استخدامها لقواعد عسكرية في آسيا الوسطى وأذربيجان وجورجيا.

إن الباحث في موقف الولايات المتحدة وجورجيا والشيشان يجد أن هناك مصلحة مشتركة تجمعهم هي تحييد النفوذ والهيمنة الروسية على المنطقة، فالولايات المتحدة تسعى إلى السيطرة على المنطقة بعد إبعاد روسيا، وجورجيا تسعى إلى التخلص من السيطرة الروسية والدخول تحت العباءة الأمريكية، أما الشيشان فمصلحتهم في الحصول على الاستقلال من روسيا.

عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى سياسة الزحف الهادئ في جنوب القوقاز نحو جورجيا، وتترك الشيشان كثمرة نهائية يمكن قطفها بعد دعم وجودها جنوب القوقاز، ففي عام 2004 طلبت أذربيجان الانضمام إلى حلف الناتو وأيدتها الولايات المتحدة إلا أن الدول الأوربية رفضت الأمر ارتباطا بسياسة الناتو لوجود نزاع بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم "ناجورنو كاراباخ".

أما في جورجيا فقد دعمت الولايات المتحدة انتخاب "ساكا شفيلي" كرئيس جديد بديلا عن " شفرنادزة" هذا وقد اتهم "شفرنادزة" الملياردير الأمريكي "جورج سورس" والمعهد الديموقراطي الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق "جيمس بيكر" بأنهم خلف سقوطه، وبذلك بات "ساكا شفيلي" الموالي لأمريكا رئيساً لجورجيا وفتح علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ووسع من تواجدها العسكري بجورجيا لتكون قاعدة عسكرية رغم وجود قاعدتين عسكريتين روسيتين في جورجيا، ويزداد بذلك الاقتراب الأمريكي من الحدود الروسية.

في سبتمبر  2006 تصعد جورجيا حالة التوتر مع روسيا بعد القبض على أربعة ضباط روسيين واتهامهم بالتجسس وتسلمهم إلى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي يوم 2 أكتوبر 2006 التي قامت بتسليمهم إلى روسيا، وارتبط هذا التصعيد بالوجود الأمريكي في جورجيا، وسعي جورجيا إلى الانضمام إلى حلف "الناتو" إضافة إلى المطالبة بإخلاء القواعد العسكرية الروسية في جورجيا والمقرر إخلائها عام 2008



[1] يقع ممر بانكيزي على الحدود بين الشيشان وجورجيا وعلى مسافة 150كم من العاصمة الجورجية "تبليسي"وهي منطقة جبلية وعرة اتخذها اللاجئون الشيشانيون مخبأ لهم حيث يتواجد 7000 لاجئ شيشاني بعائلتهم، وتتخذها الجماعات الشيشانية المسلحة كقاعدة عمليات لوجستية، وتوصف المنطقة بالسمعة السيئة لاحتوائها على إرهابيين شيشانين وعرب وأجانب وصعوبة القضاء عليهم في تلك المنطقة

[2] إذاعة أوروبا الحرة، هي إذاعة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، أنشئت أبان الحرب الباردة، وكانت موجهة إلى مناطق أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي، بلغات تلك الشعوب، وشملت برامج باللغة الشيشانية، وتوقف بثها مع انتهاء الحرب الباردة، ثم أُعيد بثها عام 2002 كمؤشر عن توجه استراتيجي للإدارة الجمهورية الجديدة بالولايات المتحدة.