إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الصراع في جنوبي السودان





موقع منطقة إبيي
المناطق الحدودية المختلف حولها

مناطق النفط جنوب السودان
أماكن معسكرات الفصائل
الموقع الجغرافي للسودان
التوزيع القبلي
التقسيم الإداري للسودان
التقسيم الإداري لجنوب السودان
تضاريس السودان
قناة جونجلي



الفصل الأول

الفصل الثاني

تطورات مشكلة الجنوب خلال الفترة (1985 – 1997)

تشكلت الحركات السياسية وفصائل المقاومة المسلحة بشكل منظم عام 1985،  على الرغم من خلافاتها وعدم توحدها. وكان أبرزها "الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان" بزعامة "جون قرنق"، الأمر الذي حدا بهم إلى تصعيد المواجهة العسكرية مع القوات السودانية في الجنوب. واستمرت المواجهات العسكرية بين الطرفين، رغم المحاولات المتعاقبة للحكومات السودانية لحل المشكلة بالطرق السياسية.

بعد سيطرة حكومة الإنقاذ الوطني على الحكم في السودان عام 1989، حاولت فتح أفق سياسي لمشكلة الجنوب بسبب تداعيات استمرار الحرب على المستوى الداخلي والخارجي، مع استمرار العمل العسكري بعد رفع كفاءة القوات المسلحة السودانية. فبدأ بمؤتمر الحوار الوطني للسلام في أكتوبر 1989، ومؤتمر أبوجا في يونيه 1992، ومؤتمر أبوجا الثاني في مايو 1993. وعلى الرغم من فشل تلك المؤتمرات، إلاّ أنها أسست مبادئ وأطراً عامة للسلام في ظروف الاختلاف حول بعض القضايا بين الشمال والجنوب.

كان من نتيجة الضغوط الدولية ومن دول الجوار الأفريقي على السودان، وتهديدها بالعقوبات والتدخل الدولي، موافقة السودان على دور منظمة "الإيقاد" للمساعدة في إيجاد صيغة للسلام. وتمكن "الإيقاد" من جمع أطراف التفاوض في نيروبي في مارس 1994، وجولة أخرى في مايو 1994. واستغلت الحكومة السودانية اختلاف الفصائل في جنوب السودان، وأجرت معهم حوارات ثنائية، أثمرت عن اتفاق سلام مع "حركة تحرير جنوب السودان"، و "الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان"، مجموعة بحر الغزال، في أبريل 1996. واجتمعت مع ممثلي أبناء جبال النوبة في نيروبي في يوليه 1996، وأنجزت اتفاق سلام آخر مع ستة من الفصائل المنشقة على "جون قرنق" في أبريل 1997. وبرعاية الأطراف الخارجية، عُقد اجتماع بين الحكومة السودانية وحركة "قرنق" في نيروبي، في أكتوبر ونوفمبر 1997.

كان للدور الإقليمي أثره في تصاعد وهبوط حدة القتال منذ عام 1996، ارتباطاً بتحسن أو سوء العلاقات بين السودان ودول المنطقة؛ فكلما ساءت العلاقات مع إحدى الدول، يزداد دعمها السياسي والعسكري لفصائل التمرد ويتصاعد الصراع المسلح. وكان لتحسن علاقات السودان مع دول الجوار أثره في الوساطة والمفاوضات المتعددة بين الحكومة والفصائل. وكان للدور الدولي أثره في القضية، حيث لعبت إسرائيل دوراً حيوياً في تسليح وتدريب عناصر الحركة الشعبية منذ عام 1955، بشكل مباشر وغير مباشر. كما كان لإيران دور حيوي في تسليح الجيش السوداني منذ عام 1992. ونالت قضية جنوب السودان اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، التي باتت طرفاً في القضية منذ عام 1986، لارتباطها بمصالحها الإقليمية.