الفصل الثالث

تصاعد المشكلة وصولاً إلى الصراع المسلح

تُعد مشكلة جنوب السودان من أحد مصادر تهديد الأمن الوطني السوداني والأمن القومي الإقليمي، خاصة لدول الجوار الجغرافي مع السودان، إضافة إلى ارتباطها بأمن ومصالح المجتمع الدولي، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك، كان هناك اهتمام سوداني لحل مشكلة مرتبطة بأمنه الوطني، واهتمام إقليمي ودولي ارتباطاً بالمصالح والأمن الإقليمي.

وكان للدورين الإقليمي والدولي أثرهما في تصاعد حدة الصراع، وفي الضغط على أطرافه للدخول في المفاوضات، ارتباطاً بالمصالح الإستراتيجية. والمثير هنا هو الدور الإسرائيلي لدعم الحركة الشعبية، والدور الإيراني لدعم الحكومة السودانية، والذي جاء بهدف خلق مصالح جديدة في القارة الأفريقية.

ونُشير هنا إلى دور "الإيقاد" الحيوي في خلق نقاط اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية، كانت أساساً للتفاوض في العديد من المراحل التاريخية للقضية.

يتناول هذا الفصل دراسة لطبيعة مسرح العمليات في جنوب السودان، وهو مسرح له سمات خاصة من حيث الطبيعة الجغرافية، وما تُمليه على العمليات العسكرية من قيود. كما يدرس أيضاً محاور التقدم مع دول الجوار، التي تستخدمها عناصر الجنوب وتتلقى من خلالها الإمدادات العسكرية.

إضافة إلى دراسة القدرة العسكرية للقوات المسلحة السودانية، وحجم هذه القوات في الجنوب، والقدرة العسكرية لميليشيات الجبهات المعارضة في الجنوب.